اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

مناقشة نظرية النشوء والتطور لداروين


Handicraft

Recommended Posts

كانت الفلسفة في بداية نشوئها وتطورها تبحث في كل شيء وتهتم بكل شيء ومن ضمنها العلوم المختلفة. أي كانت العلوم ساحة من ساحات الاهتمام الشامل للفلسفة. نرى أن ارسطو - بجانب اهتمامه بارساء قواعد المنطق - يهتم بجميع العلوم المعروفة في عهده بدءاً من الرياضيات وانتهاءً بعلوم الأحياء. ونرى أفلاطون - استاذ أرسطو- يكتب على مدخل مدرسته: "من لا يعرف الرياضيات فلا يدخل إلى هنا".

وعندما اتسعت العلوم اتساعاً كبيراً وتشعبت، لم يعد هذا ممكناً ولم يعد في وسع أحد أن يحيط بجميع العلوم إضافة إلى اشتغاله بالفلسفة فانفصلت ساحة العلم عن ساحة الفلسفة تدريجياً.

أي أن علوم الطبيعة والنفس والرياضيات والفلك كانت فصولاً من مبحث واحد هو الفلسفة. فلما اكتمل نموها أصبحت علوماً مستقلة كما نراها اليوم.[1] وقد اشتغل أرسطو وألف في الأخلاق والسياسة والمنطق والبلاغة والفلك وعلم الحيوان. كما كان الفلاسفة المسلمون أمثال الفارابي وابن سينا من هذا النمط الموسوعي، فلم يقتصر نشاطهم في ساحة الفلسفة والمنطق بل تعداها إلى الرياضيات والفلك والموسيقى والطب واللغة.

ولكن العلوم والنظريات العلمية مع كونها منفصلة منذ قرون عن الفلسفة إلا أنها تعد -كما ذكرنا- أهم عامل وموجّه لجميع المدارس الفلسفية، بل سبباً في نشوء مدارس فلسفية عديدة. فمثلاً نرى أن القوانين التي اكتشفها نيوتن أثّرت في جميع فلاسفة عهده وفيمن جاء من بعدهم بقرون، حيث أصبحت صورة العالم بعد اكتشاف هذه القوانين كأنها آلة ضخمة في كون ساكن ولانهائي بثلاثة أبعاد تسير حسب قوانين محددة ومعلومة، وترسخ مبدأ "السبب - النتيجة" ترسخاً كاملاً، حتى قال بعضهم: "اعطني جميع المعلومات وأنا اسجل لك سير الكون حتى نهاية عمره".

وبعد اكتشاف "النظرية النسبية" من قبل انشتاين، و"النظرية الكمية" من قبل ماكس بلانك وهايزنبرغ وغيرهما من العلماء, اضمحلت تلك المدارس الفلسفية وظهرت مدارس فلسفية أخرى حسب المنظور الجديد لكون ذي أبعاد أربعة (بعده الرابع هو الزمان)، وتزلزل المبدأ السابق في "الحتمية "Determinism واختلفت النظرة إلى العالم في مقياسه الصغير (أي الذرة) وفي مقياسه الكبير أيضاً (أي الكون). أي أن العلم أصبح يقود الفلسفة ويوجهها. ولا عجب في هذا فما دامت الفلسفة تبحث عن الحقائق الكبرى في هذا الكون وفيما وراءه، فمن الطبيعي أن تتأثر بالنظريات العلمية التي تساهم في زيادة معرفتنا بهذا الكون وبالقوانين السائدة فيه. وقد تخطئ الفلسفة في تفسير بعض هذه القوانين عند قيامها بتفسير الكون على ضوئها، ولكن العلوم تبقى مع هذا العامل المؤثر الأول في رسم اتجاهات مختلف المدارس الفلسفية، لأن أي مدرسة من هذه المدارس لا تستطيع تجاهل المعطيات العلمية.

ومن هنا تأتي الأهمية الفائقة للنظريات وللقوانين العلمية من الناحية الفكرية والفلسفية إضافة إلى أهميتها في التقدم التكنولوجي الذي يساهم في زيادة رفاهية الإنسان وتقدمه في مضمار المدنية.

وكذلك من هنا تأتي أهمية "نظرية التطور" لدارون. ذلك لأنها أثرت تأثيراً بعيداً في جميع المناحي الفكرية للانسان... أثرت في الفلسفة، وفي علم الاجتماع وفي علم النفس وفي السياسة، وقال عنها كارل ماركس: "إن هذه النظرية هي تطبيق فلسفتنا في صراع الطبقات في الطبيعة" مشيراً بذلك إلى فكرة "الانتخاب الطبيعي" في نظرية دارون، فأثر هذه النظرية واضح في العديد من المدارس الفلسفية. فبعد انتشار هذه النظرية وذيوعها نرى أن العديد من الفلاسفة بدأوا بسحب هذه النظرية من إطارها في عالم الأحياء ليطبقوها على مستوى الكون. لذا نرى تعابير فلسفية جديدة بعد ظهور هذه النظرية وشيوعها مثل "التطور الانبثاقي Emergent Evolution للفيلسوف البريطاني "لوي مورجان" Lloy Morgan و"التطور الخلاق" للفيلسوف الفرنسي هنري برغسون.

