اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

حرب أكتوبر1973


sha3ooor

Recommended Posts

فشل إسرائيل فى احتلال مدينة السويس

يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته ( حاول لواءان من فرقة أدان المدرعة اقتحام المدينة من الشمال والغرب بعد قصف بالمدفعية والطيران مدة طويلة لتحطيم الروح المعنوية للمقاتلين داخل المدينة . ودارت معركة السويس اعتبارا من 24 أكتوبر بمقاومة شعبية من ابناء السويس مع قوة عسكرية من الفرقة 19 مشاة داخل المدينة

ويصعب على المرء أن يصف القتال الذى دار بين الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية من جهة وشعب السويس من جهة أخرى وهو القتال الذى دار فى بعض الشوارع وداخل المبانى

وبجهود رجال السويس ورجال الشرطة والسلطة المدنية مع القوة العسكرية ، أمكن هزيمة قوات العدو التى تمكنت من دخول المدينة ، وكبدتها الكثير من الخسائر بين قتلى وجرحى

وظلت الدبابات الإسرائيلية المدمرة فى الطريق الرئيسى المؤدى إلى داخل المدينة شاهدا على فشل القوات الإسرائيلية فى اقتحام المدينة والاستيلاء عليها

واضطرت القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب من المدينة وتمركزت خارجها ، لم تكن معركة السويس هى معركة شعب المدينة ، بل كانت معركة الشعب المصرى بأجمعه . ومن ثم أصبح يوم 25 أكتوبر عيدا وطنيا تحتفل به مدينة السويس والدولة كل عام ، رمزا لبطولة ابناء السويس ومثلا يحتذى لقدرة الإنسان المصرى على البذل والتضحية )ـ مذكرات الجمسى

المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998

ويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية ( كان معظم سكان مدينة السويس قد تم تهجيرهم إلى خارج المحافظة منذ ان بدأت معارك حرب الاستنزاف عام 1968 ولذا لم يكن داخل المدينة عند نشوب حرب أكتوبر 73 سوى عدد قليل لا يتجاوز خمسة آلاف فرد كان معظمهم من الجهاز الحكومى ورجال الشرطة والدفاع المدنى وموظفى وعمال شركات البترول والسماد بالزيتية

وجاء يوم 23 أكتوبر ليحمل فى طياته إلى السويس أسوا النذر فقد قامت الطائرات الإسرائيلية ظهر ذلك اليوم بغارات وحشية على شركة النصر للأسمدة مما أشعل الحرائق فى كثير من أقسامها وأصاب القصف الجوى أيضا مبنى الثلاجة الرئيسية على طريق عتاقة ....... ولم تكتف القوات الإسرائيلية بالحصار البرى الذى ضربته على السويس بقطع كل الطرق المؤدية إليها ولا بالحصار البحرى بقطع الطريق المائى المؤدى إلى الخليج والبحر الأحمر بل عمدت إلى توجيه أقسى أساليب الحرب النفسية ضد سكانها وبغير شفقة ولا رحمة بقصد ترويعهم والضغط على اعصابهم لحملهم على التسليم

ولهذا قامت بقطع ترعة السويس المتفرعة من ترعة الإسماعيلية والتى تغذى المدينة بالمياه الحلوة ، كما دمرت شبكة الضغط العالى التى تحمل التيار الكهربائى من القاهرة إلى السويس ، وقطعت بعد ذلك اسلاك الهاتف التى تربط المدينة بالعالم الخارجى وكانت القيادة الإسرائيلية على يقين بان أهل السويس سوف يقابلون دباباتها ومدرعاتها بالأعلام البيضاء حال ظهورها فى الشوارع بعد أن أصبحوا فى هذه الظروف المعيشية التى لا يمكن لبشر أن يتحملها ، فلا مياه ولا طعام ولا كهرباء ولا معدات طبية أو أدوية للمرضى والمصابين ، ولا اتصالات هاتفية مع الخارج

وفضلا عن ذلك ركزت مدفعيتها قصفها العنيف على احيائها السكنية وانطلقت طائراتها تملاء سماء المدينة لتصب على مرافقها ومنشأتها الحيوية وابلا من صواريخها لتشعل فى المدينة النار والدمار ، وليخر تحت قصفها المدمر مئات من الشهداء وآلاف من الجرحى حتى ضاق المستشفى العام بالجرحى والمصابين ، وأصبحوا لفرط الازدحام يوضعون على الأرض فى طرقات المستشفى ، وكان الهدف من هذه الحرب النفسية الشرسة هو اقناع الجميع فى السويس بأنه لا جدوى من المقاومة وان الحل الوحيد للخلاص من كل متاعبهم هو الاستسلام للغزاة

وفى مساء يوم 23 أكتوبر وعقب حصار المدينة كلف العقيد فتحى عباس مدير مخابرات جنوب القناة بعض شباب منظمة سيناء بواجبات دفاعية وزودهم ببعض البنادق والرشاشات ووزعهم فى أماكن مختلفة داخل المدينة بعد أن ابقى بعضهم كاحتياطى فى يده تحسبا للطوارىء

وكانت هناك مجموعة من الأبطال الذين ينتمون لمنظمة سيناء لم يهدأ لهم بال ولم يغمض لهم جفن طوال ليلة 23 / 24 أكتوبر فقد خططوا لعمل عدة كمائن على مدخل السويس لملاقاة العدو

وعندما ادرك العميد أ. ح. يوسف عفيفى قائد الفرقة 19 مشاة الخطر الذى باتت تتعرض له السويس قرر بمبادرة شخصية منه ضرورة الدفاع عن المدينة التى ارتبطت بها فرقته بأوثق الروابط منذ سنوات طويلة حتى لا تسقط فى يد العدو ... ففى يوم 23 أكتوبر أرسل قائد الفرقة سرية مقذوفات موجهة ضد الدبابات بقيادة المقدم حسام عمارة لصد العدو .. وبالأضافة إلى هذه السرية أرسل قائد الفرقة إلى السويس صباح يوم المعركة طاقم اقتناص دبابات بقيادة الملازم أول عبد الرحيم السيد من اللواء السابع مشاة بعد تزويدهم بقواذف ار بى جى وقنابل يدوية مضادة للدبابات

لم تنم المدينة الباسلة وظل جميع ابنائها ساهرين طوال الليل فى انتظار وصول الأعداء وعندما نادى المؤذن لصلاة فجر يوم 24 أكتوبر اكتظت المساجد بالناس ، وفى مسجد الشهداء بجوار مبنى المحافظة أم المصليين الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الإسلامية . وعقب الصلاة ألقى المحافظ بدوى الخولى كلمة قصيرة أوضح فيها للناس أن العدو يستعد لدخول السويس وطالبهم بهدوء الأعصاب ، وأن يسهم كل فرد بما يستطيعه ، واختتم كلمته بالهتاف الله أكبر وارتفع الدعاء من أعماق القلوب إلى السماء

وابتدأ من الساعة السادسة صباحا بدأت الطائرات الإسرائيلية فى قصف أحياء السويس لمدة ثلاث ساعات متواصلة فى موجات متلاحقة وبشدة لم يسبق لها مثيل ، وكان الغرض هو تحطيم اية مراكز مقاومة داخل المدينة والقضاء على اى تصميم على القتال لدى أهل السويس

ورغم أن اهل السويس كانوا صائمين فى هذا اليوم من شهر رمضان المبارك ، فإن أحدا لم يحس بالجوع أو العطش ولم يهتم بتناول طعام أو شراب إلا النذر اليسير ، فقد كانت المعركة ضد الاعداء هى محور اهتمام جميع المواطنيين ، وعندما سرت فى المدينة انباء النصر خرج أهل السويس جميعا إلى الشوارع يهللون ويكبرون ويشهدون فى فخر واعتزاز مدرعات العدو المحطمة التى تناثرت على طول شارع الأربعين ، وكان عددها حوالى 15 دبابة وعربة مدرعة نصف جنزير.. وخشية أن يفكر الإسرائيليون فى سحبها قام محمود عواد من أبطال المقاومة الشعبية بسكب كميات من البنزين عليها عند منتصف الليل وأشعل فيها النار

هذا وقد قام المحافظ بدوى الخولى بالاتصال ظهر يوم 24 أكتوبر بعد انتهاء معركة ميدان الأربعين بالرائد شرطة محمد رفعت شتا قائد الوحدة اللاسلكية وطلب منه إبلاغ القاهرة بأنباء المعركة وبتحطيم 13 دبابة وعربة مجنزرة للعدو وعلى أثر ارسال الوحدة اللاسلكية هذه الأنباء إلى القاهرة صدر البيان العسكرى رقم 59 فى الساعة الرابعة مساء يوم 24 أكتوبر الذى يتضمن أنباء معركة السويس ) ـ جمال حماد

المصدر : العمليات الحربية على الجبهة المصرية للمؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد ـ الطبعة الثانية عام 1993

تم تعديل بواسطة sha3ooor

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 98
  • البداية
  • اخر رد

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

تعليق على هذه المذكرات

بخصوص المياه فلم تكن هناك مشكلة

فقد كان هناك احتياطي في وابور المياة يكفي لمدة 80 يوم كما قلت

وكان يصرف لكل فرد في الجيش الثالث زمزميتين ماء في اليوم ..

تعطى زمزمية وتخزن أخرى كاحتياطي ...

وكذلك العسكريين الذين لجأوا إلى المدينة ... وعلى ما أظن كذلك بالنسبة للمدنيين

هذا بالإضافة إلى مياة الآبار أو الأمطار وخلافه

والكهرباء ليست ذات أهمية كبيرة

أما الطعام فهو فعلا كان المشكلة ...

بالنسبة لنا في اللواء السابع مشاة ... فقد شعرنا بالمشكلة مبكرا ...

يعني عندما شعرنا أن العدو يقترب

فذهبنا إلى المؤخرات وأحضرنا ما استطعنا من طعام ...

بالإضافة إلى الاحتياطي الذي كان اللواء يحتفظ به ....

وكذلك المصادر الخاصة ... كصيد الأسماك من الخليج ....

إلى أن تم الاتفاق عبر الصليب الأحمر وبدأ يأتي الطعام من مصر ...

محملا بهدايا المواطنين .... عدد حلاقة وفوط وخلافه ...

أما معركة السويس فحسب تفكيري

قد كان من عاشر المستحيلات أن تسقط في يد العدو .....

فقد كان قد تجمع فيها عدد لا يستهان به من الضباط والجنود

الذين كانوا يعملون من الشاطئ الغربي للقناة ... ومعهم سلاحهم الشخصي على الأقل

بالإضافة إلى ما تبقى من مدنيين في المدينة

وأهم عامل هو الجيش الثالث .....

فكان احتلال المدينة بالنسبة للجيش الثالث عامل سلبي للغاية

فهناك في السويس احتياطي المياة التي تكلمت عنه

ثم أن اللواء السابع مشاة .. كان قد لغم المنطقة التي تقع خلفه في الشاطئ الغربي للقناة

مما أعاق اليهود على أن يحتلوها

ولذلك بقي اللواء السابع غير محاصرا من خلفه

ومعنى احتلال اليهود للمدينة هو الإطباق الكامل على اللواء السابع

وهذا ما يفسر إرسال اللواء السابع بقوة إضافية من عنده إلى مدينة السويس

بالإضافة إلى أن احتلال المدن من أصعب الأعمال العسكرية

وخاصة إذا كان فيها عدد معقول من المدافعين

وكان يستلزم إسرائيل لكي تحتلها .. أن تدخل في حرب مدن .. من مبني لمبنى .. ومن شارع لشارع

وعادة ما يكون المدافع في وضع أفضل من المهاجم وخاصة لمعرفته بظروف المكان

وهذا ما لم تكن إسرائيل مستعدة له

الشيء الآخر الذي لم يأتي في المذكرات

أن معظم الدبابات التي استعملت في الهجوم على مدينة السويس

كانت من الدبابات الروسية التي استولت عليها سنة 67 ... وعليها علامات الجيش المصري

طبعا بقصد الخداع

يوم 22 أكتوبر ... تقرر وقف إطلاق النار ..

ولكن الذي حدث هو أن غارات الطيران الإسرائيلي زادت على الجيش الثالث

فقلنا ربما في الساعات الأخيرة كل جانب يريد أن يعطي اللكمة الأخيرة للجانب الآخر

وتكون قوية محذرة

ولكن في اليوم التالي بدأت الغارات من أول ضوء واستمرت حتى آخر ضوء

وهكذا يوميا حتى يوم 27 أكتوبر ... 7 أيام متصلة ...

كان الهدف منها ضرب المناطق الإدارية للقوات حتى يبقوا بدون وقود ولا ذخيرة

ولكن تم العثور على مخزن وقود قديم تحت الأرض وحلت مشكلة الوقود

تم تعديل بواسطة Taha

<span style='color: #800080'><span style='font-size: 36px;'><span style='font-family: Arial'>

عقول لا ذقون
</span></span></span>
رابط هذا التعليق
شارك

توقيعات :

جولدا مائير

إن وصول طائرات النقل الامريكية ( س-5) ناقلة الاعتدة والسلاح بصورة مستمرة إنقذ إسرائيل مما لم يكن تحمده عقباه وإننى أذكر أنه عندما اتصلت يوم 7 أكتوبر بسفيرنا فى الولايات المتحدة مة أخرى قال لى إننا فى الساعة الثالثة صباحا ولا أستطيع أن أوقظ أحد من المسئولين الامريكين الآن فقلت له لا يهمنى كم تكون الساعة الآن إن الموت يأكل جنودنا وإن كل ساعة تأخير تكلفنا الكثير جدا أيقظهم جميعا اتصل الدكتور كيسنجر فورا وقد رد كيسنجر بأن الطائرات العملاقة من طراز ( س150 جالاكسى ) قد تلقت أمر الرئيس بنقل كل ما تطلبه

توقيع

رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير

فى كتابها قصة حياتى

إسحق رابين

لقد تعرضنا لنقص فى الوسائل التى تكفل استمرار القتال وكان الجسر الجوى الذى أقامته الولايات المتحدة لنقل الاسلحة إلى إسرائيل أضخم جسر من نوعه فى التاريخ وأكبر حتى من عتملية الانقاذ التى تمت بالنسبة إلى برلين والمؤكد أنه بدون هذا الجسر لم يكن باستطاعتنا أن نستمر فى القتال

توقيع

إسحق رابين

رئيس وزراء إسرائيل الذى خلف جولدا مائير

موشيه ديان

إن قواتنا تتآكل 00 والامل فى أن يرسل إلينا الامريكيون إمدادات عاجلة من الاسلحة

توقيع

موشيه ديان

9/10/1973

المؤرخ الاسرائيلى يعقوب تلمون

ماذا كان سيحدث لنا لو لم تلق حكومة الولايات المتحدة بكل ثقلها فى كفة الميزان عندما أرسلت إلينا على الفور الامدادت والمعدات وأعلنت حالة التأهب فى جيوشها

توقيع

المؤرخ الاسرائيلى

يعقوب تلمون

المحرر العسكرى لصحيفة صنداى تايمز

بعد يومين من بدء القتال كانت إسرائيل على حافة هزيمة مروعة لا تقل عن أية هزيمة ألحقتها بالعرب من قبل فلم يكن قد تبقى لديها سوى 90 دبابة منهكة وأطقم خائرة تقف بين جيش مصرى منتصر وبين تل أبيب

توقيع

المحرر العسكرى لصحيفة صنداى تايمز

وصف وزير الدفاع الأمريكى عملية العبور فقال

إن عبور القوات المصرية لقناة السويس واقتحامها لخط بارليف هو علامة بارزة فى الحرب الحديثة سوف تغير الاستراتيجية العسكرية

توقيع

وزير الدفاع الأمريكى

المحرر العسكرى لصحيفة صنداى تايمز

بعد يومين من بدء القتال كانت إسرائيل على حافة هزيمة مروعة لا تقل عن أية هزيمة ألحقتها بالعرب من قبل فلم يكن قد تبقى لديها سوى 90 دبابة منهكة وأطقم خائرة تقف بين جيش مصرى منتصر وبين تل أبيب

توقيع

المحرر العسكرى لصحيفة صنداى تايمز

الجنرال الأمريكى إيفيل بانجر

إن إسرائيل بقيت قائمة كدولة لأننا لم نخنها فبدون الأسلحة والنفاثات الأمريكية كان محتوما أن تفنى إسرائيل

توقيع

الجنرال الأمريكى إيفيل بانجر

الرئيس الأمريكى

السابق ريتشارد نيكسون

لو لم نمد الجسر الجوى إلى إسرائيل لما كان فى مقدورها الصمود أكثر من 48 ساعة أخرى

توقيع

الرئيس الأمريكى

السابق ريتشارد نيكسون

شاومو أهنون

المراسل الحربى الاسرائيلى

أيام وساعات انتظرناها على فترات متقطعة لرؤية أضخم نقل فى العالم تهبط للمرة الولى فى إسائيل جميع الشعب يقف بانفعال عظيم حول المنطقة التى تهبط بها الطائرات إنهم يقفون على الأسطح وعلى الشجار والكل منفعل جدا

إن طائرة ( ت . اى . والاس .س .) عبارة عن برج شالوم طائر وهى أكبر من طائرة الجامبو مرتين ولها ذيل بارتفاع 35 مترا ولها 24 أو 28 عجلة

وتستطيع أن تحمل 800 جندى أو 120 طنا والتوتر والشوق لهذا الجمل الطائر عظيما جدا الجميع هنا متوترون وينتظرون قدوم كل طائر بصبر نافذ

توقيع

المراسل الحربى الاسرائيلى

إذاعة إسرائيل العبرية

إن طائرات النقل الأمريكية قامت بخمس وسبعين رحلة إلى إسرائيل كما تم حتى الان وصول 20 طائرة فانتوم و200 دبابة كما أن السفن الإسرائيلية تأتى من ميناء نورفلوك فى فرجينيا محملة بطائرات سكاى هوك إن رئيس الدولة ورئيسة الحكومة والسفير الأمريكى فى إسرائيل قاموا فى أوقات مختلفة بزيارة لمطار عسكرى فى مكان ما من البلاد لمشاهدة عملية تفريغ الطائرات الأمريكية العملاقة التى أحضرت شحنات الأسلحة إلى إسرائيل

توقيع

إذاعة إسرائيل العبرية

وزير الدفاع الإسرائلى موشى ديان

إن موقفنا خلال الأسبوع الأول من الحرب كان يائسا حيث لم نكن نملك قذائف كافية إلى أن جاءتنا الإمتدادات الأمريكية

توقيع

وزير الدفاع الإسرائلى موشى ديان

أبا إبيان

وزير الخارجية الإسرائيلى أثناء الحرب

لقد واجهت إسرائيل فى حرب أكتوبر تهديدا حقيقيا وخطيرا حتى إن المر تطلب قرارا على أعلى مستوى فى الولايات المتحدة المريكية لكى لا تتعرض إسرائيل للغرق

توقيع

أبا إبيان

وزير الخارجية الإسرائيلى أثناء الحرب

تم تعديل بواسطة sha3ooor

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

رابط هذا التعليق
شارك

رأى إسرائيلى :

**************

حرب يوم الغفران

***********************

http://www.knesset.gov.il/lexicon/arb/yom_kipur.htm

تسمى ب " حرب يوم القيامة " عند العرب أيضا , أو حرب أكتوبر كما ذلك )

لقد كانت منذ أيلول / سبتمبر عام ‎1973 في حيازة المخابرات الإسرائيلية دلائل تشير إلى انتشار حشود عسكرية على امتداد خطوط الجبهة لإسرائيل مع سوريا ومصر, ومع ذلك تم تفسير هذه الدلائل بمثابة مناورات على نطاق واسع. وقد أضيف إلى ذلك التقدير أن جيوش الدول العربية ليست مستعدة لحرب شاملة وأن المسيطرين في سوريا ومصر لن يقدموا على الابتداء بحرب فيها امكانيات انتصارهم ضئيلة. وعلى الرغم من ذلك ففي ساعات الصباح المبكرة ليوم الغفران الذي صادف يوم السبت, السادس من تشرين الأول / أكتوبر , اتضح أن التقديرات لم تكن صحيحة, حيث في الساعة الثانية بعد الظهر شنت جيوش سوريا ومصر بنفس الوقت حملة شاملة ومنسقة ضد إسرائيل.

وفي غضون يوم الغفران بدأت إسرائيل بتجنيد القوات الاحتياطية الخاصة بها. ولقد خففت على عمل التجنيد الحقيقة أن الإسرائيليين كانوا في بيوتهم أو في الكنس, ولكن صعبت الحقيقة أن إذاعة " صوت إسرائيل " صمتت في نفس اليوم.

وقد نشأت الحرب في الجبهة السورية - الإسرائيلية في الإغارات الجوية وفي القصف المدفعي الثقيل الذي قام به السوريين على امتداد خط الجبهة في هضبة الجولان, والذي تمت السيطرة عليه بواسطة سلسلة من التحصينات الإسرائيلية التي شكلت مواقع أمامية ومواقف مرصدية.

وقد ساندت هذه التحصينات قوات الدبابات القليلة ( حوالي ‎180 دبابة بالمجموع ). حيث في أعقاب عملية التليين, قامت بالهجوم ثلاث فرق من المشاة ومئات من الدبابات السورية. وسرعان ما تطور الهجوم السوري إلى هجوم ضخم للمدرعات, بمشاركة حوالي ‎1,500 دبابة.

وفي مطلع الحرب أنزل السوريون بواسطة الطائرات العامودية قوات المشاة في منطقة " موقع جبل الشيخ لإسرائيلي ", والذي تواجدت فيه من قبل الجانب الإسرائيلي فصيلة واحدة من جنود المشاة وطاقم من جنود المخابرات وسلاح الجو. وقد احتل السوريون هذا الموقع. وقد كان هذا الموقع هو الموقع الواحد الذي استسلم وسقط خلال ساعات قليلة في أيدي السوريين. وفي الجبهة الجنوبية لهضبة الجولان اندلعت معارك مريرة بسبب التفوق العددي لسلاح المدرعات السوري الذي دُفِعَ به إلى هذه الجبهة, لقد أخترق خط الدفاع وقد انسحب جزء من القوة الإسرائيلية في هذا القطاع إلى منطقة نفح. في هذه المنطقة جرت المعركة المركزية, بعد أن اخترق السوريون خط الدفاع اختراقا عميقا.

وقد وصل السوريون في الطريق الرئيسي إلى منطقة معسكر نفح بينما في طريق " اليهودية ", فوق مصب الأردن في بحيرة طبريا, وصل السوريون إلى حوالي بعد ‎10 كيلومترات من المصب. وفي منطقة القطاع الشمالي قام لواء المدرعات الإسرائيلي السابع بصد التقدم السوري على امتداد خط الجبهة للقطاع بأكمله.

وفي الليلة ما بين السادس والسابع من تشرين الأول / أكتوبر سيطرت قوات سورية على الطرق المؤدية إلى بحيرة طبريا, وقد وصلت طلائع الجيش السوري إلى بعد ‎800 متر من القرية التعاونية " إل-عل " التي تشرف على بحيرة طبريا. وفي يوم الأحد السادس من تشرين الأول / أكتوبر, اندلعت معارك مريرة على امتداد الخط بكامله, أسفرت عن ضحايا كثيرة من الطرفين.

وفي هذه المرحلة تم تعزير القوة التي تحت قيادة قائد لواء الشما, الجنرال حوفي, بواسطة الفرقة التي قادها العميد موشيه بيلد, وبمساعدة هذه القوة الجديدة ابتدأ في القطاع الجنوبي هجوم مضاد في يوم الاثنين, الثامن من تشرين الأول / أكتوبر. وقد تحملت فرقة بيلد المسؤولية عن المنطقة كبير-إل-عال وعن الطريق الموازي له - اللذين يؤديان إلى مفترق رفيد. وقد اشتبكت هذه الفرقة مع اثنتين من ألوية الدبابات السورية, بعد معركة مريرة دارت في المنطقة في يومي الاثنين والثلاثاء ( الثامن والتاسع من تشرين الأول / أكتوبر ) تم صد السوريين.

وفي يوم الأربعاء ( العاشر من تشرين الأول / أكتوبر ), عاد السوريون إلى خطوط وقف إطلاق النار لعام ‎1967 "الخط البنفسجي" ( راجع / ي حرب الأيام الستة ) بعد أن تكبدت خسائر فادحة . وفي القطاع الشمالي للجبهة, والتي كانت تحت قيادة الجنرال رفائيل إيتان, تم صد الهجوم السوري, وفي منطقة اللواء السابع المعروفة باسم " وادي الدموع " ( شمالي القنيطرة ), بقيت ‎300 دبابة وحاملة جنود مدرعة سورية مصابة أو متروكة. وفي القطاع المركزي للجبهة صمدت فرقة الجنرال دان لينر أمام ضغط الاقتحام السوري في منطقة نفح وعلى امتداد طريق أنبوب النفط "التابلاين ".

وقد اقتحمت هذه الفرقة باتجاه الجنوب - الشرقي دافعة تدريجيا القوات السورية عن منطقة نفح باتجاه حوشنييا. وفي هذه المرحلة, في يومي الثلاثاء والأربعاء ( التاسع والعاشر من تشرين الأول / أكتوبر ), كسرت فرقتان, هما فرقة ليرنر من الشمال وفرقة بيلد من الجنوب, كسرت القوات السورية في منطقة حوشنييا مبيدتين كمية لا بأس بها من الدبابات خلال معركة شرسة . وفي يوم الأربعاء وصلت قوات ليرنر إلى " الخط البنفسجي " أيضا, في حين أبيدت القوات السورية أو تم صدها إلى الوراء.

وفي نفس اليوم تم صد القوات السورية بصورة تامة من هضبة الجولان حيث تمركزت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي على امتداد " الخط البنفسجي " بأكمله. وفي يوم الخميس, 11 تشرين الأول / أكتوبر, بدأ جيش الدفاع الإسرائيلي بهجومه المعاكس داخل المنطقة السورية , حيث اقتحمت فرقة إيتان المواقع السورية في منطقة جوباتا, بينما هجمت فرقة ليرنر على امتداد التحصينات السورية متجهة تحو طريق دمشق. وفي يوم الجمعة الثاني عشر من تشرين الأول / أكتوبر تم احتلال القرية السورية مزرعة بيت جن. وفي الجنوب وسع جيش الدفاع الإسرائيلي من مجال اختراقه متقدما باتجاه كناكر.

هنا اشتبك جيش الدفاع الإسرائيلي مع فرقتين عراقيتين كانتا وصلتا المنطقة كإمدادات لسوريا . وقد فشل الهجوم العراقي وانسحبت القوات العراقية, تاركة خلفها حوالي ‎80 دبابة مدمرة. وقد استغلت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي انتصارها حيث اخترقت المنطقة المجاورة لقرية شمس. وفي يوم السبت, الثالث عشر من تشرين الأول / أكتوبر, احتلت قوات من المظليين الإسرائيليين التلة الحيوية تل - شمس بخسائر قليلة , إذ أن الهجوم المعاكس الذي قامت به القوات العربية - السورية والعراقية والأردنية ( التي وصلت هي الأخرى كإمدادات لسوريا ) لم يؤثر إلا قليلا على المعركة.

وبعد ذلك سيطرت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي على خط مقوي ومريح نسبيا لم تتمكن القوات العربية من كسره. وفي الواحد والعشرين وفي الثاني والعشرين من تشرين الأول / أكتوبر تم الاحتلال المجدد لموقع جبا الشيخ الإسرائيلي ولموقعين كانا في الطرف السوري من " الخط البنفسجي ".

لقد خسر الجيش السوري في المعركة لإعادة السيطرة على هضبة الجولان حوالي ‎1,100 دبابة, بما فيها كمية لا بأس بها من الدبابات الروسية الحديثة في ذلك الحين من طراز ‎T - 62. وقد أخذ جيش الدفاع الإسرائيلي حوالي ‎370 جنديا سوريا أسيرا, بينما أخذ السوريون حوالي ستة جنود إسرائيليين. وتمكن سلاح الجو التابع لجيش الدفاع الإسرائيلي, والذي قدم الدعم الجوي طوال جميع مراحل المعركة للقوات الأرضية, وفي مرحلة متأخرة خرج كذلك إلى مهام قصف إستراتيجية داخل سوريا ( بما فيها دمشق ومدن ميناء ومنشآت للبنى التحتية ), قد تمكن من تعطيل سلاح الجو السوري عن العمل في نهاية الأسبوع الأول من المعارك وقد دمرت أغلبيته.

بالإضافة إلى ذلك, فقد أبيد جزء كبير من شبكة الصواريخ من الصناعة الروسية الذي تم وضعها في سوريا أيضا. وقد انتهت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي من المعركة مسيطرة على مواقع إستراتيجية في قمة جبل الشيخ, مواقع قد أشرفت على المنطقة التي بين ميدلن القتال ودمشق كما سيطرت هذه القوات على مواقع تقع في ضواحي دمشق على بعد مرمى مدفعية جيش الدفاع الإسرائيلي.

وهكذا كان الوضع العسكري عندما صادقت القيادة السورية على وقف إطلاق النار بموجب قرار مجلس الأمن رقم ‎338 من يوم الثاني والعشرين من تشرين الأول / أكتوبر عام ‎1973. وفي الوقت الذي بدأ فيه الهجوم السوري, عبرت خمس فرق مشاة مصرية خط بار - لف على امتداد قناة السويس - حوالي ‎70,000 جندي إزاء أقل من ‎500 جندي إسرائيلي كانوا يدافعون عن الخط. وقد رافق هذا العبور الرمي المدفعي وإلقاء القنابل من الطائرات المصرية, التي حاولت تعطيل قواعد سلاح الجو الإسرائيلي في سيناء عن العمل.

وقد واجهت قوات المدرعات الإسرائيلية, والتي حاولت صد العبور المصري, المعارضة القوية والصواريح المضادة للدبابات التي سببت الخسائر الفادحة للدبابات الإسرائيلية. وقد أقامت الأرمية المصرية - الثانية ( في الشمال ) والثالثة ( في الجنوب ) - رؤوس جسر كبيرة على عرض القناة : في الشمال في منطقة القنطرة, في المركز في منطقة الإسماعيلية, في الجنوب في منطقة البحيرة المرة الكبرى وفي منطقة السويس.

