اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

العقلية اليهودية..وتجلّى العنصريه..فى القصة الابراهيمية


disappointed

Recommended Posts

أثناء تقليبى فى الهارد ديسك الخاص بى لأمحو ما ليس له لزوم لتخفيف العبء عن جهازى اذا بى أجد هذه المقالات التى كنت نسيتها تماما والتى كنت قد كتبتها منذ حوالى ثلاثة أعوام , فقمت بتجميعها واعادة صياغتها على عجالة لنشرها فى المنتدى

والحقيقة احترت فى أى الأبواب أضعها , وكدت أن أضعها فى المناقشات العامة او فى الصفحة الدينية ولكننى وجدت فى النهاية أن المقالات ليست الاّ بحث سريع يمزج بين التاريخ والعقيدة و علم الأجناس وعلم الاجتماع والسياسة فقرّرت وضعه فى باب الثقافة باعتبار اطاره العام يميل الى الأكاديمية البحتة

ويجدر بى أن انوّه الى أن المقاطع المقتبسة من بعض الكتابات للمفكّر ورجل الدين اليهودى "ماير" والتى وردت فى المقالات تعبّر بالطبع عن المنظور اليهودى لسيّدنا ابراهيم عليه السلام (الّذى هو أبو الأنبياء والذى ننطق اسمه العطر فى التشهّد فى كل صلاة) وهو شيئ غير مستغرب على اليهود الذين دأبوا على تشويه صور أنبيائهم والذين كان اجترائهم على لوك سيرة أنبيائهم هو النهج المعتاد لهم

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

دعونى أفتتح هذا المقال – من أجل أن تتابعوا معى القصّة من بدايتها- باقتباس من سفر التكوين, اذ تقول التوراة عن التقاء الرب (اِيل) بخليله ابراهيم (ابرام) مايلى :

"اذهب من أرضك وعشيرتك ومن بيت أبيك * الى الأرض التى أريك فأجعلك أمّة عظيمة* وأباركك* وأعظّم اسمك*فذهب ابرام كما قال له الرب*وذهب معه لوط وكان ابرام ابن خمسة و سبعين عاما لمّا خرج من حاران* فأخذ ابرام ساراى امرأته* ولوطا ابن أخيه*وكل مقتنياتهما التى اقتنيا والنفوس التى امتلكا فى حاران* وخرجوا ليذهبوا الى أرض كنعان*فأتوا الى أرض كنعان* وظهر الرب لاِبرام*وقال:لنسلك أعطى هذه الأرض*فبنى هناك مذبحا للرب الذى ظهر له*ونقل هناك الى الجبل شرقى بيت اِيل*ثم ارتحل ابرام ارتحالا متواليا نحو الجنوب*وحدث جوع فى الأرض*فانحدر ابرام الى مصر ليتغرّب هناك*لأن الجوع فى الأرض كان شديدا*وحدث لما قرب أن يدخل مصر أن قال لساراى امرأته انى قد علمت أنك امرأة حسنة المنظر*فيكون اذا رآك المصريون أنهم يقولون هذه امرأته*فيقتلوننى ويستبقونك* قولى انك أختى ليكون لى خير بسببك وتحيا نفسى من أجلك*فحدث لما دخل ابرام بها الى مصر أن المصريين رأوا المرأة أنها حسنة جدا*ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون*فأخذت المرأة الى بيت فرعون فصنع لاِبرام خيرا بسببها*وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد واِماء وأتن وجمال*فضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة*بسبب ساراى امرأة ابرام*فدعا فرعون اِبرام وقال له :ماهذا الذى صنعت بى؟لماذا لم تخبرنى أنها امرأتك؟لماذا قلت هى أختى حتّى أخذتها لتكون زوجتى؟ "

تكوين : 12 : 1-19

واسمحوا لى أدخل بقى فى الموضوع :

