اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

رحلات الأفوكاتو


الأفوكاتو

Recommended Posts

الإخوة الأعزاء,

كنت فى زيارة لموقع منتدى المصريين, الذى هجره معظم أعضاؤه لأسباب لا أعرفها حتى الآن, رغم أن هذا المنتدى كان  من أفضل المنتديات المصرية, و الذى ضم نخبة من الأعضاء,أكثرهم يشتركون فى منتدى الوفد حاليا.

و قد فتحت باب " أيامنا الحلوة" و قمت بسياحة فى موضوعات هذا الباب, و قرأت بعض مداخلاتى التى لم تُنشر فى منتدى الوفد فى ذلك الوقت, حيث أنها كانت أمورا خفيفة, و تبعد كثيرا عن الموضوعات التى نتناولها حاليا فى منتدى الوفد.

من هذه  الموضوعات, إخترت عدد من مداخلاتى عن بعض رحلاتى حول العالم , و الأولى عن زيارة مدينة البندقية, و الثانية عن زيارة لجزيرة مدغشقر.

و سأبدأ بالكتابة عن مدغشقر, وهى كما تعلمون, تمر حاليا بأزمة سياسية تهدد بحرب أهلية, حيث رفض رئيس الجمهورية السابق تسليم السلطة للرئيس المنتخب, و لكنى لن أدخل فى هذه التفاصيل السياسية.

كانت زيارتنا لمدغشقر لحضور حفل زفاف شقيق زوجتى لمواطنة من الجزيرة, و قبل ذهابنا الى القرية التى عُقد بها حفل الزفاف, أقمنا فى العاصمة, وهى مدينة إسمها:" أنتاناريفا "

قبل الدخول فى تفاصيل إقامتنا فى العاصفة, أود أن أقدم وصفا موجزا لجزيرة مدغشقر:

تمتد الجزيرة طولا, من الشمال الى الجنوب حوالى 1580 كيلومترا, و عرضا, من الشرق الى الغرب, حوالى 571 كيلومترا. و يمر مدار الجدى بمنتصف النصف الأسفل من الجزيرة, وفى وسط الجزيرة توجد هضبة عالية, حيث أقيمت العاصمة " أنتاناريفو" ويطلقون عليها للإختصار إسم" تانا". و كانت مدغشقر مستعمرة فرنسية , الى أن حصلت على إستقلالها فى 26 يونيو عام 1960.

وصلنا بالتاكسى , من المطار الى العاصمة, حوالى بعد الظهر, وأخترنا إحدى اللوكاندات من كتيب سياحى إشتريناه فى المطار. و عند وصولنا الى هذه اللوكاندة, حاصرتنا جحافل من الشحاذين, بناتا وصبيانا, يتراوح سنهم ما بين 10 و 15 سنه, وعندما لم نعرهم إلتفاتا, و دخلنا الى اللوكاندة, إستمر حصارهم للوكاندة لمدة نصف ساعة, يصرخون, ويدقون طبول, و يغنون و يلعنون أبو خاشنا لعدم التعطف عليهم بحسنة, ولم ينصرفوا إلا بعد أن هددهم أمن اللوكاندة باستدعاء البوليس, و أعتقد أن إنصرافهم كان يأسا لا خوفا, الظريف أن هذا المهرجان كله كان يحدث باللغة الفرنسية, ( وذلك يذكرنى بالمرحوم محمد الكحلاوى الذى زار فرنسا فى الأربعينيات, وعندما رجع الى القاهرة قال: الفرنسيون هم على درجة عالية من الثقافة, فحتى الكناس فى الشارع يتحدث بالفرنسية).

قبل أن ينصرف الشاب اللطيف سائق التاكسى, سألنا إذا كنا نريد منه العودة  صباح اليوم التالى فى حالة ما إذا كنا فى حاجة الى مواصلات, وقد كان قبولنا هو أفضل قرار إتخذناه أثناء هذه المغامرة,  كما سترون بعد.

كانت حوائط اللوكاندة الداخلية مطلية بلون برتقالى كئيب, و لكننا لم نكن فى حالة تسمح لنا بالإنتقاد, فقد كنا متعبين,و كل ما أردناه هو فراش لليلة لنرتاح, وهذا لم يحدث.

كانت اللوكاندة مملوءة بالسياح الفرنسيين الشبان, الذين كانوا فى حالة دخول وخروج مستمر, مع رزع الأبواب, و صوت أقدام يدوى فى الدور ألأعلى و الطرقات, و صريخ و غناء حتى مطلع الفجر.

كان الحمام  بدائيا, مواسير فى كل مكان( هل يذكركم هذا بشيء؟؟), و كان فرش الحجرة متواضع, سرير, و مقعدين, و ترابيزة مستديرة, ولكن فرش السرير كان نظيفا, و جهاز تليفزيون أبيض و أسود, يعطيك محطتين, الأولى باللغة الفرنسية, و الثانية باللغة المحلية, أى " المالاجاسية"و كان مضحكا رؤية شون كونرى , أى جيمس بوند, وهو يتحدث بالفرنسية, أو أفلام الكاوبوى الذين يتحدثون مالاجاسى.

إنضم ال جيش المضايقات جحافل من الجاموس, آسف, أقصد ناموس فى حجم الجاموس, الذى هاجمنا فور غروب الشمس, و بين إستعمال أقراص الحرق الدخانية, و الإسبراى, كدنا أننتفطس,  و سلمنا جسمنا طواعية لنهش الجاموس. ثم أكتشفنا طريقة للخلاص المؤقت من العذاب, وهى الوقوف تحت الدش لمدة ساعات.

عندما خرجنا من اللوكاندة فى الصباح التالى, عرفنا لماذا كان إختيارنا لهذه اللوكاندة غير موفق, فقد تبين لنا أن اللوكاندة تقع فى منطقة شبه شعبية, تمتلئ شوارعها بالشحاذين, الذين يندفعون اليك بسرع الضوء, و يعرضون عليك عاهاتهم و إسمالهم البالية, و كلهم أطفال فى عمر الزهور, ولكنها زهور قصيرة العمر , و لإول مرةبعدسنوات عديدة منذ مغادرة مصر, ذاب قلبى حسرة على الطفولة المسروقة, و أصرت زوجتى على إعطاء صغار السن بعض النقود لشراء طعام.

فضلا عن الشحاذين, هناك أيضا فئة الشحاذون العاملون, وهم من يعرضون عليك بعض السلع التافهة, ولكن بإصرار غريب. لعن الله الفقر .

قررنا ترك هذه اللوكاندة, و البحث عن مكان لائق

سوف أشرح فى المداخلة التالية رحلتنا الى قرية الزفاف.

الأفوكاتو.

الإخوة الأعزاء,

فى هذا القسم, سوف أروى كيف وصلت الى جزيرة مدغشقر, و ماذا حدث هناك.

 

الطريق الى مدغشقر:

إبتدأت رحلتنا الى مدغشقر, وهى جزيرة تقع فى مواجهة الساحل الشرقى لقارة أفريقيا (و تواجه تماما دولة موزانبيق, وتقع بين نفس خطوط العرض), من مطار نيروبى فى كينيا, و قد توقفت الطائرة التابعة لخطوط مدغشقر الجوية لمدة و جيزة فى مطار جزيرة "كوموروس" و هى جزيرة تستهوى السياح الذين يهوون رياضة الغطس, ( مثل الغردقة) , و بقينا  على متن الطائرة لمدة نصف ساعة, تحت حراسة مسلحة من قوات الأمن متمركزة خارج الطائرة , وبعد رحلة طيران بسيطة, و صلنا الى هدفنا, وهو مطار عاصمة مدغشقر,  وإسمها" أنتاناريفو", و إسمها المختصر هو " تانا".

و عندما إقتربنا من جزيرة مدغشقر, رأينا مياة حمراء تندفع من الأنهار, و تتدفق داخل المحيط, و تصبغه باللون األأحمر, وعندما سألنا عن هذه الظاهرة, قيل لنا أن عمليات إزالة و إبادة الغابات, للحصول على الخشب, قد أزالت الحماية الطبيعية للتربة, و أصبح من السهل على الأمطار و السيول جرف هذه التربة, و قذفها فى المحيط, وهذه خسارة كبيرة قد تؤدى الى فقدان آلاف من  الأمتار المكعبة من التربة كل شهر.