والشيء نفسه نلاحظه عند الفيلسوف الاسترالي صمويل ألكساندر. أي هناك تطور على مستوى الكون، وأن المادة كانت في صورة بسيطة في أول أمرها ثم تطورت إلى مادة لها خواص معينة كاللون والرائحة، ثم ظهرت الحياة وبعدها العقل، وإن الله يمثل المرحلة النهائية للعقل، أي أن الله - تعالى الله علواً كبيراً - ليس إلا نتيجة هذا التطور الذي بدأ منذ الأزل في هذا الكون الذي عدوه قبل عقود من الزمن لانهائياً من ناحية الزمان والمكان. هذا عند طائفة من الفلاسفة المؤمنين بوجود الله... أما المنكرين والملحدين من الفلاسفة فقد قالوا بالمصادفة. أي أن المادة وهي تتقلب في أدوار وأطوار وحالات مختلفة أنتجت هذا النظام الرائع المشاهد في الكون وفي الحياة.

كما استندت كثير من النظريات السياسية كالنازية والفاشية إلى نظرية التطور مستخدمة إياها كسند علمي لأيدلوجياتها البعيدة عن الإنسانية، فما دامت الحياة صراعاً يبقى فيها الأقوياء ويزول من مسرحها الضعفاء لذا فمن حق العناصر القوية (كالعنصر الجرماني في النازية وكالرجل الأبيض عند العنصريين البيض) أن تملي إرادتها على العناصر الأخرى وأن تفعل بها ما تشاء إلى حد الإبادة.

كما كانت هذه النظرية خلف ظاهرة الإباحية الأخلاقية أو ما سميت بـ"الثورة الجنسية Sexual Revolution التي اجتاحت العالم الغربي والعديد من بلدان العالم. لأن الإنسان ما دام سليل حيوانات فما عليه إلا اتباع غرائزه وعدم كبتها، وما الخُلُق والضمير إلا قشور زائفة صنعها المجتمع، وهي لا تستحق الالتفات إليها أو الاهتمام بها.

لقد شهد القرن التاسع عشر ميلاد ثلاث نظريات أثرت في الحياة الإنسانية تأثيراً خطيراً وسلبياً وهي: النظرية الماركسية ونظرية دارون في التطور ونظرية فرويد في التحليل النفسي. ولعل نظرية التطور لدارون هي أخطر هذه النظريات، لأنها حاولت البرهنة على"حيوانية الإنسان". وعندما يتم إثبات هذه الصفة الحيوانية في الإنسان ويدمغ بها فمن السهل قبول النظرية الماركسية التي ترى أن الهم الوحيد للإنسان هو حاجاته المادية وما يشبع بطنه. وكذلك يسهل قبول نظرية فرويد التي أرجعت جميع نشاطات الإنسان وغاياته إلى غريزته الجنسية.

وهناك ظاهرة تلفت النظر في موضوع نظرية التطور، لأن هذه النظرية خرجت من كونها نظرية علمية قابلة للصواب أو الخطأ إذ تحولت إلى "أيدلوجية" يدافع عنها أنصارها، ولا يترددون حتى في القيام بعمليات تزوير مشينة من الناحية العلمية والأخلاقية، وهذا ما لا نراه في النظريات العلمية الأخرى, فلا نرى عالماً في الفيزياء أو في الكيمياء أو في أي علم من العلوم يقوم بعملية تزوير لإثبات صحة نظريته أو صحة القانون الذي اكتشفه، لأن غاية العلم هي الوصول إلى الحقيقة. بينما نرى أن عمليات التزوير العلمية منحصرة في موضوع نظرية التطور فقط.

واُولى عمليات التزوير هذه قام بها العالم الألماني "ارنست هيجل 1824-1919" وكان من أنصار نظرية التطور. ولما رأى ان صور الأجنة لا تتطابق تماماً مع هذه النظرية قام بعمليات رتوش وحذف في صور الأجنة البشرية لكي تتطابق مع نظرية "التلخيص Recapition Theory" (وهي إحدى النظريات السابقة التي قدمت كبرهان على نظرية التطور ثم نفض العلماء أيديهم عنها بعد ثبوت خطئها). ولكن أحد العلماء اكتشف عملية التزوير هذه وأعلنها في إحدى الصحف وتحدى فيها "ارنست هيجل" الذي لم ير بدّاً من الاعتراف بجريمته العلمية والأخلاقية بعد فترة صمت وتردد، فاعترف في مقالة كتبها في 14/12/1908 وقال فيها:

(إن ما يعزّيه هو أنه لم يكن الوحيد الذي قام بعملية تزوير لإثبات صحة نظرية التطور، بل إن هناك المئات من العلماء والفلاسفة قاموا بعمليات تزوير في الصور التي توضح بنية الأحياء وعلم التشريح وعلم الأنسجة وعلم الأجنة لكي تطابق نظرية التطور).

