اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الملك ليم .. والملكة تان .. والرياح الشرقية


Mohd Hafez

Recommended Posts

[b:post_uid0]في إحدى أمسيات أيام الربيع لعام 1661 ..وفي مكان ما علي ارتفاع 8000 متر فوق سطح البحر .. و علي أحد سفوح هضبة التبت بين دولتي الصين والهند .. خرج المئات من أفراد قبيلة المغاوير الصينية  لتحتفل بهدية الرب  بوذا  لملك القبيلة.. الملك ليم سينج.. والملكة ليم تان  .. فلقد أنجبت الملكة  .. أربع ذكور تؤم  للملك .. وأصبح للقبيلة أربعة أولياء عهد بدلا من واحد .. وجاء الكاهن البوذي بزيه الأصفر .. وقص شعر رئس الصبيان الأربعة .. ووضع الشعر في طبق من  ذهب .. ووضع الطبق في مهب الرياح الشرقية .. لتحمل الريح خصلات الشعر .. وتنثره علي كامل حدود مملكة وسلطان  التؤام الأربع  .. كعهد أبدي بين الريح ورب القبيلة .. بوذا الأعظم  .. ثم أطلق عليهم الكاهن  أسماء ..  كهنة المعبد الأقدمين .. فمنح الطفل الأول أسم .. الأمير ليم سيم .. والثاني .. ليم كوان .. والثالث .. ليم هين .. والربع .. ليم تشوان .. ومع اقتراب الفجر .. توقف الرقص والطرب ..وأطفأت الأنوار بساحة الاحتفالات.. وفي نفس اللحظات .. وعلي بعد عدة  عشرات من الأميال .. حيث الجانب الهندي من هضبة التبت .. كانت قبيلة الأشواس الهندية تتجول الجبال .. باحثا عن فرصة للسرقة أو قطع الطريق علي قافلة تجار .. فتهدي لأسماعهم أصوات الغناء والطرب الصادر من أفراح قبيلة المغاوير  علي  الجانب الصيني لهضبة التبت .. وما هي إلا ساعات قليلة .. وتحت ظلام الليل ..  أنتهي  وحوش قبيلة الأشواس الهندية  من سفك دماء الرجال والنساء والأطفال بقبيلة المغاوير .. وسرقوا خيرات القبيلة .. ودمروا تمثال بوذا العملاق .. وقبل شروق الشمس بدقائق .. أخذ  رجال قبيلة الأشواس في الانسحاب رجوعا للجانب الهندي من جبال التبت .. وقبل رحيل أخر رجالهم .. سمع صوت بكاء صادر من خيمة صغيرة .. لم تطلها نيران الغدر  بعد .. فنظر بداخلها ..حيث  الأطفال الأربع الرضع .. التؤم .. فحملهم جميعا بمهدهم  علي فارسة .. مسرعا ..لقائد قبيلة قطاع الطرق .. ويسلمه  التؤام الأعجوبة .. ليرى ماذا هو فاعل بهم .. فتلقاهم رئيس قبيلة الأشواس الهندية .. قبولا حسنا .. ودعا الكاهن الهندوسي ليباركهم ويطلق عليهم أسماء نواب الرب كرشنا.. إله الهندوس .. فأطلق علي أولهم أسم .. سري فشنا .. وعلي الثاني سري راجا .. وعلي الثالث سري بيتشار .. وعلي الرابع سري باتشان .. وأخذهم في قصره .. وراعهم ..أحسن رعية .. وعلمهم اللغة الهندية .. وسجدوا للنيران تعبدا.. حتى بلغ سن كل منهم قرابة الخامسة .. فأخذهم معه يوما في رحلة لمدينة بومباي التجارية بشمال الهند .. وهناك  قابله السندباد العربي .. بسفينته .. فأعجب بمنظر هؤلاء الأطفال الأربع  الأبرياء .. وطلب شرائهم من مللك الأشواس الهندي .. وكان المبلغ المدفوع .. ذهبا كثيرا يسيل له اللعاب .. فحملهم السندباد علي سفينته .. راجعا إلي الشرق العربي .. وفي طريقه توقف بميناء خورام شاه علي المحيط الهندي .. ليتزود بالماء والمؤن ..فقابله صديقه القديم .. شاهبندر التجار حجة الله كاظم الموسوي .. وأعجب كثيرا … كثيرا بالأطفال الأربع .. فتكرم عليه السندباد بأحدهما ليتخذه أبنا .. ثم رحل بسفينته مخترقا البحار .. دائرا حول طريق الرجاء الصالح .. وصولا لميناء الإسكندرية بمصر .. وهناك توقف ليتزود بالماء والمؤن .. فقابله صديقة شاهبندر تجار مصر .. السيد / عبد الله الأزهري .. والذي أعجب كثير .. كثيرا بالأطفال الثلاثة .. فأهداه السندباد أحدهما ليتخذ منه أبنا .. ورحل السندباد بسفينته شمالا .. وصولا لميناء حيفا بفلسطين .. وتوقف ليتزود بالماء والمؤن .. فقابله صديقه  شاهبندر تجار حيفا .. السيد / أشكول بن زيون .. والذي أعجب بالطفلان كثيرا .. كثيرا .. فتكرم عليه السندباد بأحدهما ليتخذ منه  أبنا.. ورحل بسفينته للشمال إلي ميناء اللاذقية بسوريا ..وتوقف ..ليتزود بالماء والمؤن .. وهناك قابله صديقه القديم  شاهبندر  تجار اللاذقية  / بطرس عمانوئيل .. والذي أعجب كثيرا .. كثيرا .. بالطفل الوحيد المتبقي مع السندباد .. فتكرم به السندباد عليه .. ليتخذه  أبنا ..وتدور عجلة الزمان .. وبعد أربعون عام من رحلة السندباد .. تزلزل الأرض زلزلها .. وتخرج الأرض أسرارها .. ويقول أهلها .. ماذا لها .. فتفضح عن كنز..لها … كنز  مهول بأحد جبالها .. بمنطقة  دهوك بشمال العراق .. وينقلب حال أهلها .. كلما حملت الرياح الشرقية .. نسمات الذهب الأسود المكنون بكنز الكنوز.. فتسرع الجيوش لنصيبها .. تخرج من مصر وسوريا وفلسطين وإيران .. محملة بالجياد والعتاد والسلاح طمعا في الاستحواذ علي  جزء من ثروات لا صاحب لها  .. وتتقابل الجيوش عند بئر جاف أسمه بئر العطش .. بمنطقة الفقر بجنوب البلاد .. وتتقاتل .. وتتقاتل ..الكل يقتل الكل ..والبعض يقتل البعض .. وإلي  حتى أخر جندي وأخر قطرة دماء  .. وقيادات الجيوش .. تدير المعركة من خنادق مصفحة ..مسلحة تحت الأرض ..لا طريقا لها .. يجلس  فيها  قائد الجيش منفردا من كل دولة ليحرك فرسانه وجنوده علي ساحة المعركة  .. ويستمر  القتال يوما بعد يوم .. بلا نهاية .. حتى زهقت الأرض من دماء جنودهم .. ورفضت  حتى دفن أشلائهم .. فخرج  قواد الجيوش من خنادقهم المدرعة   .. تعتصرهم الحسرة .. ويمزقهم الضياع ..خرجا  بحثا عن جندي حي .. أي جندي .. بأي لون .. بأي دين  ..المهم أن يكون إنسان .. لم يجدوا غير أكفان مخططة بأعلام.. ورايات نصر ممزقة ملوثة بالدماء .. وصوت غراب ينوح .. ورائحة ذهب  تفوح .. وترجل  كل منهم ناحية بئر العطش .. لعله  يجد قطرة مياه ترويه .. أو  أي   إنسان يشاركه وحشته في أخر  لحظات حياته ..وقبل  أن يلفظ أنفاسه الأخيرة .. وعند بئر العطش .. بمنطقة الفقر .. بجنوب البلاد .. هناك تقابلا الأخوة جميعا .. أربعة تؤام .. الوجوه والملامح هي نفس الوجوه والملامح.. الدماء هي نفس الدماء .. الأطماع هي نفس الأطماع .. الأحلام هي نفس الأحلام .. فأبوهم هو  الملك  ليم .. وأمهم الملكة تان .[/b:post_uid0]

