اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

حمدي قنديل:الحزب الوطني جماعة محظورة!


المدهش

Recommended Posts

حمدي قنديل:النظام يصف الإخوان بـ«الجماعة المحظورة» والناس تري «الوطني» حزباً محظوراً

حوار رانيا بدوى

هناك في مدينة دبي المبهرة.. جلسنا نثرثر في كل شيء وأي شيء، لم تكن المرة الأولي التي ألتقيه فيها ولكن ومع كل مرة أشعر وكأنها المرة الأولي لأن كنزه لاينضب .. جلس الرجل الذي شارف السبعين من العمر يحمل بين حاجبيه حماسة الشباب وبين ثنيات وجهه حكمة الحكماء وعلي جبينه عزة الأحرار جلس ولم يجف بعد الحبر من قلمه ولا نضب من كلامه يوما الرصاص .. وعندما قررنا بداية الحوار وقبل أن يشعل سيجارته العاشرة بدأت معه من حيث لا يتوقع أحد:

* دعمك إعلاميا لحماس في فلسطين هل يعني تأييدك للإخوان المسلمين في مصر ؟

- دعيني أقلب السؤال وأوجهه لكل المسؤولين: لماذا المعارضة الشديدة للإخوان المسلمين في مصر ؟

ثم أضاف الإخوان المسلمين يعبرون عن اتجاه سياسي مقبول لدي جمهرة من الناس يجب أن تتاح لهم الفرصة للتعبير عن آرائهم وما يحدث من التضييق عليهم هو نوع من السفه، وتلقيبهم حتي الآن من الإعلام الحكومي بأنهم جماعة محظورة لقب خاطئ فالحكومة لاتعرف أن الناس يدركون أن الحزب الوطني هو الحزب المحظور فعلا فهو لا يمثل الا قطاعاً تافهاً جدا من جماهير الشعب المصري .

* البعض يشكك في نوايا الإخوان المسلمين وصدقهم ويؤكدون علي أن ممارساتهم علي كل الأصعده تهدف بالدرجة الأولي إلي الوصول إلي السلطة ؟

- هذا أمر مشروع للغايه فهل نتهم أناساً مهتمين بالسياسة وتغيير الأوضاع القائمة بأنهم غير مخلصين ونواياهم مريبة ماداموا يرغبون في عمل انقلاب سلمي بدون استخدام العنف فما المانع ؟ فأنا أتعجب كثيرا ممن يرفضون وصولهم إلي السلطة وأؤكد أن من حقهم الوصول إلي السلطة كأي جماعة أو حزب أو حتي أفراد آخرين مهما كان رأينا فيهم بغض النظر عن ما إذا كنت معهم أو ضدهم .

* دعني أكون أكثر تحديدا في سؤالي ولتكن أكثر صدقا هل تؤيد فكر الإخوان المسلمين أم ترفضه بغض النظر عن رأيك في حقهم في تولي السلطة أم لا ؟

- ليس لدي مانع من مشاركة الاخوان في السلطة ولا أرفضهم .

* تقصد المشاركه فقط أم الوصول إلي قمة السلطة؟

- إذا أراد الشعب إيصالهم إلي قمة السلطه فلم لا؟

* البعض يردد أنه بتولي الإخوان المسلمين مقاليد السلطة ستتحول مصر إلي طالبان أخري؟

- هذه دعايات المقصود بها تشويه سمعة الإخوان المسلمين وتشكيك الناس فيهم لقد انتهت أيام طالبان ولم تعد تصلح لهذا الزمان وأعتقد أن الإخوان لديهم من الذكاء ما يجعلهم يتفهمون طبيعة العصر ثم نحن لدينا تجربة حماس في فلسطين هل منعت حماس المزيكا، هل حجبت النساء بالقوة ؟ حتي في إيران الدولة الدينية ليس هناك شيء مرعب ولا سوءات تجعلنا نخشي الأمر ففي إيران هناك تعددية سياسية وفكرية غير موجودة في مصر إلا أن الحكومة المصرية حجبت عنا تماما رؤية إيران وقطعت معها العلاقات بشكل جذري ومع ذلك بالطبع أنا ضد قيام دولة دينية .

