اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

عرب يكرهون أنفسهم


Mohammad Abouzied

Recommended Posts

عرب يكرهون أنفسهم

من الشروط الاساسية لتطور اي امة, او مجتمع, شرط القدرة على تطوير النظم الرمزية €اللغة, نمط العلاقات الاجتماعية, التقاليد والاعراف... الخ€ السائدة بين افراده وجماعاته.

وهذا التطوير لا يمكنه ان يتحقق من دون مخالفة السائد والمألوف, حتى يصير الخلط سهلاً بين المصلحين وبين معادي المجتمع.

هذا النوع من الخلط هو المسؤول عن اغتيال العديد من المصلحين في تاريخ البشرية, منذ الحكم على سقراط بتجرع كأس السم ولغاية موجات التكفير والتخوين السائدة في مجتمعنا العربي منذ قرون, والمتجددة في محطات التحول العالمية, لذلك وجب علينا وضع الحدود لهذه الموجات, التي لا تكتفي بحرماننا فرض الحوار من اجل التطوير بل هي تزيد في تعميق تناقضاتنا وخلافاتنا.

علينا ان نراجع بعض المبادئ والمسلمات السيكولوجية وتذكرها كخطوة اولى, ومن هذه المبادئ:

1­ النبذ الاجتماعي: وهذا النبذ هو المسؤول غالباً عن معاداة المجتمع لدرجة الاستعداد لخيانته, وهنا علينا الاعتراف بأننا من اكثر الامم قدرة على النبذ والتفنن فيه.

2­ الفئات الهامشية: هذه الفئات المنبوذة تكون غالباً محط اهتمام محاولات اختراق المجتمع. وهنا ايضاً نفرق بين محاولات اختراق سليمة النية وأخرى معادية للمجتمع.

3­ استيراد العناصر الثقافية: حيث عجزنا عن انتاج عناصرنا الثقافية الخاصة واستيرادنا لهذه العناصر, بدءاً من لعب اطفالنا ولغاية ادوية عجائزنا وخطط رعايتهم.

4­ العنف الاجتماعي: حيث الصراعات الداخلية تكاد تهدد كل الدول العربية, تدعمها العصبيات والانتماءات الفرعية, التي تعكس عجز التكامل الثقافي والاجتماعي.

امام هذه المعطيات مجتمعة لا بد لنا من التقرير بوجود قوائم طويلة من الاعذار والتبريرات لغالبية اشكال الخروج على معايير النظم الرمزية الخاصة بمجتمعنا العربي.

وحتى لا يكون كلامنا مغرقاً في النظرية فإننا نعطي بعض الامثلة العملية الدالة على وجوب التريث في الاحكام, بل والتخلي عن التكفير والتخوين, ومن الامثلة:

­ عزمي بشارة: الذي نظر اليه لمدة طويلة على انه جاسوس اسرائيلي بدرجة نائب في الكنيست الاسرائيلي, وبعد ذلك نكتشف فيه مناضلاً صلباً؟!

­ مروان البرغوثي: وهو من اوائل دعاة التطبيع مع اسرائيل, وهو نبذ لفترتها لهذا السبب, ثم تحول الى بطل بعد اعتقاله ومحاكمته.

­ ادوار سعيد: الذي استقبل ببرود وتحفظ في البداية, ثم تحول الى ناطق باسم المثقفين العرب في اميركا.

وتطول قائمة الشخصيات التي تغيرت المواقف منها بتغير اللحظة السياسية وظروفها.

وهذه الوضعية تشبه الى حد بعيد وضعية يهود اوروبا بعد ازمة تكفيرهم للفيلسوف اليهودي سبينوزا, درجة الشبه هو استهداف الجماعة بمصالحها واستمراريتها.

يومها اتخذ اليهود قرارهم بإلغاء تهمة التكفير حفاظاً على تلاحم الجماعة, وعندما عادت لليهود بعض القوة اطلقوا بديلاً للتكفير هو عبارة عن تهمة «اليهودي الذي يكره نفسه», وقد يكون من المناسب ان نصل الى هذا الحد الادنى من خفض سقف التكفير والتخوين السائد بيننا.

ونحن ندرك مدى صعوبة هذا الاستبدال المتساهل امام حدة بعض التظاهرات العدوانية ضد الامة والمجتمع من قبل افراد ينتمون اليهما, ويفترض ان يردعهم هذا الانتماء ويخفف من حدة عدائهم, بغض النظر عن الدوافع الكامنة لهذا العداء.

