اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

التاريخ يعيد نفسه


Cleo

Recommended Posts

هذه المقالة سنتحدث عن ظهور قوة جديدة على ظهر الأرض في القرن السابع الهجري وهذه القوة أدت إلى تغيرات هائلة في العالم بصفة عامة وفي العالم الإسلامي بصفة خاصة فهي قوة بشعة أكلت الأخضر واليابس ولم يكن لها هدف في حياتها إلا التدمير والإبادة كما قال عنها بن الأثير رحمه الله: ( كأنهم لا يريدون المال ولا الملك ولكنهم يريدون فقط إفناء النوع البشري) تلك هي دولة التتار أو المغول التي ظهرت في زمان الخلافة الإسلامية العباسية وظهرت في سنة 603 هـ أي في أوائل القرن السابع الهجري وكان أول زعماءها جنكيز خان واسمه الأصلي تِمُوجِين ومعنى كلمة جنكيز أي قاهر العالم واتخذ لنفسه هذا اللقب وتزعم دولة التتار والتي تقع شمال الصين حاليا.

تم تعديل بواسطة Cleo

_16643_mubarak-olmert-5-6-06.jpg

وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

المائدة - 51

nasrallah1.jpg

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ

الأحزاب - 23

رابط هذا التعليق
شارك

(2)

جنكيز خان اقتنع بنصيحة الصليبيين له بغزو البلاد الإسلامية وبالطبع كان يعلم عن مدى غزارة الأموال في هذه البلاد ( مثل البترول ) ومدى الخير العظيم فيها فأرد أن يضم هذه البلاد إلى مملكته الواسعة فماذا يفعل حتى يستولي على الخلافة العباسية التي في العراق ؟.

رأى جنكيز خان أن أفضل طريقة لإسقاط الخلافة العباسية في العراق هو التمركز في أفغانستان وأوزبكستان بحيث تكون قاعدة إمداد بعد ذلك لجيوشه التي تتجه بعد ذلك للعراق لكن جنكيز خان كان في شبه اتفاق مع ملك خوارزم على حسن الجوار مع أن التتار ليس لهم عهد ولكن جنكيز خان عقد هذا الاتفاق كخطوة مرحلية لتأمين ظهره من ناحية شرق آسيا .

وبعد فترة أراد جنكيز خان غزو أفغانستان وأوزبكستان وأرد أن يحصل على سبب لذلك فحصل على السبب فقد كانت هناك بعثة من بلاد المغول للمتاجرة في مدينة من مدن المسلمين واعتقد حاكم هذه المدينة أن هؤلاء المغول جواسيس وأمسك بهم وقتلهم فهذا كان سببا مناسبا يتعلل به جنكيز خان وطلب من خوارزم شاه أن يسلم له القتلة ليحاكمهم بنفسه ( طلبوا تسليم أحد المسلمين لمحاكمته ولكن هذا الطلب رُفض فكان هذا سببا للحرب ) ولكن حاكم خورزم رفض واعتبر هذا تعديا على سيادة الدولة المسلمة فإنما يحاكمهم هو فإن ثبت خطأهم عاقبهم وإلا فلا .

وكان هذا إيذانا بقيام الإعصار التتري على بلاد المسلمين واستغل جنكيز خان هذا الأمر وجهز جيشه وبدأ في غزو بلاد خوارزم التي تعتبر في الحدود الشرقية للدولة الإسلامية المترامية الأطراف والتي كانت متفرقة كما ذكرنا .

حرب إبادة قذرة فقد بدأ جنكيز خان بمدينة بخارى بلد الإمام البخاري رحمه الله وبدأ الغزو في سنة 617هـ ودمروها تدميرا تاما وكاملا وقتلوا معظم سكان بخارى ثم نزلوا في سمرقند بعد بخارى بشهور ودمروا سمرقند بكاملها وكذلك مدينة نيسابور دمروها ثم نزلوا في أور جنده والتي كان فيها محمد بن خوارزم زعيم البلاد وحاصروا هذه المدينة فاضطروه إلى الهروب منها ودخلوا إلى البلد واستباحوا أهلها وقتلوا كل من فيها وهرب محمد بن خوارزم إلى جزيرة بحر قزوين ومات بها وحيدا .

ثم تولى الأمر من بعد محمد بن خوارزم ابنه جلال الدين بن خوارزم شاه وأخذ يجمع الجيوش حتى يحارب التتار ولكن دخل التتار إلى أفغانستان ودخلوا مدينة تسمى بانيال وقتلوا من فيها جميعا إلا أربعمائة فقط من الصناع المهرة وحاول جلال الدين تنظيم الصفوف من جديد واشترك في بعض المواقع مع التتار وانتصر عليهم ولكن ما لبس إلا أن حلت به الهزيمة وفر جلال الدين إلى الهند وهزم جيشه وقبض جنكيز خان على عائلته بأكملها وذبح كل أطفاله .

