اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

رداً على مرشح الرئاسة الأمريكية جينجرتش بأن الشعب الفلسطيني تم اختراعه


Recommended Posts

أثارت كلمات مرشح الرئاسة الأمريكية نيوت جينجرتش عن الشعب الفلسطيني ضجة كبيرة نظراً لما تحمل من جهل مدقع بالتاريخ وتحريضه على الشعب الفلسطيني وتبرير عمليات الإبادة العرقية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني.

جوهر كلام جينجرتش يدور حول أنه لم يكن هنالك شعب فلسطيني قبل عام 1948م وأنه تم اختراعه من قبل "الجيران الأشرار للإسرائيليين المساكين"، حتى يكون أداة لمحاربة دولة إسرائيل.

وأود التنبيه إلى أنني لن أرد على جميع مغالطاته التاريخية، حيث يفضل أن يرد عليه باللغة الإنجليزية فما يحمله من أفكار منتشر بين الأمريكان والغربيين بشكل كبير وبحاجة لمن يوضح الصورة ويصححها، ولن أتكلم عن كيف قامت "دولة إسرائيل" على أنقاض شعب آخر بعد أكبر عملية تطهير عرقي شملت طرد مئات الآلاف من بيوتهم قهراً وبالقوة ومنعهم من العودة بحجة الحفاظ على يهودية الدولة، ولن أتكلم عن الحق التاريخي بفلسطين فهذا يطول الكلام فيه.

أريد تناول حديثه من زاوية محددة تتعلق بالرواية التاريخية المزورة التي يحملها، والتي تنكر أنه كان هنالك شيء اسمه فلسطين أو الشعب الفلسطيني قبل المشروع الصهيوني، والتي تنكر أن هنالك شعباً قائماً بحد ذاته كان يعيش على الأرض، وأن الفلسطينيين بالتالي مجرد وافدين عرب على هذه الأرض، و"قد أساؤوا أدب الضيافة فاستحق طردهم".

وللعلم فقد تخلى أغلب الصهاينة عن هذه الرواية التاريخية لركاكتها ومناقضتها لأبسط بديهيات التاريخ، ويتبنون رواية أكثر واقعية وصراحة وأيضاً أكثر وقاحة، وهي أن الشعب الفلسطيني خاض حرب وخسرها والخاسر يجب أن يدفع الثمن.

سميت هذه الأرض بفلسطين نسبة إلى القبائل التي أتت من بحر إيجة واختلطت بالكنعانيين ويبدو أن الغلبة والسيطرة كانت لهم، فأصبحت تعرف الأرض باسمهم، وقد خاضوا في وقت لاحق حروب مع اليهود، وللمفارقة التاريخية كان الفلسطينيون وقتها يتمركزون في الساحل بينما اليهود في المناطق الجبلية، على العكس تماماً من يومنا هذا حيث يتمركز اليهود في الساحل وتحديداً ما حول تل أبيب وهي مناطق لم تكن يوماً تحت حكم اليهود حسب إجماع الروايات التاريخية، فيما يتمركز الفلسطينيون في المناطق الجبلية بالضفة الغربية ومرتفعات الجليل (المنطقة التي قامت عليها مملكتي يهودا وإسرائيل في العصور القديمة).

وكان الرومان من رسخوا اسم فلسطين وعندما جاء العرب استخدموا أيضاً اسم فلسطين، مثلما نجد مثلاً في الفلس الأموي بالصورة أدناه، وقد كتب عليه أنه ضرب في فلسطين، فقد كانت فلسطين في العصر الأموي ولاية مستقلة، واهتم الأمويون العرب بفلسطين حيث شهدت في العصر الأموي عصر ازدهار كبير، وما زالت آثارهم باقية حتى اليوم، ومن بينها القصور الأموية الأربعة الملاصقة للجدار الجنوبي للمسجد الأقصى والتي استولى عليها الصهاينة تمهيداً لضمها لمشاريع تهويدية مع تغيير معالمها وتاريخها.

