اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

اخرب الله مصر في عمار الحجاز


Recommended Posts

قال "عمر بن الخطاب" لـ "عمرو بن العاص" :

"اعمل فيه وعجل. أخرب الله مصر في عمران المدينة وصلاحها"

وحين علم الفاروق عمر أن "بن العاص" قد أستعمل بعض المصريين والروم في بعض الوظائف الحكومية، لعلمهم بالكتابة، وخبرتهم بإدارة الدولة، بعث له برسالة تقول :

"كيف تعزهم وقد أذلهم الله "!!

‏‎Mahmoud Gamal‎‏

مصر بين رسائل "عمرو" لـ "عمر"، و رسائل "عمر" لـ "عمرو" ...

بعد أن أنهي القائد الحربي مهامه العسكرية، و وقعت مصر في أيدي العرب. بعث "عمرو بن العاص" برسائله إلي الخليفة "عمر بن الخطاب" يصف له الغنيمة، إذا يقول:

" مصر يا أمير المؤمنين، لؤلؤة بيضاء، إذا هي عنبرة سوداء، فإذا هي زمردة خضراء، إذا هي ديباجة رقشاء، فتبارك الله الخالق لما يشاء"

فـ "بن العاص"، الذي لم يري قبل مجيئها سوي بحور الرمال الصفراء، خلبته مناظر الحقول الشاسعه علي ضفاف النيل، فصورها مرة باللؤلؤة، ومرة بالزمردة، ومرة بالديباجة.

فماذا قال القائد المظفر في وصف أهل مصر ؟!

أسمع يا صديقي ماذا قال بن الصحراء لأمير المؤمنين في وصفه لأجدادك ..

" أهل ملة محقورة، وذمة مخفورة. يحرثون بطون الأرض، ويبذرون بها الحب، يرجون بذلك النماء من الرب. لغيرهم ما سعوا من كدهم" !!

فـ "سيدنا عمرو بن العاص" رضي الله عنه وأرضاه، يحقر من شأن المصريين ومن عملهم في الزراعة، ويُقر أن جهدهم وعنائهم وعرقهم ليس لهم، بل ذاهب إلي غيرهم، إلي هناك، إلي مقر الخلافة حيت "الفاروق عمر" وبيت المال !

**

فماذا عن رسائل "عمر بن الخطاب" لـ "عمرو بن العاص"

بعد أن أختلف "الزبير بن العوام" و "عمرو بن العاص" في طريقة توزيع الغنائم، بعث الأخير إلي الخليفة العادل يستشيره في الأمر، وقد سبقه استشارته بأن بعث إليه فوج من سبايا والعبيد، المصريات والمصريين .. فرد عمر السبايا والعبيد من المدينة، وترك من تفرق في باقي أنحاء الجزيرة، ومعهم رسالة تقول:

"جزية قائمة تكون لنا ولمن بعدنا أحب إلي من فئ يقسم ثم كأنه لم يكن"

فـ عمر ، يفضل أن يبقي هذا الفوج من المصريات والمصريين في بلادهم، كي يكونوا مصدر دخل دائم للدولة الإسلامية، بدفعهم الجزية والخراج، وبذلك ينتفع بما يجنيه منهم، و تنتفع الأجيال التي تأتي بعده ..

ويقول "بن الحكم"، أن عمر في رسالته قد أقر بن العاص علي جباية الروم.

أي أن الضرائب التي كان يدفعها المصريين للروم، ظلت كما هي، لكن مضافاً إليها الجزية!!

بيد أن "النقيوسي" يقول: أنه قد ضاعف الضرائب ثلاثة أضعاف !

وحين علم الفاروق عمر أن "بن العاص" قد أستعمل بعض المصريين والروم في بعض الوظائف الحكومية، لعلمهم بالكتابة، وخبرتهم بإدارة الدولة، بعث له برسالة تقول :

"كيف تعزهم وقد أذلهم الله "!!

وحين تم تسخير 120 ألف مصري في حفر خليج أمير المؤمنين، ليربط بين نهر النيل والبحر الأحمر، كي يسهل ويسرع من نقل خيرات مصر إلي المدينة ، قال "عمر بن الخطاب" لـ "عمرو بن العاص" :

"اعمل فيه وعجل. أخرب الله مصر في عمران المدينة وصلاحها"

فلا بأس إذا من عمل 120 ألف مصري بالسخرة. و لا بأس إذاً من أن تخرب مصر كي تصلح المدينة ويتم عمرانها

هذا ولا ننسي تذكير البلهاء أن الفتح الإسلامي المبارك لمصر، كان مقصده الأول نشر الدين، ورفع يد المحتل البيزنطي عن اضطهاد المصريين !!

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

[ تاريخ الطبري - الطبري ]

الكتاب : تاريخ الأمم والملوك

المؤلف : محمد بن جرير الطبري أبو جعفر

الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت

الطبعة الأولى ، 1407

عدد الأجزاء : 5

اغفر لنا وارحمنا وارض عنا ثم انصرف فما بلغوا المنزل راجعين حتى خاضوا الغدران كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن مبشر بن الفضيل عن جبير بن صخر عن عاصم بن عمر بن الخطاب قال قحط الناس زمان عمر عاما فهزل المال فقال أهل بيت من مزينة من أهل البادية لصاحبهم قد بلغنا فاذبح لنا شاة قال ليس فيهن شيء فلم يزالوا به حتى ذبح لهم شاة فسلخ عن عظم أحمر فنادى يا محمداه فأري فيما يرى النائم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتاه فقال أبشر بالحيا ائت عمر فأقرئه مني السلام وقل له إن عهدي بك وأنت وفي العهد شديد العقد فالكيس الكيس يا عمر فجاء حتى أتى باب عمر فقال لغلامه استأذن لرسول رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتى عمر فأخبره ففزع وقال رأيت به مسا قال لا قال فأدخله فدخل فأخبره الخبر فخرج فنادى في الناس وصعد المنبر وقال أنشدكم بالذي هداكم للإسلام هل رأيتم مني شيئا تكرهونه قالوا اللهم لا قالوا ولم ذاك فأخبرهم ففطنوا ولم يفطن فقالوا إنما استبطأك في الاستسقاء فاستسق بنا فنادى في الناس فقام فخطب فأوجز ثم صلى ركعتين فأوجز ثم قال اللهم عجزت عنا أنصارنا وعجز عنا حولنا وقوتنا وعجزت عنا أنفسنا ولا حول ولا قوة إلا بك اللهم فاسقنا وأحي العباد والبلاد كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن الربيع بن النعمان وجراد أبي المجالد وأبي عثمان وأبي حارثة كلهم عن رجاء وزاد أبو عثمان وأبو حارثة عن عبادة وخالد عن عبدالرحمن بن غنم قالوا كتب عمر إلى أمراء الأمصار يستغيثهم لأهل المدينة ومن حولها ويستمدهم فكان أول من قدم عليه أبو عبيدة بن الجراح في أربعة آلاف راحلة من طعام فولاه قسمتها فيمن حول المدينة فلما فرغ ورجع إليه أمر له بأربعة آلاف درهم فقال لا حاجة لي فيها يا أمير المؤمنين إنما أردت الله وما قبله فلا تدخل علي الدنيا فقال خذها فلا بأس بذلك إذ لم تطلبه فأبى فقال خذها فإني قد وليت لرسول الله صلى الله عليه و سلم مثل هذا فقال لي مثل ما قلت لك فقلت له كما قلت فأعطاني فقبل أبو عبيدة وانصرف إلى عمله وتتابع الناس واستغنى أهل الحجاز وأحيوا مع أول الحيا وقالوا بإسنادهم وجاء كتاب عمرو بن العاص جواب كتاب عمر في الاستغاثة إن البحر الشامي حفر لمبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم حفيرا فصب في بحر العرب فسده الروم والقبط فإن أحببت أن يقوم سعر الطعام بالمدينة كسعره بمصر حفرت له نهرا وبنيت له قناطر فكتب إليه عمر أن افعل وعجل ذلك فقال له أهل مصر خراجك زاج وأميرك راض وإن تم هذا انكسر الخراج فكتب إلى عمر بذلك وذكر أن فيه انكسار خراج مصر وخرابها فكتب إليه عمر اعمل فيه وعجل أخرب الله مصر في عمران المدينة وصلاحها فعالجه عمرو وهو بالقلزم فكان سعر المدينة كسعر مصر ولم يزد ذلك مصر إلا رخاء ولم ير أهل المدينة بعد الرمادة مثلها حتى حبس عنهم البحر مع مقتل عثمان رضي الله عنه فذلوا وتقاصروا وخشعوا

قال أبو جعفر وزعم الواقدي أن الرقة والرها وحران فتحت في هذه السنة على يدي عياض بن غنم وأن عين الوردة فتحت فيها على يدي عمير بن سعد وقد ذكرت قول من خالفه في ذلك فيما مضى وزعم أن عمر رضي الله عنه حول المقام في هذه السنة في ذي الحجة إلى موضعه اليوم وكان ملصقا بالبيت قبل ذلك وقال مات في طاعون عمواس خمسة وعشرون ألفا

(2/509

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

عمر كتب إِلَى عَمْرو بْن العاص : أنه قَدْ فشت لك فاشية من متاع ورقيق وآنية وحيوان لم يكن حين وليت مصر ، فكتب إليه عَمْرو : أن أرضنا أرض مزدرع ومتجر ، فنحن نصيب فضلا عما نحتاج إليه لنقتنا ، فكتب إليه : إني قَدْ خبرت من عمال السوء ما كفى ، وكتابك إِلَى كتاب من قَدْ أقلقه الأخذ بالحق ، وقد سؤت بك ظنا ، وقد وجهت إليك مُحَمَّد بْن مسلمة ليقاسمك مَالِك فأطلعه طلعة ، وأخرج إليه ما يطالبك بها واعفه منَ الغلظة عليك ، فإنه برح الخفاء فقاسمه ماله }.

