اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

القبس النفيس من تلبيس إبليس .....


طارق مصرى

Recommended Posts

ليس موضوعا لنقل الكتاب الشهير تلبيس إبليس للإمام أبو الفرج بن الجوزى – رحمه الله – و لكننى رأيت علما غزيرا و فهما جميلا و تفسيرا ذكيا و قصدا طيبا فى هذا الكتاب , فأحببت أن أقبتس من مشكاته شيئا مع بعض الملاحظات البسيطة منى ربما تكون نفعا للبعض .....

و الله الموفق ............. :clappingrose:

c4832be5eeb0a365c14df83fd90f8827.jpg
رابط هذا التعليق
شارك

فى البداية

ما معنى عنوان الكتاب :تلبيس إبليس ؟

التلبيس إظهار الباطل في صورة الحق.. والغرور نوع جهل يوجب اعتقاد الفاسد صحيحا والردىء جيدا وسببه وجود شبهة أوجبت ذلك وإنما يدخل إبليس على الناس بقدر ما يمكنه ويزيد تمكنه منهم ويقل على مقدار يقظتهم وغفلتهم ..وجهلهم وعلمهم

هذا من أشد أساليب إبليس فى غواية الإنسان قلب الحقائق .

إذا باختصار ألف الامام ابن الجوزى - رحمه الله - هذا الكتاب للحذر من عدونا الأول إبليس و من مكائدة و حيله التى لا تنتهى و اهمها التلبيس..

يقول المؤلف:

فرأيت أن أحذر من مكايده و أدل على مصايده فإن في تعريف الشر تحذيرا عن الوقوع فيه

وقد وضعت هذا الكتاب محذرا من فتنة ومخوفا من محنة وكاشفا عن مستوره وفاضحا له في خفي غروره والله المعين بجوده كل صادق في مقصوده

إننا نعرف سبب عداء إبليس لنا و لكن ما سبب نجاحاته فى غواية البشر ؟

ولما أنعم الله على هذا العالم الإنسي بالعقل أفتتحه الله بنبوة أبيهم آدم عليه السلام فكان يعلمهم عن وحي الله عز وجل فكانوا على الصواب إلى أن إنفرد قابيل بهواه فقتل أخاه ثم تشعبت الأهواء بالناس فشردتهم في بيداء الضلال حتى عبدوا الأصنام واختلفوا في العقائد والأفعال اختلافا خالفوا فيه الرسل والعقول اتباعا لأهوائهم وميلا إلى عاداتهم وتقليدا لكبرائهم فصدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين

فابتعث الله سبحانه وتعالى محمدا فرفع المقابح وشرع المصالح فسار أصحابه معه وبعده في ضوء نوره سالمين من العدو وغروره فلما انسلخ نهار وجودهم أقبلت أغباش الظلمات فعادت الأهواء تنشىء بدعا وتضيق سبيلا ما زال متسعا ففرق الأكثرون دينهم وكانوا شيعا ونهض إبليس يلبس ويزخرف ويفرق ويؤلف وإنما يصح له التلصص في ليل الجهل فلو قد طلع عليه صبح العلم افتضح

إنه الهوى ..

.درس اللعين النفس البشرية و علم ما فيها من شهوات و ما فى عقلة من شبهات و استغل غرور البشر فى ذكائهم و رجاحة عقلهم .

يتبع ..........

c4832be5eeb0a365c14df83fd90f8827.jpg
رابط هذا التعليق
شارك

و هل معنى وجود الهوى فى نفس الانسان أن ننحى جانب العقل و نكتفى بالنقل؟

فإن أعظم النعم على الإنسان العقل لأنه الآلة في معرفة الإله سبحانه والسبب الذي يتوصل به إلى تصديق الرسل إلا أنه لمّا لم ينهض بكل المراد من العبد بُعثت الرسل و أُنزلت الكتب فمثال الشرع الشمس ومثال العقل العين فإذا فتحت وكانت سليمة رأت الشمس

ما أحلاه من تفسير ...

فالدين هو الشمس تضيىء لنا و العقل هو العين يرى بنور الدين جميع الطرق فعليه أن يختار منها ما يوصله إلى السلامة و يبتعد عن ما يهوى به فى حفر الندامة . فلا غنى للشرع و العقل عن بعضهما البعض .

