اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الإسلام ومقاييس التصرف المعتدل


bentmasria

Recommended Posts

( مترجم عن الإنجليزية)

الملخص :-

موضوع قياس التصرف المعتدل محل اختلاف في العالم الغربي المعاصر، علماء النفس والاجتماع الغربيون لم يأتوا بعد بتعريف متفق عليه للاعتدال، فمن ناحية فإن السلوك يعتمد على الحضارة ومن ناحية أخرى فليس هناك مقياس أو معيار واحد في أي حضارة. علم النفس الغربي يأخذ في الاعتبار الخبرة الفردية والمحدودة كأساس لقياس التصرف، والسؤال هو من له السلطة وعنده الحكمة ليعرف ويحدد معايير السلوك الإنساني المعتدل تعريفا وتحديدا علميا؟ هذا المقال يبحث هذا الموضوع ويصل إلى أن خالق الإنسان هو السلطة النهائية لتحديد مقاييس التصرف الإنساني. القرآن والحديث يقدمان وجهة النظر الإسلامية لمعايير السلوك الإنساني من حيث الخطأ والصواب.

كما أن هذا المقال استمرار للبحث ودراسة القرآن والحديث لاكتشاف هذا المعيار وبهذا يمكن تقديم مقياس عملي ومنقول عن الاعتبارات الفردية . علماء النفس والاجتماع المسلمون يواجهون هذا التحدي في عالم اليوم العلمي.

تفصيل:-

في العالم الغربي وخصوصا العالم الغربي المعاصر موضوع التصرف المعتدل محل اختلاف حاد ، فمع أن علماء النفس والسلوك درسوا حالات كثيرة للسلوك غير المنحرف، إلا أنهم قد أتوا بتعاريف للسلوك المعتدل تختلف وتتعدد مثل عدد الدراسات نفسها، لم يحل أحد هذه المشكلة بعد، سواء من الناحية الطبية أو الفلسفية. طرق معالجة هذه المشكلة تتعلق في الغالب بمنهاج علمي معين أو نظام نظري أو طريقة عملية. العالمان أفروسابشين يعتقدان أنه بالنظر إلى درجة المعرفة في الوقت الحالي فإن التفرقة بين التصرف المعتدل وغير المعتدل مؤسسة على افتراضات بدلا من براهين وتجارب مثبتة.

هذا المقال يناقش الموضوع من ناحية السلطة النهائية والحكمة العليا التي تحدد وتعرف معايير السلوك الإنساني المعتدل .

في ضوء القرآن الكريم والحديث الشريف نجد أن دراسة السلوك الإنساني في حد ذاته وفي تطبيقاته من أجل نمو وتقدم المجتمع هو الهدف الرئيس للإرشاد الإلهي .

الدين الإسلامي وإرشادات الرسول المصطفى ترينا بوضوح الاتجاه السليم للدراسة والبحث في مجال السلوك الإنساني ، سواء الفردي أو الجماعي . قصص القرآن الكريم تقدم لنا أمثلة ونماذج لكل من التصرف المعتدل والتصرف المنحرف ، وبهذا فإن القرآن والحديث معا يضيئان لنا طريق البحث المستمر في دراسة علم النفس كعلم وكفن أيضا .

وربما يكون من الحكمة أن نستعرض المرحلة الحالية من فهم السلوك المعتدل والتخبط الموجود في النشرات العلمية المتعلقة بهذا في الغرب . يقول فرانز الكسندر : " أول ما يجب علينا أن نتذكر أن كلا من الاعتدال والانحراف السلوكي هما من نوع واحد وإنما الفرق بينهما هو في مجرد الكمية " . ويقول ولترأي بارتون : " ظاهرة وجود حالة مثلى للصحة ات العقلية السليمة فوق مجرد تغيب الانحراف والمرض النفسي لم تثبت علميا بعد . معرفتنا بها لا تزيد كثيرا عن انطباعات وقتية محدودة أو مشاعر انفعالية تجاه هذا الموضوع . " وقد درس إيسلر بإيجاز مكانة كلمة " الاعتدال " في أعمال فرويد يستخدم كأداة عملية لبحث بعض مظاهر الاضطرابات العقلية بوسيلة المضادة ، وليس كأداة لقياس التقدم العلاجي . وتضفي نشرات علم النفس التحليلي عدة معان للاعتدال . في معناها الوصفي ، كلمة الاعتدال تعتبر شعورا معتمدا وليس مستقلا ومطلقا ، وفي معناها التنظيمي تصبح اعتدالا نفسيا مطلقا . وهناك آثار فرويد السؤال عما إذا كان يمكن أن تؤدي عملية تحليل نفسي إلى ظرف تكون فيه جميع إحباطات المريض قد رقعت وجميع فجوات الذاكرة ملئت . ليس هناك إجابة مرضية لهذا السؤال . وفي المعنى الاقتصادي تصبح اعتدالا وهميا للايجو (ego) وفي معناها التحركي تعتر الانسجام النفسي الذي هو حالة اتزان مؤقته بين الايجو (ego) والإد (id) وفي معناها الاجتماعي تصبح تخطيطا ، وعلى هذا فمعايير الاعتدال تعتمد على المجتمعع وعلى أهداف معينة كغياب الصراع والتناقض في شخصية الفرد . هذه التعاريف ليس لها قيمة طبية وتبدوا اختيارية من وجهة النظر العلمية .