وفي سنة 619هـ دخلت القوات التترية إلى مدينة هراك الأفغانية وذبحوا مئات الألوف من أهلها ثم دخلوا إيران واحتلوا مدينة الري وهي مدينة قريبة من طهران ووقف التتار عند مدينة الري بالقرب من طهران وقد اجتاحوا كل هذه البلاد في فترة وجيزة جدا لا تتعدى الخمس سنوات.

والشيء الغريب البشع أن الناصر لدين الله خليفة المسلمين في ذلك الوقت كان يتعاون مع التتار ضد جلال الدين لماذا؟ لأن جلال الدين كان يعارض الخليفة العباسي في فقد كانت هناك حرب طويلة بين العراق وإيران أو قل بين العراق والدولة الخوارزمية والتي تضمن أفغانستان وإيران وأوزبكستان وغيرها من الدول في تلك المنطقة بغداد ( ولا ننسى سنوات الحرب العشرة بين العراق وإيران وكان هذا بســبب نهر ومن كان يتعاون مع من ضد إيران ) ولم يكن يدري حاكم الخلافة الإسلامية في ذلك الوقت يوم كان يتعاون مع التتار ضد أخيه أن الدائرة تدور عليه وعلى أيدي من تعاون معهم.

تمركز التتار فعلا في أفغانستان وأوزبكستان وكانت هذه مرحلة.

تم تعديل بواسطة Cleo

_16643_mubarak-olmert-5-6-06.jpg

وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

المائدة - 51

nasrallah1.jpg

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ

الأحزاب - 23

رابط هذا التعليق
شارك

وصلنا إلى عام 624هـ وتوفي جنكيز خان وترك وراءه إمبراطورية ضخمة جدا من كوريا إلى منتصف بلاد إيران ومن سيبريا إلى المحيط الهندي وبوفاته هدأت الأمور نسبيا ولكن عادت إلى الاشتعال مرة أخرى بعد خمس سنوات .

ترى أين كان المسلمون في هذه السنوات الخمس؟

لا شيء لا حركة لا اعتقاد أن ما يدور الآن في بلد مسلم سيدور في البلد الآخر بعد قليل فكل يبحث عن أمنه اللحظي المحدود فقط في حدود البلد التي يعيش فيها.

وفي سنة 629هـ أي بعد وفاة جنكيز خان بخمسة سنين حدث اجتياح فارس وأذربيجان بقية الأجزاء الغربية من إيران وفي سنة 630 صعد التتار إلى الشمال ودمروا روسيا بكاملها وقتلوا أهلها وبالتحديد في موسكو.

واجتاح التتار أوروبا ووصلوا إلى بولندا وكرواتيا والمجر ودمروا كل هذه البلاد تماما ثم عادوا بعد ذلك لبلاد المسلمين.

بدأ الخناق يضيق على العراق الآن ورأى التتار أن يتحالفوا مع النصارى في البلاد الإسلامية وحول البلاد الإسلامية فبدأ في مراسلتهم وفي استخدامهم كجواسيس داخل البلاد الإسلامية وعقدوا حلفا مع ملك أرمينية وقد كان في ذلك الوقت نصرانيا بل ووعدوا النصارى إن تعاونوا معهم أن يعطوا لهم بيت المقدس الذي كان قد حرره صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.

ورأى التتار أيضا أن يسيطروا على منطقة الأناضول وهي تركية الآن ووجهوا إليها جيوشا وحاربوها وقاومهم السلاجقة هناك ولكن ما لبس أن ظهرت حكومات ضعيفة في منطقة الأناضول ما كان لهم من هم إلا إرضاء التتار فوافقت هذه الحكومات على الخضوع للتتار وأن تنطلق الجيوش التترية من تركيا لإحاطة العراق من الشمال ( نعم كانت في تركيا قواعد عسكرية ليست تركية لمهاجمة العراق من الشمال ) ثم ظهر بعد ذلك رجل بشع في سنة 651هـ وهو هولاكو وقد جاء إلى إيران ليكون قريبا من الأحداث.

