اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

يهود يحذرون شارون: إياك أن تقلد هتلر


أسامة الكباريتي

Recommended Posts

يهود يحذرون شارون: إياك أن تقلد هتلر

بيروت - أورينت برس

صحيفة الاتحاد 7/12/2003

لا وقت لدى أرييل شارون كي يغسل يديه من الدم. ولكن إلى أي مدى تستطيع القوة العمياء أن تحمي السياسة العمياء؟

إنهم يتساءلون في "إسرائيل"، بمن في ذلك جنرالات وقادة أمنيون بارزون سابقون، إلى أين نحن ذاهبون؟ وهل يكفي أن نكون مع أميركا لنضمن بقاء الدولة؟ هذا فيما الملاحظ أن المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية يتبارون، وللمرة الأولى، في إظهار جذورهم اليهودية بمن في ذلك الجنرال ويسلي كلارك الذي قال إنه يعود بأصوله إلى عائلة من الحاخامات القدامى.

لكن الانتقادات تتزايد ضد حكومة شارون حتى أن نجم وول ستريت المتمول اليهودي جورج سوروس يحذر من ذلك الرجل الذي يقود الإسرائيليين إلى.. الخراب.

إنه السؤال الذي يشبه كرة النار: إلى أين نحن ذاهبون؟

غريب أن يكون هناك باحثون يهود في أنحاء مختلفة من الغرب يصلون إلى حد تحذير أرييل شارون على هذا النحو: إياك أن تقلد ادولف هتلر، فزعيم الرايخ الثالث كان قد ورث كل الأبعاد التراجيدية للحرب العالمية الأولى. قال إن علينا جميعاً أن نخرج من الجرح، كما لو أنه يقول: إن علينا أن نخرج من العار، هذا ليضيف على القوة مفهوماً أيديولوجياً (وعنصرياً) خالصاً، وراح ينفخ في الهياكل العظمية، وحتى في الأرواح، لكي تذهب إلى الموت.

الفرنسي جاك ايلتمان وهو باحث انتروبولوجي هو الذي يقول هذا ليضيف: ألا نكرر نحن حيال الفلسطينيين ليلة السكاكين الطويلة، فضلاً عن ليلة الكريستال؟، ليحذر: غداً سوف يقولون: انظروا إن النازيين الجدد قد ظهروا، إنهم لا يستخدمون الصليب المعقوف وإنما النجمة السداسية. ايلتمان يشعر بالذعر فعلا كيف أن أرييل شارون لم يأخذ بالاعتبار نتيجة الاستطلاع الذي أجرته المفوضية الأوروبية والذي يظهر أن 59 في المئة من الأوروبيين الذين يعتبرون أن الدولة العبرية تحتل المرتبة الأولى في تهديد السلام العالمي. هذا قبل أن يسأل: هل يكفي أن نضع أو نتصور أن نضع شبيهاً ليوشع بن نون في البيت الأبيض؟

الممر اليهودي إلى الرئاسة

والواقع أنه لأمر مثير جداً أنه في الوقت الذي تتسع النظرة السلبية حيال "إسرائيل" في القارة العجوز، يتبارى المرشحون للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة على إظهار أصولهم اليهودية، بمن في ذلك الجنرال ويسلي كلارك الذي وجد فيه بعض العرب رمزاً للخلاص من الحالة الراهنة ابن الجنرال الرفيع، كما السلك الكهربائي، والذي يمتلك فعلاً شخصية كهربائية (أو مكهربة)، وهو ما تعكسه تصريحات الراديكالية، إذ يقول يو آف برومر في صحيفة معاريف أن كلارك وصل سريعاً إلى الضوء عبر الممر اليهودي وقد كشف عن علاقته باليهودية في العام 1999 حين ظهر بين طلبة مدرسة يهودية في بروكلين، وكان لايزال آنذاك قائداً لحلف شمال الأطلسي، وحدثهم عما خلفته حرب فيتنام في جسده، ليضيف أننا كلنا ضحايا ذلك الشر الذي ينبغي استئصاله نهائياً. ماذا كان يقصد بالشر، ومن هم الأشرار؟

الجنرال فاجأ الحضور بالقول: لدينا العديد من النقاط المشتركة، فأنا أعود بأصولي إلى عائلة حاخامات قديمة. والواقع أن الجنرال الذي نشأ كبروتستانتي واعتنق الكاثوليكية يمتلك سجلاً يهودياً حافلاً.

