اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

اغتيال الســادات من التخطيط الى الأحداث ليلة العرض العسكري ... !!!


يحى الشاعر

Recommended Posts

اغتيال الســادات

كان حادث الاغتيال مروعاً، مباغتاً، إذ تم في سرعة مذهلة، ولم يستغرق سوى 35 ثانية! وبعدها اهتز العالم كله. إن طلقة الرصاص، التي أصابت السادات، وأودت بحياته، سرعتها 735 متراً في الثانية، وأطلقت على بعد نحو 20 متراً، أي أن الطلقة أصابته، وأودت بحياته في 20/735 من الثانية!

قرّر المسؤولون عن الأمن أن هناك أكثر من 14 جهة، خارجية وداخلية، استهدفت اغتيال السادات، وتنفيذ أعمال تخريب ضخمة داخل مصر. وأنه تجمعت لدى أجهزة الأمن في مصر معلومات عن اتصالات بين رجال بعض التيارات المعارضة ومنظمات إرهابية دولية، مثل مجموعة كارلوس، وتنظيم الألوية الحمراء، وتنظيمات الإرهاب في ألمانيا الغربية. كما كان هناك اتصالات بتنظيم الجيش الأحمر الياباني.

وفي الحقيقة، تم اغتيال السادات على يد مجموعة من المنتمين إلى إحدى الجماعات الإسلامية، وهم:

- الملازم الأول خالد أحمد شوقي الإسلامبولي، من سلاح المدفعية.

- والملازم الأول (سابقاً) عبدالحميد عبدالسلام (سبق أن استقال من الخدمة العسكرية، وكان ضابطاً في القوات الجوية).

- والملازم الأول المهندس الاحتياطي عطا طايل حميدة رحيل، من مركز تدريب المهندسين.

- والرقيب المتطوع حسين عباس محمد، من قوة الدفاع الشعبي.

تسلسـل الأحـداث

كانت البداية يوم 23/9/1981، حين وقع الاختيار على الملازم الأول خالد أحمد شوقي الإسلامبولي، للاشتراك في طابور العرض العسكري في أكتوبر القادم، ليحل محل زميل له، شاءت الأقدار أن تمنعه من المشاركة.

وفي اليوم التالي، توجّه خالد إلى أرض العرض، وحضر "البروفات". وهناك، راودته الفكرة، وألحّت عليه. فلم يستطع مقاومتها، فاختمرت في رأسه، وعقد العزم على تنفيذها . (يجدر بنا أن نذكر أن شقيقه، محمد الإسلامبولي، كان ضمن المعتقلين في أحداث سبتمبر).

بُعيد صلاة الجمعة، 25/9/1981، أسرع خالد الخطى إلى منزل صديقه المهندس محمد عبدالسلام فرج، وهو المتهم الخامس، ببولاق الدكرور، لزيارته. وبدأ يتجاذب معه أطراف الحديث حول الأوضاع السائدة في البلاد على وجه العموم، وحول ما يتعرض له المسلمون من ظلم، يحيق بهم وبعلمائهم، وأنه لا بد من تمكين شرع الله. وهنا، انتهز خالد الفرصة، فكاشفه بأمر تعيينه في طابور العرض، وبفكرته في اغتيال رئيس الجمهورية في منصة العرض، موضحاً أنه يحتاج إلى معاونة ثلاثة أو أربعة من "الإخوة"، لمساعدته على التنفيذ، وتدبير القنابل والذخيرة. فرحّب محمد عبدالسلام بالفكرة.

وفي المساء، استقبل خالد صديقه محمد عبدالسلام وزوجته، وفي صحبتهما كل من عبدالناصر عبدالعليم درة، المتهم الثالث عشر في قضية الاغتيال، وصفوت إبراهيم الأشوح، المتهم الثالث والعشرين. وكان اللقاء في منزل خالد، الذي تسكن فيه شقيقته وزوجها. ولما علم زوج شقيقته بحضورهم، اعترض على تلك الاستضافة، خشية أن يكون بينهم أحد من المطلوب القبض عليهم. بيد أن خالداً هدّأ من روعه، وطمأنه بأنه سيدبر لهم أمر مَبيتهم في مكان آخر، صبيحة اليوم التالي.

وفي اليوم التالي، انتقلوا إلى منزل عبدالحميد عبدالسلام (صديق خالد)، وهو المتهم الثاني في القضية، حيث تم تكليف صالح أحمد صالح جاهين، المتهم الثاني عشر، بأمر تدبير الذخائر والقنابل المطلوبة.

عرض الخطة على مجموعة الصعيد

وفي يوم 28/9/1981، حضرت مجموعة من الصعيد، لمقابلة محمد عبدالسلام وخالد، اللذين عرضا خطة الاغتيال، التي نسج الأخير خيوطها. فوافقوا عليها، وانعقد عزمهم على تنفيذ الخطة، على أن تمدهم مجموعة الصعيد بالذخيرة اللازمة لتنفيذ عملية الاغتيال.

كما التقى خالد، في شقة عبدالحميد أيضاً، كلاًّ من عطا طايل حميدة، وحسين عباس محمد، وعرض عليهما خطته، فوافقا عليها، واتفقا معه على تنفيذها. ثم أرسل رسالة إلى عبود الزمر (مقدم استخبارات مفصول من القوات المسلحة) بتفاصيل الخطة. فرد عبود برسالة مفادها موافقته على الاغتيال، مُرفَقَة بتوجيهاته في كيفية دخول الأفراد إلى منطقة العرض، وتصوراته لما يمكن أن يحدث في حالة نجاح العملية.

تدبير الذخائر والأســلحة

وفي يوم 2/10/1981، قبل الحادث بأربعة أيام، تم تدبير ما يزيد على مائة طلقة 7.62 × 39مم، أخذ منها خالد إحدى وثمانين طلقة، من بينها أربع طلقات "خارق حارق"، معلّمة بعلامة حمراء على المقذوف، وأعطاها لعبدالحميد عبدالسلام، الذي خبأها فوق سطح المنزل.