تم تعديل بواسطة Cleo

_16643_mubarak-olmert-5-6-06.jpg

وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

المائدة - 51

nasrallah1.jpg

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ

الأحزاب - 23

رابط هذا التعليق
شارك

وشخصية هولاكو من أبشع الشخصيات في التاريخ فهو رجل ليس له أي نزعة إنسانية ويحب القتل لذات القتل ومتعطش للدماء وكان يمثل الجناح الأشد تطرفا في دولة التتار لأن هناك أناسا في التتار تعارض حروب هولاكو الدموية البشعة ولكنه كان هو الذي يسيطر على الأمور لقرابته من زعيم التتار في ذلك الوقت.

فكر هولاكو في القضاء على طائفة من طوائف الشيعة وكانت تسمى الإسماعيلية وهي طائفة شاذة جدا وكثير من العلماء يخرجون طائفة الإسماعيلية من الدين الإسلامي وهذه الطائفة كانت تتمركز في غرب إيران وعلى حدود العراق وكانت قوة عسكرية ضخمة وهولاكو لا يريد دخول العراق وفي ظهره هذه الطائفة فأراد أن يدمر هذه الطائفة وكان العنف هو الوسيلة المناسبة لهم وبالفعل تم له ما أراد وأفنى طائفة الإسماعيلية بكاملها .

الأمر الثاني الذي قرره هولاكو لاحتلال العراق أمر في منتهى الدهاء فبدلا من أن يهلك جيوشه مع جيوش المسلمين الضخمة في منطقة العراق والشام والأناضول قرر أن يحدث انقساما حادا في هذه المنطقة فقد قرر أن يتعامل بالاتفاق مع مجموعتين رئيسيتين من المسلمين ويعطيهم العهود والوعود للتمكين لهم وإغداق الهدايا عليهم ومساعدتهم فيما يريدون في الوصول للحكم والسلطان في نظير إسقاط الخلافة في العراق .

الطائفة الأولى التي تعامل معها هولاكو هي طائفة الأكراد أحفاد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وقد كان كردي وقام هولاكو بمراسلة الأشرف الأيوبي ملك حمص وكذلك راسل الناصر يوسف الأيوبي أمير حلب ودمشق ووعدهم أن يبقيهم في أماكنهم إذا ساعدوه أو على الأقل كانوا على الحياد في حربه مع الخلافة العباسية ( نعم كان هناك اتفاقات مع الأكراد للتسهيل في دخول العراق ) ووافق الأكراد على ذلك .

والطائفة التي تعاون معها هولاكو هي الشيعة والتي كانت تعارض النظام الحاكم والمتمثل في الخليفة العباسي في ذلك الوقت والتي كانت تعيش في العراق وإن كان الخليفة لسوء فهمه للأمور وعدم تقديره الكافي للمسؤولية قد اختار أحدهم وجعله أقرب المقربين إليه وكان الوزير الأول في الدولة وهو مؤيد الدين العلقمي الشيعي واستطاع التتار أن يصلوا لهذا الرجل ودارت بينه وبينهم اتفاقات ومراسلات التي تؤدي إلى إسقاط الخلافة على أن يتولى في بغداد هذا الرجل تحت حماية تترية وتأييد من هولاكو .

وكان من نصائح التتار لمؤيد الدين العلقمي أن يعمل على إحباط معنويات الخليفة والمسلمين أو يشككهم في أمر الانتصار على التتار وقال لهم من المستحيل أن تحاربوا هذه الأعداد المهولة من البشر بهذه الإمكانيات الضعيفة ( نعم كثيرا ما يقولوا إننا لا نملك سلاحا بالمقارنة مع أسلحة أعداءنا وأننا مهما فعلنا فمصيرنا الهزيمة الساحقة ) بل إن مؤيد هذا طالب الخليفة بشيء عجيب جدا وكان الطلب هو أن يقلل من عدد الجيش الإسلامي كإثبات لحسن النية أمام الجيش التتري وأنه لا يريد حربا ( أو أن يدمر أسلحته وصواريخه ) وفعلا قلل الخليفة من الجيش الإسلامي الموجود في بغداد والجيش التتري موجود على بعد خطوات في إيران .

تم تعديل بواسطة Cleo

_16643_mubarak-olmert-5-6-06.jpg

وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

المائدة - 51

nasrallah1.jpg

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ

الأحزاب - 23

رابط هذا التعليق
شارك

لنأخذ نظره عن هذا الخليفة فاسمه هو المستعصم بالله وكانوا يصفونه بأنه رجل عالما رجل يحب العلم وكان رجلا محبا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان محبا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان كريما ترى ما هذا الوضع الذي كانت فيه العراق ومثل هذا الرجل حاكمها؟ .