و عندما إقتربنا من التخليص الجمركى, تعرض لنا بعض المواطنون يعرضون علينا (إجباريا) مساعدتنا فى تخليص حقائبنا و حملها الى موقف السيارات بعد دفع المعلوم, و دفعنا .

و مطار "تانا" هو مطار بسيط بالقياس الى المستويات العالمية المتواضعة, و يشبه مطار الغردقة منذ عشرين عاما, و كان هناك بالمطار قرب بوابة الخروج من صالة الوصول,كشك لتحويل النقود الى الفرنك " المالاجاسى"  وهى العملة المحلية, وبعد ذلك بحثنا عن طريقة للمواصلات للوصول الى المدينة نفسها التى تبعد عن المطار ساعة قيادة على الطريق, رغم أن المسافة لم تكن ظويلة لهذا الحد, ولكن يرجع ذلك لإزدحام الطريق و رداءته.

و عند موقف التاكسى, تبينا أن السائح يدفع ضعف ما يدفعه المواطن لنفس المسافة الى المدينة, ,وأحاط بنا حوالى سبعة من الدلالبن, كل يدلل للتاكسى الذى يعمل لحسابه. و إذا كان سكان القاهرة غير راضين عن تاكسيات القاهرة و مظهرها المنفر, فسوف يصابوابصدمة عند رؤية تاكسيات مدغشقر التى لا تحمل عدادا, أو  كلمة تاكسى, وفى أكثر الأحيان قد يطلب السائق من الراكب أن يساعده فى زق التاكسى الذى قد يتوقف عن السير عندا فى صاحبه.

وكان حظنا جيدا, فقد كان السائق الذى إخترناه, أو الذى إختارنا, الله أعلم, شاب ظريف فى العشرينيات, مهذب و يتحدث الإنجليزية بقدر كاف لنفهمه, ( تبين لنا بعد ذلك أنه يعمل على سيارة إبن عمه بعض الوقت, لدفع مصاريف الجامعة).

وفى طريقنا الى العاصمة, سرنا فى طريق ضيق من حارتين, واستمتعنا برؤية حقول الأرز , وبعض القرى الصغيرة.

نحن ما زلنا فى العاصمة" أنتاناريفو" أو "تانا" كما يطلقون عليها.

تركتكم فى الحلقة السابقة و قد قررنا أن ننتقل الى لوكاندة أخرى, و زرنا بعض الفنادق التى إعتقدنا أنها معقولة , ولكن لم يفز أى منها بإعجابنا, فقررنا الإنتقال الى أفضل فندق فى المدينة, وزرنا الهيلتون, ولكننا لم نقترب حتى من الباب الخارجى,فلقد كان  منظر الجوار محبط للغاية, فعلى الرغم من أن الفندق مقام على ضفة بحيرة صناعية, إلا أن المنظر الذى تراه من ناحية الفندق يجعل شعر رأسك يشيب, وسوف أشرح ذلك فبل نهاية هذه الرسالة.

وجدنا غايتنا فى فندق فرنسى, إسمه " كولبير",و يشيه كثيرا لوكاندة سميراميس القديمة , و كان على الفندق مسحة من الفخامة و العز الذى ولى, واكتشفت أن سعر الإقامة فيه تزيد عن سعر الإقامة فى الهيلتون, ولكنى قلت لزوجتى, بالإنجليزى طبعا," ينعل أبو التحويش", و حجزنا حجرة لها صالون خاص, وكانت شرفتها تطل على مناظر طبيعية خلابة, كما رأينا على البعد ملعبا للكرة مملوء بلأهالى الذين حضروا لصلاة القداس, حيث أن أغلب سكان مدغشقر يدينون بالكاثوليكية.

و قد أقيمت العاصمة على مجموعة من التلال, و طرقها صاعدة هابطة , ولكن أفخر أحيائها هى المقامة على قمم التلال, حيث المناظر الطبيعية الجميلة, و تطل المبانى على التلال المجاورة, لكن الحلو ما يكملش, فكما ترى فى الدول الفقيرة, حى فاخر, و عبر الشارع حى شعبى مملوء بالنفاية والقاذورات, وذلك رغم تواجد صناديق قمامة عملاق, ولكن القمامة كانت تفيض على جوانب الطريق.

كان المؤلم هو رؤية الأطفال الصغار وهم يصعدون تلال القمامة للبحث عن طعام يسد رمقهم, و شعرت أن الإنسانية قد تخلت, بل خذلت براءة هؤلاء الأطفال, وانسدت نفسى بقية اليوم حزنا عليهم.

و على قمم التلال,توجد محلات كثيرة بعضها حديث, و بعضها يشبه محلات الموسكى و خان الخليلى, ولكنها كلها كانت مملوءة بالبضائع المحلية أو المستوردة, ولكن أسعار السوبرماركت كانت حراقة.

و فى الجزء السفلى للمدينة, يوجد شارع عريض يطلق عليه" طريق الإستقلال" و تتفرع منه شوارع ضيقة ملتوية حول التلال, بعضها يتحول الى سلالم لا تسمح بمرور مركبات أو سيارات, و يستعملها المشاة فقط للوصول الى أعلى التل.

و فى المنطقة الموجود بها فندق "كولبير", توجد بعض النوادى الليلية, كما يوجد بالمنطقة أيضا عدد كبير من سفارات الدول الأجنبية.

و تتكون الطبقة الغنية من كبار رجال الحكومة و رجال الأعمال المالاجسيين, أى أهل البلد, كذلك يوجد عدد كبير من الفرنسيين الذين بقوا بعد إنتهاء الإستعمار الفرنسى, و الزواج المختلط بين أهل البلد و الفرنسيين مألوف تماما, بل أن أكثر السياح الذين يزورون مدغشقر هم الفرنسيون.

و فى الجزء السفلى من المدينة, توجد سوق دائمة, وهى مزدحمة بالناس من جميع الأجناس, و يباع فيها كل ما يخطر على البال.

فى يومنا الثانى بالمدينة, و أثناء السير فى الحى الشعبى, إضطررنا للهروب من جيوش الشحاذين الذين يتمركزون فى المناطق السياحية, ولكن بعضهم كان يلاحقنا ليبيع لنا سلعا بسيطة مثل المصنوعات الجلدية,  و البهارات المشهورة, ولكن أظرف سلعة عرضوها علينا كانت نماذج لسيارات و موتوسيكلات و تركات مصنوعة من علب الصفيح المستعملة فى تعبئة الكوكاكولا و المشروبات الأخرى, و إنتهينا  بشراء سيارة( نموذج فقط) ستروين مصنوعة من علبة إسبراى لمبيد حشرى.

أخذنا السير إلى طريق منحدر مؤدى الى البحيرة الصناعية, حيث أقيم سوق لبيع الزهور الطبيعية المقطوعة طازة, وكذلك قصارى زهور وورد, و كان هذا المكان من أفضل الأماكن التى زرناها, و لكن البحيرة نفسها خيبت أملنا, فمياهها كانت آسنة مغطاة بالطحالب و القاذورات, و فكرتنى بترعة المريوطية بالهرم قبل ردمها. وعندما رفعت رأسى بعد النظر الى أكوام القمامة على ضفاف البحيرة, رأيت مبنى الهيلتون المطل على البحيرة, و خيل لى أن المبنى يخرج لى لسانه.

و هنا تعب الملاح, فاستلقى وراح, فى أحلام ملاح.

و الى اللقاء.

الأفوكاتو بقى سندباد.

الإخوة الأعزاء,

سوف أنشر بقية الرحلات تحت إسم " سفريات الأفوكانو"

و إستجابة لمطلب الأخ فرى , اليكم فقرة سريعة عن تطور نظام الحكم فى مدغشقر المعاصرة.

قبيل الإنتخابات الأخيرة , و التى أدت الى أزمة سياسية, نتيجة لرفض رئيس الجمهورية المنهزم, الإعتراف بنتيجة التصويت, و رفض ترك مقعده لغريمه الذى فاز فى الإنتخابات, كانت مدغشقر تتمتع بنوع من الإستقرار السياسى, الذى يبدوا أنه على وشك الإنتهاء, حيث أن الجيش لم يقرر بعد تاييده لأى من المتنازعين, و إنحياز الجيش لواحد أو لآخر سوف يؤدى حتما لقيام حرب أهلية.