وفي مجال مناقشة الصحة العقلية الإيجابية والاعتدال تقول ماري جاهودا " الاعتدال من وجهة نظري ليس ألا كلمة أخرى للصحة العقلية ، ومن وجهة نظر أخرى قد وجدت هذه الكلمة عير محددة وخالية من الكيان النفسي . كثير من حالات الوجود السليم ثبت أنها غير مناسبة لأنها ليست فقط تعبيرا عن سلوك فردي وإنما أيضا تعبير عن ظروف خارجية . " وفي مجال مناقشة الشخصية والاعتدال يركز رالف لنتون على اعتبارات تتعلق بالمجتمع ويعرف الاعتدال بتجاوب الشخص مع الاعتبارات الثقافية بدرجة اقتراب تكوين الشخصية من شخصية مجتمعة الأساسية . وتبعا للنتون فإن اختبار شخص بالنسبة للاعتدال المطلق يعتبر قدرة الفرد على تفهم الحقيقة كما هي مفهومة من وجهة نظر المجتمع وأن يتصرف تبعا لهذا الفهم ، وأن يكون مصوغا في قالب مجتمعه في خلال فترته التكوينية .

ولقد عالج أبراهام ماسلو مسألة الاعتدال . هذه المعايير ليست إلا عواطف محدودة لا يمكن تعميمها على مجموعة من الناس ولو كانت هذه المجموعة صغيرة .

وبالإضافة إلى هذا فإن الموقف النسبي يؤدي إلى تعريف نسبي للاعتدال وتبعا لهذا فإن الشخص المعتدل هو الشخص المتسق مع المجتمع الذي يعيش فيه . يقول موني تيرل " إن تعريف الاعتدال تعريفا لغويا يناسب الاعتبارات العلاجية ويكون مطلقا ومستقلا عن أي مجتمع من الصعوبة الوصول غليه " وفي معالجته للاعتدال يرجع كارل روجرز إلى شخص افتراضي . هذا الشخص تبعا لروجرز يعتبر رمز لـ " الهدف من التطور الاجتماعي " ن و " نهاية مطاف العلاج النفسي الأمثل " ، و " تحقيق … إلخ .

وهناك اعتبار آخر بدراسة الاعتدال وهو تنوع هذه الدراسة وتغيرها لكل وحدة أو عنصر في الكون ، لكل عضو أو شريحة من الإنسان ، وباعتبار كل من تكوينه ودالته . هناك درجة اختلاف طبيعية في أية مجموعة تحت الدراسة في حدود هذا الاختلاف فإن السلوك الكفء والتوافق مع الضغوط العامة يمكن إدراكه , وعموما فإن علم النفس الغربي لا يقدم تعريفا محددا وعاما للاعتدال والصحة العقلية لا من وجهة النظر الإحصائية ولا الطبية . توماس زاز مشهور بآرائه المتطرفة عن الصحة العقلية والعلاج النفسي وهو يطرح أسئلة مهمة . " من الذي يعرف الاعتدال ، وبالتبعية الإتراف ؟ " .

وتعرضا لتاثير علم النفس الغربي يقول إقبال : " من المؤسف أن الاتجاهات المعاصرة في علم النفس الغربي تتاعر لدرجة كبيرة مع المثل الإسلامية . علماء النفس المسلمون الذين درسوا في الغرب أحضروا معهم مؤثرات هدامة وتعاليم مريضة " . ويقول بدري " لقد سادت النظريات والتعاليم التي هي من إنتاج الحضارة الغربية المسيحية اليهودية مجال العلوم الاجتماعية في الجامعات والصحافة في البلدان الإسلامية ، ساعد الراديو والتلفزيون على إرساء هذه الدعائم الاجتماعية بين الجماهير المسلمة " كما أن صادق وإقبال قد بحثا الفروق النفسية المتعلقة بالحضارة بين الطلبة الباكستانيين والطلبة الأمريكيين . هذا البحث قد تبين أن وسائل البحث النفسي الغربية الحالية لا تناسب المسلمين والسبب في هذا هو أن تعريف الاعتدال نفسه وقياس سلوك الإنسان غير واضح للغرب ، كما أن بعض أسس الاختبار النفسي تعارض التعاليم الإسلامية ولهذا فقراءة نتائجها قد تكون مضللة .

من الحقائق العلمية المتفق عليها أنه بمجرد النظر إلى منتج أو آلة لا يستطيع الناظر أن يدرك كفائتها وقواعد تشغيلها . للوصول إلى هذه المعلومات يجب على الفرد أن يقرأ كتيب التعليمات الخاص بها ويدرس خصائصها ومواصفتها التي كتبها مصممها . هذه الفكرة نفسها يجب أن تطبق على دراسة وفهم السلوك الإنسان . ولهذا فلكي نفهم السلوك الإنسان فهما مطلقا ينبغي أن نرى كيف ينظر خالق الإنسان إلى الهدف من هذا الخلق . فهو وحده أفضل من يحدد معايير السلوك البشري . هذا التوجيه نجده ملخصا في الإرشاد الإلهي الذي يجب فهمه على أساس علمي وعملي . وفي هذا الخصوص يقول القرآن الكريم : ( الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا ) .

وبهذا نرى أن الله تعالى قد وضح للإنسان مقومات السلوك وأن هناك مقاييس له . وبالإضافة إلى هذا فإنه هو وحده القادر على تحديد هذه المعايير وهو الذي يهدي الإنسان للتفرقة بين الخطأ والصواب .

