العمالة فى مصر .. ندرة أو وفرة

[عادل أبوزيد]

لم أكن أصدق الأقاويل عن سوء حالة العمالة فى مصر و أقصد بالعمالة حالة العمل عموما سواء كنا نتكلم عن الطب أو عمال المحارة و العتالة .. حتى وجدتنى فى الأسابيع الأخيرة منغمسا فى المشكلة و لم يعد لى حديث مع زوجتى أو ضيوفى عن حالة العمالة فى مصر.

ما سبق كان إستهلالا لابد منه

منذ أسبوع تقريبا كتب الفاضل سى السيد موضوعا بعنوان "فقير ... ولا ... فقري ؟؟؟؟ " و رابطه هو http://www.egyptiantalks.org/invb/index.php?showtopic=86410 و كان فيه يتعجب من مستوى العمالة التى يلتقى بها و كان حديثه منصبا على العمالة المتدنية سواء فى مصر أو السعودية و كان من ضمن الردود تفسيرا لهذه الظاهرة هو أن هذا المستوى من العمالة لا يوجد له جهة تنظيمية يلجأ إليها و أن مصدر دخله الوحيد هو "عافيته" و قد يكون ذلك صحيحا

نأتى فى مصر فى الفترة الأخيرة كنت أتعامل - بطريقة غير مباشرة - مع العمال من نجارين و سباكين و عمال كهرباء فى عملية تعديل كبرى فى شقتى و كان المقاول وعدنى بأن المسألة ستستغرق شهرا و لكن حتى الآن مرت أربعة أشهر و التكلفة تضاعفت و اليوم سافر إثنان مهندسين القائمين على العمل لأداء العمرة و سيرجعون يوم 28 رمضاء ..... سمعت جميع الأنواع المحتملة من أعذار العمال و تعددت السرقات .. لن أشغل وقتم بمشكلة شخصية.

أمس إلتقيت بالحاج مصطفى نجار من الزمن القديم ووجدته يشكو مر الشكوى من العمالة و العجز فى العمالة و يلقى بجزء كبير من المشكلة على كاهل الأفنديات المسئولين الذين يجلسون فى مكاتب مكيفة و لا يعرفون تفاصيل و طبيعة و آلية العمل الصناعى الحقيقى من أول الورشة فقد تم التضييق على الحاج مصطفى و أمثالة من أجل منع تشغيل الأطفال فكانت النتيجة أن ترك الأطفال الورش و إلتحقوا بالعمل كتباعين للميكروباصات ....عمل بلا مستقبل ...

يقول الحاج مصطفى صبى الورشة اليوم هو صنايعى المستقبل بل هو صاحب الورشة فى المستقبل ......

و فى يوم آخر إلتقيت بصاحب مصنع أخشاب و هو يشكو مر الشكوى من عدم إلتزام العمال ....

و إلتقيت بمسئولة كبيرة حكت لى عن مشروع تطوير حى الدرب الأحمر و الذى كان مواكبا لمشروع إنشاء حديقة الأزهر و ذكرت أنهم توصلوا لعدد كبير من فرص العمل فى السادس من أكتوبر و إلتزم صاحب العمل بمسألة نقل العمال و الموظفين مجانا من و إلى مكان العمل بأتوبيسات مكيفة و بعد أقل من شهر مات المشروع و عاد العمال إلى وضعهم الأول

و فى العاشر من رمضات تم إستحداث آليات للمرتب بحيث يكون أغلب دخل العامل من بدل الحضور و مع ذلك يتغيبون.

كل ما سبق نتكلم عن العمالة نفس الشيء عن كل جوانب العمالة فى مصر ...... على سبيل التغليب و ليس القطع حتى أكون أمينا.

القضية كبيرة و تحتاج لكل الآراء و ربما تحتاج إلى دراسات علمية مكثفة ليس لمعرفة بيت الداء و لكن لمعرفة أول خيط للإصلاح !!

[doha]

قلبي عندك يااستاذ عادل . . من بضع سنوات كان والدي مكانك ومهندس الديكور وعده بانجاز العمل في اقل من شهر .. امتدت لثمان اشهر كاملة انسرق فيهم الي انسرق وضاع الي ضاع ومصدقناش نفسنا واحنا بنستلم المفتاح اخيرا والسبب اولا واخيرا العمال .. مضى عليك اربع شهور شد حيلك .. باقي لك على الاقل اربعه زيهم كمان ..