إذن فهناك مئات من عمليات التزوير -وليست عملية واحدة أو عدة عمليات- تمت في علم الأحياء وفي علم التشريح وعلم الأنسجة وعلم الأجنة قام بها العلماء من أنصار التطور.

إذن على مثل عمليات الغش والتزوير هذه قامت نظرية التطور وانتشرت، وتمت بها أيضاً عملية غسيل دماغ الجماهير في هذا الموضوع، وأصبح من لا يؤمن بها رجعياً وجاهلاً!!.

وهناك عملية تزوير مشهورة جرت في إنكلترة، وهي عملية تزوير "إنسان بلتداون Piltdown Man" بدأت في 1912, فقد صنعوا جمجمة من تركيب قحف إنسان على فك قرد اورانجتون مع إضافة أسنان إنسانية إلى الفك، وقدموا هذه الجمجمة على أنه الحلقة المفقودة بين القرد والإنسان. وخدعت عملية التزوير هذه كبار علماء البيولوجيا وأطبّاء الأسنان الذين فحصوا هذه الجمجمة المزيفة مدة تقارب 40 سنة, وألفت مئات وآلاف الكتب وتم تقديم رسائل دكتواره عديدة, وكتب ما يقارب نصف مليون مقالة حولها. وفي سنة 1949 قام "كنت اوكلي" بإجراء تجربة الفلور على هذه الجمجمة فتبين أنها ليست قديمة (اُدّعى سابقاً عمرها يبلغ نصف مليون سنة). ثم قام "كنيت اوكلي" و "سير ولفود لي كروس كلارك" من جامعة اكسفورد بإجراء تجارب أكثر دقة واستخدموا فيها أشعة اكس فتبين أن هذه الجمجمة زائفة تماماً ومصنوعة. وجاء في التقرير الذي نشر سنة 1953 (إن "إنسان بلتداون" ليس إلا قضية تزوير وخداع تمت بمهارة من قبل أناس محترفين، فالجمجمة تعود لإنسان معاصر. أما عظام الفك فهي لقرد اورانج بعمر عشر سنوات، والأسنان أسنان إنسان غرست بشكل اصطناعي وركبت على عظام الفك. وظهر كذلك أن العظام عوملت بمحلول ديكرومايت البوتاسيوم لإحداث آثار بقع للتمويه وإعطاء شكل تاريخي قديم لها).

وهناك حادثة "إنسان نبراسكا" فقد عثروا على سن واحدة ليعلنوا أن صاحب هذه السن هو الحلقة المفقودة التي يبحثون عنها، ونشروا صوراً خيالية لهذا الإنسان، بل حتى عن حياته العائلية، وقدّم علماء التطور هذه السن كدليل في محكمة "سكوبس"[2] عام 1925. وعندما اعترض الطرف الآخر[3] سخروا من جهله!! ومع أن المحكمة أصدرت قرارها بإدانة السيد "سكوبس" إلا أن الضجة التي أثارها أنصار التطور في الصحافة وفي المحافل العلمية جلبت عطفاً كبيراً للمتهم، وغضباً على المحكمة.

وفي هذه المحكمة قدّم علماء التطور هذه السن كدليل لا ينقض على صحة التطور، لأنهم اخترعوا من هذه السن الواحدة إنساناً أسموه "انسان نبراسكا" وأطلقوا عليه اسماً لاتينياً رناناً ليسبغوا عليه صبغة علمية.

ولكن تبين فيما بعد أن هذه السن لا تعود لإنسان، ولا لقرد... بل لخنـزير بري!!... نعم خنـزير!! إذن تأملوا مدى المبالغات الموجودة في تفسيرات علماء التطور للمعطيات العلمية أو للمتحجرات التي يعثرون عليها، ومدى انحرافهم عن النهج العلمي الذي يجب أن ينطلق من مبدأ "الموضوعية" في تفسير المعطيات والظواهر العلمية والطبيعية، بينما ينطلق هؤلاء العلماء من فكر مسبق، وهو أن نظرية التطور صحيحة. لذا يقومون بليِّ عنق هذه الظواهر والمعطيات العلمية لكي تتوافق مع ما يعتقدونه من فكر مسبق. ولا يترددون - كما رأينا- حتى من القيام بعمليات تزوير معيبة ومشينة أخلاقياً وعلمياً في هذا السبيل. وهناك أمثلة أخرى كثيرة في هذا الصدد لا نوردها هنا خشية الإطالة.

إذن ألا يحق لنا أن ننظر بعين الشك إلى جميع التفسيرات المقدمة من قبل علماء التطور ولجميع ما يعدونه أدلة في هذا الصدد وهم بهذه الدرجة من البعد عن الحياد العلمي؟

أجل!... لقد خرجت نظرية التطور من كونها نظرية -أو فرضية- علمية يمكن دراستها ووضعها على المحك مثل النظريات العلمية الأخرى، وأصبحت "أيدولوجية" عند علماء التطور يدافعون عنها حتى ولو تطلب الأمر القيام بعمليات تزوير مشينة.