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

*عمرو بن العاص ينظر إلي مصر كبقرة تُحلب ويريد أن يستمر هو في حلبها / البلدان وفتوحها وأحكامها للبلاذري » كتاب فتوح البلدان البلاذري » فتوح مصروالمغرب:

{....كان عُثْمَان عزل عَمْرو بْن العاص عن مصر ، وجعل عليها عَبْد اللَّهِ بْن سَعْد ، فلما نزلت الروم الإسكندرية سأل أهل مصر عُثْمَان أن يقر عمرا ، حَتَّى يفرغ من قتال الروم ، لأن له معرفة بالحرب وهيبة في أنفس العدو ، ففعل حَتَّى هزمهم فأراد عُثْمَان أن يجعل عمرا عَلَى الحرب ، وعبد اللَّه عَلَى الخراج ، فأبى ذلك عَمْرو ، وقال : أنا كماسك قرني البقرة والأمير يحلبها ، فولى عُثْمَان بْن سَعْد مصر ، ثُمَّ أقامت الحبش منَ البيما بعد فتح مصر يقاتلون سبع سنين ما يقدر عليهم لما يفجرون منَ المياه في الغياض} .

*عمرو بن العاص يقول أن مصر خزانة لهم وأن الجزية كبيرة جدا" / ما عمله المسلمون عند فتح مصر> الخِطط المقريزية المسمى بـ «المواعظ والاعتبار بذكر الخِطط والآثار

{فقال عمرو وهو يشير إلى ركن كنيسة‏:‏ لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك ما عليك إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم وإن خفف عنا خففنا عنكم ومن ذهب إلى هذا الحديث ذهب إلى أن مصر فتحت عنوة}‏.‏

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

الومواعظ والإعتبار للمقريزي

فتح مصر

في الخراج وما كان من أمر مصر في ذلك مع القبط قال زهير بن معاوية‏:‏ حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ منعت العراق درهمها وقفيرها ومنعت الشام مدها ودينارها ومنعت مصر إردبها وعدتم من حيث بدأتم ‏"‏ قال أبو عبيد‏:‏ قد أخبر صلى الله عليه وسلم بما لم يكن وهو في علم الله كائن فخرّج لفظه على لفظ الماضي لأنه ماضِ في علم الله وفي إعلامه بهذا قبل وقوعه ما دل على إثبات نبوته ودل على رضاه من عمر رضي الله عنه ما وظفه على الكفرة من الخراج في الأمصار‏.‏

وفي تفسير المنع وجهان‏:‏ أحدهما‏:‏ أنه علم أنهم سيسلمون ويسقط عنهم ما وظف عليهم فصاروا مانعين بإسلامهم ما وظف عليهم يدل عليه قوله‏:‏ ‏"‏ وعدتم من حيث بدأتم ‏"‏ وقيل معناه‏:‏ أنهم يرجعون عن الطاعة والأوّل أحسن‏.‏

وقال ابن عبد الحكم عن عبيد اللّه بن لهيعة‏:‏ لما فتح عمرو بن العاص مصر صولح على جميع من فيها من الرجال من القبط من راهق الحلم إلى ما فوق ذلك ليس فيهم امرأة ولا صبيّ ولا وعن هشام بن أبي رقية اللخميّ‏:‏ أن عمرو بن العاص لما فتح مصر قال لقبط مصر‏:‏ إن من كتمني كنزًا عنده فقدرت عليه قتلته وإنّ قبطيًا من أرض الصعيد يقال له‏:‏ بطرس ذكر لعمرو‏:‏ إن عنده كنزًا فأرسل إليه فسأله فأنكر وجحد فحبسه في السجن وعمرو يسأل عنه‏:‏ هل تسمعونه يسأل عن أحد فقالوا‏:‏ لا إنما سمعناه يسأل عن راهب في الطور فأرسل عمرو إلى بطرس فنزع خاتمه ثم كتب إلى ذلك الراهب‏:‏ أن ابعث إليّ بما عندك وختمه بخاتمه فجاء الرسول بقُلَّة شامية مختومة بالرصاص ففتحها عمرو فوجد فيها صحيفة مكتوب فيها‏:‏ ما لكمَ تحت الفسقية الكبيرة فأرسل عمرو إلى الفسقية فحبس عنها الماء ثم قلع البلاط الذي تحتها فوجد فيها اثنين وخمسين أردبًا ذهبًا مصريًا مضروبة فضرب عمرو رأسه عند باب المسجد فأخرج القبط كنوزهم شفقًا أن يبغي على أحد منهم فيقتل كما قتل بطرس‏.‏

وعن يزيد بن أبي حبيب‏:‏ إن عمرو بن العاص استحل مال قبطيّ من قبط مصر لأنه استقرّ عنده أنه يُظهر الروم على عورات المسلمين ويكتب إليهم بدلك فاستخرج منه بضعًا وخمسين أردبًا دنانير‏.‏

قال ابن عبد الحكم‏:‏ وكان عمرو بن العاص رضي الله عنه يبعث إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه بالجزية بعد حبس ما كان يحتاج إليه وكانت فريضة مصر لحفر خلجها وإقامة جسورها وبناء قناطرها وقطع جزائرها مائة ألف وعشرين ألفًا معهم الطور والمساحي والأداة يعتقبون ذلك لا يدعون ذلك صيفًا ولا شتاءً ثم كتب إليه عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه‏:‏ أن تختم في رقاب أهل الذمّة بالرصاص ويظهروا مناطقهم ويجزوا نواصيهم ويركبوا على الأكف عرضًا ولا يضربوا الجزية إلا على من جرت عليه الموسى ولا يضربوا على النساء ولا على الولدان ولا تدعهم يتشبهون بالمسلمين في ملبوسهم‏.‏

وعن يزيد بن أسلم‏:‏ أن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه كتب إلى أمراء الأجناد‏:‏ أن لا يضربوا الجزية إلا على من جرت عليه الموسى وجزيتهم أربعون درهمًا على أهل الورق وأربعة دنانير على أهل الذهب وعليهم من أرزاق المسلمين من الحنطة والزيت مدّان من حنطة وثلاثة أقساط من زيت في كل شهر لكل إنسان من أهل الشام والجزيرة وودك وعسل لا أدري كم هو ومن كان من أهل مصر فأردب في كل شهر لكل إنسان ولا أدري كم الودك والعسل وعليهم من البز الكسوة التي يكسوها أمير المؤمنين الناس ويضيفون من نزل بهم من أهل الإسلام ثلاثة أيام وعلى أهل العراق خمسة عشر صاعًا لكل إنسان ولا أدري كم لهم من الودك وكان لا يضرب الجزية على النساء والصبيان وكان يختم في أعناق رجال أهل الجزية وكانت ويبة عمر في ولاية عمرو بن العاص‏:‏ ستة أمداد‏.‏

قال‏:‏ وكان عمرو بن العاص لما استوثق له الأمر أقرّ قبطها على جباية الروم فكانت جبايتهم بالتعديل إذا عمرت القرية وكثر أهلها زيد عليهم وإن قل أهلها وخربت نقصوا فيجتمع عرافوا كل فرية وأمراءها ورؤساء أهلها فيتناظرون في العمارة والخراب حتى إذا أقرّوا من القسم بالزيادة انصرفوا بتلك القسمة إلى الكور ثم اجتمعوا هم ورؤساء القرى فوزعوا ذلك على احتمال القرى وسعة المزارع ثم يجتمع كل قرية بقسمهم فيجمعون قسمهم وخراج كل قرية وما فيها من الأرض العامرة فيبتدئون ويخرجون من الأرض فدّادين لكنائسهم وحماياتهم ومعدياتهم من جملة الأرض ثم يخرج منها عدد الضيافة للمسلمين ونزول السلطان فإذا فرغوا نظروا لما في كل قرية من الصناع والأجراء فقسموا عليهم بقدر احتمالهم فإن كانت فيهم جالية قسموا عليها بقدر احتمالها وقلما كانت تكون إلا لرجل الشاب أو المتزوج ثم ينظرون ما بقي من الخراج فيقسمونه بينهم على عدد الأرض ثم يقسمون ذلك بين من يريد الزرع منهم على قدر طاقتهم فإن عجز أحد منهم وشكا ضعفًا عن زرع أرضه وزعوا ما عجز عنه على ذوي الاحتمال وإن كان منهم من يريد الزيادة أعطي ما عجز عنه أهل الضعف فإن تشاحوا قسموا ذلك على عدّتهم وكانت قسمتهم على قراريط الدنانير أربعة وعشرين قيراطًا يقسمون الأرض على ذلك‏.‏

