اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

ومضات مصرية مضيئة


amir

Recommended Posts

الأحد 05 يناير 2003 16:45

مجدي خليل

أعزائي القراء مع بداية عام جديد نتمنى أن يحمل الخير للجميع، ووسط كم هائل من الأخبار المقلقة عربيا وعالميا، ووسط حالة الاضطراب وعدم الاستقرار التي تجتاح المسكونة، ووسط توقعات بعام جديد يحمل معه تحديات جسام للبشرية، يفضل أن نتكلم عن بعض الأشياء الإيجابية فى مصر التي اختتم بها العام المنصرم والتي تدعو إلى التفاؤل بين كل هذا الكم من الفوضى الإنسانية.

الومضة الأولى: 7 يناير عيداً رسمياً للمصريين

فاجأ الرئيس مبارك الجميع بإعلانه 7 يناير إجازة رسمية لمصر، وهي خطوة تستحق التحية، وبالفعل عبر الأقباط في كل مكان في العالم عن امتنانهم وشكرهم للرئيس على هذه اللفتة الكريمة، وبلا شك أن هذه الخطوة تؤكد عدد من الأمور.

1- أن الأقباط شعب راق مسالم يقدم الامتنان والشكر عن أي لفته صغيرة كانت أم كبيرة، وهم لا يشتكون لمجرد الشكوى ولكنهم لهم مطالب حقيقية وعندما تقدم الدولة أي شيء إيجابي لصالح الوحدة الوطنية يسارعون على الفور بتقديم الشكر.. إن حرص الأقباط على الوحدة الوطنية شيء ثابت وهو الذي يدفعهم للفرح والتهليل بأي خطوة تعمل على تقوية هذه الوحدة.

2- واضح إنه لا أحد من المسلمين اعترض على قرار الرئيس مبارك بل على العكس قوبل القرار بالارتياح، وهذا ما نكرره دائما إن إنصاف الأقباط إذا جاء من قبل الدولة لن يعترض أحد عليه، وهل يعترض إنسان سوي على العدل والمساواة في الحقوق.

3- لفترة طويلة كانت الدولة تخشى اتخاذ أي خطوة لدعم الوحدة الوطنية خوفا من رد فعل المتطرفين، وهذا المنطق ثبت خطئه وخطره، لأنه يعني مكافئة التطرف والتراجع أمامه بدلا من مواجهته، بالإضافة إلى أن تقوية الوحدة الوطنية والتماسك الوطني ونشر التسامح هو أحد الأدوات الهامة في مقاومة التطرف ومحاصرته.

4- منذ عدة سنوات صدر قرارا بإسناد إصلاح وترميم الكنائس إلى الإدارات المحلية، وهذا العام صدر قرار 7 يناير، وهي كلها خطوات إيجابية لكنها تسير بمعدل بطئ جدا ولا تتناول القضايا الأساسية وعلى قمتها المشاركة السياسية للأقباط وإذا استمر التعامل مع ملف الوحدة الوطنية بهذا البطء فمعنى ذلك أن على الأقباط أن ينتظروا طويلا حتى تحل مشاكلهم الأساسية.

على كل الأحوال نحن ممتنون يا سيادة الرئيس وعام جديد ملئ بالصحة والسعادة لك ولأسرتك ولكل المصريين.

الومضة الثانية: الإفراج عن سعد الدين إبراهيم

والحقيقة أن قضية د. سعد الدين إبراهيم أخذت أكثر من حقها، فهو عالم اجتماع ومهمته الأساسية تشخيص السلبيات والأمراض الاجتماعية والبحث عن مسبباتها واقتراح طرق معالجتها. وما قام به سعد الدين إبراهيم لم يتعد هذا. فما معني كل هذه الضجة إذن ؟ إنها قضية بخسارة للجميع، فهناك قضايا يخرج الجميع خاسرا منها وقضية سعد الدين إبراهيم من هذا النوع.. لم يربح أحد. وسمعة مصر لم تشوه بما كتبه سعد الدين إبراهيم وإنما طالها الرذاذ من حبسه ومحاكمته ونحن نأمل إغلاق ملف هذه القضية بسلام، بالحكم العادل الذي ينتظره الجميع.

ومما يذكر أن سعد الدين ابراهيم ومركز بن خلدون كانوا من الأصوات التي طالبت بجعل الأعياد المسيحية القبطية أعيادا قومية، والطريف أن د. سعد الدين ابراهيم أول من استفاد من هذا القرار فقد تأجلت قضيته من 7 يناير إلى 4 فبراير وربك لا يضيع تعب أحد وعقبال البراءة الكاملة.

الومضة الثالثة: مقالات أسامة الباز

يوم 23 و24 و 25 ديسمبر كتب د. أسامة الباز هذه السلسة من المقالات القيمة في الأهرام، وهي أفضل ما قرأت له حتى الآن، وكما يقول المثل العربي "قطعت جهيزة قول كل خطيب"، صحيح أن هذه المقالات تأخرت كثيرا إلا أنها وضعت حدا للخرافات المنتشرة في المجتمع المصري والعربى عن بروتوكولات حكام صهيون وفطيرة الدم، وتحقير اليهود، وإنكار الهولوكوست، والتطاول على التوراه، وكلها خرافات تضر بقضايا العرب ولا تنفعهم في شئ، علاوة على أنها نسيج متكامل من الأكاذيب. وعجبي على هؤلاء القوم الذين لديهم قضية عادلة وواضحة ويلطخونها بتبني الخرافات.