e1r6ikkr0yz8.jpg

والقبائل العربية سكنت فلسطين قبل الفتح الإسلامي، عندما استقرت قبيلتي لخم وجذام في فلسطين، بالإضافة لقضاعة وعاملة وغيرها من القبائل التي نزحت من اليمن وجنوب الجزيرة بعد خراب سد مأرب، وقد سماها بعض المؤرخون المعاصرون لتلك الفترة ببلاد لخم وجذام، وقدمت القبائل العربية التي تعود أصولها إلى شمال الجزيرة إلى فلسطين مع الفتوح الإسلامية، وعرفت القبائل القادمة من جنوب الجزيرة باليمنية والقادمة من شمال الجزيرة بالقيسية.

ولحد يومنا هذا أغلب العائلات والعشائر الفلسطينية هي مقسومة بين القيسية واليمنية، مع وجود نسبة اختلاط ومصاهرة كبيرة بينهم، بما فيها تلك العشائر والعائلات من الأصول غير العربية والتي وفدت إلى فلسطين في عصور لاحقة، فقد اندمج الجميع في نظام اجتماعي عشائري لم يتغير كثيراً منذ الفتح الإسلامي.

وإن لم تكن هنالك دولة مستقلة باسم فلسطين طوال هذه السنوات فهذا لا يلغي وجود كيان فلسطيني، فعلى مدار التاريخ الإسلامي كانت ولاية مستقلة وانتهاء بالعهد العثماني، حيث كانت تعرف بسنجق القدس، وإن كان جينجرتش يقول أن فلسطين كانت تابعة للدولة العثمانية ولم تكن دولة مستقلة، فهل كانت فارغة من السكان وأصبحت أرضاً مشاع بعد زوال حكم العثمانيين؟

وهنا نتوقف مع أكبر المفارقات في طرح جينجرتش، فعند قدوم الاحتلال البريطاني وإعطائه لليهود وعد بلفور، والبدء بتنفيذ المشروع الصهيوني وبنائه، كان المهاجرون الصهاينة يستخدمون مسمى فلسطين في معاملاتهم وأشغالهم وحتى مطالبهم السياسية، فهل كانوا هم أيضاً جزءً من مؤامرة اختراع الشعب الفلسطيني؟

cd1oiac6lsp3.jpg

snus2ueltk4p.jpg

ولمن يتكلم عن شعب تم اختراعه أريد أن أحيله إلى صورة عملة الجنيه الفلسطيني ، وهي ليست عملة فلسطين أثناء الاحتلال البريطاني، بل هي أول عملة لدولة "إسرائيل"! وهي صورة مأخوذة من موقع "بنك إسرائيل" الحكومي المسؤول عن إصدار العملة في الكيان الصهيوني.

ويروي الموقع قصة هذه العملة وسبب تسميتها بالجنيه الفلسطيني (مما يتناقض مع سعي الصهاينة بعد عام 1948م لطمس كل ما يشير إلى فلسطين وحذفه)، فعندما كان الصهاينة يحضرون لقيام دولتهم عام 1947م قرروا أن يرسلوا لأحد المطابع المختصة في أوروبا لكي تطبع عملة دولتهم الجديدة، لكن واجهتهم مشكلة وهي أنه لم يكونوا قد استقروا على اسم هذه الدولة بعد، فاتفقوا على طباعتها حسب اسم العملة الموجودة أي الجنيه الفلسطيني.

فاعتمدوا مسمى الجنيه الفلسطيني واستمرت هذه العملة بالتداول لحد عام 1955م عندما استبدلت بعملة تخفي أي إشارة لفلسطين، بمعنى آخر لم يكن الصهاينة يعرفون ماذا سيسمون دولتهم حتى آخر لحظة، ولم يكن لهم شيء يبنون عليهم حاضرهم سوى فلسطين التي أخذوها غنيمة حرب بعد أن طردوا أهلها وشردوهم شر تشريد.

رابط هذا التعليق
شارك

اذا كانوا اليهود نفسهم ما وصلوش لدرجة الانكار دي

و كل حجتهم انها تعويض لهم عن الهولوكوست

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

http://www.youtube.com/watch?v=xD65oBsTJsM

************

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...