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال والله ما أظن على ظهر الأرض اليوم أحدا أحب إلى الشيطان هلاكا مني فقيل وكيف فقال والله إنه ليحدث البدعة في مشرق أو مغرب فيحملها الرجل إلي فإذا انتهت إلي قمعتها بالسنة فترد عليه كما أخرجها

فعلا فالعالم أشد على الشيطان من ألف عابد , فالأول يعمل بفهم و الثانى يعمل بدون فهم

يتبع...........

c4832be5eeb0a365c14df83fd90f8827.jpg
رابط هذا التعليق
شارك

موضوع شديد الأهمية ياأستاذ طارق ..

فقد قال الله سبحانه (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ))

فإن كان الشيطان عدوا لنا وجب علينا معرفته و معرفة أساليبه في الا غواء لنتمكن من التغلب عليه.

شكرا لك و جزاك الله خيرا.

وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ

رابط هذا التعليق
شارك

يكمل لنا الامام ابو الفرج بن الجوزى رحمة الله تعالى التحذير من مكائد إبليس و شراكه الخادعة و إسلوب غوايته فيقول

اعلم أن الآدمي لما خلق ركب فيه الهوى والشهوة ليجتلب بذلك ما ينفعه ووضع فيه الغضب ليدفع به ما يؤذيه وأعطى العقل كالمؤدب يأمره بالعدل فيما يجتلب ويجتنب وخلق الشيطان محرضا له على الإسراف في اجتلابه واجتنابه فالواجب على العاقل أن يأخذ حذره من هذا العدو الذي قد أبان عدواته من زمن آدم عليه الصلاة والسلام وقد بذل عمره ونفسه في فساد أحوال بني آدم وقد أمر الله تعالى بالحذر منه فقال سبحانه وتعالى لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون وقال تعالى ^ الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ^ وقال تعالى ^ ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ^ وقال ^ إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون

كل نفس بها اسباب الصلاح و اسباب الفساد , قد افلح من زكاها و قد خاب من دساها

ثم تطرق الى نقطة فى غاية الاهمية

وينبغي أن تعلم أن إبليس شغله التلبيس أول ما التبس عليه الأمر فأعرض عن النص الصريح على السجود فأخذ يفاضل بين الأصول فقال ^ خلقتني من نار وخلقته من طين ^ ثم أردف ذلك بالإعتراض على الملك الحكيم فقال أرأيتك هذا الذي كرمت علي والمعنى أخبرني لما كرمته علي غرر ذلك الإعتراض أن الذي فعلته ليس بحكمة ثم أتبع ذلك بالكبر فقال ^ أنا خير منه ^ ثم امتنع عن السجود فأهان نفسه التي أراد تعظيمها باللعنة والعقاب فمتى سول للإنسان أمرا فينبغي أن يحذر منه أشد الحذر وليقل له حين

أمره إياه بالسوء إنما تريد بما تأمر به نصحي ببلوغي شهوتي وكيف يتضح صواب النصح للغير لمن لا ينصح نفسه كيف أثق بنصيحة عدو فانصرف فما في لقولك منفذ فلا يبقى إلا أنه يستعين بالنفس لأنه يحث على هواها فليستحضر العقل إلى بيت الفكر في عواقب الذنب لعل مدد توفيق يبعث جند عزيمته فيهزم عسكر الهوى والنفس

ألا نرى ذلك فى حياتنا ؟ يأتى لبعض الناس النص الواضح و الفتوى الصريحة بتحريم عمل يعملة فتجده يقلب الامور ويلبسها

حرام تدخين السجائر بدليل .... فيرد انا احسن من اللى بيدخن حشيش !!!

حرام تضعى المساحيق و اللبس المكشوف امام الرجال الاجانب و الدليل .... و الفتوى .... تقولك الله جميل يحب الجمال , و انا اخلاقى تمام و احسن من كتير لابسين حجاب !!!

..........الخ

يتبع..............

تم تعديل بواسطة طارق مصرى
c4832be5eeb0a365c14df83fd90f8827.jpg
رابط هذا التعليق
شارك

يذكر لنا الإمام أمثلة من تلبيس إبليس على المتعبدين

و قد أتيت ببعضها لشيوعها فى عصرنا الحالى...

