اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

أضغاث أحلام


redo

Recommended Posts

أضغاث أحلام

كنت أقف فى شرفة شقتى وهالنى ما رأيت .. إذ رأيت طفلاً أو قل صبيًا دون سن البلوغ يمسك بفتاة فى مثل سنه يتمثل الوقوع بها لا أدرى أيعرف تلك العلاقة بين الرجال والنساء أم لا، فتمعر وجهى واستجمعت شجاعتى وعاتبته شديدًا على ما سعى إليه ، (انت بتعمل إيه ؟ حرام عليك ، انت اتجننت ؟ امشى من هنا .. ) ولما لم يرعوى ، تلفت حولى بإذا لدى ثلاث أحجار من الحجم الصغير نوعًا بحجم غطاء زجاجة المياه وأخذت أقذف الواحدة تلو الأخرى ، فإذا به يجلب حجرًا كبيرًا ويهم بأن يقذفه على ، أسقط فى يدى من بجاحة ما يصنع ولما لم أجد من الحيلة ما أدفع به شره ، نزلت من الشرفة ونظرت بجواره فإذا صِبية فى مثل عمره تقريبًا يقفون على مقربة منه فأخذت أنادى عليهم وناشدتهم كثيرًا ( يا رجالة ـ مبالغًا بذلك الوصف لاستثارة حفيظتهم ـ ) أكثر من 5 أو 6 مرات ولا من مجيب ، وفى نهاية المطاف سمعت همهمتهم فقلت ( انتم شايفين اللى أنا شايفه؟ ينفع كده ؟ ) فمن مجيب بأنه ( ما ينفعشى ) يكاد صوته يضيع بين الجميع ومن غالبية صوتها عال تقول: (عادى ما حصلش حاجة)، وربما كان هناك صنف صامت لا يحرك ساكنًا.

هنا انتهى المشهد ..

وعدت إلى شرودى لا أدرى أما زلت فى الحلم أم أنا فى يقظة أم فى تفكر عميق لما حدث، فأخذت أحلل الأمر من وجهة نظرى ..

• أنا أسكن فى الدور الرابع فى الحقيقة ، لكن فى الخيال كنت فى الدور الثانى فما علامة ذلك وما تفسيره ، فلو كنت فى الدور الرابع لما أمكننى أن أكون قريبًا من المشهد مثل ما فى الحلم وما تمكنت من إسقاط الأحجار الثلاثة على هذا الصبى ، أيكون ذلك لشعورى بالقرب من مشاكل المجتمع وتعايشى معها .. قد يكون أو لا.

• هذا الطفل أو الصبى ما الذى أقدم عليه من أمر وهو دون سن البلوغ ، أكان ذلك من جراء تأثير المجتمع المحيط أو المحبط بكل أشكاله وتراجعه وما تركه الإعلام من آثار سلبية على أطفالنا وغزانا فى أعز ما نملك .. قد يكون أو أمر آخر.

• "تمثل الوقوع بالفتاة" رمز لكل انتهاك يحدث فى المجتمع على المستوى الأخلاقى والثقافى والسياسى والحضارى.. .

• أحجارى الثلاثة الصغيرة ، إلى ماذا ترمز ، أيكون رمزها إلى ضعفى وقلة إيمانى وتخاذلى الذى لم يسعفنى فى مواجهة الشر ، أتكون ذنوبى التى كبلتنى حتى جعلتنى أخفت صوتًا وأقل حراكًا هذا على مستواى الشخصى وقس على ذلك مستوى المجتمع والأمة .

• الحجر الكبير فى يد الصبى صورة من وجهة نظرى فى تفشى الباطل وانتفاشه وتجرأه على الحق ولا أدرى كيف استطاع هذا الصغير أن يحمل حجرًا كبيرًا وإن كان ما يزال هناك الأمل فى دحره إذ أنه هم بأن يقذفنى به ولم يكتمل الفعل وإلا لمات صوت الحق إن كنت ممن يمثلونه على الأقل فى الحلم، إلا أن صورته تنذر بالخطر.

• ليترسخ فى أذهاننا أن الباطل صغير ( الصبى ) يسهل رده وتصويبه ، وأن الكبير هو الانتفاش (الحجر) الذى يسهل تفتيته أو إقصاؤه، وأن الصغير إذا ترك على ما هو عليه كبر على ما ترك عليه.

• وتذكرت حديث للنبى صلى الله عليه وسلم سمعته من الشيخ حسين يعقوب فيما معناه (يأتى على أمتى زمان يفترش الرجل فيه المرأة على الطريق وأفضل مؤمن من يقول له لو تواريت بها) ، حينئذ يشعر الظالم لنفسه ولمجتمعه أنه لا يفعل شئ يلام عليه ، لا أدرى ربما فى الحلم لم أكن أعلم أن هذا الزمان قد أتى وربما تفاءلت كثيرًا بأن هذا الزمان لم يأت بعد.

• لم ينفع صوتى ولا أحجارى الصغيرة فى دحض الباطل مما جعلها أدوات قاصرة عن إزالته أو على الأقل إبعاده ، هذا التفكير فى الإبعاد الذى آلمنى كثيرًا حيث أنه كان من ضمن أولوياتى أن أبعد الخطر عن نفسى أولاً مما جعل الأمر أكثر تعقيدًا هل أنا أبعد الخطر لمجرد أن أكون فى مأمن شخصى منه أم أننى حريص على أن يكون بعيدًا عنى وعن غيرى .