وفي مساء اليوم نفسه، انتقل محمد عبدالسلام من شقة عبدالحميد إلى عيادة أسنان، بحي الزيتون، ليتخذها مقراً لاجتماعاته مع أفراد جماعته. وخلال المدة من 2 إلى 4/10/1981، اكتمل تدبير باقي الذخيرة والقنابل اليدوية اللازمة ورشاش ومسدس. تسلمها خالد إضافة إلى ثلاث خزن بنادق آلية وخزنة رشاش قصير، وثلاث إبر ضرب نار.

وأخذ خالد إبر ضرب النار وخزن البنادق الآلية، وخزنة الرشاش، والقنابل، ووضعها في حقيبته "السمسونايت"، وانصرف بعد أن اتفق مع عبدالحميد على اللقاء أمام بوابة حديقة المريلاند، في الساعة العاشرة مساء ذلك اليوم.

الأحداث على أرض العــرض

وفي الموعد المحدد، ذهب خالد إلى المكان المتفق عليه، ومعه حقيبته "السمسونايت"، وبها الذخيرة والقنابل اليدوية وإبر ضرب النار وخزن البنادق الآلية وخزنة الرشاش. فوجد عبدالحميد في انتظاره داخل سيارته، من نوع "فيات"، مرتدياً الزي العسكري، فقاد خالد السيارة، وعرّجا، في طريقهما إلى أرض العرض، على مقهى بميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة، حيث انضم إليهما كلٌّ من عطا طايل، وحسين عباس، وكانا يرتديان الزي العسكري أيضاً، وتوجهوا جميعاً إلى أرض العرض. وعلى مقربة من تجمع آليات وحدة خالد وأفراده، نزل عبدالحميد وعطا وحسين، ومعهم خطاب مزوّر، مفاده أنهم ملحَقون من اللواء 118 مدفعية . وكان الاتفاق، أن يدخل هؤلاء الثلاثة ويسألوا عن خالد، الذي كان قد ترك خبراً مسبقاً في وحدته، أن ثلاثة من الجنود الملحَقين، سيصلون في تلك الليلة. وعقب دخولهم، بربع ساعة تقريباً، لحق بهم خالد، فوجدهم في انتظاره، يقفون إلى جوار خيمته. فطلب منهم مخالطة الجنود بالوحدة، بعد أن مزق الخطاب المزوّر، الذي كان معهم.

وفي صبيحة يوم الإثنين، الموافق 5/10/1981، عُين خالد ورفاقه عبدالحميد وعطا وحسين "خدمة على السلاح". وفور أن تسلم خالد الأمر بنزع إبر ضرب النار، من أحد الضباط، كلّف عبدالحميد بتمييز البنادق الآلية الثلاث، التي سيستخدمونها في عملية الاغتيال. فقام الأخير بتمييزها عن سواها بقطع صغيرة من القماش، دسّها في فوهاتها. وفي الوقت نفسه، ترك خالد حقيبته "السمسونايت" تحت سريره، بعد أن أخرج منها القنابل الأربع، ووضعها داخل خوذته، وعيّن حسين عباس حارساً لخيمته.

حادثة الاغتيال .... ما قبــل العمليــة

كان السادات يعلم يقيناً أن رأسه مطلوب، وكان يطَّلع على الإجراءات الأمنية لحماية حياته. كما كانت جهات الأمن تبلِغه بما يصل إليها من معلومات، وكان قلقاً على أفراد أسرته، وكان دائماً يحذر زوجته وأولاده، ويأمرهم بالاحتياط.

وفي يوم 28 سبتمبر، أصرّ على زيارة المنصورة، في قطار مفتوح من الجانبين، ثم في سيارة مكشوفة، ورفض اقتراحاً بالسفر إلى المنصورة في الطائرة. وقبل وصوله إلى هناك، تلقّى فوزي عبدالحافظ، سكرتير الرئيس، رسالة لاسلكية من إحدى جهات الأمن، بوجود معلومات، تفيد أن أحد أفراد الجماعات الإسلامية، تقلّه سيارة "فولكس فاجن"، ينوي اغتيال السادات في المنصورة. وتحركت الطائرات العمودية تراقب الطريق، بحثاً عن هذه السيارة، وحلّقت في سماء المنصورة. ولكن لم يُعثر على شيء.

كان هذا الشخص، الذي يجري البحث عنه، هو عبود الزمر، ضابط الاستخبارات المفصول، الذي انضم إلى تنظيم الجهاد، وكان مطلوباً بشدة من أجهزة الأمن المصرية، وقد أخطر محمد نبوي إسماعيل، وزير الداخلية، وقتذاك، الرئيس السادات بأمره. وقد وجّه السادات إنذاراً إلى الزمر، يوم 28 سبتمبر، عبْر التليفزيون، قائلاً:

"إنني أعرف أن هناك ضابطاً منهم هارب، وربما يكون سامعني الآن، لقد اعتقلنا الآخرين جميعاً في خمس دقائق، وإذا كان هو قد تمكن من الفرار، فإنني أقول له إننا وراءه هو الآخر" .

ومن العجيب أن جهات الأمن، لم تكشف شيئاً عن وجود تنظيم سري مسلح لقلب نظام الحكم واغتيال السادات، إلاّ في أواخر سبتمبر 1981، وهذا ما سجلته حيثيات الحكم في القضية، التي عرفت باسم "قضية الجهاد رقم 48 لسنة 1982 أمن دولة عليا".

وفي يوم 30 سبتمبر، كان هناك مذكرة من وزارة الداخلية على مكتب الرئيس السادات. تقول المذكرة إن سائق سيارة أجرة، يُدعى صابر عبدالعظيم، تقدم إلى اللواء السماحي، مدير أمن القاهرة، وأبلَغه بأن هناك من يورطه في عملية شراء أسلحة والتدريب عليها. وكان مرفقاً بالمذكرة ثلاثة أفلام صوت وصورة: تصور ثلاثة لقاءات بين هذا السائق ونبيل المغربي، أحد أعضاء تنظيم الجهاد، منها فيلم يصور عملية تسليم مدفع. وتم القبض على نبيل المغربي، وحققت معه نيابة أمن الدولة. وكان المغربي، عند القبض عليه، يعلم بمخطط اغتيال السادات، ولكنه لم يفُه بعبارة واحدة في هذا الشأن.