منذ عام 1975, وحتى عام 1993, بعد إنتهاء الحكم الفرنسى لمدغشقر عام 1960, كان الإسم الرسمى للدولة هو: جمهورية مدغشقر الديمقراطية. وكان يحكمها رئيس إسمه : دييدر راتسيراكا.

كانت حكومة راتسيراكا , و يطلق عليها الجمهورية الثانية, حكومة ماركسية, و بعد عام 1989, تغير شكل الحكومة نتيجة لإنتخابات عامة, و تحولت الى حكومة شعبية شبه ديمقراطية, و لكن رغم هذا, تمكن راتسيراكا فى البقاء فى الحكم لسنوات طوال.

وفى عام 1993و إنتهى حكم راتسيركا بعد 17 سنة من حكم ديكتاتورى, و خلفه السيد/ البرت رافى, رئيس حزب القوى الحية.

أدى هذا التغيير, و خاصة بعد الإستقلال , الى إنشاء مجلس نيابى, و راس الحكومة السيد/فرانسيسكو رافوتى.

و كان الى جانب رئيس الجمهورية, مؤسسات, نلخصها فى الآتى:

1- مجلي الشعب.

2- مجلس الثورة الأعلى.

3- المحكمة الدستورية العليا.

4- اللجنة العسكرية للتنمية.

و تتشكل الحكومة من 24 وزيرا, تحت رئاسة رئيس الوزراء, كما توجد مجالس محلية للمحافظات, و المقاطعات, و القرى( مجالس قبلية)

و حتى الإنتخابات الأخيرة فى مطلع هذا العام, و رغم فقر شعب  مدغشقر المدقع,  فقد إستمتع الشعب هناك  بعد الإستقلال, بحكم ديمقراطى مستقر, و لكن يبدوا أن  الإنتخابات الأخيرة و نتائجها, سوف تقذف بالشعب المالاجاسى الى طريق حرب أهلية لا يعرف نتيجتها سوى خالق الكون.

الأفوكاتو.

Edited By Alavocato on May 27 2002 05:15am

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

الاخ افوكاتو صباح الخير

احييك على هذا الموضوع فقد إستمتعت به جدا وفى إنتظار البقية ....ووددت ان اسألك عن تقاليد وعادات  هذه الجزيرة( جزيرة مدغشقر) فى الزواج !!!!!!!!!! يعنى هل لهم نفس الطقوس الشرقية ام لا ؟؟ كمان عاداتهم فى الاكل والشرب والمعيشة بوجه عام  واشهر المأكولات و الملبوسات  عندهم  والحرفة الرئيسية لديهم  ..

شكرا

ملحوظة: منتدى شئون مصرية هو فعلا من احسن المنتديات المصرية وانا شخصيا اتواجد هناك من وقت لاخر وهو مازال محتفظ ببعض الأعضاء القدامى  وقد هجره الاغلبية بعد ان تهجم عليه احد الهاكرز .. لكن هو فى سبيله للتطور  والعودة احسن مما كان إن شاء الله

رابط هذا التعليق
شارك

منتدى شئون مصرية أكيد منتدى محترم.. لولا أن أحد الهاكرز فتح باب الإدارة على مصراعيه، فقرأ الأعضاء كلام الإداريين بالداخل، و قد كاوا يسبون الأعضاء و يذكروهم بكل سوء، و هذا كان سبب هجر الأعضاء. ما علينا.. مش موضوعنا  :th:

الأخ الأفوكاتو،

إستمتعت جداً، بكل كلمة كتبتها، و كنت من عشاق أدب الرحلات عندما كنت صغيراً.. و لكن عندما كبرت كانت مغامراتي الشخصية أكثر إثارة من معظم ما أقرأ. و لكنك أعدت لي ذلك الشغف بواقعيتك، فقد ذكرتني أدبيتك برحلة عمل لي بدولة مالاوي في إفريقيا.. و كان لي من الطرائف هناك الشيء الكثير. و ربما أتشجع فأكتب أنا أيضاً.. و لكني في انتظار أن أعرف باقي القصة في مدغشقر.

أسلوبك شيق فعلاً و ملاحظاتك قيمة.

أشكرك و أتمنى أن أقرأ المزيد في مدغشقر.  :inlove:  :inlove:

{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا }

رابط هذا التعليق
شارك

الأخت إتسمى, و الأخ متسائل:

هناك لبس:

"منتدى المصريين" ليس هو " منتدى شئون مصرية" الذى هاجمه الهاكرز, و الذى عاد للنشاط.

"منتدى المصريين وُجد أثناء وجود منتدى الوفد و بعد غلق منتدى  أخبار اليوم,

و بعد فترة نشاط  دام أكثر من عام, هجره الأعضاء, لأسباب غالبا فنية, الى كل من  منتدى الوفد, و منتدى شئون مصرية. و حاليا لا يزوره سوى العبد لله, فضلا عن 3 او 4 أعضاء, مخلصون. و عنوان هذا المنتدى ( المهجور) هو:

http://pub42.ezboard.com/begyptianforum16990

و نعود الى موضوع مدغشقر:

المداخلة الآتية سوف ترد على بعض الأسئلة, و سوف أرد على الباقى فى مداخلة لاحقة.

             xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx

رحلة مدغشقر.

توجهنا بعد زيارة العاصمة إلى الشمال, حيث يقيم شقيق زوجتي في بلدة تدعى “ مارانسترا", و ذلك لحضور حفل زواج أحد أفراد أسرة زوجة نسيبى

( شقيق زوجتى) المقيم بمدغشقر, و المتزوج من مواطنة ملاجاسية.

و قد تأخر موعد إقلاع الطائرة لمدة 24 ساعة بسبب عطل مفاجئ فى الطائرة بعد 7 دقائق من إقلاعها, و عادت الطائرة الى المطار, و بعد محاورات و مداورات, وافقت سلطات المطار على منح الأجانب فقط (أى نحن)  مأوى فى لوكاندة قريبة من المطار, مع الإقامة الكاملة لمدة 24 ساعة, فضلا عن المواصلات, كذلك ضمان مقاعد لنا على الطائرة المقلعة فى اليوم التالى..

و كانت اللوكاندة تشبه لوكندات سيدنا الحسين, و كان الطعام جيدا ووفيرا, كما كان الناموس فى أحسن صحة, و لكن على الأقل وجدنا سريرا لننام عليه, و دش ساخن, عشرة على عشرة.

و لكن كان ما أقلقنا هو عدم تمكنا من الإتصال بنسيبى لإخطاره بما حدث, حيث أنه لا يوجد لديه( هو أو غيره) تليفون.وفوضنا أمرنا لله..

إن معظم المبانى فى جزيرة مدغشقر هى من مخلفات الإستعمار الفرنسى, و لم ينلها تطور منذ خروج الفرنسيين, و يسرى هذا على مطار مارنسترا" الذى كان عبارة عن ملعب كرة كبير به مبنى صغير يستعمل للإدارة, و الإستقبال و الخروج. و  كان المبنى فقيرا, ولكنه كان نظيفا.

كان نسيبى فى الإنتظار بالمطار, و لقد نام على دكة فى المطار فى إنتظارنا, و لقد تكهن بما حدث, و أصر على البقاء لحين وصولنا, وشكرنا الله على ذلك.

تزاحمنا و تكومنا فى داخل سيارة بوكس مع ثمانية من المستقبلين, بالإضافة الى عجلة بسكليت, و حقائب, و صناديق, وخلافه من لوازم السفر, حيث أن هذه السيارة البوكس كانت أيضا فى إنتظار ركاب آخرين, تبين أنهم أيضا ضيوفا على نسيبى.

تقع البلدة فى منطقة مدارية شبه إستوائية, شديدة الرطوبة, و يبلغ متوسط المطر السنوى ثلاث أمتار,( ليست 3 سنتيمترات, أو بوصات, بل 3 أمتار). و المطر متوقع أى لحظة, لذا لا يخرج الأهالى من ديارهم ليلا أو نهارا بدون مظلة.و لذا كان الهواء ثقيلا على التنفس, و الملابس دائما مندية, حتى داخل الشنط.

و يبلغ تعداد أهالى البلدة حوالى 15000 نسمة ( خمسة عشر الفا), و قد أقيمت هذه البلدة على أرض رملية, مما ساعد على سرعة جفاف التربة فور توقف هطول الأمطار .