هذا الرجل كان جيدا في ذاته ولكنه افتقر إلى أمور لا يصح أن يفتقر إليها حاكم مسلم فقد افتقر إلى حسن الإعداد والتنظيم وإلى الكفاءة في إدارة الأمور وافتقر في علو الهمة وإلى الأمل في الصدارة والتمكين وافتقر إلى الشجاعة التي تمكنه من أخذ قرار الحرب في الوقت المناسب وافتقر إلى القدرة على تجميع الصفوف وتوحيد الصفوف ونبذ الفرقة ورفع راية المسلمين وافتقر إلى اختيار أعوانه ففشت في بلاده بطانة السوء وكان الخليفة جيدا في عبادته وعقيدته ولكنه لم يتعدى ذلك حدود نفسه لكن أما المجتمع والدولة والشعب لم يكن بالذي يستطيع أن يتحمل المسؤولية كان باستطاعة الخليفة العباسي في ذلك الزمن أن يدبر من داخل العراق فقط مئة ألف فارس فضلا عن المشاة والمتطوعين وجيش التتار الذي كان يحاصر بغداد كان قوامه مائتي ألف جندي أي أن الأمل كان كبيرا في رد الغزاة ولكنه كان مهزوما من داخله فاقدا للروح التي تمكنه من المقاومة ولم يربي شعبه على الجهاد ولم يعلمه فنون القتال وكان لابد أن يدفع الشعب كله الثمن وكان لابد أن يدفع الحاكم الثمن مع شعبه وما أدرك الخليفة أنه كان بإمكانه أن يكون عظيما من عظماء التاريخ لو أنه اعتمد على ربه ثم شعبه ولكنه مع الأسف اعتمد على بطانة السوء التي تأخر كثيرا ولا تقدم شيئا .

ومع كل هذه المشاكل ظهرت دعوى للجهاد في العراق قادها رجل اسمه مجاهد الدين أيبك ورجل آخر اسمه سليمان شاه وكان لهما الرأي في المقاومة لكن الخليفة أخذ برأي الوزير الشيعي مؤيد الدين العلقمي في مهادنة التتار .

اقتربت اللحظات الحاسمة وقرر هولاكو أن يأخذ الخطوات اللازمة لدخول بغداد ولتحسين الصورة أمام الحلفاء ولتسكين الشعوب التي قد تثور أراد هولاكو أن يقوم بحيلة خبيثة وهو أن يطلب من الخليفة طلبا ما فإذا رفضه كان هذا إيذانا بإعلان الحرب على بغداد ولابد أن يكون الطلب مستحيلا حتى لا ينفذه الخليفة فماذا كان الطلب؟ .

طلب هولاكو من الخليفة أن يرسل له بجيش يساعده في حرب فرقة الإسماعيلية ولكن الخليفة العباسي لو أخرج هذا الجيش لأصبحت العراق كلها بدون جيش!! فرفض الخليفة هذا الطلب وكان هذا الرفض بداية لإعلان الحرب ( وكان من الممكن أن يطلب هولاكو أن يقوم الخليفة بتدمير كل أسلحة الدمار الشامل التي لا يملكها ويكون هذا طلبا يستحيل تنفيذه أيضا ) .

ومقدمات هذه الحرب كان حصارا على بغداد لإضعاف الحالة العسكرية والاقتصادية والنفسية وشارك في الحصار حلفاء التتار والأرمن والمسلمين أيضا ( فكيف يتجرأ المسلمون ويساعدون إخوانهم في العراق وقد فرض أعدائهم حصارا على العراق؟ ) .

بدأ الحصار في 13 محرم سنة 656هـ ثم طلب هولاكو الرسل للمفاوضات وكانت الرسل التي طلبها هولاكو اثنان:

الأول : الوزير العلقمي الشيعي.

الثاني: البطريرك النصراني في بغداد.

وكان الطلب الأول الذي طلبه هولاكو تسليم مجاهد الدين أيبك وسليمان شاه لأنهم كانوا يتزعمون فكرة الجهاد في سبيل الله والخليفة رفض هذه الفكرة والعجيب أن الخليفة العباسي وافق على تسليمهم استرضاء للتتار.

وأرسل الرجلين لكن هولاكو الخبيث أراد تفريغ البلد من صفوتها فأرسل بالرجلين للخليفة وقال له أرسلهم ومعهم أتباعهم لنفيهم إلى الشام فجمع الخليفة أتباع هذان الرجلان ومن على نفس فكرتهم إلى هولاكو.

وانتهز بعض الجبناء من المسلمين الفرصة وطلبوا من الخليفة يخرجوا مع الوفد حتى ينفوا إلى الشام وهذا عندهم أفضل من محاربة التتار ووافق الخليفة على هذا كله.

