بطل رغم أنفه

[فولان بن علان]

البطل

كان إصراره على الاشتراك في مسابقة الكاراتيه بالجامعة مثير لسخرية زملائه المشاركين له في السكن والذين هم أصحابه. لم يكتمل شهر على بداية تعرفه على لعبة الكاراتيه . ورث عن أبيه سمار البشرة وتفاصيل الوجه . لم يرث من أمه البياض لكنه أخذ منها جينات الطول الفارع. أشد ما كان يثير حنقه سؤال زملائه في الكلية الذين لا يعرفونه جيدا..هل أنت أفريقي ؟؟ الأغبياء لا يعرفون الفرق في التفاصيل ..هل كل أسمر إفريقي ؟ألا يرون افتقادي لغلظة شفاه الأفارقة .تصعب عليه الرؤية إذا أزاح النظارة ذات العدسات السميكة .كانت السخرية تتراوح مابين جهله التام باللعبة التي سيشارك فيها مع أبطال الجامعة أصحاب الأحزمة المتقدم ومقدار ما سيحصل عليه من ضرب مبرح ..وعن كيفية لعبه بدون النظارة وهل سيرى المنافسين. حفظ الكاتة الأولى والثانية وبدأ في تعلم ضربات الكومتيه لم يحفظ إلا مواشي جيري وماي جيري . لم يلقي بالا بما يدور حوله من استهدافه للمزاح الثقيل. لم يتبقى على البطولة إلا أيام .همته كانت تزداد في التدريب يمشي بين الغرف ويلوح بيديه ورجليه ..مواشي جيري …ماي جيري ..كلمة مواشي لم تكن تحتاج إلى مجهود إضافي في المزيد من السخرية..عناده وجلده على تحقيق شئ اكتسبه منذ طفولته عندما كان يتلقى العقاب الغريب من أبيه الذي كان يعمل صول بالجيش ولا يستطيع التفرقة بين العساكر وبين أفراد عائلته. ابتكر الأب له عقاباً خاصا عند الخطأ والذي كان يرى أنه لا يستحق عقاب ..كان يطلي جسده بالعسل ويتركه في شرفة المنزل مقيدا في مقعد نهبا للذباب والحشرات. لم يستطع فيما بعد التخلص مما في نفسه من أبيه وأضاف إليها أنه لم يورثه إلا البشرة الداكنة..حياة الجندية منذ الصغر في بيت الصول كانت تنعكس على الكثير من تصرفاته .أكتسب صبراً عظيماً وأحياناً طيشاً أعظم تجعله يدخل في معارك لا يقدر عواقبها ولا يصرفه ذلك عن التكرار حتى قبل أن تختفي الكدمات..لم يكن يخفي بغضه للون الأسود لن يتزوج إلا امرأة بيضاء مثل أمه ..أخواته البنات موزعات بين اللونين..كان يحاول أن يبدي بعض الليونة مع زميلاته في قسم الجيولوجيا فيتبدى منه خشونة غير مقصودة..عكست خشونته مع أمه وأخواته ردا لما كان يفعله معه أبوه كان يكره أجازاته لأنها تنزله من سلطان رجل البيت تحت حماية أمه إلى المدهون بالعسل في الشرفة لأقل خطأ يراه الأب. دراسة الجيولوجيا وأنواع الحقب والصخور أضافت إلى شخصيته خشونة لم يكن في حاجة إلى المزيد منها.جعلته ينفر من الدراسة ..لم يكن يجتاز سنين الدراسة من أول اختبار .. تسبب ذلك في صب لعنات الفشل من قبل أبيه بعد أن صعب عليه دهنه بالعسل ..عندما كان يضرب بيديه ورجليه مواشي جيري.. ماي جيري.. كأنه كان يضرب الذباب الذي كان يتجمع عليه أو يضرب من تسبب في وضعه هذا..تتداخل الصور مع خلع النظارة كعب الكباية ومواشي جيري ..ماي جيري ..أمه البيضاء وأبيه يسكب عليه العسل وأخواته المختلطات الألوان وزملائه الساخرين ودكتور الحقب الجيولوجية يحاضر .ونتيجة الاختبار ..

والحكم يرفع يده ايبون كامل.. فاز على بطل الجامعة !!!!