النداء اليهودي الأخـــــــــير....

[صبح]

النداء اليهودي الأخـــــــــير

بقلم حمدى رزق

«معا من الممكن أن نفعل المزيد» كان ذلك عنوان إعلان نشرته صحيفة «النيويورك تايمز» يومي الأربعاء والجمعة، وناشدت منظمة «النداء اليهودي الموحد» United Jewish Appeal وهي أحد أكبر منظمات اليهود الأمريكيين، القراء التبرع بأموال لحملتها لمساعدة «الأسر والأطفال الذين يواجهون الخطر، ولتعزيز الخدمات الصحية الإسرائيلية للتعامل مع الإصابات الخطيرة، ولتوفير مأوي آمن لكل الأفراد المحاصرين في مناطق الخطر» وينتهي الإعلان الذي نشر في نصف صفحة من عدد «النيويورك تايمز» بمقولة «معا من الممكن أن نفعل المزيد، نحن نقف متحدين مع شعب إسرائيل».

ونشرت منظمة «مكافحة التشويه» Anti-

Defamation League إعلانا في عدد الأربعاء

بحجم ثلاثة أرباع صفحة تشكر فيه المسؤولين الأمريكيين بإدارة بوش وبالكونجرس «علي وضعهم أمن وسلامة إسرائيل كأحد أولويات السياسة الخارجية في كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري».

وفي الإعلان، وبالبنط الكبير العريض مقولة للرئيس الأمريكي جورج بوش: «إسرائيل لديها الحق للدفاع عن نفسها» وحول هذه المقولة وفي ذات الإعلان مقتطفات من تصريحات من أعضاء الكونجرس منها «إسرائيل لها الحق الطبيعي للدفاع عن نفسها» لزعيمة الأقلية بمجلس النواب نانسي بيلوسي، «إسرائيل لها كل حق للدفاع عن نفسها من إرهاب حزب الله، ويجب علي الولايات المتحدة الوقوف بجانبها» لزعيم الأقلية بمجلس الشيوخ هاري ريد.

«إنني أدعم بالكامل حق إسرائيل للدفاع عن نفسها» للسيناتور هيلاري كلينتون، و«يجب أن ندمر حزب الله، لنخرج عن هذا الجنون «للسيناتور جون كيري».

وفي نفس العدد نشر معهد الدراسات الاقتصادية والاجتماعية، إعلانا في ربع صفحة في شكل نداء لاحترام حياة الإنسان والقانون: «قتل ابني علي يد إرهابي في الحادي عشر من سبتمبر، من السهل أن نوصف العدو كـ مجرد «إرهابي» ولكنني لا أري أعداء، لا أري سوي أسر، أسر تحاول أن ترعي وتحافظ علي أطفالها، عندما نتعامل مع بعضنا البعض كعالم من الأسر، سيكون هناك طريق للخروج من ذلك الجنون، نحن محصورون في صراع مزمن مع أن ثقافتنا وأدياننا المختلفة تحتم علينا احترام حياة الإنسان والقانون».

وفي إعلان شغل صفحة كاملة بعدد النيويورك تايمز يوم الاثنين الماضي دعت مجموعة من الشخصيات المرموقة بالولايات المتحدة (من كل المذاهب ومن المجلات العلمية والدينية والثقافية) الحكومة الإسرائيلية وحركتي حماس وحزب الله لوقف إطلاق النار فورا.

وناشد الإعلان المجتمع الدولي لعقد مؤتمر عالمي يشمل كل أطراف النزاع بما فيه إسرائيل وحركتي حماس وحزب الله وإيران وسوريا لمحاولة وضع حل دائم للصراع الدائر بالشرق الأوسط.

أما نحن فقد تلهينا عن القصف الجوي بحرب الفتاوي الفضائية المذهبية، وهابية وشيعية ودخلت السنة الأزهرية علي الخط الذي داسته السلفية كفرا بالجميع سنة وشيعة ووهابية، وتلهينا عن دعم المقاومة بالاتجاهات الفضائية المعاكسة، البعض يتكسب علي الجبهة الفضائية ما لايستطيعه علي الجبهة اللبنانية، وكأننا في مزاد علي الدم.

الجبهة الفضائية هي أقرب الجبهات وأسهلها مجرد ميكروفون صغير، علي الجانب الأيمن من الجاكت، وسماعة في الأذن اليمني لأن السماعة في الأذن اليسري فيها قولان، ولكن هناك جبهات بعيدة تتكسب باليمين وباليسار، تتكسب فيها إسرائيل دون بذل أي جهد، دون قصف جوي أو بحري أو إنزال بري، تكسب دون أن ندري أنها تكسب، دون أن نعرف، وإن عرفنا، لا نعي، وأن وعينا لانتحرك، قانطون، عاجزون، يائسون، وبعدها نقف لنتساءل ببلاهة: لماذا يكرهنا الأمريكان، ولماذا لا يصدقون أننا حملان، ويدمغوننا بالإرهاب؟.