وخرج الوفد الكبير وفيه سليمان شه ومجاهد الدين أيبك وأتباعهما وأولئك الجبناء وتسلم الوفد هولاكو فماذا فعل بهذا الوفد؟ قتلهم جميعا فهذه كانت خيانة عظمى إن كانت متوقعة من مثل هؤلاء.

دب الرعب في أوصال الخليفة العباسي المستعصم بالله وأدرك في لحظة ما كان واضحا لكل أهل الأرض من أن هؤلاء لا عهد لهم ولا أمان ولكن هذا الإدراك كان متأخرا جدا فقد فرغت بلاد المسلمين من الصفوة ثم جاءت رسالة جديدة من هولاكو تجدد الأمل في نفس الخليفة فقد كانت وعود جديدة للخليفة فماذا كانت؟.

إنهاء حالة الحرب بين الدولتين.

تزويج ابنة هولاكو لابن المستعصم بالله.

ويبقى المستعصم بالله في منصب الخلافة.

الأمان لأهل بغداد جميعا.

ولكن ما هي الشروط التي يمليها زعيم التتار على بلاد المسلمين؟.

1_ تدمير الحصون العراقية.

2_ ردم الخنادق.

3_ تسليم الأسلحة وهي السيوف والخيول.

4_ الموافقة أن يحــــكم خــــــليفة بغداد العراق تحت رعاية تترية.

5_ أن يخرج الخليفة هو ومن معه من كبار رجال الدولة والعلماء والفقهاء وأولاد المستعصم وخاصة الولدين الأكبر سنا لأن أحدهما سيتزوج ابنة هولاكو.

6_ وأن على الشعب العراقي عمل استقبال حافل بالتتار ( نعم كانوا متعجبين عندما قاومهم العراقيون وقالوا إننا ظننا أنهم سيسعدون بنا عندما ندخل بلادهم محتلين وأنه كان على الشعب العراقي أن يستقبلهم بالورود لأنهم جاءوا لتحريرهم ) .

7_ وختم هولاكو كلامه بأنه ما جاء إلى هذه البلاد إلا لإرساء قواعد العدل والحرية والأمان وبمجرد أن يطمئن على هذه المعاني السامية سيعود مباشرة إلى بلاده فهذه رحمه من هولاكو عليه لعنـــــــة الله ( نعم أتي لنشر لحرية والديمقراطية وقضى على الحاكم الظالم وأعوانه ليعيش الشعب العراقي في حرية تامة ولم ينسى السيطرة على موارد البترول ونهب أموال البلد ) .

ومع أن سيوف التتار لم تجف بعد من دماء المسلمين وآخرها سليمان شاه ومجاهد الدين أيبك إلا أن الخليفة العباسي لم يجد بدا من أن يسمع ويطيع.

يا أخي ماذا ستخسر لو أنك حاربت؟ ماذا ستخسر لو جاهدت وقد رأيت أن الصورة واضحة أمامك ؟ ماذا ستخسر لو مت مرفوع الرأس وإن عشت ستعيش سعيد وملك على بلادك ؟.

تم تعديل بواسطة Cleo

_16643_mubarak-olmert-5-6-06.jpg

وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

المائدة - 51

nasrallah1.jpg

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ

الأحزاب - 23

رابط هذا التعليق
شارك

لكن الهزيمة النفسية الداخلية كانت أشد من أن ينتصر عليها الخليفة وأهل بغداد الآن قد تجاوزوا المليونين ولكن كانوا كغثاء السيل وجيش التتار الذي كان يحاصر بغداد كان مائتي ألف فقط ولو كانت في المسلمين حمية لفتكوا بهم بأيديهم لا بسيوفهم ولكن ماتت روح المسلمين قبل أن تموت أجسادهم والعجيب في الأمر أن الإعلام الإسلامي في ذلك الوقت كان يضاعف من المأساة ويزيد من حرجة الموقف فقد انتشرت الإعلانات عن جيوش التتار واستعدادات التتار وإمكانيات التتار ومعجزات التتار وتجد في كتابات الأدباء والشعراء وأصحاب الأقلام في ذلك الوقت كلاما عجيبا فمثلا يقولون أن التتار تصل إليهم أخبار الأمم ولا تصل أخبارهم إلى الأمم بمعنى أنهم يستطيعون معرفة أي شيء ولكنك لن تستطيع معرفة أي شيء عنهم ( نعم كانوا يقولون إن عندهم أقمار صناعية يمكنها مراقبة كل شيء على الأرض وعندهم صواريخ تسمع الكلام الذي يقوله أهل الأرض ) وكانوا يقولون إن التتار لو أرادوا جهة كتموا أمرهم ونهضوا دفعة واحدة فلا يعلم بهم أهل بلد حتى يدخلوها والتتار نساءهم يقاتلن كرجالهم ( نعم كانت عندهم مجندات في جيشهم ) والتتار خيولهم تحفر الأرض بحوافرها ( كانوا يقولون إن سياراتهم يمكنها معرفة مكان العدو الذي على بعد 2 كيلو متر ) وكانوا يقولون عن التتار أن الخيول تأكل أوراق النبات ولا تحتاج إلى شعير وقالوا إن التتار يأكلون جميع اللحوم ويأكلون بني آدم وهذا ما قاله الإعلام ( نعم كان الإعلام دائما ما يعمل على إحباط الروح المعنوية للمسلمين وإلهامهم أنهم مهما فعلوا فإنهم هم الخاسرون في المعركة وأن جنود أعدائهم لا يقهروا ومدججين بأسلحة لا قبل للمسلمين بها وأن الهزيمة آتية لا ريب فيها ) .