إن والده بنيامين كاينا، المحامي الذي توفي حين كان ويسلي في الرابعة، كان ابناً لأسرة يهودية هاجرت إلى الشمال الأميركي من أوروبا الشرقية في مطلع القرن العشرين، حتى إذا ما انضم إلى لائحة المنافسين كان هناك بين اليهود من يعتبره، وعلى غرار المرشح اليهودي الآخر جولف ليبرمان، من أبنائه، وهو لم يأل جهداً لإثبات ذلك، أعلن تأييده لإسرائيل، وأول عمل عام قام به إثر إعلان ترشيحه هو عقد لقاء عمل له في ناد يهودي في مسقط رأسه في فلوريدا، وتحديداً في إحدى مدن الولاية الأكثر اكتظاظاً باليهود، حتى إذا ما أجرت معه مقابلة صحيفة فوروورد اليهودية، أقر بأن التراث اليهودي أثر على سلوكه وعلى بلورة آرائه السياسية.

جدي.. كوهين

المثير أيضاً ان ثمة من كشف جذوراً أخرى لعائلة السيناتور القديم من ولاية ماساشوستس جين فان كاري الذي حاز سلسلة من الأوسمة عن مشاركته البطولية في حرب فيتنام. دائماً كان يحكي عن العائلة على أنها تحمل الدم الكاثوليكي- القرمزي- في عروقها. الجذور الأخرى تقول إن جد كاري ويدعى بريتاز كوهين هو مهاجر يهودي عاش شبابه في قرية تشيكية صغيرة قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة، ورغم أن كيري لم يتعرف على جده قط، فهو يعتبر أن الإرث اليهودي الذي ينتمي إليه أثر في طريقة تربيته وفي رؤيته للأمور.

لا تحسبوا أن الحاكم السابق لولاية فيرمونت والمرشح للرئاسة هوارد دين الذي يوصف بـ المسيحي المستقل والذي أثار سخط اليهود لدعوته إلى سياسة محايدة حيال الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني ووصفه عناصر حركة حماس بـ المناضلين (تنصل لاحقاً من كل هذا الكلام ولكن دون جدوى)، بعيد عن اليهودية، فهو متزوج من الطبيبة جوديت شتاينبرغ التي تنتمي إلى عائلة يهودية أرثوذكسية، وقد ترعرع أولاده على التقاليد اليهودية، والشمعدان اليهودي المعروف يظهر بوضوح في صالة الاستقبال في منزله.

الارتباط العبثي بأميركا

ولعل المثير أنه لعقود خلت، كان المرشح اليهودي يخشى إظهار يهوديته بل كان يهرب منها، وللمثال، ففي العام 1964 بذل المرشح الجمهوري باري غولدووتر (في وجه ليندون جونسون) قصارى جهده لإخفاء أصله اليهودي واسمه اليهودي غولفاسر، الآن تغيرت الصورة، فقد بات بإمكان اليهودي أن يترشح، وباعتزاز ليكون سيد البيت الأبيض، وفي استطلاع أجرته صحيفة يو. إس. توداي تبين أن 90 في المئة من الأميركيين قالوا إنهم مستعدون لانتخاب يهودي رئيساً للدولة إذا ما اقتنعوا بأنه الأكثر أهلية للمنصب.

أولئك الرجال موجودون في أميركا، والأولوية عندهم للمصالح الأميركية، واللافت أن هناك بين أهل اليمين في "إسرائيل" من بدأ يحذر من ذلك الارتباط العبثي بالولايات المتحدة التي قد تجد نفسها فجأة، بحاجة إلى تغيير سياساتها، من يصدق أن نجم وول ستريت الشهير جورج سوروس وهو من أقطاب اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، بدأ يسأل: ألا يستطيع أولئك الإسرائيليون أن يضعوا حداً لذلك الرجل الذي يقودهم إلى الخراب؟