* دعمك للإخوان المسلمين يأتي من منطلق أنهم يعارضون النظام الذي ترفضه أم لأنهم أفضل قوي المعارضة الموجودة حاليا ؟

- المعارضة هي التيار الشعبي السائد في مصر، ولكن الناس لا يجدون من يستطيع التعبير عنهم وبرز الإخوان المسلمين كأفضل القوي التي استطاعت التعبير عن معارضة الناس لأنهم أكثر قوي المعارضة تنظيما ربما لعملها السري لسنوات طويلة وربما لاهتمامها بشؤون الناس فالإخوان المسلمين استطاعوا أن ينقذوا المتضررين من زلزال ٩٢ ولحقوا الناس قبل أن تلحقهم الحكومة .. الإخوان تدربوا علي العمل الشعبي والاجتماعي كما تدربوا علي العمل السياسي .

* من المسؤول عن ظهور جماعة الإخوان المسلمين عند فئات عديدة من الشعب باعتبارها جماعة مرتبطة بالإرهاب وعمليات العنف؟

- بالطبع السلطة والإعلام الواحد فلدينا عداء شديد للإخوان المسلمين في مصر من أيام جمال عبد الناصر فقد ظل الإعلام لأكثر من ٥٠ عاماً يشحن الناس ضد الاتجاهات السياسية الإسلامية في مصر وبالرغم من ذلك استطاع الإخوان تنظيم صفوفهم والوصول إلي الناس وهو ما لم تقدر عليه باقي أحزاب المعارضة التي تحمل أفكارا ورؤي في رأسها إلا أنها لم تر النور ولم تخرج بها إلي الناس لتقييد السلطة لحركتهم طوال الوقت ودفنهم في مقار أو شقق وعدم السماح لهم بالنزول إلي الشارع .. والفكر لا يصل إلا بالمؤتمرات الشعبية والاحتكاك بالناس، ولكن النظام القمعي الأمني منع ذلك فلكي ينصب المرء صواناً، أو يخرج في مظاهرة يجب الحصول علي تصريح من الأمن، السبب الثاني هو وسائل الإعلام التي ظلت تركز لسنوات علي أنصار الحزب الوطني ومنعت باقي الأحزاب رغم أنها أجهزة حكومية وليست تركة موروثة للحزب الوطني والسبب الثالث هو الأطماع الشخصية والصراعات في داخل هذه الأحزاب .

* من قراءاتك السياسية هل تتوقع وصول الإخوان المسلمين إلي الحكم قريبا ؟

- لا .. فيد السلطة المصرية ثقيلة ونفوذ الجهاز الأمني غير محدود فنحن نعيش في دولة أمنية وهذه الدولة الأمنية لن تسمح بوصول الإخوان إلي السلطة فهناك حقد شديد وشخصي بين الإخوان والجهاز الأمني .

* قلت إننا في دولة أمنية فهل نحن دولة تتركز السلطة فيها في يد الأمن أم يد الرئيس ؟

- الأمن هو الرئيس .

* ما أقصده هل تتوقع وصول الإخوان إلي الحكم بعد الرئيس مبارك أم أن الجهاز الأمني لن يسمح بوصولهم هذا إذا ما قلنا أننا نعيش في دولة أمنية ؟

- في مصر عندما ينهار الرئيس لا ينهار معه جهاز أمنه إنما يظل، وفي مصر جهاز أمني وطيد له تاريخ طويل تستعين به عادة أي سلطة جديده ويظل هذا الجهاز الأمني مواليا للرئيس الجديد علي طريقة مات الرئيس عاش الرئيس .

* في هذه الحالة أعود لسؤالي هل وقتها يمكن للإخوان الوصول إلي الحكم ؟

- من الرؤية العامة الآن لما يجري في مصر فلا أري إلا أحد أمرين إما أن يورث الحكم وهذا سيكون كارثة بالنسبة لمصر وإما أن تحدث مفاجأة أخري نرجو ألا تكون مفاجأة غير سارة .