ولكن لماذا أصبحت نظرية التطور أيدولوجية؟

لأنها النظرية العلمية الوحيدة التي يمكن أن تؤدي إلى الإلحاد، لكونها تدعي القيام بتفسير الكون والحياة دون الحاجة إلى الخالق. فإذا ظهر أن كل نوع من أنواع الأحياء خلقت على حدة، وأن الحياة لم تظهر نتيجة مصادفات عشوائية، لأن هذا أمر مستحيل، وأن الأحياء لم تتطور عن بعضها البعض فلا يبقى هناك أي مجال أمام جميع العلماء سوى الإيمان بالله تعالى.

ولو أردنا الإشارة باختصار إلى بعض الشواهد التي تقف ضد نظرية التطور لقلنا:

1. إن كل نظرية علمية تسعى إلى تفسير كل أو معظم الظواهر المتعلقة بها. فمثلاً عندما تضع نظرية حول الجاذبية الأرضية فيجب أن تقوم هذه النظرية بتفسير جميع الظواهر المتعلقة بها. وعندما تضع نظرية حول ماهية الضوء وخصائصها يجب ان تقوم هذه النظرية بتفسير كل ما يتعلق بالضوء وبخصائصها. وعندما تشذ أي ظاهرة من الظواهر عن النظريات الموضوعة لتفسيرها تتم محاولة اكتشاف نظرية أخرى أكثر شمولاً من النظرية السابقة.

إذا نظرنا إلى نظرية التطور من هذه الزاوية نرى أنها نظرية قاصرة جداً في هذا الصدد. وندرج أدناه بعض المواضيع التي لم تقم هذه النظرية بتقديم أي تفسير لها:

أ- أصل الحشرات: لا تقدم هذه النظرية أي تفسير لأصل الحشرات مع أنها تمثل 80 % من مجموع الحيوانات.

بـ- أصل وتطور القوارض غير معروف، مع أن أعدادها هائلة وتزيد على أعداد الثدييات الأخرى.

جـ- أصل الطيران بجميع أشكاله غير معروف تماماً. فكما هو معلوم فهناك أربعة أنواع من الحيوانات:

1- الحشرات

2- الطيور

3- بعض اللبائن (كالخفاش)

4- بعض الزواحف الطائرة (انقرضت)

لا تقدم نظرية التطور أي جواب حول سؤال: كيف ظهر الطيران عند هذه الحيوانات؟

إذن ما بالك بنظرية لا تقوم بتفسير 90 % من الظواهر التي من المفروض تناولها ولا تستطيع تسليط الضوء عليها؟ وما دامت هذه النسبة الكبيرة من الظواهر غير معروفة وغير مفسرة من قبلها فكيف يمكن عدّها نظرية صحيحة؟ وهل هناك نظرية علمية أخرى غير هذه النظرية أبدت عجزها عن تفسير 90 % من الظواهر التي تصدّت لتفسيرها؟ وهل يمكن أن تقبل الأوساط العلمية مثل هذه النظرية؟

2. كيفية ظهور الحياة في الخلية الحية الأولى غير معروفة, والقول بالمصادفة ليس جواباً علمياً، بل جواباً يصادم العلم لأنه كلما زادت معلوماتنا عن الخلية الحية ومدى تعقيدها تأكدنا أكثر وأكثر مدى استحالة ظهورها مصادفة. ويكفي أن نعلم أن جزيئات D.N.A الموجودة في الإنسان تحتوي على معلومات لو قمنا بتسجيلها على الورق لاحتجنا لـ 900 ألف صفحة تقريباً، وهذا يعادل 34 ضعف المعلومات الواردة في دائرة المعارف البريطانية. فكيف يمكن إذن أن تظهر الخلية إلى الوجود مصادفة؟ وقد عُلم من تطبيق قوانين الاحتمالات الرياضية استحالة تكون جزيئة واحدة من البروتين عن طريق المصادفة خلال أضعاف عمر الكون، فكيف يمكن ظهور خلية واحدة حيّة بطريق المصادفة؟

3. تدعي هذه النظرية أن الأحياء قد تطورت من خلية واحدة إلى أحياء ذات خلايا متعددة ثم تشعّبت مساراتها في التطور حتى ظهرت الأحياء الحالية التي تبلغ أعداداها عدة ملايين. لذا فحسب هذه النظرية فلابد من وجود عشرات الحلقات الوسطى أو الحلقات الانتقالية بين كل نوعين، أي أن أعداد الحلقات الوسطى يجب أن تزيد بعشرات المرات على عدد الأحياء الموجودة حالياً. أي أن عدد أحياء الحلقات الوسطى يجب أن تبلغ عشرات ومئات الملايين، ولكن لم يتم العثور حتى الآن على أي حلقة وسطى. ولم يصح الزعم القائل بأن طائر "الاركيوتاتريكس" يمثل الحلقة الوسطى بين الزواحف والطيور، لأنه تم العثور على متحجرة طائر في نفس العهد الذي عاش فيه "الاركيوتاتريكس" وهو العهد الجوراس (أو العهد الطباشيري) من قبل البروفسور "جون ارستروم" من جامعة يالا، وكتب مقالة مفصلة عن هذا الطائر في مجلة الأطبّاء العلمية (المجلد رقم 112 في 24 ايلول/1977). لذا لا يمكن أن يكون طائر "الاركيوتاتريكس" جداً وسلفاً للطيور بينما كانت هناك طيور حقيقة تعيش معه.

