اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

شعب لا يعرف ايأس - يمضي في حياته رغم أنف البطش ولا يرهب


Recommended Posts

اللجنة الشعبية لخدمات مخيم بلاطة تواجه آثار الخراب والدمار

وتعيد البسمة لآلاف الآسر الفلسطينية اللاجئة

نابلس – خاص  

بالرغم من مرور 8 شهور فقط على مباشرة اللجنة الشعبية لخدمات مخيم بلاطة عملها الدؤوب فإنها استطاعت أن تسجل إنجازات وحضور مميز فاق التوقعات والتصورات كافة.

وانطلقت اللجنة بهيئتها الإدارية  وأعضاء اللجان الفرعية منذ تسلمها مهام مسئوليتها في 15/2/2002 وهي تحمل هموم نحو 20 ألف لاجئ من سكان المخيم يقطنون على مساحة جغرافية لا تتجاوز الكيلو متر مربع واحد وسط أكبر كثافة سكانية في العالم بعد قطاع غزة.

وقال أحمد ذوقان رئيس اللجنة أن اللجنة عملت في البداية بالتعاون مع جمعية المركز الفلسطيني للعمل التطوعي في نابلس حيث قدموا مركزهم كمقر لمواجهة الاجتياح ومن أجل التواصل مع أهالي ومؤسسات وقرى محافظة نابلس الذين قدموا الكثير للوقوف إلى جانب المخيم بتلك الظروف التي كانت في غاية الصعوبة.

وفي الأسابيع الأولى لعملها واجهت اللجنة تداعيات الاجتياح الأول في شهر آذار الفائت الذي  تسبب بأضرار فادحة في البنية التحتية والمنازل والممتلكات الخاصة وسعت لمواجهة ذلك لتجابه بعد ذلك اجتياح شهر نيسان ومن ثم الاجتياحات المتتابعة التي  عرقلت الكثير من المشاريع التي سعت إلى تنفيذها خاصة تشغيل العاطلين عن العمل.

وعملت اللجنة بالتعاون مع الجهات المعنية وخاصة محافظة نابلس وبلدية نابلس ووزارة الأشغال العامة ونقابة العمال ووكالة الغوث الدولية واللجنة الأهلية في المحافظة في التخفيف من تلك الأضرار ومساعدة المواطنين في مواجهة ما أصاب ممتلكاتهم من خسائر و أضرار.

ووفقا لمعطيات لجنة العلاقات العامة والإعلام في اللجنة الشعبية للخدمات في مخيم بلاطة فإن نحو 57 شهيدا سقطوا في المخيم خلال انتفاضة الأقصى كما أصيب المئات بعضهم أضحى في إعاقة كاملة أو جزئية كما تضرر نحو ألفي منزل في المخيم أي ما يشكل نحو 70 بالمائة من منازله.كما منيت البنية التحتية بأضرار فادحة.

ويشير رئيس اللجنة إلى أن لها اهتمامات أخرى بالشهداء والمعتقلين والجرحى حيث أن اللجنة تتابع أمورهم بشكل يومي من خلال اللجان المختصة بذلك .إلى جانب السعي لاعمار البنية التحتية للمخيم الذي تم تدميره من قبل جرافات الاحتلال من خلال الحصول من المؤسسات دعم لمشاريع مختلفة منها تصريف مياه الأمطار وكذلك القيام بتزييف شوارع المخيم . و أضاف أنه تم إنجاز مشاريع تشغييلية بالتعاون مع وكالة الغوث لتجديد شبكة الصرف الصحي وصب الطرقات الفرعية وتم إنجاز الكثير من المشروع منوها ألي أننا الآن بصدد بناء مقر للجنة من خلال مشروع  تم الحصول عليه من خلال دائرة شؤون اللاجئين التي حصلت عليه من بكدار وسيتم تنفيذه في القريب العاجل كما تسعى اللجنة ألي إجراء فحص التلاسيميا.