* المؤيدون لوصول جمال مبارك إلي الحكم يتساءلون لماذا الرفض لو أنه سيكون هناك انتخابات ديمقراطية يمكن لجمال مبارك الفوز فيها؟

- هذا كلام فارغ لأنه لا يوجد انتخابات دستورية في مصر فالخطوة الأولي هي ضرورة أن يكون هناك حرية فهذا هو المقياس وقبلها لا يمكن الحديث عن دخول جمال مبارك الانتخابات أم لا ؟ فعندما تكون هناك انتخابات حرة نزيهة يدخل جمال مبارك أو غيره علي أقدام متساوية مع باقي المتنافسين ووقتها سنقبل أي فائز وأي مرشح وإن لم يتم ذلك فسيكون ذلك تزويراً لايختلف عن التزوير الذي عهدناه عبر عقود خاصة في ظل النظام الحالي.. أنا أعرف بالضبط ماذا يقول الأذكياء من المناصرين لجمال مبارك وسياستهم الحالية فهم يبدأون معنا بأنهم غير راضين تماما عن النظام الحالي مثلنا تماما ومؤمنون بالتغيير والإصلاح وتأتي الخطوة التالية ويبدأون طرح سؤال: من هو القادر علي التغيير؟ فيحاولون إيهامنا وإقناعنا وقتها أن القادر علي التغيير هو جيل شاب وجيل لديه فكر جديد - الخطوة الثالثة هي ماذا عن جمال مبارك الذي لديه ميزة القرب من السلطة ولديه خبرة سياسية والأهم أنه سيضمن التغيير مع الاستقرار ويتبعون عمليات غسيل المخ بالقول بأنه لا يوجد بديل وجمال مبارك أحسن ما البلد تقع في إيد الإخوان المسلمين .. عموما اعطونا أولا انتخابات حرة نزيهة ونعدكم أن نقبل كل المرشحين بمن فيهم جمال مبارك .

* وماذا لو فاز جمال مبارك بعد هذه الانتخابات؟

- لو كانت انتخابات نزيهة فعلا أستبعد فوز جمال مبارك فهو إن حكم لن يحكم إلا بالتوريث ربما يكون جمال مبارك شاباً لامعاً فأنا لم أحظي بشرف مقابلته وربما يحمل في رأسه أفكارا جيدة وإن كنت أشك في ذلك فحتي ما طرحه علينا من أفكار مؤخرا ليس فيها شيء جديد وليس لأفكاره وزن إلا وزن السلطة التي تقف خلفه .

* قلت أننا في احتياج لجيل من الشباب في نفس الوقت الذي وصفت فيه جمال مبارك بأنه سياسي مبتدئ إذن كيف ستتوافر الخبرة في أي شاب يحكم مصر؟

الخبرة لا تعني بالضرورة السن وإلا لأصبح الحكم الحالي هو الأكثر خبرة علي الإطلاق وقتها لن يتغير، المقصود هو أن الحكم يحتاج الحيوية والخبرة التي تتوافر في كثير من المفكرين والسياسيين المصريين وأنا أعتبر أن من هم في نهاية الأربعينيات حتي الخمسينيات هم من الشباب وليس المقصود بالطبع ممن هم في الثلاثينيات من العمر .

* ما هي انطباعاتك عن الرئيس السوري بشار الأسد الذي حاورته مؤخرا في برنامجك «قلم رصاص»؟

- بشار شاب لامع أتي من وجهة نظري بشكل غير شرعي لكنه يحاول دائما أن يقدم لسوريا أشياء كثيرة ولكنه لم ينجح حتي الآن لثقل قيود الماضي وثقل مؤسسة الحكم التي يحتاج تغييرها إلي تغيير المنطلق وليس تغيير الأشخاص . وبالطبع ليس لأن لدينا سوابق في بلدان عربية أخري أتت بشكل شرعي يحق لنا أن نفعل ما فعلوه ونكررها في مصر .