و يوجد بالبلدة شارع واحد مرصوف, و هو الشارع الرئيسى, حيث توجد المحلات العامة التى تبيع أى شيء يخطر على بالك. و المساكن هناك مبنية من الخشب, و لا تود مبانى طوبية سوى تلك التى تركها الفرنسيون, و استعملت كمكاتب للحكومة و مستشفى.

و سوق البلدة مفتوح يوميا الى ساعة المغرب, و توجد به موائد مرصوص عليها البضائع, وهنا تشم رائحة الخبز الطازج المخبوز فى أشكال مختلفة, كما تجد الخضراوات و الفواكه المدارية مثل الموز و الأناناس, و المانجو و جوز الهند, و الباباز, وفواكه أخرى لا أعرف أسماءها.

و كان شقيق زوجتى قد إستعمل نفوذه, و حجز لنا كابينة موتيل" بدائى عبارة عن كشك به الإدارة, و حوله أربع كبائن مبنية من البامبو الغليظ. وكان شكل هذه الكبائن ظريف جدا رغم بساطتها. و لم يكن بناء الموتيل قد أستكمل بعد, و و لكن لحسن حظنا, كانت هذه الكابينة صالحة للإستعمال الآدمى,فقد كان بها مياه جارية, و تواليت أفرنجى, و دش ساقع, و ناموس رائع. , لكن نسيبى أهدانا شبكة مضادة للناموس, تغطى السرير بما حمل. وكان بالحمام فتحة للتهوية, لكن لم تكن مجهزة بشباك. و لكن الحجرة كان لها نافذتان, مجهزتان بالشيش. بنيت هذه الكبائن على منصة مرتفعة للحماية من الحشرات و الزواحف, و قد فضلنا هذاالمكان الذى يبعد حوالى 5 دقائق سيرا من مكان إقامة نسيبى, على فندق آخر يبعد حوالى 3 كيلومترات , وخاصة و أنه لم بكن لدينا وسيلة مواصلات سوى الأقدام.

و بقينا فى البلدة لمدة أسبوع.

سأتكلم فى المقال التالى عن الشعب المالاجاسى,

الأفوكاتو..

.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

عادات و تقاليد:

أهل مدغشقر, و كيف يعيشون.

ينحدرمعظم أهالى مدغشقر من أصول ماليزية و إندنوسية,من الذين هاجرواالىالجزيرة منذ 1500 سنة, بل أن بعض الحفريات أثبتت أن أدوات حجرية  يرجع تاريخهاالى2000 سنة مضت, قد وجدت هناك.

و يطلق على شعب مدغشقر كلمة" مالاجاسى" و تنطق بالفرنسية "مالاجاشى", و هم عموما يرفضون وصفهم بالإفريقيين,( كما يكره عندنا بعض المصريين وصفهم بكلمة "عرب") , و ذلك رغم قرب جزيرتهم من الشاطئ الشرقى لأفريقيا, و تشابه جغرافيتهم و مناخهم مع  مناخ شرق أفريقيا.

و يتكون الشعب الملاجاسى من 18 قبيلة, وهذه لقبائل تحددها الجغرافيا و ليس الأصل الإثنى. ومن أهم هذه القبائل هى قبيلة "مرينا" التى تتركز حول العاصمة" أنتاناريفاو". و ملامحهم إندنوسية, و هناك أيضا قبيلة " فيز" و التى تسكن الساحل الجنوبى الشرقى من الجزيرة, و تقترب ملامحهم من ملامح سكان شرق أفريقيا, و لكنهم يتبرؤن منها.

الى جانب هذا, تتضمن بقية القبائل عناصر هندية و باكستانية, و عربية, و فرنسية, و لكنهم جميعا مختلطون بطريقة أو أخرى.

ورغم أن الثقافة الملاجاسية كانت متأثرة بلإحتلال الفرنسى, إلا أنه قد فى عام  1972تقرر أن تكون اللغة المالاجاسية هى اللغة الرسمية للمدارس و الحكومة, و لكن فى عام 1986, أعيد النظر , و أسترجعت اللغة الفرنسية كلغة ثانية بالمدارس, حتى يمكن للتلاميذ الإطلاع على العالم الخارجى.

و قد زاد عدد الأطفال الذين التحقوا بالمدارس الإبتدائية فى خلال السنوات الماضية من 87% الى 87%, و تبلغ نسبة الأمية فى الجزيرة حوالى 60%( أى نفس نسبة الأمية فى مصر إن لم تكن أقل ), و أغلب المتعلمين يعيشون فى المدن, و تقل نسبة التعليم فى القرى.

و تعتبر جزيرة مدغشقر من أفقر بلاد العالم, و لن يدرك القارئ مدى فقر هذا الشعب حتى يذهبوا ألى هناك ليكونوا شهود عيان,

أنتقل الآن الى بعض مشاهد الحياة خارج العاصمة.

تصادف أثناء تواجدنا فى بلدة مارنسترا, أن أحد أقرباء زوجة نسيبى كان على وشك الزواج, و أصر على دعوتنا لحفل زواجه. وفى يوم الفرح, صحونا على صوت المطر كالمعتاد, ولكن كانت هناك بوادر إعتدال للطقس, و أن المطر سيتوقف.

ذهبنا الى سوق البلدة لشراء بعض التموين , و أيضا لشراء قبعات مصنوعة من القش, و هى جميلة جدا و بها فتحات للتهوية, و يمكن وضعها فى حقيبة, و متى أخرجتها من الحقيبة, إتردت الشكل الأصلى بدون أى كرمشة أو تلف. و القبعات هنا ضرورية للحماية من ضربات الشمس.

و كانت الشمس ساطعة بعد الظهر, و ذهبنا الى الكنيسة التى سيعقد بها حفل الزواج, و كنيسة بناها الفرنسيون أثناء الإحتلال, و كانت مبنية على الطراز الكلاسيكى الفرنسى, و رغم قدمها و عدم العناية بها, إلا أنها كانت ما تزال تحمل طابع جمال و آثار عز و أبهة. و كانت مقاعد الكنيسة مصنوعة محليا من خشب الماهوجانى, كما كانت المصنعية جميلة تدل على حرفنة من قام بعمل القويمة.

كانت إجراءات عقد الزواج طويلة, و باللغة المالاجاسية, و لكن الوقت طار , فلقد إستمتعنا الى تراتيل دينية, بدون موسيقى, وكان صوت المنشدين جميلا جدا, و رغم أننا لم نفهم كلمة واحدة مما كان يقال, إلا أننا إستمتعنا تماما بما يدور حولنا, واندمجنا معهم و كأننا جزء من هذه الطقوس.

و كانت الكنيسة مملوءة, لأنه, الى جانب أفراد الأسرة و الأصدقاء, فإن التقاليد تتطلب دعوة أهل البلدة كلها لعقد الزفاف. كذلك كانت كل الطرق المؤدية الى الكنيسة مملوءة بالمهنئين.

و كان اليوم التالى مهما, فالتقاليد تقتضى بأن يذهب العريس و العروسة الى مسقط رأس أهلهما ليتباركا بهم. و كان علينا أن ننتقل الى مرساة على النهر, تبعد حوالى 8 كيلومترات, و قد فضل البعض الذهاب سيرا على الأقدام, و لكننا و أعضاء أسرة العروسان ركبنا فى لورى أخذنا واقفين الى حيث القارب. و كان العريس و العروسة مرتديين ملابس الزفاف الرسمية, فالعريس مرتد الردينجوت, و العروسة مرتدية ثوب الزفاف التقليدى الأبيض و الطرحة البيضاء المحلاة بالزهور البيضاء. و لكم أن تتخيلوا منظرهم وهم يصعدون على كتل الخشب المؤدية الى القارب, و منظرهم وهم محمولين على أكتاف الأهالى لوضعهم فى القارب الذى سيقلهم الى القرية. و صعدنا معهم لنبدأ رحلة مثيرة.

