اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

لا تدخل اذا كنت لا تقرأ بلال فضل


احمد هادي

Recommended Posts

اعزائي ....

بقالي مده بدعبس علي كل ما هو متاح من مقالات الكاتب المتعدد المواهب بلال فضل علي الشبكة

وهذه هي الحصيلة

عيشوا

وادعولي

أيها الإخوة المواطنون ننتقل الآن إلي إذاعة خارجية من ميدان المنشية في مدينة الإنتاج الإعلامي لننقل لكم الخطاب التاريخي المرتقب فإلي هناك.

بسم الله الرحمن الرحيم «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسي أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون» صدق الله العظيم. يا أبناء شعبنا العظيم، لقد اتخذت قراراً وأرجو أن تعينونني عليه. (صوت من داخل القاعة: لاتتنحي.. لاتتنحي) ومين جاب سيرة التنحي.. استنوا شوية.. الخطبة طويلة لسه طويلة.. لقد قررت أن أقطع جميع العلاقات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن فاض بنا الكيل بعد تدخلاتها في شؤوننا الداخلية ..

لقد كنا كرماء للغاية مع الولايات المتحدة علي مدي الثلاثين عاماً الماضية.. سلمنا بأن تسعة وتسعين في المائة من أوراق اللعبة في يدها.. وقعنا كل اتفاقيات السلام التي دعت لها، ووافقنا علي كل الشروط المجحفة التي بها.. تخلينا عن السياسات الاشتراكية في الاقتصاد، وتحولنا إلي نظام رأسمالي رسمت لنا معالمه.

. دعتنا إلي حرب الخليج فلبينا، وأرسلنا خيرة أبنائنا إلي هناك متحملين هجوماً شرساً لم يسبق له مثيل، وقمعنا المظاهرات التي قامت احتجاجا علي ذلك.. سنة بعد سنة استجبنا لكل الطلبات الأمريكية في مناهج التعليم..

فتحنا بلادنا علي مصراعيها للمطاعم الأمريكية، والملابس الأمريكية، والأفلام الأمريكية، والأغاني الأمريكية، والمسلسلات الأمريكية، وجميع رموز الثقافة الأمريكية.. بدأنا تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية علي أوسع نطاق، فألغينا الاستفتاءات الرئاسية التي كنا ننجح بها آمنين مطمئنين، واستبدلناها بانتخابات ينافسنا فيها اللي يسوي واللي ما يسواش.. فعلنا كل هذا راضين طائعين صابرين قانتين وحريصين علي ألا نقف ضد أقوي قوة في العالم، لأنه لم يعد مكان في عالمنا للعنتريات الفارغة.

. لكن للصبر حدود.. ويبدو أننا قد بلغنا آخر الصبر مع أمريكا التي لم يكفها أننا قمنا بكل ماسبق من أجلها في زمن قياسي لم تقم به أي دولة في العالم.. فأخذت تحتج علي أننا نقوم بضرب أبناء وطننا بالأحذية، وسحلهم في الشوارع، وتعرية بنات جلدتنا من ملابسهن، وهتك أعراضهن، وسوقهن إلي البوكسات كما تساق النعاج.. لقد تعدت أمريكا بمثل هذه الاحتجاجات خطاً أحمر لايمكن لنا أن نقبل به أبداً.. إننا يمكن أن نفتح قناة السويس لما شاءت أمريكا من حاملات وطائرات وبوارج لتضرب إخوتنا في العراق..

يمكن أن نسمح لها بأن تملي علينا كل ماتريد من إجراءات اقتصادية وتجبرنا علي توقيع اتفاقية الكويز للتعاون القسري مع إسرائيل.. يمكن أن نسمح لها بأن تفعل ماتشاء في المنطقة وأن تستخدمنا لكي نكون شرطيها الخاص، لكن لا يمكن أبدا أن نسمح لها بأن تعترض علي سحلنا لمواطنينا.. لأن سحل الدولة لأبنائها قرار وطني سيادي.. لقد تجاوزت حدك أيها الدولة الغاشمة..

هل وصل بك الأمر إلي أن تمنعينا من ضرب مواطنينا بالأحذية وفرق الكاراتيه والعصي الكهربائية.. لا.. أفيقي من غفلتك يا أمريكا، فوالله لن نقبل أبداً تدخلك هذا ولن نسمح أبدا بأن تمنعينا من لذة عظيمة مثل هذه.. خذي ماشئت من امتيازات سياسية وسيادية واقتصادية واجتماعية وثقافية..

خذي السماء والأرض والموارد والمصادر والثروات بل وخذي أعيننا إن شئت.. لكن اتركي لنا مواطنينا نسحلهم كيفما شئنا.... خلي بيننا وبين شعبنا نفعل به ماشئنا، فنحن وحدنا نعرف مصلحته ونحن وحدنا نعرف مايسعده ومايشقيه.. إنني أوجه تحذيراً نهائياً للولايات المتحدة الأمريكية أن تتوقف عن أي تدخل فيما تقوم به قوات الأمن تجاه أبناء بلادنا وتكتفي بالتدخل في كل شيء آخر.. وإلا فإننا سنشن عليها حرباً لا هوادة فيها، والله أكبر فوق كيد المعتدي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

ستعتبرني هازلاً لأنني تخيلت خطاباً تاريخياً مثل هذا. لكنك لن تظن بي هزلاً أو عبثاً إذا كنت - قبل أن تنكشف أنباء الزيارة الخاطفة الغامضة لجمال مبارك إلي واشنطن - قد استمعت إلي عشرات التصريحات التي أطلقها كبار المسؤولين ضد أمريكا وعلي رأسها التصريح الشهير بأن «أمريكا تنتقدنا لأننا لانسمع الكلام»،

وهو التصريح الذي جعل ملايين المواطنين يشعرون بأنهم كانوا بايتين بره مصر طيلة الثلاثين عاما الماضية، فقد كنا جميعاً متأكدين أننا نسمع الكلام بحذافيره، كما كنا نظن أننا نتلقي معونة من أمريكا، لكن تصريحاً نارياً آخر أكد لنا أن مانأخذه من دولارات لانعلم أين تذهب ليس سوي ثمن لمصالحنا المشتركة مع أمريكا وليس معونة لاسمح الله.

أيضا كنا نظن أن سياستنا ترتكز كما قيل لنا علي الواقعية السياسية التي تدرك أن أمريكا هي أكبر قوة عظمي في العالم، ولامصلحة لنا في مناطحتها ومقارعتها، لكن قراءة المقالات النارية التي يكتبها حراس معابد الصحف القومية ضد أمريكا جعلتنا نتساءل عن الفرق بينها وبين صحف البعث والثورة وتشرين وصوت فنزويلا وأنباء طهران وأخبار بوليفيا والمسائي الكوبي وغيرها من صحف الدول التي نتهمها دائماً بالشطط والانفلات والرعونة، صحيح أن حراس معابد صحفنا القومية كتبوا بأيديهم التي تستاهل لفها - مشيها لفها - معلقات شعر في مديح أمريكا ومتانة علاقاتنا التاريخية معها، لكن يجب أن نتذكر أن أمريكا لم تكن وقتها قد ارتكبت خطيئتها التاريخية بالغضب لمواطنينا المسحولين أرضاً.

