اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

كيفية توعية الأطفال عن التحرش الجنسي


se_ Elsyed

Recommended Posts

العنوان

نفسي الموضوع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أود استشارتكم في مشكلة صديقتي؛ فهي متزوجة ولديها طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات، وهي تنتمي لعائلة مترابطة جدا من جهة الأم والأب. والمشكلة بدأت عندما جاءت الطفلة تحكي لأبيها وأمها وهي تبكي وخائفة من العقاب، وتقول: إن ابن عمها الذي يبلغ من العمر 12 سنة قد تحرش بها جنسيا، وتشرح ما فعل بالتفصيل. وكانت تلك الصاعقة التي هزت العائلة؛ فهذه المشكلة سوف يترتب عليها الكثير من المشاكل، التي سوف تكون سببًا في تفكك العائلة، والمصيبة الكبرى أنها أخبرت والدها بأن أخت الولد -التي تكبره بسنتين فقط- هي أيضا تقوم بنفس الشيء معها ولكن بيدها، مع العلم بأن الطفلة تحظى باهتمام الجميع من أفراد العائلة.

وقد علمت أم الطفلة بأن الولد -ابن عمها- قد فعل نفس الشيء بابنة عمه الأخرى قبل سنوات، وهذا يعني أن هناك خللا كبيرًا في الأسرة. وتم إبلاغ والد الولد المتحرش لاتخاذ اللازم، لكنه التزم الصمت والهروب من الحقيقة، بعد أن علم بأن ولده قد اعترف بما فعله، ولكن أخته أنكرت كل شيء. وقد عرضت الطفلة على الطبيب وأكد سلامتها والحمد لله، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما طريقة العقاب التي ستجعل هذا الولد وأخته لن يكررا ما جرى؟ وهل سيؤثر ما حدث على نفسية الطفلة -بنت الصديقة- وكذلك الولد المتحرش وأخته؟ وما السبب في نظركم لما أقدم عليه كل من الولد وأخته؟ إهمال الأهل أم وجود الخادمة... ولكم جزيل الشكر.

الاستشارة

د/ إيمان السيد اسم الخبير

الحل

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أيتها الصديقة المخلصة، وجزاك الله خيرا على اهتمامك بأمر صديقتك وابنتها وأسرتها، وإن كان لإرسالك السؤال بدلا منها مدلولات مؤلمة حقا، وهذا يخيفني من عدم التزام الأسرة بتنفيذ ما ستحويه الإجابة من مقترحات لازمة التنفيذ، ومن ثم قد يسبب ذلك تفاقم الأمر برمته لدى كل الأطراف -الجاني والمجني عليه- وهو ما لا تحمد عقباه.

وأعني طبعا بتلك المدلولات التي تقلقني ما يلي:

1- اعتبار الأم أن الأمر وصمة عار يستحى منها، ومن ثم تظن أن اتخاذ أي إجراء حياله -حتى ولو كان لعلاجه- شيء مخجل، والإحجام عنه أولى، على الرغم من أن ابنتها هي المجني عليها، ورغم أنها صاحبة الحق، وأنها بتهاونها تساهم في انتشار تلك الجريمة. وهذا الأمر في خطورته كانتشار النار في الهشيم؛ فالتكتيم والتعتيم على هذا الأمر يساعد فاعله، وذلك للعلم المسبق بتعاون الأهل معه في التعتيم على ما يرونه عارًا، وييسر له أن يعاود فعل هذه الكوارث مرات ومرات في أماكن جديدة ومع آخرين، ويظل يهرب بفعلته تلك بغير عقاب.

2- خوف الأم من اتخاذ خطوة قد تتسبب في تفكك العائلة. أوليس ما حدث أكبر دليل على هذا التفكك؟ أفيكون إصلاحه تفككا، وتركه ينخر في جسد الأسرة والعائلة تماسكا للأسرة؟!!

لذا فدعيني قبل أن أدون أي مقترحات أؤكد على أن الأمر لا بد من التعامل معه بجرأة وجدية وقوة، مع الحنكة التي لا تسبب إيذاء مشاعر أحد؛ فالطرفين -الجاني والمجني عليه- هم أبناء أسرة وعائلة واحدة لا تفكر إلا في مصلحتهم وإسعادهم وتربيتهم بشكل سليم، وحمايتهم من أي انحراف أو سوء.. وهو ما يجب أن يتفق عليه الكبار لحل هذه المشكلة بشكل سليم.