رضخ الخليفة الضعيف المستعصم بالله وخرج هو وخبراء قومه وأبناءه إلى لقاء هولاكو وهناك أمسك هولاكو بالخليفة وقتل كل من معه في لحظة واحدة فهذا غدر من هولاكو وهذا أمر قد تعودنا عليه ممن مثله ولكن هولاكو أبقى على الخليفة المستعصم بالله حتى يخبره بكنوز العباسيين يخبره بكنوز الأجداد التي جمعت على مدار خمسة قرون سابقة وقاد هولاكو الخليفة العباسي إلى بغداد وكان الخليفة في أغلاله ( نعم كان مقيدا في الأغلال في منظر غاية في الذل والهوان ) قاده إلى بغداد التي كانت عاصمة الخلافة الإسلامية في خمس قرون كاملة وكم من جيوش خرجت من بغداد للجهاد في سبيل الله وكم من العلماء جلسوا يعلمون الناس دينهم في هذا المكان لم يبقى لك أحد يا بغداد أين خالد بن الوليد؟ أين القعقاع؟ أين النعمان؟ أين المثنى بن حارثة ؟ أين سعد بن أبي وقاس ؟ أين الحمية في صدور الرجال ؟ أين النخوة في أبناء المسلمين ؟ أين الذين يطلبون الجنة ؟ أين المقاتلين في سبيل الله ؟ لا أحد لا أحد....... فتحت بغداد أبوابها على مصراعيها لا مقاومة ولا حراك ولم يبقى في بـــغداد رجال ولكن فقط أشباه رجال ( نعم دخلوا بغداد بدون أي مقاومة وقد تعجب الناس أين جند المسلمين؟ ) واستباح هولاكو مدينة الإمام أبي حنيفة والإمام أحمد بن حنبل والإمام الشافعي واستباح مدينة الرشيد والمعتصم والرشيد الذي كان يحج عاما ويجاهد عاما والمعتصم الذي سير جيشا من بغداد إلى عمورية لنجدة امرأة مسلمة واحدة صفعها ملك الروم فقط صفعها ولم يقتلها وقتل هولاكو من أهل بغداد ألف ألف أو يزيد من المسلمين ما بين رجال ونساء وأطفال فهي حرب إبادة حماعية هائلة مأساة من مآسي التاريخ ضراوة فمثلا جندي تتري وجد أربعين طفلا حديثي الولادة في شارع جابني من شوارع بغداد قد قتلت أمهاتهم فقام الجندي بقتلهم جميعا فهذا عنف وبشاعة وقلوب أشد قسوة من الحجارة واستمر القتل في المدينة أربعين يوما أربعين يوما لا يرفع فيها مسلم سيفا فهو يعلم أن التتار لا يهزمون لا يجرحون بل لا يموتون فما الفائدة من بذل الجهد في المقاومة ونساء التتار يقتلن رجال المسلمين وإذا نادى تتري على مسلم وقال له قف وقف وقد ثبتت قدمه في الأرض إلى أن يأتي التتري ليقتله ذلة وخزي وعار .

