اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

السلطان والوعاظ وقضايانا المصيرية


Gharib  fi el zolomat

Recommended Posts

السلطان والوعاظ وقضايانا المصيرية

بقلم :د. محمد صالح المسفر

يتسابق وعاظ السلطة في الوطن العربي علي إدانة وتحريم كل فعل يؤدي بحياة عدو أو مناصر لعدو، شأن هؤلاء الوعاظ شأن قادتهم، هؤلاء القادة يرفضون المساس بأشخاص العدو لأنهم يدركون أن المساس بهؤلاء لا يمكن أن يقبل به الأسياد في واشنطن وعلي ذلك يسارعون إلي الشجب والإدانة والاستهجان. وسرعان ما يتلقف الوعاظ هذا التوجه فيندفعون إلي المنابر للإدلاء بمواقفهم المؤيدة للسلطان ورغباته حتي ولو كانت رغبات باطلة، وإذا لم تسعهم المنابر ـ المساجد ـ فانهم يلجأون إلي وسائل الإعلام بكل وسائله، وتوجه هؤلاء الوعاظ بموالاتهم للسلطان ليس حبا في العدو ولكن موالاة لحاكم يرتجف خوفا لا علي أمته ووطنه وإنما علي ملكه الشخصي.

قبل احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية كان السلطان العربي يرفض أن تقوم حركة المقاومة الفلسطينية بأي عمل قتالي ضد قطعان المستوطنات في الأرض المحتلة وكان التبرير الذي يعطي انه لا يجوز إلحاق الأذي بالمدنيين واعتقد انهم أي السلاطين لا يعلمون أن المجتمع الصهيوني كله جيش ولو في زي مدني.

ومن هذا المنطلق يتسابق معظم الوعاظ لإدانة أي عمل يكبد العدو خسائر في الأرواح. يضيف هؤلاء في تخريجاتهم تلك أحاديث عن رسول الحق والحرية محمد عليه السلام لم نسمع بها من قبل. يضاف إلي ذلك القول بان هذه الأعمال تشوه صورة العرب فدعونا نكون احسن من الأعداء أي بعدم الرد عليهم بالعنف ونواجههم بالطرق السلمية.

أريد أن اذكر بان مجزرة الحرم الإبراهيمي في حقبة التسعينات والناس في سجودهم لم يكونوا يحملون سلاحا ولا يواجهون عدوا فبأي كيفية تريدون من الشعب الفلسطيني ان يرد علي عدوان مثل هذا. هل يكتفي بالدعاء والبكاء والعويل أو يرد الصاع صاعين. أين هم من قول الحق وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا (سورة البقرة آية 190) والفلسطيني لم يعتد علي أحد بل اعتدي عليه وعلي أرضه وعرضه؛ وعاظ السلاطين تنادوا من الأقطار العربية ليصبحوا في أفغانستان عندما دمرت حكومة طالبان تماثيل من العهد الجاهلي ليحضوا حكومة طالبان بالتوقف عن تدمير هذه التماثيل لأنها تمثل رمزا حضاريا ودينيا لشعوب أخري لكن وعاظ السلطان لم نراهم يجندون أنفسهم دفاعا عن أفغانستان عندما دمرتها أمريكا بصواريخ وقنابل محرمة دوليا ودمرت مدنا وقري بمن فيها من الإنسان والحيوان وتم احتلال أفغانستان ولا صوت احتجاج أو إدانة مؤثر من مشايخ السلاطين.

(2)

في العراق بعض علماء السلطان العربي أقبلوا علي المنابر وأمام أجهزة الإعلام بعضهم يحرض علي استدعاء القوات الأجنبية في مسألة الكويت عام 1990م إلي حد أن أحدهم حدثنا بحديث عن ابن اريقظ عن الرسول عليه الصلاة السلام مؤداه أن الرسول عليه السلام استعان بيهودي ليدله علي الطريق إلي المدينة وغاب عن باله سامحه الله أن المحتاج ـ التائه والجائع ـ لا يسأل عن معتقدات أو توجهات من يطلب معونته، في الجانب الآخر أفتي بعض المرجعيات بتشديد الحصار علي الشعب العراقي تحت ذريعة إسقاط النظام والنتيجة راح ضحية ذلك الحصار الظالم ما يقارب مليونين من أهلنا في العراق والمرجعيات صامتة.

اعترف باني من اشد الناس رفضا لاختطاف الناس من الشوارع لتحقيق مآرب سياسية أو اقتصادية واعترف باني من اشد الناس رفضا للمس بالفرنسيين نظرا لموقف فرنسا من الحرب علي العراق ورفضها احتلاله من قبل أمريكا. في ذات الوقت استغرب استنفار وعاظ السلاطين للعمل علي الإفراج عن رهينتين فرنسيين من خاطفيهم أي من المقاومة العراقية إن جاز القول واستجاب مشايخنا للانضمام لذلك الحشد وحرموا وشجبوا وأدانوا تلك العملية.

المآخذ علي الوعاظ انهم لا يفرقون في إدانتهم تلك ومناشدتهم للخاطفين بالإفراج عن المخطوفين بمناشدة قوي الاحتلال بالرحيل عن العراق دون قيد أو شرط لان الاحتلال هو سبب البلاء.

كما انهم ـ الوعاظ ـ لا يفرقون بين حالتي السلم والحرب ففي الأولي محرم تحريما لا جدال فيه الاختطاف علي أي سبب كان وفي الثانية رأي آخر مؤداه أن العراق مملوء بالجواسيس والعملاء الذين يعملون لصالح قوات الاحتلال وهؤلاء يدخلون تحت بند العدو في نظر الشعب العراقي المقاوم للاحتلال الذي تجب محاربته. لقد اعترف البعض ـ من المخطوفين ـ بأنه كان ينشر أقراصا مشعة تدل الطائرات الحربية الامريكية علي أهداف مدنية لتدميرها في مناطق متعددة من العراق واخص بذلك الفلوجة وغيرها من المدن فيما يعرف بالمثلث السني.

مخطوف آخر وجد بحوزته صورة شخصية تجمعه ورفيقه مع أحد الجنرالات الأمريكيين العاملين في العراق، فهل في هذه الحالة يمكن إطلاق اصطلاح أن هؤلاء أبرياء جاءوا إلي العراق بحثا عن الرزق؟

يجب أن يميز فقهاؤنا بين حالة السلم وحالة الحرب وما يحدث في حالة الحرب قد تكون له مبرراته.

نظريات الحرب تقول بان كل مجموعة تحمل سلاحا بهدف التوسع علي ارض ليست أرضهم فهي محاربة وكل من يعمل مع العدو في ارض ليست أرضه وبأي وسيلة كانت تعين ذلك العدو علي إدارة معركته فهو عدو هذه النظريات وغيرها سمعناها وقرأناها في كتب قادة الحرب الأمريكان والأوروبيين منذ الحرب العالمية الأولي والثانية وحرب الثلاثين عاما التي اجتاحت أوروبا وخلال الحروب النابليونية فلماذا يحرم علي أي مقاومة عربية لمحتل أو معتد ويوصف بأنه إرهابي وخارج عن القانون؟

كلمة أخيرة: أقول يجب أن يفرق مشايخنا بين من يعمل لصالح الأعداء ولو في زي مدني وبين من يعمل دفاعا عن وطنه.

وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ

لقد کفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثه

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...