اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الذي رفع جسده فقط .. حلت روحه بأتباعه .. المنتظر


اسامة يس

Recommended Posts

على فراش الموت والجميع ينظرون يتهامسون يحوقلون يترحمون في خشوع ، راحت دموع تنزف من عيون بعضهم ، إذ اخترق طفل صغير الحجرة ونظر إليهم ثم وثب وقبل جسد لم يبقى سوى لحظات ويفارق الحياة ، فابتسم الجسد و فارقته الروح وظلت الابتسامة عالقة به ، شقت النساء جيوبهن وظل العويل والندب زمنا طويلا ، وكسا الليل المنزل قرابة أربعين يوما ، شب الطفل واشتد عوده ثم مر عمر وشاب الطفل ، بعدما تزوج من بدرية وأنجب منها كميل وروحية وسارة ، ثم رقد رقدته الأخيرة ووثب أحمد فقبل الجد الذي فارق الحياة لتوه ، فلطمت الخدود وشقت الجيوب وظل الناي يعزف في ذاك البيت الذي يقطن فوق سفح الجبل حينا من الدهر ثم توقف العزف ومرت سنون أخرى ، حتى جاء رقيم بن امجد بن ساعدة بن عبيد بن رأفت بن أحمد بن كميل بن منصور بن عبد الجبار الذي ادعى الخلود ، فزعم أن الموت لن يناله فكما عمر جده عبيد مئة وخمسون عاما ثم فارق الحياة فهو قادر على أن يعمر ما شاء لنفسه أن يعمر ، وكان امهر أهل عصره بفنون السحر كما كان بليغا ومحيطا ببحور العلم وارثا تلك القريحة عن أجداده ولذلك كان مهابا يهابه الجميع ، كما استخدمه السلاطين لتقوية شوكتهم واستماله آخرون منهم في حروبهم ضد بعضهم البعض ، كان دائما يراهن على خلوده ويتأكد هذا اليقين لعوام الناس كلما نجا من محاولة اغتيال دبرها له خصومه ، فلما بلغ من العمر سبعين عاما أصابه مرض خطير كاد أن يقضى عليه ، إلا أنه برأ منه بمساعدة أحد ملوك الجن كما جاء على لسان أحد الشيوخ ..

أصاب الناس شك في معتقداتهم وأصاب العوام منهم خاصة زعزعة شديدة فلقد تبعه منهم أكثر من مئة ألف رجل وامرأة كانوا بإشارة منه قادرين على قلب أنظمة وإحلال أخرى ..

ذات مرة خرج رقيم من صومعته يلتف حوله أتباعه ومؤيده إذ اخترق سهم بسرعة البرق الجمع واستقر في قفصه الصدري فوقع على الأرض وأغمى عليه وسرعان ما حملوه إلى صومعته ووضعوه على فراشه ولكنه سرعان ما عاد كما كان وشفي من إصابته حتى وصل عمره إلى مئة وتسعة وتسعين عاما والأجيال تنظر إليه في صومعته فتراه قويا ومازال يتمتع بصحة لا بأس بها فيدنون منه ويقدسونه حتى وضعه بعضهم في مصف الأنبياء بل ذهب بعضهم لتأليهه ، فكان ينظر إليهم ويبتسم ويزهو بنفسه عندما يختلي بها ويقول ها أنا خالد لم أمت ، لم يعد في البلاد سوى قلة تكذبه وتؤمن بأنه سيموت وبأنه بشر وكان هو لها بالمرصاد يذبحهم تذبيحا ،

وعندما بلغ من العمر مائتين وعشرين عاما شعر بأن التعب قد أحل به وانه لم يعد يرى وفقد كثير من سمعه ، فجمع أخلص أتباعه وقال لهم عليكم أن تحملوا الخلود من بعدي فأنا مغادر بجسدي بينما روحي معكم تعلم ما تعملون وستنبئكم بما عليكم فعله ثم فارق الحياة دون ابتسامة ودون وثبة طفل على فراشه ، فدفنوه وأشاعوا أنه قد رفع جسده وأن روحه تحل بأتباعه فصدق الجاهلون وأصبح منزله محلا للبركة وللشفاء إلى الآن ..

