اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

السادات رئيســاً ... مـفاجأة ... وأحداث داخلية ... !!!


يحى الشاعر

Recommended Posts

السادات رئيســاً

هذه المرحلة، هي أهم مراحل حياته. ففيها تبلورت كل تجارب المراحل السابقة. وفيها وقعت أحداث بارزة، غَيّرت وجه التاريخ المصري. وقد نهض السادات بدور تاريخي بارز في حياة مصر والمنطقة العربية. ولعل أبرز حدثين في تلك الفترة هما: حرب العاشر من رمضان (السادس من أكتوبر عام 1973)، وتوقيع اتفاق السلام مع إسرائيل.

وفي بادئ الأمر، ظهر السادات أمام الشعب رجلاً مجهول التاريخ، مجهول الهوية، لا يوحي بأي قدرات على الحكم أو العمل السياسي. كان في المقاعد الخلفية لرجال الثورة، ولم يكن عبدالناصر قد كلفه بمهامّ العمل التنفيذي، كما كلف الآخرين. حتى بعد أن عيّنه نائباً له، لم يكن يطلِعه على كثير من المعلومات المهمة، ولا يصارحه بما ينوي عمله. ولذا، عندما سافر عبدالناصر إلى موسكو، في زيارته الأخيرة إليها، وكان في نيته أن يقبَل مبادرة روجرز، التي طرحتها الولايات المتحدة، لم يكن السادات يعلم بذلك، لذا، جاهر برفض تلك المبادرة، فغضب عليه عبدالناصر، وأمره أن يذهب إلى قريته "ميت أبو الكوم" لبعض الوقت .

لمّا تولّى الرئاسة، أعلن السادات أنه سيسير على سياسة عبدالناصر. وأخذ كثير من الناس يسخرون من هذا الرجل، الذي يبدو ضعيفاً، وتنتشر حوله النكات الساخرة. وتوقع كثيرون أيضاً، أنه لن يبقى في مَوقعه بضعة أشهر. وكان السوفيت، آنذاك، مقتنعين بأن السادات شخصية ضعيفة، يمكن السيطرة الكاملة عليها، من خلال رجالهم من قيادات اللجنة المركزية في مصر. أمّا الولايات المتحدة الأمريكية، فكانت في قلق من ناحية هذا الرجل، وهل في مقدرته أن يواصل الاتجاه الجديد، الذي كان عبدالناصر قد بدأ السير فيه، من قبول مبادرة روجرز، بعد اليأس من مساندة السوفيت له؟ خاصة بعد أن بدأت إسرائيل تضرب القرى والمدن، من دون أن تتمكن مصر من التصدي لطائرات إسرائيل، بسبب الحاجة الشديدة إلى صواريخ "سام" ، لتأمين سماء مصر وعمقها. وانتهت حسابات واشنطن إلى أن السادات، لن يحكم أكثر من أربعة أشهر، ثم يسقط.

وبعد أشهر قليلة، توالت المفاجآت التي أذهلت الجميع؛ إن الرئيس الجديد، يسير على سياسة الصدمات الكهربائية. فها هو يتصدى لرجال اللجنة المركزية وبعض الوزراء ، الذين كانوا ينظرون إليه في غرور، بل قدّموا استقالاتهم ليضعـوه في مأزق؛ فيسارع إلى التخلص منهم، ويودِع معظمهم السجون . وها هو يعلن مبادرة جديدة، في 4 فبراير 1971، تتضمن موافقة مصر على مد فترة وقف إطلاق النار، وبدء العمل في تطهير قناة السويس، وفتحها للملاحة الدولية، على أن تكون إسرائيل مستعدة للانسحاب الجزئي من سيناء، ضمن جدول زمني للانسحاب الكامل إلى الحدود الدولية .