ورغم كل ما أصاب المخيم فقد تمكنت  اللجنة بجهود كافة المخلصين من أبناء المخيم من التكيف مع ظروف الحصار ومنع التجول والسعي نحو معالجة آثار ذلك بتكاتف كل الجهود والأيادي الخيرة . وفي ما يلي عرضا ملخصا لأبرز أنشطة بعض اللجان :

اللجنة الاجتماعية:

باشرت اللجنة منذ بدء عملها بتشكيل لجان حارات  بعد أن قسم مخيم بلاطة إلى 15 قاطعا لكل قاطع لجنة مسؤولة عن هذا القاطع وتم تشكيل اللجنة الفرعية للجنة وعددها 9 أشخاص.

قامت اللجنة بتوزيع حصص تموين مختلفة سواء مما تقدمه وكالة الغوث  واللجنة الأهلية وكانت عمليات التوزيع المقدمة من قبل الوكالة تتم بالتنسيق مع اللجنة . كما قامت اللجنة برفع أسماء عمال عاطلين عن العمل بالتنسيق مع نقابة العمال وذلك لتوفير مصدر رزق لهم.

وساهمت اللجنة بحل خلاف العائلات ذات البين بين العائلات المخيم وساهمت أيضا مع باقي اللجان  في إنجاز مشروع الإحصاء.

اللجنة التعليمية:

منذ انطلاقها تم تشكيل لجنة تعليمية من عدد من الكفاءات المؤهلة لمتابعة الوضع التعليمي داخل المخيم ومتابعة الطلاب الذين يدرسون خارج المخيم بشكل عام.

و أقامت اللجنة ناديا صيفيا لما يزيد عن 350 طالب لمدة أسبوع تتضمن عمل برنامج ترفيهي وتعليمي للطلاب المشاركين. ومن نشاطاتها الاتصال مع وكالة الغوث لتأمين الحقيبة المدرسية والقرطاسية لعدد كبير من طلاب المدارس المحتاجين وثم وكذلك تحسين المرافق الصحية و زيادة عدد الصفوف الدراسية.

وثم الاتصال مع المؤسسات الدولية والمحلية التي لها علاقة وتخصص بالموضوع التعليمي لتزويد المدارس  بالحاجات الضرورية لإنجاح المسيرة التعليمية . ثم أقامت اللجنة حفل تكريم للطلاب المتفوقين في الثانوية العامة والمدارس بالتعاون مع اللجان والمؤسسات في المخيم ، والآن تقود برنامج التعليم الشعبي مع المؤسسات التعليمية في المخيم .

لجنة المشاريع:

نفذت اللجنة مشروع الطوارئ لخلق فرص عمل للحد من البطاله المتزايدة في المخيم نتيجة الأوضاع السائدة وهذا المشروع هو  عبارة عن إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي بالإضافة إلى مدات أرضية بين البيوت حيث تم تشغيل ما يقارب من 250 عامل بواقع أجر 60 شيكلا يوميا للعامل الواحد .حيث كان ذلك بواقع أربع أسابيع عمل .

وقامت اللجنة بمتابعة نتائج الاجتياحات وما ترتب عليها من أضرار وقعت على المواطنين  ومتابعتها مع المؤسسات المختصة .ووقعت اللجنة اتفاقية عمل جديدة مع البنك الألماني  وهي بمبلغ 160 ألف دولار لمشروع خلق فرص عمل إضافية لمشاريع بنية تحتية وهي تصريف مياه الأمطار وشبكة مياه طوارئ لاختزان المياه وتزفيت شوارع المخيم .

اللجنة الصحية:

بدأت اللجنة عملها منذ تشكيل لجنة الخدمات وتابعت أمورها الصحية من خلال التنسيق مع الجهات المختصة حول توفير شنطات الإسعاف الأولى في اجتياح المخيم في شهر شباط و آذار العام 2002 وتم التوزيع على حارات المخيم .وحصلت اللجنة على كميات من الأدوية من عرب ال 48 وتم توزيعها على الحالات المرضية في المخيم. وتتابع اللجنة وكالة الغوث ما تقدمه من خدمات للمخيم وما تواجه من إشكالات مع المراجعين والعمل على حلها كما بدأت بمشروع فحص سرطان الثدي وعنق الرحم لنساء المخيم.. وتعمل اللجنة دراسات حول إنشاء مشفى ولادة في المخيم بسبب الحاجة الملحة للمشروعات الصحية خاصة . وتقوم اللجنة بزيارات ميدانية للمرضى ومتابعة حالاتهم وتأمين بعض الأدوية للجرحى  بالتعاون مع جهات الخير.

