اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

لحظة حب


bentmasria

Recommended Posts

لحظة حب

لحظة حب غامرة ملأت قلبى فرحا وسرورا ، ملأته بأمل كبير وزرعت به حياة .. لحظة حب غامرة بمعان غفلت عنها قلوب أخرى وقلوب .....لم تعرف معنى الحب ولم تتذوق تلك اللحظة ... لحظة حب.

من قلب ظلام الليل الدامس غطى الأجواء ، وإكتئابات نهار قاس يقصم ظهر الخير ، من قلب الهم القابع فوق القلب ، من جوف الظلم القاهر للانسان الحر ، جاءتنى تلك اللحظة .... تغسل كل الهم ، و تزيح الكابوس السارح فى أعماق الفكر و سويداء القلب ، و تنير ظلام دامس ما كنت أظن له فجر ...... لحظة حب سرت فى القلب و فى العقل ، فتغير حال الدنيا أمامى ، ورأيت ما لم أره من قبل ..

يا لشقاوة من لم يعرف ذاك الحب ، و يا لشقاوة قلب لم تحى مواته تلك اللحظة ..... لحظة حب ! لحظة حب مرت كنسيم ربيع ، وتركت أرضا مخضرة وأشواق ضريع ... لحظة حب جاءتنى على غير موعد منى ولا ميعاد ... تمنيت لو يتوقف الزمان عندها ، تمنيت لو اختزل عمرى كله فى تلك اللحظة ، تمنيت لو أموت وأنا فى تلك الحال ، تمنيت لو تعرف كل الدنيا وكل الناس معنى ذاك الحب ، تمنيت لو أن الحب الخالد هذا كان بيدى لأرضعه لكل نفس تولد و لكل قلب ينبض ، تمنيت لو جاء عشاق الدنيا ليكتشفوا كذب عشقهم و سرابه ، ليروا بلغة القلب و معان العقل ذاك الحب ...

الآن فهمت .... فهمت تلك المقالة لأحد العابدين " نحن في نعمة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها "

الآن فهمت ... فهمت موعظة سمعتها منذ زمن قال فيها الواعظ : " تعرفوا الى الله بلغة الحب "

الآن فهمت ... فهمت كلمة ابن تيمية : " ما يفعل اعدائى ... انا جنتى فى صدرى "

الآن فهمت .... فهمت حنين رابعة العدوية وهى تصف حال الحب الإلهى الذى طغى عليها :

حبيبى ليس يعادله حبيب... ولا لسواه فى قلبى نصيب

حبيبى غاب عن بصرى و شخصى ...ولكن عن فؤادى لا يغيب

الآن فهمت .... فهمت خماسية عمر بهاء الدين الأميرى فى مناجاته الرقيقة وصرت أشدو معه :

كلما أمعنَ الدجى وتحالك... شممتُ في غوره الرهيبِ جلالك

وتراءت لعين القـلب برايا... من جمال آنستُ فيها جمالك

وتراءى لمسمع الروح همسٌ... من شفاه النجوم يتلو الثنا لك

واعترانى تولـــُهٌ وخشوع... واحتوانى الشعورُ : أنى حِـيالك

ما تمالكتُ أن يخِـرَّ كيانى... ساجدًا واجدًا ، ومَن يتمالك ؟

الآن فهمت ..... فهمت معنى الحب .. فى لحظة حب !

مسكين ذاك الشاب الذي يتخيل أنه يحب فتاة فيهيم بها تيها وينسى كل حدود .... مسكينة هذه الفتاة التي تظن أنها تحب فتى الأحلام فتهيم به تيها وتتجاوز كل حدود.... مساكين هؤلاء المحبين عبر القرون ..... لم يعرفوا إلا نتفا من معنى الحب ، وأنى لهم أن يعرفوا ولم يمروا بتلك اللحظة ... لحظة حب !

لحظة حب خالد غمرت قلبي بكل معاني الحب ، بكل معاني الشوق ، بكل معاني العشق ، بكل معان يعجز عنها القلم وتعجز عنها الكلمات .... تمنيت لو كان ملكي روائع القصيد وأبلغ الأشعار ولو أن بلاغة المتنبى وأبى تمام والجاحظ طوع بناني ، ولو أن في عقلي بحر محيط من الألفاظ والمعاني ، وكل قواميس لغة الضاد ... بل كل اللغات ، لأعبر عن تلك اللحظة .... لحظة حب .... لكن هيهات .