مبدئيّا فليكن معلوما – وكاجلاء للأمور- أن الشيخ مخلوف رحمه الله ( مفتى مصر الأسبق) قد قال أن سيدّنا ابراهيم وسارة كانا أخوين فعلا وكان ذلك قبل تشريع تحريم الأخت على أخيها وتحريم باقى المحارم كالخالات والعمّات الخ الخ الخ ( ويصادف هذا الرأى هوى فى نفس العبد للّه بالمناسبة نظرا لأنه معضّد بحقيقة أن موسى بن عمران كان متزوّجا من عمّته كما ورد فى الاصحاح 26 من سفر العدد...كما ان سفر التكوين يقول على لسان سيّدنا ابراهيم :"وبالحقيقة هى أيضا أختى ابنة أبى غير أنها ليست ابنة أمّى فصارت لى زوجة"

تكوين 12:20)

وان كان – لو صح ذلك – لا ينفى فى الواقع الحديث النبوى الشريف الذى عدد فيه الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاث مواقف فى حياة ابراهيم لم يقل فيها الحقيقة والتى شملت ادّعائه المرض حتّى يظل بالمدينة وقت خروج الجميع للاحتفال بالعيد حتّى يتمكّن من تحطيم الأصنام , و مقولة ابراهيم عليه السلام "فعلها كبيرهم هذا" , و قوله عن سارة أنها أخته , وذلك لأن المحك كان هو عدم البوح بالحقيقة الكاملة حتّى ولو كانت المقولة المصرّح بها تحمل من ناحية أخرى جزءا من الحقيقة خاصة عندما تجب الحقيقة الكاملة فى نتائجها المترتبة عليها الحقيقة الجزئية (فكون سارة زوجة –سواءا كانت أخته أم لا- لابراهيم عليه السلام فان ذلك يعنى تلقائيّا افراز وضعية لا يمكن أن تفرز لو كانت سارة أختا فقط لابراهيم)

وهنا......دعونا نتتبّع الفكر اليهودى العنصرى فى ما أورده المفكّر ورجل الدين اليهودى الأشهر "ماير .دى" فى كتابه الشهير "حياة ابراهيم" وهو الكتاب الذى يعتبر من أكثر المؤلفات انتشارا بين أوساط المجتمعات اليهوديّه ويتم اعادة طباعته كل عام فى اسرائيل لنفاذ طبعاته أولا بأول ....اذ يقول (والكلام على لسانه اخلاءا لمسئوليتى عن القذارات الواردة به):

{ان الفرعون المصرى قد أخذ سارة وتزوّجها وعاشرها واستمتع بها فى حين كان ابراهيم فى انكاره لكونه زوجا لها رجلا جبانا وديوثا على أهله يعيش على ريعهم فتجرّد من رجولته لينعم بثمن امرأته بعد ان صنع له فرعون مصر بسببها خيرا كثيرا}

– أستغفر الله العظيم فليس ناقل الكفر بكافر-

والسؤال بالطبع هو : ماالذى يجعل أحد أقطاب اليهوديّه المشهورين كــ"ماير" يقول ذلك الكلام السليط البذيئ عن عميد النسل اليهودى الذى يبجّله كل يهود العالم (بل و يبجّله مسلمى ومسيحييى العالم كذلك) ؟؟؟؟

أليس ذلك غريبا جدّا؟؟؟

نعم.... هو شيئ غريب جدّا , ولكن الأغرب منه هو سبب فعله لذلك , اذ أن "ماير" قرّر التضحية بالذكرى العطرة لسيّدنا ابراهيم عليه السلام من أجل اختلاق عظات وعبر من القصّة لا تصب الاّ فى خانة احتقار وازدراء غير اليهود بصورة لا توصف الاّ بأنها المادة الخام للعنصرية

ازّاى؟؟؟؟!!!!

خلّيكم معايا خطوة بخطوة... واحدة واحدة :

لأن التوراة مقدّسة لدى اليهود , ولأنهم يؤمنون بها كاملة غير منقوصة , فان رفض أو تكذيب أى نص بها يضعهم بين المطرقة والسندان , ولهذا فقد قرّر "ماير" – وتبعه فى ذلك الغالبية العظمى من يهود العالم- التسليم بالرواية التوراتيّه مدّعين أنهم بصدد استخلاص العبر والعظات منها , وبهذا فقد بدأت محاولات "ماير" لتبرير نزول سيّدنا ابراهيم - ومن بعده عدد آخر من أنبياء ولدوا من صلبه - الى مصر فى اطار من التحامل على مصر والمصريين بحكم اللعنات التوراتيّه التى تصبّها التوراة صبّا على رؤوس المصريين بل وعلى رؤوس بنى حام بالكامل , وفى سياق الاشارة الى مصر على أنها رمز للدنيا الدنسة فى مقابل طهارة الايمان ونقائه... وفى سبيل ذلك يقول "ماير" :