الإسلام هو دين طبيعي وهو الدين الوسط ، وروح الدين هي فهم السلوك البشري وتكوين النفس الإنسانية . يقول بروهي : " معنى الدين من وجهة النظر الإسلامية هو طريقة ومنهاج لإرشاد الناس للنجاح في حياتهم الدنيا والفوز الأبدي في الآخرة . وطريقة الإسلام للحصول إلى هذا هي تقديم فهم عام من خلاله يدرك الفرد مكانه في الكون والهدف الذي من أله وجد على هذه الأرض . الإسلام يدعو الناس إلى فهم دورهم ويرشدهم لتحقيق القانون الإلهي الذي وجدوا في ظله لعلهم يجنوا الحصاد الوفير في الآخرة . "

الإسلام ـ كطريقة للحياة ـ يركز على تكوين شخصية سليمة ويقدم معايير مطلقة لسلوك إنساني سليم وعالمي ولحياة اجتماعية متزنة ، وهذا التركيز على نمو الفرد يؤدي إلى حياة اجتماعية متسقة على الأرض ، وفي نفس الوقت يؤهل هؤلاء الأفراد أنفسهم للحياة الآخرة .

على مدى الألف عام الأخيرة أهمل المسلمون هذه التعاليم الإسلامية واتبعوا الغرب اتباعا أعمى . اتباع المسلمين للإسلام اتباع هوائي وليس علميا . علم النفس والسلوك في الغرب لم يبدأ إلا منذ مائتي عام على الأكثر . الكتابات الغربية عن الصحة العقلية والاعتدال والانحراف مليئة بدراسة الأرواح لا غير . علوم النفس المعاصرة تهتم بالتشريح أكثر من دراسة النفس , ومواد دراستهم أجساد وليست أشخاصا .

لقد رأينا الطريقة الغربية لتعريف معايير السلوك الإنسان تفشل فشلا ذريعا . وفي مقابل هذا نرى القرآن الكريم واضحا تجاه هذا الموضوع كما يتبين من هذه الآيات : ( وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون ) . كما يقول الله في القرآن الكريم : ( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم ) . وهذه الآيات : ( ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين ) . وفي آية أخرى يقول القرآن : ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبد ليكون للعالمين نذيرا ) .

يصور القرآن صورة كاملة للسلوك الإنسان والقوانين المتعلقة به ، ولهذا يمكن القول بأن القرآن يعرف معايير الأخلاق فوق تعريف قواعد السلوك . سواء المعتدل أو غير المعتدل . هناك أمثلة يقدمها القرآن يمكن أن تكون أساسا لمزيد من البحث . كما أن المعلومات التي يقدمها القرآن يمكن أن تساعدنا على فهم السلوك الإنساني وطبيعته وأيضا طبيعة النمو والتطور . وبالإضافة إلى القرآن نجد حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي يمكن أن يطبق في حياتنا اليومية ، هذه الإرشادات المقدسة تنتظر أن تستخلص وتقدم في صورة عملية وتطبيقية . القرآن يقدم إرشادات في جميع مراحل الحياة وكل مجالات التصرف وهذا يشمل علم النفس العلاجي الصحة العقلية والجسدية ، الحياة الاجتماعية والبحث في الفضاء وفي وجوب الأرض وهذه المعرفة تؤدي بنا لمعرفة الله تعالى .

وفي النهاية يمكننا القول بأن مهمة عالم النفس والاجتماع المسلم هي تجميع المعرفة الإلهية وفي اضطراد البحث ودراسة القرآن والحديث هذا ضروري لاستكشاف وتعريف معايير السلوك الإنساني ، ولإدراك ما أراد الله من حد الحدود للتفريق بين الخطأ والصواب ، ولمعرفة مقاييس هذه الأمور . هذا التجميع والبحث يكون عالميا وليس تحي تأثير أية حضارة أو مجتمع . ويعتبر تكوين علم نفس إسلامي للتطبيق العالمي في حد ذاته " اجتهادا" .

عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة

يسكننى الفرح

فمنك صباحاتى

يا ارق اطلالة لفجرى الجديد

MADAMAMA

يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى

يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى

يكفينى .....انك........................تكفينى

رابط هذا التعليق
شارك

المشكلة أننا نحن العرب ..

حيث أننا نكتب ونفكر بالعربية وحيث أن الثقافة أي ثقافة هي ثقافة لغة ..

المشكلة أننا لانفرق بين الواقع ... والفكر

أو الواقع ... وتعاليم الإسلام ...

فالواقع هو .. ماهو كائن ...

أما تعاليم الإسلام هو ما يجب أن يكون ... قد يكون أو لايكون ...

والواقع أغنى أو أكثر تعقيدا وأكثر تغيرا

أما تعاليم الدين فهي شبه ثابتة .. وتغيرها مرهون بتغير الواقع نفسه مما يغير من رؤية الناس لها ..

أو أن رؤيتها من أصله والامتثال لها مرتهن بالواقع نفسه ...

وفي الحقيقة أن أي علم نفس مهما كان إسمه .. لايعتبر علما إلا إذا كان الواقع هو موضوعه ..

