اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

... أنفراد... خواطر تحت الحصــــــار بقلم د / أيمن نور


أحمد محمود ميلاد

Recommended Posts

أرجو من الأخوه التعليق على ما تم تسريبه من داخل السجن عن الدكتور أيمن نور و تذكروا أخوتي أنه لا يملك بعد الله ألا ما تقدموه أنتم من أراء و تشجيع فك الله أسره هو وكل المظلومين في هذا الوطن :P

بقلم د. أيمن نور لكل سطر كتبته في حياتي ثمنا دفعته ، معجلاً أحيانا -ومؤجلا معظم الأحيان – كان الثمن دائما باهظا ، دائما كان على فاتورة المخاوف الحافلة بالاحتمالات والتي تبدأ بتحريض الصحف الحكومية على تشويه جارح – أو تجريح بتكليف – ولا تنتفي بالتواطؤ على تلفيق قضية تنتهي باحتمالات تقييد الحرية... .. خلف القضبان .. تتبدد كل المخاوف الظنية والفواتير الاحتمالية .

فأنت إزاء لحظة سداد الثمن أو بالأرجح الأثمان – لاستحقاقات مؤجلة ، عن كلمات وسطور ومواقف مسجلة أحان الحين للتخلص من أعبائها ، وإفراغ شهوة الآخرين في التنكيل والتشفي لحسابهم واستشعار نصر زائف ، وقدرة موهومة على اختزال الواقع في أشخاصهم ومصادرة المستقبل لحسابهم . .. إذا كان السجن ، والقيد ، والقهر ، يغلق أبواب الخوف ويسد ذرائعه.. فهو على الجانب الآخر ، يفتح أبواب الرغبة في المزيد من القهر والتعسف الذي لا يعرف سقفاً ولا يلجمه دستوراً، أو قانوناً ، أو لائحة ، على وظيفة كاذبة إن العضوية المنعقدة انحلت ، وبات الخصم بقايا إنسان له ما للبقايا من حقوق متقلصة، أشلاء إنسان، وأشلاء حقوق يملك من يظن أنه يملك الدنيا الإجهاز على ما تبقى منها إذا أراد وفي أي وقت يريد!! .. جروح في الذاكرة لم تندمل وأظنها لن تندمل فينبغي أن يكون لكل خصومه قواعدها ، رمحها بلغ الشطط أو اللدد ، ينبغي أن تبقى هناك قواعد – أية قواعد– لكن ماذا لو كان خصمك هو الحكم ؟ وظالمك هو من يناط به تلقي المظالم؟! ورد الخارجين عن القواعد؟!! لماذا لا يتبينوا بوعي مداخل خطاهم ويحاولوا لملمة شتاتهم المبعثرة وطاقاتهم المهدورة ، ليدركوا أنه لا مستقبل إلا أنه لا مستقبل إلا إذا كان يسع الجميع ويقبل ويسعد به الجميع؟!! وغير ذلك مغامرة ومخاطرة ستقود الجميع إلى قاع اليم!! عواقبه عظيمة وفجة!! .. ملابسات الأيام والساعات الأخيرة ، كشفت أن السجان بلغ بقوته حداً من الضعف فبات يؤرقه من أن يتنفس السجين!! بات يتوهم أن أنفاسه من خلف القضبان أعاصير قد تقصف به ، وتزلزل عرشه ، تطفأ نور فرحه ، وتفسد ما يتصوره انتصاراً وهو في الحقيقة هزيمة مؤجلة ، ونموذج قارح للتشخيص المغلوط ، الذي يتداخل فيه الخطأ بالخطيئة!!. .. قراءة أحداث التاريخ وأحكامه ، وقواعده وعبره تؤكدان قراءة الأحداث لا تكون هكذا بهذا التبسيط المخل ، فنتائج الأشواط شيء ونتائج المباراة شيء آخر!! فيوماً لم تنتصر بنادق الصيادين على كل أسراب العصافير المحلقة بحرية في سماء الوطن ، لم يملك أحداً اختصارا مساحة السماء أو سد عين الشمس .. أو إصدار قرار بتعديل مواعيد الشروق والغروب.. فهذه سنن "اللاهوت" وقواعد "الناسوت" هكذا قال الدين وهكذا علمتنا السياسة. .. نعم دفعنا وندفع الثمن ربما سنظل ساعات أو أيام أو حتى سنوات.. .. ربما ينجحون في اعتقال هذه الكلمات وتقييدها ووضعها في الزنزانة المجاورة لي وفقاً لنصوص قانون الغابة قانون اللا قانون, واللا خجل, واللا حياء, واللا سلطان على غابة السلطان!! .. ربما تنجوا هذه الكلمات.. وتصل إليكم كما تنجوا بعض الطيور الشاردة من سرب عصافير استهدفته وتترصده بنادق الصيادين ونيرانها. .. الشيء الوحيد الأكيد إني اليوم أكثر إيماناً بكلماتي, ومواقفي, وأقل خوفاً من سداد ثمنها, وأكثر قدرة على رصد ما يخيفهم منها وفهم ما يؤلمهم فيها. .. عندما تقف الرصاصات في مواجهة الكلمات فالمعركة بالقطع حسمت ولكن ليس لصالح الرصاصات التي حتماً ستنفذ وستبقى الكلمات.. .. امنعوني من الكتابة, من الرأي, من التعبير, اغتالوا بحرية حريتي, وحقوقي الدستورية والإنسانية.. جرحوا كل حروف الأبجدية, واحظروا تجمع أكثر من خمسة حروف على ورقة, وامشوا بسياراتكم الجيب بين أصابعي, ارصدوا مخبراً يترصد بكل فكرة أو خاطرة تجول في ذهني, وجندوا مرشداً لكل شهيق أصدره أو زفير يخرج مني. في النهاية.. ستهلك سياراتكم, وسيتعب مخبريكم, وسيفشل مرشديكم, وستظل الأبجدية, وستخلد الكلمات.. وستذهبون وتذهب ريحكم.. وستبقى الحرية!! .. يا بني وطني.. يا شركاء الألم والحلم.. يا رفقاء الهم, يا زملاء المهنة المجتمعين على درج نقابتكم تضامناً معي السبت الماضي.. لا أعرف متى وكيف ستصل لكم هذه الكلمات.. لكنها حتماً رغم الحصار ستصل بإذن الله.. ستصل لأن سنة الله أن الأفكار لا تموت.. وأن الموت أشرف من السكوت, والاستسلام لهزيمة لم ندخل معركتها بعد ووقتاً لم يفوت.. .. يا عقلاء الأمة وشرفاؤها.. إذا وصلت سطوري إليكم سأدفع ثمنها, وإذا اعتقلوها سيشربون اليوم عليها الأنخاب, ولن يلامس سطورها غير قوافل الذباب, وسأدفع مضاعفاً ثمنها بمزيد من الحصار والتفتيش والكلاب.. فاسمعوني جيداً إذا كنا نريد أن تسترد مصر بهاؤها.. ليس مهماً من القتيل ومن المصاب فبيارق الوطن تنتظر من يمسح دمعها.. وعزيز مصر بات بالفصام مصاب.

أن غــدا لنــاظــره قــريب

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...