اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

القرضاوي: كل أيام أمهاتنا أعياد


agbe

Recommended Posts

القرضاوي: كل أيام أمهاتنا أعياد

محمد صبرة- موقع القرضاوي/ 23-3-2008

الدوحة - أكد العلامة د. يوسف القرضاوي- رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- أن المسلمين ليسوا بحاجة للاحتفال بـ"عيد الأم" لأن كل أيام أمهاتهم أعياد.

وطالب بالبعد عن تقليد الغرب تقليدا أعمى، وقال: "إن كان لا بد من الاحتفال بيوم الأم فليكن في عيد الفطر أو عيد الأضحى. ومن كان غائبا عن أمه فليزرها في عيد الفطر ويوم عيد الأضحى".

وكان مراسل "إسلام أون لاين.نت" توجه للشيخ القرضاوي بسؤال عن موقف الإسلام مما يسمى "عيد الأم"، الذي يحتفل به البعض في العالم العربي يوم 21 مارس من كل عام، وحول ما إذا كان الاحتفال بهذا اليوم حراما؟.

ليس حراما ولكن

وردا على ذلك قال فضيلته: "لا أقول إن إقامة عيد للأم حرام، فإن التحريم لا يقدم عليه عالم إلا بنص، والأصل في الأشياء والعادات الإباحة. وإن كنت لا أجد حاجة لمثل هذا الأمر في مجتمعاتنا".

وتابع قائلا: "إذا كان لا بد من الاحتفال فلنسمه (يوم الأم) بدل (عيد الأم)؛ لأن فكرة العيد عندنا مرتبطة بالدين. ولا نود أن يكون لنا عيد غير عيد الفطر، الذي نحتفل فيه بإتمام الصيام لشهر رمضان، وعيد الأضحى، الذي نشارك فيه حجاج بيت الله الحرام في يوم حجهم الأكبر".

ودعا الناس لأن يحرصوا في مثل هذا اليوم على أن لا ينسوا مشاعر الأبناء والبنات الذين فقدوا أمهاتهم، "فيصبح هذا اليوم يوم حزن ونكد عليهم".

وحث أيضا على مراعاة مشاعر "الأولاد الذين انفصلوا عن أمهاتهم بسبب الطلاق، فحرموا من عطف الأمهات، واستبدلوا بهن زوجات الآباء، اللاتي كثيرا ما يعاملنهم بالقسوة والجفاء".

وذكر الشيخ القرضاوي بأن "التاريخ لا يعرف دينا ولا نظاما كرم المرأة باعتبارها أما وأعلى من مكانتها مثل الإسلام"، مشيرا إلى أن "الإسلام أكد على الوصية بالأم وجعلها تالية للوصية بتوحيد الله وعبادته، وجعل برها من أصول الفضائل, كما جعل حقها أوكد من حق الأب, لما تحملته من مشاق الحمل والوضع والإرضاع والتربية".

واستشهد بما يقرره القرآن وكرره في أكثر من سورة ليثبته في أذهان الأبناء ونفوسهم. في مثل قوله تعالى: { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان : 14], {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً} [الأحقاف : 15].

فضل الأمهات

كما استشهد بما قرره النبي صلى الله عليه وسلم من فضل الأمهات عندما جاء رجل إليه صلى الله عليه وسلم يسأله: من أحق الناس بصحابتي؟ قال: "أمك". قال: ثم من؟ قال: "أمك". قال: ثم من؟ قال: "أمك". قال: ثم من؟ قال: "أبوك" (متفق عليه).

وأشار الدكتور القرضاوي إلى ما رواه البزار أن رجلا كان بالطواف حاملا أمه يطوف بها, فسأل النبي صلى الله عليه وسلم هل أديت حقها؟ قال: "لا, ولا بزفرة واحدة"! (رواه الطبراني).. أي من زفرات الطلق والوضع ونحوها.

وأوضح الشيخ القرضاوي أن بر الأم في الإسلام يعني: إحسان عشرتها وتوقيرها وخفض الجناح لها, وطاعتها في غير المعصية, والتماس رضاها في كل أمر, حتى الجهاد إذا كان فرض كفاية لا يجوز إلا بإذنها, فإن برها ضرب من الجهاد.

وأشار إلى أن بعض الشرائع كانت تهمل قرابة الأم, ولا تجعل لها اعتبارا، فجاء الإسلام يوصى بالأخوال والخالات، كما أوصى بالأعمام والعمات.

واستدل على ذلك بأن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أذنبت, فهل لي من توبة؟ فقال: "هل لك من أم؟" قال: لا. قال: "فهل لك من خالة؟" قال: نعم. قال: "فبرها"(رواه أحمد والترمذي وابن حبان والحاكم والبيهقي).

ولفت الشيخ القرضاوي إلى أن من عجيب ما جاء به الإسلام أنه أمر ببر الأم وإن كانت مشركة, فقد سألت أسماء بنت أبى بكر النبي صلى الله عليه وسلم عن صلة أمها المشركة, وكانت قدمت عليها, فقال لها: "نعم, صلي أمك"(متفق عليه).

وذكر أن من رعاية الإسلام للأمومة وحقها وعواطفها أنه جعل الأم المطلقة أحق بحضانة أولادها وأولى بهم من الأب.

واجبات الأم

وأوضح الشيخ القرضاوي أن "الأم التي اعتنى بها الإسلام كل هذه العناية, وقرّر لها كل هذه الحقوق, عليها واجب أن تحسن تربية أبنائها, فتغرس فيهم الفضائل, وتبغضهم في الرذائل, وتعودهم طاعة الله, وتشجعهم على نصرة الحق, ولا تثبطهم عن الجهاد, استجابة لعاطفة الأمومة في صدرها, بل تغلب نداء الحق على نداء العاطفة".