لحظة حب عامرة ، ملأت قلبي بضياء ، ملأت روحي بنعيم صغر أمامه كل نعيم الدنيا ، وفهمت لأول مرة كيف تكون الجنة .... مجرد أسماء للتشبيه لكن حقيقتها لم ترها عين ولم تسمع بها أذن ولم تخطر على قلب بشر ، وفهمت كيف يشتاق أهل الجنة إليها ، وفهمت ولأول مرة كيف يشتاق المحبين إلى ربهم شوق العاشقين المتيمين ... كل ذلك في تلك اللحظة ... لحظة حب !

إن المعرفة نور .... ومن نور الله يكون كل نور ، ولحظة الحب تلك أضاءت لي – بنور الله – طريق المعرفة والفهم ...و في لحظة حب واحدة اختزل التاريخ كله ، وتكور الزمان والمكان أمامي ، وفهمت كيف أن الدنيا لا تساوى همها ، وأن الآخرة خير لنا بل وأبقى ...

ورأيت النور – نور الله يقذف في قلبي – فتهيج كل أحاسيسي ومشاعري وتضطرم الأشواق في كل ذرات جسدي ، ويجرى الدم عاشقا ملتاها صارخا .. الله الله ربى .

في لحظة حب أحببتك ربى كما لم أحبك من قبل ... في لحظة حب أحببتك ربى كما لم أحب أحدا من قبل .... في لحظة حب أحببت بحبك كل من تحب .... في لحظة حب أحببت بحبك السماء والأرض ،

أحببت الطيور والزروع ، أحببت الجبال والبحار ، أحببت الأسماك في بحارها ، والمعادن في أرحامها وكل من خلقت .... أليسوا جميعا بحبك وحمدك يسبحون?

في لحظة حب أحببت دينك الذي ارتضيت ، ورسولك الذي بعثت ، وكتابك الذي أنزلت ، وكيف لي أن لا أحبهم ومن أجلنا فعلت ؟ أحببتهم حباً جديداً ... حباً كبيراً .... حباً عظيماً فوق حب ، في لحظة حب أحببت أسماءك الحسنى وصفاتك العلى ، تقدست ربى وتعاليت .... أحببتها حب فهم ومعرفة وذوق ....

في لحظة حب أحببت ندائك بيا حنان يا منان يا ودود يا لطيف ، وكيف لا وقد تفضلت ومننت ومن ألطاف جود المعاني وهبت ورزقت وأفضت ... في لحظة حب تفتحت أمامي أبواب رحمات واسعة غامرة فياضة مفعمة بكل معاني الحب .. الحب منك لكل عبادك .. وبدأت أفهم بعضا من معاني " الرحمن الرحيم " وبعضا من معاني دعاء أهل الكهف " ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا " فبرحمتك عشنا ، وبرحمتك وفيها نعيش وفى رحمتك نرجو أن تتغمدنا ، فرحمتك العامة وهب لكل الناس ورحمتك الخاصه وهب لمن تحب ، فاللهم أجعلنا ممن تحب .

في لحظة حب أحببت طاعتك ، وتلذذت بمناجاتك وعبادتك ، وعرفت أن من أحبك أطاعك ومن أطاعك أحبك، وفى لحظة حب كرهت معصيتك .... كيف يعصيك من أحبك ؟ بل هل يعصيك ابتداء محب ؟

تعصى الله وأنت تظهر حبه... هذا لعمري في القياس شنيع

لو كان حبك صادقا لأطعته...إن المحب لمن يحب مطيع

في كل يوم يبتديك بنعمة...منه وأنت لشكر ذاك مضيع

وفى لحظة حب أحببت القرب منك ... أحببت التودد إليك ، أحببت مناجاتك وحدي في جوف الليل أو وضح النهار ... أحببت اعتمادي عليك ... أحببت اعتضادي بك ، والارتكان إليك والارتماء على عتباتك ...

متبتلاً ....متذللاً .... متودداً .... متناسياً ما قد أهم .