هل غضب أمريكا لوجه الله والحقيقة والإنسانية؟ هل يحق لها أن تحتج علي سحل مواطنينا وهي تمارس ذات السحل في جوانتانامو وأبو غريب وغيرهما من المعتقلات السرية؟ هل يمكن لوطني صادق أن يسمح لنفسه بالاستقواء بحكام أمريكا؟ هل حكام أمريكا يمكن أن يناصروا صاحب قضية أو مبدأ؟ بالطبع «لا» هي الإجابة عن كل التساؤلات السابقة، فالمتغطي بالأمريكان عريان،

وماجبناش ولم يثبت علي أنفاسنا هذه الأنظمة المتعفنة سوي حكام أمريكا. لكن هذا ليس المهم الآن، المهم أننا أصبحنا نعادي أمريكا ليس لأننا قررنا إنتاج قنبلة ذرية، وليس لأننا أصبحنا أصحاب قرار سياسي مستقل وقررنا أن نحرمها من كل الامتيازات السيادية والسياسية والاقتصادية في بلادنا، وليس لأننا قررنا أن ننفتح أكثر علي دول أهم ليس لها مطامع توسع وهيمنة مثل الصين واليابان ونمور آسيا،

وليس لأننا قررنا أن نرفض كل الاتفاقيات الاقتصادية التي لم تجلب لنا سوي الخراب والفساد وأكل مال النبي، لا وحياتك، نحن نعادي أمريكا الآن لأنها تحتج علي قمع قضاتنا وسحل مواطنينا وهتك أعراض بناتنا، يااااه ده احنا جامدين قوي.. في الخيبة القوية

بقلم بلال فضل

تم تعديل بواسطة احمد هادي

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

خَدوهم علي إخوانة (بقلم :بلال فضل)

هل تصدقني إذا قلت لك إنه لم يتغير شيء في أحوالنا؟ آسف علي هذه الدخلة الغبية، نسيت أنك متأكد أنه لم يتغير شيء في أحوالنا وأن في حياتك من الشواهد علي ذلك مايكفي لتأليف دائرة معارف كاملة. دعني أغير السؤال ليصبح كالآتي: هل تريد دليلا إضافيا علي أن أوضاع مصر لم تتغير وأننا بلد يعشق العيش في الدوائر المفرغة التي ربما كانت تمنحه شعورا بالأمان والاستقرار الذي أوصاه به الأجداد في حكمهم الخالدة الخامدة “اللي تعرفه أحسن من اللي ماتعرفوش.. الباب اللي يجي لك منه الريح سده واستريح.. خطي سنة ولاتعدي قناة

”؟ لن أرهقك في البحث عن إجابة فأطلب منك أن ترجع إلي الصحف المصرية التي كانت تصدر في أوائل القرن العشرين لتكتشف بنفسك أنها كانت تعالج القضايا نفسها التي نشكو منها الآن بنفس تفاصيلها، بدءا من الإسلام وأصول الحكم، وصولا إلي تدهور الأخلاق في المواصلات العامة، فربما يتسبب ذلك في إصابتك باكتئاب “دكر” يفقدك الرغبة في الحياة أو يدفعك إلي الهجرة إلي بلاد ليس بها أرشيف صحف، سأطلب منك فقط أن تعود إلي عام 87 الذي شهد انتخابات برلمانية حقق “الإخوان المسلمين” فيها انتصارا مدويا، ارجع إلي صحف تلك الفترة وأعدك أنك لن تشعر بالغربة أبدا، ستجد نفسك وسط نفس الوجوه الحميمة السائدة حكما ومعارضة وفنا وثقافة، وحدهم لاعبو الكرة هم الذين اعتزلوا، لكن البركة في غيرهم من اللاعبين الذين باسم الله ماشاء الله لايزال عطاؤهم متواصلا

في جميع الملاعب، وهو عطاء لست بحاجة لأن أذكرك بحصيلته فأنت تتجرعها و”تتكرعها” بالهناء والشفاء. عد إلي صحف عام 87 وأراهنك أنه لولا الورق الرديء وبنط الحروف القديم والإخراج الذي “بعافية” ستشعر أنك تقرأ صحف هذه الأيام دون أدني مبالغة. ستجد عناوين صحفية بالبنط العريض واللون الأحمر الحياني تتحدث عن خطر الإخوان المسلمين علي الديمقراطية وتهديدهم الحياة السياسية وخطر استيلائهم علي الحكم باستخدام اللعبة الديمقراطية التي لا يؤمنون بها، ومعارك سياسية بين كتاب يرحبون بالإخوان كقوة سياسية لايمكن تهميشها وبين كتاب، يذكرون الجميع بأن الإخوان قوة محظورة ويحذرون كل من يتعاطف معها، ومعارك فكرية حول صلاحية شعار “الإسلام هو الحل” للتطبيق، وتحليلات سياسية حول أثر احتكار الحزب الوطني بما يمثله من فساد للسلطة، وأثر ذلك علي إضعاف المعارضة السياسية وصعود التيار الديني، هوه الكلام بتاع اليومين دول هواه، بل أحيانا ستجده صادرا من قائليه أنفسهم دون رتوش، ستقرؤه وأنت تضرب كفا بكف وتسأل نفسك: كيف يمكن لبلد لم يتعلم من دروس حاضره القريب أن يتعلم من دروس ماضيه السحيق. وكيف يمكن أن نثق في مسؤولين يتصرفون بارتباك إزاء هذا الصعود الإخواني الكاسح وكأن الإخوان خدوهم علي خوانه أو علي “إخوانه” إن صح التعبير، بينما سبق لهم أن واجهوا هذا الصعود نفسه بنفس مؤشراته وملابساته وظروفه قبل 18 عاما فقط، بالطبع أنت تعلم وأنا أعلم والله من قبلنا يعلم أنهم واجهوا أزمات متشابهة مرارا وتكرارا وفشلوا في حلها مرارا ومدرارا، لكن هذه المرة الأمر مستفز جدا ويدعو للغيظ، والأسئلة التي يثيرها هي أسئلة تبدو تافهة لكنها في رأيي جوهرية جدا، وعلي رأسها :هل من المعقول أن مسؤولي بلادنا يثقون في الكتاب الموالسين والخبراء الاستربتيزيين والمحللين السياسيين الذين صنعتهم الدولة علي عينها، وتربوا في عافيتها، ووصلوا إلي أماكن لايستحقونها بعافيتها أيضا؟ هل من المعقول أن مسؤولي بلادنا يصدقون مايقوله هؤلاء من أن الإخوان نجحوا لأن لديهم بلطجية يجبرون الناس علي التصويت لهم بالسيوف والسنج ويشترون أصوات الناس بملايين الدولارات وبدعم أمريكي وقطري ووهابي وأنهم منعوا ملايين المحبين للحزب الوطني من الوصول إلي مراكز الاقتراع وأرهبوا القضاة وأرعبوا ضباط الداخلية الذين نعلم جميعا أن أفئدتهم كأفئدة الشعراء رقيقة لينة حائرة؟ إذا كان المسؤولون يصدقون هذا الهراء فتلك مصيبة وإذا كانوا لايصدقون ولايثقون فالمصيبة أعظم. وإذا كنا سنظل كل كام سنة نعيد ونزيد فيما سبق لنا أن عدنا وزدنا فيه فما جدوي الحياة إذن؟ وأين هو لن أقول الفكر الجديد بل أين هو الفكر أساسا. وما الذي كان سيحدث لو كنا قد اعترفنا بعد انتخابات 87 بالإخوان كقوة شرعية وأخرجناهم من نور الشعارات إلي ظلام الواقع ليتورطوا معنا فيه، كما حدث في تركيا وإندونيسيا وماليزيا والسودان والأردن واليمن والكويت ولبنان والمغرب؟ وهي كلها بلاد علي اختلاف تجاربها وظروفها لاتدعي ليل نهار الريادة والصدارة كما ندعي نحن لكنها حلت مشكلة التيار الإسلامي التي مازلنا نعيد ونزيد فيها من أوائل القرن الماضي، حيث سمحت بخروج الإسلاميين للنور ضمن ضوابط معينة وأتاحت لهم مساحات واسعة من الحركة الشرعية، فأثبتت للناس أن الإسلاميين ليسوا ملائكة بل هم بشر يخطئون ويصيبون وأن الإسلام هو الحل، لكن تطبيق البشر له هو المشكلة، بدليل أن الإسلاميين هؤلاء أنفسهم لايقدمون إسلاما واحدا بل يقدمون اجتهادات مختلفة للإسلام بعضها يصيب وبعضها يخطيء، وبعضها يجلب الخير ويكسب أصحابه حب الناس، وبعضها يجلب الخراب نفسه الذي جلبته تيارات أخري ويذهب بأصحابه لسجون زملائه الإسلاميين. لكن المشكلة في بلادنا أن المسؤولين يغيرون موالسا بموالس وكاذبا بأكذب ويفضلون النظر في المرآة التي تريهم جمال أنفسهم وحلاوة سياساتهم، ولذلك ستقرأ في عام 2027 الكلام نفسه الذي تقرؤه الآن والذي قرأته قبل ذلك في87.