وقد قام سلاح الجو الإسرائيلي بمحاولات مستمرة لتدمير الجسور يتعرض للمظلة الكثيفة من الصواريخ المضادة للطائرات, والتي سببت لإسرائيل الخسائر الفادحة.

وقد أسفرت جهود قوات جيش الدفاع الإسرائيلي للوصول إلى الوحدات الإسرائيلية المحاصرة داخل خط بار - لف بغاية إنقاذها, عن الخسائر الفادحة للغاية لقوات الإنقاذ, وقد تم احتلال الخط في اليوم الثالث من الحرب.

وقد تمكن معقل واحد, المتطرف إلى أقصى الشمال ( في منطقة بلوزة ) - من الصمود خلال الحرب كلها حيث لم يحتله المصريون. والمعقل المتطرف إلى أقصى الجنوب, في بورت توفيق, تمكن من الصمود لعدة أيام, واستسلم عندما نفد مخزون الذخيرة, الغذاء والأدوية.

وفي يوم الاثنين, الثامن من تشرين الأول / أكتوبر, قسم قائد لواء الجنوب , الجنرال شموئيل غونن ("غوروديش") منطقة جبهة سيناء إلى ثلاثة أقسام : القطاع الشمالي تحت قيادة الجنرال أبراهام إدن, القطاع المركزي تحت قيادة الجنرال أريئل شارون , والقطاع الجنوبي تحت قيادة الجنرال أبراهام مندلر.

وفي نفس اليوم قامت قوات الجنرال إدن بالهجوم باتجاه جسر الفردان مقابل الإسماعيلية, حيث صده المصريون.

وفي المعارك التي استمرت بعد ذلك أرسل المصريون إلى المعركة إمدادات كبيرة من المشاة, بهدف ضرب المدرعات الإسرائيلية بواسطة الصواريخ المضادة للدبابات. إلا أن قوات جيش الدفاع الإسرائيلي سرعان ما تكيفت مع هذا النوع الجد\يد من القتال وطورت تكتيكا خفف من خسائرها من هذا السلاح.

وفي يوم الأحد, الرابع عشر من تشرين الأول / أكتوبر, شن المصريون حملة دبابات واسعة حيث استمرت المعركة طوال ذلك اليوم دار قتال المدرعات بالمدرعات وقد بذل الجيش المصري جهده لاختراق الخط في أربعة أماكن. وقد دار القتال الرئيسي في القطاع المركزي, ضد قوات شارون, وفيه تم تدمير ‎110 دبابات خلال ذلك اليوم .

وفي القطاع الشمالي, تحت قيادة إدن وفي القطاع الجنوبي تحت قيادة مندلر, دارت معركة ضد وحدات من الجيش المصري الثالث, الذي حاول التقدم جنوبيا, على امتداد الساحل الشرقي لمضيق السويس, باتجاه حقول النفط في أبو - رودس. وقد أحبط سلاح الجو الإسرائيلي هذه المحاولة. وفي غضون يوم الرابع عشر من تشرين الأول / أكتوبر خسر المصريون ما يزيد عن ‎200 دبابة .

وفي الليلة ما بين الخامس عشر إلى السادس عشر من تشرين الأول / أكتوبر اخترقت قوات من المظليين من فرقة شارون الجبهة المصرية, حيث عبرت القناة وتمركزت في الضفة الغربية في الفجوة ما بين الجيش الثاني والثالث. وفي اليوم التالي , عندما انضمت إليها قوات من المدرعات, بدأ شارون بتوسيع مجال الاختراق.

ولقد فوجئت القوات المصرية من الضفة الغربية للقناة حيث ولم تظهر المقاومة المعاندة.

وقد منعت قوة الجيش الثاني والتي سيطرت على منطقة الاختراق وعلى الطريق المؤدي إليها, منعت إحراز المزيد من التقدم الإسرائيلي باتجاه القناة. وقد اضطرت فرقة دان إلى الاشتباك مع المصريين للتمكين من خلق ممر واسع بما يكفي ولتقوم بحمايته.

وقد أبادت قوات إدن لواء دبابات مصري تابع للجيش الثالث عندما كان يتقدم شمالا على امتداد البحيرة المرة الكبرى. في هذه الأثناء تم تعزيز قوات شارون الموجودة على الضفة الغربية للقناة, وتحت قيادته بدأت تتحرك إلى الشمال قوات على جانبي القناة. وفي الضفة الشرقية للقناة, بالقرب من منطقة الاختراق دارت إحدى المعارك الأكثر مرارة في هذه الحرب, في منطقة " المزرعة الصينية ".

وحتى ظهر يوم السابع عشر من تشرين الأول / أكتوبر طهرت قوات إدن, خلال معارك مريرة الطرق الرئيسية المؤدية إلى منطقة جسور العبور وفي الليلة ما بين السابع عشر والثامن عشر من تشرين الأول / أكتوبر عبرت هذه القوات الجسور.

وقد كانت المهمة الأولى لإدن الذي اخترق إلى الجنوب تدمير أكبر عدد من ة قواعد إطلاق لصواريخ المضادة للطائرات وتقدم باتجاه تلال جنيفة. وفي نفس الليلة بدأت كتائب الكوماندو المصرية بالهجوم المعاكس, من الإسماعيلية وإلى الجنوب, ضد لواء المظليين الذي عبر القناة أولا, لكنه قد صُدَ. في نفس الوقت دارت معارك جوية على نطاق واسع وفيها تمكن سلاح الجو الإسرائيلي من إحراز التفوق التام. وفي عشية التاسع عشر من تشرين الأول / أكتوبر عبرت فرقة الجنرال ماغن ( الذي تلقى القيادة بعد مقتل الجنرال مندلر ) الجسور.

الآن أصبحت ثلاث فرق إسرائيلية متواجدة غربي قناة السويس. وقد وسعت هذه الفرق من منطقة الثغرة محولة إياها إلى جيب أخذ بالاتساع. وفي الثاني والعشرين من تشرين الأول / أكتوبر قطعت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي طريق القاهرة - السويس. وقد دعا مجلس الأمن, الذي انعقد لمبادرة الاتحاد السوفييتي في الأحد والعشرين من تشرين الأول / أكتوبر, إلى وقف إطلاق النار الفوري حيث كان من المتوقع أن يصبح ساري المفعول في الثاني والعشرين من تشرين الأول / أكتوبر في ساعة ‎17:58.

مع أن مصر وإسرائيل وافقتا على وقف إطلاق النار, إلا أن المعارك استمرت حتى الرابع والعشرين من تشرين الأول / أكتوبر وعندما انتهت, كان الجيش الثالث (حوالي 120000 جندي وحوالي 2000 دبابة ) ومدينة السويس محاصرة تماما من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي.

ومع الانتهاء من المعارك في جبهة سيناء سيطرت القوات المصرية على الضفة الشرقية لقناة السويس ( ما عدا منطقة الاختراق الإسرائيلية ) وعلى عمق حوالي ‎10 كيلومترات . وقد سيطرت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي على مسا فة ‎1,600 كيلومتر عرضيا وعاموديا من قناة السويس, اتسعت مساحتها من ضواحي الإسماعيلية في الشمال وحلى جبل عتاقة وميناء العدبية في الجنوب ووصلت في أقصى نقطة إلى الغرب إلى بعد ‎70 كيلومترا من القاهرة..هكذا نشأ وضع اعتبر فيه المصريون كل عبورهم للقناة وإقامة رؤوس الجسر على الضفة الغربية الخاصة بها كإنجاز.

ومن الطرف الآخر, فقد تمكنت إسرائيل في هجومها المعاكس من احتلال مواقع منحتها الحماية للمساومة في المفاوضات التي أعقبت الحرب.

وفي المعارك البحرية, بما فيها المعارك الأولى للصواريخ في التاريخ البحري, دمرت إسرائيل أغلبية الأسطول السوري وجزءا من الأسطول المصري وحققت السيطرة التامة في البحر الأبيض المتوسط وفي البحر الأحمر. وفي هذه المعارك خسرت مصر ما يزيد عن ألف دبابة وحوالي ‎8,000 جندي أسرتهم قوات جيش الدفاع الإسرائيلي. بينما أخذ المصريون حوالي ‎240 جنديا إسرائيليا.

وفي أعقاب قراري مجلس الأمن رقمي ‎338 و-‎339 واتفاقية البنود الستة بين إسرائيل ومصر, أفتتح في الواحد والعشرين من كانون الأول / ديسمبر عام ‎1973 مؤتمر السلام للشرق الأوسط في جنيف, بمشاركة كل من مصر, الأردن وإسرائيل, تحت رعاية الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وبرئاسة الأمين العام للأمم المتحدة.

وخلال شهر كانون الثاني / يناير عام ‎1974 جرت مفاوضات حول فصل القوات بين إسرائيل ومصر وقد لعب في هذه المفاوضات وزير الخارجية الأمريكي كيسينجر دورا مركزيا كوسيط يقرب بين وجهات النظر الإسرائيلية والمصرية .

وقد أصبحت اتفاقية فصل القوات بين مصر وإسرائيل سارية المفعول في الثامن عشر من كانون الثاني / يناير عام ‎1974 مع تنفيذ اتفاقية الفصل بين مصر وإسرائيل, عندما بدأ إجراء محادثات للتوصل إلى اتفاقية مشابهة بين إسرائيل وسوريا, والتي تم توقيعها في الثلاثين من أيار / مايو عام ‎1974.

لقد غيرت حرب يوم الغفران من مفاهيم عديدة في القتال المعاصر. وقد كانت هذه, كما ورد, حرب الصواريخ الأولى في التاريخ البحري. وبما يتعلق بنجاعة الصاروخ الروسي المضاد للدبابات فقد قيلت آراء مبالغ فيها قليلا إذ في غضون الحرب قام جيش الدفاع الإسرائيلي بحل المشكلة.

ولكن من جهة أخرى, فقد ثبتت نجاعة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات من طراز SAM-6.

من وجهة نظر عسكرية محضة, فالحرب التي أفتتحت في أسوأ الظروف من ناحية إسرائيل وفي أفضل الظروف من ناحية مصر وسوريا, قد انتهت بانتصار قوات جيش الدفاع الإسرائيلي. والخسائر في الأرواح لدى الطرفين كانت فادحة : فقد قتل في هذه المعارك حوالي ‎3,500 سوري, حوالي ‎15,000 مصري, وحوالي ‎2,350 إسرائيليا.

مع أنه من وجهة نظر العسكرية المحضة لا شك أن إسرائيل قد حققت انتصارا عسكريا مثيرا بعد ضربة الأيام الأولى, كان النجاح الأول الذي حققته مصر في عبورها للقناة واختراقها لخط بار- لف, قد أدى إلى انطلاقة سيكولوجية مكنت من تحقيق السير نحو الحصول على تسوية مصرية إسرائيلية.

وبعد اتفاقية فصل القوات في عام ‎1974 والاتفاقية المرحلية في عام ‎1975, قام أنور السادات بزيارة إلى القدس في تشرين الثاني / نوفمبر عام ‎1977, أعقبها توقيع اتفاقيات كامب ديفيد في أيلول / سبتمبر عام ‎1978 كما توقيع معاهدة السلام المصرية -الإسرائيلية في آذار / مارس عام ‎1979. ولم تتمكن هذه الأمور لتحدث لولا أن استرجعت مصر كرامتها الضائعة في حرب يوم الغفران.

والنتيجة الثانية للرب كانت هي اعتماد إسرائيل المتزايد على الولايات المتحدة, حيث يتمثل هذا الاعتماد في الجبهة الدبلوماسية, في إرسال الذخيرة التي ازدادت بصورة ملموسة منذ الحرب, وفي المعونة الاقتصادية التي تتقدم بها الولايات المتحدة إلى إسرائيل.

وقد كلفت الحرب إسرائيل مقدار مبلغ سنوي من الإنتاج الاجتماعي وقد بلغ الدين الخارجي لإسرائيل حدا بحيث احتاجت فيه إلى مليارات من الدولارات من المعونة الاقتصادية الأمريكية كل عام.

وكانت النتيجة الثالثة للحرب هي تهيئة الظروف " للانقلاب " الذي حصل عام ‎1977. وعلى االرغم من أن حزب المعراخ (التجمع ) نجح في تشكيل ائتلاف بعد الانتخابات التي جرت في كانون الأول / ديسمبر عام ‎1973, فإن نشر تقرير لجنة أغرانات عن ظروف اندلاع حرب يوم الغفران, الذي أعقبته استقالة غولدا مئير رئاسة الحكومة واعتزال موشيه ديان لوزارة الدفاع في آذار / مارس عام ‎1974, أدت إلى تدهور إضافي في شعبية المعراخ (التجمع).

وقد هزت حرب يوم الغفران المجتمع الإسرائيلي والثقة بالنفس التي تمتع بها, وخلقت لأول مرة منذ قيام الدولة, عن تأسيس حركات احتجاجية طالبت بتغييرات بعيدة المدى في النظام السياسي الإسرائيلي.

© دار النشر القدسية ودار النشر " كيتر "

--------------------------------------------------------------------------------

© جميع الحقوق محفوظة, 2001 دولة إسرائيل

يسرنا تلقي ملاحظاتكم واقتراحاتكم على العنوان التالي :feedback@knesset.gov.il

تم تعديل بواسطة sha3ooor

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

رابط هذا التعليق
شارك

http://www.jewishvirtuallibrary.org/jsourc...ry/intel73.html

Israeli Intelligence and the

Yom Kippur War of 1973

By Doron Geller

--------------------------------------------------------------------------------

The Yom Kippur War of October 1973 was a terrible surprise, which put Israel's security - and even survival - in jeopardy. By the end of the war, Israel had turned the tables and both Cairo and Damascus were under threat. But that did not diminish the sense of shock which shook the nation in the aftermath of the war. How could such a disaster have happened? Israel was supposed to be nearly "invincible", in the minds of many of her military and political leaders. That sense of confidence deflated quickly in the aftermath of the war. Much of the blame fell on the shoulders of the Intelligence community, which was blamed for not accurately assessing clear information that Egypt and Syria planned to go to war on October 6, 1973.

Israel's victory in 1967 extended her borders to all of the West Bank, the Gaza Strip, the Golan Heights, and the Sinai Peninsula. Israel set up electronic eavesdropping and early warning stations in the Jordan Valley along the border with Jordan, on Mount Hermon in the Golan Heights, looking into Syria, and along the East Bank of the Suez Canal, which enabled Israel to observe Egyptian forces on the other side.

By 1969, the Israeli Air Force was using drones to photograph and monitor Egyptian, Syrian, and later, Jordanian troops. By July of 1969, the Israeli Air Force was called on to engage in deep penetration bombing in the Nile Valley inside of Egypt in response to the continuance of Egypt's declared "War of Attrition."

In response to the Israeli Air Force's (IAF) attacks, Egyptian President Nasser asked the Soviets for help in defending Egyptian air space. "The Soviets responded quickly, sending batteries of SAM's (Surface-to-Air), including the latest SAM-3s, with Soviet crews, and squadrons of MiG-21s, with Soviet pilots and ground crews."

The Soviets used their MiGs to cover the Egyptian troops along the Suez Canal - as well as to move up their SAM batteries as close to the Israeli side as possible. At first Israel refrained from engaging the Soviet-piloted MIGs. That changed in July 1970, however - when in a clash, the IAF shot down 4 or 5 Soviet MiGs in a dogfight off of the Suez Canal.

With the Soviets deeply involved in the defense of Egypt - even to the point of clashing with Israel - the Americans became concerned about a strategic conflagration and negotiated a cease-fire in the form of the Rogers Plan that went into effect on August 7, 1970. This plan called for a freeze of Egyptian and Israeli deployments as of August 7, 1970. The Egyptians broke that part of the agreement the next day, moving their Soviet anti-aircraft batteries close to the banks of the Suez Canal. The Soviets and Egyptians gambled that Israel would not respond so soon after the cease-fire went into effect - and they were right. Israel did nothing. This would have telling effect three years later, when Egyptian anti-aircraft batteries along the Suez Canal pounded the IAF in the first days of the October 1973 War. At the time, in the summer of 1970, however, when "Israel complained to Washington that the Egyptians had breached the agreement, Ray Cline, the head of the State Department intelligence unit…told the White house that the Israeli complaint was baseless. When Israeli Ambassador Yitzhak Rabin told his military attache, General Eli Zeira, what had happened, Zeira immediately asked Tel Aviv to send him a photographic interpreter and a set of aerial photographs showing the Egyptian deployment. These duly arrived in Washington and Zeira was summoned to the White House, where he laid out the evidence before President Nixon. Nixon, angry with Cline, then ordered the Pentagon to remove its veto on several categories of weapons the Israelis had asked for during the preceding months."

By mid-1973 Israeli military intelligence was almost completely aware of Arab war plans. They knew that the Egyptian Second and Third Armies would attempt to cross the Suez Canal to a depth of about ten kilometers inside the Israeli side of Sinai. Following the infantry assault, Egyptian armored divisions would then attempt to cross the Suez Canal and advance all the way to the Mitla and Gidi Passes - strategic crossing-points for any army in the Sinai. Naval units and paratroopers would then attempt to capture Sharm el-Sheikh at the southern end of the Sinai. Aman (Israeli Military Intelligence) was also aware of many details of the Syrian war plan.

But Israeli analysts did not believe the Arabs were serious about going to war. Even when all the signs indicated that the Arabs were prepared for war, Israeli analysts continued to believe they would not - almost until the day the war broke out. Why did this happen?

In the late 1960s and early 1970s, a concept (or "conceptzia", as the Israelis called it) took hold that the Arabs were unwilling to go to war against Israel. The concept was based on the idea that the 1967 War was such an overwhelming victory that the Arabs would not be able to overcome Israel for the time being. Thus even when it appeared clear that the Arabs had aggressive intentions, Israeli analysts refused to believe that the Arabs would actually follow through with them.

Part of the reason for Israeli complacency on the eve of the war was due to Arab political and military deception. Egyptian President Anwar Sadat (he had replaced Nasser after his death in 1970) frequently and publicly declared his intention to attack Israel. He called 1971 "the Year of Decision" - but 1971 came and went and Sadat did not attack. In 1972 he continued to make threats of his aggressive intentions towards Israel. By 1973 Sadat had become, in the minds of Israeli Intelligence, "a case of crying wolf."

By September and October of 1973, when Egypt really was preparing for war, it was believed that he really was not, because there had been false alarms in the past. Egyptian ministers held talks expressing their peaceful intentions to Western Governments throughout much of 1973. Egyptian military deception was even more effective. Reports were given instructing cadets in military colleges to resume their courses on October 9, and officers were allowed to go on the pilgrimage to Mecca. "On 4 October the Egyptian media reported that 20,000 reservists had been demobilized. Immediately before the assault on the morning of 6 October, the Egyptians deployed special squads of troops along the canal; their task was to move about without helmets, weapons or shirts, and to swim, hang out fishing lines and eat oranges."

All of these reports and actions were monitored by Aman - as they were intended to be - and they utterly fooled Israeli Military Intelligence.

Even more than that, the Egyptians and Syrians were very careful about who knew of the impending war plans in advance of October 6. In Egypt, only President Sadat and his Minister of War, Ismail Ali, knew about the war plans before October 1. In Syria, no more than ten people - including President Assad, his Minister of War and Commander-in Chief, the Director of Operations, the director of Military Intelligence, the commander of the Air Force and the Commander of the Anti-Aircraft Defense networks - knew about the impending assault on Israel. "Egyptian army corps and divisional commanders, and equivalent General Staff officers, were told of the war on 1 October at a meeting of the Supreme Council of the Egyptian Armed Forces. Their Syrian counterparts learned of the war and D-Day at a similar meeting in Damascus. Brigade and battalion commanders in both armies learned of the imminent offensive only on 5 October or the following morning, on the actual day of the attack. The vast majority of Egyptian and Syrian officers and troops found out only an hour or two before the actual assault."

Egyptian and Syrian leaders were so wary of Israel's Signals Interception capabilities that they "refrained completely from exchanging messages by telephone, radio-telephone or cables."

Syria also engaged in political deception, but to a far lesser extent than Egypt. For example, "Radio Damascus announced on 4 October that President Assad would begin a nine-day tour of Syria's eastern provinces on 10 October."

It appears that while the Egyptians engaged in deception, they didn't put much stock in completely fooling Israel's Intelligence services. "Egyptian intelligence in fact assessed that Israel would have a 'three-to-fifteen day concrete warning ' of the impending attack.'" They expected an Israeli counter-attack 6-8 hours after the start of the Egyptian assault, with 24 hours being the best-case scenario. The Egyptians were wrong about that; Israel was far slower to know about the attack than the Egyptians anticipated, and the Israeli counter-attack did not begin for a full two days after the beginning of the Egyptian assault (code-named "Operation Badr.")

The date set for the Egyptian/Syrian assault, October 6, was chosen only on September 12, and perhaps as late as October 1 or 2. In any case, the final timing of the attack - 2 p.m. - was only chosen on October 3. "The Syrians preferred an assault at dawn (with the sun behind their back); the Egyptians preferred sunset. The compromise struck was 2 p.m."

As early as April and May 1973, a full six months before the actual combined Egyptian/Syrian attack on the Sinai and Golan fronts, Israeli Intelligence had been picking up clear signals of Egypt's intentions for war. It was recognized that Sadat had the necessary divisions prepared to cross the Suez Canal, he had the bridging equipment to facilitate his army's crossing, and he had SAMs to protect his own divisional crossings from the penetrating raids of the Israeli Air Force.

Military Intelligence (Aman) Chief Eli Zeira was most confident in expressing the view that the probability of war was low. Mossad Chief Zvi Zamir was less dismissive of Arab intentions, as were Chief of Staff David Elazar and Defense Minister Moshe Dayan.

April and May passed without event, except for a small-scale mobilization of Israeli reserves. This mobilization had been costly, and in terms of actual need, as it turned out, not necessary at the time - except perhaps as a deterrence factor. In August 1973, the Syrians carried out a huge deployment of troops and weaponry along the Golan front, accompanied by "a tightly packed (Surface-to-Air) missile network, which covered the Golan skies as well as the air space above the Syrian divisions." Aman dismissed this deployment as a defensive one against Israeli air strikes. Again, nothing came of it.

Military Intelligence's prognosis that war would not break out was correct in the spring and summer of 1973. Therefore, they were believed again in the fall, with catastrophic results.

On April 7, 1967, two months before the outbreak of the Six-Day War of June 1967, Israel had shot down six Syrian planes to no Israeli losses in a dogfight above the Golan. On September 13, 1973, Israel shot down 12 Syrian aircraft to1 Israeli loss when IAF jets were attacked during a reconnaissance mission over Syrian territory. This naturally reinforced the military belief that the Arabs would not attack due to Israel's once-again proven air capability.

At the same time, Israel had not yet experienced the effectiveness of the Arab Surface-to Air missile defenses.

A few days later, after the September 13 air battle, Aman Chief Eli Zeira argued that the Arabs would not contemplate even a war of attrition before the end of 1975.

Egyptian build-ups continued to be explained away as a practice exercise without harmful intentions. But Syrian deployments were more worrying. Even after the battle of September 13, Syrian reinforcements were sent to the Golan accompanied by the cancellation of leaves as well as a simultaneous call-up of Syrian reserves accompanied by a state of alert. All of these developments were worrying, especially to Northern Command. But because "the concept" still held that Syria would not attack without Egypt, and Egypt was not planning to go to war, that meant that Syrian intentions could not really be aggressive in nature. This view held even after US Intelligence in late September sent an assessment that a combined Egyptian-Syrian attack was possible. Israel responded that it was not something to worry about.

Nevertheless, Syrian deployments below the Golan Heights were worrying enough for Israel to send more infantry and tanks to the Golan at the end of September. These reinforcements, slight as they were, were to make all the difference between holding the line and utter defeat and an invasion of Northern Israel on the first day of the war. Even these reinforcements were not easy to authorize. Mossad Chief Zamir continued to express his concern over the Syrian build-up in contradistinction to Aman Chief Eli Zeira's tranquilizing assessment of the situation on October 3. "Zamir apparently tried to alert Golda Meir to the situation, but the prime minister told him to talk to Dayan." Dayan was influenced by his own optimistic assessments as well as those of Military Intelligence, and was slow to call up reserves.

In the post-war research assessment of Israel's Intelligence failure, it emerged that only one of Aman's researchers refused to be swayed by "the concept." His name was Lieutenant Binyamin Siman-Tov, a junior Military Intelligence officer. He argued that the huge Egyptian deployments and exercises along the Suez Canal "seemed to be camouflage for a real canal-crossing assault." When his first assessment was ignored on October 1, he sent a more comprehensive one on October 3. Both were ignored by his superior, and Siman-Tov, low as he was in the rank of the IDF hierarchy, was to have no influence on the upper-level Intelligence assessments of Egyptian intentions.

On October 4, however, Mossad Chief Zvi Zamir began getting more worried. That day, Soviet advisers and their families left both Egypt and Syria. Meanwhile, transport aircraft, apparently filled with military hardware, landed in Damascus on October 5. The night before, aerial photographs revealed that Egyptian and Syrian concentrations of tanks, infantry, and SAMs were at an unprecedented high. Aman "Research Department Officers later described the "'hammer-blow effect the photographs had on them.'" Yet little was done.

Perhaps one of the most intriguing aspects of the failure of intelligence to properly assess information is the possibility that as early as September 25, 1973, 12 days before the outbreak of war, "prime minister Golda Meir received a personal warning of the impending Egyptian-Syrian assault from King Hussein of Jordan…" Jordan did send a token force to the Syrian side of the Golan Heights to show his concern for Arab solidarity, but he kept his own front with Israel completely quiet during the war. Israel was thus able to leave a skeleton force of a mere 28 tanks on the Jordan River boundary, enabling Israel's Army and Air Force to concentrate on the direct Syrian and Egyptian threats.

Later, on October 5, 1973, at 2:30 a.m., Mossad Chief Zamir received a cable from a trusted source expressing that war was certain. No date or exact time was given, but the message was clear: war was certain. This agent had been described "by one senior Israeli as 'the best agent any country ever had in wartime, a miraculous source…'" The Mossad Bureau Chief, "the first Israeli official to actually see the cable and digest its shattering significance, said later: 'We'd never had anything like it.'"

However, Zamir, despite his alarm, did not tell Prime Minister Golda Meir, Defense Minister Moshe Dayan, or Chief of Staff David Elazar about the message. He did inform Aman Chief Eli Zeira of the contents of the message, and expressed his certainty that war was imminent. Yet Zamir decided to go to Europe in order to personally meet the source at midnight on the night of October 5/6. Eli Zeira waited to hear from him before taking any action.

At 3:45 a.m., on October 6, Zamir called Zeira over an open telephone line (due to the absence of a cipher clerk at an unknown Israeli embassy in Europe. There were no clerks available due to the Yom Kippur holiday) and informed Zeira war would come that day at sunset. Subsequent analysis revealed that the message was distorted en route to Israel's top military and political leaders, and instead of expressing the certainty that war would break out "in the afternoon hours" or "before sunset", it had become a definite "sunset." Sunset on October 6 was 5:20 p.m., but somehow the hour became fixed as 6 p.m. The source also asserted that the attack would be a combined and simultaneous one of Egyptian and Syrian forces.

The attack did not begin at 6 p.m., however; it began at 1:55 p.m., and Israel was woefully unprepared. On the Golan Heights 1400 Syrian tanks and over 1000 artillery pieces faced 177 Israeli tanks and 50 artillery pieces - and only that number was there due to the last-minute partial call-up of reserves. The Egyptians crossed the Suez Canal, easily overcoming Israeli defenses, and established a bridgehead about ten kilometers into the Sinai.

Israel fought a tenacious battle on the Golan and turned near-defeat on October 6 to a recapture of almost all of the Golan by the evening of October 7. But Syria's rapid advance towards the Sea of Galilee and Israel's northern settlements unleashed a fear that has been hard for Israel to ever forget.

On the Sinai front, Egypt nearly had the Mitla and Gidi passes open to them before sufficient Israeli reserves arrived to defend Israel's southern borders. Military Intelligence had seriously underestimated the lethal effectiveness of the Soviet-made Sagger anti-tank missiles, which the Egyptian infantry used to devastating effect against Israeli armor, as well as the Surface-to-Air Missiles, which both the Egyptians and Syrians used to devastating effect against the Israeli Air Force.

Intelligence did pick up on certain changes that had occurred on the battlefield during the war, but it was mainly the courage, ingenuity, and leadership of the armed forces on Israel's southern and northern fronts that enabled Israel to turn the tide of battle. Within two days, the tide had turned on the Golan front. It took more than a week, but by the middle of October Israel had turned the tide in the Sinai, pummeling Egyptian armor, and had crossed the Suez Canal to destroy Egypt's defenses from the rear. By late October, both Cairo and Damascus were exposed to an Israeli advance, and only dire Soviet threats and Superpower intervention put an end to the hostilities and certain and complete Egyptian and Syrian defeat.

While the tide turned, the failure of Intelligence has never been forgotten in Israel. Many lessons were learned, and many people in the Intelligence community were fired. In 1982, during Israel's invasion of Lebanon, Intelligence was right up on Syrian defenses and destroyed them far more easily than was done in 1973. But the misconceptions and even hubris that dominated the thinking of Israel's military and political leaders at the time has been tempered by a far greater wariness of Arab intentions after the devastating surprise Egyptian-Syrian attack on October 6, 1973.