{مرّت ظروف فى تاريخ شعب الله رأينا فيها الله نفسه يأمر شعبه المختار بالالتجاء الى مصر مؤقّتا , فعندما كان يعقوب متردّدا فى الذهاب الى مصر خوفا من تكرار أخطاء الماضى , قال له الرب – كما ورد فى سفر التكوين فى الآيتين 3 و 4 من الاصحاح 46- :" أنا الَه أبيك , لاتخف من النزول الى مصر لأنى أجعلك أمّة عظيمة هناك , أنا أنزل معك الى مصر"...... وفى العهد الجديد (الأناجيل يقصد) نجد ملاك الرب يظهر ليوسف رجل مريم أم المسيح فى حلم ويقول له – كما ورد فى الآية 13 من الاصحاح الثانى لمتّى- : قم وخذ الصبى وأمّه واذهب الى مصر"...... و اذا كانت مصر ملجئا فقد كان يعقوب حفيد ابراهيم يخشى من نزولها خوفا من تكرار أخطاء الماضى}

ممممممممممم......

وياترى بقى ماهى أخطاء الماضى هذه من وجهة نظر "ماير" التى يؤمن بها غالبية المجتمعات اليهودية بدليل الاقبال الشديد على كتاب "ماير" الأشهر والمعروف باسم "حياة ابراهيم" ؟؟؟؟!!!

الفاجعة هى عندما نعرف ما هى هذه الأخطاء فى المعتقد اليهودى , اذ يستطرد "ماير" قائلا :

{ان ابراهيم لم يتلقّ رسالة صريحة من الله بنزول مصر , بل تصرّف بمجرّد تفكيره الشخصى , ويالها من غلطة شنيعة , ألم يكن خيرا لاِبراهيم أن يلقى بكل المسئولية على الله؟ ولهذا فانه وعندما فقد ابراهيم ايمانه ونزل مصر فقد فقد أيضا شجاعته وأقنع زوجته أن تقول على نفسها أنها أخته بعد أن كان قد سمع عن فساد أخلاق المصريين وخشى أن يقتلوه ليتمكّنوا من سارة التى كانت على قدر عظيم من الجمال رغم تقدّمها فى السن , وقد ضلّل هذا الكلام المصريين فعلا لأن سارة أخذت الى بيت فرعون , فكان هذا الموقف الذى وقفه اِبراهيم دليلا على ضعفه وجبنه ولم يستطع أن يجد له مبرّرا يدافع به عن نفسه فكانت غلطة شنيعة من شخص عاش بالايمان كل تلك المدة الماضية وهى الغلطة التى لم يكن الرب ليسامحه عليها لو كانت قد عرّضت نسله اليهودى الموعود والمختار للخطر ...... وعندما أخذ فرعون سارة صنع الى اِبرام خيرا جزيلا بسببها , وهذا ماقد يفعله العالم لمن يستسلمون له ولمغرياته الدنيوية ... وهكذا علم اِبرام وعلمنا معه أنه عندما يترك الابن الضال بيت أبيه فانه يخسر كل مايعطى للحياة قيمة حقيقية فينحط الى مستوى الخنازير من غير اليهود حتّى ولو شعر فى بداية الأمر بنشوة السرور الوقتى للحصول على الشهوة المشتهاة ..... ولهذا فان سقطة اِبرام فى مصر تعطينا صورة عن طبيعته الأصلية حيث لم يكن يسمو كثيرا عن المصريين وعن سائر بنى المشرق من غير اليهود الّذين لا يتردّدون فى الكذب لدفع ضرر أو كسب خير..... ولهذا أقول لكم يا أيّها الشعب المختار ويا أبناء الله المفضّلين أن الّهنا لايشترط توافر الأخلاق النبيلة حتى يتم أجل أعماله , فهو قادر على أن يخلق من الحجارة أولادا لابراهيم ...... يا أيّها الشعب المختار ويا أبناء الله المفضّلين نحن بالطبيعة لا شيئ , بل نحن نجسون فاسدون فما بالكم بغير اليهود ...... يا أيّها الشعب المختار ويا أبناء الله المفضّلين ان الّهنا لا ينبذنا بمجرّد خطيئة واحدة من تلك الخطايا التى خلق الّهنا غير اليهود وهو مجبولين عليها..... ولقد حذّر الّهنا بصوته الالَهى الذى زلزل بيت فرعون , أقول حذّر فرعون الفاسد والدنيئ والذى استقى صفاته من فساد ودنائة المصريين بل ومن فساد ودنائة من هم من غير اليهود , حذّره من أن يسيئ الى عبده المختار أو الى زوجته , ففرعون الدنيئ كان لابد ان ينتقم لنفسه من ذلك الشخص الغريب الذى كذب عليه و خدعه, ولأن الّهنا كان يحمى ابراهيم فان فرعون لم يستطع أن يمد يده اليه , بل لم يجسر أن يسترد الهدايا التى خلعها عليه كصداق لسارة , فكانت هذه الزيارة لمصر بمشيئة الّهنا أساسا للثروة الطائلة التى تمتّعت بها ذريّته فيما بعد... ولكن الواقع ان الّهنا سمح بذلك لكى يزيد اِبرام التصاقا به ولكى يفصله عن مصدر الشر الذى لصق به طويلا..... كم نحن مدينون بالشكر لتوراتنا التى لم تتردّد عن ذكر خطايا أقدس قدّيسينا ولا شك أن فى هذا دليل على صحّة توراتنا وعظمتها }!!!!!!!!!!!!!

