اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

ثلاثة أنواع من المرتزقة يعملون في العراق


Gharib  fi el zolomat

Recommended Posts

ثلاثة أنواع من المرتزقة يعملون في العراق

بقلم : د. ثائر دوري

في الجيوش التقليدية ، و منها جيوشنا العربية وأغلب جيوش العالم ، يتكفل الجنود بكافة أمورهم . فهم من يحرسون المعسكرات و ينظفونها و هم من يقومون بطبخ الطعام . و أما نقل الإمدادات فتقوم به وحدات خاصة في الجيش لا تحارب إنما تعمل بنقل الإمداد فقط ، و هكذا نشاهد في كل جيش سلاح إمداد يتكون من أسطول من الشاحنات ، و من مجندين يعملون كسائقين لنقل هذه الإمدادات . أما داخل المعسكرات فيتم فرز عدد من الجنود ليعملوا بالتنظيف و تحضير الطعام ، كما ذكرنا ، و توضع جداول لحراسة المعسكرات .....الخ

هكذا تعمل الجيوش التقليدية و بالتالي تصبح الحدود واضحة بدقة بين ما هو مدني و عسكري . و في حالة الحروب تتعرض قوافل الإمدادات للضربات العسكرية فيتم قتل أو أسر السائقين الجنود . و كذلك يهاجم حراس المعسكرات و كل ذلك يعتبر ضمن الأعمال الحربية التي لا يحق لأي شخص أن يثير أي تساؤل حولها .

أما الجيش الأمريكي الحالي فهو يعمل بطريقة مختلفة . كيف ذلك ؟

نشرت دورية العراق قبل فترة زمنية وجيزة دراسة غاية في الأهمية ((هذا هو المستقبل: حين تصبح الحرب أكثر الأعمال ربحًا، علينا أن نتوقع المزيد منها)) من تاليف تشالمرز جونسون

و ترجمة بثينة الناصري

تتحدث هذه المقالة الهامة عن خصخصة الجيش الأمريكي و تضم معلومات غاية في الأهمية تساعد على فهم ما يحدث في العراق و على فهم بعض جوانب نشاط المقاومة التي تبدو لعدد من الناس غير مفهومة أو غير مبررة .

يقول الكاتب :

((خلال حرب العراق الأولي في 1991، كان واحد من كل مائة جندي أمريكي موظفًا من قبل شركة خاصة. في حرب العراق الثانية اقتربت النسبة إلي واحد من كل عشرة وقد نشرت الواشنطن بوست تقريرا بأن ثلث نفقات حرب العراق الآخذة في الزيادة سريعا تذهب إلي حسابات خاصة في البنوك الأمريكية.

كانت الفكرة الأصلية من هذا التدفق للدولارات الفيدرالية هي توفير الأموال. ففي رؤية دونالد رامسفيلد، سوف تعكس خصخصة الجيش نفس انضباط السوق علي الحرب نفسها في 1995 وقبل عودته إلي واشنطن بوقت طويل، قدم رامسفيلد إلي أمريكا (أفكارا من عالم المال حول تقليص دور الحكومات) وهي دراسة أوحت بها خبرته كرئيس موظفي البيت الأبيض ووزير للدفاع (في إدارة جيرالد فورد) ورئيس مجلس إدارة لشركتين أمريكيتين عملاقتين (جنرال انسترومينت كورب وجي دي سيرل) وقد كتب في دراسته يقول ( إن برامج الحكومة معزولة بشكل كبيرعن اهتزاز السوق ولهذا لايسمح لها بإمكانية الفشل. وأحيانا لاشيء أقل من خصخصة صريحة يمكن أن تعيد الانضباط))

لاحظوا النسبة المتصاعدة خلال أقل من خمسة عشر عاماً من واحد إلى مائة إلى واحد لكل عشرة جنود . و يتابع الكاتب شارحاً ماذا يعمل هؤلاء المدنيين المتعاقدين مع الجيش الأمريكي :

((خلال أعوام التسعينيات بدأ البنتاجون يتعاقد مع الشركات الخاصة لتوفير كل خدمة يمكن تخيلها في الجيش ماعدا إطلاق البنادق وإسقاط القنابل. ونتيجة لذلك انبثقت شركات كثيرة جديدة يحدوها الأمل في الحصول علي عقود بمبالغ كبيرة وأرباح مضمونة. وقد قامت هذه الشركات بأعمال الصيانة والأمن وبالتالي، فقد ولت أيام قيام الجندي بواجبات الحراسة أو تنظيف المراحيض إلي غير رجعة.

وأفضل مثال علي هذا هو معسكر بوندستيل الفاخر في البلقان الذي تديره شركة كيلوج وبراون وروت. وحدث أنه فور انتهاء حملة قصف يوغسلافيا في يونيو 1999 انتزعت الولايات المتحدة من الملاك ألف هكتار من الأرض الزراعية في يوروسيفاك في جنوب شرق كوسوفو قرب الحدود المقدونية وأقامت عليها في أقل من أربعة شهور معسكر بوندستيل وهو أكبر وأغلي قاعدة منذ حرب فيتنام حيث بلغت تكاليف بنائها حوالي 6ر36 مليون دولار و تكاليف إدارتها 180 مليون دولار سنويا.