أخيرا، من المعلوم في الحياة بالضرورة أنك إذا قمت بتعيين أحد ليعمل لديك من أجل هدف معين ثم ثبت لك أنه فاشل في تحقيق هدفه، فضلاً عن أن مايقوم به يؤدي إلي نتائج معاكسة لما تهدف إليه، فإن مصلحتك المباشرة تقضي بأن تقوم باستبعاده والبحث عمن يحقق لك أهدافك. كما أنه من المعلوم في الحياة بالضرورة أنك إذا دأبت علي اختيار أناس يفشلون في تحقيق أهدافك ويحققون دائما نتائج معاكسة لما تهدف إليه فالمشكلة ليست فيهم، المشكلة في.. المشكلة في.. في.. في درجة الإضاءة التي تختار مساعديك في ظلها.. وإنت قاريني بقي يا قارئي.

تم تعديل بواسطة احمد هادي

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

الـواد وأبـوه !

***

بقلم : بلال فضل

هذه القصة تشغل أمريكا الآن ، بطلها « تيدي » طالب في المرحلة الثانوية في إحدي مدارس ولاية تكساس، ينتمي إلي عائلة ثرية معروفة بتأييدها للحزب الجمهوري الذي يحكم أمريكا الآن والذي طالما حكم تكساس نفسها لسنوات طويلة، فجأة قرر الابن تيدي أن يعلن انتماءه للحزب الديمقراطي الذي شعر بالانتصار لأنه خطف ابن واحدة من العائلات الأمريكية مفرطة الجمهورية، والد تيدي شعر بالخيانة بسبب ما فعله ابنه الذي فضحه وسط أصحابه في الحزب ، فقرر أن يمتنع عن دفع نفقات الجامعة التي كان سينتقل ابنه إليها في العام المقبل، فجأة تحول الأمر من خلاف عائلي خلف الأبواب المغلقة إلي قضية تشغل بال أمريكا ، هل من حق الابن أن يخرج علي الانتماء السياسي للعائلة في مجتمع محافظ مثل تكساس ، مازال الانتماء العائلي يشكل فيه عاملاً مهمًا جدا، بدأ الأمر عندما استضافت أشهر محطة إذاعية في تكساس الأب والابن في مواجهة سياسية علي الهواء ليتحدث الإبن عن سر اختياره لانتماء سياسي جديد ،

ويتحدث الابن عن صدمته هو وعائلته في الابن الذي خان مبادئ العائلة وعن كيف يعتبر أن قراره بعدم دفع نفقات تعليم ابنه أبسط رد علي قرار الابن، انهالت المكالمات علي البرنامج تؤيد الابن وتحثه علي المضي في قراره وتهاجم الأب - النتن - طالبة منه ألا يستخسر في ابنه نفقات التعليم، ألقي الابن في البرنامج مفاجأة من العيار الثقيل عندما قال : إنه لا يريد من أبيه أن يدفع نفقات تعليمه وأنه ليس بحاجة إلي ذلك ، كيف إذن ستكمل تعليمك ياتيدي وأنت الذي تحلم بدخول هارفارد أو ييل .

وكلتاهما من أغلي وأرقي جامعات أمريكا، قام تيدي بطل المصارعة في مدرسته بتأسيس موقع علي شبكة الإنترنت يحكي فيه قصته ويروج فيه لمبادئه المناهضة للحزب الجمهوري والمؤيدة للحزب الديمقراطي ، ويطلب من الذين يقتنعون بقضيته أن يساعدوه علي دفع نفقات تعليمه من خلال التبرع له بمبالغ مالية يحصلون مقابلها علي إعلانات في الموقع .

في خلال أيام معدودة تمكن تيدي من جمع أربعة آلاف دولار من مناصريه الذين كان علي رأسهم جدته أم والده التي قررت أن تنحاز لحفيدها ضد ابنها .

المثير في الأمر أن تيدي مازال يقيم في منزل والده الذي لم يصعِّد الأمر واكتفي بعقوبات اقتصادية علي نفقات التعليم لا علي " المـم " والنوم . في برنامج " إنسايد إيديشن " الجميل شاهدت الأب والابن وهما يجتمعان في مطبخ منزل العائلة في مماحكة سياسية يتحدي فيها الابن أباه في أنه واثق من أنه سيتمكن من إقناعه بتغيير انتمائه السياسي، بينما يؤكد الأب أنها نزوة وستنتهي ، فيما تحاول الأخت الصغيرة أن تقنع أخاها بأن يعيش عيشة أهله الجمهوريين .

انتهي التقرير البديع بلقطة للأب والابن يتصارعان سويا وهما يؤكدان للبرنامج أنهما رغم خلافاتهما السياسية مازالا أعز صديقين وأن السياسة لن تتمكن من تدمير محبتهما لبعضهما البعض.

هل تبدو هذه حكاية عائلية تافهة ؟

لا أعتقد علي الإطلاق ، هل تبدو قصة أمريكية محلية بعيدة عن الهم العام لنا في مصر؟

أبسوليتلي ، بالعكس أعتقد أن هذه الحكاية تدخل في صلب مأساتنا السياسية والاجتماعية ، بل أحب أن أبالغ فأقول إن أحوالنا لن تنصلح إلا لو تمني كل منا أن يكون لديه ابن مثل تيدي، وأن الله تعالي لن ينفخ في صورتنا إلا لو توقفنا جميعا عن تلك المقولة اللعينة التي نقولها في معرض المدح والفخر بأبنائنا " يارب تطلع زي أبوك " ، وهي مقولة ربما لو تخلصنا منها بداخلنا لما ظهرت لدينا يومًا ما مشكلة التوريث، التوريث أياً كان في أي مكان صحرا كان أو بستان .

هنا دعونا نسأل أنفسنا : متي يمكن أن نشهد في بلادنا قصة مثل قصة تيدي ؟

لا تقل لي " ودي تيدي " ؟

بل دعنا نتخيل الأوساط السياسية وهي تهتز يومًا ما عندما تري جمال مبارك وقد قرر الانضمام لحركة كفاية أو حتي إلي حزب الوفد مثلا سواء كان وفد عماد الدين أو وفد بولس حنا أو حتي وفد سمنود ، هل يمكن أن نري إيمان نعمان جمعة وهي تظهر علينا لتقول إنها تري أن والدها غير محق علي الإطلاق في تشبثه المرير بمقعد الرئاسة حتي لو جاء ذلك علي حساب الوفد ، وهل يمكن أن نري ابن الحاج أحمد الصباحي وهو يستنكر إصرار والده علي ارتداء الطربوش .

لا أهزل ورب موسي وفرعون بل أتحدث جادا وأسأل ملحًا ، ماالذي يمكن أن يحدث لو قرر ابن أحد الشخصيات الحكومية البارزة لدينا أن ينضم إلي حزب معارض أو حركة احتجاجية أو ينتقد أباه عيانًا بيانا ؟

هل سيحظي بتقدير أحد أو تشجيعه ، أم ستنهال عليه اللعنات من كل حدب وصوب وتتهمه بعقوق الوالدين وبقلة الأدب والخروج علي الأعراف والتقاليد والقيم ؟

وهل يمكن أن يتبرع أحدنا لابن لو قرر أن يفعل مافعله تيدي، أم أننا سنتبرع جميعا بتذكيره بالعيب والأصول والحرام وأحسن ييجي في عيالك ؟

لماذا يسير الأبناء في بلادنا دائما في ركاب آبائهم سواء في السياسة أو البيزنس أو حتي في الذهاب إلي صلاة الجمعة .