اتجه التتار إلى كنوز العباســـــــيين واســــــــتخرجوا كنوز السنين ( استخرجوا بترول العراق فعلا ) وقد يُفهم هذا أما الذي لا يُفهم أنهم اتجهوا بعد ذلك إلى مكتبة بغداد فأخرجوا الكتب منها وألقوا بها جميعا في نهر دجلة مئات الألوف من العلوم الثمينة التي لا تقدر بثمن وتخيلوا هذا الكم الضخم من تراث الحضارة والمدينة والإنسانية يلقى بهذه الصورة حتى اسود لون النهر فهذا هو تدمير لكل ما هو حضاري واذكروا ما فعله الصليبيون الأسبان بمكتبة قرطبة حين أحرقوا كل كتبها لما سقطت قرطبة فهذه حروب إبادة لكل ما هو حضاري كل هذا ومازال هولاكو يقول أنه ما جاء إلى هذا المكان إلا لإرساء قواعد الأمن والعدل والحرية وبعد أربعين يوما توقف القتل في المدينة وقد تناثرت الجثث المتعفنة في شوارع بغداد ( نعم كنا نشاهد مثل هذه الجثث على القنوات الفضائية ) وأعلن هولاكو أمانا حقيقيا ليخرج المختبئون من المسلمين ليرفعوا الجثث بعد أن انتشرت الأوبئة في بغداد فخرج الذين كانوا مختبئين في الخنادق والذين كانوا مختبئين في الديار المهجورة والذين كانوا مختبئين في المقابر خرجوا جميعا للمدينة المدمرة بغداد يرفعون جثث أهلهم وذويهم وانسحب هولاكو بجيشه خارج المدينة لتجنب الأوبئة وقتل الخليفة المستعصم بالله ووضع على رأس الحكم في بغداد الوزير العلقمي الشيعي وجعل معه مستشارين من التتر أو قل جعل معه مراقبين وأغدق هولاكو بالهدايا على البطريرك وأعطاه قصرا من قصور الخلافة وسقطت بغداد بعد أن فتحت بالإسلام منذ أكثر من 640 سنة على يد الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.

تم تعديل بواسطة Cleo

_16643_mubarak-olmert-5-6-06.jpg

وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

المائدة - 51

nasrallah1.jpg

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ

الأحزاب - 23

رابط هذا التعليق
شارك

ودب الرعب في أوصال العالم الإسلامي بأسره وفقد معظم المسلمين الأمل في قيام العالم الإسلامي وظهر اعتقاد غاية في العجب في هذا الوقت فقد ظهر اعتقاد أن هذا الأمر من علامات الساعة وأن المهدي سينزل قريبا جدا ( نعم ظهرت إشاعة بأن المهدي سيظهر بل أنه ولد بالفعل وتكلم الناس عنه ) شعر الناس أنهم لا طاقة لهم بهولاكو وجنوده فأرادوا النصر عن طريق المعجزة فإما أن يخسف بجيش التتار وإما أن ينزل المهدي فينتصر على التتار أما أن يتحرك المسلمون بدون مهدي فهذا أمر محال ( نعم ظن المسلمون أن لا طاقة لهم بهذه الجنود وكانوا يدعون الله بأن يخسف بأعدائهم الأرض وأن يهلك الظالمين بالظالمين ويخرج الله المسلمين من بينهم سالمين ) فكانت هذه هزيمة نفسية للمسلمين وغياب كامل للوعي الإسلامي الصحيح وهذا الأمر قد تزامن مع سقوط قرطبة وأشبيلية في الأندلس فقرطبة سقطت سنة 636 هـ أي قبل بغداد بعشرين سنة وأشبيلية سنة 646هـ أي قبل بغداد بعشر سنين وسقطت بغداد في صقر سنة 656هـ وملوك الشام وشمال العراق والأناضول من المسلمين ماذا فعلوا؟ .

أسرعوا إلى هولاكو يقدمون فروض الولاء والطاعة الأمير بدر الدين لؤلؤ أمير الموصل والأمير قلج أرسلان والأمير كيكاوس الثاني أصحاب منطقة الأناضول والأمير الناصر يوسف أمير حلب ودمشق وحفيد صلاح الدين الأيوبي قدم ابنه ليكون في صف هولاكو فكل أمراء الشام قدموا الولاء والطاعة إلا قليل القليل فكل أمراء الشام قدموا أنفسهم لهولاكو ليبقوا في أماكنهم أو على الأقل يكونوا على قيد الحياة فهل تركهم هولاكو؟ .