سوروس يقول هذا، وإنه لأمر مذهل، لكن الصورة واضحة جداً، لقد وصل أرييل شارون إلى رئاسة الحكومة على أنه صاحب القبضة الحديدية الذي يستطيع تفكيك الحالة الفلسطينية وفرض صيغة للتسوية تتوافق والمصالح البعيدة المدى للدولة العبرية، الذي حدث، في غضون العامين والنصف، هو أنه زج الإسرائيليين في دوامة الدم، ودون أن يكون هناك من سبيل للخروج من ذلك إلا بحرب ضد السوريين واللبنانيين،وربما المصريين والسعوديين، لا بل إن ناحوم بارنيع يسأل ما إذا كان شارون الذي لا يحب المصريين أبداً، بل إنه يكن لهم كراهية خاصة جداً سيعلن إنهاء معاهدة السلام التي عقدها الرئيس الراحل أنور السادات مع رئيس وزراء "إسرائيل" مناحيم بيجن.

إنه يحلم بضرب دمشق والقاهرة

هذا ليضيف المعلق البارز بأن شارون يصنع لنا نموذجاً آخر من الهولوكوست، فالقناعة تتزايد بأن رئيس الحكومة يقفل في وجهنا كل الأبواب، باستثناء باب الجحيم، هذا فيما يحذر رئيس الأركان السابق يوري ساغين من أن يهرب بنا إلى الأمام أي في اتجاه حرب أخرى، ليلفت إلى أن الساسة في "إسرائيل" حين يشيخون إما انهم يتجهون نحو الاعتدال (موشى دايان و عزرا وايزمان وأبا ايبان وحتى دافيد بن غوريون) أو انهم يتجهون إلى العزلة التي هي بمثابة الموت البارد (مناحيم بيجن)، وإنه لأمر غريب أن يبقى أرييل شارون هكذا ملطخاً بالدم: ربما لا وقت لديه كي يغسل يديه، لا بل إنه يحلم بتلك اللحظة التي يضرب فيها دمشق أو القاهرة لاعتقاده أن الحالة الفلسطينية ليست في الضفة الغربية أو قطاع غزة وإنما هي في الخارج. والغريب أن يفكر كذلك بعد كل تلك التجربة الطويلة، الكاتب السياسي البارز آمنون كابليوك يعتبر وبإلحاح أنه آن الأوان لكي نحدث تعديلاً ما في سياسة الديناصور.

تصدع المؤسسة العسكرية

تصدع داخل المؤسسة العسكرية، هذا بات واضحاً تماماً. ما كان يقوله الجنود الإسرائيليون في جنوب لبنان يقولونه الآن في الضفة والقطاع: لماذا نحن هنا؟ حينا من أجل يهوه وحيناً آخر من أجل المستوطنات، فيما يثير يونيل ماركوس نقطة حساسة أن المستوطنين يقولون إنهم هناك لأن هذه أرضنا، ولا مجال البتة لتدمير الوعد الإلهي، وحين يتعاطف معهم شارون إلى ذلك الحد، فهذا يعني أنه يعتبر تلك الأرض أرضاً يهودية، هل يسعنا التصور، والحال هذه، بقيام دولة فلسطينية، لقد انشأ الجدار لكي يقوض الحلم الفلسطيني بالدولة، إن هدفه الاستراتيجي واضح جداً: أن يرحل هؤلاء القتلة...

إذاً، كل الفلسطينيين قتلة في رأيه، ولكن إلى أي مدى تستطيع القوة العمياء أن تحمي السياسة العمياء؟ إن رفض 28 طياراً عن المشاركة في أي عملية جوية ضد الفلسطينيين يثير ذهول شاوول موفاز، المتعطش كثيراً ليكون نجم حرب كبيرة في المنطقة، كما أن إقدام أربعة من رؤساء الشين بيت البارزين (وما أدراك ما الشين بيت) على التنديد بسياسات شارون حيال الفلسطينيين، مع التحذير من الانهيار الداخلي في الدولة العبرية يعني أن هذه مقبلة على تطورات مثيرة، ثمة من يسأل الآن: هل نحن مقبلون حقاً على حرب أهلية؟

إننا ننتج المجانين

يقولون لابد أن نستريح من لعبة الدم، هناك بين الأجيال يأس، وملل، وصخب داخلي، يكتب الباحث السوسيولوجي موشى موردخاي: إننا ننتج المجانين، ملاحظاً أن الحرب العبثية ضد الفلسطينيين بدأت تترك جراحاً عميقة لدى الأجيال الجديدة التي لا يمكن اقتناعها بنصوص التلمود، ولا بالتأويل الفولاذي (أو حتى اللاهوتي) للنص التوراتي. إنه يحذر من الهلاك النفسي الذي قد يفضي إلى انهيار كل شيء.