كانت القوارب التى نقلت المعازيم ضيقة و طويلة, و تسع ثمانية أفراد, بالإضافة الى الملاح الذى إستعمل مجداف واحد لتسيير القارب الذى لم يكن مجهزا بموتور. واستغرقت الرحلة ساعتين, ( حوالى 8 كيلومترا)فى هدوء تام, وكنا ننظر الى المياة و الشاطئ, و نسمع خرير المياة وهى تلمس برقة جوانب القارب, و كأننا كنا نعيش لحظات فى الجنة.ثم دخلنا الى مناطق أكثر إتساعا فى النهر تكاد تشبه البحيرة, و تغير المنظر من غابات مدارية الى شواطئ مقام عليها قرى صغيرة, بأكواخها المصنوعة من الخشب و البوص. و كانت هناك زهور جميلة ذلت رائحة عطرة, وهى زهور نبات القرنفل, الذى يعد من أهم صادرات مدغشقر.

و انكسر الهدوء على سطح المياة نتيجة صياح و هتاف السكان الذين كانو يعبرون النهر من الإتجاه المضاد, مهنئين و متمنين السعادة و الهناء للعروسين.

و استمر الملاح فى التجديف المنفرد, و سار القارب تحت أشعة الشمس الساطعة, التى حلت محل السحب.

و عندما رأينا دخان فى الهواء وراء قمم الأشجار, عرفنا أننا قد وصلنا الى هدفنا, حيث أن الدخان كان علامة حرق الأغصان التى تستعمل للطهى, و التى كانت على إستعداد لبدأ وليمة الفرح التقليدية.

كنا نسمع أصوات السكان قبل وصولنا الى القرية, و كان الأهالى فى الإنتظار حيث أن القوارب التى سبقتنا كانت قد شيعت خبر وصولنا, ثم رأينا أهل القرية يقفون على ضفة النهر و البنات الصغار يحملن الزهور, و أبتدأ الرقص و الغناء بإيقاع جميل, ترحيبا بالعروسبن.

واستمر الغناء ,  وشعرت أنى أشاهد فيلما من أفلام السينما , ولكن هذا لم يكن تمثيلا, لقد كان حقيقبا . و توقفنا عند المرسى, و قفزنا على قطع الخشب المؤدية الى الشاطئ كالبهلوانات, و لكن منظر العريس و العروسة وهما يقفزان بملابسهم الموقرة, جعلنا نضحك بهستيرية.

و اقتادنا فريق الرقص و الغناء فى شارع القرية, الى الكنيسة الصغيرة المبنية من الخشب.

و ازداد عدد المستقبلين كلما إقتربنا من الكنيسة, الكل يقدم التهنئة, و قامت بنات القرية بغدة رقصات جميلة, بأداء جميل منسجم, و كن يرتدين ملابس ملونة و يضعن زهور حول رقابهن و فوق رؤسهن, كان المكان قطعة من الجنة.

و ابتدأت الوليمة و نحن جلوس على الأرض فى صفين, و فى الوسط, أعدت مائدة من أوراق الموز, وضع عليها لحم مشوى بعد أن ذبحوا ثورا مملوكا لأحد أفراد القرية. كذلك كان على المائدة "الموزية" سلطة مصنوعة من الخضراوت و البصل و الباباى الأخضر,وكانت السلطة متبلة بجميع أنواع التوابل, كذلك كان هناك كم كبير من الأرز. و بدلا من الأطباق و الملاعق, أستعملوا أجزاء من ورق الموز لوضع الطعام و أكله, ولكن الأغلبية فضلت إستعمال الأصابع.

ثو قدم نوع من الروم المحلى, فى أكواب بلاستيك, و لكن العريس كان من الفطنة بحيث أحضر زجاجات من المياة المعدنية للأجانب الذين قد لا يعجبهم الروم المحلى الذى يبدوا أنه كان " يلطش"

و استمر الإحتفال حتى المساء, و لكن البعض الذين فضلوا العودة الى " مارنسترا" , إستقلوا, ونحن معهم, قارب طويل مزود بموتور, و رغم أن الرحلة كنت أسرع من رحلة الذهاب, إلا أنها لم تكن ممتعة بسبب صوت الموتور الذى أفسد الهدوء الذى تمتعنا به فى رحلة الذهاب.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

نظرة على مجتمع مدغشقر

. ما كتبته عن شعب مدغشقر هو ما لمسته فى بلدة صغيرة, تبعد مئات الأميال عن العاصمة, التى تختلف الحياة الإجتماعية فيها تماما عن واقع الشعب المالاجاسى.ولكن ذلك لا يمنع من ذكر تجربتى مع سائق التاكسى الذى أقلنا من المطار الى اللوكاندة.

لعلكم تذكرون أن سائق التاكسى كان شابا لطيفا و مهذبا, من أصل مالاجاسى( أى من الأهالى الأصليين بالجزيرة) و إسمه جو, و يسوق تاكسى إبن عمه بعض الوقت لكى يوفر مصاريف دراسته الجامعية.

بعد أن أوصلنا جو الى الوكاندة, سألنا إن كنا نريد إستعمال سيارته التاكسى  فى الغد, وقد رحبنا فورا  بذلك, وفى صبيحة اليوم التالى, عندما قررنا ألإنتقال الى فندق أحسن, وجدت الإستعلامات تخطرنى أن سائق تاكسى ينتظر فى الرواق. و كم كانت سعادتى برؤيته, و دفعنا حسابنا فى هذا الجحر, و ذهبنا الى اللوكاندة الفرنسية التى كتبت عنها سابقا.

عندما إنتهى قيدنا فى اللوكاندة الفرنسية, سألنى جو عما إذا كنت أريده لأمر آخر, وهنا سألته: هل يمكن أن تكون سائقنا طوال فترة وجودنا بالعاصمة؟؟ و كان رده الفورى: نعم, وبهذا أصبح جو هو دليلنا و سائقنا و صديقنا و كل شيئ.

لن أذكر كل الأماكن التى ذهبنا اليها مع جو, ولكن, عندما قررنا الذهاب الى مارانسترا, أخذنا الى المطار, و سألنا متى سنعود, وذكرنا له تاريخ و موعد العودة, وكان فى إنتظارنا!!!.

و استمر جو معنا الى آخر يوم لنا فى مدغشقر, وكان علينا أن نذهب الى المطار فى الساعة الرابعة صباحا , و سألناه, هل يمكن أن يحضر الى اللوكاندة فى الساعة الثالثة صباحا؟ فقال بدون تردد: نعم.

إستيقظت حوالى الثانية صباحا, ونظرت من خلال نافذة حجرتنا فى اللوكاندة الى موقف السيارات, فوجدت سيارة جو هناك, و إطمئن قلبى, وبعد دفع الفاتورة, وجدنا جو منتظرا فى مدخل اللوكاندة, مستعدا لأخذنا الى المطار, وعندما سألته لماذا أتى مبكرا عن موعده, كان رده:  لقد أردت أن أكون فى الموعد , لذا, لقد نمت فى السيارة حتى لا تفوتكم الطائرة, وهنا كدت أن أقبله.

الى اللقاء فى قصة أخرى. فى بلد آخر

الأفوكاتو..

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

هايل.. برافو.. تصفيق حاد..  :inlove:  :inlove:  :inlove:

أنا مستمتع حقاً..

حبيبي الأفوكاتو.. أكمل أرجوك.  :inlove:  :inlove:  :inlove:

{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا }

رابط هذا التعليق
شارك

أصدقائى الأعزاء,

غنى الموسيقار محمد عبد الوهاب أغنية للجندول ,و هو القارب المستعمل للمواصلات الداخلية فى مدينة البندقية, التى بنيت من قديم الزمان على مجموعة من الجزر, و أصبحت مدينة تتكون شوارعها من قنوات مائية, على جوانبها أرصفة ضيقة للمشاة, و تعلوها كبارى تتيح للمشاة الإنتقال من ضفة الى الى أخرى, ولا توجد داخل المدينة نفسها سيارات أو أتوبيسات, فطرق الإنتقال التقليدية تترك على أبواب المدينة, و تستعمل الجندولات كتاكسى للمواصلات.

عندما غنى عبد الوهاب أغنيته الشهيرة, كانت البندقية, كما قال الزوار و الكتاب حينئذ, مدينة جميلة ذات طابع خاص, و مركز جذب سياحى شاعرى كبير, حيث يغنى ملاح أو سائق الجندول للركاب, و أغلبهم عشاق و حبايب, أغان جميلة بمصاحبة الجيتار, ليلا ونهارا, و على ضوء القمر, و أحيانا فى الظلام الدامس.

كان هذا إنطباعى و توقعى قبل زيارة البندقية, ولكنى بعد زيارتها, قلت فى نفسى, سامحك الله  إيها الموسيقار الكبير, لقد خدعتنى.