لماذا نسحق دائما تفرد أبنائنا وتميزهم ونفرح باتفاقهم معنا أكثر من اختلافهم معنا ؟

لماذا نخلط دائما بين بر الابن بأبيه وبين تحوله إلي نسخة باهتة من أبيه؟ وهل أساء الآباء في بلادنا تفسير نصوص دينية مثل " وبالوالدين إحسانا " أو " أنت ومالك لأبيك " لكي يمارسوا قمعًا أبويا علي أبنائهم ينتهي بتحول أبناء الناجحين عادة إلي نسخ مشوهة منهم ؟

وهل من بر الوالدين أن نسلم دائما بأنهم علي حق ؟

وهل آباؤنا دائما علي حق ؟

وإذا كان يمكن للأب أن يكون علي حق لأنه قرر أن يحرم الأم من مصروف البيت أو أصدر فرمانًا بإلغاء التصييف في جمصة ، فهل يكون علي حق وهو يعيث في الأرض فساداً أو وهو يأكل مال النبي والصحابة أو وهو يصدر أمرا بضرب المتظاهرين العزل أو التحرش بالصحفيات أو وهو لا يفرق بين بيع عمر أفندي أو اليوستـفندي ؟

أليس حرامًا السكوت علي مايفعله أب كهذا من باب إنكار المنكر

وهل يمكن أن يكون تيدي الأمريكاني أقرب منا نحن منتسبي الإسلام إلي مفهوم بر الوالدين

؟ .

بالطبع ليست كل هذه الأسئلة تحريضاً علي عقوق الوالدين ولا لقتل الأب علي الطريقة الحداثية، بقدر ماهي دعوة لاستغلال أزمة أنفلونزا الطيور لعلنا نغلق مزارع الفراخ التي نفتحها جميعا في بيوتنا ونفرخ من خلالها أجيالاً من الدواجن لا تهش ولا تنش ولا تتمرد ولا تشاغب ولا تعترض ولا تكاكي إلا بما يوافق هوي بابا ..

صاحب المزرعة .

تم تعديل بواسطة احمد هادي

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

كلما فتحت صحيفة قومية تجدها تتكلم كيف ينحني العالم احتراما للرئيس مبارك و كيف يتعلم من حكمته و حنكته , طيب ليس لنا اعتراض , و لكن فقط نريد تفسيرا لما حدث في الامم المتحدة التي اختارت الدول الاعضاء فيها ممثلي قارة افريقيا في المجلس الدولي للحقوق الانسان , حصلت غانا على اعلى الاصوات 183 صوتا و حصلت زامبيا على 182 صوتا و السنغال على 181 صوتا بل و حصلت موريشيوس على 178 صوتا و بينما حصلت مصر على صوت واحد هو صوتها , و هو ما يدعو للاعتقاد بان العالم الذي تتحدث عنه الصحف القومية هو عالم سمسم ""

بلال فضل

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

ندّاهة الأحزاب..!بقلم بلال فضل

مخطئ كل الخطأ من يظن أن عصر المعجزات قد ولي، فنحن نعيش في عصر المعجزات المباركات التي باتت تتوالي علينا يوما بعد يوم، ثبتنا الله وإياكم علي عقولنا.

لا أتحدث عن مايقال عن ظهور السيدة العذراء في أسيوط فتلك معجزة ظنية، بل أتحدث عن المعجزة القطعية التي حدثت في قضية حزب الوسط الأسبوع الماضي والتي يسير بذكرها الركبان، ويعقد علماء الباراسيكولوجي والتليباثي والتخاطب عن بعد جلسات علمية متخصصة لدراستها كإحدي المعجزات التي تحسب لهذا العهد. إذا لم يكن قد أتاك نبأ تلك المعجزة فدعني أمد لك طرفا من خبرها.

كان مؤسسو حزب الوسط قد ذهبوا إلي محكمة القضاء الإداري يحدوهم الشوق إلي صدور حكم بإعلان الحزب بعد أن جاء تقرير المفوضين في صالحهم، لدرجة أنهم اعتبروه وثيقة تشرفهم ويضعونها وساما علي صدرهم، كان القاصي والداني في الأيام السابقة قد بشرهم خيرا بأنهم خارجون إلي النور لامحالة،

وربما لذلك أخطأوا فتفاءلوا ولم يستمعوا إلي المثل الشعبي القائل «ماتتزغردوش إلا أما تتنصفوا خاصة لو كنتو في عهد الراهن»، في المحكمة فوجئ أهل الوسط بتأجيل النطق بالحكم للمرافعة التي كانوا ظنوها قد انتهت، نزل القرار عليهم كالصاعقة، لم يفهموا لماذا حدث ماحدث، أخذ المحامي البارز عصام سلطان وكيل المؤسسين يسأل ويطقّس وياليته ماسأل ومااتطقّس، فقد اكتشف الحادثة التي جرت علي سبعة أعضاء من مؤسسي الحزب قاموا سرا وفي اللحظات الأخيرة قبل إعلان الحكم بإلغاء توكيلاتهم والإنسحاب من قائمة مؤسسي الحزب، المعجزة أن السبعة من إخوتنا المسيحيين،

والأعجز من ذلك أنهم من محافظات مختلفة لايعرفون بعضهم ولم يلتقوا قبل ذلك، وبرغم ذلك فقد قاموا سويا بعمل توكيلات لدي محام واحد ليس لهم به سابق معرفة لكي يقوم بإلغاء توكيلاتهم في الحزب، لاتعجبن ولاتظنن أن أحدا قد هددهم أو أهانهم أو تطاول عليهم في عقر بيوتهم وأمام أسرهم، فذلك أمر لايمكن أن يحدث في أزهي عصور الحريات، كل مافي الأمر أن السبعة في يوم واحد حدث لهم ماحدث للمطربة الشهيرة ليلي جمال في أغنية النداهة عندما قالت فيما قالت «شيئ من بعيد ناداني وأول ماناداني جري لي ماجري لي..

ناداني من يميني ولسه بيناديني بيقول لي حصليني علي بلد الحبايب»، هذا هو ماحدث تماما لإخواننا السبعة، شيئ من بعيد ناداهم، وأول ماناداهم جري لهم ماجري لهم، ناداهم من يمينهم ولسه بيناديهم، قال لهم حصلوني علي مكتب المحامي، عملوا التوكيلات وخلعوا من الحزب لكي لا يغضبوا النداهة التي يمكن أن تغويهم وتسحبهم إلي غيابة جب لايجرؤ علي أن يلتقطهم منه بعض السيارة، حتي أن مؤسسي الحزب بعد أن اكتشفوا ماحدث لم يستطيعوا الوصول إليهم إلا بصعوبة ليعرفوا منهم ماحدث لهم مع النداهة، بالطبع مافعلته النداهة أسفر عن اعتبار حزب الوسط حزبا أقيم علي أساس ديني، لأنه خلا من أي أعضاء مسيحيين،

وهو مالم يكن في بال مؤسسي حزب الوسط الذين لم يعملوا حساب النداهة التي لعلها الآن تظن أنها أحسنت صنعا، ولعلها نالت من أبو رجل مسلوخة ترقية أو علاوة أو مكافأة، بعد أن نجحت في أن يتفرق حزب الوسط أيدي سبأ ويذهب جهد مؤسسيه طيلة السنوات الماضية أدراج الرياح، وسلم لي علي الإصلاح السياسي وسمعني موشح إصلاح الحياة الحزبية الذي لطالما أطربنا به أمين السياسات، ولست أدري كيف يكون هناك إصلاح سياسي أو حزبي ـ أو حتي بت إسمها إصلاح علي رأي عمنا الكبير محيي الدين اللباد ـ طالما يتم منع حزب يحتوي رموزا وقيادات وطنية مشرفة ومشرقة مثل د. محمد سليم العوا والمهندس أبو العلا ماضي ود. عبد الوهاب المسيري وعصام سلطان ود. صلاح عبد الكريم وغيرهم من رجالات مصر المحترمين.