Bibliography

1). Ian Black and Benny Morris - Israel's Secret Wars: A History of Israel's Intelligence Services

2). Dennis Eisenberg, Uri Dan, Dennis Eisenenberg - The Mossad-Inside Stories: Israel's Secret Intelligence Service

3). Dan Raviv and Yossi Melman - Every Spy a Prince: The Complete History of Israel's Intelligence Community

4). Stewart Steven - The Spymasters of Israel

--------------------------------------------------------------------------------

Source: The Pedagogic Center, The Department for Jewish Zionist Education, The Jewish Agency for Israel, © 1997, 1998, 1999, 2000, Director: Dr. Motti Friedman, Webmaster: Esther Carciente

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

رابط هذا التعليق
شارك

و الحق ما شهدت به الاعداء :

ان المصريين عبروا القناة وضربوا بشدة قواتنا في سيناء وتوغل السوريون في العمق علي مرتفعات الجولان وتكبدنا خسائر جسيمة علي الجبهتين وكان السؤال المؤلم في ذلك الوقت هو ما اذا كنا نطلع الامة علي حقيقة الموقف السيء ام لا في مجال الكتابة عن حرب يوم الغفران لا كتقرير عسكري بل ككارثة قريبة او كابوس مروع قاسيت منه انا نفسي وسوف يلازمني مدي الحياة

جولدا مائير

رئيسة وزراء اسرائيل خلال حرب اكتوبر

ليس هناك شك من الوجهة الاستراتيجية والسياسية في ان مصر قد كسبت الحرب

تريفور ديبوي

رئيس مؤسسة هيرو للتقييم العلمي

للمعارك التاريخية في واشنطن

ان الانجاز الهائل الذي حققه المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وقاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة خاصة للطرف الآخر رغم انها تمت تحت بصره

الجنرال فارار هوكلي

مدير تطوير القتال في الجيش البريطاني

ان النجاح العظيم الذي حققه العرب في هجومهم يوم اكتوبر انـما يكمن في انهم حققوا تأثيرا سيكولوجيا هائلا في معسكر الخصم وفي المجال العالمي كذلك

الجنرال الفرنسي الراحل

اندريه بوفر

هناك من وصف ثغرة الدفرسوار غرب قناة السويس بأنها معركة تليفزيونية ، وفي رأيي انه وصف دقيق وان كنت أفضل استخدام وصف معركة دعائية.

المؤرخ العسكري البريطاني

ادجار اوبلانس

ان الحرب قد اظهرت اننا لسنا اقوي من المصريين وان هالة التفوق والمبدأ السياسي والعسكري القائل بان اسرائيل اقوي من العرب وان الهزيمة ستلحق بهم اذا اجترأوا علي بدء الحرب هذا المبدأ لم يثبت ، لقد كانت لي نظرية هي ان اقامة الجسور ستستغرق منهم طوال الليل واننا نستطيع منع هذا بمدرعاتنا ولكن تبين لنا ان منعهم ليست مسألة سهلة وقد كلفنا جهدنا لارسال الدبابات الي جبهة القتال ثمنا غاليا جدا ، فنحن لم نتوقع ذلك مطلقا

موشي ديان وزير الدفاع الاسرائيلي خلال حرب اكتوبر

مؤتمر صحفي في 1973/10/9

ان حرب اكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له اسرائيل وان ماحدث في هذه الحرب قد ازال الغبار عن العيون ، واظهر لنا مالم نكن نراه قبلها وأدي كل ذلك الي تغيير عقلية القادة الاسرائيليين

من تصريحات موشي ديان ديسمبر 1973

لقد طرأت متغيرات كثيرة منذ السادس من اكتوبر لذلك ينبغي الا نبالغ في مسألة التفوق العسكري الاسرائيلي بل علي العكس فان هناك شعورا طاغيا في اسرائيل الان بضرورة اعادة النظر في علم البلاغة الوطنية ان علينا ان نكون اكثر واقعية وان نبتعد عن المبالغة

أبا ابيان وزير خارجية اسرائيل خلال حرب اكتوبر

نوفمبر1973

لاشك ان العرب قد خرجوا من الحرب منتصرين بينما نحن من ناحية الصورة والاحساس قد خرجنا ممزقين وضعفاء ، وحينما سئل السادات هل انتصرت في الحرب اجاب انظروا الي مايجري في اسرائيل بعد الحرب وانتم تعرفون الاجابة علي هذا السؤال

اهارون ياريف مدير المخابرات الاسرائيلية الاسبق

ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس

1974/9/16

ان حرب اكتوبر انتهت بصدمة كبري عمت الاسرائيليين ، ولم يعد موشي ديان كما كان من قبل وانطوي علي نفسه منذ ذلك الحين لقد كان دائما علي قناعة بأن العرب لن يهاجموا وليس في وسعهم ان يهاجموا وحتي في غمرة الاختراق المصري لم يعترف ديان بخطأ تحليلاته لقد اصبح ديان شخصية علي طراز هاملت يمزقه الشك والتردد والعجز عن انجاز القرار وفرض ارادته وكانت تلك الحرب بداية النهاية لحكومات العمل التي حكمت اسرائيل لمدة خمس وعشرين سنة ، حتي ذلك الحين تماما مثلما كانت الحرب سببا في احداث تغييرات فكرية في عقلية القيادة الاسرائيلية التي بدأت تبحث عن طريق جديد وسياسة واقعية في التعامل مع المشكلة عبر الحلول السياسية

من مذكرات حاييم هيرتزوج رئيس دولة اسرائيل الاسبق

لقد تحدثنا اكثر من اللازم قبل السادس من اكتوبر وكان ذلك يمثل احدي مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم لقد كانوا صبورين كما كانت بياناتهم اكثر واقعية منا كانوا يقولون ويعلنون الحقائق تماما حتي بدا العالم الخارجي يتجه الي الثقة بأقوالهم وبياناتهم

من تعليقات هيروتزوج

ان من اهم نتائج حرب اكتوبر 1973 انها وضعت حدا لاسطورة اسرائيل فى مواجهة العرب كما كلفت هذه الحرب اسرائيل ثمنا باهظا حوالى خمسة مليارات دولار و احدثت تغيرا جذريا فى الوضع الاقتصادى فى الدولة الاسرائيلية التى انتقلت من حالة الازدهار التى كانت تعيشها قبل عام ، رغم ان هذه الحالة لم تكن تركز على اسس صلبه كما ظهر الى ازمة بالغه العمق كانت اكثر حده و خطورة من كل الازمات السابقه عير ان النتائج الاكثر خطوره كانت تلك التى حدثت على الصعيد النفسى

لقد انتهت ثقة الاسرائيليين فى تفوقهم الدائم كما اعترى جبهتهم المعنوية الداخلية ضعف هائل و هذا اخطر شيئ يمكن ان تواجهه الشعوب و بصفه خاصه اسرائيل و قد تجسد هذا الضعف فى صورتين متناقضتين ادتا الى استقطاب اسرائيل على نحو بالغ الخطورة فمن ناحية كان هناك من بداوا يشكون فى مستقبل اسرائيل و من ناحية اخرى لوحظتعصب و تشدد متزايد يؤادى الى ما يطلق علية اسم عقدة الماسادا - القلعة التى تحصن فيها اليهود اثناء حركة التمرد اليهودية ضد الامبراطورية الرومانيه ، و لم يستسلوا و ماتوا جميعا

من كتاب الى اين تمضى اسرائيل

ناحوم جولدمان رئيس الوكالة اليهودية الاسبق

بالنسبة لاسرائيل ففي نهاية الأمر انتهت الحرب دون ا ن نتمكن من كسر الجيوش العربية لم نحرز انتصارات لم نتمكن من كسر الجيش المصري او السوري علي السواء ولم ننجح في استعادة قوة الردع للجيش الاسرائيلي واننا لو قيمنا الانجازات علي ضوء الاهداف لوجدنا ان انتصار العرب كان اكثر حسما ولايسعني الا الاعتراف بأن العرب قد أنجزوا قسما كبيرا للغاية من اهدافهم فقد اثبتوا انهم قادرون علي التغلب علي حاجز الخوف والخروج الي الحرب والقتال بكفاءة وقد اثبتوا ايضا انهم قادرون علي اقتحام مانع قناة السويس ، ولأسفنا الشديد فقد انتزعوا القناة من ايدينا بقوة السلاح

الجنرال الاسرائيلي يشيعيا جافيتش

ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس

16/9/1974

تقول الحكومة البريطانية كلما كان الصعود عاليا كان السقوط قاسيا .. وفي السادس من اكتوبر سقطت اسرائيل من أعلي برج السكينة والاطمئنان الذي كانت قد شيدته لنفسها وكانت الصدمة علي مستوي الأوهام التي سبقتها قوية ومثيرة وكأن الاسرائيليون قد أفاقوا من حلم طويل جميل لكي يروا قائمة طويلة من الامور المسلم بها والمباديء والاوهام والحقائق غير المتنازع عليها التي آمنوا بها لسنوات عديدة وقد اهتزت بل وتحطمت في بعض الاحيان امام حقيقة جديدة غير متوقعة وغير مفهومة بالنسبة لغالبية الاسرائيليين ، ومن وجهة نظر الرجل الاسرائيلي العادي يمكن ان تحمل حرب اكتوبر اكثر من اسم ، مثل حرب الإفاقة من نشوة الخمر أو انهيار الاساطير أو نهاية الأوهام أو موت الابقار المقدسة عقب الحروب السابقة كانت تقام عروض عسكرية فخمة في يوم الاستقلال تشاهد فيها الجماهير غنائم الحرب التي تـم الاستيلاء عليها من العدو اما في هذه المرة علي العكس اقيم معرض كبير في القاهرة بعد مرور شهرين علي الحرب وفيه شاهدت الجماهير الدبابات والمدافع والعربات العسكرية وكثيرا من الاسلحة الاسرائيلية التي تـم الاستيلاء عليها من العدو خلال الحرب .

وفي المرات السابقة كان الجنود يعودون الي ديارهم بعد تسريحهم وكانوا يذوبون في موجة السعادة والفخر ، أما هذه المرة فقد عادوا وقد استبد بهم الحزن والفزع واحتاج الكثيرون منهم الي التردد علي قسم العلاج النفسي في الادارة الطبية التابعة للجيش نظرا لاصابتهم بصدمة قتال

أمنون كابيليوك معلق عسكري اسرائيلى

كتاب اسرائيل انتهاء الخرافة

هذه هي أول حرب للجيش الاسرائيلي التي يعالج فيها الاطباء جنودا كثيرين مصابين بصدمة القتال ويحتاجون الي علاج نفسي هناك من نسوا اسماءهم وهؤلاء كان يجب تحويلهم الي المستشفيات لقد أذهل اسرائيل نجاح العرب في المفاجأة في حرب يوم عيد الغفران وفي تحقيق نجاحات عسكرية لقد اثبتت هذه الحرب ان علي اسرائيل ان تعيد تقدير المحارب العربي فقد دفعت اسرائيل هذه المرة ثمنا باهظا جدا لقد هزت حرب اكتوبر اسرائيل من القاعدة الي القمة وبدلا من الثقة الزائدة جاءت الشكوك وطفت علي السطح اسئلة هل نعيش علي دمارنا الي الابد هل هناك احتمال للصمود في حروب أخري

زئيف شيف معلق عسكري اسرائيلى

كتاب زلزال اكتوبر

حرب يوم عيد الغفران

اني أحصي للعرب خمسة انجازات هامة :

أولا : نجحوا في احداث تغيير في الاستراتيجية السياسية للولايات المتحدة الامريكية بصورة غير مواتية لاسرائيل

ثانيا : نجحوا في تجسيد الخيار العسكري مما يفرض علي اسرائيل جهودا تثقل علي مواردها واقتصادها

ثالثا : نجحوا في احراز درجة عالية من التعاون العربي سواء علي الصعيد العسكري او الاقتصادي خاصة عندما استخدموا سلاح البترول في اكتوبر

رابعا : استعادت مصر حرية المناورة بين الدول الكبري بعد ان كانت قد فقدتها قبل ذلك بعشر سنوات

خامسا : غير العرب من صورتهم الذاتية فقد تحرروا من صدمة عام 1967 واصبحوا اقدر علي العمل الجاد

البروفيسور الاسرائيلي شمعون شامير

ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس 1974/9/16

ان التوتر الذى ساد حزب العمل فى 1973 اصاب الحزب بالشلل و جعله غير قادر على اتخاذ قرار بشان الدخول فى مفاوضات سلام مع العرب و ادى ذلك الى فشل مهمة جونار يارنج للوساطه بين مصر و اسرائيل فكانت النتيجة هى نشوب حرب عيد الغفران و انتهاء بسلطة حزب العمل و بالتالى الى تعادل فى القوه بين اليمين و اليسار و هذا التعادل ما زال يمكن النظام السياسى فى اسرائيل حتى الان و اذا لم يظهر فى اسرائيل زعيم مستشقل حتى الرابع من مايو عام 1999 موعد اعلان قيام الدولة الفلسطينية ، فسوف يكون من الصعب جدا منع وقوع الكارثة التالية

يوسى بيلين عضو الكنيست و احد زعماء حزب العمل

--------------------------------------------------------------------------------

انه نتيجة للقتال المشرف الذي خاضته الجيوش المصرية والسورية استرد العرب كبرياءهم وثقتهم في انفسهم مما أدي الي تدعيم النفوذ العربي علي الصعيد العالمي بشكل عام فليس هناك شك من الوجهة الاستراتيجية والسياسية في ان مصر قد كسبت الحرب ان كفاءة الاحتراف في التخطيط والاداء الذي تمت بها عملية العبور لم يكن ممكنا لأي جيش آخر في العالم ان يفعل ماهو افضل منها ولقد كانت نتيجة هذا العمل الدقيق من جانب اركان الحرب ، وعلي الاخص عنصر المفاجأة التي تـم تحقيقها هو ذلك النجاح الملحوظ في عبور قناة السويس علي جبهة عريضة لقد فشلت المخابرات الاسرائيلية فشلا ذريعا حيث تركز نشاط المخابرات العسكرية علي النوايا المعادية بينما تـم تجاهل القدرات المعادية لأنها لم تكن في الحسبان وأدي الخطأ في حساب القدرات العربية الي نظريات خاطئة حول النوايا العربية من جانب آخر يجب اعطاء فضل كبير الي الامن العربي والسرية التي حجبت الحقائق بقدر يكفي لتأكيد المفاهيم الاسرائيلية الخاطئة المسبقة لقد خاض المصريون الحرب البحرية في جوهرها باسلوب استراتيجي وخاضها الاسرائيليون بأسلوب تكتيكي فرض المصريون حصارا ناجحا علي حركة الملاحة الي ميناء ايلات وذلك باغلاق مضيق باب المندب ويبدو ان حصارهم في البحر المتوسط منع معظم السفن المحايدة والاسرائيلية من الاقتراب من الشاطيء الاسرائيلي في الجبهة الجنوبية فشلت محاولات اسرائيل لتدمير قواعد الطيران المصري في دلتا النيل فشلا ذريعا بفضل فاعلية الدفاع المصري قرر الاسرائيليون ايضا محاولة الاستيلاء علي مدينة السويس ولكن رغم ان دباباتهم توغلت الي قلب المدينة فقد كانت المقاومة عنيفة جدا لدرجة اجبرتهم علي الانسحاب بعد ان اصيبوا بخسائر كبيرة

المؤرخ العسكري الامريكي تريفور ديبوي رئيس مؤسسة هيرو للتقييم العلمي للمعارك التاريخية في واشنطن

الندوة الدولية عن حرب اكتوبر القاهرة

27-31 اكتوبر 1975

بالنسبة لاسرائيل فان حرب اكتوبر احدثت تغييرا تاما في استراتيجيتها اذ قذفت به قوة من موقف الهجوم الي موقف الدفاع فقد كانت تتخذ وضعا عسكريا هجوميا منذ نشأتها بل ان الاركان العامة الاسرائيلية لم تعبأ بالتفكير في الوضع الدفاعي

لقد ادرك الجندي الاسرائيلي ان الدفاع اصبح حيويا لبقائه علي قيد الحياة فأصبح الدفاع التقليدي الذي طالما كانت

اسرائيل تنظر اليه بعين الاستعلاء قبل الحرب اصبح مقبولا كضرورة عسكرية لحماية الحدود الاسرائيلية بعد العمليات العسكرية الرائعة التي شهدتها الفتوحات الاسلامية القديمة والحروب الصليبية تضاءلت مكانة الجندي العربي في نظر الغرب باستمرار لاسباب متنوعة لادخل له بها وقد اكثرت اسرائيل من دعايتها في هذا الإطار الي أن فوجئت في حرب اكتوبر ، بالجنود العرب يحطمون القيود ويقهرون الاسرائيليين ويأسرون المئات منهم ويسقطون المئات من طائراتهم ، ويدمرون المئات من دباباتهم و خلاصة القول ان الجنود العرب قضوا علي اسطورة السوبرمان الاسرائيلي الذي لايقهر وتنطبق علي العرب الحكمة التي قالها نابليون وهي

ان النسبة بين الروح المعنوية والعتاد الحربي تبلغ ثلاثة الي واحد

لقد كانت حرب اكتوبر نقطة تحول في تاريخ الشرق الاوسط اذا نظرنا اليه قبلها وبعد ها اذ ان اشياء كثيرة في المجالين العسكري والاستراتيجي لن تعود ابدا الي ماكنت عليه قبل هذه الحرب التي كانت سببا في اعادة تقييم الاستراتيجيات القومية والدولية

المؤرخ العسكري البريطاني ادجار اوبلانس

الندوة الدولية عن حرب اكتوبر القاهرة 17-31 اكتوبر 1975

ان الدروس المستفادة من حرب اكتوبر تتعلق بالرجال وقدراتهم اكثر مما تتعلق بالالات التي يقومون بتشغيلها فالانجاز الهائل الذي حققه المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وقاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة تامة للطرف الاخر رغم انها تمت تحت بصره وتكملة لهذا اظهر الجنود روحا معنوية عالية وجرأة كانتا من قبل في عداد المستحيل

الجنرال فارار هوكلي مدير تطوير القتال في الجيش البريطاني

الندوة الدولية عن حرب اكتوبر القاهرة 27-31 اكتوبر 1975

كان كافة الخبراء العسكريين والمسئولين السياسيين واثقين من ان العرب لن ينجحوا ابدا في مباغتة الجيش الاسرائيلي وكانت الادلة المبررة لذلك كثيرة ومتنوعة علي عكس ماحدث في حرب اكتوبر فأولا كانت هناك ثقة بالغة في اجهزة المخابرات الاسرائيلية التي كان يقال عنها انها من افضل اجهزة المخابرات في العالم خاصة وانه كان معلوما للجميع ان الاجهزة الامريكية الخاصة علي صلة وثيقة بها ثم ان مناطق الاحتكاك الخطيرة والتي هي مراقبة باستمرار تتميز بابعادها الصغيرة فقد كان باستطاعة طائرات الاستطلاع والاقمار الاستطلاعية الامريكية ان تصور كل العمق في المناطق العربية الخلفية ، ونادرا ما تجتمع مثل هذه الظروف الصالحة لمراقبة جبهات معادية ولهذا بدا عنصر المباغتة مستبعدا خاصة وان عائقا صناعيا من الصعب اجتيازه هو قناة السويس يحمي الخط الاسرائيلي الاول ويتيح مقاومة سهلة وفعالة لقد كانت المفاجأة العربية في الساعة الثانية من بعد ظهر يوم 6 اكتوبر وحدث ماكان غير متوقع علي عكس التأكيدات المنافية من جانب كافة رجال السياسة والخبراء العسكريين والصحفيين والمتخصصين في كافة البلاد

الجنرال الفرنسى البرت ميرجلين

الندوة الدولية عن حرب اكتوبر القاهرة 17-31 اكتوبر 1975

في الساعة العاشرة والدقيقة السادسة من صباح اليوم الاول من ديسمبر اسلم ديفيد بن جوريون الروح في مستشفي تيد هاشومير بالقرب من تل ابيب ، ولم يقل ديفيد بن جوريون شيئا قبل ان يموت غير انه رأي كل شيء لقد كان في وسع القدر ان يعفي هذا المريض الذي اصيب بنزيف في المخ يوم 18 نوفمبر 1973 من تلك الاسابيع الثمانية الاخيرة من عمره ولكن كان القدر قاسيا ذلك ان صحوة او لرئيس لمجلس الوزراء الاسرائيلي في ايامه الاخيرة هي التي جعلته يشهد انهيار عالم باكمله وهذا العالم كان عالمه لقد رأي وهو في قلب مستعمرته بالنقب اسرائيل وهي تنسحق في ايام قلائل نتيجة لزلزال اكثر وحشية مما هو حرب رابعة ، ثم راح يتابع سقوط اسرائيل الحاد وهي تهوي هذه المرة من علوها الشامخ الذي اطمأنت اليه حتي قاع من الضياع لاقرار له فهل كان الرئيس المصري انور السادات يتصور وهو يطلق في الساعة الثانية من السادس من اكتوبر دباباته وجنوده لعبور قناة السويس انه انـما اطلق قوة عاتية رهيبة كان من شأنها تغيير هذا العالم ان كل شيء من اوروبا الي امريكا ومن افريقيا الي آسيا لم يبق علي حاله التي كان عليها منذ حرب يوم عيد الغفران فان شيئا ما اكثر عمقا قد انقلب رأسا علي عقب في تلك العلاقة التي كانت قائمة بين العالم الصناعي ومستعمراته القديمة

الكاتب الفرنسي جان كلود جيبوه

كتاب الايام المؤلمة في اسرائيل

ان حرب اكتوبر كانت بمثابة زلزال فلأول مرة في تاريخ الصهيونية حاول العرب ونجحوا في فرض امر واقع بقوة السلاح ولم تكن النكسة مجرد نكسة عسكرية بل انها اصابت جميع العناصر السيكولوجية والدبلوماسية والاقتصادية التي تتكون منها قوة وحيوية اي امة وقد دفع الاسرائيليون ثمنا غاليا لمجرد محافظتهم علي حالة التعادل بينهم وبين مهاجميهم وفقدوا في ظرف ثلاثة اسابيع وفقا للارقام الرسمية 2523رجلا وهي خسارة تبلغ من حيث النسبة ماخسرته امريكا خلال عشر سنوات في حرب فيتنام مرتين ونصف لقد اسفرت الحروب الاسرائيلية العربية السابقة عن صدور سيل من الكتب المصورة المصقولة الورق تخليدا لذكري النصر ، اما في هذه المرة فان اول كتاب صدر في اسرائيل كان يحمل اسم المحدال اي التقصير وفي عام القي الجنرالات الاسرائيلية و كلهم رفاق سلاح محاضرات علي جمهورهم المعجب بهم حول حملاتهم المختلفة ، وماكادت حرب 1973 تبدأ حتي اخذوا يتبادلون الاتهامات واقسي الاهانات سواء كان ذلك في الصحف المحلية او العالمية واستقبلت الامهات الثكلي والارامل فيما بعد موشي ديان المعبود الذي هوي بالهتافات التي تصفه بانه سفاك وكانت الحروب السابقة تعقبها استعراضات عسكرية مهيبة في ذكري عيد الاستقلال ، مع استعراض الغنائم التي تـم الاستيلاء عليها من العدو ، اما في هذه المرة فان شيئا من هذا لم يحدث بل علي العكس سرعان ماعرف الاسرائيليون ان معرضا كبيرا للغنائم قد افتتح في القاهرة ولأول مرة ايضا شاهد الاسرائيليون المنظر المخزي لاسراهم ورؤوسهم منكسة علي شاشات التليفزيون العربي

الصحفي البريطاني دافيد هيرست

كتاب البندقية وغصن الزيتون

--------------------------------------------------------------------------------

لقد غيرت حرب اكتوبر عندما اقتحم الجيش المصري قناة السويس ، واجتاح خط بارليف غيرت مجري التاريخ بالنسبة لمصر وبالنسبة للشرق الاوسط بأسره

صحيفة الديلي تلجراف البريطانية

1973/10/7

كانت الصورة التي قدمتها الصحافة العالمية للمقاتل العربي عقب حرب 67 هي صورة مليئة بالسلبيات وتعطي الانطباع باستحالة المواجهة العسكرية الناجحة من جانب العرب لقوة اسرائيل العسكرية وعلي ذلك يمكن ان نفهم مدي التغيير الذي حدث عقب ان اثبت المقاتل العربي وجوده وقدراته ، وكيف نقلت الصحافة العالمية هذا التغيير الي الرأي العام العالمي

صحيفة التايمز البريطانية

1973/10/7

ان المصريين و السوريين يبدون كفاءة عالية و تنظيما و شجاعه لقد حقق العرب نصرا نفسيا ستكون له اثاره النفسية ان احتفاظ المصريين بالضفة الشرقية للقناه يعد نصرا ضخما لا مثيل له تحطمت معه اوهام الاسرائيلين بان العرب لا يصلحون للحرب

صحيفة واشطن بوست الامريكية

1973/10/7

ان الاسبوع الماضي كان اسبوع تأديب وتعذيب لاسرائيل ومن الواضح ان الجيوش العربية تقاتل بقوة وشجاعة وعزم ، كما أن الاسرائيليين تملكهم الحزن والاكتئاب عندما وجدوا ان الحرب كلفتهم خسائر باهظة وان المصريين والسوريين ليس كما قيل لهم غير قادرين علي القتال

صحيفة الفينانشيال تايمز البريطانية

1973/10/11

واضح ان العرب يقاتلون ببسالة ليس لها مثيل ومن المؤكد ان عنف قتالهم له دور كبير في انتصاراتهم وفي نفس الوقت ينتاب الاسرائيليين احساس عام بالاكتئاب لدي اكتشافهم الاليم الذي كلفهم كثيرا ان المصريين والسوريين ليسوا في الحقيقة جنودا لاحول لهم ولاقوة وتشير الدلائل الي ان الاسرائيليين كانوا يتقهقرون علي طول الخط امام القوات المصرية و السورية المتقدمة

صحيفة التايمز البريطانية

1973/10/11

لقد وضح تماما ان الاسرائيليين فقدوا المبادرة في هذه الحرب وقد اعترف بذلك قادتهم ومنهم الجنرال شلومو جونين قائد الجبهة الجنوبية في سيناء عندما قال : ان هذه أصعب حرب تخوضها اسرائيل منذ قيامها سنة 1948 ويشيد الاسرائيليون بقوة الجيوش العربية وشجاعة المقاتل العربي ويقولون إن هذه الجيوش مدججة بأحدث وأخطر انواع الاسلحة لم يحدث في تاريخ العرب ان حملوا واستخدموا مثل هذه الاسلحة

وكالة رويتر من تل ابيب

1973/10/11

لقد اتضح ان القوات الاسرائيلية ليست مكونة كما كانوا يحسبون من رجال لايقهرون ، ان الثقة الاسرائيلية بعد عام 1967 قد بلغت حد الغطرسة الكريهة التي لاتميل الي الحلول الوسط وان هذه الغطرسة قد تبخرت في حرب اكتوبر، وأن ذلك يتضح من التصريحات التي أدلي بها المسئولون الاسرائيليون بما فيهم موشي ديان نفسه

صحيفة ديلي صن البريطانية

1973/10/12

ان نظرية الحدود الآمنة التي تبنتها اسرائيل منذ انشائها حتي الآن بغرض التوسع ، قد انهارت تماما ، وانه لابد للعقلية العسكرية الاسرائيلية ان تتغير في ضوء حرب اكتوبر ان اسطورة نفسية قد تحطمت هذه المرة ويجب علي اسرائيل منذ الآن ان تتخلي عن فكرة ان أمنها يتحقق بمجرد احتلال الاراضي

صحيفة ديلي تلجراف البريطانية

1973/10/12

لقد محت هذه الحرب شعور الهوان عند العرب وجرحت كبرياء اسرائيل

صحيفة ديلي ميل البريطانية

1973/10/12

ان القوات المصرية والسورية قد امسكت بالقيادة الاسرائيلية وهي عارية ، الامر الذي لم تستطع ازاءه القيادة الاسرائيلية تعبئة قوات كافية من الاحتياط لمواجهة الموقف الا بعد ثلاثة ايام ، لقد كان الرأي العام الاسرائيلي قائما علي الاعتقاد بأن اجهزة مخابراته هي الاكفأ ، وان جيشه هو الاقوي والآن يريد الرأي العام في اسرائيل ان يعرف ما الذي حدث بالضبط ولماذا حتي ان السؤال الذي يتردد علي كل لسان في تل ابيب الآن هو لماذا لم تعرف القيادة الاسرائيلية بخطط مصر وسوريا مسبقا

مراسل وكالة اليونايتد برس في تل ابيب

1973/10/12

ان حرب اكتوبر قد اطاحت بنظرية الحدود الامنة كما يفهمها حكام تل ابيب ، فقد اثبتت ان امن اسرائيل لايمكن ان يكفل بالدبابات والصواريخ ، وانـما بتسوية سلمية عادلة توافق عليها الدول العربية

صحيفة لومانتيه الفرنسية

1973/10/17

ان الكفاح الذي يخوضه العرب ضد اسرائيل كفاح عادل ، ان العرب يقاتلون دفاعا عن حقوقهم ، واذا حارب المرء دفاعا عن ارضه ضد معتد فانه يخوض حربا تحريرية ، اما الحرب من أجل الاستمرار في احتلال ارض الغير فانها عدوان سافر

صحيفة تسايتونج الالمانية الديمقراطية

1973/10/19

ان مصر قد لحقت باسرائيل وسبقتها تكنولوجيا في ميدان الصواريخ والاليكترونيات

صحيفة الاوبرزفر البريطانية

1973/10/20

لقد واجه الاسرائيليون خصما يتفوق عليهم في كل شيء ومستعد لحرب استنزاف طويلة، كذلك واجهت اسرائيل في نفس الوقت خصما افضل تدريبا وأمهر قيادة

وكالة اسوشيتدبرس

1973/10/20

ان الشعور السائد في اسرائيل اليوم يتميز بالحزن والاكتئاب ، كما ان عدد اسري الحرب العائدين من مصر ، كان اكثر مما كان متوقعا ، الامر الذي يعني وقوع الكثير من القتلي

صحيفة جويش كرونيكل البريطانية

1973/11/23

لقد فر الجنود الاسرائيليون من خط بارليف وهم يلتقطون انفاسهم وقد علت القذارة ابدانهم وشحبت وجوههم ، فرت فلولهم من الجحيم الذي فتحه عليهم الهجوم المصري الكاسح

صحيفة انا بيللا الايطالية البريطانية

1973/10/30

لقد سادت البلاد قبل حرب اكتوبر مشاعر خاطئة هي شعور صقورنا بالتفوق العسكري الساحق لدرجة ان هذا الاعتقاد قادهم الي طمأنينة عسكرية علي طريقة : سنقطعهم ارب ا اذا تجرأوا علي رفع اصبع في وجهنا