مليون يهودي يغادرون

الخبراء الاقتصاديون يدخلون حلقة النقاش: ماذا إذا ارتفع معدل العاطلين عن العمل إلى 20 في المئة؟ هذه نسبة معقولة جداً، وقد تصبح أمراً واقعاً في غضون السنوات الخمس المقبلة، يقول اسحق آدري: لقد بدأت رحلتنا إلى النهاية. واحد من كل خمسة إسرائيليين مستعد لمغادرة "إسرائيل" إذا ما توفرت له حياة معقولة في بلد آخر، وهذا ما خرج به استطلاع أجراه معهد سميث بطلب من المجلس الصهيوني (رئيسه الجنرال عوزي دايان) بمناسبة انعقاد المؤتمر الصهيوني الإسرائيلي في العاشر من نوفمبر. ماذا إذا خرج مليون يهودي من "إسرائيل"؟ هل تبقى الدولة فعلاً؟

أسئلة بنيوية حسب تعبير صحيفة هاآرتس تطرح حالياً، فالدم يقود إلى الدم، لكن أرييل شارون يعتبر أن على "إسرائيل" أن تدخل حربها الكبرى من أجل البقاء. بالطبع يقف إلى جانبه وزراء مثل شاوول موفاز وافيجدور ليبرمان وعوزي لاندو وغيرهم الذين يعتبرون، وحسب تعبيرهم، أن الأيديولوجيا المجنونة تجتاح المجتمعات العربية والإسلامية، وعلى الإسرائيليين أن يتحسبوا لذلك بميكانيكية القوة لا بميكانيكية السلام لأننا قد نستيقظ ذات يوم لنجد الضباع في عقر دارنا.

هذا لا يقنع الكثيرين، ومن بينهم يوسي بيلين الذي يعتبر أن الإرهاب لا بد أن يكون حالة طارئة، ليضيف أنه لا يأتي من فراغ أبداً، ولابد أن تكون هناك أسباب كثيرة، حتى إذا ما تمت معالجتها عادت الأمور إلى طبيعتها. من يقنع أرييل شارون بذلك؟ وهل يكفي الانتظار؟

حين قال البابا يوحنا بولس الثاني إن الشرق الأوسط لا يحتاج إلى جدران بل إلى جسور كان رد شارون أن جدار "إسرائيل" أصغر من أسوار الفاتيكان. رجل يفهم الأمور هكذا.

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

موضوع شيق

جازاك الله خيرا

مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى

الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات

وصار نظاما لحكم مصر

برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب ..

سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..!

رابط هذا التعليق
شارك

أخي العزيز .. أسامة الكابريتي

أولا .. الله يكون في عونك .. ويصبرك على معاناة الشعب الفلسطيني.

ثانيا .. عندما أقراء عن ظروف تحرير قطاع منشوريا بالصين من المحتل الياباني في الأربعينات .. وكيف قاوم الشعب الصيني الفقير جدا .. محتل ياباني يمتلك أحدث ما في العصر حينذاك من أسلحة ..وينجح في تحرير بلاده وقهر اليابان .. وأتذكر كم وصل عدد الضحايا من الشعب الصيني .. أصل لقناعة بان الشعب الفلسطيني والشعوب العربية (( غير جادين في تحرير فلسطين )) .. غير جادين كشعوب في تقديم قربان الإستقلال .. مثلما قدمته الجزائر من قبل .. بدون دماء ودماء كثيفة على هيكل فلسطين لا أمل في إعادة بوصة مربعة من أراضيها .. وبدون تلك الدماء .. فإن أي معزة إسرائيلية ممكن أن تأتي بأعمال العماليق في إهانتها وإذلالها للعرب .. بدون إستعداد للتضحية .. فغدا سيأتي بإسرائيل بمن هو أحط وأشرس من شارون وهتلر .. وربما نترحم يوما غدا على أيام شارون ..

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...