ويناشد أحمد ذوقان  رئيس اللجنة الشعبية للخدمات  المسؤولين والمؤسسات الخيرية التعاون مع اللجنة من اجل استكمال بناء عيادة الطوارئ التي توجد كبناية فقط بالرغم من الحاجة الماسة لها في ظل الحالة الطارئة التي نعيشها إلى جانب سيارة إسعاف حيث سقط شهداء بعد أن نزفوا بسبب عدم القدرة على إسعافهم ونقلهم بواسطة سيارات إسعاف بالسرعة القصوى . وتفخر اللجنة بأنها عملت أن يكون العمل ما بين مؤسسات المخيم بشكل موحد في كافة أمور الحياة اليومية.

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 3 أسابيع...

والدة الاستشهادي محمود العابد تفتح قلبها

وتكشف أسراراً جديدة عن نجلها للمركز الفلسطيني للإعلام

غزة  - تقرير خاص :

لا بد من الثورة على المحتل وقتاله للخروج من أرضنا وانضمام محمود للكتائب أسعد الأيام

ابني انتقم لمجازر الاغتيال الصهيونية لقادتنا وزعمائنا وهدم منازلنا لن يثنينا عن الجهاد

نحب أبناءنا لكن حبنا للوطن والمقدسات والجنة أكبر

"والله ولدت محمودا واستقبلته وأنا أضحك، وودّعته إلى الدار الآخرة وأنا أضحك أيضاً، وخرج محمود إلى الدنيا وهو يصرخ ما بين المغرب والعشاء، وفارق هذه الدنيا وهو يكبر ويصرخ في وجه الصهاينة ما بين المغرب والعشاء أيضاً !!!، فسبحان الله كيف قدّر لهذا الاستشهادي حياته واستشهاده" ...

بهذه الكلمات بدأت والدة الاستشهادي محمود حسن العابد منفّذ عملية دوغيت الاستشهادية في حزيران الماضي حديثها للمركز الفلسطيني للإعلام، حيث كشفت لنا أسراراً خاصة بنجلها الشهيد محمود تنشر لأول مرة، عن حياته وصفاته، أيامه ولحظاته الأخيرة معها قبل ذهابه لتنفيذ عمليته الاستشهادية التي أسفرت عن مقتل ثلاثة صهاينة وإصابة 5 آخرين فكان هذا اللقاء .

ـ  حدثينا عن نشأة محمود وما هي أهم الصفات التي تمتع بها ؟

ولد محمود في معسكر الشاطئ للاجئين بتاريخ 30/4/1979 وكان ترتيبه في العائلة رقم 4 وله 5 أخوات و4 أخوة، وكان ميلاده سهلاً جداً حتى إن الطبيب بمستشفى الشفاء لم يصدق أنني في حالة وضع، فو الله ولدت محمودا واستقبلته وأنا أضحك، وودعته إلى الدار الآخرة وأنا أضحك أيضاً، وخرج محمود إلى الدنيا وهو يصرخ ما بين المغرب والعشاء، وفارق هذه الدنيا وهو يكبر ويصرخ في وجه الصهاينة ما بين المغرب والعشاء أيضاً !!! .. فسبحان الله كيف قدّر لهذا الاستشهادي حياته واستشهاده، وأما عن أهم الصفات التي تميز بها محمود فهي عدم الكذب وحب الخير والعطاء ومساعدة الآخرين، فالطفل إذا تربى تربية سليمة وصحيحة فسينشأ منشأ سليماً، ففي إحدى الليالي وقبل استشهاده بشهرين عاد محمود إلى البيت في ساعة متأخرة جداً ولما سأله والده لماذا تأخرت قال له "باشتغل مع الكتائب" وصعد إلى غرفته، ظننّا أنه يمزح وقلنا له ما شاء الله مرة واحدة في الكتائب !!، وتبينت بعدها أن محمود ما أحب أن يكذب على والده، إضافة إلى أنه مرح وفكاهي درجةً أولى، والتزم في المسجد منذ صغره .

