اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

بلال فضل في المصري اليوم


se_ Elsyed

Recommended Posts

أول مره أقرأ حاجة للكاتب الفقري بلال فضل في المصري اليوم .. فإذ كان إنضم لجريدة بشكل دائم فمبروك علينا بجد

خدوا الحتة دي من عدد اليوم

بلد منازلها أكتر من مطالعها!

بقلم بلال فضل

لم يعد المرء يعرف يلاقيها منين ولاَّ منين. أصلاً الحكاية ليست ناقصة الدكتور نظيف وتنظيراته السياسية، فمازلنا نحاول أن نتعافي من آثار التصريحات اللي نزلت ترخ علينا واحدة تلو الأخري من أن إصلاحنا تدريجي وليس حتة واحدة كما كنا نظنه،

وأننا لا نسمع كلام أمريكا أبسلوتلي، وأن أصابع إصلاحنا تتخللها الانتكاسات، وأن أمريكا ليست ولية أمرنا، وما إلي ذلك من التصريحات التي تنقض الوضوء، وتضيق الخلق، وتقصر العمر. لذلك لم نكن في حاجة لأن نستمع إلي تنظير الدكتور نظيف في منتدي دافوس المنعقد بشرم الشيخ - حاجة عاملة زي جامعة القاهرة التابعة لمحافظة الجيزة - والذي قال فيه، أوقف الله نمو تضخمه الاقتصادي: «لسنا في عجلة لتغيير النظام السياسي..

التغيير قد يستغرق أعواماً ولدينا الوقت، ولسنا في عجلة من أمرنا». لا أريد أحداً منكم أن يلومني ابتداء لأنني آخذ تصريحات الدكتور نظيف مأخذ الجد،

ويري أن تصريحاً كهذا يكفي أن أتعامل معه بالضحك وأنا أتخيل الدكتور نظيف بطوله الفارع، وهو يحاول جاهداً ركوب عجلة تغيير النظام السياسي دون أن يتمكن من ذلك بسبب طول أقدامه، كما أنني لن أسمح لأحد بأن يقلل من شأن الدكتور نظيف فيقول: إن تصريحاته السياسية لا يعول عليها، لأن صنع القرار السياسي أمر يختص به رئيس الجمهورية وحده، الذي جاء كلام نظيف قبسا من نوره، فأنا ربما لعيب خلقي أصدق دائماً الرئيس وأثق فيما قاله من أنه سيتم توسيع صلاحيات رئيس الوزراء وتقليص صلاحيات رئيس الجمهورية،

صحيح أنه لا أحد يعرف أساساً ماهي صلاحيات رئيس الوزراء قبل أن يتم توسيعها، فبالتأكيد الصلاحيات الحالية ضيقة عليه، لكنني لا أحب أبداً أن أستمع إلي تصريح لرئيس وزراء بلادي وأطنشه وأتعامل معه علي أنه كلام لا يجيب همه، ولذلك أنا مصمم علي أن أسأل الدكتور نظيف من منطلق هذا التصريح المستفز،

هل كان مسافراً خارج مصر طيلة الربع قرن الماضي؟ وما هي معلوماته عن تطور النظام السياسي في مصر خلال الخمسين عاما الماضية؟ وإذا كان وهو رئيس الوزراء الذي وعدونا بأن مصر ستصبح في عهده جنة تجري فيها أنهار الإصلاح، يري أننا لسنا في عجلة لتغيير النظام السياسي، فكم ربع قرن بقي في حياته وحياتنا لكي نشهد تغيير النظام السياسي؟ وكم يتطلب تغيير النظام السياسي عادة في دول العالم المتقدمة؟

وأي خير نرتجيه إذا كان رئيس وزرائنا لم يفهم بعد تلك المعلومة التي يستوعبها أي طالب في سنة أولي اقتصاد وعلوم سياسية، بأنه لا أمل في تحقيق أي تطور اقتصادي، أو اجتماعي، أو حتي علمي، في ظل نظام سياسي متهالك ومتداع؟ وإذا كان الدكتور نظيف ليس في عجلة، فهل يمكن أن نلم من بعضنا كشعب ونشتريها له لكي يسرع في إصلاح النظام السياسي؟ لأننا اتخنقنا منه ولم نعد قادرين علي احتماله.