كما قدّم التطوريون بعض الجماجم التي تعود لقرود -كانت تعيش سابقاً ثم انقرضت- وكأنها الحلقات المفقودة بين الإنسان والقرد. وكل هذه الجماجم مدار شك ونقاش حتى من قبل علماء التطور أنفسهم. ولو كانت نظرية التطور صحيحة لكان المفروض أن نعثر على مئات الآلاف من متحجرات الأحياء التي تمثل الحلقات الوسطى الانتقالية بين الأنواع. لأنه تم العثور على مئات الآلاف، بل ربما الملايين من المتحجرات في المائة والخمسين سنة الأخيرة وامتلأت بها المتاحف الطبيعية.

وهذا الفشل الذريع في الحصول على هذه المتحجرات (لأنها غير موجودة أصلاً)، هو الذي دفع بعض علماء التطور إلى البحث عن مخرج من هذه الورطة الكبيرة التي تهدد بإعدام نظرية التطور، لذا قام هؤلاء (منهم ريتشارد كولد شميث Richard Gold Shmidt) بوضع نظرية (Hope Full Monsters)، ووضع نظريةPunctuated Equilibrium منهم ستيفن جاي كولد Stephen Jay Gold و "نيلس الدرج Niles Eldnedge. ومجمل هذه النظريات الأخيرة هو أن التطور حصل فجأة ودون مراحل انتقالية (مثلاً حدث أن زاحفاً وضع بيضة خرج منها طائر!!) ولم يستطيعوا أن يقدموا لهذه الفرضية الخيالية البعيدة عن كل قسطاس علمي أي دليل يمكن أن يكون لـه وزن... وبهذا دخلت نظرية التطور في طريق مسدود.

4. وفي السنوات الأخيرة بدأ نقاش حاد بين أنصار التطور وأنصار الخلق حول قانون فيزيائي يرى أنصار الخلق أنه ينقض نظرية التطور من أساسها وهو القانون الثاني من "الديناميكية الحرارية".

فهذا القانون يشير إلى أن الكون منذ خلقه يسير نحو الانحلال ونحو التدهور ونحو الموت الحراري، فالنجوم تبعث بطاقة حرارية وضوئية وإشعاعية ووقودها ينفد، ونحن نرى أن كل شيء يترك لحاله ينحل ويفسد... إذا تركنا قطعة لحم أو فاكهة نراها تفسد بعد مدة. وإذا تركت بيتاً أو سيارة لحالها دون عناية وخدمة أسرع إليها البلى... وهكذا. أي لا يوجد هناك شيء يتطور أو يتحسن حاله إذا تركته لحاله ولم تتدخل بعلمك وإرادتك في تحسين وضعه (مثلاً تستطيع القيام ببناء بناية أو صنع آلة، ولكن العملية هنا عملية مقصودة تدخل فيها العلم والإرادة الإنسانية، وليست عملية تلقائية). أي أن الزمن عامل هدم وليس عامل بناء، لأن الأشياء إن تركت لحالها تميل إلى الانحلال والانهدام والتفتت، ولا تتطور ولا يزداد تعقيدها أو درجة نظامها. لذا ففي مثل هذا الكون، وفي ظل هذا القانون الفيزيائي لا يمكن أن يكون هناك تطور تلقائي مستند إلى المصادفات، لأن هذا الكون متوجه للانحلال وليس للتطور.

المترجم

اورخان محمد علي

--------------------------------------------------------------------------------

[1]. قصة الفلسفة اليونانية: أحمد أمين وزكي نجيب محفوظ. صفحة 6

[2]. محاكمة "سكوبس" عقدت في مدينة دايتون، في ولاية "تنسيِ" الامريكية في صيف 1925 وثارت حولها ضجة كبيرة حتى أن عدد الحاضرين إلى المحكمة زاد عن عشرين ألف مستمع. وخلاصة القضية أن حكومة ولاية تنسي أقامت الدعوى على أستاذ يدعى "سكوبس" لأنه عارض صحة الإصحاح الاول من سفر التكوين عن خلق الانسان، وقدّم نظرية التطور لدارون كتفسير بديل لقضية الخلق.

