اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الزعيم احمد عرابى وحادثة عابدين


mohameddessouki

Recommended Posts

مماطلة

لما رجع الخديو الى المحروسة من مصيفه صدر امر من ناظر الجهادية الجديد داود باشا يكن الى الالاى الثلث البيادة حكمدارية ابراهيم بك حيدر بالتوجه الى الاسكندرية والى الاى الاسكندرية حكمدارية حسين بك مظهر بالحضور الى المحروسة .. فاضطرب ضباط الالاى الثالث وذهبت بهم الظنون والشكوك كل المذاهب وقالوا ان الحكومة لم تقصد من ذلك الاجراء سوى الانتقام منهم

وكان قد تردد على الالسنة ان فى النية اغراقهم فى كوبرى كفر الزيات كما حصل للامير حليم باشا والامير احمد باشا بن ابراهيم باشا فى عهد سعيد باشا.

ولما جمع ابراهيم بك حيدر حكمدار الالاى ضباطه واخبرهم بامر الجهادية رفضوا جميعا الاذعان له فكتب الى الجهادية يحيطها علما بذلك

ولما رائينا كثرة الدسائس وشدة الضغط من الحكومة وعدم التصديق على القوانين العسكرية التى تم تنظيمها وعدم الشروع فى تأليف مجلس النواب الذى وعدنا الخديو بانشاؤه ايقنا ان الحكومة تماطلنا فى تنفيذ الطلبات الوطنية وصممنا على تجديدها فى صورة مظاهراة وطنية شاملة للعسكرية والاهالى الذين انابونا عنهم فى المجادلة عن حقوقهم وتأمينهم على الانفس والاموال والاعراض

وعند ذلك قمت بمخاطبة جميع الالا يات البيادة ( المشاة ) والسوارى ( الفرسان ) والطوبجية ( المدفعية ) الموجودة بالقاهرة بواسطة فن الاشارة العسكرية للاستعداد للحضور الى ميدان عابدين فى الساعة العاشرة عربى من يوم 9 سبتمبر سنة 1881 لعرض طلباتنا العادلة على الحضرة الخديوية .

وكتبت الى ناظر الجهادية ليخبر الخديو بأن جميع الالايات ستحضر الى ساحة عابدين فى الساعة المذكورة لعرض طلبات عادلة تتعلق باصلاح البلاد وضمان مستقبلها،

ثم كتبت لقناصل الدول مؤكدا لهم انه لاخوف البتة من تلك المظاهرة على رعاياهم لانها متصلة الغاية باحوال البلاد الداخلية..........

وذهب الخديو الى الالاى الثالث وعند وصوله وجد الالاى المذكور واقفا تحت السلاح ينتظر الامر بالسير فطلب الضباط ووبخهم ثم امسك بتلابيب البكباشى فودة افندى حسن وقال له " اكثلك بعارض ازامر الحكومة ويسعى فى وقف احراءاتها ؟

وهنا هاج العساكر وكاجو واكر اليوزباشى محمد افندى السيد البروجية بضرب نوبة " سونكى ديك " فاسرع العساكر الى تركيب السونك فى رؤوس البنادق واحاطوا بالخديو ومن معه صارخين بقولهم اترك البكباشى فتركه وقال : " مر العساكر بأن ينفرجوا عنا يا بكباشى "

فامرههم بالرجوع الى حالتهم الاولى ثم تركهم الخديو وسار بمن معه من طريف الجبل قاصدا العباسية ليمنعنى من القيام بما عزمت عليه فلما وصل الى مركز الالاى طلبنى فلم يجدنى واخبره اليوزباشى حكمدار الخفر بانى توجهت بالالاى حكمداريتى والاى الطوبجية حكمدارية اسماعيل بك صبرى بمدافعه وجبخاناته الى عابدين منذ ساعة فقفل راجعا الى سراى عابدين

وكان عبد العال بك حلمى حكمدار الالاى السودانى قد تحرك بالايه ولكا وصل لساحة المنشية ( شارع رشدى الآن ) امر العساكر بالاستراحة وتنظيف ملابسهم من الاتربة ووصل هو الى القلعة ليستعلم ما حدث وكان الوقت قد حان فنزل من القلعة وخلفى الالاى الثلث يقوده البكباشى فودة جسن لان الاميرالاى ابراهيم بك حيدر قد ترك الالاى وذهب لبيته حتى لايشترك فى تلك المظاهرة هلعا وجبنا ونذالة

الجيش فى ساحة عابدين

..... لما كمل اجتماع الجيش فى عابدين كان الميدان عاصا بجماهير المتفرجين من الوطنيين والاجانب ونوافذ البيوت المجاورة للسراى واسطحتها ملأى بالمتفرجين والمتفرجات