!!!!!!!!!!!!

انتهى كلام "ماير"

!!!!!!!!!!!

!!!!!!!!!!

وهنا دعونى اتحامل على آلام مرارتى المفقوعة لأتأمّل هذا الكلام العجييييييب وأقول:

= اذا كانت مصر هى رمز الحياة الدنسة فلماذا خصّها الله بأن تكون حمى الأنبياء وملجأهم بأوامر صريحة من الرب؟؟؟

= هل يوجد الّه لليهود فقط دونا عن غير اليهود؟؟؟ وهل أسقط الله غير اليهود من حساباته؟؟؟؟ و اذا لم يكن الوضع كذلك فلماذا يصرّ "ماير" وسائر اليهود على الحديث عن الله بصيغة "الًهنا" التى من الواضح أنها لا تعنى سوى "الًهنا نحن اليهود"؟؟؟!!!

= أمّا عن خطيئة ابراهيم الكبرى فهى نزوله مصر دون أوامر صريحة من الرب , وأمّا عن الشغل الشاغل لــ"ماير" وأمثاله من اليهود فهو أن سيّدنا ابراهيم كان بذلك يعرّض النسل العبرى للخطر بدخول بذرة نجسة غير عبرية فى سلساله

= حتى يكون بالامكان كيل المزيد من الشتائم للمصريين وصب المزيد من اللعنات على رؤوسهم فان "ماير" لم يتورّع عن شتم وسب النبى ابراهيم ذاته , ولا بأس لديه من أن يصل الى حد ان يقول أن سيّدنا ابراهيم لم يكن يسمو كثيرا عن المصريين وعن سائر بنى المشرق من غير اليهود الّذين لا يتردّدون عن الكذب لدفع ضرر أو كسب خير ( وتعبير سائر بنى المشرق ورد فى أكثر من موضع فى التوراة للدلالة على العرب من أهل البادية , ناهيك بالطبع عمّا يحمله هذا المصطلح من معنى لدى رجل دين يهودى مثل "ماير" باعتباره أحد الغربيين)

= أما عن ورود مثل هذه الترهّات والتطاولات على سيّدنا ابراهيم فى التوراة فان هذا من وجهة نظر "ماير" وغالبية اليهود دليل قاطع على صدق التوراة....ولذلك فـــ"كم نحن مدينون بالشكر للتوراة"!!!!!!!!!!!