- منذ متى التحق محمود بحركة حماس ؟ وماذا كانت تعني بالنسبة له ؟

لم يخبرني محمود بذلك ولكنني كنت أشعر ذلك من خلال متابعته لأخبارها وتؤثّره باستشهاد قادتها وأعضائها، ومشاركته في المواجهات مع أعضاء الحركة فهو كان يرى فيها مثالا للصدق والوفاء والانتماء الصادق للوطن، وعدم النفاق .

- كيف علمت أن محمود أحد أعضاء كتائب القسام ؟ وهل أرسلت طلباً لقيادة الكتائب بالموافقة عليه استشهادياً كما سمعنا ؟؟

جاءني ذات مرة إلى المنزل وهو يقول "لقد قبلت يا أمي"، فسألته أين ؟ قال "في صفوف الكتائب، ومنذ الآن فصاعداً أنا أحد جنودها المقاتلين"، وخرج مسرعاً فاعتقدت أنه ذاهب لمواجهة اليهود لكنه عاد بعد فترة وطلب مني تصوير شريط فيديو معه، وكنت قد أرسلت معه بعدما أخبرني أن الكتائب تريد موافقةً مني على اعتباره أحد الاستشهاديين، فأرسلت معه رسالة قام بإيصالها للشيخ القائد العام صلاح شحادة - رحمه الله -  الذي قال حينها محمود العابد ستنجح عمليته بصورة كبيرة لأنه مرضيّ من والدته.

- كيف كان شعورك عندما علمت أن ابنك محمود استشهادي ؟

حقيقةً في بداية الأمر تفاجأت من ذلك كون ابني سيفارقني ولن أراه ثانيةً، لكنني سرعان ما تماسكت واحتسبت ذلك عند الله، كون ابني شهيداً وهذا فخر لي، وطلب مني الخروج معه لتصوير شريط فيديو وداع له .

- لماذا ودّعتي محمود عبر شريط الفيديو ؟ وما هي الرسالة التي تريدين إيصالها من خلاله ؟

في البداية رفضت التصوير خوفاً من الرياء، إلا أنه أخبرني أن مسئوليه أخبروه بأن هذا سيكون دافعاً قوياً للشباب والنساء، ويقوّي قلوب الأمهات، وعلى هذا الأساس وافقت على التصوير على أن يكون هذا عملاً خالصاً لوجه الله تعالى أردت من خلاله إيصال رسالة مفادها أننا شعب احتلت أرضه وانتهكت أعراضه، فلابد لنا من الثورة على المحتل وقتله وإخراجه من أرضنا بكل الطرق والوسائل من خلال حثّ أبنائنا على الجهاد والاستشهاد والمقاومة، إضافة إلى تصبير أمهات الشهداء .

- كم مرة خرج محمود لتنفيذ عمليته ولم يوفّق فيها ؟؟

خرج محمود قبل استشهاده مرتين بعد أن ودّعته وكانت الأولى بعد تصويرنا لشريط الفيديو مباشرةً، حيث قال لي "أهم شيء يا أمي دعاؤك ورضاك"، وخرج مسرعاً وأنا أنتظر سماع خبر استشهاده وأدعو له بالتوفيق في عمليته وأن يمكّنه الله من أعدائه حتى مساء اليوم الثاني، وبينما أنا على سجادة الصلاة إذا بمحمود يأتي فسألته فقال لي "ذهبنا إلى المكان ورأينا العروس وأهلها وغداً سنذهب لدفع المهر" !!!، فسألته ماذا حصل قال "لم نجد يهوداً"، أما الثانية فودّعني وهو يقول "أنا ذاهب ولن أرجع" فبكيت وسالت دموعي وعندما رآني محمود لم يلتفت وأدار بوجهه مسرعاً، واستمر انتظاري حتى منتصف الليل فإذا به يعود وسألته ما الخبر ؟ قال "لم يأت اليهود أيضاً"، عندها قلت له لا تودّعني بعد الآن يا محمود، اذهب إلى عمليتك مباشرة عندما تسنح الفرصة، وهذا ما كان .