بدأت مدينة البندقية كمدينة صغيرة, و كان تصميميها كقلعة محاطة بالمياة من كل جانب رادع للقوات المعادية التى لم يكن فى إستطاعتها غزو ها. ومع مرور الزمن, و كما حدث لمدينة القاهرة, كثر عدد السكان, وزاد عدد السياح, و قامات صناعات خفيفة مثل صناعة المنتجات الزجاجية النفيسة, و صناعة الحلى المدمجة بالماس و الياقوت.

أدى ذلك الى تضخم كبير فى عدد السكان, و المبانى, مع ثبات حجم البنية الأساسية, حيث لم يمكن التوسع فى بناء شوارع, لأنه ليس هناك شوارع, أو خلق أحياء جديدة, لأنه ليس هناك أرض لبناء مبان جديدة.

لم يدرك سكان البندقية أن التطور الرأسى سوف يؤدى الى وجود تحميل شديد  على التربة, مما أدى الى هبوط تدريجى فى مستوى الأرض التى تحيطها المياة من كل جانب, كما أن التخلص من الفضلات الإنسانية أدى الى تلوث مياة البحر الضحل المحيطة بالمدينة, و بالإختصار إرتفع منسوب المياة, او أنخفض سطح الأرض, و بدأت درجات السلالم المؤدية من المبانى  الى المجرى المائى تختفى بمعدل سلمة كل عشر سنوات, وفى بعض المنازل, إختفت كل السلالم, و بنى السكان موانع لمنع المياة من التسلل الى الداخل, بل أن بعض السكان تركوا الأدوار الأرضية غير مأهولة لأنها تحت سطح المياة.

كانت درجة الحرارة عالية عندما وصلت الى البندقية أنا و زوجتى, و رغم نزولنا فى فندق فاخر نسبيا, إلا أنى كدت أن أختنق من نسبة الرطوبة العالية التى تصاحبها رائحة عفن شديد, كما لو أنك تسكن فى حى شعبى مصرى إنفجرت فيه أنابيب الصرف الصحى( المجارى)

و لأننا كنا محاطين بالمياة فى كل مكان, أحسست كانى سجين جزيرة لا يمكن الهرب منها, وكان عزائنا الوحيد هو الرحلات البحرية للقرى المجاورة, حيث تناولنا بعض الأكلات التى تخصصوا فيها, و أغلبها من منتجات البحر مثل السمك و الكابوريا و الكلامارى و بلح البحر... الخ.

عندما تركنا البندقية, شعرت براحة غريبة, كمن تم إنقاذه من سفينة كانت على وشك الغرق.

نصيحة للسياح, لا تزوروا البندقية.

الأفوكاتو

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

رائع  :inlove: عزيزى الأفوكاتو .. رائع ..  :inlove:

شايف يا متسائل ؟ .. مش تقولى "وقفت أمام المراة .. " ..  :inlove:  :inlove:  :inlove:  :inlove:  :colgate:  :colgate:  :colgate:

بسم الله الرحمن الرحيم .. إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا .. صدق الله العظيم ( النساء – 145 )
رابط هذا التعليق
شارك

:D  :)  :D

لا أرجوك..

رواية "وقفت أمام المرآة" دي ملحمة تاريخية

:D  :D  :D  :inlove: :inlove:  :inlove:

Edited By متسائل on May 29 2002 01:36am

{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا }

رابط هذا التعليق
شارك

الإخوة الأعزاء:

ننتقل الى مكان آخر:مدخل لرحلة الصياعة فى أوروبا.

                       الهامبورجر:

قبل ان أصف لكم رحلاتى فى أوروبا, رأيت أن أبدا بقصة عن الهامبورجر, وأبدأأ هذه القصة   بمناقشة حدثت بينى و بين إبن أختى أثناء أحدى زياراتى لمصر, فقد أفسدنه والدته, و تركنه  بتعود على شراء الهامبورجر بالتليفون, له و للأصدقائه, مادامت ماما تدفع الفاتورة,   و طالما لم تعنفه على هذا التبذير.

و فى يوم ما, أقبل على بإبتسامة عريضة, قائلا: خلاص يا خالو. أنا بطلت الهامبورجر, فسألته:

" خير, ما دفعك لهذا القرار؟" فقال:.....

" قرأت فتوى أن الهامبورجر حرام, لأنه يتكون من لحم الخنزير, ولذا يقال له ... هام .... وتعنى لحم  خنزير, و برجر تعنى الكفتة... و بالتالى الهامبورجر هو كفتة لحم  الخنزير. و التشيكين برجر هى كفتة الفراخ"

و كدت أن أستلقى على قفاى من الضحك على هذه النكتة, أقصد الفتوى. ولكنى تركنه لهذا الإعتقاد, مادامت فاتورة ماكدونالد سوف تنكمش, و لكن بدلا من طلب الهامبورجر بالتليفون, أدمن طلب التشيكنبرجر. يادى خراب البيوت!!

و لما رأيت أن لا فائدة مادية قد تحققت بسكوتى,  رأيت أن أشرح له مصدر كلمة هامبرجر, و كذب الفتوى الطعامية.

الهامبرجر, كما سيقول لكم الأخ إخناتون هى ساندوتش كفتة تعود أهل مدينة هامبورج بألمانيا على أكله, و انتشر هذا الساندوتش فى أوروبا, لذا أطلق عليه كلمة هامبورجر, أى ساندوتش على طريقة هامبورج, و لا دخل هنا للهام أو الخنزير فى هذه الأكلة. تماما كما نقول سنأكل  "سودانى", و لا نقصد بذلك أننا سوف نأكل شخصا سودانيا, بل  نحن نقصد القول أننا سوف ناكل  الفول السودانى, أو نقول  هات  كولونيا, ولا يعن ذلك تحضر لى مدينة كولونيا ,  فهذا هو إسم مدينة, فنحن نستعمل هذه الكلمة لنشير الى  السائل الذى نرطب به الوجه بعد الحلاقة, و الذى بدأ إستعماله و تصنيعه هناك.

و عندما نقول سوف تأكل "إستراسبرجر" , لن يعنى ذلك أننا سوف نـاكل شخص من هذه المدينة الموجودة فى ألمانيا, بل يعنى أننا سوف نأكل نوع من السجق, سٌمى على إسم هذه هذه المدينة. و كذلك الشمبانيا التى سميت بإسم مقاطعة فرنسية,

و لكن ما علاقة ذلك برحلاتى فى أوروبا؟

الإجابة,.... لم آكل ماكدولاند "هامبورجر "  فى حياتى سوى مرة واحدة, فى محل " ماكدولاند" الذى يوجد فى أحد الشوارع التجارية بمدينة هيدلبرج, بالمانيا, و كان ذلك عندما توقف أوتوبيس الرحلة, و قال السائق:

أمامكم 30 دقيقة لكى تتناولوا طعام الغذاء, و بعدها نستأنف الرحلة.

و أسرعت أنا و زوجتى للبحث عن مكان نتناول فيه لقمة, و لم نتجرأ على البعد كثيرا من مكان وقوف الأتوبيس, وهنا... رأيت ماكدونالد, فى نفس اللحظة التى رأته فيه زوجتى, و صحنا فى صوت واحد: وجدنا الأكل.

كانت أول و آخر مرة أدخل فيها ماكدونالد, و أول , آخر مرة آكل هامبورجر فى أى مطعم, هل تعلمون لماذا؟

لأنى أطبخ جميع أنواع المشويات , و منها الكفتة, أفضل من أى طاه , و سوف أقص عليكم فيما بعد نادرة خاصة بهذه الهواية.

نعود الى الرحلة:

تجمع أفراد الرحلة فى ميدان ترافلجار بلندن, و أتى الأنوبيس الذى لزمناه لمدة 45 يوما,و هى مدة الرحلة . و القى علينا السائق, الذى كان يصاحبه مرشد الرحلة, محاضرة عن فن السفر بالأوتوبيس, ثم حاضرنا المرشد عن الدول التى سنزورها, و كيف نتعامل مع الناس فى هذه الدول, و كيف يجب أن لا نترك أشياءا نفيسة بعيدة عن مراقبتنا, و كيفية حمل السيدات  لحقائبهن, منعا لخطفها, و خصوصا فى إيطاليا( لصوص إيطاليا سرقوا حقيبة المرشد  بما فيها من أوراق و أموال بعد هذه المحاضرة بأسبوعين فقط, و ذلك أثناء إشرافه على إنزالنا أمام إحدى اللوكاندات ).