[3]. وهم: الاستاذ "كونكلن" استاذ البيولوجيا في جامعة برنستون، والدكتور "اوسبرن" رئيس امناء متحف التاريخ الطبيعي بنيويورك، والدكتور "دفنبرت" مدير دار النشوء في معهد كارنيجي بواشنطن

لطالما فقدت الأمل فى هذه البلد الميت... ولكن اليوم تعود الروح للجسد الموهون وتجري فى شريانه دماء الأمل ...فانتظروا بترالأطراف الفاسدة من الجسد.

"لا اله الا انت سبحانك ... إنى كنت من الظالمين"

"سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"

رابط هذا التعليق
شارك

أسلوب علمي رائع ودقيق لسرد المعلومات . . . أهنئك عزيزي Handicraft على هذه المقالة الجيدة ..

وبالطبع سيثار عجبي البالغ عند قراءة المداخلات المتوقعة من أنصار تلك النظرية عند قرائتهم لمقالتك هذه . .

p1.png

تم تعديل بواسطة METALLICA

Through The Never

Sometimes The Smallest Thing can make the Biggest Changes at All

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم و رحمة الله

انا بس عندي سؤال

ليه مانفكرش ان التطور لا ينافي الخلق?

بمعنى ان ربنا خلق الانواع اللي اتطورت بعد كده و خرج منها انواع تانية?

[ الزمن عامل هدم وليس عامل بناء، لأن الأشياء إن تركت لحالها تميل إلى الانحلال والانهدام والتفتت، ولا تتطور ولا يزداد تعقيدها أو درجة نظامها]

ده مش صحيح بالنسبة للخلية الحية

مثلا مع مرور الوقت وتعرض الخلية لمؤثرات خارجية ده بيزود فرصة حدوث طفرات اوmutation اللي بتؤدئ لتغير في خواص الخلية

و ممكن التغير ده يكون غير متوافق مع الحياة مثلا السرطان بيحصل من كده و قد يؤدي للوفاة

و ممكن يكون التغير ده متوافق مع الحياة و يؤدي لتاقلم الخلية اكثر مع الظروف الجديدة للبيئة

مثلا ظهور انواع جديدة من الباكتريا المقاومة للمضادات الحيوية

اللي انا عاوز اقوله ان احنا ما نقدرش ننفي التطور وظهور انواع جديدة

بس في نفس الوقت لا نستطيع نفي الخلق

لانه من رابع المستحيلات ان الخلايا تتلم على بعضها و تعمل عضو مثلا زي العين بكل محتوياتها من عدسة لحد القرنية

تم تعديل بواسطة drhusseinali
رابط هذا التعليق
شارك

general systems theory بتعتبر من اجمل واشمل النظريات في هذا المجال ......... احد اركان تلك النظرية هي الevolution خاصة فيما يتعلق بالانظمة المفتوحة التي تشمل الكائنات الحيه

نظرية الانظمة لمن لا يعرف مبنه اساسا علي نظريات رياضيةخاصة نظرية المجموعات و نظرية الانواع المنطقي

الصفحة الاتية تشرح باختصار نظرية النظم العامة في الكائنات الحية خاصة الجزء الخاص بالتطور

http://www.codynamics.net/systems.htm

خلط قضية التطور البيولوجي في معايير الايمان او عدم الايمان في رايي اختصار مخل

الرئيس مسئول عن كل ما تعاني منه مصر الأن

لا

رابط هذا التعليق
شارك

ميتلكا : شكرا على عبورك الكريم والمقال ليست لى وقد اوردت اسم المترجم

د. حسين على اهلا بك ولعى اول مرة اتحاور معك هنا ولعلها ليست الأخيره

د. أبو حلاوة اهلا بعودتك والمشاركة معنا وان كان لديك متسع من الوقت فلعلك تلخص لنا نظرية الأنظمة العامة فى موضوع كامل حتى نستفيد من علمك ومرة اخرى شكرا لك على مشاركتك الكريمة

نعود للمناقشة

تسائل د. حسين

"ليه مانفكرش ان التطور لا ينافي الخلق?"

نحن بصدد مناقشة الفكر الدارونى ونظرية التطور التى مازلت تدرس للطلبة فى مدارسنا بما لها وما عليها بدءا من ظهور الخلية الأولى وانتهائا إلى تحول القرد إلى الإنسان بدون ان نشك لحظة واحدة ان الخلق كله لله.

"الزمن عامل هدم ..... ده مش صحيح بالنسبة للخلية الحية"

الزمن عامل هدم لكل الأنظمة غير المفتوحة "Open Systems" اى التى لا يوجد بها حياة مثل اجهزة الحاسب والإتصالات برغم من ان اللإلكترونات والجزيئات فى حالة حركة مستمرة الا ان هذه الأنظمة لا تعتبر انظمة حية "Living Systems" لذا ينطبق عليها القانون الثانى للديناميكا الحرارية اما الأنظمة العضوية فهى تحافظ على وجودها باستخلاص الطاقة من البيئة المحيطة بطرق مختلفة تلائم كل منها ولكن كيف ظهرت هذه الآليات للغذاء حتى تحافظ الخلية الأولى على نفسها وان تتطور !!.