ثم فاجأ العالم، في عام 1971 أيضاً، بقرارات تصفية الحراسات، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وإغلاق المعتقلات. وطرَد الخبراء السوفيت من مصر في يوليه 1972. ثم توّج قراراته، في عام 1973، بقرار العبور. وكان نصر أكتوبر 1973 رائعاً بكل المقاييس، ويكمن الإسهام الرئيسي لأنور السادات في أنه أتاح لجيش مصر الفرصة، ليبدأ ويمتلك زمام المبادأة، للمرة الأولى في حروبه ضد إسرائيل. إذ في الساعة الثانية من بعد ظهر يوم 6 أكتوبر 1973، الموافق 10 رمضان 1393، عبَرت 240 طائرة، في موجات متواصلة، وعلى ارتفاع منخفض، الحدود إلى إسرائيل. واستمرت الطلعة عشرين دقيقة، وكانت مؤثّرة بشكل واضح. وبعد 15 دقيقة، طلب السادات تكرار الضربة. وانطلقت موجات الطيران، تُدَمّر منشآت العدو. وجاء أول بيان يعلن غرس العلم المصري على الضفة الشرقية. وانطلقت المدفعية المصرية، وتحت ستار طلقاتها، عبَرت قوات المشاة والقوات الخاصة بالصواريخ المضادة للدبابات، واقتحمت خط بارليف ، وتمكنت من صدّ الهجمات المضادة الإسرائيلية. وكسر الجيش المصري حاجز الخوف الإسرائيلي، وكان عبور القناة، واقتحام خط بارليف. وأثبت هذا الجيش زيف مقولة موشي ديانMoshe Dayan، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، الذي قال، ساخراً، عند دراسة احتمالات عبور الجيش المصري: "إن المصريين في حاجة إلى سلاحَي المهندسين، السوفيتي والأمريكي معاً، ليمكنهم النجاح في ذلك". وصرخت جولدا مائير Golda Meir، رئيسة مجلس الوزراء الإسرائيلي، آنذاك، تستنجد بالأمريكيين قائلة: "إن إسرائيل ستنتهي" . وكان هذا الحدث أعظم إنجازات أنور السادات، بلا شك. وتبع ذلك فتح قناة السويس، وإعادتها للملاحة الدولية في 5 يونيه عام 1975م.

أحداث 18 و 19 يناير 1977

إثر الانتفاضة الشعبية، التي كانت نقطة تحوّل مهمة في حكم السادات، اتُّخذت إجراءات عنيفة، ثم عدة قوانين استثنائية، انتهت بحملة اعتقالات ضخمة، في سبتمبر 1981، كانت من أهم الأسباب التي أدت إلى حادث الاغتيال، والتعجيل به.

أســبابها :

وقعت الانتفاضة في 18 و 19 يناير 1977. وكانت الصحف، قبل ذلك التاريخ، تبشّر الناس، على مدى شهور طويلة، بتثبيت الأسعار، وتحسين أحوال المعيشة. وتنشر تصريحات الرئيس بقرب قُدوم الرخاء، الذي سيعمّ الجميع. وفي الوقت نفسه، كانت الوزارة الجديدة، برئاسة ممدوح سالم، تعقد سلسلة من الاجتماعات، تدور فيها مناقشات حادّة وموسّعة حول ضرورة رفع الدعم عن بعض السلع، استجابة لقرار من البنك الدولي بعدم إقراض مصر مبلغ 200 مليون جنيه، ما لم يتم رفع الدعم نهائياً. وأمر السادات الوزراء بالاستجابة لقرار البنك الدولي، وصدرت قرارات رفع الأسعار. وكان ردّ الفعل الشعبي عنيفاً؛ ففي صباح 18 يناير، تحرّك عمال مصانع حلوان في مسيرة متجهة إلى مجلس الشعب. وفي الوقت نفسه، تجمّع الطلبة في جامعتَي القاهرة وعين شمس، كما تجمّع عمال الترسانة البحرية في الإسكندرية، بغرض تنظيم مسيرة في ميدان المنشية. وحدثت تجمعات أخرى في أسوان والمنصورة وبور سعيد. وتحوّل التظاهر إلى شغب وتحطيم وفوضى. واتجهت التجمعات الهائجة لمهاجمة مواقع السلطة، مثل أقسام الشرطة والمطافئ. وبذلت الشرطة جهوداً مستميتة للسيطرة على الموقف، ولم يكن هناك مناص من نزول القوات المسلحة. واتصل ممدوح سالم بالرئيس السادات في أسوان، الذي طَلب منه الإعلان، رسمياً، عن العدول عن قرارات رفع الأسعار.

واستمرت التظاهرات حتى الساعة الثالثة من الصباح التالي. وقد اشتعلت النار في مبنى مؤسسة "أخبار اليوم"، واحترقت مخازن الورق، وأُلغيت زيارة الرئيس اليوغسلافي، جوزيف بروز تيتو Josip Broz Tito، إلى أسوان، وعاد السادات إلى القاهرة. واستمرت التظاهرات يوم 19 يناير إلى الساعة التاسعة مساء، إلى أن تم فضّها تماماً، بمعاونة القوات المسلحة، إذ لم تستطع الشرطة وحدها تفريقها. ووصف راديو موسكو هذه التظاهرات بأنها انتفاضة شعبية. وكان السادات في قمة الألم والحزن مما جرى، ويبدو أنه بدأ يفكر في إجراءات صارمة، وكان كلّما تحدث عن هذه التظاهرات، بعد ذلك، يصفها بأنها انتفاضة "حرامية"

يحى الشــاعر

تم تعديل بواسطة يحى الشاعر

لن يمتطى شخص ظهرك ، ما لم تقبل أن تنحنى له

إسـلـمى يـــــامـــصــــــــر

الوجه الآخر للميدالية ، أسرار حرب المقاومة السرية فى بورسعيد 1956

yamain8vi2xi.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...