ليلة العرض العسكري

حدث أن توصل رجال الأمن إلى معلومات خطيرة، ليلة العرض العسكري، حيث التقى عبود الزمر أحد عملاء المباحث المندسّـين في التنظيم، في الساعة الثامنة مساء، في ميدان باب الحديد. وكان عبود في حالة هياج، ووصفه عميل المباحث بأنه كان "سعران" (مضطرباً)، وقال له: "لا بد من عملية كبيرة، إحنا ميتين .. ميتين" .

وقد اتصل نبوي إسماعيل، وزير الداخلية، بالرئيس السادات، وأبلَغه بذلك، ورجاه أن يعيد النظر في حضور العرض العسكري، ولكن السادات رفض، وهو يقول: "أنت هوّال وخوّاف، يا نبوي، العيال أصبحت خطوطهم مقطوعة، وأنا هدّدت الولد الزمر في خطابي" (يقصد خطاب 28 سبتمبر).

وكان هناك مفاجأة كبرى، ظهرت بعد العرض العسكري!

لقد اتصل أحد قادة التنظيم بعميل للمباحث العامة، مدسوس في هذا التنظيم، وقال له: "لا تخرج من منزلك اليوم.. استمع إلى الراديو أو التليفزيون. وغداً الساعة 11 صباحاً، ستصلك تعليماتي" . وأدرك عميل المباحث، أن هناك عملية كبرى تتعلق بحياة السادات. وحاول الاتصال بالضابط الذي يرأسه، فلم يمكنه، وعندما استطاع الاتصال بغيره، كان السادات قد قُتل.

وفي تلك الليلة، جاءت التقارير إلى الرئيس، تُفيد أن الحرس الجمهوري تسلّم، في الصباح، منطقتين من الاستخبارات الحربية، وهما منصة العرض العسكري ومبنى وزارة الدفاع، حيث اعتاد الرئيس أن يزور القيادة العسكرية قبل العرض بنصف ساعة. وكان اجتماع قد عقد، ظهر يوم الخامس من أكتوبر، برئاسة اللواء أركان حرب محمد صبري زهدي، نائب رئيس قوات المنطقة العسكرية المركزية، وضمّ رجال رئاسة الجمهورية من جميع الأفرع، ورجال الاستخبارات الحربية والاستخبارات العامة، وقيادات المجموعة (75) استخبارات حربية، وهي على مستوى متقدم وكفاءة نادرة، وتم كتابة مذكرة "تنسيق" وقّعها الجميع.

وتأكد الرئيس بنفسه، قبل العرض بأربع وعشرين ساعة، من سيطرة أجهزة أمن رئاسة الجمهورية وقيادتها على منصة العرض العسكري، وأنه لمزيد من الحيطة، تم تركيب مائة وعشرين خطاً هاتفياً مباشراً داخل المنصة، التي لا تزيد مساحتها على تسعين متراً مربعاً. واطمأن الرئيس تمام الاطمئنان، ونام ليلته.

يحى الشاعر

تم تعديل بواسطة يحى الشاعر

لن يمتطى شخص ظهرك ، ما لم تقبل أن تنحنى له

إسـلـمى يـــــامـــصــــــــر

الوجه الآخر للميدالية ، أسرار حرب المقاومة السرية فى بورسعيد 1956

yamain8vi2xi.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

شوفوا هذا الرد من قتل السادات من وجهه نظر أخرى

http://masr.20at.com/marquee.php?mid=1882

" لو اجتمعت الأمة علي أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو إجتمعو علي أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك "

"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"

رابط هذا التعليق
شارك

شوفوا هذا الرد من قتل السادات من وجهه نظر أخرى

http://masr.20at.com/marquee.php?mid=1882

لا يمكن تصور ما يدور "خلف الستائر" على المسرح السياسى ::: tلكل شخص نظريته الخاصة ، وإننى ما زلت "أبنى" بعض أرائى

على ما أتيحت له فرصة قرائته

نظرية ...بإختصــار ...

كل "شخص .... !!!" على المسرح السياسى العالمى ، له دور معين .. فى وقت معين .. لغرض معين ... فى مكان معين ...

وعندما يتم الوصول الى النتيجة "المخططة" .. سينتهى ... أو سيتم إنهاء ... وجوده "أيضا لمن بقفون فى طريق التحقيق " ولمن لم يتمكنوا من التحقيق ...

وعندما يــنـــتــــهـــــى .... "وقته" ...

هناك من يموت طبيعيا ... "مع إحتمال .. مساعدة خفية .. متوسطة المدى ... عادة خمسة سنوات" وهناك من ... يتم موته ... "بالعافية" ... ونترك الأفكار للتخيل ...

يراعى .. مخططى "تلك المسرحيات" ..فى جميع هذه الحالات ... تفادى ... بقاء الـــرمـــز .... للمستقبل ...

ويمكننا النظر الى "المسرح العالمى" .. وإختفاء السياسيين الذين لعبوا دورا هاما فى تشكيل "القرن العشرين" ... وما تبعهم من "تــطــمــيــس" ... لتتأكدى من صحة هذه "... النظرية" ...

موضوع إغتيال السادات ما زال يتسم ويتصف بالعديد من الخبايا والأسرار ... والأخطاء ..

tيلاحظ ، أن الحرس الذى كان موجودا أمام المنصة "ببنادقهم" لم يطلقوا طلقات دفاعية ...البنادق لو يكن بها إبرة .. ولم يكن معهم ذخيرة ..

يعنى واقفين "مــــنــــظــــر ديـــــكــــور " بس

يحى الشاعر

ما يلى هو نص اللموقع الذى تنوه به http://masr.20at.com/marquee.php?mid=1882

من قتل السادات

--------------------------------------------------------------------------------

الشعب المصرى الذى فى يوم ما أطلق على السادات "بطل الحرب و السلام" لدية قناعة بأن مبارك لم يأمر باجراء تحقيقات حقيقية فى جريمة اغتيال السادات لان مبارك نفسة يقف وراء ارتكاب هذة الجريمة الشنعاء.

