اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (فرض منسي)


أبو بكر

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيد الخلق وأشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وسلم.

السلام عليكم أخوة الإسلام ورحمة الله وبركاته.

أعتذر أيها الأخوة عن طول الموضوع, ولكن هذا هو أقصى ما يمكن من اختصار.

وبعد.

هذا أيها الأخوة الأحباء فرض نسيه معظمنا

ولنبدأ على بركة الله..

وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ

قال الشيخ الخاقاني رحمه الله تعالى:

أول علم الذكر إتقان حفظه *** ومعرفة باللحن من فيك إذ يجري

فكن عارفا باللحن كيما تزيله *** وما لمن لا يعرف اللحن من عذر.

التجويد مصدر جود تجويدا. والإسم منه الجودة وهو عكس الرداءة.

وهو في اللغة يعني التحسين.

وهذا العلم لا يمكن بحال إلا أن يؤخذ مشافهة من العلماء. ولا يمكن لأن يؤخذ من الكتب.

قال العلماء في هذا:

من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة *** يكن عن الزيغ والتصحيف في حرم

ومن يكن آخذا للعلم من صحف *** فعلمه عند أهل العلم كالعدم

وهذه هي الطريقة التي انتقل القرآن بها إلينا.

من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, ثم الصحابة, ثم التابعين, ثم تابعي التابعين….

وهكذا بالتواتر .

قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:

التجويد هو إخراج كل حرف من مخرجه, وإعطائه حقه ومستحقه من الصفات.

وحق الحرف هو الصفات الملازمة له, ومستحق الحرف هي الصفات التي قد تطرأ على الحرف تارة وتتركه تارة.

أجمع علماء الأمة على أن قراءة القرآن مرتلا مجودا هو فرض عين على مسلم مكلف عاقل.

أما عن الدراسة الأكاديمية لهذا العلم فهو فرض كفاية.

فضل تعلم القرآن والأمر بترتيله الفرآن :

أولا من القرآن:

(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (البقرة)

قال إبن مسعود:

والذي نفسي بيده إن حق تلاوته أن يحل حلاله, ويحرم حرامه, ويقرأه كما أنزله الله, ولا يحرف الكلم عن مواضعه, ولا يتأول منه شيئا على غير تأويله.

(إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) (الإسراء)

(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا) (الإسراء)

(وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (الزمر)

فمن قرأ القرآن بغير ترتيل وتجويد, فقد خالف هذه الصفة, وهي كونه عربيا غير ذي عوج. ولأن اللحن والخطأ في القراءة يتنافيان مع فصاحة القرآن العربي الذي هو حجة على اللغة وأهلها. وبهذا فهو يقرأه على عوج.

(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) (الفرقان)

(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ)(قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا)(نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا )(أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) (المزمل)

وقراءة القرآن بغير ترتيل وتجويد, تكون قراءة معوجة يسميها القراء "هذرمة".

ثانيا: بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:

1- خيركم من تعلم القرآن وعلمه.

2- يا أبا هريرة تعلم القرآن وعلمه للناس, فإنك إن مت على هذا زارت الملائكة قبرك كما يزار البيت العتيق.

3- من قرأ القرآن واستظهره (حفظه) فأحل حلاله وحرم حرامه, أدخله الله به الجنة, وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم وجبت لهم النار.

4- الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة, والذي يقرأ القرآن وهيتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران. أجر القراءة وأجر التعتعه.

والمشقة في القراءة أيها الأخوة الأحباء لا يمكن إلا أن تكون مشقة التعلم كما قال العلماء, حيث تجد الشيخ المعلم يرد طالب العلم في كل حرف. أما من يقرأ منفردا مجتهدا, فهو يهذرم بالفرآن ولا يجد من يرده, فأين المشقة في ذلك؟؟.

وإذا جلست مع شيخ معلم, ستجده في البداية يردك في كل حرف تقريبا حتى تستقيم قراءتك.

5- عليكم بتعلم القرآن وكثرة تلاوته.

6- تعلموا القرآن واتلوه حق تلاوته.

7- إن الله تعالى يحب أن يُقرأ القرآن كما أنزل

8- من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلو كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا

نزلت عليهم السكينة.

وغشيتهم الرحمة.

وحفتهم الملائكة.

وذكرهم الله فيمن عنده.

من منا أيها الأخوة الأحباء يستغني هذا الشرف والفضل؟؟؟.

وأحاديث الصادق المصدوق صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الموضوع كثيرة.

وآخر ما سأذكره هنا هو قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:

"خيركم من قرأ القرآن وأقرأه".

ثالثا: من بعض علماء الأمة:

قال زيد بن ثابت:

القرءة سنة يأخذها الآخرون عن الأولون.

قال عروة بن الزبير:

قراءة القرآن سنة من السنن, فاقرأوه كما عُلمتم.. وفي رواية كما أُقرئتموه.

قال الإمام النووي رحمه الله وجازاه خيرا عن أمة الإسلام:

كان العلماء لا يجالسونا ولا يحدثونا بالفقه والحديث, حتى نحغظ القرآن ونتعلمه ولو برواية.

قال إبن غازي:

إعلم أن علم التجويد لا خلاف في أنه فرض كفاية, والعمل به فرض عين على كل مسلم ومسلمة من المكلفين. وقد ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة.

وأفتى الشيخ محمد بن خلف الحسيني الشهير بالحداد رحمه الله شيخ القراء والمقارىء المصرية سابقا عندما سؤل :

ما حكم قراءة القرآن بدون تجويد؟, وما حكم الإكتفاء بأخذه من المصاحف بدون معلم؟؟

فأجاب: أقول وبالله التوفيق والهداية إلى أقوم طريق..

اعلم أن تجويد القرآن الكريم واجب وجوبا شرعيا يثاب القاريء على غعله, ويعاقب على تركه. فرض عين على كل من يريد قراءة القرآن لأنه نزل على نبينا (صلى الله علي وعلى آله وسلم) مجودا ووصل إلينا كذلك بالتواتر, وأخذ القرآن من المصحف بدون تلق من أفواه المشايخ المتقنين لا يجوز.

فهو أيها الأخوة الأحباء صيانة للقرآن من اللحن والتغيير.

بارك الله فيكم جميعا وهداكم وإيانا إلى ما يرضيه عنا.

والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته.

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...