أبدا فالدائرة دارت عليهم وانطلق هولاكو إلى حلفاءه من بلاد المسلمين وبدأ بحلب بلد الناصر يوسف الذي أرسل ابنه حتى يكون في جيش هولاكو أبادها هولاكو أباد حلب وقتل أهلها وذلك في صفر في سنة 658هـ بعد سنتين من سقوط بغداد ثم انطلق إلى دمشق في سنة 658هـ أيضا في ربيع الأول بعد أيام من سقوط حلب وألقى القبض هناك على الناصر يوسف الذي كان يعاونه من قبل ودخل المدينة العظيمة دمشق عاصمة الخلافة الأموية السابقة وثغر من أعظم ثغور المسلمين وتقدم صفوف التتار وقائد المقدمة التتري كان كَتْبُغا وهذا الرجل كان نصراني وفي جيش التتار وكان عن يمينه أمير أرمينية النصراني وعن شماله أمير أنطاكيا النصراني وكانت هذه أول مرة يشاهد أهل دمشق الملوك النصارى يدخلون إلى أرض دمشق يتبخترون على خيولهم أول مرة منذ فتحت هذه البلاد على يد أبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد رضي الله عنهما أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودمرت دمشق بكاملها واستبيحت البلاد وقتل العباد ودمرت الحضارة الإسلامية في دمشق كما دمرت في بغداد .

ثم توغل التتار إلى الجنوب إلى فلسطين واحتلوا نابلس ثم واصلوا تقدمهم إلى غزة واحتلوها ولم يقتربوا في كل ذلك من الإمارات النصرانية الموجودة في عكا وحيفا وبيت المقدس وصيدا وأصبح معلوما لدى الجميع أن الخطوة القادمة هي مصر .

تم تعديل بواسطة Cleo

_16643_mubarak-olmert-5-6-06.jpg

وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

المائدة - 51

nasrallah1.jpg

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ

الأحزاب - 23

رابط هذا التعليق
شارك

كيف كان الوضع في مصر في ذلك الوقت؟.

من الناحية السياسية كان الوضع متأزما جدا فأمراء مصر على صراع شديد على الحكم بين أواخر الأيوبيين وأوائل المماليك وفي وقت اجتياح التتار لمصر كان حاكم مصر طفل اسمه نور الدين علي بن السلطان السابق لمصر عز الدين أيبك وكان وزيره الأول هو الأمير قطز رحمه الله .

من الناحية الاقتصادية كان الوضع أيضا متأزما جدا فقد أنهكت مصر في سلسلة من الحملات الصليبية المتتالية وكانت آخرها موقعة المنصورة الشهيرة ضد الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا وانتصر فيها المسلمون انتصارا باهرا في سنة 648هـ أي قبل تدمير بغداد بثمانية سنين .

ومع هذه الأوضاع الصعبة إلا أن الشعب لم يكن متأثرا تماما بهذه الظروف السيئة التي تمر بها البلاد فالشعب كان يمتلك شيئين رئيسيين لم يسقطان من عينه طول هذه الفترةوهما:

العلم و الجهاد

فكانوا دائما ما يعظمون من أمر العلم والعلماء ودائما ما يعظمون من أمر الجهاد في سيبل الله فالشعب كان قد ألف حياة المشقة والبذل من جراء الحروب المتتالية التي مر بها .

في سنة 657هـ وبعد أن دمرت بغداد وبدأ التتار في اجتياح الشام رأى الأمير قطز رحمه الله النائب الأول للسلطان الطفل نور الدين علي أن أمر البلاد لن ينصلح وأن مقاومة التتار مستحيلة والبلاد تحت حكم طفل لا يستطيع أن يدبر أمور نفسه فضلا عن شعبه وأمته فقام قطز رحمه الله وعزل الطفل السلطان ووضع نفسه على كرسي الحكم في مصر وبدأ يعد العدة لأمر عظيم .

جمع قطز المستشارين من كبار المماليك وكبار قواد الجيش والعلماء وأشهرهم العز بن عبد السلام رحمه الله وكان قد تجاوز الثمانين بعام في ذلك الوقت ثم قال قطز لهم إنه لا يطلب الملك لذاته وإنما طلبه لحرب التتار فإذا كتب الله له النصر على التتار ترك الشعب يختار أميره بعد ذلك بإرادته .

بدأ الأمراء المماليك يترددون في مسألة حرب التتار ووصت أنباء التتار المخيفة ولكن قطز بدأ يضرب مثلا رائعا لفهمه للإسلام ويعطي لهم قدوة راقية في الجهاد فقد أعلن قطز لهم أنه سيذهب بنفسه لحرب التتار ويكون مع جنوده في قلب المعركة وسيذوق مع شعبه ما يذوقون ويتحمل ما يتحملون ولو أنه أرسل جيشا وبقي في القاهرة ما لامه أحد ولكنه لم يرى وسيلة أفضل من ذلك ليحمس القلوب الخائفة وتثبيت الأفئدة المضطربة .

_16643_mubarak-olmert-5-6-06.jpg

وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

المائدة - 51

nasrallah1.jpg

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ

الأحزاب - 23

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...