ولذلك روي عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ إنكم ستفتحون أرضًا يذكر فيها القيراط وجعل لكل فدان عليهم‏:‏ نصف أردب قمح ويبتين من شعير إلا القرظ فلم يكن عليه ضريبة والويبة ستة أمداد وكان عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يأخذ ممن صالحه من المعاهدين ما سمى على نفسه لا يضع من ذلك شيئًا ولا يزيد عليه ومن نزل منهم على الجزية ولم يسم شيئًا يؤدّيه نظر عمر في أمره فإذا احتاجوا خفف عنهم وإن استغنوا زاد عليهم بقدر استغنائهم‏.‏

وقال هشام بن أبي رقية اللخمي‏:‏ قدم صاحب أخنا على عمرو بن العاص رضي اللّه عنه فقال له‏:‏ أخبرنا ما على أحدنا من الجزية فنصير لها‏.‏

فقال عمرو وهو يشير إلى ركن كنيسة‏:‏ لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك ما عليك إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم وإن خفف عنا خففنا عنكم ومن ذهب إلى هذا الحديث ذهب إلى أن مصر فتحت عنوة‏.‏

وعن يزيد بن أبي حبيب قال‏:‏ قال عمر بن عبد‏:‏ العزيز أيُّما ذميّ أسلم فإن إسلامه يحرز له نفسه وماله وما كان من أرض فإنها من فيء الله على المسلمين وأيما قوم صالحوا على جزية يعطونها فمن أسلم منهم كانت داره وأرضه لبقيتهم‏.‏

وقال الليث‏:‏ كتب إلي يحيى بن سعيد‏:‏ أن ما باع القبط في جزيتهم وما يؤخذون به من الحق الذي عليهم من عبد أو وليدة أو بعير أو بقرة أو دابة فإن ذلك جائز عليهم فمن ابتاعه منهم فهو غير مردود عليهم أن أيسروا وما أكروا من أرضهم فجائز كراؤه إلا أن يكون يُضر بالجزية التي عليهم فلعل الأرض إن ترد عليهم أن أضرت بجزيتهم وإن كان فضلًا بعد الجزية فإنا نرى كراءها جائزًا لمن يكراها منهم‏.‏

قال يحيى‏:‏ فنحن نقول‏:‏ الجزية جزيتان‏:‏ جزية على رؤوس الرجال وجزية جملة تكون على أهل القرية يؤخذ بها أهل القرية فمن هلك من أهل القرية التي عليهم جزية مسماة على القرية ليست على رؤوس الرجال فإنا نرى أنّ من هلك من أهل القرية ممن لا ولد له ولا وارث إن أرضه ترجع إلى قريته في جملة ما عليهم من الجزية ومن هلك ممن جزيته على رؤوس الرجال ولم يدع وارثًا فإن أرضه للمسلمين‏.‏

وقال الليث عن عمر بن العزيز‏:‏ الجزية على الرؤوس وليست على الأرضين يريد أهل الذمّة‏.‏

وكتب عمر بن عبد العزيز إلى حيان بن شريح‏:‏ أن يجعل جزية موتي القبط على أحيائهم وهذا يدل على أنّ عمر كان يرى أنّ أرض مصر فتحت عنوة وأن الجزية إنما هي على القرى فمن مات من أهل القرى كانت تلك الجزية ثابتة عليهم وإن موت من مات منهم لا يضع عنهم من الجزية شيئًا‏.‏

قال‏:‏ ويحتمل أن تكون مصر فتحت بصلح فذلك الصلح ثابت على من بقي منهم وإن موت من مات منهم لا يضع عنهم ممن صالحوا عليه شيئًا‏.‏

قال الليث‏:‏ وضع عمر بن عبد العزيز الجزية على من أسلم من أهل الذمّة من أهل مصر وألحق في الديوان صلح من أسلم منهم في عشائر من أسلموا على يديه وكانت تؤخذ قبل ذلك ممن أسلم وأول من أخذ الجزية ممن أسلم من أهل الذمّة‏:‏ الحجاج بن يوسف ثم كتب عبد الملك بن مروان إلى عبد العزيز بن مروان‏:‏ أن يضع الجزية على من أسلم من أهل الذمّة فكلمه ابن حجيرة في ذلك فقال‏:‏ أعيذك بالله أيها الأمير أن تكون أوّل من سنّ ذلك بمصر فواللّه إن أهل الذمّة ليتحملون جزية من ترهب منهم فكيف نضعها على من أسلم منهم فتركهم عند ذلك‏.‏

وكتب عمر بن عبد العزيز إلى حيان بن شريح‏:‏ أن تضع الجزية عمن أسلم من أهل الذمة فإن الله تبارك وتعالى قال‏:‏ ‏"‏ فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم ‏"‏ التوبة 5 وقال‏:‏ ‏"‏ قاتلوا الذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرّم اللّه ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون ‏"‏ التوبة 29‏.‏

وكتب حيان بن شريح إلى عمر بن عبد العزيز‏:‏ أما بعد‏:‏ فإن الإسلام قد أضر بالجزية حتى سلفت من الحارث بن ثابتة عشرين ألف دينارًا تمت بها عطاء أهل الديوان فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر بقضائها فعل فكتب إليه عمر‏:‏ أما بعد‏:‏ فقد بلغني كتابك وقد وليتك جند مصر وأنا عارف بضعفك وقد أمرت رسولي بضربك على رأسك عشرين سوطًا فضع الجزية عن من أسلم قبح الله رأيك فإن الله إنما بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم هاديًا ولم يبعثه جابيًا ولعمري لعمر أشقى من أن يدخل الناس كلهم الإسلام على يديه‏.‏

قال‏:‏ ولما استبطأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخراج من قبل عمرو بن العاص كتب إليه‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص سلام الله عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد‏:‏ فإني فكرت في أمرك والذي أنت عليه فإذا أرضك أرض واسعة عريضة رفيعة وقد أعطى اللّه أهلها عددًا وجلدًا وقوّة في بر وبحر وأنها قد عالجتها الفراعنة وعملوا فيها عملًا محكمًا مع شدة عتوهم وكفرهم فعجبت من ذلك وأعجب مما عجبت أنها لا تؤدي نصف ما كانت تؤدّيه من الخراج قبل ذلك على غير قحوط ولا جدب وقد أكثرت في مكاتبتك في الذي على أرضك من الخراج وظننت أن ذلك سيأتينا على غير نزر ورجوت أن تفيق فترفع إليّ ذلك فإذا أنت تأتيني بمعاريض تعبأ بها لا توافق الذي في نفسي لست قابلًا منك دون الذي كانت تؤخذ به من الخراج قبل ذلك ولست أدري مع ذلك ما الذي نفرك من كتابي وقبضك فلئن كنت مجرّبًا كافيًا صحيحًا إن البراءة لنافعة وإن كنت مضيعًا نطعًا إن الأمر لعلى غير ما تحدّث به نفسك وقد تركت أن أبتلي ذلك منك في العام الماضي رجاء أن تفيق فترفع إلي ذلك وقد علمت أنه لم يمنعك من ذلك إلا أن أعمالك عمال السوء وما توالس عليك وتلفف أتخذوك كهفًا وعندي بإذن الله دواء فيه شفاء عما أسألك فيه فلا تجزع أبا عبد اللّه أن يؤخذ منك الحق وتعطاه فإن النهر يخرج الدرّ والحق أبلج ودعني وما عنه تلجلج فإنه قد برح الخفاء والسلام‏.‏

فكتب إليه عمرو بن العاص‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم لعبد اللّه عمر أمير المؤمنين من عمرو بن العاص سلام الله عليك فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو‏.‏

أما بعد‏:‏ فقد بلغني كتابك أمير المؤمنين في الذي استبطأني فيه من الخراج والذي ذكر فيها من عمل الفراعنة قبلي وإعجابه من خراجها على أيديهم ونقص ذلك منها مذ كان الإسلام ولعمري للخراج يومئذٍ أوفر وأكثر والأرض أعمر لأنهم كانوا على كفرهم وعتوّهم أرغب في عمارة أرضهم منا مذ كان الإسلام وذكرت أن النهر يخرج الدر فحلبتها حلبًا قطع درها وأكثرت في كتابك وأنبت وعرضت وتربت وعلمت أن ذلك عن شيء تخفيه على غير خبر فجئت لعمري بالمقطعات المقدّعات ولقد كان لك فيه من الصواب من القول رصين صارم بليغ صادق ولقد عملنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولمن بعده فكنا نحمد الله مؤدّين لأماناتنا حافظين لما عظم اللّه من حق أئمتنا نرى غير ذلك قبيحًا والعمل به شينًا فتعرف ذلك لنا وتصدّق فيه قلبنا معاذ اللّه من تلك الطعم ومن شرّ الشيم والاجتراء على كل مأثم فامض عملك فإن الله قد نزهني عن تلك الطعم الدنية والرغبة فيها بعد كتابك الذي لم تستبق فيه عرضًا ولم تكرم فيه أخًا والله يا ابن الخطاب لأنا حين يراد ذلك مني أشدّ غضبًا لنفسي ولها إنزاهًا وإكرامًا وما عملت من عمل أرى عليه فيه متعلقًا ولكني حفظت ما لم تحفظ ولو كنت من يهود يثرب ما زدت يغفر الله لك ولنا وسكتُّ عن أشياء كنتُ بها عالمًا وكان اللسان بها مني ذلولًا ولكن الله عظم من حقك ما لا يجهل‏.‏