- صفي لنا لحظة خروج محمود لتنفيذ عمليته ؟ وماذا كانت وصيّتك له ؟

أوصيته منذ أول وداع عدم الارتباك أمام يهود فهم جبناء جداً، وتفقّد سلاحك جيداً قبل الخروج للعملية، ولا ترتبك أمامهم واقتل منهم كلما سنحت لك الفرصة ولا تتركهم أحياء، أما عن لحظة الخروج فكان هو نائم خارج المنزل وعاد لكي ينام، وما إن اقترب من النوم بصورة كاملة فإذا بجهازه الخلوي "الجوال" يرن فهب مسرعاً رغم أنه يمتاز بالنوم الثقيل جداً وأخذ جهازه الجوال ودخل غرفته مسرعاً وخرج ووجهه مشرق مبتسم مستبشر، حيث إنه كان على أبواب ملاقاة الحور العين، وأخذت بالدعاء له بالتوفيق وأن يدخله جنات النعيم ويزوّجه الحور العين .

- ما الذي دفع ابنك محمود لتنفيذ عمليته ؟

السبب الرئيسي هو الاحتلال، فكل من احتلت أرضه وسلبت قاوم محتليه، فالجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة، إضافة إلى مشاهدته للعديد من المشاهد المؤثرة التي حدثت في مخيم جنين، ومجزرة نابلس التي استشهد فيها القائدان السياسيان جمال منصور وجمال سليم وخمسة آخرين معهم في قصف جوي لمركز حماس الإعلامي في نابلس، وهذا الذي أثر كثيراً على حياة محمود، إضافة إلى استشهاد رفيق دربه الشهيد القسامي مسلمة الأعرج منفّذ عملية إيلي سيناي البطولية والذي تربطه بمحمود علاقة غريبة ومميزة حيث إن محمود كان يبكي كثيراً كلما رأى صورته لدرجة أنه حرص على النوم وهو يضع صورة مسلمة على وجهه .

- كيف تصرّفت منذ لحظة خروج محمود وحتى وصول خبر استشهاده ؟

ما إن رن جوال محمود وخرج تيقنت أنه ذاهب للشهادة، وأخذت أترقّب الأخبار، وأتخيل أنه سيعود مثل المرتين السابقتين، وبينما أنا في هذه الأحلام إذا بالأخبار تذكر أن اشتباكاً مسلحاً يدور عند مستوطنة دوغيت شمال قطاع غزة فعرفت أنه محمود حيث إنه أخبرني عن مكان العملية وأكد لي أنها ليست اقتحاما لصعوبة تنفيذه بسبب الإجراءات الأمنية المشددة، بل هو كمين لإحدى الدوريات التي تحرس المستوطنة سنكمن لها ونباغتها بإطلاق النيران عليها، وأخذت أترقب وصول أنباء جديدة عما يحدث إلا أننا بقينا على ذلك دون أن يشعر بي أحد من أهل البيت .

- كيف علمتِ بخبر استشهاد محمود ؟ وكيف كان شعورك عندها ؟

بينما أنا في حالة الترقب والانتظار وكانت الساعة تشير إلى منتصف الليل إذا بباب المنزل يدق فوجدت اثنين ملثمين وبادراني بالقول "عظم الله أجرك يا حجة"، فعلمت أن محمود فاز بالشهادة التي تمنّاها، عندها نزل زوجي على أصوات النداء في المساجد ظناً منه أن هناك اجتياح صهيوني لغزة، فأخبرته أن الله اصطفى محمود شهيداً في عملية بطولية، وأخبرت إخوة محمود جميعاً بذلك، وكنت أشعر بمزيج من السعادة والحزن، وأخبرت أخواته بأنني كنت على علم بما قام به وصوّرت معه شريط فيديو، وهذا ما أثار استغرابهم في البداية لكن سرعان ما استقبلوا الأمر بشكل اعتيادي .