صحيفة علهمشمار الاسرائيلية

1973/10/29

كانت الفردان شرق قناة السويس من اول المواقع التي استولت عليها القوات المصرية وعندها حقق المصريون اعظم انتصاراتهم واستعادوا اراضيهم منذ اليوم الاول وكست وجوههم امارات الزهو والانتصار علي خط بارليف الذي انهار امامهم ، وهكذا ذهب خط بارليف الاسرائيلي الي غير رجعة

صحيفة التايمز البريطانية

1973/10/31

لقد اوجدت حرب اكتوبر مفهوما يبدو اننا لم نعرفه من قبل منهكو الحرب ونعني به اولئك الذين عانوا من الصدمات النفسية والمنتشرين الان في المستشفيات ودور النقاهة يعالجون من اجل تخليصهم من الاثار التي خلفتها الحرب الضارية لقد عرف الجنود الاسرائيليون خلال تلك الحرب ولأول مرة في حياتهم تجربة الحصار والعزلة اثناء القتال وعار الاسر والخوف من نفاد الذخيرة

صحيفة هاآرتس الاسرائيلية

1973/11/2

لقد اعلن الجنرال اسحاق رابين بأن لدي بلاده خططا عسكرية لمواجهة جميع الاحتمالات بما في ذلك احتلال القطب الشمالي ولكن يبدو ان احتمال الهجوم المصري الكاسح ظهيرة السادس من اكتوبر لم يكن واردا في احتمالات الاسرائيليين ولهذا دفعوا ثمنا غاليا

مجلة دير شبيجل الالمانية

1973/11/5

اننا حتي يوم وقف اطلاق النار علي جبهة سيناء لم نكن قد استطعنا الحاق الضرر بالجيش المصري ، وانه من المؤكد انه حتي بدون التوصل الي وقف القتال لم نكن سننجح في وقف او تدمير الجيش المصري ، وبهذا يمكن القول اننا خلال حربنا الرابعة مع العرب لم نحقق شيئا

صحيفة هاآرتس الاسرائيلية

1973/11/8

ان البحرية المصرية تفوقت على البحرية الاسرائلية خلال حرب اكتوبر و خاصة فى مجال الصواريخ

مجلة الدفاع الوطنى الفرنسية

1973/11/8

ان التقصير الذى حدث فى حرب عيد الغفران ادى الى ظهور حركة الاحتجاج التى تزعمها موطن اشكنازى و التى طالبت بالتحقيق فى اسباب هزيمة الجيش الاسرائيلى فى الحرب و هى التحقيق التى ادت الى سقوط المسئولين عن هذا التقصير و فى اعقاب اغتيل رئيس الوزراء الاسبق اسحاق رابين ظهرت حركة جديدة بزعامة طال زيلبرشتاين بمواصلة مسيرة السلام مع الفلسطينين و تتفق الحركتان فى تنبؤاتهما بان الثورة القادمه على الطريق و سوف تندلع من قلب الشارع الاسرائيلى

صحفية معاريف الاسرائيلية

1973/11/8

ان صفارة الإنذار التي دوت في الساعة الثانية إلا عشر دقائق ظهر السادس من أكتوبر 1973 كانت تمثل في معناها أكثر من مجرد إنذار لمواطني اسرائيل بالنزول إلي المخابيء ، حيث كانت بمثابة الصيحة التي تتردد عندما يتم دفن الميت .. وكان الميت حينذاك هو الجمهورية الاسرائيلية الأولي .. وعندما إنتهت الحرب .. بدأ العد من جديد ، وبدأ تاريخ جديد... فبعد ربع قرن من قيام دولة اسرائيل ، باتت أعمدة ودعائم إسرائيل القديمة حطاماًِ ملقي علي جانب الطريق

صحيفة " معاريف " الاسرائيلية

20/9/1998

ان هذه الحرب تمثل جرحاً غائراً في لحم اسرائيل القومي

مجلة بماحنيه الاسرائيلية

20/9/1998

ان حرب يوم الغفران بمثابة نقطة انكسار للمجتمع الاسرائيلي في مجالات عديدة

مجلة بماحنيه الاسرائيلية

24/9/1998

ان حرب اكتوبر قد قوضت الثقة بالنفس لدي نخبة الامن الاسرائيلية .. وتسببت بقدر معين في هدم افتراضات امنية قامت عليها الاستراتيجية الاسرائيلية لفترة طويلة.. ومن ثم تغيرت بعض العناصر الرئيسية في نظرية الأمن القومي التي تبلورت في العقد الأول من قيام الدولة علي أيدي

ديفيد بن جوريون

مجلة بماحنيه الاسرائيلية

24/9/1998

ان جولدا مائير اعترفت - في حديث لها بعد حرب أكتوبر - بأنها فكرت في الانتحار

صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية

28/9/1998

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

رابط هذا التعليق
شارك

بطولات مصرية :

النقيب عاطف السادات

بسم الله الرحمن الرحيم

** يَأيتَهُا النَفُس المُطمَئِنةَ . آرجِعِي إلَى رَبكِ رَاضيًة مَرضِيًة . فَادخُلِي فِي عِبَدي . وآدخُلِى جَنتَِي **

صدق الله العظيم

(سُوَرة _الفَجر _ الآيات 30:26 )

نقيب طيار عاطف أنور السادات ، الشقيق الأصغر للرئيس الراحل محمد أنور السادات .

شاب في مقتبل العمر تملؤه الحماسة والغيرة على كرامة الوطن وعزته ، على مصر .

التحق عاطف بالكلية الجوية وتخرج فيها عام 1968 ، لم يكن لفرحة التخرج أى طعم ، وكيف السبيل إلى السعادة والمرح ، وقد عصفت نكسة 67 بأى رغبة مصرية وعربية للإبتهاج .

ولكن ..

هل نستسلم ، هل نرضخ ونكتم أفواهنا ونرتضى الذل والهوان ..؟

قطعًا لا ، وبالمثل كانت أرادة عاطف وكل زملاؤه .. نسور السماء

وعلى الفور بدأت تدريبات خاصة ومتتالية لكل طيارى مصر ، وبدأت حرب الإستنزاف 68 _ 1970 ، ومعها أنطلق النقيب / عاطف السادات لأول مرة محلقــًا بطائرته فوق سيناء المحتلة ، عشرات الطلعات الجوية شارك فيها مقاوما الطلعات المغيرة، طلعات أسترد بها الجيش المصرى كرامته وثقته بنفسه ، في مقابل الدعاية الزائفة لجيش الدفاع الأسرائيلى الذى لا يُقهر .

كم كانت نفسه تتوق للحظة الأنتقام ، اللحظة التى يتوغل فيها في سيناء دون مانع أو رقيب ، أو أوامر بعدم الأشتباك مع قوات العدو .

وفي اليوم الموعد ، السادس من أكتوبر 1973 ، أستقل النقيب طيار / عاطف السادات طائرته ضمن طلعة الطيران الأولى لتحرير الأرض وأسترداد الكرامة المهدرة .

دقت عقارب الساعة لتعلن التقاء عقرب الساعات مع الرقم أثنين وتعانق عقرب الدقائق مع الرقم خمسة ، فأنطلق البطل بطائرته وبسرعة مذهلة عبر قناة السويس في أتجاه مطار المليز ، حتى أصبح فوق الهدف تمامًا ، فأطلق صواريخ طائرته مفجرًا بطاريات صورايخ الهوك المحيطة بالمطار ، لحرمان العدو الأسرائيلى من أستخدامها ضد قواتنا .

دورتين كاملتين قام بهما عاطف للتأكد من تدمير الهدف المنوط به تمامًا ، وحتى لا يترك أى فرصة لأستخدام تلك البطاريات ضد الطائرات المصرية .

وفي الدورة الثالثة أصيبت طائرة البطل ، في نفس اللحظة التى أنتهى فيها من التبليغ عبر أجهزة اللاسلكى عن تمام تنفيذ مهمته .

تحطمت طائرته ، وأرتوت رمال سيناء الحبيبة بدمائه الطاهرة ، ليحظى بالشهادة فوق أرض البطولة بعد أن أسهم والعديد من رفاقه نسور الجو المصريين في فتح الطريق للقوات المسلحة المصرية لتبدأ هجومها الكاسح نحو أستعادة سيناء ورفع العلم المصرى فوق أرضها الغالية .

تحية أعزاز وتقدير للشهيد / النقيب طيار : عاطف أنور السادات .

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

رابط هذا التعليق
شارك

العميد يسرى عمارة

هو العميد يسري عمارة وكان وقت الحرب برتبة نقيب وهو البطل الذى آسر عساف ياجوري أشهر آسير إسرائيلي في حرب أكتوبر حيا على ارض المعركة بالرغم من اصابته، كما سبق له الاشتراك مع اسرة التشكيل في حرب الإستنزاف في آسر اول ضابط إسرائيلي واسمه (دان افيدان شمعون).

عبر النقيب يسري عمارة يوم السادس من أكتوبر قناة السويس ضمن الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثاني تحت قيادة العميد حسن ابو سعدة وكانت الفرقة تدمر كل شئ امامها من اجل تحقيق النصر واسترداد الأرض.

وفي صباح 8 أكتوبر ثالث أيام القتال حاول اللواء 190 مدرع الإسرائيلى (دبابات هذا اللواء كانت تتراوح ما بين 75 حتى 100 دبابة) القيام بهجوم مضاد واختراق القوات المصرية والوصول الى النقط القوية التى لم تسقط بعد ومنها نقطة الفردان.

وكان قرار قائد الفرقة الثانية العميد حسن ابو سعدة يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض قتال داخل رأس كوبرى الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعى الامامى والتقدم حتى مسافة 3 كيلومتر من القناة ، وكان هذا القرار خطيرا ـ وعلى مسئوليته الشخصية ـ.

وفي لحظة فريدة لم تحدث من قبل ولن تحدث مرة آخرى تم تحويل المنطقة الى كتلة من النيران وكأنها قطعة من الجحيم، وكانت المفأجاة مذهلة مما ساعد على النجاح، وفي أقل من نصف ساعة اسفرت المعركة عن تدمير 73 دبابة للعدو.

وبعد المعركة صدرت الأوامر بتطوير القتال والإتجاه نحو الشرق وتدمير اي مدرعة اسرائيلية او افراد ومنعهم من التقدم لقناة السويس مرة آخرى حتى لو اضطر الامر الى منعهم بصدور عارية.

واثناء التحرك نحو الشرق احس النقيب يسري عمارة برعشه فى يده اليسرى ووجد دماء غزيره على ملابسه، واكتشف انه أصيب دون ان يشعر، وتم ايقاف المركبة والتفت حوله فوجد الاسرائيلي الذى اطلق النار عليه وفي بسالة نادرة قفز نحوه النقيب يسري وجرى باتجاهه بلا اى مبالاة برغم انه حتى لو كان الجندي الاسرائيلي اطلق طلقة عشوائية لكان قتله بلا شك.

الا ان بسالة النقيب يسرى اصابت الجندي الاسرائيلي بالذعر ووصل اليه النقيب يسري وفي لحظة كان قد اخرج خزينة البندقية الالية وهي مملوءة بالرصاص وضربه بشده على رأسه فسقط على الأرض وسقط النقيب يسري عماره بجانبه من شدة الإعياء.

وعقب إفاقته واصلت الفرقة التقدم وعند طريق شرق الفردان لاحظ النقيب يسري وكانت يده اليسرى قد تورمت وأمتلأ جرحه بالرمال مجموعة من الجنود الإسرائيليين يختبئون خلف طريق الأسفلت، ووجد أحدهم وهو يستعد لإطلاق النار فتم التعامل معه وأجبروا على الاستسلام وكانوا اربعة وتم تجريدهم من السلاح وعرف أحدهم نفسه بأنه قائد، فتم تجريده من سلاحه ومعاملته بإحترام وفق التعليمات المشددة بضرورة معاملة أي أسير معاملة حسنة طالما انه لا يقاوم وتم تسليم هذا القائد مع أول ضوء يوم 9 أكتوبر، ... وكان هذا القائد هو العقيد عساف ياجوري قائد اللواء 190 مدرع.

وقد أصدر قائد الفرقة تحية لأبطال الفرقة الثانية مشاة، حيا فيها النقيب الجريح يسري عمارة ومجموعته التى أسرت قائد اللواء الاسرائيلي المدرع 190.

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

رابط هذا التعليق
شارك

قبل شهر بالتمام و الكمال من حلول ذكرى انتصارات اكتوبر

سبق الاخ sha3ooor كل الناس بهذا الموضوع الذى يمثل وجبه دسمه عن حرب اكتوبر .. قرات منها آخر مداخله عن عاطف السادات و غبطته على الشهاده التى نالها .. موضوع جميل سبق كل الموضوعات بشهر كامل tot::

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

محمد عبد العاطي

من مواليد قرية "فيشة قش" بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1950، حاصل على دبلوم في الزراعة، التحق بالقوات المسلحة في 15 نوفمبر 1969 بعد النكسة بعامين. أنضم عبد العاطي في البداية لسلاح الصاعقة ثم أنتقل إلى سلاح المدفعية وتخصص في الصواريخ المضادة للدبابات وبالتحديد صواريخ روسية الصنع أسمها الروسي "مالوتكا" والمصري "فهد" وكانت وقتها أحدث صواريخ مضادة للدبابات تنضم لترسانة الأسلحة المصرية، وكان مداها يصل لثلاثة كيلو مترات.

ولأن الصاروخ "فهد" ليس صاروخا عاديا بل يتطلب جندي مدرب ذو مميزات خاصة من الاستعداد والحساسية وقوة التحمل والأعصاب واليقظة نظرًا لأن الجندي يكون مسؤولا عن إعداد الصاروخ وتوجيهه ثم إطلاقه والتحكم في مساره حتى وصوله إلى الهدف وتدميره، لذلك كانت الاختبارات تتم بصورة شاقة ومكثفة.

وينتقل عبد العاطي إلى الكيلو 26 بطريق السويس لعمل أول تجربة رماية بالصاروخ "فهد" في الميدان ضمن مجموعة من خمس كتائب، وكان ترتيبه الأول على جميع الرماة، واستطاع تدمير أول هدف حقيقي بهذا النوع من الصواريخ في مصر.

وتم اختياره لأول بيان عملي على هذا الصاروخ أمام قائد سلاح المدفعية اللواء سعيد الماحي، وتفوق والتحق بعدها بمدفعية الفرقة 16 مشاة بمنطقة بلبيس، التي كانت تدعم الفرقة بأكملها أثناء العمليات، وبعد عملية ناجحة لإطلاق الصاروخ تم تكليفه بالإشراف على أول طاقم صواريخ ضمن الأسلحة المضادة للدبابات في مشروع الرماية الذي حضره قيادات الجيش المصري بعدها تمت ترقيته إلى رتبة رقيب مجند.

في 28 سبتمبر 1973 حصل عبد العاطي على اجازة لمدة 38 ساعة فقط، وعاد في أول أكتوبر إلى منطقة فايد حيث كان الجنود يستعدون لصدور الأوامر بالتحرك.

وبحلول يوم السادس من أكتوبر بدأت القوات المصرية في العبور، وكان عبد العاطي هو أول فرد من اللواء 112 مشاة (الكتيبة 35 مقذوفات) يتسلق الساتر الترابي وبعد لحظات بدأ سلاح الجو الإسرائيلي يدخل المعركة والقيام بغارات منخفضة لإرهاب الجنود فما كان من الجنود المصريين إلا أن أسقطوا أربع طائرات إسرائيلية بالأسلحة الخفيفة!.

وفي يوم 8 أكتوبر أنطلق اللواء 112 مشاة للأمام في محاولة لمباغتة القوات الإسرائيلية التي بدأت في التحرك على بعد 80 كيلومترًا باللواء 190 المصحوب بقوات ضاربة مدعومًا بغطاء جوي.

في هذا اليوم أطلق عبد العاطي أول صاروخ في المعركة ونجح في إصابة الدبابة الأولى، ثم أطلق زميله بيومي قائد الطاقم المجاور صاروخا فأصاب الدبابة المجاورة لها، وتابع هو وزميله بيومي الإصابة حتى وصل رصيده إلى 13 دبابة ورصيد بيومي إلى 7 دبابات في نصف ساعة فقط، ومع تلك الخسائر الضخمة قررت القوات الإسرائيلية الانسحاب واحتلت القوات المصرية قمة الجبل، وبعدها اختاره العميد عادل يسري ضمن أفراد مركز قيادته في الميدان، التي تكشف أكثر من 30 كيلومترًا أمامها.

وفي اليوم التالي (9 أكتوبر) فوجئ عبد العاطي بقوة إسرائيلية مدرعة مكونة من مجنزرة وعربة جيب وأربع دبابات، وأطلق الصاروخ الأول علي المجنزرة فدمرها بمن فيها، ثم دمر الدبابة التى تليها ثم اصطاد الدبابات الآخرى واحدة تلو الآخرى حتى بلغ رصيده في هذا اليوم 17 دبابة.

وفي يوم 10 أكتوبر، دمر عبد العاطي ثلاث دبابات آخرى، كما استطاع اصطياد إحدى الدبابات التي حاولت التسلل إليهم يوم 15 أكتوبر، وفي يوم 18 أكتوبر دمر دبابتين وعربة مجنزرة ليصبح رصيده 23 دبابة و3 مجنزرات.

تم تكريم عبد العاطي من قبل وزير الحربية الراحل، المشير أحمد إسماعيل، وسُجل أسمه في موسوعة الأرقام العالمية العسكرية كصاحب ثاني رقم قياسي في أصطياد الدبابات وعُرف منذ ذلك الحين بصائد الدبابات.

عاد عبد العاطي إلى قريته بعد الحرب كأي جندي مخلص أنتهت مهمته عسكريا، وأصبح رئيس لمركز شباب القرية وكان اهتمامه الأول بالرياضة ورفع مستوى اللياقة البدنية للشباب وكان ينبههم دائما إلى انهم ذراع هذه الأمة ويجب أن تكون ذراع قوية يعتمد عليها وكان دائما ما يحكي لهم سير أبطال أكتوبر.

في عام 2001 أصيب بغيبوبة كبدية، وكانت أول مرة في حياته يدخل المستشفى وقال الأطباء أن حالته تحسنت، وعاد لممارسة خدماته لأهل القرية، وبعد خمسة أيام دخل مستشفى جامعة الزقازيق مصابا بدوالي المريء، وبقى في المستشفى لمدة أسبوعين.

وفي التاسع من ديسمبر 2001 صعدت روحه إلى بارئها عن واحد وخمسين عاما .

بقى أن نعرف أن إسرائيل أحتفلت بوفاة عبد العاطي بعد أن بلغها النبأ!.

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

رابط هذا التعليق
شارك

كنت قد كتبت هذة المداخلة عام 2002 و لان الصورة التوضحية لم تعد تظهر فيها و لصلتها بالموضوع اكتبها مرة اخري هنا. وهى من موقع "موسوعة مقاتل من الصحراء" للامير السعودى خالد بن سلطان بن عبد العزيز

الموسوعة

________

هذا هو المصير الذى كانت سوف تنتهى الية الثغرة و الذى دفع الاسرائيلين الى الانسحاب من غرب القناة.

خطة العملية "شامل" لتصفية الثغرة

map21.jpg

أصدر القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، الرئيس أنور السادات، يوم 13 ديسمبر 1973، أمراً بتعيين اللواء سعد مأمون ـ قائد الجيش الثاني الميداني مع بداية الحرب وحتى التطوير شرقاً يوم 14 أكتوبر 1973 ـ "قائداً لقوات تصفية الثغرة، غرب القناة".

أنشأ اللواء سعد مأمون، هيئة قيادة ميدانية، بالاستفادة من قيادة الجيش الثالث الميداني التي بقيت في الغرب، وزار القوات المخصصة له، واستعرض الخطط الموضوعة، ثم صاغ خطة شاملة، عرضها على القائد العام، يوم 18 ديسمبر 1973، وصدق عليها القائد الأعلى يوم 24 ديسمبر 1973، بحضور كل قادة الأفرع الرئيسية والهيئات بالقيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، على أن تكون جاهزة للتنفيذ في نفس يوم التصديق عليها

خصصت القيادة العامة، لتنفيذ خطة تصفية الثغرة في الغرب القوات التالية:

2 فرقة مدرعة (الأرقام 4، 21) تضم 4 لواء مدرع، 2 لواء مشاة آلي، 12 كتيبة مدفعية.

3 فرقة مشاة آلية (الأرقام 3، 6، 23) تضم 3 لواء مدرع، 6 لواء مشاة آلي، 18 كتيبة مدفعية.

وحدات مظلية، وصاعقة.

احتياطيات تخصصية من احتياطيات القيادة العامة (مضادة للدروع، مهندسين عسكريين، حرب كيماوية، حرب إلكترونية، عناصر إشارة، وحدات شرطة عسكرية، عناصر ادارية وفنية).

2مجموعة مدفعية رئاسة عامة كل منها بقوة لواء مدفعية متوسطة.

مجهود جوي للتمهيد قبل بدء التنفيذ، ثم لمساندة التنفيذ بعد ذلك (معاونة جوية).

تشارك القوات المحاصرة في الشرق، من مواقعها بالرماية المباشرة من الساتر الترابي في الشرق، والقصف المدفعي، على القوات الإسرائيلية الموجودة في الغرب، وتثبيت القوات الإسرائيلية في الشرق.

على الجانب الآخر، كانت القوات الإسرائيلية في ثغرة الاختراق في الغرب مكونة من 3 مجموعة عمليات مدرعة تضم 7 لواء مدرع، ولواء مشاة آلي، ولواء مظلي. بالإضافة إلى وحدات المدفعية والدفاع الجوي والمهندسين العسكريين وعناصر الإسناد الإداري والفني.

ينتج عن ذلك تجميع من القوات المصرية، يتفوق عن نظيره الإسرائيلي بمقدار مرة ونصف تقريباً في الدبابات (مع تعادلهما في عدد الألوية)، وثلاثة أضعاف كتائب المشاة الآلية والمظلية، وتعادل تقريباً في حجم المدفعية للطرفين. ودون إهمال التفوق الجوي الإسرائيلي، والذي تحيده الصواريخ المضادة للطائرات المصرية، فإن هذا الحجم من القوات المصرية غرب القناة، أصبح يحاصر قوات الثغرة الإسرائيلية.

حددت خطة "العملية شامل" مهاجمة الثغرة الإسرائيلية في الغرب من 5 اتجاهات:

1- الاتجاه الأول

ضربة من الجانب الأيمن لرأس كوبري الفرقة 16 (من الشرق) في اتجاه جنوب غرب، بهدف إغلاق ثغرة الاختراق من الشرق وتصفيتها.

2- الاتجاه الثاني

ضربة على محور أبو سلطان، في اتجاه الدفرسوار، لتصفية قاعدة الثغرة التي يرتكز عليها إمدادها من الشرق إلى الغرب (نطاق عمل مجموعة شارون).

3- الاتجاه الثالث

ضربة على محور طريق جنيفه، في اتجاه البحيرات المره الصغرى، لتصفية القوات الموجودة من فايد وحتى منطقة الجناين.

4 -الاتجاه الرابع

ضربة على محور طريق السويس، طريق 12 (الضربة الرئيسية)، لتصفية القوات الموجودة من الشلوفة وحتى السويس، وفك حصار السويس.

5 -الاتجاه الخامس

ضربة على المحور الساحلي الموازي لخليج السويس من الجنوب إلى الشمال، لتصفية القوات الموجودة جنوب السويس وفي الأدبية.

هذه الضربات، كانت، بنجاحها، تعزل القوات الإسرائيلية في الغرب، ثم تجزئتها حيث يتم تصفية كل جزء على حده بسهولة.

قال الله تعالى

(وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ

لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ )

سورة الأنفال (60)

رابط هذا التعليق
شارك

خطاب الرئيس السادات في افتتاح الدورة الاستثنائية لمجلس الشعب

في 16 أكتوبر 1973

بسم الله ...

أيها الأخوة والأخوات

كان بودي أن أجئ إليكم قبل الآن، التقي بكم وبجماهير شعبنا وامتنا، لكن مشاغلي كانت كما تعلمون وكما تريدون، واثق أنكم تقدرون وتعذرون، ومهما يكن فلقد كنت أحس بكم وبشعبنا وأمتنا معي في كل رأي وكنت أحس بكم وبشعبنا وأمتنا معي في كل قرار، كنتم جميعاً معي، فيما أخذته على مسؤوليتي تعبيراً عن إرادة أمة، وتعبيراً عن مصير شعب، ثم وجدت مناسباً أن أجئ إليكم اليوم أتحدث معكم ومع جماهير شعبنا ومع شعوب أمتنا العربية وأمام عالم يهمه ما يجرى على أرضنا لأنه وثيق الصلة بأخطر قضايا الإنسانية، وهي قضية الحرب والسلام ذلك لأننا لا نعتبر نضالنا الوطني والقومي ظاهرة محلية أو إقليمية لأن المنطقة التي نعيش فيها بدورها الإستراتيجي والحضاري في القلب من العالم وفي الصميم من حركته، ولأن الحوادث كبيرة ولأن التطورات متلاحقة ولأن القرارات مصيرية فإنني أريد أن أدخل مباشرة فيما أريد أن أتحدث فيه معكم وسوف أركز على نقطتين: الحرب والسلام.

أولاً: الحرب

لست أظنكم تتوقعون مني أن أقف أمامكم لكي نتفاخر معاً ونتباهى بما حققناه في أحد عشر يوماً من أهم وأخطر، بل أعظم وأمجد أيام تاريخنا، وربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكي نتفاخر ونتباهى، ولكن لكي نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقة، ومرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله.

نعم سوف يجئ يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا في موقعه ... وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء.

ذلك كله سوف يجئ وقته وأظنكم توافقونني على أن لدينا اليوم من المشاغل والمهام ما يستحق أن نكرس له كل وقتنا وجهدنا، وإذا جاز لي أن أتوقف قليلاً وأنا أعلم أن بكم شوقاً إلى سماع الكثير فإنني أقول ما يلي:

حاولت أن أفي بما عاهدت الله وعاهدتكم عليه

أولاً. فيما يتعلق بنفسي فقد حاولت أن أفي بما عاهدت الله وعاهدتكم عليه حاولت أن أفي بما عاهدت وعاهدتكم عليه قبل ثلاث سنوات بالضبط من هذا اليوم، عاهدت الله وعاهدتكم على أن القضية تحرير التراب الوطني القومي، هي التكليف الأول الذي حملته ولاء لشعبنا وللأمة، عاهدت الله وعاهدتكم على أني لن أدخر جهداً، ولن أتردد دون تضحية مهما كلفتني في سبيل أن تصل الأمة إلى وضع تكون قادرة على دفع إرادتها إلى مستوى أمانيها، ذلك أن اعتقادنا دائماً كان ولا يزال أن التمني بلا إرادة نوع من أحلام اليقظة، يرفض حبي وولائي لهذا الوطن أن نقع في سرابه أو في ضبابه، عاهدت الله وعاهدتكم على أن نثبت للعالم أن نكسة 1967 كانت استثناء في تاريخنا وليست قاعدة وقد كنت في هذا أصدر عن إيمان بالتاريخ يستوعب 7000 سنة من الحضارة ويستشرف آفاقاً أعلم علم اليقين نضال شعبنا وأمتنا ليعلو عنها وللوصول إليها وتأكيد قيمتها وأحلامها العظمى، عاهدت الله وعاهدتكم على أن جيلنا لن يسلم أعلامه إلى جيل سوف يجئ بعده منكسة أو ذليلة، وإنما سوف نسلم أعلامنا مرتفعة هاماتها عزيزة صواريها، وقد تكون مخضبة بالدماء، ولكننا ظللنا نحتفظ برءوسنا عالية في السماء وقت أن كانت جباهنا تنزف الدم والألم والمرارة.

ذلك قدري وقد حملته على كتفي

عاهدت الله وعاهتكم على أن لا أتأخر عن لحظة أجدها ملائمة، ولا أتقدم عنها، لا أغامر، ولا أتلكأ، وكانت الحسابات مضنية والمسؤولية فادحة، لكنني أدركت كما قلت لكم وللأمة مراراً وتكراراً أن ذلك قدري وأني حملته على كتفي عاهدت الله وعاهدتكم وحاولت مخلصاً ان أفي بالوعد ملتمساً عون الله وطالباً ثقتكم وثقة الأمة وأني لأحمد الله.

ثانياً: لقد كان كل شئ منوطاً بإرادة هذه الأمة، حجم هذه الإرادة وعمق هذه الإرادة وما كنا لنستطيع شيئاً وما كان أحد ليستطيع شيئاً لو لم يكن هذا الشعب، ولو لم تكن هذه الأمة لقد كان الليل طويلاً وثقيلاً ولكن الأمة لم تفقد إيمانها أبداً بطلوع الفجر، وإني لأ قول بغير إدعاء أن التاريخ سوف يسجل لهذه الأمة أن نكستها لم تكن سقوطاً وإنما كانت كبوة عارضة وأن حركتها لم تكن فوراناً وإنما كانت ارتفاعاً شاهقاً. لقد أعطي شعبنا جهداً غير محدود وقدم شعبنا تضحيات غير محدودة، وأظهر شعبنا وعياً غير محدود، وأهم من ذلك كله، أهم من الجهد والتضحيات والوعي، فإن الشعب احتفظ بإيمانه غير محدود، وكان ذلك هو الخط الفاصل بين النكسة وبين الهزيمة ولقد كنت أحس بذلك من أول يوم تحملت فيه مسؤوليتي وقبلت راضياً بما شاء الله أن يضعه على كاهلي، كنت أعرف أن إيمان الشعب هو القاعدة، وإذا كانت القاعدة سليمة فإن كل ما ضاع يمكن تعويضه، وكل ما تراجعنا عنه نستطيع الانطلاق إليه مرة أخرى.

وبرغم ظواهر عديدة، بعضها طبيعي وبعضها مصطنع من تأثير حرب نفسية وجهت إلينا فقد كان سؤالي لنفسي ولغيري في كل يوم يمر هل القاعدة سليمة؟

وكنت واثقاً أنه ليس في قدرة أية حرب نفسية مهما كانت ضراوتها أن تمس صلابة هذه القاعدة. وما دامت القاعدة بخير فإن كل شئ بخير، غير ذلك لن يكون إلاّ زوبعة في فنجان كما يقولون.