السلام

.. إذا كنت تعرفه جيدا فمؤكد أنك تعلم أن هذا المحارب القديم مازال يتوجع .. تملأ صدره مخاوف أبدية .. وقلق العالم بين حاجبيه وأيا كان المنتصر في وطنه ففي النهاية يسيل الدم من قلب الأمم.. فيه صمود بطل قرر الشهادة فجافته فبات علي الضفة يحارب وحده بعدما انتهي زمن الحرب .. ومات السلام ..لذا سألته:

* هل مات السلام ؟

- من زمن .

* هل مازلت تؤمن بالتحدي والحرب والوقوف أمام أمريكا ؟

- نعم فهي قضيتي مدي الحياة وإن كانت للأسف كل قضاياي خاسرة .

* التفكير في برنامج نووي سلمي هل تراه خطوة لتعزيز الموقف الاقتصادي وخطوة نحو التحدي؟

- اندهشت بشدة أن يأتي هذا الاعلان علي لسان سياسي مبتدئ أو علي الأكثر عضو بارز في الحزب لوطني والأغرب أن تقوم الدنيا كلها وتتحدث عن البرنامج النووي المصري وكأننا سنمتلك برنامجا نوويا غدا رغم عدم اجتماع الحكومة لكي تقرر هل هذه الفكرة قابلة للتنفيذ أم لا ؟هل نحن مهيأون لذلك أم لا ؟ هل لدينا علماء علي أعلي مستوي ؟ هل لدينا إمكانيات من شأنها تحويل الحلم الي واقع ؟ أما أن ينساق البلد بالكامل لمجرد أن جمال مبارك قال كلمة، فهو أمر في شدة الغرابة وهذا نموذج لما سيراه البلد من تسلط اذا ما حكم جمال مبارك مصر .

* البعض يردد أن هناك معارضة من قبل الولايات المتحدة لمشروع البرنامج النووي فما رأيك ؟

- مرددو مثل هذه الأقاويل هم من داخل الحزب الوطني ليسبغوا علي المشروع أهمية وهالة لا يستحقها فهم يعلمون مدي العداء الشعبي لأمريكا ومثل هذه الدعايات ستظهرهم علي أنهم أبطال تحدوا رغبة أمريكا لمصلحة الشعب وهذا غير حقيقي بالمرة فليس هناك معارضة أمريكية للمشروع وأمريكا تعرف حتي من قبل الاعلان عن البرنامج حدود قيامه فمصر ليس لديها النية علي أي حال للتحدي فمصر ليست ايران .

* بمناسبة التحدي دعني أقول لك ما يردده الشارع من أن ما يتبعه الرئيس من سياسة المهادنة وعدم الاندفاع وراء الخطب الحماسية والتصريحات المعاديه لأمريكا أفضل لأنه يجنبنا ويلات الحروب فنحن غير قادرين علي خوض أي حرب واقتصادنا لا يتحمل فرض أي عقوبات ؟

- لديك حق فنحن فعلا غير قادرين ولكن هذه هي الكارثة الكبري.. إلي متي سنظل غير قادرين.

* إذن لا تطالب مصر بالتحدي ؟

- التحدي لا يكون باندلاع الحرب ولكن عليهم أن يكونوا يملكون قرارهم وهذا لن يأتي، لذلك أطالبهم بأن يبدأوا في ضبط الاقتصاد لنكون يوما ما قادرين علي التحدي حتي وإن كانت البداية متأخره الا أنها لازمة من أجل الأجيال القادمة، وبالمناسبة هناك دول صغيرة عديدة استطاعت أن تتحدي أمريكا وتقف في وجهها مثل فنزويلا فليس ضروريا أن نكون دولة كبري لنتحدي، ومصر لديها موقع حيوي ودور مهم عبر التاريخ وإمكانيات ذاتية غير متوافرة في المنطقة العربية يمكن لها أن تستخدم الطاقات الموجودة فيها لتكون دولة كبري ولكن مأساة مصر أنها كدولة كبري انهارت وهذا ما أوصلنا اليه الحكم الحالي بعد ٢٥ سنة .