و كان أظرف شئ طُلب منا , ووجدنا أنه عين العقل, هو أن يترك الركاب مقاعدهم فى الأتوبيس , و الإنتقال الى مقعد آخر, فى نهاية كل  يوم, و يتحرك  مع عقرب الساعة للجاوس فى المقعد التالى, بحيث عند نهاية الرحلة, يكون الجميع قد إستعملوا جميع المقاعد بالتساوى, و لا يحتكر شخص مقعد بعينه, و خاصة المقاعد التى  بجانب النافذة. و طبعا وافقنا جميعا على هذا.

بدأنا الرحلة من ميدان ترافلجار, و غادرنا لندن فى طريقنا الى  دوفر , فى إتجاه غربى.

عند الوصول الى دوفر, دخل الأتوبيس مقر محطة الهيدروفيل الذى ينقل السيارات و الأتوبيسات عبر المانش. و الهيدروفيل هو عبارة عن عبّارة كبيرة, بها مكان لعشرات من الحافلات, كا أن بها أماكن للركاب, و مطعم, و بار, و أماكن للجلوس على السطح, و محل بيع عاديات سياحية.

و الرحلة بالهيدروفيل ممتعة, حيث أنك لا تصاب بدوار البحر, و السبب هو أن السفينة تتحرك عى سطح الماء, فوق مخدة من الهواء النفاث, و بسرعة تكاد تفوق سرعة القطار الديزل.

ووصلنا الى الى الشاطئ الفرنسى, فى كاليه. نسيت أن أقول أن فى كلا  دوفر و كاليه, خضعنا لإجراءات الجوازات و الجمارك, و لكن بطريقة منظمة, و باحترام كبير.

أتوقف هنا لكى أسترد أنفاسى, .......و .الى اللقاء قريبا مع الحلقة القادمة....... فى فرنسا.

الأفوكاتو.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

رائع ..  :inlove:  .. على اقل من مهلك .. ولا تنسى شيئا الله يخليك ..  :inlove:  :inlove:

بسم الله الرحمن الرحيم .. إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا .. صدق الله العظيم ( النساء – 145 )
رابط هذا التعليق
شارك

فى فرنسا:

إستمرت رحلنتا عبر فرنسا, الى إسبانيا, ثم رجعنا الى فرنسا, ثم إيطاليا, ثم سويسرا, ثم النمسا, ثم المانيا, ثم هولندا, ثم بلجيكا, ثم فرنسا مرة أخرى( أى أننا دخلنا فرنسا ثلاث مرات), ثم عبرنا المانش مرة أخرى من كاليه الى دوفر على متن الهيدروفيل العجيبز

فى فرنسا, شاهدنا المتناقضات, : الحديث جدا, و القديم جدا.   الأنيق جدا, و المبهدل جدا.   الجميل جدا, و القبيح جدا.  الذوق جدا, و منتهى قلة الأدب.

يمتاز الفرنسى العادى بشئ أحسده عليه , وهو حبه الشديد للغته, فإذا خاطبته بالإنجليزية, إستعبط, أو رد عليك بالفرنسية, و لكن, إذا حاولت أن تسعمل لغته, مهما كانت ركيكة, يفتح لك قلبه, و يحاول أن يتقارب معك, شوية إنجليزى, و شوية فرنساوى.

و الطعام فى فرنسا قد يكون رخيصا تماما إذا عرف تكيف تتسوق, و يكون غاليا جدا إذا حاولت أن تتمظهر و تتمنظر.

و فى باريس:

لقد عشت  اليوم الأول على العيش الفينو, رغم أن أكلنا كان مدفوعا فى اللوكاندة, و لكن طعم العيش الباريسى  جعلنى أنزل فيه  أكل , و لم يبق مكان فى المعدة  للطعام الفاخر.

غلطنا غلطة فى يوم من الأيام, و ذهبنا الى مطعم مكسيم, و المكان جميل, و الطعام جميل,

و لكن لا يملأ العين, ولا المعدة,  و استغرق العشاء ساعتين, بين كل صحن و صحن, نصف ساعة, و عندما جاءت الفاتورة الحراقة , ظننا أننا ندفع  بالعداد, أى طبقا للوقت الذى قضيناه هناك.

و قررنا محاولة الأماكن الرخيصة, و تحدثنا فى ذلك مع زميلة لى فى هيئة التدريس( أستاذة علم التاريخ الطبيعى فى جامعة كمبريدج) و أسمها باتريشبا, و ندعوها " بات" لللإختصار.

إقترحت بات أن نتناول الطعام على الطريقة الشعبية, و حيث أنى لم أعرف ما هى الطريقة الشعبية التى تعنيها, كما لم أرد أن أبين جهلى, وافقت متحمسا للفكرة.

مرت علينا بات فى حجرتنا, حيث أنها تقيم فى نفس اللوكاندة, و خرجنا معا, وسألتها, هل ننادى تاكسى؟  قالت,    كلا... سنسير, فالمكان على بعد كيلومترات قليلة!!!! يا نهار أبيض!!!!

ووافقت زوجتى لنا, و سرنا, وسرنا, وفى الحقيقة, رغم الكالو الذى نتج عن هذا السير, فقد كان هذا من أفضل الأشياء التى قمنا بها فى باريس, حيث يسمح لك السير ( البطئ) بالتمتع بالمناظر الجميلة, و الحدائق الغناء, و المحلات ذات الواجهات  الرائعة, ذوق رفيع, و استمتاع بالحياة.

و أخيرا دخلنا شارعا جانبيا, و فى منتصفه, رأيت طابورا  طويلا مثل طابور التموين فى مصر, و سألت زميلتى :.... ما هذا؟؟    فقالت لا شيئ,.... هذا هو نهاية الطابور. فقلت طابور ماذا؟؟ فقالت طابور دخول المطعم. و حتى لا أبين حهلى مرة أخرى, سكت.

سرنا مع الطابور, و دخلنا الى محطة قطار مهجورة.  و تتبعنا الطابور, ووصلنا الى مبنى كان إستراحة لركاب القطار قبل أن تُغلق المحطة, و هنا لم أطق الصمت, و سألت بات:  أين المطعم؟؟.... فردت:.... هذا هو المطعم!!

و سكت(ح ل أ ج) ( أى حتى لا أبين جهلى)

, و دخلنا الى المبنى, ووجدت أنه صالة كبيرة,  مقسمة ألى ما يشبه القطوعات, و على الحائط المجاور للموائد, توجد الأرفف التى كان الركاب يضعون عليها حقائبهم سابقا.

قابلنا جرسون, و أشار الينا أن نتبعه, و تبعناه. ثم توقف قرب مائدة يجلس عليها أربعة أشخاص, و لا يسمح حجمها بالمزيد, فالتفت الى بات, و سألت:   كيف سنجلس؟؟؟ فقالت:

لن نجلس الآن,  سوف ننتظر هنا الى أن ينتهى هؤلاء القوم من إكمال طعامهم....... و سكت مرة أخرى......(ح ل أ ج).

فى هذه الأثناء, كنت أراقب الجارسونات, يحملون طاولات مثل طاولات المخبز, و عليها أعداد كبيرة من صحون الطعام الممتلئة . و لقدكان المكان مزدحما جدا, و لكن لم يكن هنا من يتململ, إلا أنا طبعا!!!  و الجرسون يتنقل بين الموائد كالبهلوان, رغم إمتلاء طاولته المحملة بالصحون.

و رغم شدة المرور, و زحام  الإنتظار, و السفرجية, و الزبائن, فلم تحدث  حادثة تصادم واحدة, ستر ربنا؟ أم فهلوة؟ لا أعلم.

بعد أن إنتهى القوم من الأكل, أبدوا إشارة للجرسون, الذى حضر, و نظر فى ورقة فى يده, ثم أخرج قلما, على ظهر المفرش, الذى إكتشفت أنه ورق أبيض, ثم  كتب قائمة الأكل المستهلك,

و أسعار كل طلب, و قام بعملية حسابية سريعة جدا, ثم كتب المطلوب على المفرش, و قام القوم بالدفع و على وجههم إبتسامة, فسرتها بأنها إبتسامة شبع, و تفاءلت.