منهم من يلبس عليه في النية فتراه يقول أرفع الحدث ثم يقول أستبيح الصلاة ثم يعيد فيقول أرفع الحدث وسبب هذا التلبيس الجهل بالشرع لأن النية بالقلب لا باللفظ فتكلف اللفظ أمر لا يحتاج إليه ثم لا معنى لتكرار اللفظ

كثيرا من الناس يحسب ان النية بالتلفظ و ربما يبالغ فيها و كثيرا ما نرى ذلك فى المسجد (نويت أصلى العصر أربع ركعات فريضة لله ................!!!!!!) و النية محلها القلب

ومنهم من يلبس عليه بالنظر في الماء المتوضأ به فيقول من أين لك أنه طاهر ويقدر له فيه كل احتمال بعيد وفتوى الشرع يكفيه بأن أصل الماء الطهارة فلا يترك الأصل بالاحتمال ومنهم من يلبس عليه بكثرة استعمال الماء وذلك يجمع أربعة أشياء مكروهة الإسراف في الماء وتضييع العمر القيم فيما ليس بواجب ولا مندوب والتعاطي على الشريعة إذا لم يقنع بما قنعت به من استعمال الماء القليل والدخول فيما نهت عنه من الزيادة على الثلاث وربما أطال الوضوء ففات وقت الصلاة أو فات أوله وهو الفضيلة أو فاتته الجماعة وتلبيس إبليس على هذا بأنك في عبادة ما لم تصح لا تصح الصلاة ولو تدبر أمره لعلم أنه في مخالفة وتفريط وقد رأينا من ينظر في هذه الوساوس ولا يبالي بمطعمه ومشربه ولا يحفظ لسانه من غيبة فليته قلب الأمر
ومن ذلك تلبيسه عليهم في نية الصلاة فمنهم من يقول أصلى صلاة كذا ثم يعيد هذا ظنا منه أنه قد نقض النية والنية لا تنقض وأن لم يرض اللفظ ومنهم من يكبر ثم ينقض ثم يكبر ثم ينقض فاذا ركع الإمام كبر الموسوس وركع معه فليت شعري ما الذي أحضر النية حينئذ وما ذاك إلا لأن إبليس أراد أن يفوته الفضيلة وفي الموسوسين من يحلف بالله لا كبرت غير هذه المرة وفيهم من يحلف بالله بالخروج من ماله أو بالطلاق وهذه كلها تلبيسات إبليس والشريعة سمحة سهلة سليمة من هذه الآفات وما جرى لرسول الله ولا لأصحابة شيء من هذا وقد بلغنا عن أبي حازم أنه دخل المسجد فوسوس إليه إبليس أنك تصلي بغير وضوء فقال ما بلغ نصحك إلى هذا وكشف هذا التلبيس أن يقال للموسوس إن كنت تريد إحضار النية فالنية حاضرة لأنك قمت لتؤدي الفريضة وهذه هي النية ومحلها القلب لا اللفظ إن كنت تريد تصحيح اللفظ فاللفظ لا يجب ثم قد قلته صحيحا فما وجه الإعادة أفتراك تظن وقد قلت إنك ما قلت هذا مرض

من المشاكل الكبيرة التى تصيب الكثير و أنا أصبت بشىء منها لفترة و هى الوسوسة فى الوضوء و الوسوسة فى صحة الصلاة و يذهب هذه الوساوس بعد عون الله العمل بالقاعدة الفقهية

التى تقول اليقين لا يزول بالشك

ومنه أنهم يخلطون أذان الفجر بالتذكير والتسبيح والمواعظ ويجعلون الأذان وسطا فيختلط وقد كره العلماء كل ما يضاف إلى الأذان وقد رأينا من يقوم بالليل كثيرا على المنارة فيعظ ويذكر ومنهم من يقرأ سورا من القرآن بصوت مرتفع فيمنع الناس من نومهم ويخلط على المتهجدين قراءتهم وكل ذلك من المنكرات

اه كثيرا ما ارقوا النائمين و اتعبوا المسنين و هذا بفعل بدع لم نؤمر بها ..

وقد لبس إبليس على قوم فتركوا كثيرا من السنن لواقعات وقعت لهم فمنهم من كان يتخلف عن الصف الأول ويقول إنما أراد قرب القلوب ومنهم من لم ينزل يدا على يد في الصلاة وقال أكره أن أظهر من الخشوع ما ليس في قلبي وقد روينا هذين الفعلين عن بعض أكابر الصالحين

الخوف المبالغ من الرياء ربما يصيب صاحبة بالبلاء فيترك كثيرا من السنن و العبادات خوفا من دخول العجب الى نفسه او خوفا من ان يذكره الناس بالطاعة فيدخل فى قلبة الرياء ...