في لحظة حب أحببت السجود لك ، أحببته حبا أنساني طوله فلم أشعر بالزمان لا المكان .على الأرض ؛ سجد الجبين ، وفى السماء ؛ حلقت الروح في عالم من جمال وروح وريحان ، وشعرت بنعمة الإسلام لك .... مساكين هؤلاء الذي لا يعرفون الاستسلام لك ، مساكين هؤلاء الذين لا يتلذذون بالسجود لك ... مساكين هؤلاء الذين يمرغون وجوههم في التراب لغير وجهك ... مساكين هؤلاء الذين لا يعرفون قيمة الحرية في الخضوع لك وحدك و السجود لجلال عظمتك .... لقد شعرت بسجودي هذا أنني أعلى من كل القيود ، وكيف لا وأنا أسجد لك ، وشعرت أنها سجدة الحرية الحقة التي تعتق النفس فيها من أغلال الأرض وقيودها وأحقادها ، فتحررت نفسي وروحي وعقلي وكل كياني وصرت بها حرا حرا .

وفى تلك اللحظة ... لحظة حب وخضوع ، فهمت قول الحبيب محمدا : " أرحنا بها يا بلال " كم كنت مرتاحا في حضرتك .... كم كنت مرتاحا في سجودي لك .... في تلك اللحظة الغالية ... لحظة حب . وفى لحظة حب شعرت كم أنت منى قريب قريب ، وأحسست بك تسمع كلامى وترى مكاني وتعلم حالي ، ففاضت عبراتي ، وارتعد القلب نشوة وحبا هاتفا بصوت كادت تتكسر منه الضلوع .... يا حبيبى يا الله ... يا الله يا حبيبي أمد بها الصوت مدا ... في نغم ساحر ، و نداء خاشع ، سكن به الجسد واطمأن به القلب وهدأت به الجوارح .. فى لحظة قدسية تمنيت لو كانت كل الحياة ... و كل الزمن.

عندما يكبر حب الله فى القلب تصغر كل الأشياء ، ويسمو ذاك القلب وتسمو الروح والأحاسيس والمشاعر ... يسمون جميعا فوق الدنيا ... ويرفرفون بأجنحة فضية فى أفق عال وسماء ، وتنزاح إكتئابات الدنيا وظلام الليل الدامس ، ويعود الفجر حثيثا يشرق فى القلب ويضئ الدنيا ؛ عملا وجهادا ... فى لحظة حب حرة من ضغط الأرض ، وقيد الأرض ، وفكر الأرض ، وشر الأرض ، وظلم الأرض ... تتفتح أزهار ، تورق أشجار ، وتخضر الأرض الموغلة فى البعد عن الله ... فيا كل الناس .... لحظة حب حرة تسرى فى القلوب ... تحييها من مواتها وتبعث فيها من جديد .... حياتها .

هنا في دنيا الناس ، توجد قلوب قد تحجرت ؛ منها من أخذ الدين رسوما جوفاء ، ومنها من عبد الله بخوف دون رجاء ، ومنها من أظلم قلبه بطغيان المادة أو المعصية سواء ، ومنها ومنها ..... فأنى لهؤلاء أن يعرفوا معاني الحب أو حال المحبين ؛ ولكن من رحمة رب العالمين أن تبقى فى كل زمان ومكان تلك الطائفة الوسطية التي تأخذ من كل شئ أحسنه ، فعمرت قلوبها بالحب قبل الخوف ، و بالرحمة قبل الغضب ، وأقفلت قلوبها عن الدنيا وإن جعلتها فى أيديها ، و مرت بتلك اللحظات ... وتلك الساعات الخالدات ..... لحظات الحب القدسي وساعاته ....

و مرت بي تلك اللحظة ... لكنها ليست كباق اللحظات ... مرت سريعا لكنها بقت أثرا ومعنى ، مرت وتركتنى أنادى الحبيب وأضرع إليه مناجيا :

يا من يرى ما في الضمير ويسمع .. أنت المعد لكل ما يتوقع

يا من يرجى للشدائد كلها.. يا من إليه المشتكي و المفزع

يامن خزائن رزقه في قول كن .. أمنن فإن الخير منك أجمع

مالي سوى فقرى إليك وسيلة.. فبالافتقار إليك فقرى أدفع

مالي سوى قرعي لبابك حيلة.. فلئن رددت فأى باب أقرع

ومن الذي أدعو و أهتف باسمه.. إن كان فضلك عن فقيرك يمنع

حاشا لجودك أن تقنط عاصيا..الفضل أجزل والمواهب أوسع

اللهم لا تحرمني حبك ولا تسلبني محبتك واجعلني ممن أحببتهم ورضيت عنهم في تلك اللحظة .. وفى كل لحظة . آمين..