وتقوم شركة كيلوغ وبراون وروت بصيانة الثكنات و إعداد الطعام ومسح الأرض ونقل كل التجهيزات وتشغيل أنظمة الماء والصرف الصحي. يعمل لديها حوالي 1000 عسكري أمريكي سابق وحوالي 7000 من الألبان سكان المنطقة. وتوفر الشركة 600000 جالون ماء كل يوم وكهرباء يكفي مدينة من 25000 نسمة وتغسل 1200 حقيبة ملابس وتطبخ وتقدم 18000 وجبة طعام كل يوم. وكان المعسكر مكتظا إلي درجة أن الشركة كانت تنظف المكاتب 4 مرات باليوم والثكنات ثلاث مرات(2) ويقول الجنود العاملون في بوندستيل علي سبيل الفكاهة إن الزي الذي يرتدونه ينقصه باج واحد يقول (برعاية براون وروت) وتقدم الشركة خدمات مماثلة في القواعد بالكويت وتركيا وأوزبكستان ))

أي أن هؤلاء المرتزقة ، الذين يعملون في شركات الأمن الخاصة ، يطبخون و ينظفون و يغسلون و ينقلون العتاد العسكري .. و بالتالي فقد انحصرت مهمة الجندي الأمريكي إلى إسقاط القنابل فقط . و يترتب على هذا الأمر ضياع الحدود الفاصلة بين ما هو مدني و ما هو عسكري . فالذي يقوم بحراسة المعسكرات و الذي ينقل العتاد أو يطبخ داخل المعسكرات و يعمل لحساب شركة أمن خاصة . هل هو مدني أم عسكري ؟ مع العلم أنه ، في التنظيم التقليدي للجيوش ، إن الأعمال التي يقوم بها هذا المرتزق هي من صلب أعمال العسكريين . و إن قطع خطوط الإمداد و مهاجمة حراس المعسكرات و قوافل العتاد هو في صلب الأعمال العسكرية . فهل من يقومون بهذه الأعمال غير عسكريين ؟!!!!

لكن هل يتوقف الأمر عند هذا الحد ؟ أبداً ...........

استعانت قوات الاحتلال بالمرتزقة حتى في الأعمال العسكرية فهم يقومون بالتفجيرات و منهم تتشكل فرق الاغتيال و حراسة الشخصيات الهامة. و قد لجأت قوات الاحتلال للاستعانة بهم لأنهم ليسوا بعسكريين ظاهرياً . و بالتالي فعندما يقتلون لا يحسبون ضمن الخسائر العسكرية التي يعلنها البنتاغون و هذا أمر له أهميته للرأي العام الأمريكي شديد الحساسية تجاه خسائره البشرية . كما أنهم يعملون بعيداً عن الأعراف العسكرية وبعيداً اتفاقيات جنيف ، التي ما زال خرقها يشكل إحراجاً للجيوش النظامية . و اليوم بالذات ( 2- 9 -2004 ) قرأت على موقع البصرة موضوعاً للكاتب الصحفي المصري الأستاذ عبدالستار حتيتة :

((.....حول اثنين من المرتزقة الأجانب أحدهما تم قتله مؤخراً، واسمه "فرانسوا ستريدوم"، والآخر مازال يعاني من الجروح التي أصيب بها، ويدعى "ديون جيوس". وكان الاثنان قد دخلا للعمل في العراق كمرتزقة، وهما من المطلوبين في عدد من جرائم الاغتيالات في بعض الدول الإفريقية!

أما الحادثة التي كشفتهما فكانت واحدة من هجمات المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي وأعوانه في بغداد. وبعد الإعلان عن اسميهما ونشر صورتيهما في وسائل الإعلام الغربية باعتبارهما من المدنيين الغلابة، تقدم أحد القضاة الدوليين بشهادته عن الرجلين قائلاً أنهما من المطلوبين للعدالة لارتكابهما أعمال قتل منظمة خلال العشرين عاماً الماضية في عدد من البلدان الإفريقية. وجاء ذلك في مقال على شبكة الإنترنت للكاتب مارك بيرلمان، والذي أوضح أن القاضي ريتشارد جولدستون، الذي كان في السابق رئيساً لمحكمة جرائم الحرب التي شكلتها الأمم المتحدة في يوغسلافيا ورواندا، شعر بالفزع عندما تعرَّف على صورتي الرجلين، ونقل عنه قوله.." إنه لأمر مفزع أن يعمل مثل هؤلاء الأشخاص لصالح الولايات المتحدة الأمريكية في العراق"!......))

أما النوع الثالث من المرتزقة الذين يعملون في العراق فهم مرتزقة الجيش الأمريكي نفسه فقد اعترف البنتاغون رسمياً قبل عدة أشهر أن عدد الذين لا يحملون الجنسية الأمريكية من المجندين الموجودين في العراق يبلغ أربعين ألفاً و قد تم تجنيدهم مع وعود بمنحهم الجنسية بعد أن يعودوا من العراق ( هذا إن عادوا ...!! )

إذاً يعمل في العراق اليوم ثلاثة أنواع من المرتزقة :

مرتزقة يقومون بأعمال ظاهرها مدني لكنها في صلب الأعمال العسكرية ، مثل الذين ينقلون المؤن و الإمداد للقوات الأمريكية . أو يقومون بتحضير الطعام و أعمال تنظيف المعسكرات و غسيل الثياب .

النوع الثاني من المرتزقة : هم من يقومون بأعمال الحراسة و الاغتيال و التفجير .

النوع الثالث و يمكن أن نطلق عليهم اسم المرتزقة الرسميين و هم الجنود الموعودين بالحصول على الجنسية لقاء الخدمة في الجيش الأمريكي .

فهل هذه الفئات الثلاث تصف ضمن فئة المدنيين الذين يجب أن لا تطالهم الأعمال العسكرية . سؤال نوجهه لهؤلاء الذين لا يكفون عن التهريج و لا يذكرون الحقائق كاملة و للأسف فإن عددهم كبير و يتصدرون البرامج الحوارية و هم من تتصل بهم الفضائيات...

وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ

لقد کفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثه

رابط هذا التعليق
شارك

الموضوع عن المرتزقه فى العراق

وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ

لقد کفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثه

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...