ولهذا كانت حيرة علماء النفس في تعريف معايير السلوك الإنساني

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

. علم النفس الغربي

لم يزعجني غير تلك الجملة و كان هناك علم نفس شرقي و علم نفس غربي و كأن الأنسان ليس هو الأنسان و اخشي ان يصبح علينا يوم لنجد علم بيولوجي شرقي وعلم بيولوجي غربي cnst:

حسنا أيها العصر ,, لقد هزمتنى ,, لكنى لا أجد فى كل هذا الشرق , مكانا مرتفعا أنصب عليه

راية استسلامى 000/

رابط هذا التعليق
شارك

. علم النفس الغربي

لم يزعجني غير تلك الجملة و كان هناك علم نفس شرقي و علم نفس غربي و كأن الأنسان ليس هو الأنسان و اخشي ان يصبح علينا يوم لنجد علم بيولوجي شرقي وعلم بيولوجي غربي h):

صدفه غريبه rs:

بالامس كنت اقرا مقال فى الاهرام كتبه د.حازم الببلاوى !! وكان يتحدث عن عالمية بعض الامور و عدم اقتصارها على فئه معينه من البشر .. وللاسف الشديد كان المثال الذى ذكره هو عن الحريه و الديمقراطيه ;) وكيف انهما المثل الذى يمكن ان يضربه فى المقال .. حيث ان الرغبه فى المساواه و الحريه و العدل هى رغبه بشريه لا تختلف من عرق لآخر .. مثلها مثل العلوم و الفنون .. يبدو ان كل المناقشات تؤدى الى روما !! rs:

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

"الإسلام هو دين طبيعي وهو الدين الوسط ، وروح الدين هي فهم السلوك البشري وتكوين النفس الإنسانية . يقول بروهي : " معنى الدين من وجهة النظر الإسلامية هو طريقة ومنهاج لإرشاد الناس للنجاح في حياتهم الدنيا والفوز الأبدي في الآخرة . وطريقة الإسلام للحصول إلى هذا هي تقديم فهم عام من خلاله يدرك الفرد مكانه في الكون والهدف الذي من أله وجد على هذه الأرض . الإسلام يدعو الناس إلى فهم دورهم ويرشدهم لتحقيق القانون الإلهي الذي وجدوا في ظله لعلهم يجنوا الحصاد الوفير في الآخرة . "

الاستاذ طه هذه الفقرة تحديدا تشير الى وسطية الدين الاسلامى وسعة عباءته فى التفسير والاجتهاد والبحث ليتناسب مع متغيرات عدة سادت عصرنا ولقد ثبت بالتجريب وليس نظريا تغطية مفاهيم ديننا السلس لاغلب ان لم يكن كل الامور الدنيويه بتفاصيلها

وانا اقصد بكلامى هذا

ماتحمله طيات هذه الفقرة

"فالواقع هو .. ماهو كائن ...

أما تعاليم الإسلام هو ما يجب أن يكون ... قد يكون أو لايكون ...

والواقع أغنى أو أكثر تعقيدا وأكثر تغيرا

أما تعاليم الدين فهي شبه ثابتة .. وتغيرها مرهون بتغير الواقع نفسه مما يغير من رؤية الناس لها ..

أو أن رؤيتها من أصله والامتثال لها مرتهن بالواقع نفسه ..."

الاخ الفاضل مصر وطنى

كلمة علم نفس غربى ليست مرعبة الى هذا الحد فمابنى على قيم غربية وحريات تختلف احيانا كلية عن مفهومنا الاسلامى للامور يعتبر غربيا او غريبا عن ما يجب ان ننتهجه فى السلوك السوى

ولنضرب مثالا صغيرا

من السلوك السوى فى بعض الدول الاوروبية ممارسة الجنس فى اماكن عامة ويعاقب من يزعج او يحدق النظر وسامحنى فى المثال لكنه حقيقى

هذا غربى وغريب وغير مقبول ومن هنا ولهذه الاسباب نرفض بعض الامور وليس كلها

فيروز

"وللاسف الشديد كان المثال الذى ذكره هو عن الحريه و الديمقراطيه وكيف انهما المثل الذى يمكن ان يضربه فى المقال .. حيث ان الرغبه فى المساواه و الحريه و العدل هى رغبه بشريه لا تختلف من عرق لآخر "

حقا هناك امور عالمية لكنها................ ليست مصرية او ربما ليست عربية fsh::

ونشكر الدكتور حازم الببلاوى على المقارنة اللامنطقيه

والاخ الكريم عوف

المجتمع المتخلف ينتج فهما متخلفاً للإسلام

اؤيدك بشده

فنحن لم نجتهد بشكل كاف لفهم روح الدين وفحواه

اعاننا الله واياكم على الفهم والوعى

عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة

يسكننى الفرح

فمنك صباحاتى

يا ارق اطلالة لفجرى الجديد

MADAMAMA

يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى

يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى

يكفينى .....انك........................تكفينى

رابط هذا التعليق
شارك

الاخ الفاضل مصر وطنى

كلمة علم نفس غربى ليست مرعبة الى هذا الحد فمابنى على قيم غربية وحريات تختلف احيانا كلية عن مفهومنا الاسلامى للامور يعتبر غربيا او غريبا عن ما يجب ان ننتهجه فى السلوك السوى

ولنضرب مثالا صغيرا

من السلوك السوى فى بعض الدول الاوروبية ممارسة الجنس فى اماكن عامة ويعاقب من يزعج او يحدق النظر وسامحنى فى المثال لكنه حقيقى