منقول للفائدة من بريدى الخاص

عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة

يسكننى الفرح

فمنك صباحاتى

يا ارق اطلالة لفجرى الجديد

MADAMAMA

يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى

يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى

يكفينى .....انك........................تكفينى

رابط هذا التعليق
شارك

أختي الفاضلة بنت مصرية

أولا الحمد لله على سلامة العزيز محمد أتم الله شفائه وطمأننا عليه وجعله من الصالحين المؤمنين وأبقاه قرة عين لك , آمين .

ثانيا سواء كان ماكتبتيه كلامك أو كلام شخص آخر , فهو أروع مايمكن أن نقرأه من كلام الإنسان الصافي المحب لله والمخلص لطاعته ومحبته , فما ذكرتيه أشعر به جيدا لأني مررت فعلا بتلك اللحظة من فترة قريبة جدا ووصلت لك المعاني المذكورة في كلامك هذا , وأضيف ملاحظة بسيطة خاصة بالصلاة ...

لو تأملنا وحضرنا وأعددنا أنفسنا روحيا وعقليا ونفسيا للوقوف أمام المولى عز وجل في الصلاة وأيقنا بالفعل ماهيتها وعشناها حقيقة إيمانية مجردة , أقول لو فعلنا ذلك لتغيرت فينا أشياء كثيرة ولحصلنا بالفعل على الفائدة الحقيقية من الصلاة التي هي صلة بين العبد وخالقه .

أعتقد جازما - ولا أود أن اقول أنه حصل معي حتى لا تكون هناك شبه رياء والعياذ بالله - أعتقد أن الإنسان لو شعر بجوارحه وقلبه وأدرك بالفعل أمام من هو ؟؟؟؟ ومن هو الذي يقف بين يديه ؟؟؟ لو أدرك حقيقة أنه واقف بين يدي الله عز وجل بكل ماتحمله من معاني وقيمة وحقيقة ... أعتقد أن قلبه سيتوقف من الرهبة والخوف وسيتلاشى كيانه من هول الموقف .... ولكنها رحمة الله بنا أن جعل حدود إحساسنا حسب طاقة تحملنا البشري .... وتكرم على البعض منا بدرجات مختلفة من هذا الشعور حسب قوة الإيمان وتحمل اللقاء الرباني الذي يتعامل معه الغالبية العظمى - إلا من رحم ربي - بالشكل والحركة فقط دون الولوج أو حتى الوقوف على باب الصلاة الحقيقي , أحيانا يمن الله على بعض عباده المخلصين بنفحات ربانية في الصلاة تجعلهم بالفعل في حال لا يتخيله أحد , ويشعرون أنهم ماصلوا قبل ذلك مثل تلك الصلاة ويشككون في صلاتهم الأخرى قبل أو بعد تلك النفحة الربانية المميزة والخاصة .

إنه شعور لا يوصف .... ولا يعرفه إلا من جربه بنفسه .... شعور لا أجد لغة في العالم ولا حروف ولا أي وسيلة تعبر عنه بالتعبير الحقيقي .

من أحب لقاء الله أحب الله لقائه .

فلنحب لقاء الله ونقبل عليه بكل الحب لا كأداء واجب فقط بدون حب حقيقي ...

الله سبحانه وتعالى أحن علينا من أنفسنا ومن أمنا التي حملتنا وأرضعتنا , وأقرب إلينا من حبل الوريد , وأعلم بنا من أنفسنا , وهو وحده المنجي , الستار , الرحمن الرحيم , الرازق , الشافي .

فلم يلجأ الإنسان لغيره وينسى ربه , ينسى سؤاله وحده فقط , فهو وحده القادر والمعطي والمانح والحنان المنان

لا إله إلا الله وحده لاشريك له .

ممنوع الرجوع للوراء

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...