"مثلا مع مرور الوقت وتعرض الخلية لمؤثرات خارجية ده بيزود فرصة حدوث طفرات اوmutation اللي بتؤدئ لتغير في خواص الخلية

و ممكن التغير ده يكون غير متوافق مع الحياة مثلا السرطان بيحصل من كده و قد يؤدي للوفاة

و ممكن يكون التغير ده متوافق مع الحياة و يؤدي لتاقلم الخلية اكثر مع الظروف الجديدة للبيئة

مثلا ظهور انواع جديدة من الباكتريا المقاومة للمضادات الحيوية

اللي انا عاوز اقوله ان احنا ما نقدرش ننفي التطور وظهور انواع جديدة

"

الطفرات

اعتمدت نظرية النشوء على دعامة الطفرات والطفرة تعنى حدوث تغير عن طريق الصدفة أو الظروف المحيطة فى شفرات جينات الكائن الحى والتى تؤدى إلى الإنتقال من نوع إلى آخر.

السؤال:

هل التعرض لظروف خاصة مثل الإشعاعات او المضادات الحيوية او اى ظروف اخرى يؤدى لحدوث طفرة ينتج عنها نوع جديد من الحياة العضوية او تغيير كائن إلى كائن ولنأخذ مثلا البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية انها نفس شكل الحياة ولكن تم تغيير الشفرة الجينية لها نتيجة تعرضها لظروف خاصة ولكن لم يظهر نوع جديد من الكائنات او تحولت الى نوع آخر وهذا ما تعتمد عليه نظرية داروين ان التغييرات تتم على الكائن وتتجمع مما ينتج عنه طفره تغيره إلى كائن آخر وهنا يجب ان نسأل ما هى الفتره الزمنية اللازمة لحدوث التغيير او الطفره وهل عمر حياة الكائنة فترة كافية لحدوث ذلك وهل تلك التغييرات تتجه اتجاه سلبى ام ايجابى بمعنى تعمل على تحسين فى الكائن ام تعمل على تشويه الكائن الحى.

السؤال الثانى:

اين هى متحجرات ما بين القرد والإنسان لأن القرد لم يلد الإنسان فجأة فاصبحت كل القردة وهى تلد بشرا وان حدث فكان من الطبيعى اختفاء القرد ذاته ولأن التغير يمر عبر العديد من السنين قد تصل لملايين السنيين فمن المفروض ان توجد متحجرات او عضام للمراحل الإنتقالية وان كانت ذبابة الفاكهةة تتوالد 30 مرة فى العام الواحد فيصبح التغغير الذى يطرأ عليها فى عام واحد يماثل التغيير الذى يطرأ على الإنسان فى مليون سنة فهل نتج عن ذبابة الفاكهة نوع آخر غير انه حدثت لها تغيير فى خواصها ولم تتحول الى كائن آخر.

السؤال الثالث:

هل تحول القرد إلى رجل وهل صادف ذلك تحول انثى القرد إلى المرأة وكيف تحدث صدفة مثل هذه اذا لم يحدث التغيير فجأة؟

د. حسين

"بس في نفس الوقت لا نستطيع نفي الخلق

لانه من رابع المستحيلات ان الخلايا تتلم على بعضها و تعمل عضو مثلا زي العين بكل محتوياتها من عدسة لحد القرنية"

هذا ما نود مناقشته الظهور التلقائى او المفاجئ لكل تلك الأشكل من الحياة او التطور التدريجى عن طريق الطفرات والتى أدت لظهور كائنات جديده وكيف يفسر الدارونيون ذلك.

تسائل:

كيف نفسر انه عندما تُقطع رجل من أرجل الضفدع تبدو أن الخلايا نفسها -وكأنها تلقت أمراً سرياً من مصدر ما- تتمايز وتقوم بتشكيل خلايا غضروفية وخلايا عظمية وخلايا عضلية والأنسجة الجلدية (Epitelyum) لكي تشكل منها ساقاً جديدة.

فهل يوجد تخطيط لبناء الأرجل في هذه الخلايا؟ هل هناك مثل هذا التخطيط تعرف منه هذه الخلايا أن الكائن الحي بحاجة إلى رجل فتقوم بصنعها وتنفيذ هذا المخطط؟ ولماذا لا تنشط هذه الخلايا إلا عندما يحتاج الجسم إلى مثل هذه الفعالية؟ وبما أنه يستحيل على الخلايا معرفة هذا، وبما أنه لا يوجد في الجسم ولا في الطبيعة أي آلية أو مركز يقوم بتزويد الخلايا بمثل هذه المعلومات والإيعاز إليها للقيام بهذه الفعاليات إذن فهناك من يعرف جميع حاجات الجسم، وله القدرة على تلبيتها... إذن هناك من يعرف مكان وزمان كل هذه الأعمال والفعاليات.

انتظر مشاركتكم

وشكرا لكل المشاركين معنا فى هذا الحوار الممتع.

لطالما فقدت الأمل فى هذه البلد الميت... ولكن اليوم تعود الروح للجسد الموهون وتجري فى شريانه دماء الأمل ...فانتظروا بترالأطراف الفاسدة من الجسد.