رابط هذا التعليق
شارك

[b:post_uid0]لا يا أخ أكرم .. هذه ليست قصة حقيقة .. بل خيالية .. أرد أن أقول للبعض .. أنه يمكن للإنسان أن يتعايش مع أخيه الإنسان .. بغض النظر عن اللون والدين والجنس .. وفي نفس الوقت .. أرد أن أقول .. أن الإنسان ملئ بالمطامع والأحلام .. سواء كان قادم من  علي سفوح التبت أو من حارة كل وشكر .. ومن أجل أطماعه ومن أجل أحلامه .. يفترض أمور ... ويحلل اشياء الهدف منها إعطاء الشرعية لوسائل تحقيق أطماعه وأحلامه .. فالإنسان ومهما تغيير دينه أو جنسه  أو ثقافاته فلازال يحتاج لإنسان أخر يتعاون معه علي الحياة .. بدلا من القتال .. علي أهداف يمكن أن تحقق سلميا .. ولكن هذا لا يعني الخضوع والذل لأحلام الأخريين .. بل يعني الجدية في تحقيق حل وسط يرضي جميع الأطراف .. أين يقع هذا الحل الوسط .. هذا قصة أخرى مختلفة [/b:post_uid0]

رابط هذا التعليق
شارك

[b:post_uid0]شكرا يا أخت .. نون سوبير.. نعم هي تأليفي .. هل مشكلة في هذا[/b:post_uid0]

(Edited by Egypt5 at 7:52 pm on June 17, 2001)

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...