وقال: رأينا أما مؤمنة كالخنساء, قبل معركة القادسية تحرض بنيها الأربعة, وتوصيهم بالإقدام والثبات في كلمات بليغة رائعة, وما أن انتهت المعركة حتى نعوا إليها جميعا, فما ولولت ولا صاحت, بل قالت في رضا ويقين: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم في سبيله!!

وقارن الشيخ القرضاوي بين مكانة الأم في الإسلام ووضعها الحالي في الغرب، مشيرا إلى أن الغربيين جعلوا لها يوما في السنة، سموه (عيد الأم) لأن عادة الغربيين بعد أن يبلغ الابن أو البنت أن يذهب كل واحد إلى حال سبيله، ولا يعرف الأسرة، ولا يتصل بالأب ولا يتصل بالأم، بل كل منهم مهموم بأمر نفسه، الابن يبحث له عن صديقة (جيرل فرند) والبنت تبحث عن صديق (بوي فرند) ولا يذكر ذلك الحضن الذي نشأ في ظله وما له من حق عليهما.

ليس يوما في السنة

وذكر أن "بر الوالدين فضيلة لا وجود لها في المجتمع الغربي. ونحن لسنا هكذا، الابن عندنا مرتبط بأسرته، والابنة مرتبطة بأسرتها، وكل أيام أمهاتنا أعياد، وليس يوما في السنة، بخلاف الحال عندهم، حيث لا يرى الآباء والأمهات أولادهم، ولا أولادهم يرونهم، فكان لا بد من تخصيص يوم للأب ويوم للأم في كل عام".

وتساءل الشيخ القرضاوي عن السبب الذي يجعلنا نقلد الغربيين قائلا: "فما حاجتنا لهذا؟ لماذا نقلدهم تقليدا أعمى؟".

وفى ختام إجابته قال: "إن كان لا بد أن نحتفل بعيد الأم، فلنحتفل بها في عيد الفطر وعيد الأضحى، فلو كان أحدنا غائبا عن أمه فعليه أن يزورها يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى، وغير ذلك لا معنى له".

********************************************************************************

*********************************

رابط هذا التعليق
شارك

ويقول الدكتور عبد الفتاح عاشور من علماء الأزهر:

الاحتفال بأيام فيها تكريم للناس، أو إحياء ذكرى طيبة لم يقل أحد بأن هذا احتفال ديني، أو عيد من أعياد المسلمين، ولكنه فرصة لإبداء المشاعر الطيبة نحو من أسدوا لنا معروفًا، ومن ذلك ما يعرف بالاحتفال بيوم الأم، أو بعيد الأم، فإن الأم لها منزلة خاصة في دين الله، بل في كل دين، ولذلك يجب أن تكرم، وأن تحترم وأن يحتفل بها.

فلو اخترنا يومًا من أيام السنة يظهر الأبناء مشاعرهم الطيبة نحو أمهم وآبائهم لما كان في ذلك مانع شرعي ،وليس في هذا تقليد للغرب أو للشرق، فنحن نحتفل بهذا اليوم بما لا يخالف شرع الله، بل بالعكس نحن ننفذ ما أمر الله به من بر الوالدين والأم على وجه خاص، فليس في هذا مشابهة ولا تقليد لأحد.

ويقول سماحة المستشار فيصل مولوي -نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء:

تكريم الأم مطلوب على مدار السنة كلّها. واحترامها وطلب مرضاتها وخدمتها وسائر أعمال البرّ مطلوب طلباً مؤكداً في كتاب الله وفي سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما أصبح مشهوراً على ألسنة جميع الناس.

إلا أن الغربيين اعتادوا على تحديد أحد أيام السنة واعتبروه عيداً للأم، يقوم أولادها فيه بتقديم الهدايا لها وتكريمها. والمسلمون ليس عندهم عيد من الناحية الشرعية إلا عيد الفطر وعيد الأضحى، وما سوى ذلك من مناسبات تحدث فهي لا تتجاوز أن تكون مناسبة أو أن تسمّى مثلاً يوم الأمّ أو ذكرى يوم معيّن. فإذا اعتبرنا ما يسمّيه الغربيون عيداً للأمّ يوماً لتكريمها تكريماً إضافياً فليس هناك مانع شرعي في هذا الأمر.

والحرج الشرعي يكون في اعتبار هذا اليوم عيداً بالمعنى الشرعي. ويكون كذلك في حصر تكريم الأم بهذا اليوم، فإذا انتفى هذان الأمران فلا حرج من تكريم الأمّ في يوم الأمّ، إلا عند الذين يعتبرون ذلك من قبيل تقليد غير المسلمين والتشبّه بهم.

ونحن نعتقد أن تقليد غير المسلمين والتشبّه بهم لا يجوز فيما يكون من خصوصياتهم ولا أصل له في شرعنا. أمّا تكريم الأمّ فله أصل شرعي معروف؛ وبالتالي فإن هذا الأمر لا يعتبر من التشبّه الذي نُهينا عنه.

والله أعلم.

تم تعديل بواسطة agbe
رابط هذا التعليق
شارك

بارك الله فيك أخي الكريم

نفع الله بك وأثابك خيراً

كل يوم هو عيد للأم تقديراً وإجلالاً لها

جزى الله شيخنا الفاضل القرضاوي الجنة على ما قدم

جعله الله تبارك وتعالى في ميزان حسناتك وحسنات شيخنا القرضاوي

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...