و السبب الحقيقى لتلفيق اتهامات ضد سعد الدين ابراهيم هو محاولاتة فك ألغاز و طلاسم هذة الجريمة و شرع منذ 5 سنوات فى تشكيل لجنة محايدة مستقلة لاجراء تحقيقات لمعرفة الفاعل الرئيسى فيها.

و كان مبارك منذ نحو عامين قد غضب كثيرا بسبب قيام صحيفة الميدان و هى صحيفة محلية مستقلة بنشر صورة جثة السادات و كانت تلك هى أول مرة يرى فيها الرأى العام فى مصر و العالم كلة هذة الصورة التى كانت تعتبر سرا كبيرا لمدة 22 عام. هذا و قد أمر مبارك رئيس تحرير الميدان بفصل الصحفى المسؤل عن نشر الصورة. هذا، و قد صدرت أوامر عليا لكل الصحف سواء كانت حكومية أو غيرها بعدم نشر هذة الصورة مرة أخرى.

لدى مبارك أسباب وجيهة كثيرة لكى يحجب المعلومات الخاصة باغتيال السادات و يرفض اجراء تحقيقات حقيقية كاملة و نزيهة لكشف غموض هذة الجريمة.

و كانت جريدة العربى الناصرى قد نشرت فى عددها الصادر بتاريخ 19-6-2005 تقريرا مبنى على أقوال أحد الشهود مفادة أن السادات كان ينوى طرد مبارك و تعيين غيرة نائبا لرئيس الجمهورية. كان السادات قد أخبر مبارك بعزمة تعيين غيرة فى أواخر سبتمبر من عام 1981 بسبب قيام مبارك بعمل اتصالات فى الجيش من وراء ظهر السادات مما جعل السادات يتوجس خيفة من مبارك و يشك فى نواياة. و فى صباح يوم 6 أكتوبر من عام 1981 أى قبل ساعات من اغتيال السادات عين السادات الدكتور عبد القادر حاتم نائبا لرئيس الجمهورية بدلا من حسنى مبارك الا أن القرار الخاص بذلك كان سيجهز و يوقع بعد الاستعراض العسكرى. هذا و قد نشرت الجريدة المذكورة صورة للسادات و هو يصافح عبد القادر حاتم صباح 6 أكتوبر. و طبقا لتقارير أخرى غضب السادات بشدة عندما علم بأن مبارك كان يجرى من خلف ظهرة اتصالات مع العائلة المالكة السعودية التى كانت قد فطعت العلاقات معة بعد توقيعة معاهدة السلام مع اسرائيل. أما المؤسسة الدينية السعودية المتطرفة المرتبطة بالعائلة المالكة هناك فقد أحلت دم السادات لانة عقد صلح و سلام مع "اليهود أعداء اللة". و قد رد السادات فى تحدى بقولة ان "السعويون كانوا رعاع و نحن الذين علمناهم التمدن". أما العائلة المالكة فى السعودية فقد قالت بانها لن تتعامل مع مصر أبدا طالما ظل السادات فى الحكم.

كان السادات قد اتخذ قرار مفاجىء و غير مفهوم فى عام 1975 بتعيين الفريق حسنى مبارك قائد القوات الجوية نائبا لرئيس الجمهورية. و كانت التقارير قد أوضحت فى ذلك الوقت أن زوجة السادات القوية السيدة جيهان هى التى توسطت لدى السادات لتعيين مبارك فى هذا المنصب. زوجة السادات النصف بريطانية تمت بصلة قرابة لزوجة مبارك النصف بريطانية. و كان مبارك قد اظلق شائعات بعد ذلك مفادها أن حكومة الولايات المتحدة هى التى ضغطت على السادات لتعيين حسنى مبارك نائبا لرئيس الجمهورية. و يستغل مبارك هذة الاشاعة للترويج لاشاعة أخرى أطلقها هو أيضا تقول أن الأمريكان هم الذين أغتالوا السادات.

و لكى يثبت مبارك أقدامة فى منصبة الجديد الذى استكثرة علية الجميع الذين أذهلتهم مفاجأة تعيينة فية قام بتعيين رجالة فى المناصب الحساسة و الهامة فى الجيش و الشرطة و المخابرات و مجلس الوزراء و غيرها.

و كان العميد محمد عبد الحليم أبو غزالة مدير فرع المدفعية بالجيش الثانى الميدانى واحد من اكثر من يثق فيهم مبارك بالجيش لإنة يمت لة بصلة قرابة فضلا عن إنهما من نفس دفعة الكلية الحربية لعام 1949 كما إنهما أمضيا سويا بالإتحاد السوفيتى عدة سنوات فى بعثة تدريبية. و لذا فقد عينة مبارك بعد حوالى سنتين من تولية منصب نائب رئيس الجمهورية ملحقا حربيا فى واشنطن كخطوة أولى فى خطة ترقية و تقدم و تصعيد مذهلة أعدها مبارك لقريبة أبوغزالة. الا انة بعد 3 سنوات أى فى عام 1980 أصدر الفريق أحمد بدوى وزير الدفاع قرارا بتعيين أبوغزالة مديرا للمخابرات الحربية. و لما رأى مبارك أن قرار احمد بدوى يتعارض مع خطتة التى أعدها لأبوغزالة اتصل مبارك بأبوغزالة و قال لة "لا تنفذ أوامر أحمد بدوى واستمر فى واشنطن". و الجدير بالذكر أن مبارك عين أيضا فى واشنطن شقيق زوجتة النصف بريطانى العميد طيار منير ثابت كمدير لمكتب مشتريات السلاح بالسفارة هناك. و كانت المباحث الفدرالية الأمريكية قد سربت لجريدة الواشنطن بوست بعد تولى مبارك الحكم معلومات مفادها أن منير ثابت يرتكب مخالفات مالية جسيمة بنقل الأسلحة الأمريكية التى تمولها الحكومة الأمريكية على سفن يمتلكها هو و صهرة حسنى مبارك و شوقى يونس و غيرهم. و قد كفى مبارك على الخبر مجور و لم يأمر باجراء تحقيق و اكتفى بكلام انشائى لا يودى و لا يجيب.