هذا غربى وغريب وغير مقبول ومن هنا ولهذه الاسباب نرفض بعض الامور وليس كلها

ما تفضلتي و ذكرتية هو من صميم الثقافة ولا علاقة لة بعلم النفس (الذي يظل علم نفس في الشرق و الغرب )

فاذا ضربتي طفلا هل سيبكي في الغرب

و ضربتي طفلا شرقيا هل سيضحك لا علاقة بعلم النفس بالثقافة السائدة في المجتمعات وليست مشكلة علم النفس ان يناقش الثقافات المحلية

بل مهمتة هي تحليل النفس الأنسانية

الأنسان سبب سعادتة و حزنة ردود افعالة

حسنا أيها العصر ,, لقد هزمتنى ,, لكنى لا أجد فى كل هذا الشرق , مكانا مرتفعا أنصب عليه

راية استسلامى 000/

رابط هذا التعليق
شارك

. علم النفس الغربي

لم يزعجني غير تلك الجملة و كان هناك علم نفس شرقي و علم نفس غربي و كأن الأنسان ليس هو الأنسان و اخشي ان يصبح علينا يوم لنجد علم بيولوجي شرقي وعلم بيولوجي غربي rs:

تمهل بس يا أخ مصر_وطنى،

تعبير "علم النفس الغربى" فعلا دقيق...فعلم النفس "كعلم حديث" كما نعرفه اليوم بدأت أسسه بالغرب بدايه بإضافات الألمانىWilhelm Wundt فى أواخر القرن التاسع عشر..وفرويد وكارل يونج من بعد، الى آخر سلسله مؤسسو النظريات والأبحاث التى شكلت هذا العلم...ولذلك إنه هام للغايه توظيف فكرته العامه (علم النفس) داخل إطار مجتمعنا العربى المسلم التى تحكمه قيم وتقاليد مختلفه ...وبل أصبح الغرب نفسه يعترف بهذه النظره المقصره للأمور من خلال منظور غربى بحت.. التى طبقت أغلبيه أبحاثه وإستنتاجاته على الفرد الابيض..وبدأ يتبنى فكره الmulticulturalism...أو تعدد الثقافات لكى يسع العلم فهم الزنجى والمكسيكى واليهودى والعربى والمسلم والهنود الأصليين، إلخ..

ولنا لقاء آخر إن شاء الله للرد على سؤالك فى موضوع تشارلز داروين

حينما يتسنى الوقت...

تحياتى..

--------

جزاكى الله خيرا يا أم محمد على مواضيعك حول علم النفس والإسلام..والتى أتابعها دوما بحكم دراستى وإهتمامى الشخصى بهذا الشق منه..ونأمل المزيد rs:

ودعواتى لكى ولمحمد بكل الخير والصحه والعافيه من الله تعالى rs:

تم تعديل بواسطة MuslimaEgyptian
التوقيع مغلق للتحسينات :) .
رابط هذا التعليق
شارك

فيروز

"وللاسف الشديد كان المثال الذى ذكره هو عن الحريه و الديمقراطيه  وكيف انهما المثل الذى يمكن ان يضربه فى المقال .. حيث ان الرغبه فى المساواه و الحريه و العدل هى رغبه بشريه لا تختلف من عرق لآخر "

حقا هناك امور عالمية لكنها................ ليست مصرية او ربما ليست عربية  fsh::

ونشكر الدكتور حازم الببلاوى على المقارنة اللامنطقيه

مش فاهمه rs:

ربما لانى اتفق مع راى دكتور حازم .. وربما لان كلمة "للاسف الشديد" قد تكون اوحت اليك انى لا اتفق معه .. انا قلت "للاسف الشديد" فقط لانه موضوع قتل بحثا فى المحاورات وكنت آمل ان يكون المثال جديدا و غير مكرر ..

وبالطبع هناك امور تعتمد على ثقافة المجتمع وبالتالى نتوقع ان تختلف من مكان لآخر .. لكن هناك امور تعتمد على عالمية الانسانيه !! وعلى اشتراك الانسان فى كل مكان و زمان فى صفات عامه .. وبالتالى لا يتوقع اختلافها !! بس كده rs:

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

ولذلك إنه هام للغايه توظيف فكرته العامه (علم النفس) داخل إطار مجتمعنا العربى المسلم التى تحكمه قيم وتقاليد مختلفه ...

نسيت أن أضيف كيف إننا سبقنا الغرب بكثير والامثله لا حصر لها من القرآن والسنه فى روعه التعامل مع النفس الإنسانيه ...ولا غبار على التعلم من الغرب ما قد يضيف إلينا سواء أسس الscientific research أو خلافه...

التوقيع مغلق للتحسينات :) .
رابط هذا التعليق
شارك

إقتباس 

ولذلك إنه هام للغايه توظيف فكرته العامه (علم النفس) داخل إطار مجتمعنا العربى المسلم التى تحكمه قيم وتقاليد مختلفه ...

نسيت أن أضيف كيف إننا سبقنا الغرب بكثير والامثله لا حصر لها من القرآن والسنه فى روعه التعامل مع النفس الإنسانيه ...ولا غبار على التعلم من الغرب ما قد يضيف إلينا سواء أسس الscientific research أو خلافه...

بصراحة شديدة أنا ضد الترديد المستمر لمقولة أننا سبقنا الغرب بقرون لان هذه المقولة حمالة أوجه وسلاح ذو حدين، ففي إمكان الغرب أيضا أن يقول أنه كان سيسبقنا بقرون ثم جئنا نحن وترجمنا الفكر الغربي في الفلسفة والرياضيات والطب وطورناه.