• لفداحة ما أرى ودفاعًا عن نفسى لئلا يقال كنت أجابه الباطل من فوق برج عاجى أول عالى ، نزلت من الشرفة لا أدرى كيف ففى الأحلام ( ممكن أطير كمان) .

• هؤلاء الصبية كانوا رمزًا للمجتمع بتدنى غالبيته حيث أنه صم آذانه عن سماع الحق والدعوة إليه مما جعلنى أنادى عليه مرات عديدة ولم يجب أحد ، حتى عدم استجابتهم لنداء (يا رجالة) الأمر الذى ينذر بفناء تلك الفئة أو على أحسن تقدير ندرتهم، ألست معى أيها النادر؟ ، مثل المواقف الكوميدية ( هى فين الرجالة دى).

• الأمر المبشر أنه بدأت الهمهمة وإلا كان الموات حقًا ورغم قلة أصوات المستجيبين لدعوة الحق والاستنجاد إلا أنهم مازالوا موجودين قائلين (ما ينفعشى) الحمد لله، وأنا أقول لهم (ما ينفعشى) (ما ينفعشى بس).

• لا أستغرب صوت المؤيدين للباطل ولا كثرته ( غثائية عادى ما حصلش حاجة) الذين قال الله فيهم ﴿وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) مؤمنًا بقوله تعالى (فأما الزبد فيذهب جفاءًا وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض).

• الطائفة الثالثة التى صمتت ولم تحرك ساكنًا لا تستحق أن تذكر حتى أننى حينما شرعت فى سرد هذا الحلم نسيت أن أذكرهم ثم أضفتهم بعد ذلك ولله المثل الأعلى حيث جمعهم الله مع الطائفة السابقة ولم يأتى على ذكرهم لأنهم لا يستحقوا الذكر أصلاً أو ربما تم دمجهم مع الذين ظلموا (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ).

• كان يكفى أن يقوم بعض الأفراد منهم اثنين أو ثلاثة بلوم الظالم بأن يقولوا (ارمى الطوبة من إيدك يا ولد واحترم نفسك عيب كده ) ولكن هذا ما لم يحدث.

• لكن الذى هالنى مستوى التدنى الذى وصلنا إليه وصوت الحق الخافت أو الذى لا يكاد يظهر والقعود عن مواجهة أنفسنا وحل مشاكلنا.

• وكما يحدث فى الأفلام والمسلسلات لو أضفنا بعض (التحابيش) التى لم تكن أصلاً فى الحلم بأن هؤلاء كانوا مجموعة من التلاميذ وبينهم مدرسين وناظر منهم ( المنكر ، المؤيد ، المعارض ، السلبى ) وإسقاط ذلك على المجتمع وفئاته.

أما والوضع هكذا وجدتى أتذكر موقف عبد المطلب جد النبى صلى الله عليه وسلم حينما علم بأن أبرهه قادم ليهدم بيت الله تعالى وكان له إبل أخذت بواسطة جنود أبرهة ، فذهب إلى أبرهة يسأله عن الإبل .. إلى نهاية القصة بأن للبيت رب يحميه.

أنقول بأن للحق رب يحميه، نعم .. ولكن دون أن نعطل سنة التدافع وبعد أن تستنفذ كل الوسائل والأسباب التى تحمى هذا الكون وتصلحه، بالإضافة إلى أننا نحن معجزة هذا الزمان بأننا نحن الذين نغير فلا ننتظر معجزة ليحدث هذا الأمر ، اللهم إلا إذا تقلبنا فى زمن الفتن هذا دون حراك إلى أن يأتى سيدنا عيسى بن مريم ليملأ الأرض أمنًا وعدلاً كما مُلئت ظلمًا وجورًا .

ولكن أنصنع بأيدينا واقعنا الجميل ؟ وننقذ الصغير والكبير قبل أنفسنا؟

أم ننتظر فى ألم وحسرة المهدى المنتظر وعيسى بن مريم ؟

وهل نأمن على أنفسنا الفتنة فى فترة الانتظار بحجة أن ( بيتى لسة ماتحرقش ) ؟!

تم تعديل بواسطة redo
رابط هذا التعليق
شارك

رضا تحليلك كتير حلو وكتير مقنع وانا مستنية باقى الاعضاء للتفاعل مع موضوعك واهلا بيك فى المحاورات

رابط هذا التعليق
شارك

رضا تحليلك كتير حلو وكتير مقنع وانا مستنية باقى الاعضاء للتفاعل مع موضوعك واهلا بيك فى المحاورات

أشكرك كثيرًا يا أخت جيهان على مرورك واهتمامك بالرد ، علمًا بأن هذا الحلم كان حقيقيًا وأنا لا أجيد لغة الكتابة فهذه أول مرة أكتب فيها ورأيتنى أجد فى الحلم رموزًا تدفعنى للكتابة عنها وتحليلها بما يعتصرنى من آمال وآلام

أشكرك مرة أخرى

وأناشد الأخوة الأعضاء التفاعل والنقد البناء أسوة بك

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...