اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

ما الفرق بين العنصري لوبن وحزب موليديت؟


Recommended Posts

ما الفرق بين العنصري لوبن وحزب موليديت؟

المجتمع الاسرائيلي يتجه بخطوات واثقة نحو الفاشية

النظرية الاساسية لدي بعض المستشرقين بمبوجبها لا يمكن ان تقوم دولة ديمقراطية في العالم العربي، هي نظرية خاطئة، واكثر من ذلك، فهي نظرية تنم عن تفكير عنصري. النظرية الاساسية لدي معظم الاسرائيليين، بان دولتهم ـ ليست دولتي ـ هي دولة ديمقراطية، هي في الحقيقة ذر للرماد في العيون. اسرائيل هي دولة ديمقراطية لليهود، ودولة يهودية للعرب. والا كيف يمكن تفسير الحقائق التاريخية الجافة: اسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي ما زالت تسيطر بالقوة علي شعب آخر، اسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في العالم، التي تمنح الحقوق للمواطنين، شريطة ان يقوموا بواجباتهم تجاه الدولة. المجال لا يتسع في هذا الصدد لذكر القوانين العنصرية التي يحتويها كتاب القوانين الاسرائيلي، هذه القوانين العنصرية التي تفرغ من اي مضمون ما جاء في وثيقة استقلال اسرائيل بانه لا توجد تفرقة بين المواطنين بسبب انتمائهم القومي، الديني والعرقي. تقرير مراقب الدولة الاخير هو اثبات جازم وحازم لسياسة التفرقة العنصرية التي انتهجتها حكومات اسرائيل المتعاقبة ، وما زالت، ضد ابناء الاقلية القومية العربية الفلسطينية، الذين يعيشون فيها، اقتراحات القوانين التي تقدم الي الكنيست بالجملة، هدفها تضييق الخناق علي النواب العرب ومنع تحركاتهم بشكل حر، وهذا يثبت ان اعضاء الكنيست اليهود، لا يقدرون علي استيعاب اسس ومباديء الديمقراطية، في هذا الصدد، لا بد من التذكير بمشروع القانون الذي تقدم به النائب ميخائيل كلاينر لتشجيع العرب في اسرائيل علي الهجرة الي الدول العربية.

ان المجتمع الاسرائيلي يتجه بخطوات واثقة نحو الفاشية، حزب اسرائيلي باسم موليدت ، يصل الي الرأي العام الاسرائيلي، ومن ثم الي الكنيست عن طريق طرح مبدأ الترانسفير(الترحيل) الديمقراطي ، ولا بد من طرح سؤال مركزي: لماذا عندما وصل الفاشي لوبن الي الجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية في فرنسا اقامت الصحافة الاسرائيلية الدنيا ولم تقعدها، ووصفت هذا الامر بانه هزة ارضية؟

ما الفرق بين مباديء وطروحات لوبن وبين حزب موليدت ؟ وماذا مع الوزير الذي ينتظر المسيح ، افي ايتام، عضو المجلس الامني ـ السياسي المصغر، الذي ينادي صباح مساء بترحيل العرب من اسرائيل، ويصف القري والمدن العربية بانها سرطان في جسم دولة اسرائيل؟ وماذا مع القوانين التي ما زالت سارية منذ عهد الانتداب البريطاني؟ كيف تسمح اسرائيل المتنورة لنفسها بتطبيق هذه القوانين ضد العرب؟ ولماذا لا يستفيق المتنورون في المجتمع الاسرائيلي ويطالبون بالغاء هذا القوانين الانتدابية؟ في اي دولة في العالم الغربي المتنور تقوم وزارة الداخلية بمنع مواطن من السفر الي خارج البلاد، استنادا علي تقرير صادر عن المخابرات، كما حدث للشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الاسلامية في البلاد؟ في اي دولة متنورة تحضر وزارة الداخلية قائمة باسماء اشخاص عرب لسحب جنسياتهم؟ هل المجتمع الاسرائيلي يعلم، انه في شركة الكهرباء الاسرائيلية يعمل 5 عمال غير يهود، حسب تعبير الشركة، مع العلم ان عدد الموظفين والعمال في هذه الشركة يصل الي 41 الف عامل؟ انني اقر واعرف بانه في العالم العربي لا توجد دولة ديمقراطية واحدة، ولكن يجب ان نسأل: لماذا لا توجد ديمقراطية؟ الجواب: ليس لان الانسان العربي لا يريد او لا يقدر ان يكون ديمقراطيا، انما بسبب الانظمة المستبدة، التي تتحكم به بشكل محكم، هذه الانظمة الرجعية، يا للسخرية، لسخرية الاقدار، تتلقي الدعم الكامل من ام جميع الديمقراطيات في العالم، الولايات المتحدة الامريكية. ان مطالبة شارون بتحويل السلطة الوطنية الفلسطينية الي ديمقراطية، هي مطالبة استفزازية، تنم عن نظرة استعلاء وعنجهية، لماذا عندما وقعت اسرائيل علي اتفاقية سلام مع مصر لم تطالبها بالتحول الي ديمقراطية؟ لماذا لم تطالب اسرائيل الاردن بالتنازل عن النظام الرجعي والتحول الي ديمقراطية عندما توصلت معه الي اتفاقية سلام؟ ان شارون نسي ان الاحتلال يقتل ويدمر، كيف يستطيع ابناء الشعب الفلسطيني ان يديروا امورهم بشكل ديمقراطي، وهم حتي الآن لم يحصلوا علي الاستقلال ولم يقيموا دولتهم المنشودة؟ وبشكل عام، كيف وبأي حق يسمح لنفسه المحتل، بفرض اجندته علي الشعب الذي يرزح تحت نير الاحتلال؟ علي شارون وزمرته، ان يتذكروا بان ياسر عرفات انتخب من خلال انتخابات ديمقراطية وتحت اشراف امريكي محكم. وماذا عن منظمة التحرير الفلسطينية، التي تضم تحت كنفها اغلبية التنظيمات الفلسطينية، هل سمع الاسرائيليون عن النقاشات الديمقراطية التي تميز اجتماعاتها؟ هل هذا لا يدل علي ان لدينا، نحن ابناء الشعب الفلسطيني، نوعا مميزا من الديمقراطية علي الرغم من الظروف القاهرة التي نعيشها؟ قبل اكثر من عشرين عاما، قال الدكتور جورج حبش، مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، انه لا يمكن تحرير فلسطين بدون تحرير الانسان العربي من الانظمة الرجعية والمستبدة التي تتحكم بمصيره، هذه المقولة للاسف الشديد، ما زالت حتي يومنا هذا، نافذة المفعول.

زهير اندراوس

(هآرتس) ـ 14/5/2002

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...