انين ............الصغار

[Howayda Ismail]

كلفت المعلمة تلاميذها بكتابة موضوع تعبير حول : ماذا يتمنون من الله أن يحقق لهم

قدم التلاميذ الموضوعات للمعلمة التي جمعتها وأخذتها إلى المنزل وبدأت بقراءتها لتصحيحها

دخل عليها زوجها وإذا بها تبكي ولم ترد على تساؤلاته!

... بل أعطته إحدى الأوراق

قرأها الزوج: أدعوك يا إلهي بأن تجعلني تلفزيونا وأن أكون في مكانه المميز .. وأن تلتف أسرتي حولي وأن تستمع لي بإنصات .. وأن أكون في موقع الاهتمام بدون أي مقاطعات أو أسئلة أود أن أحصل على نفس الرعاية الخاصة التي يحصل عليها التلفزيون حتى وأن لم يكن يعمل .. وأن أكون رفيق والدي عندما يعود من العمل .. وأريد أمي أن تلجأ إلي أريد أن يتشاجر إخوتي للحصول علي أريد أن أشعر بأن أسرتي تدع كل شي جانبا لتقضي بعض الوقت معي وأخيرا وليس آخر أن أجعلهم سعداء وأرفه عنهم وأسليهم إلهي لم أسألك عن شيء كبير!

فقط أريد أن أعيش مثل التلفزيون

قال الزوج: مسكين هذا الطفل .. له والدين فظيعين

ردت الزوجة: هذا موضوع ولدنا.....

أهتموا بأطفالكم قبل فوات الأوان....

بالصدفة وجدت ذلك الطرح لمشكلة مهمة فى صفحتى على الفيس فى نفس الوقت الذى كنت افكر فيه فى احدى الحالات

التى زارتنى توا من احدى صديقات ابنتى لجأت الى وهى فى حالة هستيرية مستاءة من شدة اهمال وسوء معاملة

والدتها والتى المفترض بها ان تكون الصدر الحانى الذى يحتويها فى تلك السن الخطرة

فكرت فى كتابة الموضوع لكثرة مايتردد على من تلك النماذج وانا نفسى اشكو منه بين زوجى وابنى الكبير

لكن الوضع يختلف فمهما كان الولد بامكانه الخروج او التعبير عن نفسه باى صورة ان كانت

لكن مالحال بفتيات مراهقات فى سن صغيرة لاتجد من يحتويها ويتفهمها ويشعر بمشاكلهن

لماذ لايفكر الازواج قبل انجابهم ضحايا يهملونهم بحجة مشاغل الحياة والبحث عن لقمة العيش

ابدا لن يغنى الطعام عن الحنان باى شكل من الاشكال فحتى الحيوانات تجد ماتاكله فى الشوارع

لكن ابدا لاتجد من يعطف عليها او يرحمها فمابالنا بفلذات اكبادنا

وقد يظن البعض ان التربية الجيدة لا تكون الا بالشدة افالبقسوة اصبحنا نربى ابناءنا

واى شخصية تخلفها تلك التربية

لن ادعى المثالية ولكنى بقدر استطاعتى اصادق اولادى خاصة البنت واحاول ان اتفهمها لاقصى درجة

ولكثرة تعلقها بى كثيرا ماتحكى لصحباتها عن علاقتنا فيلجأون الى بمشاكلهم ومعاناتهم وكثيرا

مااطلب منهم التعرف على امهاتهم لعلى احاول تحنين قلوبهم او تقريب وجهات نظر اطفالهم اليهم

لكن الفتيات يرفضن لشدة خوفهم ومن شدة قسوة الاهالى خاصة الامهات فمعظم الشكوى من الام

كثيرا مااتساءل لمن يلجا هؤلاء اذا لم يجدوا انسان ياخذ بايديهم لبر الامان

للاسف هذه اصبحت حالة عامة فى معظم البيوت المصرية حالة انفصال فكرى ونفسى بين الابناء وآباءهم

اصبح جيلين مختلفين كليا فى كل شئ الجيل الاول تسمر عند فكر معين اتربى عليه ولايحيد عنه

والجيل الثانى بافكار النت والتكنولوجيا والطموح الزائد سابق الريح فتزداد الهوة بينهما اكتر واكتر

لماذا نكابر ونعاند فى اولادنا

لماذا لانربى انفسنا من جديد مع اولادنا نشاركهم امالهم واحلامهم نشاركهم همومهم واحزانهم

فكرت فى طرح الموضوع هنا كلفت نظر لبعض منا ممن تنسيه مشاغل الحياة وظروف المعيشة

بالانشغال عن اولاده خاصة البنات مع انى لااجد اختلاف بين البنات والبنين فهى امانة

والكلام موجه خاصة للامهات لان المسئولية الاكبر فى احتواء اولادهن بمساعدة الاب

فقد اصبح مايترصد بابناءنا كثيرا عما نمنحنهم اياه من تكنولوجيا وفضائيات ونت ومواقع مخلة

واصحاب سوء والفاظ فجة تترد فى الشوارع على اختلاف مستوياتها فلابد لنا جميعا ان نصادق

ابناءنا وفتياتنا حتى لايلجأوا للغرباء او اصدقاء بنفس خبراتهم او ربما اقل

للاسف اصبحنا فى عصر بات فيه الآباء عبئا على ابناءهم ولا اقصد ماديا بل فكريا وروحيا

فباتوا سبب تعاستهم بسوء ظنهم وعدم منحهم الثقة والانكى تجاهلهم واساءة معاملتهم

اشعر وكاننا نحتاج لثورة فكرية جديدة تربى العقول وتصحح المفاهيم وتواكب متطلبات العصر الحديث