من لم يمت بالقطار مات بغيره ، تعددت الأسباب والموت واحد

[MIMO]

كلاكيت ثاني مرة خلال ايام تتكرر الكارثة ، ويدفع ثمنها مصريون بسطاء ليس لهم ذنب سوى أنهم لا يجدون ما ينفقون مما اضطرهم ليركبوا القطار ، مأساة وإن شئت فقل إنها الملهاة ، التي تديرها وتشرف عليها وتنظمها شرذمة ممن يسمون برجالات الأعمال استطاعوا الوصول لكراسي الوزارة فجمعوا بين المال والسلطة وانبروا في تنفيذ مخططهم البغيض لبيع ممتلكات الدولة و ثرواتها و مرافقها وأصولها الثابتة (سيكون منها السكة الحديد) في صفقات مشبوهة لتنتفخ كروشهم وحساباتهم البنكية غير عابئين بنصف المصريين الذين أعياهم الفقر والجوع والمرض.

قلوب ضاعت مفاتيحها في ايام سود: أيام بلا شمس ، وليال بلا قمر ، أيام ملئت ظلما وجوراً وعناداً وأكلاً لحقوق الضعفاء أصبح الحق باطلاً والباطل حقاً وأصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً وأصبح الخصم العنيد قاضياً والذئب الضاري راعياً ، ، فالفوارق الاجتماعية بعيدة ، فقوم في التراب ,وآخرون في السحاب ، قوم يستحلبون الصخر وآخرون تتمرغ النعمة في أعتابهم ويأبوا إلا أن يدوسوها بأقدامهم ، وبات الظلم الاجتماعي ضارب أطنابه في كل مكان فالفقير لا عيش له ومن قال لا فالسجن مأواه والمشنقة مثواه.

شعب مورست ضده كل وسائل الإبادة من أوبئة تحملها المياه الملوثة ، وأغذية فاسدة ، ومبيدات مسرطنة ، وأسمدة تصيب بالعقم وعبارات راح فيها الآلاف لقطارات تسحق لحم وعظام المصريين البسطاء.

شعب يخال الرئيس في البعد بدراً ويظن اللحوم صيداً حراماً

إن أصاب الرغيف من بعد كد شاح من لي بأن أصيب الإدام

وكأن هذا الشعب لا بد له من صفعات ولطمات وضربات لتوقذه من سباته العميق.

ولذلك فإنني مع كل كارثة اقول لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير ، فأشد ساعات الليل ظلمة هي التي تسبق الفجر ، والصبر هو القوة ، والإصلاح لن يتم في ليلة ، وسنة الله التدرج والنماء ، والخير لا يأتي دفعة ، وصيحة الحق لابد لها من مراحل ، فلنصبر ولنحتسب .

ورحم الله ابن الخطاب الذي كان يقول : لو عثرت بغلة في العراق لسئلت عنها يوم القيامة لما لم تمهد لها الطريق يا عمر؟

لما لم تمهد لها السكة الحديد يا عمر؟

وإنا لله وإنا إليه راجعون