لست أنكر أننا واجهنا مصاعب جمة، مصاعب حقيقية، مصاعب في الخدمات، مصاعب في التموين، مصاعب في الإنتاج، مصاعب في العمل السياسي أيضاً.

وكنت أعرف الحقيقة ولكنني لم أكن في موقف يسمح لي بشرحها، كنت أعرف أننا نحاول أن نجعل الحياة مقبولة للناس، وفي نفس الوقت فإن علينا أن نحتاط لما هو منتظر، وكنت واثقاً أنه سوف يجئ يوم تظهر فيه الحقيقة لغيري كما كانت ظاهرة لي. وحين تظهر الحقيقة فإن الناس سوف يعرفون وسوف يقدون، وأحمد الله.

ثالثاً: ولقد كانت هناك إشارة واضحة إلى وجود تمزق في ضمير الأمة العربية كلها، وكنت أرى ذلك طبيعياً لأسباب اجتماعية وفكرية زادت عليها مرارة النكسة، كان هناك من يسألونني ويسألون أنفسهم، هل تستطيع الأمة أن تواجه امتحانها الرهيب وهي على هذه الحالة من التمزق في ضميرها؟

الأمة لا تستطيع أن تكشف نفسها أو جوهرها إلاّ من خلال ممارسة الصراع

وكنت أقول أن هذا التمزق فضلاً عن أسبابه الطبيعية يعكس تناقضاً بين الواقع والأمل وليس في ذلك ما يخيف بل كنت أعتقد أنه ليس هناك شفاء لضمير الأمة ولا راحة له إلاّ عندما تواجه الأمة لحظة التحدي، ولم أكن في بعض الأوقات على استعداد للدخول في مناقشات عقيمة، هل نعالج التمزق قبل مواجهة التحدي، أو نقبل التحدي رغم وجود إشارات إلى التمزق؟ .. وكان رأيي أن الأمم لا تستطيع أن تكشف نفسها أو جوهرها إلاّ من خلال ممارسة الصراع وبمقدار ما يكون التحدي كبيراً بمقدار ما تكون يقظة الأمة واكتشافها لقدراتها كبيرة لست أنكر وجود خلافات اجتماعية وفكرية فذلك مسار حركة التاريخ، ولكنني في نفس الوقت كنت أعرف أنم الأمم العظيمة عندما تواجه تحدياتها الكبرى، فإنها قادرة على أن تحدد لنفسها أولوياتها بوضوح لا يقبل الشك. كنت مؤمناً بسلامة وصلابة دعوة القومية العربية، وكنت مدركاً للتفاعلات المختلفة التي تحرك مسيرة أمة واحدة.

وحدة العمل سوف تفرض نفسها على كل القوى

ولكنني كنت واثقاً أن وحدة العمل سوف تفرض نفسها على كل القوى وعلى كل الأطراف وعلى كل التيارات لأننا جميعاً سوف نعي أن هذا الظرف ليس مباراة بين الاجتهادات وإنما هو الصراع بين الفناء والبقاء لأمة بأسرها.

وأحمد الله

كنت أعرف جوهر قواتنا المسلحة لأني خرجت من صفوفها

رابعاً: ولقد كنت أعرف جوهر قواتنا المسلحة، ولم يكن حديثي عنها رجماً بالغيب ولا تكهناً، لقد خرجت من صفوف هذه القوات المسلحة وعشت بنفسي تقاليدها، وتشرفت بالخدمة في صفوفها وتحت ألويتها، أن سجل هذه القوات كان باهراً ولكن أعدائنا: الاستعمار القديم والجديد والصهيونية العالمية، ركزت ضد هذا السجل تركيزاً مخيفاً لأنها أرادت أن تشكك الأمة في درعها وفي سيفها، ولم يكن يخامرني شك في أن هذه القوات المسلحة كانت من ضحايا نكسة 67 ولم تكن أبداً من أسبابها.

كان في استطاعة هذه القوات سنة 67 أن تحارب بنفس البسالة والصلابة التي تحارب بها اليوم، لو أن قيادتها العسكرية في ذلك الوقت لم تفقد أعصابها بعد ضربة الطيران التي حذر منها عبدالناصر، أو لو أن تلك القيادة لم تصدر بعد ذلك قراراً بالانسحاب العام من سيناء بدون علم عبدالناصر أيضاً.

أن قواتنا لم تعط الفرصة لتقاتل عام 67

أن هذه القوات لم تعط الفرصة لتحارب دفاعاً عن الوطن وعن شرفه وعن ترابه. لم يهزمها عدوها ولكن أرهقتها الظروف التي لم تعطها الفرصة لتقاتل.

إن القوات المسلحة المصرية قامت بمعجزة على أعلى مقياس عسكري

ولقد شاركت مع جمال عبدالناصر في عملية إعادة بناء القوات المسلحة، ثم شاءت لي الأقدار أن أتحمل مسؤولية استكمال البناء، ومسؤولية القيادة العليا لها. إن القوات المسلحة المصرية قامت بمعجزة على أي مقياس عسكري، لقد أعطت نفسها بالكامل لواجبها، استوعبت العصر كله تدريباً وسلاحاً، بل وعلماً واقتداراً وحين أصدرت لها الأمر أن ترد على استفزاز العدو، وأن تكبح جماح غروره، فإنها أثبتت نفسها. وأن هذه القوات أخذت في يدها، بعد صدور الأمر لها زمام المبادأة وحققت مفاجأة العدو، وأفقدته توازنه بحركتها السريعة.

إن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلاً أمام عملية يوم 6 أكتوبر 1973

ولست أتجاوز إذا قلت أن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم السادس من أكتوبر 1973 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب، واجتياح خط بارليف المنيع وإقامة رؤوس جسور لها على الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه كما قلت في ست ساعات.

لقد استعادت الأمة الجريحة شرفها

لقد كانت المخاطرة كبيرة وكانت التضحيات عظيمة ولكن النتائج المحققة لمعركة هذه الساعات الست الأولى من حربنا كانت هائلة. فقد العدو المتغطرس توازنه إلى هذه اللحظة. استعادت الأمة الجريحة شرفها. تغيرت الخريطة السياسية للشرق الأوسط.

أننا نسجل من هنا ثقتنا في القوات المسلحة

وإذا كنا نقول ذلك اعتزازاً وبعض الاعتزاز إيمان فإن الواجب يقتضينا أن نسجل من هنا، وباسم هذه الشعب، وباسم هذه الأمة ثقتنا المطلقة في قواتنا المسلحة، ثقتنا في قيادتها التي خططت، وثقتنا في ضباطها وجنودها الذين نفذوا بالنار والدم، ثقتنا في إيمان هذه القوات المسلحة وثقتنا في علمها. ثقتنا في سلاح هذه القوات المسلحة وثقتنا في قدرتها على استيعاب هذا السلاح.

أقول باختصار: إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف، أنه قد أصبح له درع وسيف. أريد من هنا أشد انتباه حضراتكم معي إلى الجبهة الشمالية حيث يحارب الجيش السوري العظيم معركة من أمجد معارك الأمة العربية تحت القيادة المخلصة والحازمة للأخ الرئيس حافظ الأسد.

أقول لإخواننا في الجبهة الشمالية: أنكم حاربتم حرب رجال وصمدتم صمود الأبطال

وأريد أن أقول لإخواننا في الجبهة الشمالية أنكم عاهدتم وكنتم الأوفياء للعهد، وصادقتم وكنتم الأصدقاء وقاتلتم وكنتم أشجع المقاتلين .. أنكم حاربتم حرب رجال وصمدتم صمود أبطال.

أقول لاخوتنا في الجبهة الشمالية: أنكم أكثر مدعاة للطمأنينة والفخر

ولم يكن في مقدورنا أن نجد رفقة سلاح أكثر مدعاة للطمأنينة والفخر من هذه الرفقة التي تشرفنا بالقتال فيها معكم، ضد عدو واحد لنا هو عدو أمتنا العربية كلها. لقد كنا معاً طلائع المعركة. تحملنا معاً ضراوتها ودفعنا معاً أفدح تكاليفها من دمائنا ومن مواردنا، ولسوف نواصل القتال ولسوف نتحدى الخطر، ولسوف نواصل مع أخوة لنا، تنادوا إلى الساحة صادقين مخلصين. سوف نواصل جميعاً دفع ضريبة العرق والدم حتى نصل إلى هدف نرضاه لأنفسنا وترضاه أمتنا لنضالها في هذه المرحلة الخطيرة من مراحله المتصلة والمستمرة.

أيها الأخوة والأخوات:

كان ذلك عن الحرب، والآن ماذا عن السلام؟

عندما نتحدث عن السلام فلابد لنا أن نتذكر ولا ننسى، كما لابد لغيرنا إلاّ يتناسى حقيقة الأسباب التي من أجلها كانت حربنا . وقد تأذنون لي أن أضع بعض هذه الأسباب محددة قاطعة أمام حضراتكم:

أولاً: أننا حاربنا من أجل السلام .. حاربنا من أجل السلام الوحيد الذي يستحق وصف السلام، وهو السلام القائم على العدل، وأن عدونا يتحدث أحياناً عن السلام، ولكن شتان ما بين سلام العدوان وسلام العدل.

أن دافيد بن جوريون هو الذي صاغ لإسرائيل نظرية فرض السلام، والسلام لا يفرض، والحديث عن فرض السلام معناه التهديد بشن الحرب أو شنها فعلاً.

إن عدونا وقع في خطأ تصور أن قوة الإرهاب تستطيع ضمان الأمن

والخطأ الكبير الذي وقع فيه عدونا أنه تصور أن قوة الإرهاب تستطيع ضمان الأمن، ولقد ثبت عملياً اليوم وفي ميدان القتال عقم هذه النظرية، ثبت أنها إذا صلحت بضعف الآخرين في يوم، فإنها لا تصلح إذا ما استجمع هؤلاء قوتهم في كل يوم. ولست أعرف كيف كان لدافيد بن جوريون أن يفكر لو أنه كان في مركز القيادة في إسرائيل اليوم؟ هل كان في استطاعته أن يفهم طبيعة التاريخ؟ أو أنه كان سيظل كما ترى قيادة إسرائيل اليوم في موقف معاد للتاريخ؟

السلام لا يفرض وسلام الأمر الواقع لا يقوم ولا يدوم

أن السلام لا يفرض. وسلام الأمر الواقع لا يقوم ولا يدوم. السلام بالعدل وحدة، والسلام ليس بالإرهاب مهما أمعن في الطغيان. ومهما زين له غرور القوة أو حماقة القوة.

ذلك الغرور وتلك الحماقة اللتين تمادى فيهما عدونا، ليس فقط خلال السنوات الأخيرة. بل خلال السنوات الخمس والعشرين، أي منذ قامت الدولة الصهيونية باغتصاب فلسطين ـ ولقد نسأل قادة إسرائيل اليوم: أين ذهبت نظرية الأمن الإسرائيلي التي حاولوا إقامتها بالعنف تارة وبالجبروت تارة أخرى، طوال خمس وعشرين سنة؟ لقد انكسرت وتحطمت.

قواتنا العسكرية تتحدى اليوم قوتهم العسكرية، وها هم في حرب طويلة ممتدة، وهم أمام استنزاف نستطيع نحن أن نتحمله بأكثر وأوفر مما يستطيعون.

وها هم .. عمقهم معرض إذا تصورا أن في استطاعتهم تخويفنا بتهديد العمق العربي.

إننا لسنا دعاة إبادة كما يزعم العدو

وربما أضيف لكي يسمعوا في إسرائيل أننا لسنا دعاة إبادة كما يزعمون، أن صواريخنا المصرية عابرة سيناء من طراز ظافر موجودة الآن على قواعدها، مستعدة للإطلاق بإشارة واحدة إلى أعماق الأعماق في إسرائيل.

ولقد كان في وسعنا منذ الدقيقة الأولى للمعركة أن نعطي الإشارة ونصدر الأمر خصوصاً وأن الخيلاء والكبرياء الفارغة أوهمتهم بأكثر مما يقدرون على تحمل تبعاته، لكننا ندرك مسؤولية استعمال أنواع معينة من السلاح، ونرد أنفسنا بأنفسنا عنها، وأن كان عليهم أن يتذكروا ما قلته يوماً وما زلت أقوله، "العين بالعين والسن بالسن والعمق بالعمق".

ثانياً: إننا لم نحارب لكي نعتدي على أرض غيرنا وإنما حاربنا ونحارب وسوف نواصل الحرب لهدفين أثنين:

الأول: استعادة أراضينا المحتلة سنة 1967.

الثاني: أيجاد السبيل لاستعادة واحترام الحقوق المشروعة لشعب فلسطين.

هذه هي أهدافنا من قبول مخاطر القتال ولقد قبلناها رداً على استفزازات لا تحتمل ولا تطاق ولم نكن البادئين بها وإنما كنا ندافع عن أنفسنا وعن حرياتنا وعن حقنا في الحرية والحياة.

أن حربنا لم تكن من أجل العدوان ولكن ضد العدوان ولم نكن في حربنا خارجين على القيم ولا القوانين التي ارتضاها مجتمع الدول لنفسه وسجلها في ميثاق الأمم المتحدة الذي كتبته الشعوب الحرة بدمائها بعد انتصارها على الفاشية والنازية، بل لعلنا أن نقول أن حربنا هي استمرار للحرب الإنسانية ضد الفاشية والنازية. ذلك لأن الصهيونية بدعاواها العنصرية وبمنطق التوسع بالبطش ليست إلاّ تكراراً هزيلاً للفاشية والنازية يثير الازدراء ولا يثير الخوف ويبعث على الاحتقار أكثر مما يبعث على الكراهية.

أننا في حربنا كنا نتصرف وفق روح وميثاق الأمم المتحدة وليس مجافاة للروح ولا للنص. وإلى جانب الميثاق نفسه فلقد كنا نتصرف تقديراً واحتراماً لقرارات المنظمة الدولية سواء على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة أو على مستوى مجلس الأمن.

أيها الأخوة والأخوات

لقد شهد العالم كله لنا بالحق وأشاد بشجاعتنا دفاعاً عن هذا الحق.

أدرك العالم أننا لسنا البادئين بالعدوان ولكننا المبادرون بواجب الدفاع عن النفس.

لسنا ضد قيم وقوانين مجتمع الدول ولكننا مع قيم وقوانين مجتمع الدول, لسنا مغامري حرب وإنما نحن طلاب سلام.

أدرك العالم ذلك كله وكان يتعاطف من قبل ذلك مع قضيتنا واليوم زاد على تعاطفه معنا احترامه لتصميمنا على الدفاع عن هذه القضية ولقد كنا نطمئن بعطف العالم ونحن الآن نعتز باحترامه.

وأقول لكم بصدق وأمانة أنني أفضل احترام العالم ولو بغير عطف على عطف العالم إذا كان بغير احترام، وأحمد الله.

أيها الأخوة والأخوات

إن دولة واحدة احتفلت مع العالم كله ولم تختلف معنا فقط إنما مع العالم كله قلت، هذه الدولة هي الولايات المتحدة. لقد فوجئت كما تدعي بأننا حاولنا رد العدوان ولسنا نفهم كيف ولماذا فوجئت؟ هذه الدولة لم تكتف كما تقول بأنها فوجئت وإنما أفاقت من المفاجأة دون أن تعود إلى الصواب. ومن المؤسف والمحزن أن يكون هذا موقف واحدة من القوى الأعظم في هذا العصر. لقد كنا نتوقع أو ربما نتمنى ضد الشواهد والتجارب كلها أن تفيق الولايات المتحدة الأمريكية من المفاجأة إلى الصواب لكن ذلك لم يحدث ورأينا الولايات المتحدة تخرج من المفاجأة إلى المناورة. إن غرضها الأول هو وقف القتال والعودة إلى خطوط ما قبل 6 أكتوبر وكان يمكن أن نغضب من هذا المنطق المعكوس ولكننا لم نغضب لأننا نثق في أنفسنا من ناحية ومن ناحية أخرى لأننا بالفعل ... نريد أن نساهم في سلام العالم.

إن العالم يدخل في عصر من الوفاق بين القوتين الأعظم ونحن لا نعارض سياسة الوفاق، كان لنا تحفظ واحد عليها وما زال تحفظنا قائماً. إذا كنا نريد أن يدخل العالم بعد استحالة الحرب العالمية إلى عصر من السلام فإن السلام ليس معنى مجرداً أو مطلقاً. السلام له معنى واحد. هو أن تشعر كل شعوب الأرض أنه سلام وليس سلاماً مفروضاً عليها.

وأني لا قول أمام حضراتكم وعلى مسمع من العالم: نحن نريد أن تنجح وأن تتدعم سياسة الوفاق ونحن على استعداد للمساهمة في إنجاحها وتدعيمها.

ولكننا نرى وبحق أن ذلك لا يمكن أن يحدث وبينما العدوان قائم ضد أمة عربية بأسرها تقع في قلب العالم إستراتيجياُ وتملك ثرواته اقتصادياً.

إن أي نسيان لهذه الحقيقة البديهية ليس تجاهلاً فحسب، وإنما هو إهانة لا نرتضيها لأنفسنا ولا للعالم الذي يعرف أهمية وقيمة المنطقة التي نعيش فيها وعليه أن يعرف الآن أن هذه المنطقة قادرة على أن تمنح وأن تمنع.

أيها الأخوة والأخوات

إن الولايات المتحدة بعد المناورة التي رفضنا مجرد مناقشتها خصوصاً بعد أن فتحنا طريق الحق بقوة السلاح اندفعت إلى سياسة لا نستطيع أن نسكت عليها .. لا نستطيع أن نسكت عليها أو تسكت عليها أمتنا العربية ... ذلك أنها أقامت جسراً سريعاً تنقل به المعونات والمساعدات العسكرية لإسرائيل.

لم يكف الولايات المتحدة أن سلاحها هو الذي مكن إسرائيل من تعطيل كل محاولات الحل السلمي لأزمة الشرق الأوسط فإذا هي الآن تتورط فيما هو أفدح وفيما هو اخطر في عواقبه بينما نحن نقاتل العدوان وبينما نحاول إزاحة كابوسه عن أراضينا المحتلة إذ هي تسارع إلى العدوان تعوضه عما خسره وتزوده بما لم يكن لدية.

إن الولايات المتحدة تقيم جسراً بحرياً وجوياً تتدفق منه على إسرائيل دبابات جديدة وطائرات جديدة ومدافع جديدة وصواريخ جديدة وإليكترونيات جديدة ونحن نقول لهم أن هذا لن يخيفنا ولكن عليكم وعلينا قبل أن تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة أن نفهم إلى أين وإلى متى؟ إلى أين ونحن خريطة الشرق الأوسط وليست إسرائيل؟ إلى أين ومصالحكم كلها عندنا وليست في إسرائيل؟ إلى أين وإلى متى؟

أيها الأخوة والأخوات

لقد فكرت أن أبعث إلى الرئيس ريتشارد نيكسون بخطاب أجدد موقفنا بوضوح ولكنني ترددت خشية إساءة التفسير ولذلك قررت أن أستعيض عن ذلك بتوجيه رسالة مفتوحة إليه من هنا، رسالة لا يمليها القول ولكن تمليها الثقة. رسالة لا تصدر عن ضعف ولكن تصدر عن رغبة حقيقية في صون السلام ودعم الوفاق. أريد أن أقول له بوضوح أن مطلبنا في الحرب معروف لا حاجة بنا لإعادة شرحه، وإذا كنتم تريدون معارضة مطلبنا في السلام فإليكم مشروعنا للسلام:

أولاً: أننا قاتلنا وسوف نقاتل لتحرير أراضينا التي أمسك بها الاحتلال الإسرائيلي سنة 1967، ولإيجاد السبيل لاستعادة واحترام الحقوق المشروعة لشعب فلسطين ونحن في هذا نقبل التزامنا بقرارات الأمم المتحدة في الجمعية العامة ومجلس الأمن.

ثانياً: أننا على استعداد لقبول وقف إطلاق النار على أساس انسحاب القوات الإسرائيلية من كل الأراضي المحتلة فوراً وتحت إشراف دولي إلى خطوط ما قبل 5 يوينه 67.

ثالثاً: أننا على استعداد فور إتمام الانسحاب من كل هذه الأراضي أن نحضر مؤتمر سلام دولي في الأمم المتحدة. سوف أحاول جهدي أن أقنع به رفاقي من القادة العرب المسؤولين مباشرة عن إدارة صراعها مع العدو، كما لأنني سوف أحاول جهدي أن أقنع به ممثلي الشعب الفلسطيني وذلك لكي يشارك معنا ومع مجتمع الدول في وضع قواعد وضوابط السلام في المنطقة يقوم على احترام الحقوق المشروعة لكل شعوب المنطقة.

رابعاً: أننا على استعداد هذه الساعة، بل هذه الدقيقة، أن نبدأ في تطهير قناة السويس وفتحها أمام الملاحة البحرية العالمية لكي تعود إلى أداء دورها في رخاء العالم وازدهاره، ولقد أصدرت الأمر بالفعل إلى رئيس هيئة قناة السويس بالبدء في هذه العملية غداة إتمام تحرير الضفة الشرقية للقناة، وقد بدأت بالفعل مقدمات للاستعداد لهذه المهمة.

خامساً: إننا لسنا على استعداد في هذا كله لقبول وعود مبهمة أو عبارات مطاطة تقبل كل تفسير وكل تأويل وتستنزف الوقت مما لا جدوى فيه وتعيد قضيتنا إلى جمود لم نعد نقبل به مهما كانت الأسباب لدى غيرنا أو تضحيات بالنسبة لنا، ما نريده الآن هو الوضوح، والوضوح في الغايات والوضوح في الوسائل.

أيها الأخوة والأخوات

لقد قلنا كلمتنا وأدعو الله مخلصاً أن يفهمها الجميع في إطارها الصحيح وأن يضعوها على الخط المستقيم وأن يحسنوا تقدير الأمور. إن هذه الساعة تتطلب شجاعة الرجال وعقل الرجال. ومن جانبنا فإننا نواجهه هذه الساعات بخضوع الصادقين مع الله ومع أنفسهم ومع أمتهم ومع إنسانيتهم، هذه ساعات تدور فيها معارك أكبر مما دار من أسلحة تقليدية حتى في حروب العمالقة، هذه ساعات تتقرر فيها مصائر وتتحدد فيها علاقات سوف تفرض نفسها على المستقبل وهي تؤكد نفسها في الحاضر، هذه ساعات يتقدم فيها أبطال، وهذه ساعات يسقط ـ بل يرتفع ـ فيها شهداء، هذه ساعات حافلة بمشاعر متباينة تمتزج فيها صيحة الفرح بمشاعر عميقة أخرى، ذلك أننا كنا ولا زلنا نريد الحق ولا نريد الحرب، لكننا كنا ولا نزال نريد الحق حتى إذا فرضت علينا الحرب وحين كانت نشوة الانتصار تملا كل القلوب فإنني كنت فيما بيني وبين ربي أعرف مدى العناء الإنساني الذي ندفعه في سبيل النصر.

ولقد كنت أتتبع أنباء انتصاراتنا في خشوع لأنني أعرف الحرب، ولقد كان اعز القائلين هو الذي عملنا (كتب عليكم القتال وهو كره لكم).

أيها الأخوة والأخوات

هذه ساعات نعرف فيها أنفسنا ونعرف فيها الأصدقاء ونعرف فيها الأعداء، ولقد عرفنا أنفسنا ولقد عرفنا أصدقائنا وكانوا بأصدق واخلص ما نطلب من الأصدقاء، ولقد كنا نعرف عدونا دائماً، ولسنا نريد أن نزيد من أعدائنا بل أننا لنواجه الكلمة بعد الكلمة، والتنبيه بعد التنبيه، والتحذير بعد التحذير، لكي نعطي للجميع فرصة يراجعون ولعلهم يتراجعون. لكننا بعون الله قادرون بعد الكلمة وبعد التنبيه، وبعد التحذير، أن نوجه الضربة بعد الضربة، ولسوف نعرف متى وأين وكيف إذا أرادوا التصاعد فيما يفعلون، الأمة العربية كلها. واسمح لنفسي أن أعبر عنها، لن تنسى مواقف هذه الساعات. إن الأمة العربية لم تنس أصدقاءها هذه الساعات الذين يقفون معها. ولن تنسى أعداء هذه الساعات اللذين يقفون مع عدونا.

ربنا كن لنا عوناً وهدى ... ربنا وبارك لنا في شعبنا وفي أمتنا .. ربنا أنك وعدت ووعدك الحق.. أن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.

والسلام عليكم.

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

رابط هذا التعليق
شارك

حجم وأوضاع القوات للطرفين عند بدء الحرب

(6 أكتوبر 1973)

أولاً: القوات الإسرائيلية (الجانب المدافع)

1. حجم القوات الإسرائيلية بصفة عامة

استطاعت إسرائيل الحصول على كم كبير من الأسلحة والمعدات والأجهزة المتقدمة، بعد انتهاء حرب يونيه 1967، لتطوير قواتها، وزيادة حجمها، لتستوعب المساحات الجديدة، الكبيرة التي احتلتها في تلك الحرب.

كانت الأسلحة الأمريكية، تمثل العمود الفقري لتسليح القوات الإسرائيلية، خاصة القوات الجوية، والتي حصلت على أحدث وأقوى طائرات العصر الأمريكية وهما الفانتوم F – 4 ، السكاي هوك، وكذلك القوات المدرعة والتي حصلت على دبابات أمريكية طراز باتون M – 48 ،M- 60 الأكثر تقدماً، وعناصر الحرب الإلكترونية التي حصلت على أجهزة تنصت وإعاقة عالية التقنية، منها طائرة استطلاع إلكترونية متقدمة للغاية ، علاوة على الصواريخ جو / جو، جو / أرض الموجهة والمتفوقة في المدى .

أعادت إسرائيل تنظيم قواتها، وتسليحها، منذ نهاية حرب 1967، وحتى بدء الحرب في 6 أكتوبر 1973، كما زادت من حجمها، بما يتفق مع تصور المخطط الإسرائيلي للصراع المنتظر، وقد بلغ حجم القوات الإسرائيلي (قوات عاملة، واحتياطية يتم تعبئتها خلال ثلاثة أيام):

تم تعديل بواسطة sha3ooor

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

رابط هذا التعليق
شارك

( باقى) حجم وأوضاع القوات للطرفين عند بدء الحرب

. القوات البرية

(1) 5 قيادة مجموعة عمليات.

(2) 10 لواء مدرع.

(3) 6 كتائب دبابات مستقلة.

(4) 19 لواء مشاة آلي.

(5) 2 لواء مشاة.

(6) 3 لواء مظلي.

(7) 22 كتيبة ناحال .

(8) 45 كتيبة مدفعية ميدان ومتوسطة وهاون.

(9) 12 كتيبة مدفعية مضادة للدبابات.

(10) 3 كتيبة صواريخ مضادة للدبابات.

يصل إجمالي القطع الرئيسية في هذا الحجم من القوات إلى:

حوالي 2350 دبابة قتال متوسطة، 1593 مدفع ميدان وهاون، 906 قطعة مضادة للدبابات.

ب. القوات الجوية

777 طائرة متنوعة، منها 457 طائرة مقاتلة، مقاتلة قاذفة.

ج. قوات الدفاع الجوي (تحت قيادة القوات الجوية)

(1) 13 موقع صواريخ أرض / جو طراز هوك.

(2) 15 ـ 20 كتيبة مدفعية مضادة للطائرات، متنوعة الأعيرة.

(هذا بخلاف كتائب وحدات القوات البرية بواقع كتيبة لكل لواء ولكل قيادة فرقة أي ما يعادل 36 كتيبة).

د. القوات البحرية

77 قطعة متنوعة، منها 3 سفن ابرار بحري، 3 غواصة ، 14 زورق صواريخ سطح / سطح، 9 زورق طوربيد.

2. حجم القوات الإسرائيلية أمام الجبهة المصرية

أ. القوات المكلفة بالدفاع عن شمال سيناء

المجموعة 252 عمليات، المكونة من 4 لواء مدرع، لواء مشاه آلي، لواء مشاه، كتيبة نحال (للدفاع عن المناطق الحيوية). بالإضافة إلى أسلحة دعم مكونة من 3 كتيبة مدفعية، 3 كتيبة هاون ثقيل، وكتيبة مقذوفات مضادة للدبابات، وعناصر ادارية وفنية.

توزع على ثلاث أنساق:

(1) النسق الأول العملياتي: لواء مشاه، لواء مدرع، كتيبة ناحال موزعة في النقط القوية، والاحتياطات القريبة (حتى 5 كم).

(2) النسق الثاني العملياتي: 2 لواء مدرع موزعة بالكتائب، في عمق سيناء على تقاطعات الطرق الهامة.

(3) الاحتياطي العملياتي، لواء مشاه آلي في رفح، ولواء مدرع في تمادا (بعد التعبئة).

يصل إجمالي القطع الرئيسية في هذا الحجم من القوات إلى: حوالي 491 دبابة قتال متوسطة، 216 مدفع ميدان وهاون، وذلك بعد استكمال التعبئة.

ب. جنوب سيناء

"قوة مارشال" من قدامى المظليين، تكون اللواء 99 مشاه، ولواء مدرع (مكون من 4 كتائب من الدبابات العربية المستولى عليها من الجبهة المصرية والسورية في حرب يونيه 1967، بعد تجهيزها بمدفع 105 ملليمتر المستخدم في القوات المدرعة الإسرائيلية).

ج. حجم القوات الإسرائيلية المكلفة بالقيام بالضربات المضادة على الجبهة المصرية، أو التي تحشد في سيناء في حالة اكتشاف نوايا القوات المصرية للهجوم :

(1) 3 قيادة مجموعة عمليات (تعبأ مع الألوية التابعة لها وتعمل كاحتياطي استراتيجي متمركزة داخل إسرائيل، حتى يتقرر الجبهة التي يركز ضدها الجهود الرئيسية للقتال أولاً.

(2) 5 لواء مدرع.