رابط هذا التعليق
شارك

  • الزوار
قصة رائعة cl:  :D  :D

بالنسبة للبعض قطعا قد تكون رائعة ....لما لا و هي تذكرهم بصاحبهم في السرداب...

أجمل مافي ردك صورة ************

لم نعتد منك هذا يا مجرمون ان تذكر الاشخاص الا بكل خير.

ارجو الانتباه الى ذلك مستقبلا

الاداره

ابن مصر

رابط هذا التعليق
شارك

اخى الحبيب مجرمون اسمح لى ان اختلف معك يا اخى الحبيب فان هذه القصه من البدايه تعيطك مقارنه بسيطه بين السوى والغير سوى وكيف لمن يخدع نفسه واتبعه الغاوون ان ينال من معتقدات البسطاء او من شابهوه فى تمنياتهم للخلد.

كما تشير برمزيه جميله الى المزارات والاضرحه لشيوخ لم تسمع عنهم ربما هم اشد كفرا من هذا الرقيم.

فى نفس الوقت تحمل ان نفسرها اذا ظننا سؤا بكاتبها التلاعب بالاديان واسقاطات تقترب من الدهريون وتفسيراتهم وهذا ما لم اخذ به انا لان زميلنا العزيز وصاحب هذه الكتابات ليس من هؤلاء.

وهذا رأى المتواضع وقد يكون صوابا وقد يكون خطأ

فارق الحياة دون ابتسامة ودون وثبة طفل على فراشه ، فدفنوه وأشاعوا أنه قد رفع جسده وأن روحه تحل بأتباعه فصدق الجاهلون وأصبح منزله محلا للبركة وللشفاء إلى الآن ..

ابن مصر

إن ربا كفاك بالأمس ما كان.... يكفيك فى الغد ما سوف يكون

 

رابط هذا التعليق
شارك

ل] انسان الحق في ان يضع اي صورة يحبها

ومتزعلش يا اخ محمد من الأستاذ المجرمون و امسحها فيا

انا مش فاهم انهى صورة

صورة السيد حسن نصر الله ؟!!!!!!!!!!!

رابط هذا التعليق
شارك

رجاء من الجميع العوده الى الموضوع الاصلى منعا لتشتيت الحوار وشكرا للجميع على سعه الصدر.

ابن مصر

إن ربا كفاك بالأمس ما كان.... يكفيك فى الغد ما سوف يكون

 

رابط هذا التعليق
شارك

القصة جميلة ... و معبرة جداً جداً ..

و لكن لى ملاحظة غريبة !!

هذا هو ثالث موضوع أتصفحه و أرى فيه نقاشاً حاداً وسوء تفاهم بين الاعضاء ؟؟

وهذه الروح غريبة على المنتدى ؟؟؟

يظهر اتحسدنا <_<

أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.

فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،

وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.

وواعدتُ آخِرَ أنْثى...

ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...

...

! !

من قصيدة " متى يعلنون وفاة العرب؟؟"

لنزار قبانى

رابط هذا التعليق
شارك

القصة جميلة ... و معبرة جداً جداً ..

و لكن لى ملاحظة غريبة !!

هذا هو ثالث موضوع أتصفحه و أرى فيه نقاشاً حاداً وسوء تفاهم بين الاعضاء ؟؟

وهذه الروح غريبة على المنتدى ؟؟؟

يظهر اتحسدنا  :)

هممت أن أفتح موضوعا بهذا الشأن فى شئون المحاورات... ولكنى تراجعت حتى لا يتحول هو الآخر إلى مشادة...

هل هى سمة العصر؟؟

ربنا يهدى سرنا جميعا...

<_<

_16643_mubarak-olmert-5-6-06.jpg

وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

المائدة - 51

nasrallah1.jpg

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ

الأحزاب - 23

رابط هذا التعليق
شارك

الفاضل مجرمون

تحيه من القلب اليك ولا تعلم كم زاد احترامى لك الان .

هكذا المسلم الحق ان اعتذارك الرقيق زاك قوه و واكد لى ان مبدأى صحيحا .

فكما امتلك الجرأة على فعل الخطأ .... امتلك شجاعه الاعتذار.

اشكرك اخى الحبيب

ابن مصر

إن ربا كفاك بالأمس ما كان.... يكفيك فى الغد ما سوف يكون

 

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...