* خلافك مع النظام الحالي يرجع فقط الي طول مدة المكوث في الحكم ؟

- تداول السلطة مبدأ مهم من مباديء الديمقراطية والحكم في احتياج دائما الي تقديم شيء جديد ولا يمكن أن يكون هناك نظام بعد ٢٥ سنة حكماً لديه شيء جديد يقدمه، فهذا النظام يركن الي الأساليب التي يطمئن الي نتائجها والأفكار التي تأتي بالنتائج المرجوة بالنسبة له .

* مع أيهما أنت..الإصلاح الشامل أم الاصلاح التدريجي ؟

- كنت أحب أن نتبع الإصلاح التدريجي وكنت من أنصاره ولكن هل يعقل بعد ٢٥ سنة أن نتحدث عن الاصلاح التدريجي لم يعد هناك وقت للتدريج .

* ما تصوراتك للإصلاح ؟

أتصور أن يدعي بعض الحكماء من هذه الأمة ممن لديهم الخبرة والفكر من الذين لا يود النظام أن يراهم من اتجاهات سياسية مختلفة وبمشاركة مؤسسات المجتمع المدني لعمل دستور جديد ويستفتي عليه الناس في استفتاء حر يجب أن يؤدي الي حكم برلماني في مصر وليس الي حكم رئاسي .

* كنت مدافعاً عن النظام الناصري فلماذا تلوم علي أبواق السلطة الآن ؟

- الكل يعلم من يدافع من أجل النفاق والمصلحة الشخصية ومن يؤمن بأفكاره ولا يبغي الا المصلحة العامة ياليت مدافعي النظام الآن يكونون مؤمنين بفكر الحزب الوطني وإن كنت أشك في ذلك.

* صرح وزير الاستثمار بأن صفقة بيع بنك إسكندرية من أفضل صفقات البيع التي شهدتها مصر فما رأيك ؟

- دعينا نؤكد أن كثيراً من الشركات والمؤسسات التابعة للقطاع العام فاشلة ولكن بدلا من بيعها يمكن ادارتها بشكل جديد، يمكن عمل عقود للخواجات سواء الأجانب أو العرب الذين أثبتوا كفاءتهم، حتي وان كانت عقوداً باهظة الأجر في مقابل انتشال مثل هذه المؤسسات من فشلها وإنجاحها، وأنا لا أفهم ما هو السبب وراء البيع والسؤال الأهم أين كل هذه الملايين بل المليارات التي نقرأ عنها كل يوم من جراء عمليات بيع المؤسسات المهمة وأين تصب هذه الأموال ؟

* وماذا عن بيع البنوك؟

- لي تحفظ شديد عليه فحتي الدول الليبرالية ومدارس الاقتصاد الليبرالي وضعت حدوداً للتحرر الرأسمالي الخاص فأولا هناك قوانيين تمنع الاحتكار وهي قوانين صارمة، بالطبع غير موجودة في مصر، فمثلا السيد أحمد عز وهو فرد سمح له باحتكار صناعة من أهم الصناعات المصرية وهي الحديد والصلب، ثانيا توجد رقابة للدولة بل ومساهمة كبيرة في بعض الأحيان، فهناك مؤسسات يجب أن تخضع لإشراف الحكومة حتي بعد بيعها ومؤسسات أخري يجب ألا تباع بالكامل، أما البنوك فهي عصب الاقتصاد وهل يعقل أن مصر تقوم يوما ما بثورة لتأميم البنوك الأجنبية الموجودة عام ٥٢ لنبيعها نحن الآن ونضعها تحت أيدي الأجانب ونفخر بأنها أفضل الصفقات؟ ألم يأخذ أحد باله مما حدث في فلسطين، حيث عجزت البنوك عن الخروج من قبضة شبكة الاقتصاد العالمي المهيمن عليه أمريكا فخنقت الشعب الفلسطيني لعدم وجود بنك فلسطيني وطني حقيقي يستطيع أن يقف إلي جانب السلطة .. عندما نسلم نحن بنوك مصر للأجانب من سيتحكم في اقتصاد مصر بعد عشر سنوات من الآن؟ وهل صفقات البيع التي أثمرت عن المليارات هل أقيم بها سكك حديد أفضل أم شبكات صرف صحي جديدة؟ ولماذا لا تكون هناك شفافية ويعلموننا كيفية إنفاق هذه المليارات أم أنهم يبيعون البلد لحسابهم الخاص ؟