في رأي أن أهم ما يميز الإسلام منهجه المستقل سواء فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية أو الفلسفية، والمقارنة الدائمة بين الثقافة الإسلامية ومنتجاتها والثقافة الغربية ومنتجاتها هي مقارنة غير موضوعية، لأن الثقافة الغربية بطبيعتها ثقافة مادية تقوم على إشباع الحاجات الفردية، على العكس تماما من الثقافة الإسلامية التي ترى في المجتممع وحدة واحدة يذوب فيها الفرد وتعلى من شأن التكاتف والتضامن بين الأفراد في سبيل مصلحة الجماعة.

نحن لم نسبق الغرب ولم يسبقنا الغرب لنا طريقنا ولهم طريقهم لنا منهجنا ولهم منهجنا، ويفترض أننا على قناعة تامة بصحة إيماننا وعقيدتنا وديننا ولسنا في حاجة للتفكير الدائم ليل نهار في كيفية إثبات صحة ما نحن عليه قياسا إلى الغرب.

العلوم الاجتماعية بشكل عام علوم ذات طابع محلي ولا يمكن إنشاءها إلا من أدوات بحثية تنشأ من طبيعة الواقع والمشكلات المحلية، والعلوم الاجتماعية هي التي تؤدي إلى تطوير العلوم الطبيعية لانها تبين الاحتياجات الحقيقية للمجتمع التي يتولى العلماء والمخترعون توفيرها، وللاسف هنا تكمن الفجوة الحقيقية التي تسبب تأخرنا الدائم عن الغرب فنحن نظن ان احتياجاتنا هي احتياجاتهم ولذلك نقلنا مجتمعاتهم بخصائصها الاجتماعية النابعة من ثقافة مختلفة فوقعنا في الورطة القائمة كيف يمكننا التوفيق بين ثقافتنا الإسلامية ونمط الحياة الغربي الذي استوردناه.

رابط هذا التعليق
شارك

علي رغم من دراستي بعيدة تماما عن علم النفس الا اني اتذكر عندما كنت ادرسة في الثانوية العامة و كانت من احب المواد الي لسبب انة وكاني كنت اري نفسي و الأخرين من خلالة ولازلت حتي الأن اذكرالكثير مما درستة واعتقد اني جزء من هذا المجتمع الشرقي و رغم هذا شعرت ان علم النفس (الغربي ) يصفني

اما عن موضوع غربي فا اية يا جماعة من العلوم الحديثة اساسة مش غربي

1-الجينات و الوراثة ؟

2-علوم الفضاء؟

3-الطب و الصيدلة و الهندسة ؟

كل العلوم الحديثة اساسها و منشاها غربي فهل ة سبب رفضها بحجة الشرق و الغرب

و اشمعني علم النفس يعني ؟

حيجي حد يقولي ابن سينا

حقولوا علي عيني و راسي بس ابن سينا و غيرة كان البداية و الأساس بس المبني دلوقتي بقي ناطحة سحاب و لازم نبني بسرعة ونلحق

حسنا أيها العصر ,, لقد هزمتنى ,, لكنى لا أجد فى كل هذا الشرق , مكانا مرتفعا أنصب عليه

راية استسلامى 000/

رابط هذا التعليق
شارك

ارتقاء السلوك الإنسانى عبر الخبرة الدينية

الانسان المصري كنموذج :

قبل البدء في هذا الموضوع نود أن نفك اشتباكا لفظيا يؤدي كثيرا الى تحولات وجدانية وسلوكية تحول بيننا وبين روعة جزء عظيم من التاريخ الإنساني ، فكثيرا ما يطلق على الحضارة المصرية القديمة أنها حضارة فرعونية فتصحو في الأذهان كلمة فرعون مصحوبة بدلالاتها السالبة من الاستبداد السياسي والقهر الاجتماعي والاستعلاء والتأله ، ثم ترتبط هذه الصفات بما ورد بحق فرعون في التراث الديني فتخلق حواجز نفسية تجاه هذا النتاج الفرعوني أو المتفرع عنه والحقيقة غير ذلك تماما ، فالحضارة المصرية القديمة بكل إبداعاتها الخالدة ليست نتاجا فرعونيا ، وانما هي نتاج قول امتلأت بمعاني التوحيد والخلود ووجد أنات امتلأت بمشاعر القداسة ، وصدور انشرحت لتلك المعاني والمشاعر فتلقت الجمال الكوني وصاغته فنا خالدا

وقد اخترنا الانسان المصري كنموذج نظرا لتقلبه في الخبرات الدينية المتعددة بدءا من الديانات المصرية القديمة ومرورا بالمسحية وانتهاء الاسلام وفي هذا المقال لن يكون منهجنا الاستقصاء التاريخي وانما الاستقصاء النفسي الذي يرتبط مباشرة بالإبداعات الحضارية الموجودة بين أيدينا ، وبمظاهر التدهور الشائعة بيننا فالأيمان بالغيب هو مفتاح تلك الحضارة المصرية القديمة على الرغم من الاعتقاد الخاطئ السائد لدى محدودي الرؤية بأنها كانت فى مجملها حضارة وثنية خالصة.