ويبقى تحديد معايير كره الذات عند العرب, وهو موضوع يحتاج الى مراجعة شاملة للشخصيات التي وقعت ضحية التخوين والتكفير, للافادة من هذه التجارب, وربما امكن اعادة الاعتبار لبعضهم في مثل هذه المناسبة.

ونفتتح الحوار باستبعاد الزعامات الحزبية والسياسية عامة, لأن طرح مثل هذه الحالات للنقاش كفيل بتفجير كل التهم والتناقضات وربما الشتائم, وعلى هذا الاساس نحصر النقاش بالمثقفين العرب, بادئين بترشيح بعض الاسماء كنماذج للعربي الذي يكره نفسه, ومنهم:

1­ الدكتور سعد الدين ابراهيم.

وسبب ترشيحه هو قبوله بأن يكون شخصه سبباً في الضغط على مواطنيه في لقمة عيشهم. وتهديد اميركا بوقف المساعدات لمصر بسببه, فهل تراه يشعر بالقوة والجبروت عبر الدعم الاميركي له بتجويع مواطنيه؟

2­ العفيف الاخضر.

ودافع ترشيحه اضطرابه النفسي الذي يجعله يصف المثقفين العرب بالزبالة من على منبر الجزيرة, وهو يتفنن في تحقير ذاته ومجتمعه بصورة مازوشية بعيدة عن السواء, والغريب انه يعود الى رشده عندما يحس بالخطر نتيجة بعض مظاهر قوة الانتماء العربي.

3­ المتعاملون الفلسطينيون مع الشاباك.

حيث ضخامة عدد هؤلاء يحولهم الى ظاهرة, هي نتاج القهر والعدوان الاسرائيلي, المؤديللتوحد بالمعتدي, ومع ذلك فإن على هؤلاء ان يحسوا بأنهم يكرهون انفسهم وهم يتعاملون مع عدوهم.

انها قضية مطروحة للنقاش بإلحاح, سواء من حيث تحديد معايير كره الذات, او من حيث ترشيح اولئك العرب الذين يسيئون لأنفسهم وأمتهم.

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      إن التحليل السياسى يجب ألا يكون عفو الخاطر وإنما يجب أن ينبنى على منهجية محددة المعالم تقوم على الفهم الدقيقعرض المقال كاملاً
    • 88
      من الأشياء القليلة -إن لم يكن الشئ الوحيد- الذى إتفق عليها الفلول والإخوان والهتيفا الجدد، كراهية باسم يوسف ! ولكن لماذا يكرهون باسم يوسف ؟ أتركم مع هذا المقال ربما نعرف الإجابة . كتب /تامر أبوعرب باسم خصم مباشر لأجهزة الدولة وفلول الحزب الوطني وكهنة الإعلام وما يسمى تجاوزا بالقوى السياسية، يهدم في 60 دقيقة ما يشيده هؤلاء في شهور، يعري قمعهم وتناقضهم وهشاشة بنيانهم، ويكشف أكاذيبهم وادعاءاتهم وضعفهم. تكره أجهزة الدولة باسم لأنه دعوة للتفكير، وهو ما لا تريده أجهزة فاشلة مقصرة تحاول منع الناس
    • 4
      http://www.youtube.com/watch?v=FvmS9Y1bpMw&feature=player_embeddedبكاء من شيخ بالأزهر د.أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر وتعليقات
    • 1
      بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله . هل تخاف على نفسك من النفاق ؟ الحقيقة أنه سؤال يحتاج إلى وقفة جدّية يتفقّد فيها الانسان قلبه وينظر في شأنه . فإنه من كان قبلنا مع فضلهم وسبقهم إلى الخيرات كانوا يخافون على أنفسهم من النفاق ! فهاهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر حذيفة رضي الله عنه بأسماء المنافقين فيسأل عمر حذيفة رضي الله عنهما : يا حذيفة ناشدتك باللـه هل سماني لك رسول اللـه منهم ؟ قال حذيفة : لا ولا أزكي بعدك أحدا . يقول ابن أبي مليكة : (
    • 3
      تحية لجال شرفاء ضحوا بأنفسهم من أجل مستقبل هذا البلد ومن أجل جميع المصريين -------------------------------------------------------------------------- الشهيد / حازم محمود عزب الرقيب / حسين على إبراهيم -------------------------------------------------------------------------- استشهاد نقيب شرطة وإصابة رقيب أثناء مطاردة مسلح بمدينة السلام استشهد النقيب حازم محمود عزب الضابط بمديرية أمن القاهرة وأصيب رقيب شرطة آخر أثناء محاولتهما القبض على مجهول بحوزته أسلحة نارية. وكان النقيب حازم محمود ع
×
×
  • أضف...