(6) لحظة مختبئة

[سيناترا]

(6) لحظة مختبئة

هي لحظة تأتي خلال العمر مرة واحدة، وربما لا تأتى أبدا. تعزلنا عن كل شئ، تنفرد بنا لتفاجئنا بأننا لسنا كذلك . لم نكن نحن الذين كنا منذ قليل، كيف صرنا كذلك؟ وكيف استدرجتنا السنون لنصل إلى هنا ! خالعين عنا ذواتنا وحقيقتنا، مستبدليها بزيف محض، حقيقتنا التي تبدو في هذه اللحظة عارية مخجله، لا ندرى كيف نواجهها ولا كيف نستعيدها أو نتصالح معها، في لحظة كهذه يغيم الأفق ويبدو كل شئ رماديا، ونحس قسوة العمر الذي مر على عجل في غفلة منا، دون أن ندرك أن الذى سرق منا لا يستعاد.

وفي ميدان كبير يعج بالمتظاهرين والهتافات والدخان، وفي ليل كئيب تتقيأ فيه الأعمدة ضوئها الأصفر، وفي جو مشحون بالتوتر والخوف والقلق يكون من الصعب توقع لحظة كهذه، لحظة نواجه فيها حقيقة قاسية كتلك .

فأنا هنا منذ الصباح الباكر، أصف الجنود وأعطي أوامري بالانتباه والتيقظ، أراقب الميدان و زحامه وأفواج البشر المتدافعين إليه والخارجين منه. متحفزا كنت ببذلتي العسكرية وأزرارها اللامعة ونسر يحلق فوق رأسي يبحلق في وجوه الجميع حتى المساء، حتى تدفقت أعداد كبيرة منهم وتجمعوا وبدءوا بالهتاف والصياح، حينها أشرت للجنود فاندفعوا محاولين إسكاتهم وإخلاء الميدان منهم ومن لافتاتهم وشعاراتهم، تدافعوا كموجات غاضبة لبحر عفي . لمعت نجمات على كتفي وحلق نسر فوق الميدان.

كان في مواجهتي بهيئته التي تركته عليها في صباح اليوم، لكنه لم يكن هو، عيناه تتقدان جمرا وصوته عال قوي، يهتف كما يهتفون ويهدر مثلهم، بوجه ثائر واجهني، شتمني ولعنني وغنى للمدينة .

مذهولا كنت وعاجزا عن فعل شئ، كان حرا يفعل ما أراد وكنت ما لم أكنه، تساءلت لماذا لا ندعهم يهتفون؟ لماذا لا نهتف معهم؟ كيف مضت الأحوال وتبدلت الخنادق وتحولت البنادق لنوجهها إلى صدورنا؟ ... بالتأكيد لم نكن نحن حينما كنا هكذا .

اقتحمتنى الأسئلة واقتنصتني اللحظة المختبئة التي تأتي مرة واحدة وسألتني: " من أنت؟ " .. قلت: " هو الآن يعرف أكثر .. اسأليه " .

[shahd]

عمق واتقان.. وابداع فاق الحدود.. سيناترا شكرا لك

[masraweya]

جمييييييييييييييييييييلة

متى يدركون أننا في خندق واحد؟؟؟؟؟؟

[akramgroup]

الله على هذه الكلمات المعبرة

شوفوا سبحان الله اهو الكلام ده من 3 سنين

وشكرا لمصراوية عشان رفعتلنا الكلمات القوية دى

أكرم,,