(3) 2 لواء مشاه آلية.

(4) 1 لواء مشاه.

(5) 1 لواء مظلي .

يصل إجمالي هذه القوات من القطع الرئيسية إلى:

حوالي 649 دبابة قتال متوسطة، حتى 272 مدفع ميدان وهاون.

تعبأ القوات المذكورة من الاحتياطي المستدعى، وتعمل كاحتياطي استراتيجي، متمركزة داخل إسرائيل، حتى يتقرر الجبهة التي يركز ضدها الجهود الرئيسية للقتال أولاً، فتنقل باستخدام الناقلات إلى مناطق الفتح العملياتي لبدء أعمالها القتالية، وهو ما يستغرق عادة 3 ـ 5 يوم.

ثانياً: القوات المصرية (الجانب المهاجم)

1. حجم القوات المصرية الإجمالي

أ. القوات البرية

(1) 2 قيادة جيش ميداني (الثاني والثالث).

(2) 5 قيادة منطقة عسكرية (منها قيادة منطقة البحر الأحمر العسكرية).

(3) 1 قيادة قطاع عسكري (قطاع بور سعيد العسكري).

(4) 5 فرقة مشاه (الأرقام 2، 7، 16، 18، 19).

(5) 3 فرقة مشاه آلية (3، 6، 23).

(6) 2 فرقة مدرعة (4، 21).

(7) 10 لواء مدرع (منهم 3 ألوية مستقلة).

(8) 14 لواء مشاة آلية (منهم لواء مستقل).

(9) 14 لواء مشاة (منهم 3 لواء مشاة مستقل، لواء مشاة أسطول برمائي).

(10) 3 لواء مظلي، 6 مجموعة صاعقة.

يصل إجمالي هذا الحجم من القوات إلى 2223 دبابة قتال متوسطة وخفيفة، أكثر من ألفي مدفع وهاون.

ب. القوات الجوية

522 طائرة متنوعة، منها 398 طائرة مقاتلة، مقاتلة قاذفة، قاذفة.

ج. قوات الدفاع الجوي

(1) 4 فرقة دفاع جوي (22 قيادة لواء صواريخ، 135 كتيبة نيران، 17 فوج مدفعية مضادة للطائرات، 28 كتيبة مدفعية مضادة للطائرات، 5 كتيبة صواريخ محمولة على الكتف طراز SAM – 7 و 7 فوج رادار، 20 كتيبة رادار، وحدات مراقبة بالنظر).

(2) 15 ـ 20 فوج مدفعية مضادة للطائرات (تابعة لقيادات الجيوش والمناطق والفرق).

(3) 38 كتيبة مدفعية مضادة للطائرات (تابعة للواءات المشاة والمشاة الآلية والمدرعة).

2. القوات المصرية على جبهة القتال (المخصصة للهجوم)

أ. الجيش الثاني الميداني

(1) 3 فرقة مشاة (2، 16، 18).

(2) 1 فرقة مشاة آلية (23).

(3) 1 فرقة مدرعة (21).

(4) 6 لواء مشاة، لواء دفاع إقليمي (31).

(5) 7 لواء مشاة آلية (منهم لواء مشاة آلي من الفرقة الرقم 3 مشاة آلية احتياطي القيادة العامة).

(6) 4 لواء مدرع (منهم لواء مدرع مستقل).

(7) 1 مجموعة صاعقة (129).

(8) 2 كتيبة مشاة مستقلة (منها كتيبة مشاة كويتية).

ب. الجيش الثالث الميداني

(1) 2 فرقة مشاة (7، 19).

(2) 1 فرقة مشاة آلية (6).

(3) 1 فرقة مدرعة (4).

(4) 4 لواء مشاة، لواء دفاع إقليمي (32).

(5) 6 لواء مشاة آلي (منهم لواء ينضم لمنطقة البحر الأحمر بعد دفعة إلى جنوب سيناء، لواء مشاة آلي خاص مستقل "مشاة أسطول").

(6) 4 لواء مدرع (منهم لواء مدرع مستقل).

(7) 1 مجموعة صاعقة (127)، لواء صاعقة فلسطيني.

(8) 1 فوج حرس حدود.

ج. منطقة البحر الأحمر العسكرية

(1) 2 لواء مشاة مستقلين (119، 212).

(2) 2 مجموعة صاعقة (132، 139) منهم مجموعة دعم.

(3) 1 كتيبة دبابات مستقلة (279).

(4) بالإضافة إلى لواء مشاة آلي (1) من الفرقة الرقم 6 بعد دفعة من رأس كوبري الجيش الثالث الميداني في اتجاه جنوب سيناء.

د. قطاع بور سعيد العسكري

2 لواء مشاة مستقل (30، 135) ويتبع القطاع لقيادة الجيش الثاني الميداني.

3. احتياطي القيادة العامة المصرية: (الاحتياطي الإستراتيجي)

أ. 1 فرقة مشاة آلية (ناقص لواء مشاة آلي ـ الفرقة الرقم 3).

ب. 3 لواء مدرع (منهم 2 لواء مدرع مستقل 35، 27 حرس جمهوري).

ج. 3 لواء مظلي واقتحام جوي (170، 182، 128 ناقص كتيبة).

د. 1 مجموعة صاعقة (145).

ثالثاً المقارنة العامة للقوات المتضادة على الجبهة المصرية:

1. المقارنة العامة العددية

أ. القوات البرية (وحدة المقارنة اللواء)

نسبة المقارنة للألوية المشاة والمشاة الآلية 1:14، الألوية المظلية 1:3، والألوية المدرعة 1:2 لمصلحة القوات المصرية.

ب. القوات الجوية (وحدة المقارنة الطائرة)

نسبة المقارنة للطائرات المقاتلة والمقاتلات القاذفة 87,:1، الطائرات القاذفة 38,:1 لمصلحة القوات الإسرائيلية.

ج. القوات البحرية (وحدة المقارنة القطعة)

نسبة المقارنة للمدمرات 5:صفر، الفرقاطات 3:صفر، الغواصات 3:12، زوارق الصواريخ 1:1.2، زوارق الطوربيد 1:3، السفن الأقرب (إمداد وإدارية وغيرها) 1:1.8، وكلها لمصلحة القوات المصرية.

2. المقارنة العامة النوعية (الخصائص الرئيسية للأسلحة والمعدات)

قد تدل الأرقام على أن التفوق العربي كان محققاً في هذه الحرب، وهي حقيقة من الناحية العددية، ولكن لم يتحقق من الناحية النوعية، فلا يمكن مثلاً مقارنة الطائرة ميج ـ 17 التي تحمل حوالي ربع طن من القنابل، بالطائرة الفانتوم التي يمكنها حمل 6 أطنان من القنابل والصواريخ، أو الطائرة سكاي هوك التي تحمل أربعة أطنان، هذا بخلاف تخلف أجهزة التنشين والتوجيه بالطائرة ميج ـ 17، وضعف قدرتها على اكتشاف العدائيات المختلفة، وتخلفها السرعة والارتفاع والمناورة كذلك.

كذلك لا يمكن مقارنة الدبابات ت ـ 34 (مدى الاصابة للمدفع التي تتسلح به عيار 85 مم في الرمي المباشر هو 1200 متراً) أو الدبابة ت ـ 54، ت ـ 55 (مدى الإصابة للرمي المباشر حوالي 1500 متراً من عيار 100مم) بالدبابات الإسرائيلية من طراز م ـ 60 الذي يصل مدى اشتباكها إلى 2 كيلومتر بالمدفع 105 مم، أو الدبابات السونتوريون والشيرمان (مدى 1800 متراً بعيار 105 مم)، بالإضافة إلى ندرة المجهز من الدبابات السوفيتية بأجهزة رؤيا ليلية، وعدم وجود أجهزة تقدير مسافة بالليزر، وتخلف أجهزة الإدارة والتوجيه للمدفع (كهربائية فقط في معظمها).

أما العامل الرئيسي في المقارنة فهي خفة الحركة في حرب الصحراء، حيث كان التجميع الرئيسي للقوات المصرية من المشاة الراكبة، أي محدودة الحركة، والتي تعتمد في هجومها على السير البطئ. بينما كانت القوات الإسرائيلية تعتمد على التشكيلات المدرعة والمشاة الآلية، تتوفر لها خفة الحركة، يمكنها المناورة السريعة في الاتجاهات التي تتطلبها ظروف المعركة، وهو ما يتوفر كذلك للعناصر المعاونة والإدارية والفنية المرافقة لها.

3. ملاحظات واعتبارات هامة في المقارنة:

أ. كما كانت المقارنة النوعية، في مصلحة إسرائيل، فإن الصلاحية الفنية كذلك كانت لمصلحتها، حيث كانت الأسلحة والمعدات السوفيتية كثيرة الأعطال، مع قلة ما يورده الاتحاد السوفيتي من خامات الصيانة وقطع الغيار.

ب. أدى حشد القوات السورية، إلى نقل إسرائيل جهودها الرئيسية على الجبهة السورية في بدء العمليات، لاعتبارات أمنية.

ج. القوات المدافعة عن سيناء، هي قوات تثبيت فقط، لحين استكمال استدعاء القوات الاحتياطية، ونقل الجهود الرئيسية للجبهة المصرية.

د. التفوق البحري المصري، غير حقيقي لسوء حالة معظم القطع البحرية المصرية فنياً.

هـ. تتفوق القوات المصرية، على القوات الإسرائيلية في كل من عدد الوحدات المقاتلة للمشاة، والمشاة الآلية، وقطع المدفعية، وهو ما ساعد على نجاح اقتحام قناة السويس وإنشاء رؤوس الكباري في الأيام الأولى للقتال.

و. لم يوضع في الاعتبار القوات الجوية السورية، عند حساب المقارنة العددية للقوات الجوية الإسرائيلية مع مصر، مما أظهر تفوق واضح لمصالحة إسرائيل، إسرائيل مما يمكنها من استخدام قواتها الجوية في حشد قوي يتناسب مع قدرات طائراتها المتفوقة، ومرونة قياداتها.

ز. رغم أن المقارنة العامة، كانت لا تعطي انطباعاً مطمئناً، بامكان هزيمة إسرائيل، إلا أن المقارنات الخاصة بالجيوش الميدانية، كل في نطاق هجومه، والمقارنات الخاصة بفرق النسق الأول المشاة الخمس ـ والتي دعم كل منها بلواء مدرع كامل وعدد كبير من قطع المدفعية، وحجم غير معتاد من عناصر المهندسين العسكريين ـ توضح تفوق كبيراً على القوات المعادية، أمام كل منهم.

ح. المقارنة الخاصة بالتطوير، بدفع الأنساق الثانية للجيوش الميدانية، هي محض افتراض، حيث غالباً، يتغير حجم القوات المعادية التي سبق حسابها قبل الحرب، وكذلك قوة النسق الثاني نفسه، بل وكثيراً من الأحيان يتغير توقيت ومكان دفع النسق الثاني للدخول في الحرب، وهذا ما حدث فعلاً.

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

النتائج النهائية للحرب، والدروس المستفادة منها :

نتائج الحرب سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً

أحدثت الحرب، تغيرات عميقة في كثير من المجالات، على الصعيد المحلي لدول الحرب، والإقليمي للمنطقة العربية. كما كان لها انعكاسات على العلاقات الدولية بين دول المنطقة، والعالم الخارجي، خاصة الدول العظمى والكبرى.

أولاً: النتائج السياسية للحرب:

كانت البداية موفقة، سياسياً، حيث استطاعت الدبلوماسية المصرية حصار النفوذ السياسي الإسرائيلي، وفرضت نطاق من العزلة على العلاقات الخارجية لإسرائيل، خاصة في الميدان الأفريقي.

كان الهدف الرئيسي، من أعمال القتال، كما حددتها القيادة السياسية المصرية منذ البداية، كسر جمود الموقف، الذي أحدثته سياسة الوفاق بين القطبين العالميين. وقد نجحت نتائج الحرب، في تحريك قضايا المنطقة، والاتجاه بها نحو الحل السلمي، رغم البداية العسكرية لها. وقد وضح ذلك منذ اللحظات الأولى لبدء القتال، إذ قرر مجلس الأمن، في قراره الرقم 338، يوم 22 أكتوبر 1973، البدء فوراً في التفاوض بين الأطراف المتقاتلة. وإن كان لم يتيسر ذلك في الحال، لتعنت الجانب الإسرائيلي وتسويفه المستمر، في تنفيذ القرار (والذي كان يقضي بوقف إطلاق النار خلال 12 ساعة)، إلا أن إجراءات التنفيذ، كان تصر، في كل خطوة، على التباحث بين الطرفين، وقد ساعد ذلك، إلى التوصل لنتائج إيجابية من اتفاقيات، وكانت مثالاً يحتذى به من دول أخرى، للوصول إلى اتفاق مع إسرائيل، للمشاكل المعلقة معها.

كان من أهم النتائج، سياسياً، وضوح تأثير التضامن السياسي العربي، فقد كان لقرارات مؤتمر قمة الخرطوم، عقب الحرب السابقة (1967)، آثاراً معنوية، ومادية مؤثرة، لصمود دول المواجهة التي تأثرت بنتائج تلك الحرب (1967)، وتمكنها من الإعداد لمعركة تالية (1973). وقد انعكس التضامن السياسي، إلى المجال الاقتصادي والعسكري، بدرجات متفاوتة، وضحت كذلك فيما قدمته الدول العربية، من دعم للمعركة، في ذلك المجالين، والذي كان أبرزهما، استخدام النفط العربي كسلاح في تلك الحرب، ودعم القوات المسلحة للدول العربية المشتركة في الحرب (مصر وسورية)، بقوات وأسلحة، من دول عربية أخرى.

كان العمل السياسي، الذي تم أثناء القتال (اتفاقيات فك الاشتباك)، ذو هيئة عسكرية بحتة، حرصت عليها مصر ـ إذ تمت المباحثات بأطراف عسكريين، بما في ذلك ممثل الأمم المتحدة ـ وكان العمل السياسي العسكري يبحث التعقيدات في الموقف العسكري، وقد توصل لحلول إيجابية نسبياً، أدت إلى انفراج مرحلي في الموقف، العسكري، مما ساعد على توقف قتال حقيقي بين الطرفين. وقد مهد ذلك إلى التطلع إلى السلام الدائم في المنطقة، والذي بتحقيقه، "كسلام شامل وعادل"، تكون حرب أكتوبر 1973، قد حققت المطالب العربية منذ 1948، وبدون ذلك السلام، فإن حرب أكتوبر 1973، تكون مبتورة النهاية، محلية النتائج.

أثمرت نتائج حرب أكتوبر 1973 العسكرية، عن إعادة العلاقات بين مصر، والولايات المتحدة الأمريكية، والتي قطعت في أعقاب حرب يونيه 1967، وإن استمرت في شكل تشاور، من خلال القنوات الغير رسمية، بهدف تطبيق القرار الرقم 242. كذلك فإن مقدمات الحرب 1973، أدت إلى متغيرات في نفوذ قطبيّ العالم، إذ فقد الاتحاد السوفيتي وضعه المميز في مصر، عقب قرار الرئيس السادات، بإنهاء عمل المستشارين السوفيت، بالقوات المسلحة المصرية، وزيادة النفوذ الأمريكي بها.

كان للموقف السياسي الداخلي الأمريكي، أثره على السياسة الخارجية لها. فقد كان الرئيس الأمريكي نيكسون، يحاول معالجة آثار أزمة تورطه في فضيحة انتخابية، وكان نائبه يعاني من أزمة فضيحة مالية . ونتج عن ذلك، أن أصبح مستشار الرئيس الأمريكي للأمن الوطني، هنري كيسنجر ، المحرك الرئيسي للسياسة الخارجية الأمريكية، إلى درجة تجميد فاعلية وزير الخارجية (وليام روجرز)، وإملاء كل ما هو لمصلحة إسرائيل، على الساحة السياسية، ثم الإطاحة بوزير الخارجية، ليتولى كيسنجر هذه المهمة كذلك، وتصبح مصلحة إسرائيل، هي الشغل الشاغل للسياسة الخارجية الأمريكية . وقد ابتدع كيسنجر، سياسة الخطوة خطوة، وأسلوب الزيارات المكوكية بين طرفي النزاع.

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

رابط هذا التعليق
شارك

ثانياً: النتائج الاقتصادية للحرب:

أدت النتائج الإيجابية العسكرية للحرب، إلى تغيير في المناخ السياسي بالمنطقة، بما تبعها من اتفاقيات ومبادرات لإحلال السلام الدائم في المنطقة، وقد ساعد ذلك على انتعاش الاستثمار الخارجي، واتجاه رؤوس الأموال الأجنبية، والعربية، للاستثمار في مصر، وهو ما غير الواقع الاقتصادي المصري، والذي كان على حافة الافلاس، إلى انتعاش، ونمو اقتصادي نسبي. وقد غير ذلك في اتجاهات العلاقات الاقتصادية والتجارية العالمية، والتي تبعت التغير في اتجاهات العلاقات السياسية، بزيادة الاعتماد على الدول الغربية اقتصادياً وتجارياً، وتقليل العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الكتلة الشرقية، التي يتزعمها الاتحاد السوفيتي.

كانت أولى النتائج الاقتصادية عربياً، هو التضامن العربي الاقتصادي، والذي لم يشهد من قبل، تأثيراً فعالاً للقدرات الاقتصادية العربية، في الأحداث الإقليمية والعالمية، كما شهدته تلك الحرب. وكانت البداية قرارات مؤتمر قمة الخرطوم، الذي دعمت فيه دول النفط العربية (المملكة العربية السعودية، والكويت، وليبيا) دول المواجهة، مالياً، ليمكنها الصمود وتخطي نتائج الحرب السابقة (يونيه 1967) استعداداً لجولة جديدة من الصراع مع إسرائيل .

غيرت حرب أكتوبر من توجهات الاقتصاد العربي، نحو الكتلة الشرقية، ليتحول إلى الكتلة الغربية، شأنها في ذلك، شأن السياسة المصرية، وقد أدى ذلك إلى تغيير في النظام الاقتصادي المصري ككل، فابتعد عن النظام الشمولي، والمركزية في التخطيط والإدارة للشؤون الاقتصادية، الذي يفرضهما النظام الشمولي، إلى الانفتاح الاقتصادي، وتخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهل الاقتصاد المصري، وإن كان لم يحقق كل النتائج المرجوة منه (لاختلاف المفهوم، والنهج الذي سار عليه الانفتاح، حيث تحول إلى انفتاح استيرادي، أضعف من مشاركة القطاع الخاص الوطني في الإنتاج الصناعي).

أوضحت النتائج الاقتصادية للحرب، القيمة الاقتصادية الحقيقية، للاقتصاد العربي، والإمكانات العربية الاقتصادية الغير نفطية كذلك، وهو ما أدى إلى زيادة محسوسة، في حجم التبادل التجاري البيني للدول العربية، والاتجاه إلى زيادة فاعلية التكامل الاقتصادي العربي .

على الصعيد الدولي، غيرت حرب أكتوبر، من بعض المفاهيم الاقتصادية العالمية، فقد كان الاعتقاد السائد، أن مستويات النشاط الاقتصادي المنخفضة، يتولد عنها معدلات أرباح منخفض، وهي بدورها ستخفض من معدلات الاستثمار والإنتاجية، وينتج عن ذلك معدلات تضخم منخفضة.

مع بداية عام 74 (بعد حرب أكتوبر 73 مباشرة)، كانت معدلات البطالة آخذة في الارتفاع، متزامنة مع معدلات تضخم آخذه في الزيادة السريعة، مع انخفاض حاد في معدلات النمو الإنتاجي . ولم يفلح التعامل مع تلك الأزمات المتناقضة، بالآليات الاقتصادية التي ابتكرت التيار الفكري الاقتصادي، المعروف "بالتيار الكينزي"، (عن طريق آليات رفع الطلب الفعال)، وأدى الأمر إلى ظهور تيار فكري اقتصادي جديد (التيار النقدي)، والذي عرض آليات جديدة عن طريق اقتصاديات العرض .

من وجهة أخرى، كان الاقتصاد الدولي، يشهد عدة تطورات، تزامنت مع الأحداث الاقتصادية للحرب، فزادت من آثار الأزمة الاقتصادية التي كان يمر بها الاقتصاد الغربي، والأمريكي، في هذه الحقبة (السبعينات من القرن العشرين). فقد تراجعت القوة الاقتصادية الأمريكية (قياساً على الدول المتقدمة اقتصادياً الأخرى)، وزاد العجز الأمريكي في الميزان لزيادة وارداتها، عن صادراتها. ومع زيادة القدرة الإنتاجية التي وفرها التطور التقني للإنتاج الصناعي الياباني، اهتزت مكانة الولايات المتحدة، كزعيمة للعالم الغربي اقتصادياً وتقنياً. وزاد ذلك من آثار الأزمة الاقتصادية. أدت الإيرادات الاقتصادية، العربية، والتي عرفت بسلاح النفط، بداية من 16 أكتوبر 1973، تضاعف لآثار الأزمة الاقتصادية على العالم الغربي، إذ نتج عنها توزيع متكافئ للأمة تقريباً لآثار الأزمة على دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية.

أدى ذلك إلى تأثر كل الدول الغربية بالأزمة ونتائجها المتضاعفة، في وقت واحد، وهو ما قلل من المرونة المتاحة، التي يمكن التنقل خلالها، لتفادي الضرر المتوقع من الأزمة . وقد أسفرت أزمة السبعينات عن تدهور لقيمة العملة الأمريكية ـ الدولار الأمريكي ـ أدى إلى تعميق الآثار الناتجة، إذ كان الاقتصاد العالمي يعتمد على قوة تلك العملة، كاحتياطي نقدي دولي، طبقاً لاتفاقيات مريتون وودز عام 1944. وكان ذلك يدعم من قوة الولايات المتحدة الأمريكية اقتصادياً، وقد انهار ذلك النظام، باضطرار الولايات المتحدة، لفصل العلاقة بين الدولار الأمريكي والذهب، ثم تعويم سعره، مما عرضه خلال حرب 1973، لصدمات متتالية، بدءاً من الحظر الذي فرض على النفط، ثم رفع أسعاره عالمياً، وأدت تلك النتائج إلى تأزم العلاقات التجارية الدولية، بين الدول الكبرى في النظام الاقتصادي العالمي. وأدى نجاح دول الأوبك في رفع أسعار النفط، المصدر للخارج، إلى تنبيه آخرين من دول العالم الثالث، المصدرة للمواد الأولية، الهامة لاقتصاد الدول الصناعية الغربية، بإمكان تكرار التجربة .

أزمة النفط العربي عام 1973 :

لم تكن الأحداث، التي عرفت بأزمة النفط عام 1973، هي الأولى، وإنما سبقها أزمة نفطية، عربية / غربية كذلك، عام 1956، وإن اختلف أسباب الأزمة، وتطور تداعياتها، على الاقتصاد الأوروبي . في عام 1973، كانت الأزمة النفطية في تزايد الأسعار، مما يؤثر على اقتصاد العالم الغربي.

خلال الأعوام من عام 1950، إلى عام 1973، زاد الاعتماد على النفط العربي، مع تزايد النشاط الاقتصادي الغربي، وارتفع تدفق النفط العربي إلى الغرب من مليون برميل يومياً، إلى 20 مليون برميل يومياً عام 1973. بينما خفضت الشركات العالمية سعره عام 1959، 1960، وهو ما دعا لإنشاء منظمة الأوبك، لحماية مصلحة الدول المنتجة للنفط. وأدى تآكل القيمة الحقيقية للأسعار، إلى انخفاض لأسعار النفط عالمياً لتصبح 1.8 دولار للبرميل عام 1960، وظل كذلك حتى عام 1970، بينما ارتفعت أسعار صادرات المواد النفطية المصنعة (وقود وزيوت) لأكثر من 300%. بذلك أصبح السعر الحقيقي لبرميل النفط، عام 1970، 70 سنت أمريكي، نصيب الدول المصدرة للبترول منه النصف (35 سنت). ورفضت الشركات عرضاً سعودياً لزيادة الأسعار مقابل ضمان الحصول عليه لفترة طويلة.

نجحت الثورة الليبية في رفع أسعار النفط الليبي، عام 1970، وتمكنت دول الخليج العربي من إبرام اتفاق جديد لزيادة السعر 35 سنتاً أمريكياً، وتقرر زيادة سنوية، 5 سنت للبرميل، وزيادة أخرى 2.5% لمواجهة التضخم النقدي العالمي، وانخفاض سعر الدولار، الذي يقوم البترول عليه .

تدهور قيمة الدولار، بقرار تعويمه (15 أغسطس 1971)، وطالبت الدول المنتجة للنفط بزيادة سعر بيعه، وتمكنت في اتفاق جنيف الأول من الحصول على زيادة في السعر من الدول المستهلكة (المستوردة) 8.5%، ثم أعادت المطالبة برفع السعر بعد قرار خفض قيمة الدولار في 13 فبراير 1973، وتمكنت في اتفاقية جنيف الثانية (يونيه 1973) من زيادة السعر بمقدار 11.5% آخرين، ونص في الاتفاقية على تصحيح الأسعار شهرياً، بما يعادل التغيرات في أسعار العملات الرئيسية. ولم تقنع الدول المصدرة للنفط بتلك الزيادة الاسمية، خاصة أن الدول المصنعة زادت أسعار منتجات تصنيع النفط، بمقدار 6 ـ 8 % سنوياً.

تدخل الرئيس الأمريكي في النزاع بين الدول المنتجة والمستهلكة، محذراً الأولى من الاستمرار في المطالبة بزيادة الأسعار، وتهددهم بمصير الدكتور مصدق رئيس وزراء إيران، الذي أمم النفط الإيراني . على إثر ذلك عقدت دول الأوبك اجتماعاً وقررت تفاوض الدول الأعضاء مع الشركات فردياً أو جماعياً، لرفع أسعار النفط. وتحدد بدء التفاوض بين مجموعة دول الخليج والشركات العالمية يوم 8 أكتوبر 1973.

كانت الحرب قد بدأت منذ يومين، إلا أن اللقاء تم في موعده، مع تغيير في المناخ العام، إذ أصبح للعرب كلمة مسموعة إثر انتصارات اليومين السابقين، لذلك رفضوا عرض مندوبي الشركات، برفع معدل التضخم إلى 8%، بدلاً من 2.5%، وهو ما يزيد سعر البرميل من 3 دولار إلى 3.25 دولار. وعادت الشركات تعرض نسبة زيادة 15%، لكي يصبح السعر 3.46 دولاراً للبرميل، إلا أن دول الخليج العربية، ومعها إيران، رفضوا العرض مجدداً، مدركين أن الشركات قد وعت المتغيرات، وحقيقة ما يجري في ساحة القتال، وطالبوا الشركات بزيادة 100% .

عجزت الشركات عن البت في قرار الزيادة المضاعفة، إلا بعد التشاور مع الحكومات المعنية، في الدول المستهلكة (الصناعية)، وعلى ذلك توقفت المفاوضات يومين (10، 11 أكتوبر)، وجاء رد الحكومات والمنظمات الغربية سلبياً وبالاجماع، وفي جلسة 12 أكتوبر طلبت الشركات مهلة أسبوعين لمشاورات أوسع، وهو ما رفضه، وزراء النفط الخليجيون، حيث كانت الانتصارات العربية، قد تأكدت، وشد ذلك من عزيمة المفاوضين العرب، بإمكان تغيير واقع الاستغلال الغربي للثروة العربية.

توقفت المفاوضات في فينا، لتبدأ في الكويت اجتماعات مكثفة، قادها وزير النفط المصري ، ونظيره السعودي، وشارك فيها نظرائهم في الكويت، والإمارات العربية المتحدة، والعراق، وقطر، وإيران. كانت تلك الدول تمثل الثقل الرئيسي في الإنتاج النفطي، والمستقبل المنظور له كذلك، بما تحتويه آبارها من كمّ ضخم من الاحتياطي النفطي. واتخذ في ذلك الاجتماع، يوم 16 أكتوبر 1973، أخطر القرارات النفطية. للمرة الأولى، تتخذ الدول المنتجة للنفط قراراً، بزيادة سعر النفط من جانب واحد، محدده قيمة الزيادة 70% مرة واحدة، ليرتفع سعر البرميل إلى 5.12 دولار، وانتقلت السيادة على صناعة النفط الاستراتيجية كاملة للدول المنتجة، منذ ذلك التاريخ.

لم يكن من الممكن أن تتطور الأحداث، في ميدان النفط، إلى مثل ذلك التغيير الكامل في العلاقة بين طرفيّ المعادلة الرئيسيين (المنتج والمستهلك)، دون الانتصارات العسكرية، في الجبهة المصرية والسورية، في بداية الحرب. وقد أحسن صانعوا القرار النفطي ومتخذيه، استغلال الظروف المواتية، ليصنعوا نصراً اقتصادياً موازياً للنصر العسكري.

جاء القرار التالي، في شكل تضامن عربي نفطي، في إطار سياسي، لدعم الأعمال العسكرية، التي كانت قد بدأت تهتز، نتيجة لثقل التدخل الأمريكي، سياسياً، وعسكرياً، لمصلحة إسرائيل. ففي يوم 17 أكتوبر، أتخذ مؤتمر وزراء النفط العرب قراراً بخفض إنتاج النفط فوراً بنسبة 5% شهرياً. ومع توقف القتال، وزيادة التعنت الأمريكي والإسرائيلي في المفاوضات الجارية لفك الاشتباك، كان القرار يوم 4 نوفمبر 1973، بالخفض 25% حتى هذا التاريخ ـ وهو ما يعني خفض يعادل 15% : 20% فوراً ـ مع الاستمرار في الخفض الشهري بنسبة 5% . وأدى ذلك القرار، إلى نقص المعروض من النفط في السوق الدولي 13% (4.2 بليون برميل في اليوم).

