الذباب البشرى

[achnaton]

لأشك .. ان هناك فى الوجود مخلوقات أبدع الخالق سبحانه وتعالى فى تصويرها .. وعندما ينظر المرء حوله بامعان وفكر .. ويتذكر فضل الله عليه .. بنعمة السمع والبصر والكلام يتوهم فى اول الأمر .. أنه وحده الذى استأثر بهذه النعم .. ولكنى عندما استعيد ماء بكتاب الله الكريم عندما حدث سليمان عليه السلام النمل فاستمعوا لكلامه .. ووعوا تحذيراته .. والذى يجد لديه الوقت فيراقب خلية نحل من قريب يرى تخاطبهم مع بعضهم وتحيتهم لبعضهم تحية فيها سلام .. ولم اسمع او اقرأ أن بين هذا القوم الذى تعلمنا منه الكثير فى إدارة حياتنا اليومية .. لم أسمع عن عراك شب بينهم .. يتكاتفون عندما يغزوهم دبور .. ويتكاثرون عليه .. ويصرعوه .. وهناك من تلك الممالك والاقوام .. قوم ألف الحياة مع البشر والفوه .. وكما يوجد فى البشر من اصناف وانواع .. نجد أيضا نفس التنوع عند الذباب .. بل هناك بين البشر من اتخذ من الذباب قدوه .. وحرص على تقليد سلوكه .. فمنهم من يحط على الحلوى والعسل .. ومنه من يحط فوق الزباله والرمم .. ولا يستطيع المرء التفريق لأول وهله بين النوعين ..فالشكل واحد والمظهر واحد .. ولكن الصنف الأخير يفتقد القيم .. ومع ذلك يعيش بيننا يقلق حياتنا .. وللأسف لا نملك " البيروسول " المناسب فى زمن سيطر فيه الغش والنفاق ..

وفى تقليد اعمى " لذباب " الرمم .. انساق بعض البشر .. وهؤلاء حيرونى معهم .. فلا هم على شكل الذباب .. ويميزهم عن الذباب ان لهم انياب .. أنياب مسمومه .. تشبه تلك التى تملكها الحية المحمومه .. ينشرون منها سمومهم فى كل الأركان .. بصرف النظر عن الظروف او المكان .. .

وقد ذكرتنى سمومهم .. وهجومهم الغير مبرر .. على غيرهم دون سند او دعامة .. سوى حكايات واقاصيص .. مثل الريح الفاسد الذى نسميها ............. فتعبئ الجو برائحة النتانه .. ولا تبشر لهذا البلد بسلامه .. ذكرتنى سمومهم هذه بالقصة الخالدة التى حدثت فى صدر الإسلام .. عندما أمر الرسول الكريم اتباعه بالهجرة الى الحبشة فرارا من بطش - ابو جهل وأمثاله ( عندنا برضه ابوجهل على هبل ) .. وتدوالت قريش الأمر .. واستقر رأيهم أن يرسلوا الى حاكم الحبشه افصح رجالهم ليدسوا عليه اقاصيص غير محبوكه وحملوهم بالهدايا .. يمكن تساعد انه يصدق الرواية .. قالوا له .. سلمنا يا ملك الملوك هؤلاء القوم المارقين .. الهاربين .. فقد عاثوا فى بلادنا فسادا بدين جديد .. وتمسكوا به بإدارة من حديد .. ورفضوا حتى الدخول فى دينكم .. !؟؟ وسأل الملك البطاركه حوله .. وقد نال كل منهم جزء من الهدايا .. فأوصوا بتسليهم المهاجرين .. الا ان الملك رفض الوصية وقال لنستمع قولهم فيما يقال فيهم .. وفعلا .. احضروهم وتكلم أمام الملك كبيرهم .. سأله الملك هل تحدثنى عن دينكم الجديد هذا .. فقرأ عليه المسلم المهاجر جزءا من سورة " مريم " .. واهتز الملك وبكى .. وقال لحاشيته .. أن هذا القول لا يصدر الا عن من ارسل الينا عيسى بن مريم .. وقد قال نبيهم الصدق وانهم فعلا لمظلومين .. لن نسلمهم .. وليعيشوا بيننا آمنين ..

هذا الحكيم الحبشى يا ساده هو القبطى الوحيد الذى صلى عليه رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام صلاة الجنازة .. فعندما أوحى اليه جبريل عليه السلام بموت النجاشى نادى عليه الصلاة والسلام فى من حوله " ياقوم .. اليوم مات اخ لكم فى الحبشة فقوموا وصلوا عليه " ..

وفى هذا الزمن وبين هؤلاء المسلمين المؤمنيين لم يكن هناك ذبابا ..

فهمتوا أنا عاوز أقول إيه .. ولا أفصح أكثر وازيد .. وكفلنا الله وكفاكم شر الرجل الذبابه وامثاله .. وتطاوله ولسانه .. :blink: :huh:

[ابو حلاوه]

عزيزي اخناتون اشعر مثلك بالانفعال والاختناق مما اقرأة و اسمعه احيانا ولكن صدقني كثيرا ما اشعر بالتعاطف امام محاولات يائسة للبعض لكسب الاحترام والاهتمام من خلال كلام اجوف محشي بالتعبيرات الكبيرة .... و الحقيقة الحل بسيط بالرغم من انه يحتاج لضبط النفس احيانا ..... التجاهل التام ... مجرد الرد حتي لو كان رد غاضب لن يفيد بالعكس قد يضر ..