للاسف في مصر العمالة المدربة ( المحترفة ) اصبحت عملة اندر من الدولار .. اي حد فاهم شغله دلوقت بيسافر يحترف في ايطاليا ولا اي دولة اوروبيه من الي بتعرف قيمتهم وبتدفع لهم مقابل القيمه دي .. طالما الصنايعي هنا في مصر فكون على ثقة انه مش كفأ والا كان قدر يشتغل برا لان سوقهم هناك رائج بشكل لا يوصف ..

منع تشغيل الاطفال في الورش سبب رئيسي في تدني مستوى ( الصنعه ) كذلك العمال الي سافرت واشتغلت برا للاسف بترجع مبتمارسش نفس نشاطها غالبا وانما تفتح مشروع تاني بعيد تماما عن مهنتها الاصلية ببساطه لاننا مازلنا في مصر بنبص للعمال والصنايعية اجمالا بانهم ( مواطنين درجه تانيه ) .. اي حد ربنا يفتحها عليه بقرشين من ممارسة صنعه في الخارج فاول مايفكر فيه هو تغيير صنعته دي ..

وعلى فكره المشكلة مش في مجال المعمار بس .. زوجي كان بيعمل في مصنع او ( محطه ) لتصدير الحاصلات الزراعية وكان دائما يشتكي من العماله الي بتكون تحت ايده وازاي ان مستواهم التعليمي والثقافي المتدني مأثر على طريقتهم في العمل .. والغريب ان برغم مرتباتهم العالية جدا الي يمكن بتعادل مرتبات المهندسين انفسهم الا ان كان في ندرة كبيرة جدا فيهم ودائما المكان محتاج منهم للمزيد ..

للاسف البشر في مصر اكتر من رمل الارض لكن المشكلة كام واحد من دول مؤهل وكام واحد ( محترف ) وعارف شغله المفروض يطلع ايه ؟ للاسف النسبة لا تقال ..

[Howayda Ismail]

مشكلة العمال تنقسم لجهتين الاولى العمل العادى اى بدون مؤهل واكثرهم يتعلمون بالجهود الذاتية يعنى اما

من صغره يلتحق بورشة او يكون تابع لصنايعى ماهر يتشرب منه الصنعة وفى كلتا الحالتين ان لم يكن راغب فى

هذه المهنة بمعنى اضطرته الظروف لها فلن يتعلم شيئا وحتى لو تعلم لن يكون ماهرا ولن يعطى العمل حقه

واصبح ذلك ظاهرا فى كثير من المهن وايضا هناك عشرات من المهن اندثرت لعدم الاقبال عليها او كما ذكرت

حضرتك منع عمالة الاطفال ساعد فى ذلك وكما قالوا التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر.

الجهة الاخرى العامل خريج المدارس الصناعية وده مظلوم لان اصلا من يدرس له غير كفء والتدريس نظرى لان الحكومة

بتشترى احدث الالات والمعدات للورش لكن للاسف المدرس لايعرف كيف يتعامل معهافما بالك بالطالب والنتيجة

تظل حبيسة المخازن حتى ياكلها الصدا والبارومة وتباع خردة وتهدر الملايين دون استفادة

ولايوجد تدريب عملى للطالب فيخرج لسوق العمل يتخبط وصاحب العمل معذور انه لايتقبل هذه النوعية

هناك مشكلة طفحت على السطح ان العامل اصابه الكسل وفقد حماس العمل فلم تعد له طاقة او صبر على

العمل كما فى السابق وده واضح مع الجيل الجديد الذى استسهل كل شئ

الجامعات الخاصة والمفتوحة ساهمت بشكل غير مباشر فى المشكلة فاصبح اصحاب المجاميع الضعيفة بلا من التفكير فى

تغيير مساره وتعلمه حرفة يلتحق بهذه الجامعات للحصول على لقب وبالتالى يريد الجلوس على مكتب

الدولة اتجهت من فترة للاهتمام بالجانب الفنى باقامة مشروع مبارك كول بالتعاون مع الحكومة الالمانية

والمصانع الاستثمارية فى المناطق الحرة وبرج العرب وكانت لها نتائج طيبة

كذلك هناك انباء عن تعاون مشترك بين مصر وايطاليا لتدريب العمالة المصرية للعمل بمصر او ايطاليا

وهذا العام وزير التعليم خفض من مصاريف الالتحاق بالمدارس الصناعية بغرض التشجيع على التعليم الصناعى

والحد من اعداد الثانوى لعام

لابد من وضع منظومة متكاملة للارتقاء بمستوى التعليم المهنى والصناعى بداية من تدريب المدرسين الى

استحداث الالات بصفة مستمرة حتى لو اضطرت لدورات تعليمية بالخارج

الاهم من ده كل نية الدولة فى الاصلاح ووقف قطار الخصخصة لكثير من مصانعنا