وعلاج المسألة يشمل التعامل الصحيح مع "نوف"، وكيفية التعامل مع محمد وأخته.

أولا: "نوف" في حاجة إلى:

1- إشعارها بالأمان التام، وبجو حميم من الصداقة والحماية والرعاية من قبل الوالدين، وأنها في مأمن تحت كنفهما، وكذلك إشعارها بجرعة زائدة من الحنان والحب.

2- لا بد من منع أي فرصة لانفراد أي شخص بالابنة "نوف"، وكذلك منع فرص انفرادها بأحد أو انفرادها بنفسها، فلا بد أن تكون دائما تحت نظر الأم حال تواجدها معها في المنزل -وخصوصا أنها الطفلة الوحيدة وأمها متفرغة لا تعمل- فتلعب في حجرة مفتوحة، وتتابع أمها التسليم عليها ومتابعتها ومشاركتها اللعب أحيانا بين الفينة والأخرى. وعند وجودهم خارج المنزل لا بد من حراسة الأم لها أيضا؛ فلا تغيب عن عينها أكثر من خمس دقائق، حتى لو لعبت في مكان بعيد عن الأم فلا بد أن تشرف عليها على فترات متقاربة لا تتجاوز 5 دقائق، وذلك بمرح ودون تسلط أو إشعارها بالرقابة؛ بل فقط بشكل فيه حنو ورفق وتعبير عن الاشتياق.

3- لا بد من متابعة ظهور أي أعراض على الطفلة كـ"السرحان وشرود الذهن"، أو القلق والاضطراب أثناء النوم، التدهور الدراسي، الاضطراب عند الاختلاط بالناس، أو سلوكيات غريبة؛ مثل السرقة أو الكذب أو العنف والعدوان. وظهور أي من تلك الأعراض يعني أن ما تعرضت له الطفلة قد سبب لها صدمة نفسية لا زال أثرها عميقا في نفسها، وأن ما تعانيه من أعراض هي: Post traumatic disorders أو آثار ما بعد الصدمة، وأنها ما زالت تستعيد الموقف في ذهنها ونفسها، وما زالت تعاني من آثار ما تعرضت له من عدوان، وحينها لا بد من عرضها على طبيبة نفسية للأطفال؛ لاسترجاع هذه التجربة المؤلمة معها بالتفصيل؛ حتى لا تظل مختزنة بداخلها تحدث آثارها السلبية. ولتكتشف الطبيبة -أو الطبيب- تصور الطفلة لهذا الحادث، وأثره عليها، ومدى شعورها بالذنب أو الغضب، أو حتى الشعور بالمتعة من جراء تكراره ورغبتها في حدوثه مرة أخرى، ولكل حالة من ذلك تدخلاً نفسيًّا مختلفًا.

4- لا بد من توفير فرص عديدة لممارسة الطفلة لهواية جميلة داخل المنزل أو في المدرسة أو في مكان متخصص إن وجد؛ فترسم أو تتعلم الحياكة، أو تصنع مشغولات فنية من بواقي الخيوط، أو غير ذلك مما يمكن للأم -إن تعذر توفير فرصة لإلحاقها بتلك الأنشطة- أن تمارسه معها في البيت. وينبغي أن يشتروا كتبًا -مثل سلسلة كتب الفراشة- تتحدث باستفاضة وبرسوم توضيحية عن الهوايات وتنميتها وكيفية ممارستها، وتنفيذ أشياء مختلفة داخل المنزل من بواقي الخيوط أو الأزرار أو الكرتون... إلخ، ثم تقوم الأم بتعليق ما تصنعه الطفلة أو ترسمه أو تلونه على جدران حجرتها اعتزازا بها، ورفعا لثقتها وشعورها بالرضا عن نفسها، والأمان بين مَنْ يحبونها.