واما الخديو فانه لما عاد من العباسية دخل السراى من الباب الشرقى المسمى ببيب ( باريس ) وصعد الى الايوان ثم نزل منه ومشى فى الميدان وحواليه المستر كوكسن ( قنصل انجلترا فى الاسكندرية ) !!!! والجنرال جولد سميث ( مراقب الدائرة السنية ) !!! ونفر من جاوشية المراسلة الحديوية . حتى اذا ماتوسط الساحة طلبنى فتوجهت اليه لاعرض مطالب الأمة وكنت راكبا جوادى وسيفى فى يدى ومن خلفى نحو ثلاثين ضابطا فلما دنوت منه صاح بى : ترجل واغمد سيفك. ففعلت

ثم اقبلت عليه وفى تلك اللحظة اشار عليه المستر كوكسن بان يطلق غدارته ( مسدسه ) على فالتفت اليه وقال : افلا تنظر الى من حولنا من العساكر ؟

ثم صاح بمن خلفى من الضباط ان اغمدوا سيوفكم وعودوا الى بلكاتكم . فلم يفعلوا وظلوا وقوفا خلفى ودم الوطنية بغلى فى مراجل قلوبهم والغضب ملء جوارحهم

ولما وقفت بين يديه مشيرا بالسلام ( التحية العسكرية ) خاطبنى بقوله :

" ماهى اسباب حضورك بالجيش هنا؟ "

فأجبته بقولى :

" جئنا يامولاى لنعرض عليك طلبات الجيش والامة وكلها طلبات عادلة "

فقال :

" وما هى هذه الطلبات ؟ "

فقلت :

" * هى اسقاط الوزارة المستبدة ،

* وتأليف مجلس نواب على النسق الاوروبى ،

* وابلاغ الجيش الى العدد المعين فى الفرمانات السلطانية ،

* والتصديق على القوانين العسكرية التى امرتم بوضعها "

فقال:

" كل هذه الطلبات لاحق لكم فيها، وانا ورثت ملك هذه البلاد عن ايائى واجدادى وماانتم الا عبيد احساناتنا "

فقلت :

" لقد خلقنا الله احرارا ولم يخلقنا تراثا وعقارا فوالله الذى لااله الا هو اننا سوف لانورث ولا نستعبد بعد اليوم "

وكنت ارى الجنرال جولد سميث كلما سمع جملة من كلامى رجع القهقرى خطوات ثم يعود الى محلة فى الدائرة المحاطة بالضباط والجاويشية فاشار المستر كوكسن على الحديو بالرجوع الى السراى زاعما انه يخشى عليه سؤ اذا زادت المخاطبة عن ذلك الحد

{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }آل عمران173MOHAMEDDESSOUKI

رابط هذا التعليق
شارك

يقول الزعيم احمد عرابى فى مذكراته:

وبعد رجوع الخديو الى داخل السراى عاد المستر كوكسن ومعه المستر كلفن المراقب المالى الانجليزى وخاطبنى بالنيابة عن الخديو كرسول من طرفه قال:

" ان طلب اسقاط الوزارة وطلب تأليف مجلس النواب من حقوق الامة لامن حقوق الجيش ولالزوم لطلب زيادة الجيش لان المالية لاتساعد على ذلك "

فقلت:

" اعلم ياحضرة القنصل ان طلباتى المتعلقة بالاهالى لم اعمد اليها الا لأنهم اقامونى نائبا عنهم فى تنفيذها بواسطة هؤلاء العساكر الذبن هم اخوانهم واولادهم فهم القوة التى ينفذ بها كل ما يعود على الوطن بالخير والمنفعة وانظر الى هرلاء المحتشدين خلف العساكر فهم الاهالى الذين انابونا عنهم فى طلب حقوقهم . واعلم علم اليقين اننا لانتنازل عن طلباتنا ولا نبرح هذا المكان مالن تنفذ "

فقال القنصل :

" علمت من كلامك انك ترغب فى تنفيذ اقتراحاتك بالقوة وهذا امر ينشاء عنه ضياه بلادكم وتلاشيها "

فقلت :

" كيف يكون ذلك ومن ذا الذى بعارضنا فى احوال داخليتنا ؟ فاعلم اننا سنقاوم من يتصدى لمعارضتنا اشد المقاومة الى ان نفنى عن آخرنا "

فقال القنصل :

" واين هى قوتكم التى ستدافعون بها ؟"

فقلت :

" عند الاقتضاء يمكن ان يحشد مليون من العساكر يدافعون عن بلادهم يسمعون قولى ويلبون اشارتى "

فقال القنصل :

" وماذا تفعل اذا لم تجب الى ما تطلب ؟ "

فقلت :

" اقول كلمة اخرى "

فقال :

وما هى ؟

فقلت :

" لااقولها الا عند اليأس والقنوط "

{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }آل عمران173MOHAMEDDESSOUKI

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...