وللأسف.....فلم يكن كل هذا الاّ جزءا يسيرا من عنصريّة الفكر اليهودى وعنصرية العقليّة اليهودية التى سترون معى صورا أكثر قربا واكثر قباحة لها فى المداخلات القادمة........ وللحديث بقية

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

لست هنا بالطبع بصدد الدفاع عن سيّدنا ابراهيم عليه السلام فهو الموصوف بخليل الله وأبى الأنبياء والّذى يتجلّى موقفنا كمسلمين منه فى اسمه الذى نتلوه فى التشهّد فى كل صلاة لنا , ولكن الغريب أن تكون العنصريّة والكراهية السوداء عند اليهود لكل ما هو غير يهودى بذلك العنف الذى يدفعهم الى تشويه صورة سيّدنا ابراهيم طالما كان ذلك يحقق لهم ترسيخ تحقير وتصغير شأن من هم من غير اليهود رغم أن اليهود هم احفاد ابراهيم وهم الذين كتبوا التوراة..... واذا كان اليهود قد صدّعوا رؤوسنا بزعمهم الدائم بنقاوة الدم العبرى فدعونى أقول لهم أنه من فمهم ندينهم وممّا كتبوه فى التوراة بأيديهم فانّهم بأنفسهم قد قصّوا علينا قصّة بدايتها لاتبشّر بالخير أبدا فيما يختص بالطهارة المطلقة للشعب العبرى ونقاوة بذرته خلال كل تلك القرون

ويبدو أننا –المصريين- عاملين لليهود عمل ومطلّعين لهم خرّاج فى دماغهم منذ آلاف السنين , ويبدو أن عنصريّة اليهود تجاه غير اليهود وكراهية غير اليهود تتجلّى أكثر ما تتجلّى ضد المصريين منذ بدأ اليهود فى كتابة التوراة... فكراهيتهم لنا ليست تاريخيّة مزمنة فحسب , بل هى مقدّسة وأبديّة حسب نصوصهم التوراتيّه.... ورغم أن ما تم صبّه من لعنات فى التوراة على رؤوس المصريين والفراعنة كان من باب – كما يعتقد الكثيرين- أن المصريين القدماء كانوا كفّارا ملاعين الاّ أننى أتعجّب من وصم التوراة للمصريين بالفساد فى سياق سردها لقصّة سيّدنا ابراهيم فى مصر ....اذ أنه وبكل المنطقيّة و بامعان العقل قليلا فان القصّة التوراتيّة (وأشدد على أن الاستدلال مبنى على ماورد فى القصة التوراتية وليس بناءا على ما أعتقده أنا أو ما أؤمن به أنا )عن الفترة التى كان بها سيّدنا ابراهيم فى مصر لا تجعل من الفساد صفة للمصريين بقدر ما تصم به الجنس العبرى ممثّلا فى سيّدنا ابراهيم – حاشا لله - ...... فالحقيقة أن القصّة التوراتية بها الكثير ممّا لم يره اليهود رغم شدّة وضوحه.... فمثلا :

= تقول التوراة أن اِبرام أوعز لزوجته أن تنكر زوجيّتها له.... لماذا؟؟؟؟ تجيبنا التوراة على لسان سيّدنا ابراهيم بقوله : "ليكون لى خير بسببك , وتحيا نفسى من أجلك" !!!!!!!! ورغم أن سارة فى ذلك الوقت كانت قد تجاوزت السبعين من عمرها بحسب المصادر التوراتيّه فان من كتبوا التوراة أصرّوا على أنّها كانت "حسنة جدّا" – حسب التعبير الذى دوّنوه بأيديهم فى التوراة - , ومن هنا اخذها فرعون – المصرى – ليضمّها الى حريمه , ولكن بعد أن أمهرها لدى "أخيها" بصداق جزيل –قال عنه "ماير" انه كان أساس ثروة العبريين الطائلة بعد ذلك وهى الثروة التى تمتّعوا بها وأشتهروا بها- .... وهنا دعونى أسأل : أى كرم هذا من المصريين؟؟؟؟ وأى صداق ذاك من المصريين؟؟؟؟

= اذن..... وحسب الرواية التوراتيّة (وأشدّد على مقولة : حسب الرواية التوراتيّة):