والمتأمل لآثار هذه الحضارة سوف يلمح بسهولة إلحاح فكرة الإله أو الآلهة على الإنتاج المعرفي المنقوش وعلى الإنتاج الفني المنحوت وسوف يلحظ انشغالا هائلا بالحياة الأخرى والخلود ، لذلك أهتم الانسان المصري القديم ببناء المعابد والمقابر أكثر من انشغاله ببناء القصور ، أي أنه كان اكثر وعيا بالحياة الباقية من الحياة العابرة وفرق كبير بين ان يعمل الانسان ليعمر حياة قصيرة منتهية لا محالة وبين أن يعمل لحياة خالدة ن في الحالة الأولى سيقنع بالأدنى وفي الثانية سيسعى للأرفع والأسمى وفي الحالة الأولى سيرضى بآي لذة عابرة وفي الثانية سيسعى لملذات هائلة ودائمة ولما كانت فكرة الخلود مسيطرة على الانسان القديم جاءت الحضارة قوية وممتدة ورائعة فالإحسان هو الثمرة النهائية للأيمان بالغيب ( حامد سعيد 1994 - أساسيات الشخصية المصرية ) وكانت المعابد والمساجد بنظافتها وصفوها منابت لمشاعر القداسة حيث روعة الوحدة الكامنة خلف الظاهر المتعدد وحيث تتلاشى ضوضاء النفس وضرورات الجسد فيقوي جوهر الروح التي تجوب في رحاب المقدس وتعود محملة بأشواق العلو وحنين العودة الى الجمال والصفاء والمحبة ، ويعود الانسان صاحب هذه الروح فيبدع في عمارة المعابد والمساجد ما يدعم هذه المعاني ويعززها فنجد العلو في البناء بما يفوق ضرورات استخدام المكان وارتفاع المآذن والقباب التي تقوم على قواعد أكثر اتساعا ثم تلملم أطرافها كلما اتجهت نحو الذروة وكأنها تلتقي قرب السماء عند نقطة واحدة تأكيدا لمعنى التوحيد ومعنى التلاقى والقبلة كامنة في حضن الجدار تنتهي في أعلاها بقبو حان وكأنها تحتضن في رفق كل من قصد المحراب والأيونات المقوسة أو نصف الدائرية تواصل عملية الحنو على السائرين والقائمين والراكعين والساجدين ووحدات الأرابسك (العاشق والمعشوق) في الشبابيك والشرفات والمشربيات توحي بالترابط والتماسك والنظام والتناغم الهادئ البسيط ووحدات الفن الإسلامي البسيط (المربعات والمستطيلات والمثلثات ) تتشابك لتكون منظومات غاية في الدقة والنظام والجمال وهذه المنظومات الفنية توحى بالالتزام وتوحي باحترام القوانين الكونية المنضبطة وهي على الرغم من بساطة وحداتها الا أنها حين تتشابك تشكل تراكيب متعددة توحى بالتراكم والثراء والتعدد في غير ازدحام أو تعقيد أو اشتباك ونلحظ ثبات هذه القواعد في بناء المعابد والمساجد عبر المراحل التاريخية المختلفة على الرغم من تطور وتغيير المفاهيم والأساليب المعمارية ولا يفسر هذا الثبات الا أنها انعكاسات للتراكيب المعرفية والمشاعر الدينية يستقبلها الانسان من المقدس السامي والحاني ويعيد إسقاطها على عمارة دور العبادة ليراها رأي العين فتتعزز مرة أخرى داخل نفسه قيم العلم والأيمان بوعي اعمق وكذلك العمل الصالح والالتزام والإتقان.

وفي فترات الصعود الحضاري كانت تتسع دوائر الأيمان وتتعمق مستويات الوعي ويتبع ذلك عملا صالحا مؤيدا بعقيدة الإتقان والإحسان فتظهر التراكيب المعمارية والفنية رحبة شامخة متقنة أما في عصور الاضمحلال فقد كان الأيمان يتسطح والوعي يتقلص ويتكلس والهمم تضعف والطموحات تدنو فتقترب من الحضيض ويظهر العمل واطئا قميئا مشوها عشوائيا قذرا وكذلك يصبح الانسان.

واقتران الأيمان بالعمل في عدد هائل من الآيات (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) يبدو دليلا على العلاقة التآزرية بينهما فالأيمان كرؤية توحيدية شمولية رائعة للإله مرورا بكل إبداعاته من المخلوقات لا بد وان يدفع الى عمل على نفس مستوى هذه الرؤية من الروعة والشمول والإتقان ، ومن ناحية أخرى فان العمل المتقن الشامل الذي يؤديه الانسان وهو منشرح الصدر سوف يفتح آفاقا جديدة لأدراك أوسع وأروع يؤدي الى ايمان ارقي ثم الى عمل أكثر إبداعا وروعة وهكذا في علاقة تآزرية متصاعدة .