لم تكتفي الدول العربية المنتجة للنفط، بقرارات خفض الإنتاج، وإنما رأت، زيادة الضغط على السياسة العالمية، باستغلال الموقف لمصلحة الدول العربية، لذلك بدأت في التشاور، لمعاقبة الدول المؤيدة لإسرائيل. كان هناك اتجاهاً بتأميم فوري لصناعة إنتاج النفط، وكذلك كل المصالح الاقتصادية للدول المساندة لإسرائيل، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وهولنده، بينما تزعمت المملكة العربية السعودية اتجاهاً أكثر اتزاناً، بالاكتفاء بادنة الموقف الأمريكي، وتنبيه الدول الصناعية، لما سيحيق بها من أضرار، إذا استمر التأييد المطلق لإسرائيل.

أعلن الرئيس الأمريكي عن صفقة مساعدات عسكرية لإسرائيل بلغت تكلفتها 2.2 مليار دولار لإعادة تسليح القوات الإسرائيلية، في 20 أكتوبر 1973، وكانت الحرب قد بدأت تتغير نتائجها لمصلحة إسرائيل على جبهة الجولان بشكل قاطع ونهائي، ومازالت تتراوح بين طرفيّ القتال على جبهة سيناء، حيث كان ثقل الخسائر على الجانبين، أعظم أثراً من نصر تكتيكي محدود هنا أو هناك. وحتى لا تسلب المساندة الأمريكية المطلقة لإسرائيل، نتائج الحرب كلياً من العرب، فإن الدول المنتجة للنفط، بادرت إلى اتخاذ قرار بحظر كامل للنفط للولايات المتحدة الأمريكية وهولنده والبرتغال ، وانضمت المملكة العربية السعودية، ومن كان على رأيها المتزن في العلاقات النفطية، إلى دول المقاطعة.

أدت قرارات الحظر الكامل للنفط، والتخفيض المتزايد للإنتاج، إلى تغيير نسبي في سياسة الدول الأوروبية، تجاه المنطقة العربية، وطالبت في بيان مشترك ضرورة وقف إطلاق النار، والعودة لخطوط 22 أكتوبر، وقت أن صدر القرار الأول الرقم 338، وطالبت الدول الأوروبية، حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية، بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وتكون أكثر اعتدالاً في خلال المباحثات التي ستجرى بعد ذلك.

بعد أن توقف القتال بصفة رسمية، وشكل أكثر واقعية، اعتباراً من يوم 28 أكتوبر 1973 أخذت المقاطعة النفطية للدول الثلاث في التراخي، وسرعان ما تلاشت في مارس 1974 إذ رفع الحظر عن الولايات المتحدة الأمريكية، وأبدت مصر ذلك، حيث اشترطت الإدارة الأمريكية رفع الحظر على النفط، إليها، مقابل قيامها بجهد سياسي، للتوصل إلى حل سلمي في المنطقة .

في طهران، اجتمع وزراء النفط في دول الخليج العربية وإيران، يومي 22، 23 ديسمبر 1973، لتثبيت مكاسبهم النفطية، واستمراراً في استغلال ما أحدثته الحرب من تغيرات في العلاقات النفطية بين المنتجين والمستهلكين. وقررت الدول المجتمعة رفع سعر البرميل من النفط الخام مرة أخرى ـ بقرار منفرد ـ إلى 11.65 دولار، بنسبة زيادة 130%، تسري من أول يناير 1974. ثم توالت قرارات شبيهه، مستخدمة حق السيادة الوطنية على الثروة النفطية.

اتخذت القرارات، مساراً جديداً، اعتباراً من بداية عام 1974، فقد رفعت الدول المنتجة للنفط، حصتها في المشاركة (التملك) إلى 60%، بدلاً من 25% التي كانت تتيحها لها اتفاقيات المشاركة المبرمة عام 1972 (قبل الحرب بأقل من عام) والتي كانت تنص على رفع الحصة إلى 50% بعد عشر سنوات (أي عام 1982). وفي سلسلة متتالية من القرارات، والإجراءات تملكت الدول المنتجة كامل المنشآت النفطية على أرضها.

أدت تداعيات حرب أكتوبر 1973، في قطاع النفط إلى إعادة هيكلة صناعة النفط، فارتفعت إيرادات صادرات النفط للدول العربية (المصدرة للنفط) من 14 مليار دولار للعام 1972، إلى 75 مليار دولار عام 1974، أي أكثر من خمسة أضعاف ما قبل الحرب مباشرة. ثم تزايدت عام 1977 لتصل إلى 91 مليار، وقفزت إلى 146 مليار عام 1979، ثم إلى 213 مليار دولار عام 1980، أي بعد 7 سنوات من الحرب كانت إيرادات صادرات النفط قد تضاعفت خمسة عشر ضعفاً، مع تملك كامل، وسيطرة على السوق.

كانت زيادة الأسعار (الصدمة النفطية الأولى)، تمثل استغلال أمثل النتائج الأولية للحرب، أما المقاطعة والتخفيض في الإنتاج فكانت مساندة من الدول المصدرة للنفط العربية للدول العربية المشتركة في الحرب، وقد ساعدت، بصورة غير مباشرة في دعم قرارات رفع الأسعار كذلك. ثم عادت قرارات زيادة الأسعار، ورفع حصص المشاركة في شركات النفط، لتستثمر المناخ الجديد الذي غيرته الحرب، لتحقيق أهداف اقتصادية وسياسية.

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

رابط هذا التعليق
شارك

ثالثاً نتائج الحرب عسكرياً:

رغم الخسائر الجسيمة، التي حاقت بطرفي الحرب، على جبهة سيناء، فإن كل من الطرفين استطاع أن يحقق عدة أهداف. ولم يحقق كلاهما الهدف الرئيسي من القتال عسكرياً.

1. الجانب الإسرائيلي

فشلت إسرائيل في تقديرها لقوة الدول العربية المجاورة، وإمكاناتها العسكرية، كما فشلت كذلك في تحليلها للمعلومات المتحصل عليها، حيث لم تستطيع التوصل إلى نوايا المصريون والسوريون في بدء الحرب ضدهما، إلا في وقت متأخر للغاية. وهي بذلك تكون قد أهدرت الأساس الأول لاستراتيجيتها العسكرية، بالاحتفاظ بقوة رادعة.

وكذلك أهدرت الأساس الثالث لاستراتيجيتها العسكرية، بقدرة إستخبارتها العسكرية على اكتشاف نوايا العرب لشن حرب ضدها، في وقت مبكر، حتى يمكنها إحباط التحضير للهجوم، وهو ما لم يحدث.

ثبت كذلك، أن خط بارليف الحصين، ما هو إلا خط دفاعي محصن، يمكن اختراقه بالتخطيط الجيد والعزم والتدريب العالي المستوى، وقد لحق خط بارليف بنظائره في التاريخ من خطوط دفاعية، لم يصمد أي منها للهجوم المخطط جيداً. وقد أهدر ذلك الأساس الرابع للاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، بالاستناد إلى العائق الطبيعي القوي (قناة السويس) في خطوط دفاعية محصنة متتالية.

من وجهة أخرى فإن هدف الخطة الإسرائيلية الدفاعية لم يتحقق في بعض من مراحلها، حيث لم تستطيع منع المصريين من العبور، كما لم يستطع الخط الدفاعي الأول (خط بارليف) رغم حصانته المبالغ فيها، الصمود لأطول وقت، يتيح للقيادة السياسية والعسكرية اتخاذ القرارات الملاءمة وتعبئة وحشد القوات ودفعها.

نجحت القوات الإسرائيلية، في منع القوات المصرية من الوصول إلى خط المضايق الغربية لسيناء، حيث كان هذا الخط محدداً من قبل القيادة السياسية كآخر خط دفاعي، غير مسموح باختراقه. وبمعاونة من الولايات المتحدة الأمريكية بإعادة تسليح قواتها، بعد استعراض خسائرها الكبيرة، تمكنت من اختراق الفاصل بين الجيشين المصريين، والتي عرفت به من نتائج استطلاع استراتيجي أمريكي، وأن تعبر إلى الغرب، لتنفذ خطة سابقة، تم التدريب عليها، ونجحت، نجاحاً محدوداً، في إنشاء رأس كوبري في الغرب، واستطاعت فتح ثغرة في حائط الصواريخ المضادة للطائرات المصري، وحصار ثلث القوات المصرية (الجيش الثالث الميداني).

كانت النتيجة النهائية، بالنسبة لإسرائيل غير مطمئنة، فهي قد خسرت المعركة استراتيجياً منذ البداية، وإن أمكنها تحقيق بعض النجاح عملياتياً، وتفوقت تكتيكياً. مقابل خسائر كبيرة في المعدات الرئيسية خاصة الطائرات والدبابات، وفي الأفراد كذلك، وقد مكنتها المعاونة العسكرية الأمريكية من إعادة تسليح قواتها في الوقت المناسب.

كذلك فإن المساندة السياسية، الأمريكية، مكنت إسرائيل من التسويف في تنفيذ قرارات مجلس الأمن، في محاولة للحصول على نصر إعلامي، بالاستيلاء على هدف استراتيجي، يمكنها من التفاوض من قوة، وقد فشلت في ذلك وصُدّتْ قواتها أمام الإسماعيلية وفي مداخل السويس.

ساعدت الترتيبات الأمريكية، إسرائيل، على تحقيق بعض المطالب السياسية السابقة، وأضيف لها مطالب أخرى، وهو المكسب الحقيقي لإسرائيل من الحرب، والذي لم تستطيع تحقيقه بنصرها في حرب يونيه 1967:

أ. حرية الملاحة لسفنها والسفن المتجهة إليها عبر خليج العقبة.

ب. حرية الملاحة لسفنها والسفن المتجهة إليها عبر قناة السويس، بشرط ألا تحمل مواد عسكرية.

ج. المباحثات المباشرة مع الأطراف العربية.

د. التفاوض من أجل حلول لإنهاء الحرب، مع الدول المجاورة لها.

هـ. الحصول على اعتراف الدول العربية بها كدولة، وإقامة علاقات سياسية واقتصادية معها.

و. إنهاء الحصار السياسي والاقتصادي العربي ضدها، والمقاطعة الخارجية كذلك.

2. الجانب المصري:

استطاعت القوات المصرية، تحقيق عدة أهداف للخطة الهجومية، وكذلك تحقيق عدة أسس للاستراتيجية العسكرية المصرية. بينما فشلت في تحقيق بعض الأهداف من الخطة، وكذلك أهدرت بعض أسس الاستراتيجية العسكرية، وكان للتدخل الأمريكي عسكرياً وسياسياً، إلى جانب إسرائيل، أثره في استفادتها من أخطاء القيادة المصرية عسكرياً وسياسياً، والذي لم تكن تستطيع أن تفطن لها بسهولة دون المعاونة الأمريكية.

حقق المصريون من أهداف خطة "العملية بدر" الهجومية:

أ. تدمير حجم كبير من القوات الإسرائيلية، ولم يكن لذلك أثر كبير، حيث تمكنت إسرائيل، بمعاونة أمريكية، من إستعواض الخسائر في المعدات والأسلحة، خلال فترة الوقفة العملياتية، الاختيارية للمصريين.

ب. تحقق إلحاق خسائر عالية بالأفراد في القوات الإسرائيلية، إلا أنها لم يكن بالقدر الذي يجعل القيادة العسكرية الإسرائيلية عاجزة عن إمداد قواتها بالأفراد المدربين، مما يؤثر على كفاءة قواتها القتالية، لذلك لم يكن هناك تأثير مباشر لما تحقق. من وجهة أخرى، فإن الخسائر العالية في الأفراد، أدي إلى تحول نسبي في اتجاهات الرأي العام الإسرائيلي، إذ بدأ الشعب الإسرائيلي، يميل إلى تحقيق سلام دائم مع العرب المجاورين له، بدلاً من غزوهم، وتوتر العلاقات معهم.

ج. استطاع النظام المتكامل للدفاع الجوي المصري، رغم إنشاؤه تحت ضغط الهجمات الجوية الإسرائيلية، خلال حرب الاستنزاف، من تحييد القوة الجوية الإسرائيلية، وهو ما لم تستفد منه القوات الجوية المصرية جيداً، بالحصول على السيطرة الجوية على مسرح العمليات. وقد اتسمت أعمال قتال القوات المصرية، بالحذر الشديد، مما أفقدها الفاعلية، والاستفادة بالمبادأة والمباغتة في بداية الحرب، وتدريجياً انتزعت القوات الجوية الإسرائيلية المبادأة وانكمشت القوات الجوية المصرية للدفاع عن قواعدها الجوية ومطاراتها العاملة فوق أراضيها، تاركة قواتها البرية دون معاونة جوية أرضية فعالة، وأفقد القوات المصرية تفوقها البحري لعدم وجود مساندة جوية له.

د. حققت الخطة المصرية الهجومية مفاجأة استراتيجية، ونجحت بذلك في شل وإرباك القيادة الإسرائيلية، على مختلف المستويات، في المراحل الأولى من الحرب. وقد مكنها ذلك من تحقيق هدف آخر، وهو بناء رؤوس كباري شرقاً، واستقرارها وثباتها. إلا أن تسليم المبادأة لإسرائيل، بالوقفة العملياتية (10 ـ 13 أكتوبر) ثم فشل التطوير شرقاً بتعديلاته وحجمه المحدود القدرة والهدف، أدى إلى استعادة القيادات الاستراتيجية والعملياتية لقدراتها على إدارة أعمال القتال، في مراحل حرجة، مكن إسرائيل من تحقيق بعض المكاسب التكتيكية والعملياتية.

هـ. استطاعت العناصر المكلفة بعرقلة تحركات القوات الإسرائيلية من تحقيق أهدافها، لفترات محدودة، لم تكن كافية كما كان مطلوباً، ولم تستغل جيداً من باقي القوات.

و. بالتعاون مع سورية، حتى تحقيق المهام المباشرة للجيوش، تمكنت القوات المصرية من إجبار إسرائيل على القتال في أكثر من جبهة في نفس الوقت، مما شتت جهودها، وأضعفها على الجبهتين، في المرحلة الأولى للحرب.

في المقابل فقد فشل المصريون في تحقيق عدة أهداف للخطة بدر:

أ. لم يحقق المصريون المهمة النهائية للعملية، بالوصول إلى خط المضايق الجبلية شرق القناة، بعد أن فشل تطوير الهجوم.

ب. لم تستطيع القوات الجوية، والمفارز المقاتلة من حرمان العدو من المناورة التي تتميز بها قواته، إذ استطاعت القوات الإسرائيلية الاحتفاظ بمحاور المناورة تحت سيطرتها دائماً، مما مكنها من تغيير جهودها الرئيسية بين الجبهتين بسرعة، كذلك استطاعت قواتها البرية من المناورة باحتياطياتها من اتجاه لآخر، طبقاً لسير القتال.

ج. فقد المصريون مبدأ حربي هام وهو التعاون عندما توقفوا بعد تحقيق مهام الجيوش، تاركين الجبهة السورية، وحدها تحت ثقل المجهود الرئيسي لإسرائيل، كما لم يهتم قادة التشكيلات المقاتلة المصرية (الفرق) بالاستيلاء على محاور المناورة الرئيسية، لحرمان إسرائيل من المناورة التكتيكية بالقوات، ونقل المجهود من محور لآخر.

من وجهة نظر أخرى، فإن المصريون استطاعوا تحقيق أسس استراتيجيتهم العسكرية، بشكل عام. فهم وإن كانوا قد تمكنوا من عزل إسرائيل سياسياً قبل الحرب، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يضعفوا الروابط القوية بين إسرائيل والولايات المتحدة، وهو ما مكنها من تفادي النتائج القاسية التي كان من الممكن التأثير على إسرائيل ـ كدولة ـ فترة طويلة.

لم تكلف القيادة السياسية، القوات المسلحة بعمل عسكري، أكبر من قدراتها، وهو أحد أسس الاستراتيجية العسكرية المصرية، في تلك المرحلة إلا أنها من جانب آخر كبلت قدراتها وحدت منها، بالتدخل في إدارة العمليات العسكرية أحياناً، وتحديد أهداف محدودة أحياناً أخرى، وإجبار القوات المسلحة على تنفيذ قرارات سياسية، غير متمشية مع الموقف العسكري (الوقفة العملياتية ـ التطوير شرقاً). كذلك، فإن الحذر المبالغ فيه من القيادة العليا العسكرية، أدى إلى عدم استغلال القوات المسلحة المصرية لنجاحها الأولى.

نجحت الاستراتيجية العسكرية المصرية، في إهدار نظرية الأمن الإسرائيلي، في معظم نقاطها، فلم تستطع العوائق الطبيعية القوية بين القوتين من منع المصريون من بدء الهجوم، كما لم يحقق احتلال شرم الشيخ ضماناً للملاحة الإسرائيلية في خليج العقبة، ولم تحقق القوات الجوية المتفوقة ردعاً للمصريين، واستطاعت مصر أن تدير أعمال قتالية بالغة العنف ضد إسرائيل فترة طويلة من الزمن نسبياً، ما أثر على المجتمع الإسرائيلي واقتصاديات الدولة، وأدى التنسيق مع الجبهة السورية، قبل بدء القتال وفي المراحل الأولى، إلى تشتيت الجهود الإسرائيلية على جبهتين، وتمكنت خطة الخداع الاستراتيجية من تضليل القيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية.

نجحت القيادة السياسية والعسكرية، في إعداد الدولة للحرب، على أسس علمية، وساعد ذلك على تنفيذ الحشد والفتح الاستراتيجي للقوات، طبقاً للخطة بدر، ومن خلال خطة خداع استراتيجي معقدة، دون مشاكل تقريباً، ودون أن تفطن القيادة الإسرائيلية. كما كان للإعداد الجيد سياسياً، أثره في دعم الموقف العسكري عند بدء القتال بنجاح خطة الإعداد السياسي في عزل إسرائيل عالمياً، كذلك نجحت خطة إعداد الشعب للحرب، إذ تجاوبت الأجهزة الشعبية لتوعية الشعب، ووضح ذلك في الدفاع عن مدن القنال الرئيسية، إلا أن القرى والمناطق القليلة السكان، لم تحظ بنفس الاهتمام، وأدى ذلك إلى تدفق المواطنين بأعداد كبيرة إلى السويس والإسماعيلية، في المراحل الأخيرة للحرب، مما شكل عبء على إمكانيات المدن في وقت حرج. ويتلاحظ أن تصور الأجهزة الشعبية، والقيادات السياسية والعسكرية، لتطور أعمال القتال المحتمل، كان قاصراً، مما نتج عنه عدم استعداد مدن القناة الرئيسية، وكذلك القرى للدفاع أو الحصار.

استطاعت الاستراتيجية العسكرية المصرية، الاستفادة بالطاقات العربية، بقدر محدود نسبياً، سواء بالدعم المالي، أو شراء الأسلحة اللازمة أحياناً، أو الدعم بالقوات، المحدودة أحياناً أخرى. وقد نجح ذلك في تجنب كثير من المواقف الصعبة، خاصة في الأيام الأخيرة للحرب.

تم تعديل بواسطة sha3ooor

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

رابط هذا التعليق
شارك

الدروس الاستراتيجية والعملياتية

أولاً: الدروس الاستراتيجية من الحرب

1. الدرس الأول

الحرص على تطبيق استراتيجية العمل، التي تكفل تحقيق الأهداف الاستراتيجية للحرب، في كل مراحل العمليات الحربية، والعمل على منع العدو من تحقيق استراتيجيته المضادة.

ففي حرب أكتوبر 1973، كانت استراتيجية العمل من خطوط خارجية هي الأكثر ملاءمة. وقد تم التنسيق مع القيادة السياسية والعسكرية السورية، التي وضعت قواتها تحت قيادة موحدة مع القوات المصرية، حتى يمكن للقيادة الموحدة إتباع تلك الاستراتيجية على كلا الجبهتين، بفكر واحد، يمنع إسرائيل من تنفيذ استراتيجيتها بالعمل من خطوط داخلية، تمكنها من استدراج كل دولة على حده في القتال، بنفس استراتيجيتها التي عملت بها في حربي يونيه 1967، وقبلها في حرب فلسطين 1948.

أثناء القتال، وبعد انتهاء المرحلة الأولى بنجاح، لم تتابع القيادة العسكرية المصرية، أنباء القتال على الجبهة السورية، رغم أنها هي القيادة الموحدة للجبهتين، ونتج عن ذلك، عدم توافق الأعمال القتالية في الجبهتين، بما لا يتيح لإسرائيل تطبيق استراتيجيتها بالعمل من خطوط داخلية، لذلك، بمجرد أن توقف المصريون على خط المهمة المباشرة للجيوش يوم 9 أكتوبر، تحولت إسرائيل إلى سورية بمعظم جهدها لتحسم الحرب لمصلحتها على جبهة الجولان، ثم تتحول إلى جبهة سيناء اعتباراً من يوم 16 أكتوبر، لتحاول حسم القتال لمصلحتها كذلك على هذه الجبهة، محققة استراتيجيتها بالعمل من خطوط داخلية.

2. الدرس الثاني

التخطيط للوقفات التعبوية (العملياتية) من حيث التوقيت المرتبط بتحقيق المهام، والأعمال التي تتم فيها، والهدف منها. ولا يكون ذلك محتماً تنفيذه، وأنا يمكن تجاوز الوقفة العملياتية دون إجراءها، إذا كانت الظروف مواتية للاستمرار في الضغط على العدو.

3. الدرس الثالث

ضرورة احتفاظ القادة، على كافة المستويات، بأحتياطيات، ذات فاعلية، قادرة على تنفيذ المهام الموكلة إليها، والمحافظة على هيكلها التنظيمي.

كانت أحد الأخطاء الرئيسية للقيادة العامة المصرية، تجزئة القوات الاحتياطية، بسحب وحدات، ووحدات فرعية منها، لمصلحة الأنساق الأمامية. ثم عندما تقرر دفع هذا الاحتياطي، لتنفيذ مهمة ما مكلف بها، يكون هناك صعوبة في ضم ما سحب منه، والذي غالباً انخفضت قدراته القتالية، نتيجة خسائره في المعدات، بالإضافة إلى الإرهاق الذي يصيب أفراد وقياداته.

4. الدرس الرابع

تتخذ القيادات العملياتية (الجيوش الميدانية)، والقيادة العامة، قرارتها لإدارة العملية الحربية، بتوقع مسبق لأعمال العدو، وبناء على معلومات متجمعة تدل على نواياه، مما يمكن المستويات الأقل، عند تنفيذها للقرار، أن تنفذ إجراءات التحضير والتنظيم للمعركة في وقت مناسب.

5. الدرس الخامس

يجب على القيادات الكبرى (العملياتية، والعامة) الالمام التفصيلي بموقف وحداتها القتالي، وكفاءتها القتالية كذلك، في كل وقت، مما يهئ لها حسن استخدام عناصرها.

6. الدرس السادس

لا يجب، أن يترك فاصل بين الأنساق، التعبوية والاستراتيجية، دون شغله باحتياطيات، لتأمينه. بسبب تكليف الأنساق الثانية للجيوش، بالتطوير شرقاً، دون نقل احتياطي المستوى الأكبر (الاستراتيجي) لتحل محلها، اختل التوازن التعبوي للجيوش، بعدم وجود احتياطي تعبوي. ويعني ذلك، خلو المنطقة الخلفية من احتياطي قوي بين النسق الأول الذي يقاتل، والنسق الأول الذي يليه للمستوى الأكبر، وينتج عن ذلك ـ عند اكتشافه ـ أن يقوم الخصم بدفع احتياطياته مبكراً للتأثير على أنساق القتال. ويؤدي إلى خلل في الاتزان العملياتي أو الاستراتيجي.

7. الدرس السابع

الاهتمام، بجمع المعلومات عن العدو أثناء القتال، وحسن توظيفها لمصلحة المهمة، واتخاذ القرار على ضوء هذه المعلومة، والتي غالباً ما يعمل النسق الثاني (أو الاحتياطي) على ضوءها.

8. الدرس الثامن

الاهتمام، بتدريب وتسليح العناصر الغير مقاتلة، وعناصر الدفاع الشعبي، على أعمال القتال التعطيلي، والدفاع عن المدن، والدفاع المحلي.

خلال الحرب، وخاصة في المراحل الأخيرة، وضح أن العناصر الإدارية والفنية، والاحتياطيات المتخصصة، ذات قدرات قتالية منخفضة، وغير مدربة على القتال بفاعلية، لذلك لم تستطع الصمود أمام هجمات الدبابات الإسرائيلية، التي عبرت إلى الغرب، وكان من الممكن قتالها تعطيلياً، مما يتيح للقيادات الأعلى الفرصة لتقدير الموقف ودفع احتياطيات في الوقت المناسب للسيطرة على الموقف.

9. الدرس التاسع

سرعة اتخاذ القرارات، في المواقف الحرجة، للقيام بعمل قوي وحاسم، والمناورة بالقوات والوسائل من الاتجاهات الهادئة، إلى المناطق الأكثر حاجة للقوات، لإحداث توازن مع قوات العدو، على هذا الاتجاه، أو التفوق عليه.

كان تردد القيادة العامة في اتخاذ إجراء حاسم وقوي ضد القوات الإسرائيلية في الغرب، سبباً في زيادة حجمها، وانتشارها على مواجهة واسعة، مما يصعب معه احتواءها. كذلك فإن قيادات الجيوش، لم تتعامل جيداً مع القوات الإسرائيلية التي ظهرت في مؤخرتها (في الغرب)، وانتظرت قرار القيادة العامة.

10. الدرس العاشر

ضرورة احتفاظ الدول، بعناصر احتياطية، ذات حجم كبير، ومستوى تدريبي عالٍ، يمكنها من تعبئة وتشكيل وحدات جديدة، في وقت الضرورة، وأثناء القتال، حتى يمكنها مواجهة تطورات القتال.

من الغريب أن تستطيع إسرائيل، تعبأة وحشد قوات مسلحة عاملة واحتياطيات، بحجم أكبر مما استطاعته دولتين (مصر وسورية) بملاينهما العديدة، والتي تناهز 12 ضعف لإسرائيل.

ثانياً: الدروس العملياتية من الحرب:

1. الدرس الأول

دراسة المشاكل، التي قد تعترض تنفيذ الوحدات والتشكيلات، التابعة، لمهامها، ووضع حلول عملية لها، أكثر واقعية.

تمكنت القيادة العامة المصرية، من بحث ودراسة المشاكل الاستراتيجية التي ينتظر أن تعوق القوات عبر تأدية مهامها، وأصدرت توجيهاتها بالحلول لذلك. واكتفت القيادات العملياتية (قيادات الجيوش) بتلك التوجيهات في بعض الأمور، وعند التنفيذ، خلال الحرب، اتضح عدم ملاءمتها، لكل الحالات، فقد أدى فتح الثغرات في الساتر الترابي، على الشاطئ البعيد (الشرقي)، في قطاع الفرقة التاسعة عشر المشاة، على الجانب الأيمن للجيش الثالث الميداني، إلى تماسك التربة ذات الخصائص الطفلية، بدلاً من تجريفها.

2. الدرس الثاني

يجب أن تكون الخطط مرنه، بحيث تقبل التعديل، طبقاً للموقف، في الجزء الذي يحتاج التعديل فقط، حتى لا ترتبك القيادات من جراء كثرة التغيير في الخطط.

عندما لم ينجح التجريف بمضخات المياه، لرمال الساتر الترابي الشرقي في القطاع الجنوبي للجيش الثالث، أمكن تعديل جداول التحرك والعبور على كباري الفرقة السابعة المشاة، لتعبر معها الفرقة التاسعة عشر المشاة، دون أن يؤثر ذلك على تدفق القوات إلى رأس كوبري الفرقتين.

3. الدرس الثالث

الاهتمام بتخطيط التحركات، والسيطرة عليها، قبل، وأثناء القتال.

وضح، أثناء حرب أكتوبر 1973، دقة التخطيط للعبور، وحسن انتشار العناصر المدربة، للسيطرة على التحركات وتدفقها إلى منطقة بدء العبور، وكذلك سرعة انتشارها، واتجاهها إلى مهامها، عقب العبور. وكان ذلك التنفيذ ذو المستوى الراقي، نتاج تخطيط دقيق، وتدريب متواصل، للتغلب على كل مشاكل التحرك والعبور، من خلال نظام مستقل لذلك، وهو نظام خدمة القائد.

4. الدرس الرابع

الاهتمام بتجهيز القوات، بما يمكنها من التغلب، على عناصر العدو المقاتلة الأكثر تفوقاً، وتحييدها، حتى تتمكن القوات من تنفيذ مهامها، بكفاءة.

في حرب أكتوبر، كان هناك مشكلتان رئيسيتان، يسببها أسلوب العدو القتالي، الأول الهجمات الجوية الكثيفة على القوات أثناء العبور وفي المراحل الأولى على الضفة الشرقية، وهو ما يمكن أن يستمر طوال الحرب. والثاني الهجمات المدرعة المضادة، التي سيشنها العدو في المراحل المبكرة، بكثافة عالية حتى يرد القوات المصرية إلى القناة مرة أخرى، قبل أن تثبت أقدامها على الضفة الشرقية، خاصة وأنها تقاتل بدون دباباتها، والتي سيتأخر عبورها أكثر من 36 ساعة. لذلك وضعت البدائل لتحييد هذين السلاحين (الطائرة والدبابة) باستخدام مكثف للعناصر المضادة لهما. إما من الضفة الغربية، إذا سمح المدى، أو دعم الأنساق الأولى بعناصر مقذوفات مضادة للدروع، وعناصر مقذوفات مضادة للطائرات محمولة على الكتف، بكثافة عالية، مكنت قوات النسق الأول من الصمود، وتكبيد العدو خسائر جسيمة.

5. الدرس الخامس

التعمق في دراسة العدو، في كل المجالات، ومعرفة كل خبراته وأعماله الخداعية، وأساليبه القتالية، ونمط تفكيره، في المواقف المختلفة، والاستفادة من ذلك عند التخطيط، وعند اتخاذ القرارات أثناء القتال.

الدراسة التفصيلية للعدو، تساعد على توقع أعماله القتالية، في المواقف المختلفة، والاستعداد لها، أو إحباطها إن أمكن وهو الأفضل.

6. الدرس السادس

الإصرار على تحقيق مبادئ وأسس معركة الأسلحة المشتركة، باشراك كل التخصصات في التخطيط للحرب، وعند دراسة الموقف. وأن يكون لكل عنصر تخصصي دور ومهمة، عند اتخاذ القرار.