الفرعون (المصرى) لم يختطف سارة... ولم يغتصبها...وانما تزوّجها من اخيها و أعطاه مهرها فقبل أخيها "الذى هو زوجها فى الواقع" المهر وبارك الزيجة , وعندما علم الفرعون (المصرى) بجليّة الأمر واكتشف تلك الخديعة فانه لم يحاول ايذاء سيّدنا ابراهيم (رغم ان الفرعون انّما هو ملك مطلق)... وانّما وحسب النص التوراتى قال لسيّدنا ابراهيم : "ما هذا الذى صنعت بى؟"... وبالعقل والمنطق فانه لايمكن أن نفهم من هذه العبارة شيئا آخرا غير أن الفرعون يقول : "أى عار ألحقته بى يا رجل عندما زوّجتنى زوجتك"......... وأكرر.....فالنص التوراتى قال بصراحة ووضوح لا لبس فيه : " ماهذا الذى صنعت بى؟لماذا لم تخبرنى أنها امرأتك؟لماذا قلت هى أختى حتّى أخذتها لتكون زوجتى؟ "

وماذا كان رد فرعون (المصرى) حسب الرواية التوراتيّه؟؟؟؟

ألم يرد سارة الى زوجها معزّزة مكرّمة ولم يبقها عنده لحظة واحدة بعد علمه بحقيقة الأمر؟؟؟

ألم يزد فى الكرم والسماحة فترك لأخيها "الذى هو زوجها" صداقها ومهرها ولم يطالبه باعادة هذه الثروات الطائلة –حسب ما ذكر "ماير" فى وصفه لضخامة هذه الثروة - ؟؟؟

مع كل هذا....فان "ماير" و اليهود الّذين رفعوا من كتاباته الى عنان السماء لايرون فى هذا سوى فساد فى أخلاق المصريين!!!! ويصفون أبى الأنبياء ابراهيم عليه السلام بأنه انحط الى مستوى المصريين (الخنازير كما ورد على لسان "ماير") فى درس يراه اليهود مقصودا من "الَههم" حتى يتجنّبوا فى المستقبل الانحدار الى مستوى المصريين , لنجد ماير وهو يقول فى صفحة 46 من كتابه حياة ابراهيم : "ولهذا فان علينا الانتباه الى أولئك الأدناس من الأغيار الّذين سيحاولون تدنيسنا وجرّنا الى دنس أخلاق المصريين وأرضها النجسة" ... وتناسى اليهودى المخبول الموتور أن المسيح ذاته لم يختر الله له فى الكون بأكمله وبأفلاكه وعوالمه وبلدانه وأراضيه سوى مصر لتحتضنه وتحميه وهو طفل رضيع

أمّا عن تجلّى العنصرية اليهودية فى أكثر صورها تطرّفا فقد كان فى القصص التوراتيّة المتعلّقة بسيّدنا ابراهيم والتى قصّت علينا كيف حصل اليهود على أرض فلسطين القديمة... وهو موضوع آخر ... موضوع كبير.... وللحديث بقية

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

هؤلاء العنصريّون العبرانيّون اليهود الّذين كتبوا التوراة:

أليس غريبا ان يكونوا قد كتبوا فى التوراة فى سفر التكوين مايلى عن زيارة سيّدنا ابراهيم لمملكة "جرار" التى كان يحكمها الملك "أبيمالك":

{وقال ابراهيم عن سارة امرأته هى أختى*فأرسل أبيمالك ملك جرار و أخذ سارة * فأخذ أبيمالك غنما وبقرا وعبيدا واماء و أعطاها لابراهيم}

تكوين :14،2:20

ثم – وبحسب الرواية التوراتية- أقطعه الملك أبيمالك أرضا

{ هوذا أرضى قدّامك* أسكن فى ما حسن فى عينيك }

تكوين 15:20

ثم – وبحسب الرواية التوراتية – أن أبيمالك ملك جرار (الفلسطينية) والتى من المفترض أنها على حدود شبه جزيرة سيناء الشرقية قال لسارة :

{ انى أعطيت أخاك ألفا من الفضّة}

تكوين 16:20

وهنا أسأل نفسى وأسألكم : كيف حصل اليهود على أرض فلسطين القديمة؟؟!!!