و فى بداية عام 1981 عين حسنى مبارك أبوغزالة رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة. و فى 6 مارس أى بعد شهرين فقط مات الفريق أحمد بدوى الذى يبغضة مبارك و معة 13 من قيادات الجيش فى حادث طائرة هليكوبتر. و الغريب أن أبوغزالة لم يكن على متن هذة الطائرة اذ أن كبار ضباط الجيش و على رأسهم أبوغزالة بصفتة رئيسا للأركان كانوا من المفروض أن يطيروا مع وزير الدفاع أحمد بدوى فى زيارات ميدانية لوحدات الجيش فى الصحراء الغربية الا أن أبوغزالة تخلف فى أخر لحظة بناء على أوامر من النائب حسنى مبارك. و هكذا أصبح أبوغزالة بقدرة قادر وزيرا للدفاع و قائدا عاما للقوات المسلحة بعد أن كان منذ 4 سنوات فقط مجرد عميد و مدير لفرع المدفعية بالجيش الثانى. لقد قام مبارك بتصعيد أبوغزالة بقوة و سرعة تثير الشك و الريبة متخطيا المئات فى السلم القيادى ممن هم أقدم و أكفأ و أحق من أبوغزالة بهذة المناصب. كما أن هذا التصعيد المريب و الأهداف المرجوة منة تؤكد بأن مبارك كان وراء اغتيال الفريق أحمد بدوى و من كانوا معة على متن الطائرة.

و كوزيرا للدفاع و قائدا عاما للقوات المسلحة عكف أبوغزالة على الاعداد للعرض العسكرى الذى يجرى كل عام فى 6 أكتوبر للاحتفال بنصر أكتوبر.

كان الموقف السياسى فى مصر متأزم و متوتر للغاية و يتجة فى طريقة الى الكارثة. كانت السعودية قد أعلنت الجهاد بعد توقيع مصر لاتفاقية السلام مع اسرائيل فى مارس من عام 1979. و قد ألقت العائلة المتطرفة الوهابية المالكة فى السعودية التى تعارض السلام مع اليهود كمبدأ ثابت كل ثقلها المادى و السياسى وراء خطة تهدف الى تحطيم السلام بين مصر و اسرائيل و الى معاقبة السادات ليكون عبرة لأى حاكم عربى أو مسلم يفكر فى المستقبل فى عقد معاهدة صلح مع اسرائيل. و الحكومة السعودية التى أصبح لها باع و نفوذ كبيرين فى مصر اقتصاديا و سياسيا و ثقافيا و دينيا بعد وفاة عبد الناصر استغلت تأثيرها و اتصالاتها مع الجماعات الدينية و المؤسسة الصحفية و مع السياسيين و المسؤلين فى مصر الذين كانوا يقبضون بسخاء منها لشحن و تأليب الرأى العام فى مصر ضد السلام و ضد السادات نفسة بهدف زعزعة حكمة و قلب نظامة. فى ذات الوقت كانت السعودية تقف وراء تكوين جبهة الصمود و التصدى أو ما يسمى بجبهة الرفض و التى كان أهم أهدافها محاربة السلام و اسقاط السادات. كما وقفت السعودية وراء قرار طرد مصر من جامعة الدول العربية. لقد أصبح السادات معزولا تماما عربيا و اسلاميا بعد أن عبأت السعودية الرأى العام فى العالم الاسلامى و العربى ضد السلام و ضد السادات شخصيا. فى يوليو من عام 1981 أعلن ولى العهد الأمير فهد عن مبادرة سلام جديدة لتكون بديلا عن السلام المصرى الاسرائيلى الا أن كل من مصر و اسرائيل رفضت المبادرة السعودية. لقد شعر السعوديون بأن عليهم أن يفعلوا شيئا ما بسرعة قبل أن تغرى دول عربية أخرى لعقد صلح منفرد مع اسرائيل. كذلك كان السعوديون يخشون قيام السادات بزعزعة حكمهم مستغلا علاقاتة الممتازة مع كل من اسرائيل و أمريكا. و لتخليص العرب و المسلمين بسرعة من "الكافر الخائن السادات" بدأت الجماعات الاسلامية فى مصر الموالية للسعودية مثل الاخوان المسلمون و الجهاد و الجماعة الاسلامية و التى تعرف فى مصر بالطابور الخامس السعودى تعد العدة للتحرك ضد السادات بعد أن أصدرت فتاوى تحل دمة لانة "عقد صلح مع أعداء اللة". و يجدر الاشارة هنا أن السعودية حاولت قتل عبد الناصر عدة مرات فى الفترة مابين أواخر الخمسينات و بداية الستينات و كانت معظم المحاولات تستخدم فيها عناصر من الاخوان المسلمين و ضباط متدينين من الجيش أشهرهم الرائد عصام خليل الذى دفع لة الملك سعود شخصيا مليون جنية لكى يقتل عبد الناصر الا أن عصام خليل سلم نفسة و الفلوس لناصر فعينة ناصر المسؤل عن مشروع الصواريخ نكاية بالسعوديين . لذلك زادت حالة التوتر التى انتابت السادات و قام بناء على نصيحة نائبة حسنى مبارك بالقاء القبض على القيادات الدينية فى مصر بما فيها القبطية و على رموز المعارضة. و هذا الاجراء لم يقلل من الخطر و التهديد لحياة السادات. كان وزير الداخلية الأسبق النبوى اسماعيل قد قال أن مباحث أمن الدولة لديها شريط فيديو يصور تدريبات تجرى فى الصحراء على ضرب النار تنفذها عناصر من الجماعات الاسلامية لاغتيال السادات فى المنصة. كما قال النبوى اسماعيل بأنة كان لدى أجهزة الأمن معلومات مؤكدة بأن الجماعات الاسلامية تخطط لاغتيال السادات فى أثناء الاستعراض يوم 6 أكتوبر. و السؤال هو لماذ لم يقبض أيضا على هؤلاء الذين تم تصويرهم و تتبعهم و هم يتدربون على قتل رئيس الجمهورية؟

فى هذة الأيام المتوترة التى زادت فيها حدة الشك و الريبة فى الكل كيف يمكن لأحد لأن يقترب من السادات بدرجة كافية لقتلة. فى أثناء العرض العسكرى يقوم بحماية السادات عدد كبير من الحراس المدربين اعلى تدريب فى الولايات المتحدة فى المحيط الأول للسادات الذى يبلغ نصف قطرة 15 متر و لا يمكن اختراقة و فى المحيط الثانى الخارجى يتولى حماية السادات قوات خاصة من الكوماندوز التابعة للحرس الجمهورى و فى المحيط الثالث قوات الأمن المركزى التى توفر الحماية لموكب الرئيس و تأمين الطرقات و الأسطح و فى المحيط الرابع تتولى قوات الشرطة المدنية و الشرطة العسكرية عمليات التأمين و الحماية.