فكتب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏:‏ من عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص‏:‏ سلام عليك فإني أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلا هو‏.‏

أما بعد‏:‏ فإني قد عجبت من كثرة كتبي إليك في إبطائك بالخراج وكتابك إلى بثنيات الطرق وقد علمت أني لست أرضى منك إلا بالحق البين ولم أقدّمك إلى مصر أجعلها لك طعمة ولا لقومك ولكني وجهتك لما رجوت من توفيرك الخراج وحسن سياستك فإذا أتاك كتابي هذا فاحمل الخراج فإنما هو فيء المسلمين وعندي من قد تعلم قوم محصورون والسلام‏.‏

فكتب إليه عمرو بن العاص‏:‏ بسم اللّه الرحمن الرحيم لعمر بن الخطاب من عمرو بن العاص سلام عليك فإني أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلا هو أما بعد‏:‏ فقد أتاني كتاب أمير المؤمنين يستبطئني في الخراج ويزعم أني أحيد عن الحق وأنكث عن الطريق وإني والله ما أرغب عن صالح ما تعلم ولكن أهل الأرض استنظروني إلى أن تدرك غلتهم فنظرت للمسلمين فكان الرفق بهم خيرًا من أن نخرق بهم فيصيروا إلى بيع ما لا غنى بهم عنه والسلام‏.‏

وقال الليث بن سعد رضي اللّه عنه‏:‏ جباها عمرو بن العاص رضي اللّه عنه اثني عشر ألف ألف دينار وجباها المقوقس قبله لِسَنة عشرين ألف ألف دينار‏.‏

فعند ذلك كتب إليه عمر بن الخطاب بما كتب وجباها عبد الله بن سعد بن سرح حين استعمله عثمان رضي اللّه عنه على مصر أربعة عشر ألف ألف دينار فقال عثمان لعمرو بن العاص بعدما عزله عن مصر‏:‏ يا أبا عبد اللّه درت اللقحة بأكثر من درها الأوّل‏.‏

قال‏:‏ أضررتم بولدها فقال‏:‏ ذلك أن لم يمت الفصيل‏.‏

وكتب معاوية بن أبي سفيان إلى وردان وكان قد ولي خراج مصر‏:‏ أنْ زِد على كل رجل من القبط قيراطًا فكتب إليه وردان‏:‏ كيف نزيد عليهم وفي عهدهم أن لا يزاد عليهم شيء‏.‏

فعزله معاوية وقيل في عزل وردان غير ذلك‏.‏

وقال ابن لهيعة‏:‏ كان الديوان في زمان معاوية أربعين ألفًا وكان منهم أربعة آلاف في مائتين مائتين فأعطى مسلمة بن مخلد أهل الديوان عطياتهم وعطيات عيالهم وأرزاقهم ونوائب البلاد من الجسور وأرزاق الكتبة وحملان القمح إلى الحجاز ثم بعث إلى معاوية بستمائة ألف دينار فضل‏.‏

وقال ابن عفير‏:‏ فلما نهضت الإبل لقيهم برح بن كسحل المهري فقال‏:‏ ما هذا ما بال مالنا يخرج من بلادنا‏.‏

ردّوه فردوه حتى وقف على باب المسجد فقال‏:‏ أخذتم عطياتكم وأرزاقكم وعطاء عيالكم ونوائبكم قالوا‏:‏ نعم قال‏:‏ لا بارك الله لهم فيه خذوه فساروا به‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ جبى عمرو بن العاص عشرة آلاف دينار فكتب إليه عمر بن الخطاب بعجزه ويقول له جباية الروم‏:‏ عشرون ألف ألف دينار فلما كان العام المقبل جباه عمرو اثني عشر ألف ألف دينار وقال ابن لهيعة‏:‏ جبى عمرو بن العاص الإسكندرية الجزية ستمائة ألف دينار لأنه وجد فيها ثلاثمائة ألف من أهل الذمّة فرض عليهم دينارين دينارين والله تعالى أعلم‏.‏

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

المصادر العربية تؤكد صحة ما نقول:

مصادرنا هي كتب المؤرخين العرب أنفسهم, مثل ابن الحكم والسيوطي وابن تعزى والقلقشندي وياقوت واليعقوبي والمسعودي. ولنبدأ بالطبري ولنرى ما كتبه عن رؤية عمرو بن العاص للمصريين: ((أرضها ذهب .. ونيلها عجب.. وخيرها جلب .. ونساؤها لعب .. ومالها رغب.. وفي أهلها صخب.. وطاعتهم رهب.. وسلامهم شغب.. وحروبهم حرب, وهم من غلب)). وهذه هي نظرة عمرو بن العاص, فلم ير في مصر والمصريين سوى ((النساء اللعب والأرض الذهب)).

فتوح مصر وأخبارها:

في مصدر آخر يقول ابن عبد الحكم في كتابه ((فتوح مصر وأخبارها)) : أرسل عمر بن الخطاب إلى عامله في مصر عمرو بن العاص يسأله: بلغني أنك فشت لك فاشية من خيل وإبل, فاكتب لي من أين لك هذا المال. فرد بن العاص: أتأني كتاب أمير المؤمنين يذكر فيه فاشية مال فشا لي, وأنه يعرفني قبل ذلك, لا مال لي, وأني اعلم أمير المؤمنين أني ببلد السعر فيه رخيص, وأني أعالج من الزراعة ما يعالجه الناس, وفي رزق أمير المؤمنين سعه.

وهنا يعترف عمرو بن العاص في خطابه هذا بالثورة التي نزلت عليه بعد حكم مصر , فماذا كان مصدرها إذن؟ هل كان ابن العاص (الحاكم) يزرع قطعة من الأرض مثلاً؟ أم كان الفلاحون المصريون يزرعون له كل أرض مصر؟ ..ويمضى ابن عبد الحكم في نفس كتابه فيقول: ((إن ابن الخطاب لم يصدق حجج ابن العاص, فأرسل محمد ابن مسلمة يقاسمه الأموال التي حصلها, ومعه رسالة عنيفة يقول فيها: (إنكم معشر العمال قعدتم على عيون الأموال فجبيتم الحرام وأكلتم الحرام وأورثتم الحرام) . وقاسمه ابن مسلمة كل أمواله وعاد بها إلى ابن الخطاب (ولم يردها إلى أصحابها). فقال ابن العاص: (قبح الله يوماً صرت فيه لابن الخطاب عاملاً. فقد رأيت العاص ابن وائل السهمي ((أبا عمرو)) يلبس الديباج المزركش بالذهب, والخطاب ابن نفيل ((أبا الخليفة)) يحمل على حمار بمكة. فرد عليه محمد ابن مسلمة بقوله: (أبوك وأبوه في النار, ولولا اليوم الذى أصبحت تدم ((يعنى اليوم الذى عينك فيه ابن الخطاب والياً على مصر)) لألفيت نفسك معتقلاً عنزا يسوؤك غرزها, ويسوؤك بكؤها)) .... ولا تعليق.

مروج الذهب ومعادن الجواهر:

ومن ابن عبد الحكم إلى المسعودي في كتابه الشهير ((مروج الذهب ومعادن الجواهر)) الجزء الثالث ص23 يقول: ((إن عمرو جمع مالً وفيراً من فترتى ولايته على مصر, وأن خلف من الذهب سبعين رقبة جمل مملوءة بالذهب وسبعين بهاراً دنانير وعشرين جلد ثور ملء الواحد منها أردبان بالمصري من الفضة. وخلف عمرو من العين ثلثمائة ألف دينار , ومن الورق الف درهم,

وغلة مائتي ألف دينار, وضيعته المعروف بالوهط قيمتها عشرة آلاف درهم (أي مليون درهم) . فمن اين أتى ابن العاص بكل هذا وهو الفاتح الزاهد الورع كما تصوره لنا الأديبات والمسلسلات الزائفة؟

البداية والنهاية لابن كثير القرشي:

لازلنا مع المصادر العربية والإسلامية, ولم نقترب من مصادر القبط أو المستشرقين. فيقول ابن كثير في كتابه المعروف ((البداية و النهاية)) ص166 ((كثرت شكايات العرب بعد وفاة عمر بن الخطاب وولاية عثمان بن عفان من ظلم وجور عمرو بن العاص, وأن كثيراً منهم كانوا محصورين من ابن العاص حتى عزل عثمان عمراً, وولى عبد الله أبى سرح على خراج مصر, فقال ابن العاص ساخطاً: ((أأكون كماسك بقرة وغيرى يحلبها؟)). ووقع خلاف كبير بين ابن العاص وابن ابى سرح حتى كان بينهما كلام قبيح , فأرسل عثمان ليجمع لابن أبى سرح (شقيقة في الرضاعة) أمر الخراج والحرب والصلاة, وبعث لابن العاص بقول له: ((لا خير لك في مقام عند من يكرهك فأقدم لي)) فانتقل عمرو بن العاص للمدينة المنورة وفي نفسه أمر كبير من عثمان.