"لا اله الا انت سبحانك ... إنى كنت من الظالمين"

"سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ الكريم هانديكرافت

اولا شكرا للعرض الجميل للموضوع

و ثانيا انا والله اسف على التاخير في الرد بس و الله مشغول جدا

بالنسبة للطفرات مثلا لك ان تعلم انه في الانسان الواحد نسبة حدوث الطفرات في الخلايا عالية جدا فوق الخمسة مليون في متوسط 60 سنة عمر (The Cell Microbiology)

اللي بيخلي تاثيرها مش واضح في المورفولوجي او حدوث اورام رجع لكذا سبب

اولا لان الخلية نفسها فيها ميكانيزم لتصحيح اي خلل في نسخ ال DNA و بصراحة هو اكثر من ميكانيزم واحد.

ثانيا اذا عدى الخلل من غير تصحيح الجسم بيحاول يقتل الخلية المصابة عن طريق المناعة

ثالثا لحدوث ورم لازم حدوث اكثر من طفرة واحدة في الخلية الواحدة.

يعني علشان الطفرات تكون مؤثرة لازم تعدي من كل ده.

لكن رغم كده برضه الاورام بتحصل

و عند حدوث الطفرات في الخلايا التناسلية الامراض الوراثية بتحصل.و هنا ياتي الدور على الانتخاب الطبيعي علشان كده بنسميها امراض وراثية.

من كل ما سبق من معطيات وفي ظل وجود كل المادة الوراثية على جزئ الDNA التي تحمل كل صفات الكائن و مواصفاته

و في ظل النسبة المرتفعة لحدوث طفرات و تغيير في هذا الجزئ

لا استطيع نفي خروج بعض الانواع من بعضها على مدى ملايين السنين

خاصة الانواع القريبة تشريحيا من بعضها (راي شخصي)

tot::

رابط هذا التعليق
شارك

استاذ هاند كرافت

الصفحة التي اوردت وصلتها باعلي تشرح بشكل مختصر و جميل جدا الفكرة العامة لنظرية النظم العامة ....... و كما ذكرت حضرتك ان اي نظام عبارة عن مجموعة من العناصر بتتفاعل فيما بينها بما قد يؤدي لتغيرات و اخيرا للتطورتحديدا في النظم البيولوجيه

من الامثلة المشهورة جدا ان في احد الغابات المحمية في انجلترا لاحظ البعض ان عندما تتكاثر الثعالب بكثرة يقل عدد الارانب و الارانب الباقية هي التي تستطيع ان الهروب من الثعالب و يؤدي ذلك الي ان يقل غذاء الثعالب فيتناقص عددها و يبقي الاقوي و القادر فقط علي الحصول علي غذائة يؤدي نقصان الثعالب بالتدريج الي زيادة عدد الارانب مرة اخري فتستطيع ثعالب اخري الحياة بسبب توفر الغذاء نطلق علي ذلك الهوميوستازيس ان النظام بيدور حول مجموعة من المعطيات نادرا ما بيبعد عنها .... ماذا لو لسبب او لأخر تدخل عامل اخر مثلا ظهور حيوان اخر يمكن ان يكون فريسة للثعالب ...... و تبدا الثعالب في التكيف مع الواقع الجديد بداية بسلوك التجربة و الخطأ التي يستطيع اي حيوان ان يتعامل به انتهاءا بالوصول لسبل ناجحة لصيد الحيوان الجديد و بالتالي توفير مصادر اكثر للغذاء و بالتالي زيادة فرصها في الاستمرار بالحياة و مع استمرار ذلك السلوك الناجح في زيادة فرص الحياة لتلك الفصيلة بيتحول من مجرد سلوك متعلم من القطيع الي سلوك بيتم توريثة عن طريق الجينات الوراثية عن طريق عملية شديدة التعقيد اهم عناصرها الوقت والاستمرارية

الحقيقة ان لا اجد تعارض اطلاقا بين نظريات داروين و الاديان لان الاهداف غير واحدة بل و ان عقيدة الخلق نفسها ستؤدي في الاخر الي نفس النتيجة

فاذا كان كل البشر من ادم و حواء ما هو تفسير وجود اختلافات كبيرة جدا في الملامح البشرية الخارجية بل و داخلية فيما يتعلق بالكمياء البشرية و ما الي ذلك

هل تعرف مثلا ان الافارقة لديهم احد الخصائص الهيموجلوبين والتي وان زادت قد تسبب في مرض الانيميا المنجلية و ان تلك الخاصية بتؤدي ان كرات الدم الحمراء تستطيع مقاومة مرض الملاريا عدة مرات عن باقي الاجناس الاخري

و المعروف ان مرض الملاريا متوطن في الدول الافريقيه هل هي مصادفة ام هو تطور يسمح للجنس البشري بالحياة في نظام بيئي معين

و للحديث بقية

الرئيس مسئول عن كل ما تعاني منه مصر الأن

لا

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...