قراءة فى يوميات الحرب

[mohameddessouki]

اشارة رقم 24

7 /5/1948

من: المخابرات

الى: العمليات

تحرك احمد عبد العزيز سعت2200 مع قواته الى خان يونس.

ابتدأت قوات شرق الاردن فى الانسحاب من غزة الى شمال الخليل.

مصدر غير مؤكد ان اليهود سيحتلون العوجة فى ظرف 48 ساعة .

هذه الفقرة من دفاتر يوميات حرب فلسطين 1948 واليكم تعليق عليه

هذه الاشارة فى يومية الحرب برقم24 بتاريخ7مايو واقعة مهمة ومن الغريب ان احدا لم يتوقف امامها بالقدر الكافى ، ولو حدث لاستوجبت على الاقل تساؤلا يمكن ان تعطى ومضة لون للتنبيه والتحذير

تقول الاشارة بالنص :

ابتدات قوات شرق الاردن فى الانسحاب من غزة

كان المنطقى ان تنتظر قوات جيش شرق الاردن فى مواقعها حتى تسلمها الى القوات المصرية الداخلة الى هذا القطاع للعمل فية بعد اسبوع واحد لكنها بدلا من ذلك قررت تركة رغم وجود دلائل ظاهرة فى اشارات سابقة(الاشارة رقم 19بتاريخ4مايو)تتحدث عن وصول اربعين مصفحة للمستعمرات المجاورة للحدود المصرية الملاصقة لقطاع غزة

والملفت للنظر انه بعد وصول المصفحات الاسرائيلية الى المستعمرات المجاورة للحدود المصرية ان احد الاشارات (رقم20 بتاريخ4مايو ) تتحدث عن قيام القوات البريطانية بتسليم عربات مصفحة لقوات الملك عبد الله قى رفح على الحدود المصرية

اى ان التسلسل المنطقى لهذه الاشارة :

- اليهود يرسلون تعزيزات الى جوار منطقة غزة

- الانجليز يدعمون موقف الملك عبد الله بتسليمه مصفحات من معسكرهم فى رفح

- القرار عن تدخل القوات المصرية فى فلسطبن يصبح معروفا

- القوات الاردنية تنسحب من غزة وتتركها قبل ايام من وصول القوات المصرية المرتقب اليها

- ومعنى ذلك ترك فسحة اسيوع للقوات اليهودية تتحرك فى المنطقة بغير رقابة او اعتراض

وبصرف النظر عن المعانى التى يمكن استخلاصها من هذه التحركات السريعة على خطوط القتال فالثابت ان وراء ذلك قرارا سياسيا اتخذ فى عمان مؤداه انه بما ان الجيش المصرى سوف يدخل الى فلسطين فان هناك ضرورة سياسية ملحة فى تجنب اتصال على الارض بين قوات مصرية وقوات اردنية وهو ماتسهل ترجمته بعد ذلك الى تجنب وجود حدود مشتركة بين مصر والاردن وذلك ما حدث بالفعل فيما بعد وحين نفذت القوات اليهودية من قلب النقب الى خليج العقبة وانسحبت امامها سرية اردنية وتركتها تحتل موقع " ام الرشراش " الذى بنى علية فيما بعد ميناء ايلات

من كتاب العروش والجيوش