هذا بإيجاز لمحه سريعة مما عاناه الأقباط من عمرو بن العاص, الذى يقدمه المؤرخون كفارس مغوار ومنقذ للأقباط من البوار.

تشبية عمرو بن العاص لمصر ببقرة تحلب : عزل الخليفة عثمان عمرو بن العاص , وولى عبد الله أبى سرح على, فقال ابن العاص ساخطاً: ((أأكون كماسك بقرة وغيرى يحلبها؟)). ابن كثير

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

يوحنا النيقوسى يصف المآسي والأحزان:

سجل يوحنا النيقوسى في مخطوطته بلغة شفيقة مترعة بالحزن النبيل وقائع المهانة ووقائع التنكيل التي مارسها الغزاة العرب بحق سكان مصر الأصليين.

يقول في الفصل 121 من المخطوطة: يستحيل على الإنسان أن يصف حزن وأوجاع المدينة بأكملها, فكان الأهالي يقدمون أولادهم للعرب بدلاً من المبالغ الضخمة المطلوب منهم دفعها شهرياً. ولم يوجد هناك من يقوم بمساعدتهم.

وفي فصل 112 يفصل ذلك ويتحدث عن استيلاء العرب على إقليم الفيوم وبويط فيقول: إن العرب استولوا على إقليم الفيوم وبويط وأحدثوا فيهما مذبحة هائلة. مات فيها خلق كثيرون من الأطفال والنساء والشيب.

ويمضي يوحنا النيقوسى في الفصل 113 ليصف احتلال العرب لأتريب ومنوف فيقول: إن عمرو قبض على القضاة الرومان والقبط وقيد أيديهم وأرجلهم بالسلاسل والأطواق الخشبية, ونهب هو وجنوده أموالاً كثيرة وضاعف ضريبة المال على الفلاحين وأجبرهم على تقديم علف الخيول, وقام بأعمال فظيعة عديدة لا تعد ولا تحصى, وحدث الرعب في كل أنحاء مصر. وأخذ الأهالي في الهرب إلى مدينة الإسكندرية تاركين أملاكهم وأموالهم وحيواناتهم .

وفي الفصل 115 يذكر النيقوسى وقائع غزو أنصنا وبلاد الريف ونيقوس فيقول: في زمن الصيف سار عمرو إلى سخا وطوخ دمسيس آملا في إخضاع المصريين قبل الفيضان ولكنه فشل, وكذا صدمته دمياط حيث أراد أن يحرق ثمار المزارع. وأخيرا عاد إلى جيوشه المقيمة في بابليون مصر, وأعطاهم الغنيمة التي أخذها من الأهالي الذين هاجروا إلى الإسكندرية, بعد أن هدم منازلهم وبنى من الحديد والأخشاب التي جمعها من الهدم قنطرة توصل بين قلعة بابليون ومدينة البحرين, ثم أمر بحرق المدينة كلها, وقد تنبه السكان إلى هذا الخطر فخلصوا أموالهم وتركوا مدينتهم. وقام العرب بحرقها, ولكن السكان عادوا إلى المدينة وأطفأوا الحريق, ووجه العرب حملتهم على مدن أخرى ونهبوا أموال سكانها وارتكبوا ضدهم أعمالاً عنيفة.

وفي الفصل 118, يصف وقائع الاستيلاء على نيقوس بعد هروب الجيش الروماني من المدينة فيقول: أتى المسلمون بعد ذلك إلى نيقوس واستولوا على المدينة ولم يجدوا جندياً واحداً يقاومهم, فقتلوا كل من صادفهم في الشوارع وفي الكنائس. ثم توجهوا بعد ذلك إلى بلدان أخرى وأغاروا عليها وقتلوا كل من وجوده فيها. وتقابلوا في مدينة صا باستكوتارس ورجاله الذين كانوا من عائلة القائد تيورد ور داخل سياج كرم فقتلوهم. وهنا فلــنصمت لآنه يصــعب علينــا ذكــر الفــظائــع التي

ارتكبها الغزاة عندما احتلوا جزيرة نيقوس في يوم الأحد 25 مايو سنة 642 في السنة الخامسة من الدورة (*).

أخيراً اقول إما أن تقولوا الحقائق أو تصمتوا. ونترك هذا الأمر كغيره ضمن الأمور المسكوت عنها, ولكن لا تزيفوا التاريخ.

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

*فُرض علي المصريين إلي جانب ما يؤدونه من جزية أن يقدموا ملابس للمسلمين / فتح عمرو مصر> الخِطط المقريزية المسمى بـ «المواعظ والاعتبار بذكر الخِطط والآثار» > فتح عمرو مصر.

{لكل رجل من أصحابه ديناراً وجبة وبرنساً وعمامة وخفين} .

وقد أدرك عمرو منذ بداية فتح مصر فداحة الفرق بين ملابس رجاله وملابس جيش الرومان، فحاول تغيير الصورة وإخراجها من جديد بأن فرض على المصريين إلى جانب ما يؤدونه من الجزية والخراج وواجب الضيافة والمحاصيل العينية أن يقدموا ملابس .

*ويؤيد البلاذري ذات الرواية / البلدان وفتوحها وأحكامها للبلاذري » كتاب فتوح البلدان البلاذري » فتوح مصر والمغرب :

{وأحصى المسلمون فألزم جميع أهل مصر لكل منهم جبة صوف وبرنساً أو عمامة وسراويل وخفين في كل عام. أو عدل الجبة الصوف ثوباً قبطياً} .

*أما الجزية أو تباع زوجتك وأولادك / البلدان وفتوحها وأحكامها للبلاذري » كتاب فتوح البلدان البلاذري » فتوح مصر والمغرب:

{قَالَ : فاستشار أَبِي المسلمين ، فأشاروا عَلَيْهِ بأن يفعل ذلك إلا نفر منهم سألوا أن يقسم الأرض بينهم ، فوضع عَلَى كل حالم دينارين جزية إلا أن يكون فقيرا ، وألزم كل ذي أرض مع الدينارين ثلاثة أرادب ، حنطة وقسطي زيت ، وقسطي عسل ، وقسطي خل رزقا للمسلمين تجمع في دار الرزق ، وتقسم فيهم ، وأحصى المسلمون فألزم جميع أهل مصر لكل رجل منهم جبة صوف وبرنسا أو عمامة ، وسراويل وخفين في كل عام ، أو عدل الجبة الصوف ثوبا قبطيا ، وكتب عليهم بذلك كتابا وشرط لهم إذا وفوا بذلك أن لا تباع نساؤهم وأبناؤهم ولا يسبوا وأن تقر أموالهم وكنوزهم في أيديهم ، فكتب بذلك إِلَى أمير الْمُؤْمِنِين عُمَر ، فأجازه وصارت الأرض أرض خراج إلا أنه لما وقع هَذَا الشرط والكتاب ظن بعض الناس أنها فتحت صلحا . قال : ولما فرغ ملك اليونة من أمر نفسه ، ومن معه في مدينته صالح عن جميع أهل مصر عَلَى مثل صلح اليونة ، فرضوا به وقالوا : هؤلاء الممتنعون قَدْ رضوا وقنعوا بهذا فنحن به أقنع ، لأننا فرش لا منعة لنا ووضع الخراج عَلَى أرض مصر ، فجعل عَلَى كل جريب دينارا وثلاثة أرداب طعاما ، وعلى رأس كل حالم دينارين ، وكتب بذلك إِلَى عُمَر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه}

.

الجزية جزيتان‏ جزية على رؤوس الرجال وجزية جملة تكون على أهل القريةو موت قبطي لا يرفع الجزية بل يدفعها الأحياء من الأقباط / ما عمله المسلمون عند فتح مصر > الخِطط المقريزية المسمى بـ «المواعظ والاعتبار بذكر الخِطط والآثار:

{ قال يحيى‏:‏ فنحن نقول‏:‏ الجزية جزيتان‏:‏ جزية على رؤوس الرجال وجزية جملة تكون على أهل القرية يؤخذ بها أهل القرية .....‏ وكتب عمر بن عبد العزيز إلى حيان بن شريح‏:‏ أن يجعل جزية موتي القبط على أحيائهم وهذا يدل على أنّ عمر كان يرى أنّ أرض مصر فتحت عنوة وأن الجزية إنما هي على القرى فمن مات من أهل القرى كانت تلك الجزية ثابتة عليهم وإن موت من مات منهم لا يضع عنهم من الجزية شيئًا}‏.‏

*تفاصيل الجزية الباهظة الثمن وأمر الخليفة بختم أعناق أهل الجزية / ما عمله المسلمون عند فتح مصر> الخِطط المقريزية المسمى بـ «المواعظ والاعتبار بذكر الخِطط والآثار:

{ أن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه كتب إلى أمراء الأجناد‏:‏ أن لا يضربوا الجزية إلا على من جرت عليه الموسى وجزيتهم أربعون درهمًا على أهل الورق وأربعة دنانير على أهل الذهب وعليهم من أرزاق المسلمين من الحنطة والزيت مدّان من حنطة وثلاثة أقساط من زيت في كل شهر لكل إنسان من أهل الشام والجزيرة وودك وعسل لا أدري كم هو ومن كان من أهل مصر فأردب في كل شهر لكل إنسان وعليهم من البز الكسوة التي يكسوها أمير المؤمنين الناس ويضيفون من نزل بهم من أهل الإسلام ثلاثة أيام .. وكان يختم في أعناق رجال أهل الجزية}‏.‏