بالطبع تشعر نداهات الحزب الوطني الآن بالسعادة بعد أن فجرت أحزاب المعارضة القائمة من الداخل كما حدث للغد والوفد وقبلهما الأحرار والعمل، أو سقتها حاجة أصفرة كما حدث للتجمع، كما لعلها تشعر بفخر يدعوها لأن تخرق الجبال طولا عندما تجهض الأحزاب القوية التي تريد أن تظهر إلي النور مثل الوسط والكرامة، وهو ماسيحدث طبعا مع مشروع الحزب الليبرالي الذي تحدث الدكتوران يحيي الجمل وأسامة الغزالي حرب عن قرب تأسيسه.

وكل ذلك يكشف عن أن سدنة الحزب الوطني لم يصدقوا أبدا أكاذيب تداول السلطة والمجتمع المدني والحياة الحزبية القوية التي بغبغوا بها طيلة السنوات الماضية، وأنهم لايؤمنون إلا بحرية الأستك التي يمطونه كيفما شاؤوا علي مقاس واحد يحفظه الجميع عن ظهر قلب، ويسهر عبد رب الرئيس سياف ليضمن ألا يخرج أحدا عن المقاس المتفق عليه. والمشكلة أن هؤلاء لايدركون أنه حتي في الألعاب البشرية العادية يجب أن يكون لك خصم قوي لكي تتفوق وتصير أفضل وتعيش أطول في الملاعب. ولعل الجميع يعلم تلك القاعدة الذهبية التي وضعها الآباء المؤسسون للشطرنج «الطريقة الوحيدة لكي تصبح أذكي أن تلاعب خصما أذكي».

لكن من قال أن النداهة أو أمنا الغولة أو أبو رجل مسلوخة يهم أيا منهم أن يكون ذكيا طالما هو مغتر ببطشه وقوته، دون أن يدرك أن بطشه لن يفيده عندما يطلع النهار فيكتسح معه كل مشاعر الخوف والرعب، وأن أسطورة قدرته علي كل شيئ سينتهي مفعولها عندما يؤذن الفجر. أليس الفجر بقريب. لأ. طيب! حتي يطلع الفجر ليس أمام قيادات حزب الوسط سوي أن يواصلوا نضالهم ويبحثوا عن مؤسسين جدد من بين إخوتنا المسيحيين، يشترط فيهم ألا يكونوا مؤمنين بوجود النداهة ولا خائفين من أمنا الغولة، وسيجدون آلافا مؤلفة من بين إخوتنا المسيحيين ممن يحبون لمصر الخير ويدركون أنها تحتاج إلي حزب حقيقي مثل حزب الوسط. أما إذا أرادوا أن يتبعوا ألاعيب النداهة سعيا للتغلب عليها، فأنصحهم بإعلان أن مبادئ حزب الوسط مأخوذة نصا من خطب الرئيس مبارك،

الذي ياما أعلن مرارا وتكرارا أن مصر لاتنحاز أبداً لليمين ولا لليسار، وياحبذا عندها لو غيروا إسم الحزب ليخفوه عن أعين النداهة، فيقومون بتسميته بحزب النُص، لكنني أخشي أن يتوقف إعلان الحزب وقتها علي ضرورة ضم اللاعب الساحر حازم إمام إلي مؤسسي الحزب بإعتباره ملك النُص.

ولاحول ولاقوة إلا بالله

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

أسماء، أمينة، رشا، ندى.. إن قمعهن عظيم!

بقلم: بلال فضل

اسمحوا لي أن أقر أمامكم بالتقصير في حق جهاز الأمن الذي منعتني نفسي الأمارة بالسوء من أن أشيد بإنجازاته التي حققها في الأيام الأخيرة، لا أتحدث هنا عن قضائه علي عدد من رؤوس الإرهاب في سيناء،

فقد كنت سأعتبر ذلك إنجازا تاريخيا لو كان حدث قبل وقوع تفجيرات دهب، خاصة أن كفاءة أي جهاز أمني تقاس بقدرته علي توجيه الضربات الأمنية الاستباقية، وإذا كان جهاز الأمن لم يحقق ذلك في سيناء فمن العيب أن نغمطه حقه ونغفل الإشادة بالضربات الاستباقية الخطيرة التي قام بتوجيهها في وسط البلد لأربعة تشكيلات نسائية روعت البلاد وقضت مضاجع العباد.

ندي القصاص وأسماء علي وأمينة السيد ورشا عزب، تغدت بهن أجهزة الأمن قبل أن يتعشين بمصر، لاتغرنك أسماؤهن الرقيقة ولايخدعنك كونهن من بنات حواء، فأجهزة الأمن لدينا واعية وتطبق الشريعة الإسلامية التي تحذر المؤمنين من "إن كيدهن عظيم"، وعلي مايبدو فقد أدركت أجهزتنا اليقظة أن النشاط المستمر لحركة كفايه لايمكن أن يكون وراءه إلا بنات حواء بسمهن الناقع، بدليل أن اعتقال العشرات من شباب كفايه لم يفد في إقناع الحركة بأن تبطل حركاتها الوحشة وتعارض بأدب وذوق، وتراعي أننا في أيام مفترجة نشهد فيها عيد ميلاد السيد الرئيس.

وبدلا من أن تشتري الحركة لسيادته تورتة بستة أدوار كل فترة رئاسية بدور، قامت بإيعاز من قيادتها النسائية السرية بجمع قلة منحرفة من أفرادها، اتخذوا من مناصرة القضاة ستارا أسود لمعارضتهم لسيادة الرئيس والهتاف بسقوط حكمه، دون أن يفهموا أن الديمقراطية في مصر تكفل لك حق المعارضة لكن ماتقرصش في المعارضة وماتسوقش في الديمقراطية فتتخيل أنك يمكن أن تعارض السيد الرئيس جهارا نهارا عيني عينك وتنسي أنه أبو العائلة المصرية التي لايمكن أبدا أن تكون عيلة مش ولابد، فتسمح بانتقاد باباها في وضح النهار وعلي بسطات سلالم المحاكم والنقابات.

بالتأكيد لن يدرك غافل مثلك أن جهاز الأمن باعتقاله تنظيم النساء الخطير يضرب مليون غراب معارض بأربع معتقلات، يابلاش، فمن جهة يقول لكل مذكر تسول له نفسه بأن يتظاهر ويعبر عن رأيه بأن الأمن لن يرحمه بدليل أنه لم يرحم المؤنثات من الاعتقال، ومن جهة أخري فالأمن باعتقال الناشطات السياسيات يحميهن من الاعتداء عليهن في قلب الشارع.

وهو أمر لابد أن تسعي قوات الأمن لشرحه للناشطات السياسيات، بإجبار قوات الأمن المركزي وفرق الكاراتيه علي تعليق لافتات بها شعارات مثل "أختي الناشطة الاعتقال يحميكي من التحرش الجنسي.. لكي لاتجدي نفسك عارية في قلب الشارع اركبي البوكس أحسن لك"، ناهيك عن كون اعتقالات مثل هذه تدعم المشاركة السياسية وتثبت أن الناشط والناشطة سواسية كأسنان المشط، أعني مشط قدم عسكري الأمن المركزي الذي يركل الاثنين معا.

تسألني وتقول لي لماذا لم تكتف الدولة بعد أن جلبت لها أجهزة الأمن النابهة تلك السيدات المخيفات بالتحقيق معهن في تهم إهانة رئيس الجمهورية والتعدي علي رجال الشرطة الذين يقطرون رقة وحنية؟ ثم يتم إخلاء سبيلهن بعد إحالتهن إلي القضاء العادل بدلا من حبسهن احتياطيا. هنا دعني أذكرك بمبدأ المساواة في الظلم عدل وهو أكثر مبادئ العدالة تطبيقا في بلادنا، وبناء عليه تساوي في الحبس الاحتياطي بين الناشطين والناشطات، خوفا من أن يهرب أحدهم خارج البلاد بما يمتلكه من هتافات وصيحات احتجاج كما هرب غيرهم بما سرقه من مليارات، هل تريد ياصاح أن تخلي دولتنا سبيل نساء كفايه وتترك رجالها فيقال عنها أنها دولة تحابي الجميلات علي أصحاب الشنبات، حاشا وكلا، للجميع مكان في سجون دولتنا التي تسع من الحبايب متين ألف.

