التليفزيون ووكالات الاعلان - زواج مصلحة أم استعمار؟

[Sherief AbdelWahab]

السيدات و السادة..

تليفزيوننا تليفزيون إعلانات كما تعلمون..لذلك فإنه من الطبيعي أن يتمتع بعلاقات ممتازة مع وكالات الإعلان-سواء أكانت وكالة "الأهرام"..أو وكالة الجمهورية للإعلان لصاحبها سفيه ياراجل اللي كل ما يستعجل يمد...

لكن تلك العلاقات ترسم علامات استفهام كثيرة..و خصوصا هذه المرة مع وكالة الأهرام للإعلان..التي تنتج عشرات البرامج للقنوات التليفزيونية المختلفة..وكل برنامج يمثل-وحده-علامة استفهام!

برنامج سكوت ح نغني على سبيل المثال..أصبح واحدا من أهم البرامج الدعائية لأنصاف المطربين العرب..والذين لا تتعدى معرفتنا بهم-و الكلام لمجلة "البداية"-عدد أفراد فرقتهم!..ويهتم البرنامج الذي يقدمه اثنان من العاهات البشرية بتلميعهم ورنيشيا -على رأي إبراهيم سعدة-وبالدعاية-بالمرة- لألبوماتهم الجديدة..

برنامج إيه اللي بيحصل دا مختلف بعض الشيء..والذي يتم تلميعه (هذه المرة-لنقل:التي يتم تلميعها-)هي مذيعة البرنامج نفسها و التي تعتبر عاهة بشرية خاصة جدا..و السبب في التلميع الصحفي لبرنامج تافه و مذيعة ضحلة هو ببساطة شديدة لكون معد البرنامج صحفيا في كل من "نصف الدنيا"..و "صوت الأمة"!

تعالوا معي نفكر في تلك العلاقات الغريبة بين الصحافة و الإعلان..و -الله يرحمه- الإعلام!

خلص الكلام

[متسائل]

شريف..

أفهم غضبك بشكل شخصي.. فأنا على يقين من أنك مع سعة اطلاعك و ثقافتك العظيمة.. إلا أنك دائم المقارنة مع تلك العاهات البشرية و ما وصلت له من مكانة.. في حين أن هناك الكثير من الإعلاميين الشباب ذوي الكفاءة و الموهبة و الوعي، لا يجدون أدنى فرصة.

[Sherief AbdelWahab]

عزيزي أوي متسائل:

غضبي ليس كله شخصي..ربما كان لي طموح في مرحلة سابقة في أن أدخل هذا المجال..لكن مساري اختلف تماما بعد أن تخرجت في كلية التجارة..و عملت لبعض الوقت في صحيفة إقليمية بشكل تطوعي ..ثم تركتها لأواصل محاولاتي للبحث عن عمل..

لكن..

أمثالي ممن تتراوح أعمارهم من العشرين إلى الثلاثين يصنفون كجيل تليفزيوني..احتكاكنا بالتليفزيون ضخم بشكل غير عادي..تحولنا إلى مدمني تليفزيون..و تحول هو إلى وسيلة الترفيه بل و التثقيف الوحيدة..

وكأي ممن اقتنوا الدش و انفتحوا على العالم..أصبحت صورة التليفزيون المحلي بالنسبة لنا هي جزء لا يتجزأ من صورة مصر اقليميا و عالميا..و كم يكون الأمر أكثر حساسية عندما تتذكر أن هذا الجهاز ممول من الضرائب التي تدفعها و أدفعها و ندفعها جميعا..

أضف إلى تلك الحساسية حساسية أخرى تكونت لدى الشباب المصري كله من المناخ العام ..فساد.."واسطة"..محسوبية..نفاق..ازدواجية معايير..الخ..تلك "الحساسية" جعلت من بعضنا نحن الشباب كائنات سلبية توقن بأنها لن تصلح الكون..و منها من يصر على أن يعرف كل شيء و يسأل و يوافق و يعارض..و لا أزعم أنني-تماما-من الصنف الأخير..

نعود إلى الموضوع..

بعد آخر سقط مني سهوا أثناء طرحي للموضوع لأول مرة..وهو بعد الرقابة على الاعلانات..كلنا نعلم أن وزير الريادة قرر-وكلمته ماتنزلش الأرض أبدا..حنفي..خلاص حتنزل المرة دي..الخ!-أن تكون هناك رقابة على كل ما يعرض على الشاشة الصغيرة من إعلانات حتى لا "نفاجأ-"-حلوة دي!- بإعلانات خادشة للحياء أو تتهكم على مجموعة من المواطنين أو..أو..

لكن من الواضح أن هذه الرقابة غير موجودة بتاتا مع بعض الإعلانات التي تنتجها وكالات بعينها -وكالات للدقة تتبع مؤسسات صحفية-حيث تترك لها سلطات كومنولث ماسبيرو الحبل على الغارب بغض النظر عما تحتويه من محاذير رقابية ..رغم أنها من وضع نفس سلطات الكومنولث..

صحيح التليفزيون -الفقييييير اللي ماشي على كوم لحم-محتاج لكل سحتوت من أموال الاعلانات..لكن من حق الجهة التي تتولى إذاعة أو نشر الاعلان-مهنيا-أن تتدخل  و تضع شروطا للمعلنين ليلتزموا بها إن كانوا يريدون الاعلان بها..

لكن يبدو أنه ما بين الخيرين حساب..

في انتظار آرائكم زملائي الأعزاء في التليفزيون..و الخيرين!

خلص الكلام