*الأقباط يجبرون علي اعطاء كنوزهم للمسلمين بعد قتل قبطي كان قد أخفي كنزه عن عمرو بن العاص / حسن المحاضرة في أخبار مصر و القاهرة > المؤلف : السيوطي(1/44):

{أن عمرو بن العاص رضي الله عنه لما فتح مصر قال لقبط مصر: من كتمني كنزا عنده فقدرت عليه قتلته، وإن قبطيا من أهل الصعيد، يقال له بطرس، ذُكر لعمرو أن عنده كنزا، فأرسل إليه فسأله، فأنكر وجحد، فحبسه في السجن، وعمرو يسأل عنه: هل يسمعونه يسأل عن أحد؟ فقالوا: لا، إنما سمعناه يسأل عن راهب في الطور، فأرسل عمرو إلى بطرس، فنزع خاتمه من يده، ثم كتب إلى ذلك الراهب، أن ابعث إلي بما عندك، وختمه بخاتمة، فجاءه رسوله بقلة شامية مختومة بالرصاص، ففتحها عمرو، فوجد فيها صحيفة مكتوبا فيها: ما لكم تحت الفسقية الكبيرة؛ فأرسل عمرو إلى السقيفة، فحبس عنها الماء، ثم قلع منها البلاط الذي تحتها، فوجد فيها اثنين وخمسين إردبا ذهبا مضروبة، فضرب عمرو رأسه عند باب المسجد، فأخرج القبط كنوزهم شفقة أن يسعى على أحد منهم فيقتل كما قتل بطرس}.

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

هذا شأن الفاتحين ايا كانوا....لكن بالمقارنه مع الروم و الفرس و اليونان و الفرنسيس و الانقليز ...يكون التفوق للعرب الفاتحين....

:Zamalek: راية في البلكونه...

شاره عالعربية....

زملكاوي عيلتي كلها زملكاويه :dance:  

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

map02.jpg



كل من دخل مصر


فاتحا طامعا غازيا مغتصبا


ذاب فيها وانصهر من شعبها وعلي اراضيها


او رد خائبا خاسئا مندحر ...


وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

عائض القرني

موقف مصر في عام الرمادةأصاب المسلمين في عهد عمر رضي الله عنه قحطٌ أكل الأخضر واليابس (عام الرمادة) وقال عمر : والله لا آكل سمناً ولا سميناً حتى يكشف الله الغمة عن المسلمين وبقى مهموماً هماً يتأوه منه ليلاً ونهاراً، نزل الأعراب حوله في العاصمة الإسلامية المدينة المنورة بخيامهم، كان يبكي على المنبر عام الرمادة، وينظر إلى الأطفال وهم يتضورون جوعاً أمامه، وود أن جسمه خبزاً يقدمه للأطفال.وأخذ يقول:يا ليت أم عمر لم تلد عمر .. يا ليتني ما عرفت الحياة.. آه يا عمر كم قتلت من أطفال المسلمين لأنه يرى أنه هو المسئول الأول عن الأكباد الحرَّى، والبطون الجائعة، وفي الأخير تذكر عمر أن له في مصر إخواناً في الله، وأن مصر بلداً معطاءً، سوف يدفع الغالي والرخيص لإنقاذ العاصمة الإسلامية، وكان والي مصر عمرو بن العاص الداهية العملاق، كتب له عمر رسالة، وهذا نصها:بسم الله الرحمن الرحيم، من عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، إلى عمرو بن العاصأمَّا بَعْـد:فوا غوثاه وا غوثاه والسلاموأخذها عمرو بن العاص ، وجمع المصريين ليقرأ الرسالة المحترقة الملتهبة الباكية المؤثرة أمامهم؛ ولما قرأها عمرو ؛ أجاب عمر على الهواء مباشرة، وقال: لا جرم! والله لأرسلن لك قافلة من الطعام أولها عندك في المدينة وآخرها عندي في مصر وجاد المصريون بأموالهم كما يجود الصادقون مع ربهم، وبذلوا الطعام، وحملوا الجمال وذهبت القافلة تزحف كالسيل، وتسير كالليل، تحمل النماء والحياة والخير والرزق والعطاء لعاصمة الإسلام.ودعا لهم عمر ، وحفظها التاريخ لهم حفظاً لا ينساه أبد الدهر

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

قد تختلف آرائنا ورؤيتنا للأمور

ولكن ألا يثنينا ذلك عن أن نعيش الواقع ونفهم مايدور حولنا، وننسي المثالية وتقاليد القرية.

التحالفات والاتفاقات تتم بين الدول في كل عصر وأوان من قبل عصر النبوة وفي عصر النبوة ومابعدها.

هو حضرتك استاذي

المداخله وضعت هنا بطريق الخطأ

ولا حابب تلطف شويه الموضوع

ولا تجامل حد معين ؟؟

إذا سمحت لي في اسئله مشروعه

وان حق لي السؤال ...

كامل تقديري واحترامي

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

إلى مصر المسلمة - للشيخ : ( عائض القرني )

إن الإسلام قد جمع الأمة الإسلامية، ووحدها عقيدة وأرضاً وإنساناً، وكانت مصر في طليعة هذه الأمة الموحدة، ولقد كان أبناؤها في طليعة الفاتحين، كيف لا وهم من أقوى أجناد الأرض!وحين سحق التتار الخلافة الإسلامية في بغداد بعد أن حطموا مدن خراسان وخوارزم، وأرادوا أن يزحفوا على بقية الرقعة الإسلامية ويستأصلوا الإسلام من جذوره تصدى لهم المصريون في عين جالوت، وردوهم على أعقابهم خاسرين.وبطولاتهم تشرق بها كتب التاريخ ويشهد لها الواقع، وآخر ذلك ما حصل في يوم العاشر من رمضان.

مصر وأهميتها بالنسبة للأمة الإسلامية

الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين؛ فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أيها الناس: إن أعظم معجزة قدمها الإسلام للعالم، أن جمع بين هذه الشعوب المسلمة تحت مظلة إياك نعبد وإياك نستعين، وإن أعظم نفع قدمه عليه الصلاة والسلام للدنيا؛ أن آخى بين القلوب وألف بين الأرواح، قال تعالى: وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [الأنفال:63].وقد ينسى بعض السفهاء هذا التأليف، وهذا الإخاء؛ لجهلهم بهذا الدين العظيم. نما إلى علمي أن أخاً مصرياً يشكو من الجفاء والاستخفاف من بعض الناس، وشافهني بعضهم بهذا؛ فقلت: لا بد أن أؤدب بعض السفهاء، وأن أقلم أظفارهم، وأن أخبرهم ما هي مصر؟ وماذا تعني مصر؟ ومن هم المصريون؟ وماذا يعني وادي النيل؟إن مدحي وثنائي على مصر هو كمدح الأعرابي وثنائه على القمر: كان يمشي في الظلام الدامس، وفجأة طلع عليه القمر، فأخذ الأعرابي يناشد القمر ويشكره، ويقول: يا قمر، إن قلت: جملك الله؛ فقد جملك، وإن قلت: رفعك الله؛ فقد رفعك.من أين أبدأ يا مصر؟ وكيف أتحدث؟ وبأي لسان أنطق؟ إنني سوف أدخل التاريخ من أوسع أبوابه إذا ذكرت مصر، وإن الدنيا سوف تصفق لي ويصدقني الدهر إذا ذكرت مصر..مصر المسلمة التي شكرت ربها، وسجدت لمولاها.. مصر التي قدمت قلوبها طاعة لربها، وجرت دماؤها بمحبه نبيها عليه الصلاة والسلام. إن لك يا مصر في عالم البطولة قصة، وفي دنيا التضحيات مكان، وفي مسار العبقريات كرسي لا ينسى.دخلت مصر في الإسلام طوعاً، ودخل الإسلام قلب مصر حباً، وأحب المصريون ربهم تبارك وتعالى فذادوا عن دينه، وحموا شرعه، ونشروا منهجه، وأحب المصريون محمداً عليه الصلاة والسلام كأشد ما يحب التلاميذ شيخهم، والطلاب أستاذهم، والأبطال قائدهم.معذرةً يا مصر! إن بعض السفهاء لا يعرفون هذه الوحدة التي ألفها محمد عليه الصلاة والسلام؛ إنهم لم يدخلوا جامعته الكبرى التي جعل أعضاءها كل خير في الدهر، وكل إنسان في المعمورة؛ معذرة يا مصر.. يا أرض الأزهر الوضاء.. ويا أرض البطولة والفداء.. ويا أرض العبقرية والأذكياء!أنا أعلم أن في الشعوب فسقة ومجرمين، وأنهم لا يستحقون الثناء -ولا أستثني شعباً- ولكن تبقى الكثرة الكاثرة من المؤمنين المصلين العابدين المضحين الطاهرين؛ فحق عليَّ -على منبر محمد عليه الصلاة والسلام- أن أشكر أتباعه في مشارق الأرض ومغاربها.. هنا وهناك، اليوم وغداً وأمس.أي جامعة في الدنيا تحمل ثقافةً ليس فيها مصر؟ وأي مؤسسه علمية في المعمورة ليس فيها مصر؟ وأي مسار ثقافي لم يشارك فيه المصريون بعقولهم وأبصارهم وبصائرهم؟ فقد أنزلت سفينة الفضاء الأمريكية على سطح القمر بقدرة الواحد الأحد ثم بعقل مصري. بها ليل في الإسلام سادوا ولم يكن لأولهم في الجاهلية أول هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا ولا يستطيع الفاعلون كفعلهم وإن حاولوا في النائبات وأجملوا إنني لا أنتظر شكراً من أحد إلا من الله على هذا الكلام؛ ولكني أريد أن أرد على بعض الأقوام الذين أصابتهم لوثة الوطنية والعرق، والبلد، واللغة المزعومة، والقومية المفترية.