تسألني بعد حدث جلل كهذا أين اختفي المجلس القومي للمرأة برئاسة السيدة سوزان مبارك وعضوية السيدات اللامعات الفاضلات اللابدات من عهد جيهان السادات؟ وأين الناشطات الفيمنيزميات الأنثويات النسويات ذوات التمويلات الخارجيات والمحاربات من أجل تسميتهن بأسماء أمهاتهن؟ لماذا لم نسمع لأي من هؤلاء النسوة في المدينة صوتا عاليا يستنكر أو يدين أو يشجب؟.

أجيبك وما الذي حدث أيها الغافل لكي يستوجب الاستنكار أو الإدانة، إن ماحدث يستحق الاحتفال والاحتفاء، فهو يأتي تطبيقا لتوصيات المجلس القومي للمرأة الذي بح صوته وهو يطالب بدعم المشاركة السياسية للمرأة، وهل هناك دعم أكثر من أن يصير الاعتقال حقا مكفولا للرجل والمرأة، فلا فضل لرجل علي امرأة لدي الأمن إلا بكارنيه الحزب الوطني. أما عن مناداتهن بأسماء أمهاتهن فسيتكفل السادة الضباط في سجن النساء بذلك فلاتغضب.

تسألني وتقول ألا يعتبر ماحدث لندي وأخواتها عنفا ضد المرأة من الذي تشجبه السيدة سوزان مبارك وأجهزة الدولة، وأجيبك لاتكن ظالما يارجل من الذي مارس العنف ضد الآخر، هل غاب عنك أن المعتقلات نساء، والمرأة المصرية قوية وعفية وبمائة رجل وقرصتها والقبر، ألم تشاهد فيلم جبروت امرأة للسيدة نادية الجندي أو فيلم وخدعتني امرأة للسيدة نيللي، أو حتي فيلم لاتعتقلني معك وغيرها من أفلام الوطني سينما ـ تقدر تغمض عينيك بس مش هتقدر تفتح بقك.

لذلك، ولذلك كله ياأخي الغافل اتبعت الداخلية النصيحة الشعبية الشهيرة فذبحت للناشطات القطة في ليلة عرس الديمقراطية الذي تعيشه مصر من سنين، وضربت الناشطة بالتاء المربوطة ليخاف السايب ويفكر ألف مرة قبل أن يقول بِم أو يفرقع بُم، وربما لو كانت الدولة قد فعلت ذلك من زمان لما حدث ماحدث في سيناء وطابا ودهب، والأهم من ذلك لما تجرأ المعارضون علي أن يهتفوا ضد رئيسنا الذي أنار لنا كلوبات عرس الديمقراطية فضربنا فيها كرسيا بهتافاتنا المهينة، ولم نستمع إلي كلام رجالاته المخلصين في الصحف القومية بل استمعنا إلي حبائل الشيطان من نساء المعارضة اللواتي لم يكتفين بالتفريق بين الأب وابنه والأخ وأخيه، بل أردن أن يفرقن بين الشعب ورئيسه لولا يقظة رجال الأمن البواسل الذين أهدي إليهم أغنية المطرب الذي أدي الخدمة العسكرية حمادة هلال "والله وعملوها الرجالة".

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

فرختين وشوية مكرونة!

بقلم بلال فضل

كنت أجلس علي مقهي بالكيت كات أرفو جروب بعض الوقت، عندما شدني حديث بعض الجالسين خلفي فرميت ودني لهم بحكم المهنة وياليتني مارميت. كان أحدهم يحدث أصدقاءه زاعماً ظهور حالات كثيرة لأنفلونزا الطيور في إمبابة يحاول مسؤولو مستشفي الحميات أن يتكتموا عليها ويخفوها عن عيون الصحفيين، اتهمه صديقه بالمبالغة قائلا له: إن الحكومة ليس لها مصلحة في إنكار وجود أنفلونزا الطيور، لأنها ليست مسؤولة عنه، بدليل أنه ظهر في أكثر دول العالم تقدماً، أصدر صديق ثالث صوتاً غير مستحب رداً علي صديقه العقلاني ثم قال له إن حكومتنا ـ وصفها بلفظ خادش لحياء الحكومة ـ دوناً عن كل حكومات الأرض هي السبب في كل البلاوي التي أصابتنا وتصيبنا، ففي كل بلاد الدنيا يصاب الإنسان بأنفلونزا الطيور، لأن ربنا كاتبها له، إلا في مصر يصاب المواطن بأنفلونزا الطيور بسبب الفقر الدكر الذي كتبته عليه الحكومة المباركة، هممت أن أسأله توضيحاً لوجهة نظره لكي لاتكون مجرد نفثات مصدور حاقد، لكنه كفاني مؤونة ذلك فاندفع يحكي ـ والعهدة عليه هو ومن أيده في تلك الجلسة ـ كيف أن عدداً من أصحاب مزارع الدواجن في محافظات مختلفة قام بإخفاء آلاف من الفراخ المصابة بالأنفلونزا بعيدا عن أعين جهات الضبط أو بعد أن قام والله أعلم بتحلية أعينها لكي لاتري الرشح ينساب من مناقير الفراخ، ثم تم تهريب هذه الفراخ بين المحافظات بالمخالفة لكل القرارات الوزارية خاصة والمواطن للمواطن كالبنيان المرصوص يرشي بعضه بعضاً، وعندما وصلت الفراخ الداخل عليها دور البرد إلي الأحياء الفقيرة تم بيع الفرخة منها بأسعار تتراوح بين جنيهين وثلاثة جنيهات فتخاطفتها أيدي الفقراء الذين لطالما وقفت عليهم الفرخة المعضمة بعشرة واتناشر جنيه، قال أحد الجالسين حالفاً بالله أن الموضوع تحول إلي سبوبة مضمونة الربح طيلة الأسابيع الماضية، خاصة أن البعض كان يشتري كمية من الفراخ أم اتنين جنيه الفرخة ويبيعها في أحياء شعبية بسعر ستة جنيه للفرخة، وعلي عينك ياتاجر وسلامات ياأجهزة رقابية والعواف ياصحة المواطن محدود الدخل الذي تضعه الدولة نصب أعينها بفتح النون، بالطبع كان الغلابة يضحكون علي أنفسهم وهم يشترون الفراخ المشبوهة بدعوي أن الحكومة ذات نفسها قالت لهم أن يأكلوا الفراخ هنيئاً مريئاً طالما تم طهيها أو غليها في درجة حرارة سبعين مئوية، إذن فلنشتري الفراخ ونهريها سوا وندلق الشوربة ونغسل أيدينا قبل الغلي وبعده، ثم علي رأي السيد طلعت السادات نسمي وناكل، خاصة والذي جعلنا قبل ذلك نأكل الطيور الجارحة والطيور الفاسدة والطيور المهاجرة وحمامة السلام وطيور الظلام وطير الوروار سيعيننا علي أكل طيور عندها شوية رشح. لكن المأساة في أن المتاجرين بالفراخ المشبوهة كانوا يبيعونها حية غير متحملين مسؤولية ذبحها تاركين ذلك للناس كل علي مسؤوليته، والله أعلم هل راعي الذين ذبحوا الاشتراطات الصحية أم لا، هذا إذا كانوا قد راعوا في حياتهم البائسة التي يمشون فيها بالزق أي اشتراطات من أي نوع، لذلك ولذلك كله لم يستبعد جميع الحاضرين وأنا بتبعية رمي الودان أن يكون ماذكره صديقهم عن تزايد حالات المرض في عدد من الأحياء الشعبية، وقد يكون ماأضافه عن محاولة التعتيم علي حالات المرض أمراً حقيقياً وقد يكون من بنات أفكاره، لكنك لايمكن أن تعزوه إلي توظيف لخيال خصب أو موقف عدائي من الحكومة الشفافة أو رغبة في الإرجاف في الأرض عمال علي بطال، بقدر مايمكن أن تعزوه إلي إيمانهم بأن " اللي اتلسع من الريادة ينفخ في الشفافية".