فيترك العمل ..

وقد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج باعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد وتارة في إخراج ضاد المغضوب ولقد رأيت من يقول المغضوب فيخرج بصاقة مع إخراج الضاد لقوة تشديده وإنما المراد تحقيق الحرف فحسب وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة وكل هذه الوساوس من إبليس

و هذا نراه ايضا عند بعض قراء القران بالذات قراء السرادقات حيث يتكلفون فى القراءة ما يخالف قواعد التجويد ناهيك عن أدب قراءة القران و تدبر معانية و خروج الأمر من مجال العبرة و التدبر إلى التفكه و الطرب ..........

وفيهم من يسهره كله ويفرح بقيام الليل وصلاة الضحى أكثر مما يفرح بأداء الفرائض ثم يقع قبيل الفجر فتفوته الفريضة أو يقم فيتهيأ لها فتفوفته الجماعة أو يصبح كسلان فلا يقدر على الكسب لعائلته

سبحان الله ... تعتبر هذا من فعل الشيطان يا إمام ؟

ماذا ستقول لو رأيت من يسهرون للأفلام و المسرحيات و التنزة و اللعب ثم لا يحلو لهم النوم إلا قبيل الفجر بالحظات !!!!

c4832be5eeb0a365c14df83fd90f8827.jpg
رابط هذا التعليق
شارك

تلبيس إبليس على العلماء و الدعاه

فمن ذلك أن أحدهم يشتغل بالقراآت الشاذة وتحصيلها فيفني أكثر عمره في جمعها وتصنيفها والأقراء بها ويشغله ذلك عن معرفة الفرائض والواجبات فربما رأيت إمام مسجد يتصدى للأقراء ولا يعرف ما يفسد الصلاة وربما حمله حب التصدر حتى لا يرى بعين الجهل على أن يجلس بين يدي العلماء ويأخذ عنهم العلم ولو تفكروا لعلموا أن المراد حفظ القرآن وتقويم ألفاظه ثم فهمه ثم العمل به ثم الإقبال على ما يصلح النفس ويطهر أخلاقها ثم التشاغل بالمهم من علوم الشرع ومن الغبن الفاحش تضييع الزمان فيما غيره الأهم

تضيع الوقت و العمر فى فروع مع أهمال الأصول , فلا مانع طبعا من الإلمام بفروع الشريعة و العقيدة و تصنيف الكتب بها و لكن من العار أن يكون مصنفها و جامعها يجهل أصول و قواعد فى العلم الشرعى .

كان الفقهاء في قديم الزمان هم أهل القرآن والحديث فما زال الأمر يتناقص حتى قال المتأخرون يكفينا أن نعرف آيات الأحكام من القرآن وأن نعتمد على الكتب المشهورة في الحديث كسنن أبي داود ونحوها ثم استهانوا بهذا الأمر أيضا وصار أحدهم يحتج بآية لا يعرف معناها وبحديث لا يدري أصحيح هو أم لا وربما اعتمد على قياس يعارضه حديث صحيح ولا يعلم لقلة التفاته إلى معرفة النقل وإنما الفقه استخراج من الكتاب والسنة فكيف يستخرج من شيء لا يعرفه ومن القبيح تعليق حكم على حديث لا يدري أصحيح هو أم لا ولقد كانت معرفة هذا تصعب ويحتاج الإنسان إلى السفر الطويل والتعب الكثير حتى تعرف ذلك فصنفت الكتب وتقررت السنن وعرف الصحيح من السقيم ولكن غلب على المتأخرين الكسل بالمرة عن أن يطالعوا علم الحديث حتى إني رأيت بعض الأكابر من الفقهاء يقول في تصنيفه عن ألفاظ في الصحاح لا يجوز أن يكون رسول الله قال هذا ورأيته يحتج في مسألة فيقول دليلنا ما روى بعضهم أن رسول الله قال كذا ويجعل الجواب عن حديث صحيح قد احتج به خصمه أن يقول هذا الحديث لا يعرف وهذا كله جناية على الاسلام
كان الوعاظ في قديم الزمان علماء فقهاء وقد حضر مجلس عبيد بن عمير عبد الله بن عمر رضي الله عنه وكان عمر بن عبد العزيز يحضر مجلس القاص ثم خست هذه الصناعة فتعرض لها الجهال فبعد عن الحضور وعندهم المميزون من الناس وتعلق بهم العوام والنساء فلم يتشاغلوا بالعلم وأقبلوا على القصص وما يعجب الجهلة وتنوعت البدع في هذا الفن