و بالرغم من أن التأمين و الحماية للسادات كانا صارمين و مكررين الا أن الجناة تمكنوا مع ذلك من الاقتراب من السادات لمسافة تقل عن 15 متر و قتلة.

كان مبارك قد تمكن بحلول 6 أغسطس 1981 من وضع رجالة فى معظم الوظائف الحساسة و الهامة بالدولة تقريبا و منهم وزير الدفاع و وزير الداخلية و مدير المخابرات العامة و مدير مباحث أمن الدولة و مدير المخابرات الحربية و غيرهم.

تمكن الجناة من الاشتراك فى العرض العسكرى بالرغم أن معظمهم لم يكونوا أفراد فى القوات المسلحة. كانت أجهزة الأمن قد منعت الملازم أول خالد الاسلامبولى من الاشتراك فى الاستعراض العسكرى فى الثلاث سنوات السابقة لأسباب أمنية تتعلق بالأمن و المتمثلة فى وجود شقيقة الأكبر فى المعتقل لانة عضو فى الجماعة الاسلامية. و حتى لو فرض أن باستطاعتهم الاشتراك فى الاستعراض فكيف سيتمكنون من المرور خلال نقاط التفتيش العشرة المقامة فى الطريق المؤدى للاستعراض و هم يحملون ذخيرة حية و قنابل و ابر ضرب النار؟ و كيف لهم أن يتغلبون على 150 فرد من حراس السادات الذين يعزلون تماما دائرة حول السادات يتعدى نصف قطرها 15 متر؟ و حيث ان الجناة قد تمكنوا فعلا من اجتياز كل هذة الدفاعات التى لا يمكن اختراقها بسهولة فان ذلك يؤكد بأنة حصلوا على مساعدة من شركاء لهم فى أعلى المناصب بالدولة. و يمكن لنا أن نعرف شركاء الجناة المهمين بدراسة طبيعة المساعدات التى وفروها لهم لضمان اختراق الدفاعات المنيعة و قتل السادات:

1- قررت المخابرات الحربية فجاة فى منتصف أغسطس رفع اسم الملازم أول خالد الاسلامبولى من قوائم الممنوعين من الاشتراك فى الاستعراض العسكرى لأسباب أمنية. لقد صدر قرار من مدير المخابرات الحربية باشتراك الاسلامبولى فى الاستعراض. و مهمة خالد فى الاستعراض كضابط فى اللواء 333 مدفعية و كما تعود أن ينفذها قبل حرمانة من الاشتراك فى الاستعراض قبل 3 سنوات هى الجلوس فى كابينة شاحنة تجر مدفع ميدانى بينما يجلس فى صندوق الشاحنة 4 جنود من ذات اللواء.

2- بعد رفع اسم الاسلامبولى من قائمة الممنوعين قامت بعض العناصر التابعة للجماعة الاسلامية بالاتصال بالاسلامبولى لتبلغة بأنة قد وقع علية الاختيار لتنفيذ "عملية استشهادية". قامت هذة العناصر بتقديم 4 رجال للاسلامبولى على انهم من سيعاونوة فى اتمام المهمة الموكلة لة. و الشركاء الأربعة أتموا الخدمة العسكرية كما أن أحدهم و هو حسين على كان قناصا بالجيش و بطل الرماية بة. الخطة كانت تتطلب أن يقوم الاسلامبولى بوضع شركاءة الجدد فى صندوق الشاحنة بدلا من الجنود الأصليين فى يوم الاستعراض.

3- كان الجناة الأربعة يقومون بالفعل بالتدريب فى الصحراء على اغتيال السادات فى المنصة. و الغريب أن هذة التدريبات كانت تتم تحت اشراف و حماية أجهزة الأمن بدليل ما أقر بة النبوى اسماعيل بأن أجهزة الأمن كان لديها شريط فيديو يصور هذة التدريبات.

4- قبل الاستعراض بثلاثة أيام صرف الاسلامبولى الجنود الأربعة الذين كانوا من المفرض أن يشتركوا معة فى الاستعراض بأن أعطى كل منهم أجازة تبلغ 4 أيام ثم ادخل الجناة الأربعة الوحدة منتحلين صفة الجنود الأربعة الأصليين و ظلوا هناك حتى يوم الاستعراض حيث اشتركوا فى التدريبات النهائية للاستعراض.

5- كانت الذخيرة الحية و ابر ضرب النار تنزع من الاسلحة التى كانت تصرف للمشاركين فى الاستعراض. و كاجراء أمنى اضافى تم اقامة 10 نقاط تفتيش بواسطة الشرطة العسكرية و المخابرات الحربية على طول الطريق المؤدى للاستعراض للتأكد من عدم وجود ابر ضرب النار و ذخيرة حية. و بالرغم أن الشاحنة التابعة للجناة كانت محملة بالقنابل و الذخيرة الحية و ابر ضرب النار الا أن الشاحنة تمكنت من المرور عبر كل نقاط التفتيش.