عن نفسي سأصدق الحكومة إذا أقسمت أنها لن تكتم حالة إصابة بشرية مهما حدث، لأنه لم يعد شيء يستخبي، لكنني أصدق أيضا أن الناس أكلت فراخاً فاسدة، لاشك عندي في ذلك، حكي لي سائق أحد أصدقائي حكاية مريرة أبكتني وأبكت من سمعها من الذين يعرفون فيه الصدق والأمانة وطيبة القلب، كان صاحبنا المواطن المبتلي بالعيش في أزهي عصور الإنجازات قد شاهد وهو عائد إلي بيته في الحي الفقير الذي يسكن فيه عربية نقل تبيع فراخاً بسعر خمسة جنيه للفرخة، تذكر أن أولاده لم يذوقوا الزفر منذ مدة، ليس لموقف من الزفر، بل لأنهم يتكاسلون عن الذهاب إلي مترو أو ألفا ماركت لشراء اللحمة الفريش، في لحظة تجلي قرر أن يشتري فرختين ويخلي العيال تاكل، عاد إلي أم العيال التي كتمت الزغرودة بالعافية خوفاً من حسد أم حسين ساكنة الشقة "الملازقة" فقامت في صمت بعمل الفراخ صينية عقبال أمالتك بالبصل والطماطم والفلفل الأخضر وسائر البهارات، تغاضي الجميع عن أي ألوان ظاهرة في الفراخ أثناء ذبحها وتقطيعها مستحرمين السؤال عنها لكي لا تبدو لهم فتسوؤهم، عملت الأم مكرونة معتبرة وسلطة مية مية، وجلس الجميع ينتظرون طلوع الصينية من ثنيات الفرن، كان ثمة صراع شرس يدور في خاطر الأب وهو يري أولاده يتندرون ويضحكون بانتظار التهام الفراخ، أخذ يتساءل ماالذي يمكن أن يحدث لو أكل أولاده الفراخ وكان بها شيء ضار، قرر حسم الصراع قبل أن تستوي الفرختان، فانقض عليهما ليرميهما في صفيحة الزبالة، طالباً من أولاده أن يقنعوا بالمكرونة والسلطة، فهما مازالا مضمونين حتي الآن، بعد بكاء هذا وصخب ذاك وقلم علي وش تلك رضي الجميع بالأمر الواقع، تحلقوا حول الطبلية في المطبخ، ليس لأنهم لايحبون الأكل في أودة السفرة بل لأن الشقة أودتين بمضارهم ـ لم يتسلموا المنافع مع الشقة ـ ، أخذ صديقنا يصف وهو يمنع نفسه من البكاء كيف رأي أولاده يأكلون المكرونة والسلطة وأعينهم متعلقة بصفيحة الزبالة حيث تستقر الفرختان اللتان كانتا حلماً لم يكتب له أن يتحقق، فجأة بكت ابنته وقالت له "ربنا هيحاسبنا عشان بنتبطر علي النعمة وبنرمي الفراخ في الزبالة وفيه ناس مش لاقيينها"، أخذ الجميع بمن فيهم زوجته يؤيدونها ويؤكدون حرصهم علي أكل الفراخ ليس حباً لها ولكن خوفاً من عذاب الله، شعر صديقنا أن الله قد يعذبه ليس لأنه رمي الفراخ في الزبالة بل لأنه كسر بخاطر أولاده، فقرر أن يخرج الفرختين من حيث استقرتا، قامت الأم بإعادة طهيهما حتي اتهري لحمهما حرصاً علي قتل الفيروسات الكامنة، خرجت الصينية موهوجة من الفرن إلي الطبلية، تحلق الجميع حولها وقرأوا الفاتحة وآية الكرسي والمعوذتين ودعت الابنة الكبري بدعاء حفظته في المدرسة "بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"، وأكل الجميع الفرختين فلم يغادروا منهما نسيرة أو زلمكة، وبعد أن حبسوا بالشاي ناموا سعداء لأن الله لن يعذبهم علي عدم بطرهم بنعمته. يقيني بالله أنه لن يعذبهم أبداً فرحمته موفورة بالغلابة والمساكين لكن يقيني أن عذابه جد واقع علي الذين أكلوا هذه البلاد "ويل دان

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

بقلم:

بلال فضل

حكمة رئيسنا التي يقف العالم كله منصتا إليها:

اللهم لا افتراض!

تعالوا نفترض مجرد افتراض أن سائحا أجنبيا زار مصر هذه الأيام دون أن تكون لديه فكرة مسبقة عن واقعها السياسي طيلة الربع قرن الماضي.

وأتيح له الاطلاع علي صحفها القومية ومشاهدة إعلامها الرسمي من إذاعة وتليفزيون، ثم نسأل أنفسنا عن الصورة التي سيكونها هذا السائح عن واقع مصر.

بالتأكيد سيظن هذا السائح أن الرئيس مبارك بدأ حكم مصر منذ عدة أشهر وأنه ورث عن سلفه ميراثا مثقلا بالظلم والهموم والسلبيات والفساد، يعني بدليل ماقاله الدكتور أحمد نظيف رئيس وزرائنا لمجدي الجلاد رئيس تحريرنا عن أن تفسير كل مايحدث في مصر الآن هو أن مصر تشهد حرية سياسية لم تكن متوفرة قبل ذلك، بالطبع سينبهر السائح بأن مصر الحمد لله باتت تشهد مثل هذه الحرية لكنه سيسأل عن اسم الحاكم الذي كان يحكم مصر منذ عامين والذي لم يتح للشعب المصري تلك الحرية التي يتباهي بها الدكتور نظيف هذه الأيام، تفتكروا كيف سنجيب هذا السائح، ملعون أبو السائح كيف سنجيب أنفسنا عندما تسألنا عن ماكنا نسمعه كل يوم علي مدي الربع قرن الماضي بأننا نعيش أزهي عصور الحريات؟، ثم هاهو الأمر ينكشف بناء علي تصريح رسمي من رئيس وزراء مصر ويتضح أن ماكنا نسمعه لم يكن سوي كذب صراح، فالحرية السياسية الحقيقية اللي هي أزهزه واحدة بين الحريات لسه يادوبك مبتدية طبقا لتصريح الدكتور نظيف، من نحاسب إذن علي العمر الذي ضاع في الأوهام والتصريحات؟، ومن سيدفع لنا فرق الحرية الذي كنا نظن أننا نتمتع به كل هذا العمر الذي عدي؟.

هل من حقنا أن نسأل مجرد سؤال عن الخطة التي سنلعب بها هذه المرة والتي تبشرنا الصحف القومية بأنها ستجلب لنا الخير والرخاء والهناء، خاصة أننا نلعب بنفس الكابتن، فأين كان العيب إذن في الخطط السابقة.

بالطبع لا أطمع أن أجد إجابة علي هذه الاسئلة لا أنا ولا السائح الذي أعتقد أنه لو ألح كثيرا في سؤاله عن اسم الحاكم الذي سبق الرئيس مبارك في الحكم فستتاح له الفرصة في أن يذوق بعضا من رحيق عصر الحرية الزاهية اللي يادوبك لسه بادي.