آفة ظهور دعاة نحسبهم يريدون الهداية للناس.. يريدون بناء المجتمع الصالح فى دينه و الفالح فى دنياه و لكنهم أخطأوا السبيل و شذوا عن قواعد البناء و بنوا فكرهم و منهجهم الدعوى بدون أساس و هو العلم الشرعى و اكتفوا ببعض الايات و الاحاديث و بعض الاقوال لاهل العلم بدون حتى تبيان صحيحها من سقيمها و زين لهم الشيطان أعمالهم وفرحوا باجتماع العوام حولهم و ثنائهم العطر عليهم و حقر لهم توجيه إهل العلم لهم و إرشادهم لهم على أخطائهم و أفتوا و نصحوا و وجّهوا...... فضلّوا و أضلّوا .

c4832be5eeb0a365c14df83fd90f8827.jpg
رابط هذا التعليق
شارك

خاتمة ...............

تلبيس إبليس على ولاة الأمر

و قد بين تلبيس إبليس عليهم فى عدة بنود و سأكتفى منها بتسعة :

قد لبس عليهم إبليس من وجوه كثيرة نذكر أمهاتها

فالوجه الأول أنه يريهم أنه الله عز وجل يحبهم ولولا ذلك ما ولاهم سلطانه ولا جعلهم نوابا عنه في عباده وينكشف هذا التلبيس بأنهم إن كانوا نوابا عنه في الحقيقة فليحكموا بشرعه وليتبعوا مراضيه فحينئذ يحبهم لطاعته فأما صورة الملك والسلطنة فانه قد أعطاها خلقا ممن يبغضه وقد بسط الدنيا لكثير ممن لا ينظر إليه وسلط جماعة من أولئك على الأولياء والصالحين فقتلوهم وقهروهم فكان ما أعطاهم عليهم لا لهم ودخل ذلك في قوله تعالى -إنما نملي لهم ليزدادوا إثما-

والثالث أنه يخوفهم الأعداء ويأمرهم بتشديد الحجاب فلا يصل إليهم أهل المظالم ويتوانى من جعل بصدد رفع المظالم - روى أبو مريم الأسدي عن النبي قال من ولاه الله شيئا من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله عز وجل دون حاجته وخلته وفقره

والرابع أنهم يستعملون من لا يصلح ممن لا علم عنده ولا تقوى فيجتلب الدعاء عليهم بظلمة الناس

والخامس أنه يحسن لهم العمل برأيهم فيقطعون من لا يجوز قطعه ويقتلون من لا يحل قتله ويوهمهم أن هذه سياسة وتحت هذا من المعنى أن الشريعة ناقصة تحتاج إلى إتمام ونحن نتمها بآرائنا وهذا من أقبح التلبيس لأن الشريعة سياسة إلهية ومحال أن يقع في سياسة الإله خلل يحتاج معه إلى سياسة الخلق قال الله عز وجل ^ ما فرطنا في الكتاب من شيء ^ وقال ^ لا معقب لحكمه ^ فمدعي السياسة مدعي الخلل في الشريعة وهذا يزاحم الكفر
والسادس أنه يحسن لهم الانبساط في الأموال ظانين أنها بحكمهم وهذا تلبيس يكشفه وجوب الحجر على المفرط في مال نفسه فكيف بالمستأجر في حفظ مال غيره وإنما له من المال بقدر عمله فلا وجه للانبساط

والسابع أنه يحسن لهم الانبساط في المعاصي ويلبس عليهم أن حفظكم للسبيل وأمن البلاد بكم يمنع عنكم العقاب وجواب هذا أن يقال إنما وليتم لتحفظوا البلاد وتؤمنوا السبل وهذا وجب عليهم وما انبسطوا فيه من المعاصي منهي عنه فلا يرفع هذا ذلك

