أربع قراءات لحالة حب واحدة

[عابر سبيل]

أربع قراءات لحالة حب واحدة

القراءة الأولى

كنت مخطوفاً إليكِ والطريق ضائعة

والرياح بيننا رسلٌ , عصافيرُ , كوىً

في زنازين الجهات الأربعة

لا طريق للدخولْ

لا طريق للخروجْ

نختفي فيكِ يا أرض التواريخ الشقية

ننحني فوق هسيس الأرض نسأله الهوية

وجهنا الشمعي ذاب

انكشفنا ليست الشمس الظعينه

إنما عود ثقابْ

نلبس الأقوال ديباجاً موشىً وزخارفْ

نعبد الشرطي نبغضهُ ونعبدهُ ..

.. نصلي للمخاوف

ونجيد التوريه

نتعاطى الفكر سرا

نتعاطى الحب سرا

نتعاطى الجبن جهرا

وحبوباً تجهض الرؤيا نبيَّه

نتعاطى فيك يا أرضي وباسمك دائماً دور الضحية

فمتى ينهدم المسرح فوق الداعرين

ويصوغ الفقراء المسرحية

القراءة الثانية

أحمل " الحلاج " في قلبي الصغير أن يقعْ

يعلن المذياع عن جيش كلابي لجبْ

في طراد ملكي خلف " فتح " وظباء اللاجئين

أتناجى وابن رشد , كُتْبَهُ الممنوعة التداول

ينبح المذياع "مارشاً" عسكرياً

وأغان حامضه

يجثم المذياع فوقي

لم أعد أسمع صوتي

والطريق ضائعة

أدركيني قبل أن جند الغزاة المحدقين

أو يحجرني جنون الفاجعة

القراءة الثالثة

يُعمِلون الغَصبَ فينا .. نتوالد

يُعمِلون القتل فينا .. نتوالد

والتواريخ المسيخات أمّحت

صارت هباءً ومتاحفْ

كل أفراس المغاوير الدمى صارت سلاحفْ

فمتى نجهض بطن الناهبين حلمنا

ويعيد المعدمون سِفر تكوين القصائد

القراءة الرابعة

بين عينيك وبيني أغنيات لا تموت

حبنا باق يقاوم موته حتف السكوت

أشتهيك بريقا منتصرا يمحق يأسي

أشتهيك رجفة عذرية أولى

أشتهيك لي أنا وحدي امتناعا وقبولا

وبكاء عسليا

ورداء مرمريا

وشرودا يجتلي حدسي , تشابيهي الحييات ورمزي

أحمد سلطان

مايو 2005