المعتاد، أن تنفرد القيادة في صنع القرار، وإهمال التخصصات، وتكون النتيجة الحتمية، قرار بعيد عن الواقع، أما بإهدار قدرات تخصصية لم يحتسب لها دور في الأعمال القتالية، أو استخدام خاطئ لعنصر تخصصي تعرضه للتدمير دون مقابل، أو عدم جدوى العمل القائم به لتأخره أو استنفاذ طاقاته في أعمال غير مناسبة لطبيعته. وقد استخدم قادة الفرق المشاة الخمس، العناصر المدرعة (الدبابات)، والأسلحة المضادة للدروع، الدعم بأسلوب خاطئ، أدى إلى إنهاكها وإصابتها بخسائر متعددة، ففقدت فاعليتها.

7. الدرس السابع

تنظيم التعاون، وتنسيق الجهود، في العمل المشترك، لإنجاحه. ليس المهم من الذي تسبب في النصر، ولكن المهم أن تحصل الوحدة على النصر، من أداء وعمل جماعي منظم، لذلك يجب أن يتم تنظيم التعاون، وتنسيق الجهود بين عناصر تشكيل المعركة في الوحدة أو التشكيل الواحد ودعمه، وبين التخصصات المختلفة فيه، وبين الأنساق المتعددة له.

8. الدرس الثامن

الاستخدام المكثف، لكافة عناصر الاستطلاع المتيسرة، بهدف الحصول على معلومات كافية ودقيقة (مؤكدة) مبكرة ما أمكن، لمواجهة المواقف المستقبلية.

اتضح أن القوات تغفل إمكاناتها التخصصية، وتسعى للحصول على المعلومات من مصادر المستوى الأعلى، وهو ما يشكل عبء على المستويات الأعلى، وأشغال دائم لعناصرها، لأعمال للمستوى الأدنى، مما يفقد عناصر الاستطلاع العملياتي أهميته، وقدراته المتميزة. إذ يوفر تنظيم وتخطيط الاستطلاع العملياتي، معلومات مبكرة حتى 72 ساعة، تمكن قادة الجيوش من اتخاذ قرارات لإحباطها، أو مواجهتها بالحشد المناسب.

9. الدرس التاسع

الاهتمام بتدريب القوات على أعمال المناورة الواسعة والعميقة، وتشجيع القادة على التخطيط لها والقيام بها بقواتهم الرئيسية.

لم يستغل القادة، قدرات وحداتهم (طبقاً لنوعها وتسليحها) لتنفيذ مناورة عميقة، لمفاجئة العدو، والتعرض له في أضعف نقاطة ـ وهو ما برعت فيه القوات الإسرائيلية ـ وكان من الواضح سوء تقدير القادة المحليين لعمق المناورة، مما أدى إلى خسارتهم لاعداد كبيرة من المعدات.

10. الدرس العاشر

الاهتمام بالتأمين القتالي للقوات في كل عناصره.

أدى عدم اهتمام القادة على المستويات المختلفة، بتأمين أعمال قتال قواتهم، إلى خسائر فادحة، سواء من الهجمات الجوية المعادية، أو الهجمات المضادة المفاجئة لدبابات العدو، أو الكمائن والستائر المضادة للدبابات، أو فقد الاتجاه عند التحرك لتنفيذ مهمه، أو الوقوع في أرض غير صالحة للتحرك، وغيرها من الأخطار التي تسببت في استنزاف القدرات القتالية، أو فقد الوقت الثمين.

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

رابط هذا التعليق
شارك

الدروس المستفادة من تطبيق مبادئ الحرب واستخدام القوات

أولاً: تطبيق مبادئ الحرب الرئيسية

1. الدرس الأول

التحديد الواضح والدقيق للهدف، بكل أبعاده وقيوده، ثم الالتزام به حتى تحقيقه، بالشكل المطلوب، بأقل خسائر وتكلفة، وأسرع وقت.

كان الهدف الرئيسي، من حرب أكتوبر 1973، هو إعادة إحياء، اهتمام العالم بقضية احتلال إسرائيل للأراضي العربية، منذ 5 يونيه 1967. وكان لا بد من الحرب، للوصول لذلك الهدف، والذي لم يكن من الممكن إقناع الدول الكبرى بالاهتمام بإيجاد حل عادل وشامل، بمجرد الاشتباك مع القوات الإسرائيلية، وإنما كان يلزم إثارة حرب شاملة ضدها، وإلحاق الهزيمة بقواتها، مما ينذر بالخطر، حتى تتحرك القوى العظمى. وقد حققت القوات المسلحة العربية الهدف منذ الساعات الأولى للحرب، وحافظت عليه، قدر المستطاع، في الأيام التالية. ولاشك أن فقد الهدف على جبهة الجولان، وتمكن إسرائيل من تهديد الأراضي المصرية في الغرب، قد أضعف من الموقف العربي.

كان الهدف الاستراتيجي، العسكري، هدم نظرية الأمن الإسرائيلية، بالارتكاز على عوائق طبيعية، واستخدام استراتيجية الردع بالتلويح بقدراتها العسكرية المبنية على ثنائي الطائرة والدبابة. وقد تمكنت القوات المصرية، والسورية كذلك، من دحض كل بنود هذه النظرية، واثبات عدم فاعليتها، بإجراءات عديدة تمت خلال الحرب، بشكل ناجح.

2. الدرس الثاني

تعبئة كافة القدرات المادية، والمعنوية، المفيدة، وتوجيهها لمصلحة الحرب، بما يحقق التفوق على الخصم، ويرجح كفة القوات المتحالفة، عند المقارنة مع العدو، مما يتيح فرصة أفضل لإحراز النصر.

اعتمدت القوات المسلحة العربية، في مصر وسورية، على الحشد العددي المتفوق، للتغلب على التفوق النوعي لدى إسرائيل. إلا أن هذا الحشد، أصبح عاجزاً عن مجاراه سرعة الإيقاع في الحرب، والتي تتطلب السرعة في الاختراق، والسرعة في تغيير الجهود والأهداف المرحلية، والسرعة في الوصول لخطوط المهام. لذلك لم تكن الحشود المصرية كلها مفيدة طول الوقت. فبعد أن استطاعت القوات المصرية توفير 5 فرق كاملة، مدعومة، لبدء العمليات، عجزت عن حشد قوات كافية للتطوير، أو للاستمرار في القتال بنفس الكفاءة. لقد تحولت الفرق الخمس المشاة من قوة معجزة، حققت إعجازاً مذهلاً في العبور، إلى قوة عاجزة، أدت إلى تعجيز القيادة التي أصبح شغلها الشاغل تأمين تلك القوة الضخمة، العاجزة عن الحركة السريعة.

يتلاحظ أن إسرائيل، استطاعت، رغم المباغتة، أن تعبئ قواتها الاحتياطية، متأخرة قليلاً، وأن تدفع بها في القتال في الأيام التالية تدريجياً، لتنتزع مبدأ الحشد من القوات المصرية، حيث تفوقت، في المراحل الأخيرة من الحرب، في الحشد، كماً ونوعاً.

3. الدرس الثالث

أمر هام، أن تتمكن القيادة من اتخاذ قرار لبدء الحرب، في إطار مشروعية مطالبها، وعدالة قضيتها. إلا أنه من الهام كذلك، المحافظة على تلك المبادأة حتى نهاية الحرب. وهو ما يستلزم قيادة واعية.

كان قرار الحرب، على الجبهتين المصرية، والسورية، أمراً مستبعداً لسد القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية. لذلك أحدث صدمة عنيفة، مكنت المصريين، والسوريين من إحراز المبادأة، على كافة المستويات. وظل الأمر كذلك، طوال الأيام الأولى للحرب، والتي كانت القوات الإسرائيلية، تباشر ردود أفعال، لما يقوم به المصريون من أعمال قتالية على جبهتهم. وبانتهاء المرحلة الأولى، توقف المصريون (الوقفة العملياتية 10 ـ 13 أكتوبر). كان التوقف دون داعي، وأطول من اللازم، وقد اسلم ذلك، طواعية، المبادأة على كافة مستوياتها، إلى الطرف الآخر، الذي لم يتوانى في الاستفادة لأقصى حد من هذا الخطأ القاتل. بادرت القوات الإسرائيلية إلى انتزاع المبادأة من القوات السورية في الجولان، بحشد القوى الرئيسية أمامها، وصدها ثم دفعها للخلف، ثم استدارت لتقوم بالعمل نفسه ضد القوات المصرية في سيناء، في الوقت التي بدأت القوات المصرية، بقرار سياسي، التحرك جهة الشرق مرة أخرى.

4. الدرس الرابع

على الرغم من التقدم الكبير، في أجهزة ومعدات المراقبة، فإن المباغتة، مازالت ممكنة.

يقول الإسرائيليون "كانت المعلومات كلها أمامنا، قبل الحرب بوقت كافي، لكننا لم نراها، فقد أسئ فهم اشاراتها، كما أخطأ المفسرون في تعليلاتهم". وكان ذلك حقيقة، فقد استطاعت خطة الخداع المصرية، والسورية، من إخفاء النوايا الهجومية، وهو ما لا تستطيع أجهزة التنصت والتصوير من التقاطه، ولا ينفع معها أقمار صناعية، وإنما تحتاج لفهم دقيق لقوى الخصم الغير ملموسة، وعقليته، واتجاهات تفكيره، على أن يكون ذلك، في إطار الأحداث الجديدة، وليس في إطار قديم. فالإرادة أمر يمكن استحداثه، عندما تتغير الظروف البيئية، أو يصل الأمر لمنتهاه، فتتغير الأفكار، وتتغير اتجاهات الحركة تبعاً لذلك، وتحدث المفاجآت.

5. الدرس الخامس

من الضروري، مداومة التنسيق، بين عناصر القتال، وكذلك التنسيق بين القائمين بالقتال ـ حسب المستوى ـ لتحقيق التعاون، في مثلث الوقت والمكان والهدف.

يسعى القادة، إلى تنظيم التعاون مع مجاوريهم، لتحديد مسؤولية العمل المشترك، وكيفية التغلب على المصاعب والعدو في الحد الفاصل بينهم. كما ينظم القادة، الجهود لعناصرهم المقاتلة، لتحقيق أكبر فائدة، بأقل جهد ممكن. وفي حرب 1973، فقد الكثير من القادة، بعد أن دارت رحىّ الحرب، التنسيق الواجب لبعض عناصر القتال الرئيسية (السيطرة، المعلومات، الاتصالات، النيران، التلاحم، الصدمة، الخدمة الإدارية) وأدى ذلك لفقد التعاون، وصعوبة تحقيق ما تم تنظيمه وتنسيقه. وكان واضحاً أن القوات الإسرائيلية القائمة بالهجوم المضاد، يوم 16 أكتوبر، على جانب اللواء 16 المشاة، والفرقة الثانية المشاة، قد نفذت الحد الأدنى من التعاون فيما بينها، بسبب عدم التزام أحد عناصرها ـ الجنرال شارون ومجموعة العمليات التي يقودها ـ بمداومة التنسيق بالنسبة للهدف، والذي كان يعني في ذلك الحدث، تحقيق الجنرال آدن بمجوعته المقاتلة، اختراق رئيسي للقوات المدافعة، وأدى ذلك إلى كارثة، فعندما فشل آدن في الاختراق، وطلب معاونة من شارون، لم يكن الأخير في أوضاعه الملائمة بالنسبة للمكان ـ كذلك ـ ولتصحيح الوضع، كان سيهدر الوقت، ولم يعد التعاون ذو فائدة، فتوقف آدن عن الهجوم.

6. الدرس السادس

يتحقق النصر، في القتال، عندما يتحقق الهدف بأقل خسائر ممكنة، وأسرع وقت. وتقليل الخسائر، يتطلب اتباع تعليمات ولوائح أمنية مناسبة. لذلك فإن اتخاذ تدابير لتحقيق الأمن، لا يقل في الأهمية عن الإجراءات الأخرى للقتال.

العبرة في ذلك، ليس باستخدام طرق متعددة للشفرة والكود، في الاتصالات، أو تقييد التحركات، والإظلام، واتباع قواعد الإخفاء والتمويه. وإنما في التفضيل بين عامل السرعة والوقت، وعامل التكتم حتى لا يحصل العدو على المعلومة التي تنقصه. كان القائد الألماني الشهير، الفيليد مارشال أروين روميل يتحدث إلى قادة وحداته، في الأجهزة اللاسلكية، دون سرية، فقط، عندما يكون الاستفادة من المعلومة، غير متاح للخصم، فالعمل قد بدأ وأصبح قريباً الالتحام، قبل أن يستفيد الخصم مما حصل عليه من معلومات. كذلك فإن القادة الإسرائيليون، سمحوا أكثر من مرة، بإضاءة كاملة لمركباتهم القتالية ودباباتهم أثناء التقدم والهجوم كذلك، بما يتيح لهم رؤية أفضل، للحصول على نتائج أكيدة من الرماية على الخصم، والذي يفاجأ بذلك الأسلوب الذي لا يراعي أصول السرية والأمان، وتشله المباغتة، ثم يستمر في ذهوله من نتائجها المدمرة عليه.

من وجهة أخرى، فقد الجنرال أريل شارون كل مكاسبه في الحرب، والتي كان يسعى لإحراز شهره بسببها، عندما عجزت قواته عن مواصلة القتال، وتوقف أمام هدفه الرئيسي، والذي كادت قواته أن تلمسه. وكان ذلك بسبب إهماله المتعمد، لكافة تدابير الأمن، في سبيل تحقيق الهدف قبل غيره من الجنرالات المتنافسين معه، وأدى ذلك إلى خسائر كبيرة تكبدتها لواءاته المدرعة، وعجز عن الاستمرار، ولو كان استطاع دخول مدينة الإسماعيلية ـ هدفه الرئيسي ـ ما استطاع الاحتفاظ به.

7. الدرس السابع

يجب الحفاظ على الروح الهجومية لدي القوات، مهما كانت صورة القتال الدائرة (دفاع ـ انسحاب ـ حصار)، ولا يتحقق ذلك، إلا بممارسة أنشطة قتالية إيجابية.

على الرغم من تخطيط القيادة المصرية، لدفع مفارز مختلفة الأنواع والتكوين، في مراحل المعركة كلها، منذ البداية، إلا أن القوات، تخلت عن ذلك مرتين، أفقدتها الروح الهجومية القتالية، التي بدأت بها الحرب. كانت المرة الأولى، عندما توقفت القوات على خط المهمة المباشرة للجيوش، لتنفذ الوقفة العملياتية، واعتبرت أنها وقفة استرخاء سلبية، إذ كان قرار قائد الفرقة الثانية المشاة في أول أيام الوقفة العملياتية "التمسك بالخطوط التي وصلت إليها الفرقة، وتعزيزها، ورص ألغام أمامها". ولتنفيذ ذلك أمر بقفل الثغرات بين الكتائب واللواءات، واتخاذ كتائب الدبابات خطوط صد، وخطوط نيران في الاتجاهات الرئيسية، وفتح الاحتياطيات المضادة للدبابات، لكل المستويات (بلغت 6 احتياطيات مكونة من 10 سرايا قواذف مضادة للدبابات، بعضها عديمة الارتداد، وصواريخ موجهه في معظمها). وهو ما أستدعى أن يوجه قائد الجيش الثاني الميداني، قادة الفرق المرؤوسة، للقيام بأعمال قتال إيجابية، لحرمان العدو من المناورة بحرية بالقوات والوسائل من اتجاه لآخر، والاستمرار في استنزاف القوات بالهجمات المضادة، المتتالية، وقد عدد قائد الجيش الأعمال الإيجابية التي يجب القيام بها، خلال التعزيز في رأس الكوبري، في الوقفة العملياتية لتشمل:

أ. دفع داوريات استطلاع، ومجموعات استطلاع خلف خطوط العدو، للحصول على معلومات عن أعمال العدو واحتياطياته، لاتخاذ التدابير اللازمة لإحباطها.

ب. دفع الكمائن على محاور الاقتراب لرأس الكوبري.

ج. تنشيط أوضاع التعزيز، بدفع مجموعات مقاتلة للقيام بالإغارة على العدو.

د. دفع مفارز قتال قوية للاصطدام مع العدو الذي يحاول شن هجمات مضادة على رأس الكوبري.

8. الدرس الثامن

كما أن الإفراط في التفوق، في الاتجاهات الرئيسية، قد يصبح ضرراً أكثر منه نفعاً، فإن التقليل من حجم القوات، إلى الحد الغير ملاءم، لا يعني تحقيق مبدأ الاقتصاد في القوى.

دفعت القيادة الإسرائيلية، ثمناً غالياً، كلفها كل ما فقدته في حرب أكتوبر 1973، نتيجة لتحقيق هذا المبدأ، في غير محله. فقد بني الإسرائيليون خطتهم للدفاع على الجبهة الجنوبية (سيناء) على أساس قوة المانع المائي كعائق أمام أي هجوم مصري. ولتوفير القوات والتكلفة كذلك، اكتفى بالقوات التي ستحتل المواقع الحصينة في خط بارليف. ثم خفضت تلك القوات، وأغلقت بعض النقط الحصينة، وقد مكن ذلك، المصريون من التغلب على ذلك الخط المحصن بسرعة، كما لم يكن للمواقع التي ظلت صامدة لفترة أطول، تأثير كبير على أعمال القتال لضعف قوتها.

9. الدرس التاسع

ينجح العمل القتالي، عندما يُجبَرْ القائد المعادي، على اتخاذ قرارات، كردود فعل، وهو ما يتحقق بالمناورة بشقيها، الحركة والنيران، والتي يلزم لها خفة حركة، ومرونة فكرية وحركية.

نجح القادة الميدانيون، الإسرائيليون، في إبطاء معدل تقدم القوات المصرية، حتى توقفت تماماً، مستخدمين في ذلك قدرة قواتهم المدرعة والآلية، على إجراء المناورة الحركية، بما لديهم من مركبات ذات خفة حركة عالية، والنيرانية بالقدرة على نقل النيران الدقيقة على الأهداف بفاعلية. ولم تنجح القوات المصرية في ذلك، عندما عبرت القوات الإسرائيلية إلى الغرب، حيث افتقدت خفة الحركة، والمرونة.

10. الدرس العاشر

من الضروري المحافظة على الروح المعنوية للقوات، مرتفعة. وهو ما يمكن الإعداد له، أثناء التحضير للمعركة، بأساليب عديدة. أما أثناء القتال، فهناك ثلاث عوامل، هي الأكثر تأثيراً في الروح المعنوية، المستوى العالي لتدرب القوات، والاستمرار في الأعمال الإيجابية النشطة، وقوة العقيدة الدينية لدى المقاتلين.

اهتمت القيادة العسكرية والسياسية المصرية، بالروح المعنوية للقوات، خاصة بعد هزيمة يونيه 1967. وقد بدأت بزيادة جرعات التدريب المفيد، على المهام القتالية، وأوصلت الجنود إلى درجة الاحتراف في استخدام الأسلحة والمعدات، وقد زادت أحداث حرب الاستنزاف من ثقة الجنود والضباط بأنفسهم وأسلحتهم وقادتهم، وارتفعت معنوياتهم عدة درجات أكبر. كما كان لانتشار الوازع الديني بين أفراد القوات المسلحة، والإقبال الشديد منهم على فهم عقيدتهم الدينية بشكل صحيح، آثاراً جيدة على تحمل القوات للشدائد، والصمود في اللحظات الحرجة.

ثانياً: استخدام القوات

1. الدرس الأول

ضرورة، إلمام القادة بالاستخدام الأمثل للمجهود الجوي المخصص، حتى يستخدم بإمكانيات كاملة، تعطي التأثير المطلوب.

في حرب أكتوبر 1973، كانت القيادة العسكرية، تحتفظ بالمجهود الجوي للمعاونة الجوية للقوات البرية، في يد القائد العام، أو قادة الجيوش الذين يوزع عليهم مجهود جوي. وقد أدى ذلك الوضع، مع عدم إلمام القادة البريون، بخصائص وقدرات الطائرات، المختلفة، إلى عدم استغلال تلك القدرات في مراحل التطوير المختلفة، والتي تحتاج في الغالب، معاونة جوية مجدية.

2. الدرس الثاني

أهمية تكامل العناصر الأساسية، لمنظومة الدفاع الجوي، والتي تكون من:

أ. شبكات الإنذار.

ب. مراكز القيادة والسيطرة.

ج. الأسلحة الإيجابية.

د. المواقع والمعدات الهيكلية، والخداعية.

هـ. وسائل الاتصال المستقرة، والمؤمنة.

3. الدرس الثالث

الاستخدام المتكامل، لكافة القوى البحرية، أفضل من التفوق العددي، في القطع البحرية.

رغم تفوق الاسطولين، المصري والسوري، كل على حده، على الأسطول الإسرائيلي، فإن الأخير تمكن من إلزامهما بالدفاع، معظم فترات الحرب، ولم ينجح سوى الأعمال السلبية، والتي تمثلت في قفل مضيق باب المندب، بمجموعة غواصات ومدمرات وفرقاطات مصرية، كانت خارج مدى العمل للبحرية الإسرائيلية، التي لم يتوفر لها مواني صديقة على هذا البعد للارتكاز عليها، كما توفر للقطع البحرية المصرية. وكذلك تمثل العمل السلبي الناجح الآخر، في استخدام الألغام في قفل خليج السويس. وقد افتقرت منظومة العمل البحري إلى الاستطلاع البحري الاستراتيجي والحرب الإلكترونية البحرية والصواريخ سطح / سطح المتطورة والدقيقة (خاصة لإصابة الأهداف الصغيرة وهو ما توفر لدى البحرية الإسرائيلية)، وأهم ما افتقرت إليه القوات البحرية المصرية، المساندة الجوية. لذلك كانت الأعمال القتالية للبحرية المصرية محدودة.

4. الدرس الرابع

أهمية مناسبة الأعيرة وقدرات الحركة، لمصادر النيران الرئيسة، للمستوى والتنظيم الرئيسي العاملة معه.

لم تستطع المدفعية المصرية، رغم تفوقها الواضح، أن تقدم معاونة نيرانية فعالة، للوحدات المدرعة والآلية، حيث عجزت المدفعية المقطورة، خاصة الجرارات ذات العجل، عن مواكبة القوات المتحركة، وأخفقت معظم وحدات المدفعية العضوية والدعم، في الوصول إلى مناطق انتقالاتها، في مرحلة التطوير.

كذلك، لم تكن الأعيرة، أحياناً، مناسبة، فمدفعية الجيوش لا بد أن تطول مدفعية الجبهة لدى الإسرائيليين، ومدفعية الفرق لا بد أن تطول مدفعية مجموعات العمليات الإسرائيلية، وغالباً ما يكون احتياطي هذه القوة (الجبهة ـ مجموعة العمليات) بالقرب من مجموعة مدفعيتها، وهما الهدفين الرئيسيين للمدفعية المناظرة.

5. الدرس الخامس

أهمية توفر عناصر مضادة للدروع، مع كل أنواع الوحدات، حتى مستوى السرية، بما في ذلك عناصر الدفاع الجوي، على أي مستوى.

أثبتت حرب أكتوبر 1973، فاعلية الوحدات المدرعة، المدعومة بالمشاة الآلية المتطورة، بالاستخدام الجيد. فقد فشلت الدبابات الإسرائيلية، عندما هاجمت المشاة المصرية، دون أن يساندها مشاة، بينما تمكنت المشاة المصرية من صد الدبابات الإسرائيلية بفاعلية، لتوفر عناصر مضادة للدروع متنوعة، معها.

6. الدرس السادس

أسلحة البعد الثالث، هي أسلحة المستقبل .

أثبتت حرب أكتوبر 1973، على الجبهة المصرية ـ وكذلك السورية ـ أهمية وفاعلية، عناصر وأسلحة البعد الثالث، فقد تم الاستيلاء على عدة أهداف حيوية ومؤثرة بواسطة الاقتحام الجوي الرأسي، كما أحبطت كثير من التحركات للاحتياطيات في العمق، بواسطة عناصر من الصاعقة تم إبرارها جواً. كذلك كانت الضربات الصاروخية التكتيكية مؤثرة وذات فاعلية، ضد الأهداف الهامة والكبيرة الحجم. ويلاحظ أن هذه القوات تحتاج إلى إجراءات تأمين معقدة.

بعد حرب أكتوبر 1973، ونتيجة لذلك الدرس الهام، عنيت كثير من الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية وإسرائيل، بالتوسع في حجم تلك القوات والأسلحة، وطورتها لتصبح أكثر فاعلية، وأدخل معها عناصر جديدة كذلك، مثل الصواريخ الباليستية الموجهه، ورص الألغام الأرضية بالصواريخ التكتيكية أرض / أرض.

7. الدرس السابع

الحروب المقبلة، ستعتمد على الحرب الإلكترونية، لزيادة فاعلية أسلحتها، وإضعاف فاعلية أسلحة وقوات العدو.

سميت حرب أكتوبر 1973، من قِبَلْ العديد من المعلقون والخبراء المتابعون للحرب، بالحرب الإلكترونية الأولى، وذلك لاستخدام طرفيّ الحرب (مصر ـ إسرائيل) عناصر مدربة، وأجهزة متقدمة نسبياً (في ذلك الوقت)، لكل أنشطة الحرب الإلكترونية، شملت الاستطلاع اللاسلكي والراداري، والتنصت، والاعاقة الإلكترونية، وعناصر التوجيه، والخداع. كما لم تعد قاصرة على الأجهزة الثابتة، وإنما أصبحت كذلك متحركة، ومحمولة جواً، أو مجهز بها الطائرات بدون طيار (والتي أصبحت أكثر تقدماً، وأكثر فائدة)، ويستخدم بعضها الفضاء كأقمار التجسس، مما يعطيها أبعاداً جديدة في الاستخدام.

8. الدرس الثامن

أهمية العمليات الليلية، للتطوير، والاستيلاء على الأهداف والخطوط المناسبة ليلاً.

نجحت معظم أعمال المفارز، والإغارات، والكمائن التي نفذت ليلاً، إذ فوجئ الطرف الآخر بها، أو لم يدركها إلا بعد أن حققت مهامها. ويحتاج ذلك إلى تدريب القوات على القتال ليلاً، في صور المعركة المختلفة، وتعميم أجهزة الرؤيا والتنشين الليلية، وأجهزة المسار للمحافظة على الاتجاه.

9. الدرس التاسع

الاستخدام الأمثل، للعناصر المدرعة، والآلية، هو استغلال قدراتها كاملة، باستخدامها مجمعة، وفي أعمال هجومية، تحقق الصدمة وخفة الحركة والنيران، والتي هي أهم مميزات تلك العناصر.

استخدم الطرفين، المصريون، والإسرائيليين، قواتهم المدرعة استخداماً سيئاً في بداية الحرب فكلاهما فتت وحداته المدرعة، وكان ذلك أكثر وضوحاً في القوات الإسرائيلية، التي خصصت وحدات فرعية صغرى (فصائل وسرايا) لدعم النقاط القوية لخط بارليف، عند مهاجمتها من قبل المصريين، وهو ما أفقد تلك الوحدات الصغيرة الحجم الفاعلية المطلوبة، وظل الأمر كذلك، في الهجمات المضادة التي تنامت أحجامها حتى وصلت إلى لواءات مدرعة، تهاجم منفردة. وقد فطن القادة الإسرائيليون لذلك الخطأ، وبادروا إلى حشد قواتهم المدرعة، واستخدامها في مجموعات عمليات مدرعة كلٍ من 2 إلى 3 لواء مدرع، وتعمل المجموعات بتعاون وتنسيق فيما بينها، وأدى ذلك إلى نتائج أفضل في المراحل الأخيرة من الحرب (القتال غرب القناة).

أما القوات المصرية، فقد دعمت فرقها المشاة، بألوية مدرعة، معظمها تم سحبه من الفرقة الآلية والمدرعة (الاحتياطي العملياتي والاحتياطي الاستراتيجي) وهو ما أضعفها، عندما بدأت في تنفيذ مهامها القتالية. بالمثل، فإن قادة الفرق المشاة، استخدموا الألوية المدرعة الداعمة لهم، بالكتائب، والسرايا أحياناً، وهو ما زاد من تفتيتها، واستخدمت في كثير من الأحيان من خطوط صد، وخطوط نيرانية، مما أفقدها أهم خواصها، وأصبحت قطعة مضادة للدروع ليس إلا.

الخاتمة

أعتبر الخبراء، أن حرب أكتوبر 1973، بما حوته من أحداث، أحد أكبر الحروب الحديثة، التي طبق فيها كل نظريات العلم العسكري الحديث، وكانت نتائجها دروساً للجميع، وبعد مرور أكثر من ربع قرن، مازالت الندوات تعقد لدراسة هذه الحرب، ومعرفة خباياها، واستنباط الدروس منها، للأجيال القادمة.

مهما قيل عن حرب أكتوبر 1973، فلا شك أن قيمتها العسكرية، ستظل ثمينة للعسكريين، وستظل دروسها مثالاً يدرس في المعاهد العسكرية.

كان الأداء القتالي عالي المستوى، بدءاً من التخطيط على الأسس العلمية، وانتهاء من أداء الجندي وهو يتسلق الساتر الترابي، ويهاجم الحصن تلو الحصن، أو يدافع عما أكتسبه من أرض، شبراً، شبراً.

أظهرت حرب أكتوبر 1973 قيماً جديدة للأسلحة والفرد، وكانت الصواريخ هي الأكثر استخداماً في ميادين عديدة، وقد أفرزت نبوءات، بدأت تتحقق في العقود التالية، كما هدمت نظريات وغيرت نظريات أخرى في البحر والجو وفي الأثير، فقد كانت الحرب الإلكترونية الأولى، وحرب المدرعات الحديثة، وحرب الحصون العتيقة، شملت المواقع المائية والأراضي الصحراوية والجبلية والزراعية، فكانت حرباً شاملة.

امتدت آثار حرب أكتوبر عقوداً تالية، واتسع مجالها لتؤثر في السياسة العالمية، والإقليمية، والاقتصاد العالمي، والإقليمي وغيرت مفاهيم المجتمعات المعاصرة، في منطقة أحداثها، لتثبت مرة أخرى شموليتها.

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

×
×
  • أضف...