5- لا بد من حوار يومي مع الطفلة بهدوء وصداقة يسمح لها فيه بالحديث عن نفسها وما تشعر به، وما يدور بخلدها، مع حثها على المصارحة بكل ما تشعر به من مخاوف أو أحلام، أو ما لفت نظرها في أحداث اليوم، مع قصة قبل النوم، وغير ذلك من سبل الحوار مع الطفلة وفتح قنوات اتصال بينها وبين والديها.

6- لا بد من رصد أي تغيرات في سلوكها وسط مجموعات الأطفال، وأنوع الألعاب التي تحب ممارستها؛ لرصد أي ميل داخلها لألعاب أو ممارسات ترتبط بما تعرضت له، أو تـنم عن بداية ترجمة ما تعرضت له إلى سلوك تحترفه، وتعاقب به مَنْ حولها.

7- لا بد أن يوحى للابنة بأي شكل أن ابن عمها وابنة عمها قد نالا عقابا يستحقانه، وأن ما فعلاه كارثة لزم عليها عقابهما؛ كي يسهم ذلك في تحسن نفسيتها، لشعورها بأن الجاني أخذ جزاءه على فعلته.

8- لا بد من توخي الحذر من الخدم والسائقين وكل الأشخاص الذين قد تتاح الفرصة لهم للانفراد بالابنة، ومنعهم من ذلك الانفراد قدر المستطاع، وتوعية الابنة بضرورة الاستغاثة أو لفت نظر الوالدين، أو الاستنجاد بأي طرف عند شعورها بأي تصرف غير مقبول منهم.

9- لا بد من تعويد الطفلة دخول الحمام وحدها، وإشعارها بضرورة الحفاظ على جسمها مغطى، وعدم السماح لأي فرد بلمس أي جزء من جسمها أو تقبيلها باستثناء الكفين في التسليم مثلا، أما الأرجل والبطن أو الأكتاف أو الرقبة وباقي الجسم فهي لها وحدها، لا يجوز أن يراها أو يلمسها أحد.

أما محمد وأخته فلا شك أن والدهما لا بد أن ينكر ما حدث ويتهرب منه، فمجتمعاتنا العربية يشيع فيها الخجل من زيارة الطبيب النفسي، ولو لحل مشكلة تعليمية لدى الأبناء، فكيف الحال في الاعتراف بالتحرش؟! لكن المهم أن يحاول والد محمد وأخته تغيير نمط التعامل مع الأبناء ولو بنية تحسينهما إلى الأفضل وتطويرهما وليس بنية العلاج. ولأنهما بالغين أو على الأقل على مقربة من البلوغ فالأمر يحتاج معهما لأشكال مختلفة من التعامل.

أولا: لا بد من أن يتعامل مع للولد طبيب نفسي، ومع الابنة طبيبة إن أمكن؛ فهما غالبا يعانيان من مشكلة، وفي الغالب تعرضا لمحاولة ما حولتهما إلى متحرشين، وربما هناك طرف رابع في الموضوع؛ هو من بدأ هذا السلوك ومارسه معهما، ومن ثم تحولا لمتحرشين مع إهمال الأهل وثقتهم الزائدة.

والاطلاع على ما يلي يفيد في هذا الأمر:

للمرور عبر أشواك التربية.. شمر واجتهد

ثانيا: لا بد من غرس الوازع الديني في نفس الابن والابنة والحديث معهما كثيرا عن الحلال والحرام؛ وذلك من خلال صداقة حميمة بين الابن وبين الوالد من جهة، والابنة وأمها من جهة أخرى، ليشعرا بالأمان والاستقرار، ولا يبخلا بمكنون صدريهما عنهما، ويصبح من السهل توجيه رغباتهما ونزعاتهما وشطحاتهما من خلال تلك الصداقة الحميمة. ويمكن الاستعانة بما يلي للاستزادة:

اكسب مراهقا واربح إخوته

ثالثا: لأن الفراغ والشباب والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة كما قال الشاعر، ولأننا لن نحارب الشباب ولا الجدة، فواجب علينا أن نحارب الفراغ الذي هو أصل المفسدة، فلدى الابن فراغ قاتل لا يجد ما يفعله فيه سوى الممارسات السيئة، وهي مشكلة في غالبية شباب العرب ومراهقيهم؛ وخصوصا في المجتمع الخليجي المرفَّه الذي لا يلقي في الغالب بالا لأي نشاطات أو هوايات أو رياضات، وتلك هي النتيجة.. لذا فعلى والدي الطفل البحث عن مكان لممارسة الرياضة بشكل منتظم للابن، وحثه على التعاون المنتظم مع عمل خيري تطوعي. فلا بد مثلا من العمل على ربط الابن بالمسجد وبأنشطة المسجد الخيرية، مع دفعه بلطف إلى ممارسة العمل التطوعي بكل ما أتيح من فرص لهذا النشاط (كتوزيع الوجبات أو الأغذية على الأسر الفقيرة أو ملا جيء الأيتام أو تجميل المسجد، أو غير ذلك مما يشغله ويغير أهدافه، ويشعره بقيمته وقيمة دوره، ويفرض على اهتماماته هموم مجتمعه وأمته).

والفتاة يمكن فعل نفس الشيء معها؛ كزيارة الأيتام والقراءة للكفيفات مثلا، أو توزيع الإعانات على الأرامل أو غير ذلك. والجمعيات والمؤسسات الخيرية في وطنكم عديدة ومتنوعة، وأنشطتها تفوق حدود المملكة إلى كافة بقاع الأرض.

للشباب.. الحركة بركة

رابعا: كما ينبغي أن يحاولا تعلم مهارة جديدة في كل إجازة مدرسية؛ بحيث يقيِّمان نفسيهما مع ختام كل سنة؛ ما الذي تطورتْ فيه قدراتهما؟ فهل تم تعلم لغة جديدة أو إتقان برنامج كمبيوتر وتطبيقاته، أو تعلم مهارة الدهان مثلا، فاستطاعا أن يتعاونا في تجديد طلاء الحجرة أو الحياكة أو تنسيق الزهور؟

خامسا: الأهم من كل ما سبق هو كيفية التنفيذ التي تحتاج إلى:

- تركيز شديد من الوالدين وإصرار كامل على التنفيذ مع صبر وهدوء.

- عدم وجود ضغط على الأبناء أو إجبار لهما؛ بل جذبهما بلطف بشكل غير مباشر لفعل ما سابق.

- اعتراف من الوالدين بضرورة فعل ما سبق حتى وإن لم يعترفا بما حدث من أبنائهما، فيكفي أن نحاول ترميم وإصلاح ما بقي، وألا نهمل انتظارا للانهيار الكامل.

وأعتقد أن ما سبق وضح لك الإجابة على أسئلتك حول أثر الأمر على طفلتك وعلى ابن عمها وأخته، ولعل التركيز الأكبر في هذه الإجابة كان على تفادي تلك الآثار ومحاولة منع ظهورها، وهو ما قد نسيت السؤال عنه. وكذلك لعلي وضحت التعامل الأنسب مع ابن العم وأخته بدلا من عقابهما؛ فهما كالمرضى ولا يعالج المريض الضربُ بل العلاج، وهنا يجدر ذكر أن علاجهما قد يطول، لكن لا بد ألا يغض عنه الطرف.

أما سؤالك الأخير عن السبب فما ذكرته من إهمال الأهل والخادمة هي أسباب وجيهة لكن المشكلة الآن هي كيف نواجه ما حدث بدلا من تقاذف المسئولية عن حدوثه...

أعتذر عن الإطالة لكن الأمر جد مرعب وخطير وينبغي فيه عدم التغاضي عن أي جزئية.. وأنا في انتظار رسالة الطفلة نفسها تطمئني على الابنة وتحكي عن مدى استجابتها لما أسلفناه من توجيهات، وكذلك ما آلت إليه الأمور مع أبناء عمها وعمها، ومدى استجابتهم.. وعسى الأخبار تكون كلها مبشرة.. وشكرا لك.

لمزيد مما يفيد حول هذا الموضوع يمكن مراجعة ما يلي:

تحرش بأخته وتاب.. كيف يجبر الكسر؟

كن حرا

الحيل التي يستخدمها المعتدون على الأطفال.

الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق ..

و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة ..

فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ..

و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...