ما قام به الجرسون بعد ذلك جعلنى أضحك , فقد لم المفرش الورق, و كوره, ثم القاه فى صندوق مهملات, و أخرج من مريلته ورقة مطوية, فرشها على المائدة, و اصبحت مفرشا, و قاقمة طعم, و فاتورة , و ربما لو إحتفظت بها, تصبح إيصال رسمى.

قلنا للجرسون ما نريد, وفى خلال خمس دقائق, كان هناك أربعة أقراد يقفون  بجانب المائدة, منتظرين إنتهائنا من أكل الطعام الذى لم يحضر بعد.

و أخيرا  أتى الطعام:  كان الطعام جيدا, و رخيصا جدا , و بكميات معقولة جدا, و لكن ما نغص علىّ هو هؤلاء المنتظرين, الذين ظلوا يرمونا بنظرات التشجيع , لكى ننهى الطعام, و نغور.

دفعنا الحساب, و أصررت على الرجوع بالتاكسى, و حلفت أن لا أذهب الى هناك مرة أخرى , ولكن .. بعد سنتين, كنت هناك مرة أخرى , و كنت مستعد للمغامرة , و الضحك,و خاصة لأنى عملتها فى بعض الأصدقاء, كما عملتها معنا الصديقة اللدودة...... بات.

أرى بات مرة كل سنة بع بقية الزملاء على المعاش, و فى كل مرة, نتذكر هذه المغامرة,وهات يا ضحك..

سأتوقف هنا مرة أخرى من فضلكم.

الأفوكاتو.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 8 شهور...

وده زي ما بيقولوا 'another hidden gem' موضوع رائع يستحق الرفع

الأفوكاتو العزيز .. ينوبك ثواب يا شيخ ما تحرمنا من تجاربك و ذكرياتك

ولو أنا إذا متنا تركنا .... لكان الموت غاية كل حي

و لكنا إذا متنا بعثنا .... ونسأل بعدها عن كل شى

رابط هذا التعليق
شارك

أخى العزيز أرابيسك,

سرنى سماع صوتك بعد غيبة طويلة, , اشكرك على رفع هذا الموضوع,

و فى الحقيقة, كان بودى إضافة مشاهداتى الأخيرة, و لكن لأن معظمها كان فى أماكن حرجة, و محرجة, فقد فضلت عدم الكتابة عنها.

كنت, و زوجتى قد قررنا رحلة أخرى حول العالم, و لكن الظروف الدولية الحالية حالت دون تحقبق هذه الأمنية.

سوف أنتظر حتى تهدأ الأمور, ثم نصيع حول العالم مرة أخرى, و ستكونوا أول من يقرأ عن هذه الصياعات.

شكرا مرة أخرى لرفع هذا الموضوع.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

سرنى سماع صوتك بعد غيبة طويلة

وانت كمان ياأخي أفوكاتو أسعدنا سماع صوتك بعد غيبة طويلة

ياراجل قلقتنا عليك

حمدا لله على السلامة

اسألوا الأيام .......... اسألوا الآلام

من الملام إذا ......... وكلنا لوام

رابط هذا التعليق
شارك

أخى العزيز أرابيسك,

سرنى سماع صوتك بعد غيبة طويلة, , اشكرك على رفع هذا الموضوع,  

و كم اسعدني يا محامينا العزيز رؤية الاسم 'الأفوكاتو' من جديد بدلا من 'المعتزل'

ربنا ما يحرمنا من خبراتك أبدا !!

و فى الحقيقة, كان بودى إضافة مشاهداتى الأخيرة, و لكن لأن معظمها كان فى أماكن , فقد فضلت عدم الكتابة عنها.

يا ساتر يارب !! مش عارف ليه حاسس انها حكومة .. معلش يامتر

عموما الرحلة القادمة انشاء الله نشوفك بإذن الله :)

و شكرا لك يا عزيزي

ولو أنا إذا متنا تركنا .... لكان الموت غاية كل حي

و لكنا إذا متنا بعثنا .... ونسأل بعدها عن كل شى

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزى أرابيسك,

إذا كان حجزنا بمعرفة الحجر الصحى بالمطار بحجة عدم الحصول على شهادة تطعيم ضد مرض الحمى الصفراء, وهى الشهادة التى تم إلغائها دوليا, و أعيد فرضها على الوافدين قبل وصولنا ب ثلاثة أيام بدون إخطار السفارات فى الخارج

و المرمطة فى المطار لمدة 4 ساعات فى إنتظار عربة الإسعاف لنقلى أنا و زوجتى الى مستشفى الحميات, ثم ألقاء القيض هناك على باسبوراتنا الإنجليزية, و إطلاق سراحنا من المستشفى بدون باسبور لحين إنتهاء فترة كمون مرض الحمى الصفراء( التى أصيب بها الباسبور الذى تم حجزه بالمستشفى),

و قد إطلق سراحنا رغم أننا من المفروض أن نكون مشتبه فينا بحمل هذا الميكروب, لكى ننشره على بقية عباد الله, عملا بمدأ المساواة فى حرية المرض,

و بعد توقيع تعهد بالعودة الى المستشفى بعد أسبوغ, للإفراج عن جوازات السفر المشتبه فى إصابتها بالحمى الصفراء.

إذا كان كل ما سبق هو من إخنصاص الحكومات. إذا فالمشكلة كانت حكومية, و تخمينك كان صحيحا.

أما من هى تلك الحكومة, فالأمر لا يحتاج الى تخمين. :) :lol: :lol:

شكرا مرة أخرى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 4 سنة...

رفعت هذا الموضوع لكى يطلع ليه من لم يكونوا معنا فى تلك الفترة من إزدهار المحاورات, و رغم أنى قد أعدث نشر هذا الموضوع مزودا بالصور, فلم يمكننى حتى الآن الحصول على الموضوع المصور لإعادة نشره.

و لكنى سوف أحاول البحث عن رحلاتى القديمة, سواء المصورة , أو عديمة الصور.

شكرا لكم لتصفح صفحات رحلاتى حول العالم,

و تقبلوا التحية.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      ألبوم صورها به الكثير من اللقطات النادرة لأماكن غير عادية على ظهر الكوكب. مثلا: صورة من شباك غرفتها فى لابلاندعرض الصفحة
    • 0
      تصدرت رائدة الفضاء المصرية سارة صبرى محركات البحث عبر وسائل التواصل الاجتماعى بعد أن كشفت شركة Blue Origعرض المقال كاملاً
    • 0
      تعد رحلات باريس من أبرز الرحلات السياحية في العالم التي يفضلها ملايين السياح في كل عام، فمع ما تمتلكه العاصمة الفرنسية من مقومات للجمال والقوة فإنها تزخر بالعديد من المعالم السياحية المتنوعة ذات الشهرة العالمية التي جعلت من السياحة في باريس مقصدًا سياحياً ذات أهمية بالغة في العالم.  أشهر معالم باريس السياحية  برج إيفيل  يعد برج إيفيل أهم معالم باريس لما له من شهرة عالمية واسعة جعلت منه أكثر معالم باريس جذباً للسياح، حتى أصبح السفر إلى باريس وفرنسا عامة لا يكتمل بدون
    • 33
      ارتفع عدد ضحايا مركب الهجرة الغير شرعية التي غرقت على بعد 12 كيلو من ساحل رشيد الى حوالي 160 قتيل من أصل 600 مفقودين ... في الغالب انهم جثث في قاع البحر ... رحمهم الله وصبر أهلهم ...  المأساة أصبحت تتكررولا شىء يوقفها وكأن الموت غرقا هو مطلب هؤلاء الضحايا المساكين و أهاليهم . سألت نفسي  لماذا يجازف هؤلاء المهاجرين بحياتهم ؟!! ولماذا يلقي أهاليهم بهم الى التهلكة او في أحسن الظروف في رحلة عذاب غير مأمونة العواقب وغير معروف مصيرها ؟ بالتأكيد هي الحاجة و العوز و الفقر الشديد      (الف
    • 0
      رحلات يوميه مخفضه حجز فنادق قريبه من الحرم 3/4/5 نجوم توصيل من والى الحرم باصات حديثه مكيفه جوال0565964835/0598816338/0535065211  
×
×
  • أضف...