موقف مصر في عام الرمادة

أصاب المسلمين في عهد عمر رضي الله عنه قحطٌ أكل الأخضر واليابس (عام الرمادة) وقال عمر: [[والله لا آكل سمناً ولا سميناً حتى يكشف الله الغمة عن المسلمين]] وبقى مهموماً هماً يتأوه منه ليلاً ونهاراً، نزل الأعراب حوله في العاصمة الإسلامية المدينة المنورة بخيامهم، كان يبكي على المنبر عام الرمادة، وينظر إلى الأطفال وهم يتضورون جوعاً أمامه، وود أن جسمه خبزاً يقدمه للأطفال. وأخذ يقول: [[يا ليت أم عمر لم تلد عمر.. يا ليتني ما عرفت الحياة.. آه يا عمر كم قتلت من أطفال المسلمين]] لأنه يرى أنه هو المسئول الأول عن الأكباد الحرَّى، والبطون الجائعة، وفي الأخير تذكر عمر أن له في مصر إخواناً في الله، وأن مصر بلداً معطاءً، سوف يدفع الغالي والرخيص لإنقاذ العاصمة الإسلامية، وكان والي مصر عمرو بن العاص الداهية العملاق، كتب له عمر رسالة، وهذا نصها: [[ بسم الله الرحمن الرحيم، من عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، إلى عمرو بن العاص أمَّا بَعْـد: فوا غوثاه... وا غوثاه... والسلام]]. وأخذها عمرو بن العاص، وجمع المصريين ليقرأ الرسالة المحترقة الملتهبة الباكية المؤثرة أمامهم؛ ولما قرأها عمرو؛ أجاب عمر على الهواء مباشرة، وقال: [[لا جرم! والله لأرسلن لك قافلة من الطعام أولها عندك في المدينة وآخرها عندي في مصر]] وجاد المصريون بأموالهم كما يجود الصادقون مع ربهم، وبذلوا الطعام، وحملوا الجمال وذهبت القافلة تزحف كالسيل، وتسير كالليل، تحمل النماء والحياة والخير والزرق والعطاء لعاصمة الإسلام. ودعا لهم عمر، وحفظها التاريخ لهم حفظاً لا ينساه أبد الدهر.

جهاد مصر للتتار

دخل التتار العالم الإسلامي فدمروه.. هدموا المساجد، ومزقوا المصاحف، وذبحوا الشيوخ، وقتلوا الأطفال، وعبثوا بالأعراض، بل دمروا عاصمة الدنيا بغداد، وزحفوا إلى مصر ليحتلوها، وخرج المصريون وراء الملك المسلم قطز الذي يحمل لافتة: (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وكانت عين جالوت.والذي حث الناس على الجهاد هو العالم سلطان العلماء العز بن عبد السلام.والتقى التتار الأمة البربرية البشعة، التي لم يعلم في تاريخ الإنسان أمة أشرس ولا أقوى ولا أشجع منها، التقوا بالمسلمين المصريين؛ بجيل محمد عليه الصلاة والسلام، ولما حضرت المعركة والتقى الجمعان، قام قطز فألقى لأمته من على رأسه، وأخذ يهتف في المعركة: وا إسلاماه... وا إسلاماه... وا إسلاماه... فقدموا المهج رخيصة، وسكبوا الدماء هادرة معطاءة طاهرة، وانتصر الإسلام وسحق التتار، ومنيوا بهزيمة لم يسمع بمثلها في التاريخ.إنها بطولات أريد منها أن أصل إلى كلمة واحدة؛ أن أقول للمحسن: أحسنت، وللمسيء: أسأت؛ وأن أُعلم الجهلة التاريخ، وألا ينشئوا مرة ثانية على عرق جاهلي جنسي لا يتصل بلا إله إلا الله محمد رسول الله.

مصر والعدوان الثلاثي

أتى العدوان الثلاثي الغاشم يريد اجتياح مصر، وخرج المؤمنون بعقيدتهم وتوحيدهم يدافعون الدول الثلاث، خرجوا يهتفون مع صباح مصر: أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا أنتركهم يغصبون العروبة أرض الأبوة والسؤددا فجرد حسامك من غمده فليس له اليوم أن يغمدا وسحقوا العدوان الثلاثي، واندحر العميل الغادر الغاشم بنصر الله ثم بضربات المؤمنين، وكلكم يعلم أن العالم الإسلامي حارب إسرائيل ما يقارب أربعين سنة، فكانت مصر أكثر الأمة جراحاً، وأعظمها تضحيةً، وأكبرها إنفاقاً، وأجلها مصيبةً.. قدمت آلاف وملايين الأبناء البررة المؤمنين، والدماء، والآراء.ولـمصر في قلب الزمان رسالة مكتوبة يصغي لها الأحياء من مصر تبدأ قصة في طيها تروي الحوادث والعلا سيناء ولـمصر آيات الوفاء ندية أبناؤها الأصداء والأنداء هي مصر إن أنشدتها متشوقاً طرب الزمان وغنت الورقاء ما مصر إلا الفجر والدمع السخي وإنها سر المحبة حاؤها والباء

دور الاستعمار في تمزيق الأمة ومسخ عقيدتها

إن هذه البلاد -بلاد محمد عليه الصلاة والسلام- ترحب بكل مسلم يحمل هوية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وإنه شرف لنا أن نستقبل هؤلاء الضيوف من كل أصقاع العالم الإسلامي، ما داموا يحبون الله ورسوله، ويحترمون الإسلام؛ فإنا ننزلهم على الجفون ونضعهم على المقل.وإن من واجب الضيافة علينا؛ أن نهش ونبش لهذا العطاء الوافر ولهذا الوفد الكريم الذي أتى ليبني ويثقف ويربي ويعلم، وأما الذين ينقمون على الإسلام؛ فلو كانوا إخواناً لنا في بيوتنا لألقمناهم حجراً، وحق علينا أن نملأ أفواههم تراباً.. من أي بقعة، أو من أي شعب، أو من أي جنس.إن القضية هي قضية الإسلام، وقضية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وإن الشعوبية الجديدة التي تتغلغل في العالم الإسلامي لتمزقه أكثر من هذا التمزيق؛ لهي عقيدة فاشلة خاطئة، أرادها الاستعمار. فهذا الدين، دين إخاء وقربى وحب وتواد، أتى به محمد عليه الصلاة والسلام.أتطلبون من المختار معجزة يكفيه شعب من الأموات أحياه وقف عليه الصلاة والسلام يوم عرفة، وكان أمامه في الحجاج بلال من الحبشة وصهيب من أرض الروم وسلمان من بلاد فارس وأبو بكر من أرض العرب.وقف عليه الصلاة والسلام ليقول للجميع: {كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي إلا بالتقوى} إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات13] فما دام أن ربنا واحد وإمامنا واحد، ورسالتنا واحدة، وقبلتنا واحدة؛ فلا دخل للدماء، ولا للألوان، ولا للألسن، ولا للوطنية، ولا للتراب.إننا أمة سماوية، أنزل الله عز وجل وحيها من السماء، وأبدعها وأخرجها للناس، قال تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران:110] أمة صنعها الله على سمع وعلى بصر؛ فهي لا تؤمن بالكيانات الأرضية التي تقطع صلتها بلا إله إلا الله، ولا تتبع كل ناعق يريد أن يشتت شملها، وأن يوجد بينها تمييزاً عنصرياً بحسب البلدان أو المناطق أو الألوان، فهذا حرام حرام حرام... نرفضه ولا نقبله، ولا نقبل من يأتي به ونرده عليه.تلكم هي رسالة إلى مصر المسلمة، التي أنبتت العقليات والعبقريات والبطولات.أعني مصر التي قدمت للعالم العلماء، وقدمت الشباب الصالح البناء المثمر، وقدمت أيضاً المؤلف النافع والعقلية الذكية، وقدمت الطهر والدعوة والإصلاح. ولا أعني الناحية التي لا يسلم منها شعب ولا بلد؛ ناحية عالم الشهوات والشبهات والظلام؛ فهذا ليس لي معهم كلام.. لا هنا ولا هناك.. لا اليوم ولا غداً..، وإنما بيننا وبينهم في مصر أو في أي شعب من شعوب الإسلام حبل وثيق مدَّهُ عليه الصلاة والسلام كأعظم ما تمد حبال الثقة. إذا الإيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحي دينا ومن رضي الحياة بغير دينٍ فقد جعل الفناء لها قرينا تساوت في المجرة فاستقامت ولولا الجاذبية ما بقينا أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.