6- بالنظر الى الوضع الأمنى المتردي فى البلاد فى ذلك الوقت فقد تقرر أن يرتدى كل من السادات و مبارك و أبوغزالة الدرع الواقى من الرصاص تحت زيهم العسكرى التى كان السادات قد صممه بنفسة على الطراز النازى. فضلا عن ذلك فان حراس السادات البلغ عددهم 150 فرد جعلوا من المستحيل على أى قاتل محتمل أن يقترب من السادات حتى محيط دائرة نصف قطرها 30 متر دون أن يقتل أو يقبض علية. كما أن سور المنصة يوفر للسادات حماية ممتازة فى حالة ما اذا تم اطلاق النار علية. فأذا انبطح السادات خلف هذا السور فلا يمكن للجناة الذين يقفون على الناحية الأخرى من السور و اصابة السادات لأن ارتفاع السور 180 سم و عرضة 80 سم. و الأهم من ذلك كلة كيف يضمن مبارك و أبوغزالة عدم اصابتهما و هما يجلسان على يمين و يسار السادات.

و للتغلب على كل هذة الصعاب حدث ما يلى:

- تم صرف كل حراس السادات فجأة قبل وصول شاحنة الاسلامبولى ببضعة دقائق. لقد صدرت الأوامر لهؤلاء الحراس بالانتشار خلف المنصة و ليس أمامها بزعم أن الارهابيين سيهجمون من الخلف.

- بالرغم أن استعراض القوات الأرضية لم يكن قد انتهى الا أن الاستعراض الجوى بدأ فجأة و لم يعرف المشاهدون أين ينظرون و لكن صريخ و ضجيج الطائرات جذب انتباة الحضور الى أعلى و ذلك فى نفس الوقت الذى قفز فية الجناة الخمسة من الشاحنة لقتل السادات. لقد تم ضبط بدأ الاستعراض الجوى مع وصول شاحنة الاسلامبولى أمام المنصة الرئيسية.

- طلب كل من مبارك و أبوغزالة من السادات الوقوف لرد التحية العسكرية للضابط الذى نزل لتوة من شاحنة المدفعية و بينما وقف السادات حدثت 3 أو 4 اشياء فى ذات الوقت و هى: الضابط الذى كان يتقدم نحو المنصة لتحية السادات عاد فجأة مسرعا الى الشاحنة ليحضر بندقيتة الألية و قنابل يدوية. قام القناص و بطل الرماية الجالس فى صندوق الشاحنة باطلاق النار على رقبة السادات لمعرفتة مسبقا أن السادات يرتدى الدرع الواقى. كل من مبارك و ابوغزالة انبطح أرضا بسرعة و زحف بعيدا عن السادات الذى كان قد سقط لتوة على الأرض. و بمناظرة صورة جثمان السادات الذى أحتفظ بها سرا فترة تناهز 22 عاما و تم تسريبها بمعرفة بعض عناصر المخابرات التى انقلبت على حسنى مبارك فيمكن القول بأن السادات سقط على ظهرة بعد الطلقات الأولى التى أصابتة فى رقبتة و صدرة الأمر الذى يثبتة وجود أثار طلقات على الجزء السفلى من بطنة و التى أطلقها علية خالد الاسلامبولى أثناء وقوفة على الكرسى الذى وضع خلف سور المنصة أمام السادات. و لكن ماذا عن اثار الطلقات الموجودة على جانبى السادات و هى أثار لطلقات ذو عيار صغير أطلقت من مسدس أو أكثر لم يكن موجود مع الجناة الذين كانوا يحملون كلاشينكوف عيار 7.62 مم. ان وجود مثل هذة الأدلة يفسر سر اخفاء صورة جثمان السادات و معلومات أخرى طوال هذة الفترة اذ أن التفسير الوحيد لوجود أثار طلقات لعيار صغير على جانبى السادات يؤكد أن مبارك و أبوغزالة أطلاقا النار على السادات من مسدس صغير كان كل منهما يخفية فى طيات ملابسة أثناء وجود السادات على الأرض بجوارهما و ذلك للتأكد من موتة.

- لقد ترك أحدهم كرسى فى الجانب الأخر من سور المنصة المواجة للسادات و الذى وقف علية خالد الاسلامبولى و مكنة من توجية دفعة من بندقيتة الألية أصابت السادات فى بطنة.

- بالرغم أن الجناة بدوا و كأنهم يطلقون النيران بدون تمييز على الجميع الا انهم طالبوا كل من مبارك و أبوغزالة بالابتعاد عن مرمى نيرانهم اذ قال عبد الحميد عبد العال لحسنى مبارك: أنا مش عايزك .. احنا عايزين فرعون. و قال خالد الاسلامبولى لأبوغزالة و هو يشيح لة بيدة: ابعد. الا يبدو ذلك التصرف غريبا على الجماعات الاسلامية التى تكفر ليس فقط الحاكم المسلم الذى لا يطبق الشريعة الاسلامية و لكن أيضا رموز نظامة الذين يتعين قتلهم أيضا. و اذا كانوا يريدون السادات فقط فلماذا قتلوا 7 أخرين؟

و عن الحيل الخداعية الأخرى التى استخدمت فى الاستعراض فقد تضمنت تعطل ثلاثة مركبات أمام المنصة بعد بداية الاستعراض ب 10 دقائق و 15 دقيقة و 20 دقيقة تباعا. و عندما توقفت الشاحنة التى تحمل الجناة أمام المنصة افترض الذين لم يكونوا ينظرون الى السماء لمشاهدة العرض الجوى أن الشاحنة تعطلت هى الأخرى.

لو لم يكن مبارك متورطا فى مؤامرة اغتيال السادات لكان قد اتخذ على الأقل الحد من الإجراءات الواجب إتخاذها فى مثل هذة المواقف مثل:

1- أقالة و محاكمة محمد عبد الحليم أبوغزالة لانة المسؤل كوزير للدفاع و قائد عام للقوات المسلحة عن مقتل السادات أثناء العرض العسكرى.

2- شكل لجنة محايدة و مستقلة لتجرى تحقيقات شاملة فى مؤامرة قتل رئيس الجمهورية.