- ما المعلومات التي توفرت لديك عن ظروف استشهاده ؟

علمنا بعد استشهاده أنه كان برفقة مجموعة من المجاهدين قاموا بنصب كمين لمجموعة من القوات الصهيونية الخاصة التي كانت تقوم بنصب الكمائن للمجاهدين الذين يحاولون التسلل إلى المستوطنة فباغتهم محمود وإخوانه بإطلاق النار عليهم وقضوا على جميع أفراد القوة .

- هل كان للشيخ القائد صلاح شحادة أثر على حياة محمود ؟

منذ أن طلب مني محمود كتابة الرسالة لقيادة الكتائب كانت موجهة للشيخ صلاح كونه القائد العام والذي له الفضل بعد الله عز وجل في استشهاد محمود واختياره لتنفيذ العملية، حيث كان هو الذي يختار الاستشهاديين ويشترط رضاء أهله وموافقتهم، فهذا أكبر أثر على حياة محمود .

- كيف تنظرين إلى قيام العدو الصهيوني بهدم منازل الاستشهاديين ؟ وهل تخشين من أن يطالكم هذا العقاب ؟

حسبي الله ونعم الوكيل، هذا كله يرجع إلى تخاذل الأنظمة العربية، العدو الصهيوني يحاول القضاء على جذوة الجهاد والمقاومة في نفوس الفلسطينيين، وثنيهم عن مواصلة جهادهم وتضحياتهم، ولكنه لن ينجح في ذلك، وأما نحن فلن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، وسنبقى صامدين ومستمرين في جهادنا ومقاومتنا حتى النصر والتحرير أو الشهادة بإذن الله .

- في لقاء لك مع قناة الشارقة الفضائية وجّهت تهنئة خاصة إلى القائد القسامي محمد الضيف بسلامته من محاولة الاغتيال التي استهدفته، ما السر في ذلك ؟ وهل كان له علاقة مع محمود ؟؟

أولاً محمد الضيف أحد أبرز قادة المقاومة في فلسطين عامة وحركة حماس خاصة، وأعتبر المجاهد الضيف كأحد أبنائي رغم أنني لم أتشرّف نهائياً بمقابلته أو التعرف عليه، إلا أن له مكانة خاصة في قلبي لما له من دور جهادي بطولي في مقارعة اليهود، وأسال الله تعالى أن يحفظه وجميع إخوانه من أي سوء وأن يعمي عنهم الأعين الخائنة، وبالنسبة لابني محمود أعتقد أنه لا يعرفه إطلاقاً وإنما كان يسمع عنه كباقي العالم .

- هل ستشعرين بنفس الشعور لو أن محمود استشهد دون أن يتمكن من قتل اليهود ؟

شعور الصبر يمنحه الله لعباده المؤمنين، وهذا ما منحني إياه رب العالمين منذ أن علمت خبر استشهاد ابني، وأصارحك القول إنني سررت كثيراً عندما علمت أنه قتل يهوداً في عمليته، ولكن طالما أن المجاهد خارج في سبيل الله لقتل اليهود فهذا أكبر دافع للصبر لنا، ولو أنه لم يقتل يهوداً فكفاه فخراً أنه فاز بالشهادة .

- ملكة السويد تقول إن النساء الفلسطينيات يدفعن أبناءهن للشهادة من أجل أخذ فلوس، وليس لديهم عاطفة الأمومة، كيف ترد عليها أم الشهيد محمود ؟؟

ليس بعد الكفر ذنب، ولو أنها كانت مسلمة لما قالت هذا الكلام، وأقول لها نحن نمتلك أقوى عاطفة أمومة، ونحب أبناءنا حباً شديداً، ودائماً نذكر أبناءنا الشهداء ونفقدهم، لكن هذا الحب يهون من أجل بلادنا المحتلة، ونحن نبحث عن الجنة ونعيمها، ونسعى لمرضاة الله، فالله أمرنا أن نجاهد بأموالنا وأنفسنا في سبيل الله ونحن نستجيب لأمره تعالى، وهذا فخر لنا، وأدعوها لقراءة ما قالته أختي والدة الاستشهادي البطل الشهيد محمد فرحات فهذا أكبر رد عليها .

Abed3.jpg

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...