أعضاء في الكونغرس الأميركي ينتقدون بشدة الهجوم الاسرائيلي

[لكلوك]

واشنطن – من هشام ملحم :

أبدى عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الاميركي قلقهم العميق للخسائر البشرية والمادية الضخمة في لبنان من جراء الهجمات الاسرائيلية، وأكدوا ان السلام لن يتحقق في الشرق الاوسط الا اذا كان هناك لبنان موحد ومستقل ومتحرر من القوات الاجنبية، وجددوا استعدادهم للدفع من اجل زيادة المساعدات الاقتصادية والامنية الاميركية للبنان.

وقال هؤلاء الاعضاء، من جمهوريين وديموقراطيين، في رسالة بعثوا بها الى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة: "لقد شاهدنا بهلع مئات المدنيين اللبنانيين الابرياء يقتلون ويجرحون ، والآلاف يرغمون على مغادرة منازلهم، وتدمير الطرق والجسور، والحاق الاضرار بالبنية التحتية الحيوية". ووقع الرسالة السناتور الجمهوري جون سنونو الابن (عن ولاية نيوهامبشير) وهو العضو الوحيد في مجلس الشيوخ ذو الاصل العربي (فلسطيني الاصل)، والسناتور الجمهوري لينكولن تشيفي (ولاية رود أيلاند) والسناتور الديموقراطي ديبي ستابينو ( ولاية ميتشغن) والسناتور الديموقراطي باتريك ليهي (ولاية فيرمونت) والسناتور الديموقراطي كين سالازار (ولاية كولورادو) والسناتور المستقل جيمس جيفوردز (ولاية فيرمونت).

وأكدوا في رسالتهم ان "السلام لن يأتي الى الشرق الاوسط الا عندما يصير لبنان موحدا ومستقلا وخاليا من القوات الداخلية والاجنبية التي ليست تحت سيطرتكم". وأضافوا: "الولايات المتحدة ستكون شريكا مستعدا وصادقا للشعب اللبناني عندما يستعيد عافيته بعد هذه المأساة التي لم يسع اليها والتي لا يستحقها".

ورأوا ان المساعدات الانسانية الاولية التي قدمتها الحكومة الاميركية للبنان والبالغة 30 مليون دولار "هي خطوة أولية نرحب بها، ويجب ان تلحقها كميات أكبر بكثير من المساعدات الاقتصادية والامنية".

ثم قالوا: "نتطلع قدما الى العمل مع حكومتكم لاستعادة سيادتها، وبسط قواتكم الامنية سيطرتها على كل الاراضي اللبنانية، ولاستعادة الشعب اللبناني حيويته وروحه الخلاقة التي جعلت لبنان مركزا متميزا في الشرق الاوسط منذ آلاف السنين".

وجاءت هذه الرسالة عقب انتقادات قاسية وجهها الاثنين السناتور الجمهوري النافذ تشاك هيغل الى الهجوم الاسرائيلي، في خطاب ألقاه في قاعة المجلس، وطالب فيه الرئيس جورج بوش بنبرة حازمة بالتدخل فورا لوقف القتال، وتساءل، في المداخلة التي غطتها شبكات التلفزيون: "كيف يمكننا ان نصدق ان استمرار التدمير المنظم لصديق أميركي، دولة لبنان وشعبه، سيؤدي الى تحسين صورة أميركا، ويكسبنا الثقة والصدقية لقيادة الجهود لتحقيق سلام ثابت ودائم في الشرق الاوسط؟".

وقبل يومين، تقدم السناتور الديموقراطي ريتشارد ديربون (ولاية ايلينوي) بمشروع قرار شاركه في رعايته السناتور جون سنونو والسناتور الديموقراطي راسل فاينغولد ( ولاية ويسكونسن) يقضي باعطاء المواطنين اللبنانيين الموجودين حاليا في الولايات المتحدة الحق في البقاء مؤقتا في أميركا فترة أولية تستمر 12 شهرا، اذا تعذر عليهم العودة الى لبنان او اذا كانت عودتهم يمكن ان تهدد سلامتهم الشخصية. وأعرب ديربون عن هلعه لضحايا مجزرة قانا، ودعا الى احترام جهود الحكومة اللبنانية التي تعمل لبناء لبنان ديموقراطي وذي سيادة ودعمها.

وهذا التعاطف مع لبنان في محنته والاستياء من بطش الهجمة الاسرائيلية لم يحجب او يخفف الانتقادات القاسية التي وجهها ويوجهها هؤلاء الاعضاء وغيرهم في الكونغرس الى "حزب الله"، الذي قال السناتور هيغل انه يشكل خطرا على لبنان وعلى السلام في المنطقة وليس خطرا على اسرائيل وحدها. وعكس النائب الجمهوري داريل عيسى (ولاية كاليفورنيا) وهو ذو أصل لبناني زار لبنان وسوريا مرارا، هذا الموقف الانتقادي للحزب، حين حمّل عمليته "الاستفزازية" مسؤولية القتال الذي قال انه يحمل معه احتمال "تجدد الاحتلال الاسرائيلي للجنوب، وتخفيف القيود التي فرضت على النفوذ السوري الخانق في بيروت، واحتمال العودة الى العنف الطائفي". وكتب في مقال نشرته له صحيفة "سان دييغو يونيون تريبيون" ان العالم والولايات المتحدة تحديدا يجب ان ينسى لبنان او يتخلى عنه في مواجهته هذه الازمة. ورأى ان "اضعاف حزب الله قد يوفر قريبا فرصة جديدة. لقد كافح اللبنانيون وقتلوا من اجل الديموقراطية، والان ونحن نواجه اعداءنا المشتركين، فانهم يستحقون دعمنا ".