اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

عقدة "السيد المحترم"


Sherief AbdelWahab

Recommended Posts

لأنني مع مَن يحاولون الاقتراب من الأشياء وتحليل طريقة عملها .. أعتبر أن هذا المقال رغم عدم نشره في صحيفة ورقية من أقوى وأكثر ما قرأت جرأة وصادمية هذا العام..

قرأت رأيا يقول صاحبه أن المصريين يعبدون القوة , وأنهم يهابون صاحبها ويحترمونه , بينما لا يأبهون أو يحترمون الشخص الطيب أو الذي يعاملهم باحترام , فهذا الشخص يعامل هو نفسه معاملة متدنية من بقية الناس لو كان علي هذه الحال . وضرب صاحب الرأي مثلا بجابي الضرائب قديما , لو كان قاس وصارم لسهلت مهمته واحترمه الجميع ووقروه واستجابوا لكل مطالبه . والعكس صحيح , لو كان الرجل مهذبا أو عطوفا لاحتقره أولئك الناس وعاملوه بازدراء . ودعا صاحب هذا الرأي علماء النفس والاجتماع والسياسة لدراسة هذه الظاهرة وعلاجها .

فكرت فيما سبق , وتذكرت أنني منذ سنوات كتبت مقالا عن سيكولوجية العبيد, تناولت فيه ظواهر مجتمعية سلبية جعلت من بعض الناس أصحاب المناصب الكبيرة والذين يعتبروا قادة في مواقعهم يفضلون أن يسيروا جنب الحيط كما يقول المثل عن أن يعلنوا رأيهم الحقيقي في أي أمر من الأمور , خشية ألا يتوافق رأيهم مع صاحب الأمر , لذلك من الأفضل الابتعاد عن أي مناطق خلافية , ولو حتي في إطار المنهجية العلمية أو المنطقية التي تسمح بالاختلاف في الرأي دون أن يكون لهذا الاختلاف عواقب وخيمة . وبمرور السنين وتراكم هذه المواقف من نخبة المجتمع وقادة الرأي والمواقع أصبح هذا السلوك جزء من ثقافة المجتمع , فلابد لكي تنجو بنفسك من احتسابك علي طرف دون الآخر , أن تكون باهتا , لا لون لك , كما أنك علي الجانب الآخر لو أتيحت لك الفرصة لأن تكون قاسيا مع الآخرين , فلتفعل دائما , فلو أنك لم تفعل ذلك , لفعلوا هم بك .

أذكر دائما المشهد المتكرر لعامل أو موظف يكره رئيسه بشدة لأنه لم ينصفه في علاوة أو ترقية , وربما يصب لعناته عليه في صلواته وفي كل مناسبة , لكن هذا العامل أو الموظف ينسي كل شئ لو أن رئيسه هذا التقاه وربت علي كتفه , أو لو أنه سأله عن أولاده , وأيهم الكبير وإلي أين وصل في مراحل الدراسة , لو أن الرئيس فعل ذلك لنسي الموظف كل جبروته واعتبره أبا حنونا , لم يفعل أي شئ ضده إلا لصالح العمل .

الرأي الذي قرأته بشأن عبادة المصريين للقوة والجبروت يحتاج إلي تشريح نفسي واجتماعي وسياسي , حتي نستطيع أن نعالجه وأن نخفف من خلايا عبادة الفرعون في دمائنا , فظواهر أخري تتجه نفس اتجاه هذا الرأي , فبعد الثورة _ مثلا _ تم إلغاء الألقاب وأطلق علي كل مواطن لقب السيد , وهو أعلي لقب يمكن أن يشرف به إنسان , فأنت سيد نفسك , ولست عبدا لأحد ولست تابعا لأحد , ولكن النفس المصرية أبت إلا أن تعيد استخدام ألقاب أكل عليها الدهر وشرب , فانتشر استخدام كلمة باشا رغم انها كانت لفترة طويلة رمزا للعبودية والاستغلال , أم كلمة بك فهي " مرطرطة " في كل مكان , ناهيك عن الحنين للألقاب الأخري , فهذا كشري السلطان , وذاك مطعم السرايا , وآخر كبابجي الملك , وغيره فول الخديوي , وهناك ترزي أفندينا , بجانب طبعا استخدام الكلمات الأجنبية في مشروعاتنا السياحية والترفيهية , فهذه قرية فينيسيا وذاك فندق البارون وآخر بورتو ...إلخ . وهذا كله في رأيي نابع من الشعور بالدونية والإحساس بأن لغتنا العربية لغة " بلدي " لا تليق والرحلة التي نعيشها ولا تليق بالناس اللي مش بلدي اللي ها يستخدموا هذه المشروعات , إن الشعور بالدونية من أخطر مراحل الاستسلام لأي أفكار خارجية حتي لو كانت هذه الأفكار تتعلق بالاحتلال الأجنبي .

http://almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?New...ge=1&Part=2

فكروا فيها..

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...