كما قلت تأخر أسامة الباز طويلا ولكن أرجو أن تكون بداية لصحوة تقاوم الفكر الخرافي الذي أصبح تجارة رائجة في الإعلام المصري وتضع حد لصناعة الكراهية والحقد وتدفع الناس إلى التفكير العقلاني في مشكلاتهم والتجاوب معها وفقا للأسس السياسية المتبعة دوليا.

ونتمنى أن يكتب د. أسامة الباز سلسلة مقالات مماثلة عن أمريكا أيضا حتى يضع حدا للعداوة الفظيعة التي يروجها الساخطون ضد كل ما هو أمريكي. وكلام أسامة الباز له مصداقيته العلمية، وأيضا علاوة على أنه أحد أبرز رموز النظام إلا أنه أيضا محبوب من رجل الشارع لنزاهته وبساطته وحرفيته المهنية وأيضا له جذور وتقدير عند الأخوة الساخطين على أمريكا من القوميين والناصريين.

إن مقالات د. أسامة الباز تمثل أحد أدوات النظام للتعبير عن وجهة نظره في القضايا عندما تسود الفوضى، وكل ما نرجوه أن لا يتأخر النظام كثيرا في الإعلان عن رأيه، لأن الفوضى الموجودة في الإعلام المصري تطول النظام نفسه في الخارج وكتابات الساخطين والمتطرفين والمتاجرين للأسف كلها تعمل ضد مصالح مصر الحقيقية. وننبه إلى أن أغلب ما يكتب أو يذاع في المنابر المصرية والعربية يقرأ مترجما في واشنطن بعد 11 سبتمبر، ومن ثم فإن هذا المناخ العدائي يقف ضد مصالحنا القومية التي يسعى المخربون لتدميرها.

الومضة الرابعة: العلاقات المصرية الأمريكية

في الأسابيع الأخيرة من السنة لاحظت إدراكا لدى البعض لخطورة تراجع العلاقات المصرية الأمريكية وهي أصوات محدودة وضعيفة، ولكن يبدو أن المسئولين أدركوا خطورة هذا التراجع وأبدوا بعض المرونة، وما نتمناه تقوية دور هؤلاء الذين يسعون إلى تفعيل العلاقات المصرية الأمريكية، وللعلم نحتاج إلى مجهود كبير لتجاوز أخطاء كثيرة وقعت في هذا الإطار.

على كل حال، كل سنة والجميع بخير ونتمنى في العام الجديد أن تتحول الومضات إلى أضواء كاشفة تبدد في طريقها أطنان الخرافة والأكاذيب المنتشرة في العالم العربي.

http://www.elaph.com:9090/elaph/arabic/index.html

يا وطنى : كل العصافير لها منازل

الا العصافير التى تحترف الحريه

فهى تموت خارج الأوطان

ـ نزار قبانى ـ

103.gif

رابط هذا التعليق
شارك

ما يقرفني أن الكاتب مجدي خليل وهو أحد الإكتشافات التي فرضتها علينا وسائل الإعلام الأمريكية يصر على فصل الأقباط عن الشعب المصري واصفا إياهم بأنهم "شعب"...في حين أننا كلنا ندرك و نؤمن بأننا مواطنون بغض النظر عما هو مكتوب في خانة الديانة....أي مواطن عادي يعرف ذلك...ويجب كمواطنين أن نكون أكثر حذرا عندما يتكلم هؤلاء ...فهم يدركون "فضفاضية" لغتنا العربية...بأن يقول بعضهم عن أهل النوبة مثلا أنهم "شعب"...أي ما يعني ضمنا أنهم قومية مستقلة و كأننا استعمرنا أراضيهم...

و نحن نسأله و نسأل أمثاله...لماذا لم يتحرك ضد الكراهية التي تبديها بعض الفرق المتطرفة في أمريكا تجاه العرب و المسلمين...خاصة من كتب عنهم رضا هلال في كتاب مثير للجدل...

ولماذا يدافع باستماتة عن الحضارة الأمريكية التي وصفها في حديث لـ"الجزيرة" بأنها حضارة نظيفة لم تقم على إراقة الدماء كما قامت عليها حضارات العالم القديم...و هو فرض يشبه كلاسيكيات الفيلم الهندي!

ولماذا يكرس هو و أمثاله الشعور العربي و الإسلامي بالذنب تجاه كل إرهاب يحدث في العالم؟...ماذا عن التطرف الأمريكي و الأوروبي و الياباني و الهندوسي و كيف وصل كل أولئك إلى سدة الحكم في بلدانهم بدرجات متفاوتة...وكيف كاد جان ماري لوبان أن يصبح رئيسا لفرنسا ذات المقعد الدائم في الأمم المتحدة؟

عموما...غدا تحتفل مصر بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام...يحتفل به المواطنون مسلمين و أقباطا...ولا أعتقد كمواطن مصري أن أقباط مصر يشرفهم أن يكون أمثال مجدي خليل وصيا عليهم..أو متحدثا رسميا بإسمهم...و لا تطربهم نشازيات الجوقة إياها التي تعزفها عادة عندما يزور رئيس الجمهورية بلاد الأمريكان!

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...