وسائل الاستعمار في تمزيق الأمة

الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين ولا عدوان إلا على الظالمين؛ والصلاة والسلام على إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.أيها الناس: أفلح هذا الاستعمار في تمزيق العالم الإسلامي تمزيقاً لم يسمع بمثله.كان العالم الإسلامي شعباً واحداً، ودوله واحدة، وأمة واحدة... كان عمر يحكم من المدينة المنورة أكثر من اثنتين وعشرين دولة؛ فلما أتى الاستعمار؛ قسم العالم الإسلامي إلى أكثر من خمسين دولة صغيرة متناحرة متضادة متكالبة، تقسمها حواجز وحدود، وبعضهم يرى التميز على البعض، والله يقول: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10] وقال تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13] ولكن الكثير لا يؤمن بهذا الإخاء، والكثير يرون أن الكرم في النسب أو اللغة أو الدم.ماذا فعلت بنا الرايات الجاهلية من رايات العلمانيين والبعثيين والثوريين العرب والقوميين؟! لقد وزعتنا شعوباً وقبائل.. سفكت دماءنا.. أخذت جماجمنا، وجعلتنا نقتتل فيما بيننا.إن عدونا جميعاً هو الكافر الذي لا يؤمن بلا إله إلا الله؛ وإن عدونا جميعاً هو الذي يعادي محمداً عليه الصلاة والسلام، ومن هذا المكان: أدعو كل مسلم أن يتذكر الإخاء الذي أتى به محمد عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران:103]. فالحفرة هي الهلاك والدمار، ولم يفلح أحد من العظماء في جمع هذه الأمة مثل رسولنا صلى الله عليه وسلم؛ يوم أتى بميثاق: (إياك نعبد وإياك نستعين).خدعونا -قاتلهم الله- بـالقومية العربية، وكتب البعث على مقرراته في الصفحة الأولى -بخط النسخ- يقولون: " أمة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة ". ثم فاجئونا! فإذا هذه الأمة الواحدة صاحبة الرسالة الخالدة تعتدي على الأعراض، وتقتل الشيوخ، وتدمر المساجد، وتبيد الأخضر واليابس، وتهلك الحرث والنسل وتترك اليهودية العالمية والشيوعية والرأسمالية في الظاهر، وتتعامل معها في الخفاء.. فأي إخاء مثل إخاء محمد عليه الصلاة والسلام؟!

أهمية الأخوة الإسلامية والحث عليها

جلس الصحابة في مجلس يتشاورون في الجهاد، فتكلم بلال على خالد، فرد عليه خالد بكلمة قاسية يعيره بلونه، فقال بلال: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن الصحيح أن صاحب القصة أبو ذر، وهي في البخاري، بخلاف ما يذكره أهل التاريخ.. فذهب بلال وشكاه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فاستدعى الرسول عليه الصلاة والسلام أبا ذر، ودخل عليه، قال: فسلمت عليه فلم أدر من الغضب هل رد عليَّ السلام أم لا؟ وقال لي: (أعيرته بأمه، إنك امرؤٌ فيك جاهلية) (إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم).والذي يحمل هذه الأفكار المنتنة؛ أفكار اللون، والتمييز العنصري، والتمييز بالنسب، وبالبلد جاهل بالشريعة الإسلامية.. جاهل بالإسلام، وبالأدب، والكرم.. وواجب علينا أن نؤدبه، وأن نوقفه عند حده، وأن نقول له في نفسه قولاً بليغاً؛ ليعلم أن هذا الدين أوسع من عقليته الضيقة، وأن هذا الإسلام أرحب من صدره الضيق الأسود المظلم.هذه فكرة! ولعلها أن تنشأ في الجامعات وتدرس، وتعلم في المدارس، لأنه مر على العالم الإسلامي فكرة القومية، التي أنشدها الطلاب في المدارس، وبثتها الصحف، وحفظها بعض الناس، وكتبوا فيها مذكرات؛ لفصل وتمزيق هذا الجسم الواحد (المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).وأقول: إذا رُد على رجل من أي بلد أو على مفكر أساء، أو على شاعر أخطأ، أو على مؤلف أساء الأدب؛ لا يعني ذلك أن ننسى حسنات هذه الشعوب، وإنني أقول كما قال الشاعر العربي:بـالشام أهلي وبغداد الهوى وأنا بـالرقمتين وبـالفسطاط جيراني وأينما ذكر اسم الله في بلد عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني فأي: بلد يسجد فيه لله فهو بلدي، وأي ناطق يقول: لا إله إلا الله، فهو أخي، وأي ساجد لله فهو حبيبي، قال تعالى: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ [المائدة:55-56].اللهم اجعلنا من حزبك ومن أوليائك ومن أحبابك، اللهم من أراد بالأمة الإسلامية تمزيقاً فمزقه، ومن أراد بها فرقة ففرق شمله، وأكثر همه وغمه، وأذهب عقله. عباد الله! صلوا على من جمع الكلمة، وألف الوحدة، وأتى بالإخاء، وبث الحب، وجمع الأواصر.صلوا وسلموا على المعصوم العظيم الذي حررنا من رين الجاهلية، وأعتقنا من ذل الشرك، وأخرجنا من عبودية المعصية إلى نور الطاعة.صلوا وسلموا على من أصلح الأمة وفتح الدنيا بالعدل، وأنار الأفكار بالنور.صلوا وسلموا على من حرر الإنسان من عبوديته للإنسان، ودله على جنة عرضها السماوات والأرض.. صلوا وسلموا على من ألف الله به بين الأرواح، وأصلح القلوب، وأنار الأبصار، وأسمع الآذان.اللهم صلِّ وسلم عليه ما تعاقب الليل والنهار، وما فاحت الأزهار، وما ترعرعت الأشجار، وما انهمرت الأمطار، وعلى آله وعلى صحبه الكرام الأبرار.اللهم اجمع كلمة المسلمين؛ اللهم وحد صفوفهم، اللهم خذ بأيديهم لما تحبه وترضاه، اللهم أخرجهم من الظلمات إلى النور. اللهم أصلح شباب المسلمين واهدهم سبل السلام. اللهم انصر الجهاد والمجاهدين، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين! اللهم أصلح أئمتنا وولاه أمورنا، واجعل ولايتنا في عهد من خافك واتقاك واتبع رضاك، برحمتك يا أرحم الراحمين!سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

اضغط http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=19360لعرض النسخة الكاملة لمحاضرة إلى مصر المسلمة للشيخ : ( عائض القرني )

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

هو حضرتك استاذي

المداخله وضعت هنا بطريق الخطأ

هو بالفعل كذلك، لقد ضغطت على الرابط الخطأ وشكرا لتنبيهي وقد قمت بالفعل بتصحيح الخطأ.

--

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11)

new-egypt.gif

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***************
مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)
***************
A nation that keeps one eye on the past is wise!A
A nation that keeps two eyes on the past is blind!A

***************

رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط
القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط سلسلة كتب عالم المعرفة

رابط هذا التعليق
شارك

map02.jpg

كل من دخل مصر

فاتحا طامعا غازيا مغتصبا

ذاب فيها وانصهر من شعبها وعلي اراضيها

او رد خائبا خاسئا مندحر ...

ليس اﻷمر كذلك اخ الباهي.....فالغزو و الفتح و المصاهره و الضم و اﻹستحواذ-ينتج عنه تلاقح و امتزاج ينتج عنه منتج جديد يختلف عن كلا الطرفين كليا و يحتفظ بخواص الطرفين جزئيا...

:Zamalek: راية في البلكونه...

شاره عالعربية....

زملكاوي عيلتي كلها زملكاويه :dance:  

 

 

رابط هذا التعليق
شارك

الاستعمار العربي الاسلامي هو الاستعمار الوحيد اللي ما نقدرش نعيب فيه ولا نقاومه و ﻻحتى ننتقده.. كل ما في الامر اننا ننقل الوقائع التاريخية كما هي مسجلة من كتب التراث و التاريخ .. و عقل القارىء ينقد و يحكم براحته .

خير الكلام ما قل ودل وإتكتب بالمصري الفصيح

رابط هذا التعليق
شارك

الاستعمار العربي الاسلامي هو الاستعمار الوحيد اللي ما نقدرش نعيب فيه ولا نقاومه و ﻻحتى ننتقده..

ليه ؟

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

مصر في كتبهم



http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=5bb2f4d2cd34de9e



http://islamport.com/


تم تعديل بواسطة باهى الطائر الحزين

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

ليه ؟

علشان فيه نوعين من المسلمين :

نوع خايف يعترف ان الاسلام غزا بلده زي أي استعمار أحسن ايمانه يضيع.

ونوع خايف ينقد ويتكلم أحسن حد يكفره .

خير الكلام ما قل ودل وإتكتب بالمصري الفصيح

رابط هذا التعليق
شارك

11205973_1012333578777363_71431544042786



ثورة البشمور ...




http://www.coptichistory.org/untitled_5584.htm



http://arz.m.wikipedia.org/wiki/


تم تعديل بواسطة باهى الطائر الحزين

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...