وأعود الى ذلك اليهودى العنصرى المأفون المدعو "ماير" وفى نفس كتابه حياة ابراهيم وفى الصفحة 121 لنجده يقول :

" ان ماتوحيه الينا الكلمات الواردة فى سفر التكوين تدل على معاهدة شريرة عقدها اِبرام مع سارة , فانه اذا كان يتحدث الى ملك الفلسطينيين انسابت من بين شفتيه كلمات تكشف لنا سر سقوطه فى تلك الخطيئة عندما دخل أرض الموعد فى بداية الأمر , وعندما نزل الى مصر تحت ضغط المجاعة , وعندما تكرر سقوطه هذه المرة , وفى هذه الآية تكوين 13:20 نراه يقول :" وحدث لمّا أتاهنى الله من بيت أبى أنى قلت لها : هوذا معروفك الذى تصنعين الى فى كل مكان نأتى اليه , قولى عنّى : هو أخى"!!!!!!"

ويقول "ماير" بالحرف الواحد فى نفس الصفحة من كتابه:

" لقد كان جبنه وخطيئته لا يغتفران ولكن الَهنا غفر له...... فقد ارتضى أن يعرّض النسل الموعود للخطر "

لاحظوا معى أن مشكلة ماير ومن يشايعه من اليهود ليست فى تلك الفرايا التوراتية التى تحض من قدر وشرف أبى الأنبياء ولكن مشكلتهم تكمن فى طهارة الدم العبرى ونقاؤه...ياخبر...منتهى العنصرية

ثم يستطرد ذلك العنصرى المهووس قائلا :

"لقد كان الأمر مخلاّ بالشرف جدّا !!!! أن يسمح لنفسه بأن يجعل سارة تجوز محن كهذه وسط هذه القبائل الهمجيّة"

والغريب أنه فى هكذا سياق لسرد الأحداث حسب قصص التوراة فان "ماير" واليهود يرون أن الفلسطينيين هم الذين كانوا همجا!!!!

ثم يستطرد "ماير" فى نفس الصفحة قائلا :

"ومع مزيد من الأسف كان مستوى ابراهيم الأخلاقى فى هذا الموقف أحط من مستوى الفلسطينيين الأخلاقى الّذى هو دنيئ بطبعه وسليقته!!!!! حتّى انه أعطى الفرصة لأبيمالك عندما اكتشف أن سارة زوجة اِبرام ليوبّخه قائلا : جلبت علىّ وعلى مملكتى خطيّة عظيمة – حسب ماورد فى سفر التكوين 9:20- ولا شك أن الصورة التى ارتسمت فى مخيّلة ملك الفلسطينيين عن الَه اِبرام بذلك لم تشجّعه على الايمان به...انه لأمر يمزّق الأحشاء حسرة وألما أن نرى أحد الوثنيين يعيّر رجلا من أكبر أولاد الله بالكذب"

وكالعادة.....فان هذه القصة التوراتية يخرج منها اليهود بعظة وعبرة تصب فى خانة مصلحتهم , اذ يقول ماير بناءا على ماورد فى سفر الأيّام الأول 21:16:

"ان معاملة الَهنا لاِبرام بازاء هذه الخطيّة تملأ قلوبنا ثقة فى أننا شعب الرب المختار اذ أنه لم يتخل عن اِبرام ولم يتبذه , وعندما أشرف اِبرام وسارة على حافة الخطر نتيجة تلك الخطيّة فان الَهنا القدير أنجاهما بل و وبّخ أبيمالك من أجل اِبرام وأخبر الَهنا ابيمالك أنه كان محكوما عليه بالموت وأمره ان يلتمس الصلاة من نفس الشخص – اِبرام- الذى خدعه , والذى رغم كل سقطاته المتكررة كان لايزال نبى شعب الله المختار والذى له قوة من الرب"