لم يقف الهم الدافوسي الشرماوي عند تصريح الدكتور نظيف فقط، فمن يمة أخري أتانا الدكتور محمود محيي الدين، الذي برغم كونه وزيراً للاستثمار، لكنه يفقع تصريحات نارية لا يستطيع وزير الإعلام الزاهد في الكلام أن يأتي بمثلها، حيث صرح سيادته بأن «منتدي دافوس سيضع مصر علي خريطة الاستثمار العالمية»، هيييه، المفروض أن يفرحني هذا الكلام حتي الثمالة،

لكن لأن الله ابتلاني بذاكرة قوية، فقد وجدت نفسي غصباً عني أحصي عدد المرات التي يمكن أن يكون المواطن المصري خلال حياته البائسة قد سمع جملة أن مصر تم وضعها علي خريطة الاستثمار العالمية، أرجوك توقف قليلا عن إكمال القراءة وحاول أن تتذكر كم مرة سمعت هذه الجملة خلال عهد الرئيس مبارك وحده، بالتأكيد سمعتها عدداً يقارب عدد المرات التي سمعت فيها جمل «أزهي عصور الحريات.. الإصلاح ينبع من الداخل.. لا مساس بمحدودي الدخل لأنهم في عقل وقلب الرئيس..

لن نخضع لأي ضغوط خارجية.. سنواصل دفع عجلة الاستثمار» وغيرها من الجمل الخالدة التي نفني نحن ولا تفني هي ولا من يقولها، طيب يعني أنا لست مفترياً عندما أتوقف أمام هذه الجملة مشككاً ومتسائلاً وساخطاً، ومادمت كذلك فبالله عليك كيف نثق في نظام حكم بقي له ربع قرن دون أن ينجح في وضع بلد علي خريطة، وإذا كنا بعد ربع قرن من التغني بالإنجازات الاقتصادية والكوبراوية والمحوراوية والصرفاوية، لم يتم وضعنا علي خريطة الاستثمار العالمية، فلماذا نجحت دول شرق آسيا وأيرلندا والهند وتركيا في أن تحتل مساحات شاسعة من هذه الخريطة في أقل من عشر سنوات؟ هل هناك عدم استلطاف بيننا وبين هذه الخريطة؟ أم أننا نستخدم مقياس رسم فاسداً لقراءة هذه الخريطة غير مقياس الرسم الذي تستعمله بقية الدول ويعمل معها شغل؟ أعلم أنني لن أجد من يجيبني عن هذه الأسئلة وهو مايدفعني للشك في وجود هذه الخريطة أساساً،

فأغلب الظن أنها اتسرقت منذ سنوات، مثلما تم سرقة عجلة الاستثمار ومسيرة التنمية وعملية الإصلاح وغيرها من الكائنات الخرافية التي نسمع عنها دائما دون أن نراها علي أرض الواقع.

أقسم بالله العظيم أنني لا أتكلم عن نفسي ولا عن غيري من المواطنين، فأنا أعلم أنهم لايفرق معهم أن يستغرق الإصلاح أو وضع خريطة مصر علي خريطة الاستثمار العالمي سنة أو سنتين أو حتي ربع قرن تاني، أدينا عايشين،

لكنني أتكلم علشان خاطر الرئيس مبارك الذي كنت أتمني أن نشهد تغيير النظام السياسي وهو وسطينا في فترته الرئاسية، فإذا كان تغيير النظام السياسي سيستغرق أعواماً، خاصة أن الحكومة ستقوم به وهي ليست متسربعة وعلي مهلها، فلماذا نحرم الرئيس مبارك أطال الله عمره من أن يشهد تغيير النظام السياسي الذي وعدنا به وهو في وسطينا قبل انتهاء فترته الرئاسية السادسة، لذلك ياقوم أنا أطالب السادة المسؤولين بألا يدعوا هذه الروح التغييرية المتمهلة تتغلب عليهم، وألا يمشوا الهويني أثناء إصلاحهم،

وأن يراعوا حساسية الوقت لأن العمر بيتسرق مننا والأيام بتعدي هوا، ومثلما عدت علينا خمس فترات رئاسية دون أن نغير نظامنا السياسي أو نتوضع في خريطة الاستثمار العالمي، فإنه من الممكن لاسمح الله أن تعدي الفترة السادسة ونحن لاغيرنا نظامنا السياسي ولا اتعلقنا علي الخريطة الاستثمارية، ويكون الإنجاز الحقيقي الوحيد الذي تحقق لنا للأسف هو كوبري ستة أكتوبر بمنازله الثلاثين، علي أساس كل سنة بمنزل. وآه يا بلد منازلها أكثر من مطالعها بكتييير

.

الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق ..

و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة ..

فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ..

و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...