حمدي قنديل رجل أدمن جمع الشموع من جميع بلدان العالم التي يذهب إليها فلديه من كل بلد شمعة.. شموع كشفت رومانسية هذا الرجل الذي بدا أمامنا لسنوات طويلة علي الشاشة جادا متجهما حاملا هموم وطنه بين أضلعه أو لكأنه يستعد بهذه الشموع ليوم يحل فيه الظلام.. يوم لا تفرق الحرب بين رجل وأنثي ولا عجوز وشاب . تسمع الأنين واضحا في صوته كلما تحدث عن معشوقته التي طالما حدثني عنها، عن حبيبته التي بكي عليها ليالي طويلة .. إنها لبنان التي قال عنها:

علاقتي بلبنان خاصة جدا حيث عملت بها وأنا صحفي في مقتبل شبابي عام ١٩٥٩ وكانت لبنان وقتها واحة الاعلام الحر الذي يعبر عن كل الآراء وظلت لبنان بالنسبة لي لسنوات طويلة المكان الذي أختبيء فيه من العالم، هناك في منتصف جبل لبنان وبالتحديد في منطقة البرومانا، ثم توطدت علاقتي بلبنان عام ٢٠٠٠ عندما خرجت منها اسرائيل وكان حدثا تاريخيا بالنسبة لي أن شعبا وليس جيشا رسميا يستطيع أن يخرج إسرائيل، هذا أمر لم نره من قبل في المنطقة العربية، كان عندي حالة انبهار شديد بجماعة حزب الله وفي طليعته السيد حسن نصر الله خاصة بعدما التقيت به حوالي ٥ مرات.. انطباعاتي عنه أنه شخصية شفافة بالنسبة للجميع هو الزعيم ولديه كاريزما غير موجودة في أي شخص آخر في الوطن العربي ولم أجدها منذ سنوات طويلة منذ أيام جمال عبد الناصر فلديه قبول ممتليء بالسماحة ولديه مزيج من الهدوء الشديد والسكينة الداخلية مع الحماس الطاغي، كما أن لديه قدرا كبيرا من الحكمة والمنطق مع مخزون كبير من الإقدام .

* هل تعتقد أنه البديل الحالي لجمال عبد الناصر ؟

- إلي حد كبير هو الوحيد الذي اجتمعت عليه الأمة ثم إن أي شخص سيجعل منا أمة لها عزة وكرامة ولديها رؤية للمستقبل وموقف واضح فأهلا به ليحكمنا، ياريت الأمة العربية تعطي لحزب الله عقد إدارة يدير به شؤون الأمة ولو لخمس سنوات.. حسن نصر الله بالنسبة لي هو الولي وأنا سنّي ليس لدي أي مانع من أن يكون الولي بتاعي من الشيعة، فالفروق بين السنة والشيعة موجودة ولكنها ليست بذلك الشكل الذي يصورونه ويذكون علي أساسه الفتنة بين السنة والشيعة.

ما أجمل أن تلتقي رجلا ليس لديه نقطة ضعف لا يعرف الخوف، صدره لا يؤمن الا بالقلم والرصاص، ليس لديه حسابات ولا يرضخ للأوامر ولا يؤمن بمسايرة الريح أو الانحناء للأمواج فهو رجل ضد الكسر، إنه المحارب القديم الذي خرج عن كل المألوف وأطلق الرصاص علي الجميع، لم يرفض سؤالا ولم يراوغ في إجابة، خاصة اذا ما كان ويسأل عمّن في أيديهم مصائر الناس

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...