الغريب هنا انه وبحسب القصص التوراتيّة فانه وبعد ان تمكّن العبرانيّون من أرض فلسطين ومن ثروة مصر بالكيفية المشينة التى تريد التوراة المكتوبة بأيدى اليهود تصويرها , فان ابيمالك طلب من سيّدنا ابراهيم عليه السلام ابرام معاهدة يلتزمان وكل أفراد ذرّيتيهما بها قائلا : "احلف بالَهك ها هنا أنك لاتغدر بى ولا بنسلى ولا بذرّيتى".... ثم نجد شيئا أعجب وهو اخبار القصص التوراتيّة بتنصّل ابيمالك من مسئولية اغتصاب أفرادا من شعبه لبئر ماء كان يستخدمها العبرانيين (لاحظوا معى اصطلاح اغتصاب الفلسطينيين لبئر فى أرضهم هم).. ولهذا تم ابرام معاهدة أخرى بخصوص هذا البئر وكانت هذه المعاهدة معلنة عن طريق سبعة نعاج تركت ترعى حول البئر فى علامة أن البئر ملك للعبرانيين ( ولهذا سمّيت المنطقة ببئر سبع – أى سبع نعاج- وفى مقولة أخرى بئر القسم بعد ان أخبرتنا القصص التوراتيّة أن سيّدنا ابراهيم قد غرس شجرة "اثل" دائمة الاخضرار بجانب البئر لتذكير كل الأجيال بملكيّة العبرانيين له!!!!!!!!)

وبحسب هذه الروايات التوراتيّة المكتوبة بأيدى يهوديّة فانّه يحق لى أن أسأل سؤالا منطقيّا :

= لماذا أصبح أهل فلسطين يخشون ضيوفهم؟؟؟

لقد أصبح – فى عرف العقلية اليهودية العنصرية- أن تمكن العبرانيين من الأرض ومن خيراتها (البئر) ما هو الاّ اشارة ربّانيّة أن الَههم مكّن لهم فى أرض غيرهم لأنهم شعب الله المختار وباقى شعوب الأرض من النفايات..... وهو ما يؤكّده قول ذلك العنصرى اليهودى ماير فى ختام حديثه عن تلك المرحلة التاريخية بقوله :

" كانت جرار (فلسطين) قاعدة لملك ابيمالك فاستأصل الّهنا شعبها من سكّان الأرض وأستحقٌوا اسم: الفلسطينيين الملعونين"

!!!!!!!!!

ويا للعنصريّة.... وأين أنت أيّها التاريخ؟؟؟ أين أنت أيّها العالم؟؟؟ وأين أنت يا حمرة الخجل

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

بعض التعليقات

- نظرة اليهود (و المسيحيين ايضا) للانبياء تختلف عن نظرتنا

فنحن نرى ان الانبياء معصومين من الخطأ بحفظ الله لهم، اما هم فيرون انه يجوز عليهم المعاصي و الكبائر من الخطايا، مما يمهد لعقيدة الصلب و الفداء في المسيحية

- رأي مخلوف في ان سارة اخت غير شقيقة فيه بعض التكلف. و الا فلماذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان ابراهيم كذب ثلاثا؟ فهي لم كانت اخته على الحقيقة لما كان هناك كذب اصلا.

- العنصرية واضحة جلية في كتابات اليهود من قديم.

مثلا، هناك قصة ان النبي لوط اسكرته ابنتاه و زنيا به ليكون لهم ابناء (تكوين 19 من 34 الى 38)، و ليست مصادفة ان يكون ابن الاولى هو اب للمؤابيين، و البن الثانية هو اب للعمونيين. فهؤلاء الشعبين كانوا اعداء لاحقا للعبرانيين و يسكنون شرقيهم (الاردن سوريا الخ)، فكانت هذه القصة سلاحا ضدهم (ابناء زنى من محارم).

و مثال اخر كذلك قصة اخرى عن نوح انه سكر و تعرى، و ضحك ابنه حام من هذا، و ستره ابناؤه الاخرين، سام و يافث. فلما افاق نوح، لعن كنعان (ابن حام)

فلماذا يلعن نوح من لم يضحك منه؟ السبب ان كنعان هو اب لمن سكنوا فلسطين و الشاحل شمالها، و كان بينهم و بين العبرانيين حروب طويلة و عداء. فكانت هذه القصة سلاحا ان كنعان ملعون (و بالتالي نسله ايضا!)

و هذه الاضافات لم تكتب في وقتها في التوراة، بل بعد السبي البابلي (586 ق م)، عندما كانت العداوات قائمة بين العبرانيين و بين هؤلاء

الشعب اراد الحياة و القيد انكسر

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...