والثامن أنه يلبس على أكثرهم بأنه قد قام بما يجب من جهة أن ظواهر الأحوال مستقيمة ولو حقق النظر لرأى اختلالا كثيرا
والتاسع أنه يحسن لهم استجلاب الأموال واستخراجها بالضرب العنيف وأخذ كل ما يملكه الخائن واستخلافه وإنما الطريق إقامة البينة على الخائن وقد روينا عن عمر بن عبد العزيز أن غلاما كتب له أن قوما خانوا في مال الله ولا أقدر على استخلاص ما في أيديهم إلا أن أنا لهم بعذاب فكتب إليه لأن يلقوا الله بخيانتهم أحب إلي من أن ألقاه بدمائهم

والثاني عشر أن من الولاة من يعمل لمن فوقه فيأمره بالظلم فيظلم ويلبس عليهم إبليس بأن الإثم على الأمير لا عليك وهذا باطل لأنه معين على الظلم وكل معين على المعاصي عاص فان رسول الله لعن في الخمر عشرة ولعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ومن هذا الفن أن يجبي المال لمن هو فوقه وقد علم أنه يبذلأ فيه ويخون فهذا معين على الظلم أيضا وفي الحديث بإسناد مرفوع إلى جعفر بن سليمان قال سمعت مالك بن دينار يقول كفى بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة والله الهادي إلى الصواب .
c4832be5eeb0a365c14df83fd90f8827.jpg
رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      فى الذكرى الـ15 على رحيل أديب نوبل العالمىتمر هذه الأيام الذكرى الخامسة عشرة على رحيل عميد الرواية العربية الأعرض المقال كاملاً
    • 98
      نعم .. الأخ الأكبر يتحمل جزءا أكبر من المسئولية .. وربما بعض الدلع من "الصغار" .. ولكنه لا يقبل "قلة أدب" هؤلاء الصغار نعم .. الأخ الأكبر يقف فى المواجهة لحل مشاكل الأسرة .. ولكن من ضمن مسئوليته فى المواجهة ألا يقبل من "الصغار" توريطه فى مغامراتهم وحماقاتهم إعتمادا على أن الأخ الأكبر لابد أنه سيتدخل لحمايتهم والدفاع عنهم عندما يأتى رد الفعل حملة منظمة بدأت مع اقتراب انتهاء اتفاقية التهدئة بين حماس وإسرائيل للهجوم على مصر .. ولا زالت الحملة مستمرة ولا زال المولد منصوبا .. مظاهرة "صغار" تحركه
    • 1
      إبليس الملعون اللعين لن يدعنا و شأننا أبدا... هو و قبيله يعملون ليلا نهارا بلا كلل او ملل, و يتفننون فى إيقاعنا فى الشرك بالله و الكفر به... إبليس يمكن ان يصور للإنسان - فى ذهنه و ليس واقعيا - امورا كثيرة و يزينها له, فيقع فى المحظور... فيمكن ان يلبس الحق باطلا... و يلبس الباطل حقا.... و هذا هو اخطر ما فى الامر. و لكن إبليس ليس له حكما علينا... أى أنه لا يستطيع ان يجبر الانسان على شىء... فكل ما يفعله هو الوسوسة و الزن عالودان و بث الصور الذهنية و التلاعب بها و تضليل الانسان من خلال هذه الصور
    • 3
      مقال ممتاز للكاتب علاء الاسواني يقارن فيه بين الملك و المرشد، وفكرة السمع والطاعة ، ويفضح فيه ممارسات قد تبدو طبيعية للمارسيها ولكنها مرفوضة للأشخاص الطبيعيين بوجه عام. كيف يعتز الانسان بنفسه ويحفظ كرامته من ان تنتهك باسم الدين.
    • 21
      Report shows that Salafists, Mubaraks, not April 6 Youth Movement, receive millions in foreign funding http://english.ahram.org.eg/News/26901.aspx براءة جماعة 6 ابريل من تهم التمويل غير المشروع اعتقد الآن والحقائق تتكشف ان هناك الكثير بيننا مدينون بالإعتذار لشباب شرفاء حملوا هم الوطن واتهموا من كل جانب بدون دليل فقط لقتل روح الكرامة والحرية فيهم ، جماعة 6 إبليس كما يحلوا للبعض ان يخوض فيه اراد الله لها ان تظهر براءتها وطهرها وان يتضح مدى حب هؤلاء للبلد وتضحيتهم اليوم يتضح مدى تلاعب المجلس ب
×
×
  • أضف...