وفي فترات النكوص حين يختزل الأيمان او يتشوه تتحلل هذه الرابطة التآزرية فينتج العمل تائها مغتربا غوغائيا عدوانيا عشوائيا قبيحا ويصبح البيت والشارع والإنسان كذلك والصلاة واجبة لدوام الاتصال والتواصل بين الرحاب المقدسة وبين النفس الباحثة عن السلام والطمأنينة فهي معراج يومي عبر مستويات الرقي والمعرفي والوجداني الى ما بعد سدرة المنتهي حيث إذا تجاوز الانسان اخترق واذا تجاوز غيره احترق وعندما يحدث هذا التوجه للقلب المجتمع وتكون أبواب الإدراك قد تفتحت ، والعزائم قد اشتدت واستعدت واشتاقت الى تحقيق الذات الجديدة في دنيا الواقع حتى تتدافع الخطوات من بعد ذلك كدقات القلب عندما يبدأ النبض ويستمر يأخذ ليعطي ، ويعطي ليأخذ من جديد عندما يحدث هذا على مستوى الفرد أو مستوى الجماعة تحدث صلاة تحدث صلة بين الداخل المجتمع على أمر ، والخارج المدرك الذي تدفقت اليه مال القلوب لتتحقق في أعمال منجزة كلما تحقق ذلك على قدر أكبر من الشمول الظاهر والباطن المستور كلما كانت الصلة والصلاة أقدر على الإنجاز الرائع والعمل الشافي لتوتر الأعماق واعدادها لدفعة جديدة من دفعات القلب الخلاق (أساسيات الشخصية المصرية) .

وفي فترات القهر تصبح الصلاة عملا نمطيا قهريا تتثاقل الرؤوس عن أدائه وتصبح مكبرات الصوت فوق المآذن وفوق أسطح المنازل مصدرا للضجيج والنداء على الأموال الضائعة والتائهين وتصبح خطبة الجمعة عبارات جامدة لاكتها الألسن ملايين المرات ومع هذا يصر ملقوها على استبقاء المصلين يتململون من طول الجلوس لمدة ساعة على الأقل وهم بين نائم ونصف نائم وشارد او لافض أو متألم .

وحين ينطلق الناس بعد ذلك تجدهم يقولون مالا يفعلون ويفعلون عكس ما سمعوا وكأنهم يمارسون عدوانا سلبيا على من وعظهم(أو قهرهم) والميزان في الوجدان الديني يبعث الشعور بالعدل والتوازن ويهيئ النفس للحساب ليس فقط في الآخرة بل في الدنيا الحاضرة فتتكون ملكة المحاسبة ، تلك الملكة التي تهذب النفسي وتشذب الأطراف الشاردة فيها ، وتعدل معوجها وتزيل قبحها ودمامتها ن وتوازن بين الذات وبين الآخر.

وتتولد أشياء وأشياء

شيء من معني الاستقامة والترفع والورع والاحتشام والتوازن - شيء من الدقة ومراعاة المسافات والمساحات في العمل الفني سواء كان بناءا أو زخرفة أو سلوكا قويما شيء من احترام النظام الكوني اللطيف المتناغم احترام ينم عن قلب مطمئن بالعدل رقيب على نفسه وحسيب

شيء يتبلور في أعماق النفس عندما تدرك القانون الإلهى

عندما ترى الكل الشامل عندما تستشعر الوحدة الكبرى

شئ من الخشية والوعي بالحساب

خشية تشيع في أنحاء الذات لما تلمسه من شيوع الحساب وحساب يتولد تلقائيا يقنن ويقدر حتى لا يكون العمل نشازا خارجا عن سياق اللحن الشامل

شيء يشيع في الفن المصري يخلطه بعض الناس بالجمود

هو مظهر التوقف للتأمل ولكن هذا الشيء بخلاف ذلك الجمود

بل هو بعيد عنه كل البعد أنه تعلق النفس بالقانون واملها أن تصبح واحدا معه أن تتلاشى هى وأن يكون هو (حامد سعيد 1994 – أساسيات الشخصية المصرية )

وفي مراحل التحلل الديني يختل الميزان فلا يقوم الناس بالقسط وتضعف ملكات المحاسبة والمراقبة فتجور النفوس وتمتد الأيدي تأخذ بغير حساب ، ويضطرب القانون الأخلاقي ويضطرب معه القانون الجمالي فتظهر الأعمال خالية من الدقة والإتقان وتظهر الأشكال مضطربة المسافات والمساحات بشكل منفر وتصبح الخطوط معوجة والشوارع والأساليب ملتوية والتخطيطات عشوائية وواجهات البيوت ملطخة باللافتات والغسيل القذر وحزم الثوم والبصل ورشح مواسير المجاري ويصبح الانسان كذلك.

والله سبحانه يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي.

وقد وضع الميزان ليقوم الناس بالقسط .....مرة أخرى

ليقوم الناس بالقسط.

إنتهى

أتيت لا ربيع بعدكم ولا شتاء

أتيت كالامطار

كل ما أحمله نقاء

رابط هذا التعليق
شارك

وفي مراحل التحلل الديني يختل الميزان فلا يقوم الناس بالقسط وتضعف ملكات المحاسبة والمراقبة فتجور النفوس وتمتد الأيدي تأخذ بغير حساب ، ويضطرب القانون الأخلاقي ويضطرب معه القانون الجمالي فتظهر الأعمال خالية من الدقة والإتقان  وتظهر الأشكال مضطربة المسافات والمساحات بشكل منفر وتصبح الخطوط معوجة والشوارع والأساليب ملتوية والتخطيطات عشوائية وواجهات البيوت ملطخة باللافتات والغسيل القذر وحزم الثوم والبصل ورشح مواسير المجاري ويصبح الانسان كذلك.

smk: :D :o

فى المعتاد لا احب ان اعلق على مداخلات بهذا الاحكام حتى لا يبدو تعليقى ابلها بالمقارنه بها smk:

لكن اعجبتنى بشده هذه الفقره فى المداخله لربطها بين مظاهر نراها فى حياتنا اليوميه وبين الحاله الدينيه لدينا .. رائع :blink:

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...