مبارك فعل العكس تماما. لقد قام بترقية أبو غزالة لرتبة المشير و لنائب رئيس مجلس الوزراء كما لو كان يكافؤة على مقتل السادات. أفرج مبارك عن مرشد الأخوان و زعماء الجماعات الدينية و الاسلاميين المتطرفين الذين كان السادات قد قبض عليهم قبل وفاتة بشهر و كأنة يكافؤهم لقتل السادات. منع مبارك أى تحقيقات مستقلة كما انة حجب معلومات هامة فى قضية قتل السادات و أخفى أو دمر أدلة و مستندات مؤثرة فيها. و من أهم الأدلة و الاثباتات التى أخفاها أو دمرها مبارك هو الفيلم الذى صورة التلفزيون المصرى للاستعراض و الذى يبين كل من مبارك و أبوغزالة و هما يشيران للسادات للوقوف لتحية الضابط (خالد الاسلامبولى)الذى نزل من الشاحنة و يتقدم من المنصة. كما انة يصور السادات و هو يهم بالوقوف بينما يغوص كل من مبارك و أبوغزالة خلف سور المنصة. هذا، و يوجد دليل أخر لا يقل أهمية و هو الفيديو الخاص بالتدريبات التى كان ينفذها فى الصحراء 4 من قتلة السادات و أخرين و هى تدريبات على قتل السادات فى المنصة و التى جرت قبل حوالى شهر من الاستعراض العسكرى. كان وزير الداخلية فى ذلك الوقت النبوى اسماعيل قد قال فى عدة أحاديث صحفية أن هذا الشريط كان تحت يد المباحث. كما أفاد النبوى اسماعيل أن 4 من قتلة السادات كانوا تحت مراقبة المباحث لمدة 15 يوم قبل اغتيال السادات.

ان من وضع خطة اغتيال السادات لابد و أن كان مخطط عسكرى متمكن لانة أعد و نفذ الخطة كما لو كانت مناورة عسكرية كاملة استخدم فيها القوات الجوية و الأرضية مع القوات الخاصة. لم يترك هذا المخطط شيئا للمصادفة أو الخطأ بل انة أخذ فى اعتبارة أدق التفاصيل و تأكد من تفهم كل مشارك لدورة و التدريب علية على أكمل وجة. و لابد انهم قد استخدموا فى تدريباتهم فى الصحراء ماكيت للمنصة. و لم يهمل المخطط لعملية اغتيال السادات الاجراءات الواجب اتخاذها فور مقتل السادات. لذلك، فان أول شىء فعلتة الشرطة و سلطات الأمن فور توقف اطلاق الرصاص على السادات هو مصادرة و اعدام الافلام من المصورين و مندوبين وكالات الأنباء.

و معنى ذلك أن عملية اخفاء و تدمير الأدلة فى هذة القضية بدأت مبكرا. و مما ساهم فى نقص وجود أفلام تبين عملية قتل السادات بالتفصيل هو قيام المخطط لاغتيال السادات بضبط توقيت العرض الجوى مع وصول شاحنة القتلة أمام المنصة. ان الصوت المرعب المرعد المصد للآذان الذى أحدثة تشكيل كبير من الطائرات الميراج الذى ظهر فجأة من خلف المنصة على ارتفاع منخفض جدا أصاب كل الموجودين بالفزع و الرهبة و أجبرهم بما فيهم المصورين و الصحفيين و مندوبين وكلات الأنباء على النظر الى أعلى. الا أن كاميرا واحدة ظلت مركزة على السادات و هى الكاميرا التابعة للتلفزيون المصرى. هناك أوامر ثابتة فى المناسبات القومية التى يحضرها الرئيس و هى أن تخصص كاميرا تليفزيون للرئيس فقط تلتقط لة كل شىء تحذف منها بعد ذلك بعض المشاهد التى لا تعجب الرئيس أو من ينوب عنة. فى يوم الاستعراض التقطت كاميرا الرئيس كل شىء بما فى ذلك نهوض السادات من مقعدة و سقوط كل من مبارك و أبوغزالة من مقعدة.

و بالرغم أن هذا الفيلم مفقود الا أن الكثيرين شاهدوة. و الواقع انة يوجد ما يكفى من أدلة فى هذة القضية لتحريك الدعوى الجنائية ضد مبارك و أبوغزالة و عشرات من المشتركين معهم فى ارتكاب جريمة القرن العشرين فى مصر. لفد اعترف مبارك ضمنا بقتل السادات فى عام 1984 فى معرض ردة على سؤال فى مؤتمر صحفى محلى عن سبب عدم تعيينة لنائب لرئيس الجمهورية عندما قال بالحرف الواحد: "و اللة أنا ما ورستهاش عشان أورثها". و معنى هذا الكلام أن مبارك أصبح رئيسا للجمهورية لانة انتزع الحكم من السادات بالقوة و ليس بتنازل السادات مثلا لة عن الحكم أو باعتلاءة سدة الحكم نتيجة موت السادات ميتة طبيعية و ليست بالقتل.

بالرغم انة يوجد مئات الأسئلة التى ليس لها اجابة حتى الأن الا اننا نسأل هذين السؤالين:

- لماذا ذهب مبارك الى منزلة للاغتسال و تغيير ملابسة أثناء نقل السادات الى المستشفى؟ هل فعل ذلك للتخلص من المسدس الذى أطلق منة عيارات فى جانب السادات أثناء الهرج و المرج؟

- اذا كانت قوات الأمن كما أقر وزير الداخلية الأسبق تتبع 4 من قتلة السادات لمدة أسبوعين قبل مقتل السادات فلماذا لم تقبض عليهم؟

أنور السادات كان زعيما عالميا كبيرا و لذا لا يجوز أن يمر حادث اغتيالة دون تحقيق أو عقاب. لذلك، نطلب من الأمم المتحدة ارسال فريق من المحققين الى مصر للتحقيق فى مقتل أنور السادات. ان أنور السادات لا يقل كزعيم عن رفيق الحريرى و من ثمة يتعين أن تنال قضية اغتيال السادات نفس الاهتمام و التعاطف و التحقيق الدولى الذى نالتة قضية اغتيال رفيق الحريرى.

مصدرهـــا

يحى الشاعر

لن يمتطى شخص ظهرك ، ما لم تقبل أن تنحنى له

إسـلـمى يـــــامـــصــــــــر

الوجه الآخر للميدالية ، أسرار حرب المقاومة السرية فى بورسعيد 1956

yamain8vi2xi.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...