أما إذا لم يكن غتيتا وقرر ألا يدقق كثيرا في أسئلته وواصل قراءة صحفنا القومية فإنه سيحسدنا لامحالة علي هذا الخير الذي انهمر فجأة علينا من كل حدب وصوب، مصانع لاحصر لها ولاعد وملايين الأمتار من الأراضي يعلن عن استثمارها من قبل مستثمرين جدد ومشاريع خدمية ستنهال زي الرز علي أم رأس ورأس أم كل مواطن مصري، ولاشك أن هذا السائح سيربط بين كل هذا الخير الوفير وبين مجئ حاكم جديد إلي مصر، وسيعتقد أن الحاكم الذي كان يحكمنا في السنوات الماضية كان سبب تأخر التنمية في بلادنا وتعثر خطط الاستثمار وثقب عجلة التنمية، ولاشك أنه سيتوجه لنا ولرئيسنا الجديد بأصدق التهاني وأحر الأماني.

لو قرأ هذا السائح صحفنا الحكومية وشاهد برامجنا الحوارية لأدرك أنه ثمة عقبة كئود تقف في طريق تقدمنا وازدهارنا، اسمها جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، ولاعتقد من فرط مايقرأه عن هذه الجماعة أنه لاصلاح لنا إلا بالخلاص منها قيادات وأعضاء وفكرا ومنهجا، ولربما اقترح علينا الرجل أن نعمد إلي التخلص من جميع من ينتسب إليها في محرقة جماعية أو نلقيهم من جديد في غياهب السجون لكي نتخفف من أثقالنا ونستمتع بثمار إصلاحات رئيسنا الجديد الذي لو خلي الإخوان بينه وبين الشعب لصار الراكب يسير من طنطا إلي ديروط لايخاف إلا الله والذئب علي غنمه.

لو قرأ هذا السائح صحفنا الحكومية لأدرك أنه تعيش بين ظهرانينا جماعة لايتجاوز عددهم المائتي نفر تحجرت قلوبهم وماتت ضمائرهم يخرجون إلي الشوارع بهدف تعطيل المرور وإرباك حركة السير والاستثمار ويتسببون بهتافاتهم البذيئة في انهيار البورصة وتدهور التعليم وتلوث المياه وانتشار السرطان والفشل الكلوي، بل ويصل بهم الفجور إلي درجة أنهم يضربون عصي قوات الأمن بأجسامهم وأقدام قوات الأمن ببطونهم ويقحمون أجسام نسائهم في أيدي رجال الأمن، ثم يبلغ بهم الفجور أيما مبلغ فيتعرون في أقسام البوليس ويوصلون أطرافهم بالكهرباء ومؤخراتهم بالأوراق والعصي ثم يأخذون في الصراخ مستجيرين بمنظمات حقوق الإنسان ومستنجدين بالصحافة الأجنبية دون أن يراعوا أننا مجتمع شرقي لايصح فيه أن يقرأ الأطفال تفاصيل الانتهاكات والتحرشات عيانا بيانا لأن في ذلك خدشا مبينا لحياء المجتمع الذي بات حياؤه يوجعه من كثرة ماارتكبه هؤلاء المعرقلون لمسيرة التنمية التي تسير مثل وابور عبد الوهاب دون أن يعرف أحد هي رايحة علي فين.

لو قرأ هذا السائح صحفنا الحكومية لشك في قوانا العقلية لأننا نمتلك ثروة قومية ممثلة في نجل الرئيس لو ذهب إلي دولة متحضرة لخطفته منا خطفا ولأسلمته قيادها طائعة مختارة لكي يفئ عليها بأفكاره العبقرية التي يمكن أن تغير وجه مصر بدون عمليات جراحية وباستخدام المنظار، لكننا لانتركه يعمل في صمت كما يوصينا والده ـ طبقا لما صرح به السيد إبراهيم سعدة في مقال أخير له ـ فأخذنا نغلوش عليه حتي فقد تركيزه ولم يعد قادرا علي أن يعمل لرفعة البلاد وسيادتها، ولاشك أن ذلك السائح سيصرخ فينا كالأسد الهصور بألا نجني علي أنفسنا فنحرمها من خير ذلك الشاب المكافح الذي قلما يجود الزمان بمثله.

لو قرأ هذا السائح صحفنا القومية وشاهد نشرات أخبارنا من الواحدة ظهرا وحتي الواحدة صباحا لحسدنا علي حكمة رئيسنا التي يقف العالم كله منصتا إليها، وعلي نهر الخير الذي يتدفق في بلادنا ولانهر الذكريات، وعلي التفافنا بكل حب حول مسؤولينا وحكامنا دون أن نسلم آذاننا للمغرضين من أهل المعارضة الذين أسلموا قيادهم للشيطان، ولطلب فورا أن يحصل علي الجنسية المصرية لكي يشاركنا في هذا النعيم الوفير، لكن المشكلة أنه وهو متوجه ليطلب الحصول عليها سيضطر للمشي في مناكب بلادنا وسيشاهد شعبها المرهق من عناء التنمية وسيستمع إلي شكواه من التهابات الإصلاح التدريجي وعندها لن يسأل ذلك السائح سوي سؤال واحد لسائق التاكسي الذي يركبه «تاخد كام وتوديني المطار».

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

إيدى على كتفك !

بقلم : بلال فضل

على عكس كثيرين لم تزعجنى أبداً هذه الصورة التى يظهر فيها الرئيس مبارك مع رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت كأنهما صديقان قديمان بينهما من الود الدافئ ما يكفى لإذابة جبال جليد القطب الشمالى .

ولست أدرى بأى حق ينتقد المغرضون صورة كهذه دون أن يدركوا أن من حق الرئيس أن يضع يده على كتف من يشاء ، كما أن من حقه أن يسمح لمن شاء من ضيوفه بوضع يده على كتفه ، فإذا كان المرؤوس حراً فى كتفه يتصرف فيها كما شاء ، فما بالكم بكتف الرئيس وهى بسبعين مليون كتف مما تعدون .

يقول هؤلاء المغرضون أن السلام الذى بيننا وبين إسرائيل سلام بارد لا يستوجب كل هذا الدفء وكل تلك الحفاوة فى الاستقبال خاصة أن إسرائيل كانت قبلها بيوم قد قتلت مع سبق الإصرار اثنين من أبنائنا على حدودها .

وردى عليهم أنهم ليسوا أهلاً لكى يقرروا للرئيس ما ينبغى أن يفعله وأن مقتل اثنين من أبناء شعبه ليس كافياً لكى يجعله يعرقل مسيرة السلام التى ينبغى أن تسير كتفاً بكتف مع مسيرة الإصلاح السياسى التى تسير فى شارع عبد الخالق ثروت ، ( بقى لها كذا خميس ) .

خاصة ونحن نعلم أن الرئيس مبارك لا يحب العنتريات والشعارات ، وأن حكمه حكم متدين جداً بدليل أنه كلما قتلت إسرائيل بعض جنودنا على الحدود فإننا لا نطلب من إسرائيل سوى " التفسير " وفى ذلك قمة التدين الذى يملى على المؤمن الرضا بقضاء الله ، وأن الحى أبقى من الميت ، ويا بخت من مات مغدور وما ماتش غادر .

لقد تفاءلت كثيراً عندما شاهدت هذا ( التكاتف ) الذى يبدو جلياً فى الصورة فقد رأيت فيه مؤشراً لسياسة جديدة أعتقد أن الرئيس مبارك سينتهجها فى الفترة القادمة التى ستكون فترة حالمة هادئة مليئة بالمودة والمحبة وخالية من أى تصعيدات أو أزمات ، لذلك أتوقع قريباً أن نرى صورة مشابهة للرئيس مع رئيس وأعضاء مجلس إدارة نادى القضاة يضع فيها الرئيس يداً على كتف المستشار زكريا عبد العزيز وأخرى على كتف المستشار هشام البسطويسى بينما يظهر فى الصورة المستشارون الخضيرى وأحمد مكى ومحمود مكى وناجى دربالة وغيرهم من فرسان نادى القضاة ، وهم ينتظرون دورهم فى التصوير بجوار الرئيس ليضع يديه على أكتافهم بمودة خالصة وحب حقيقى .

أتوقع أيضاً أن أرى صورة للرئيس مبارك مع قيادات حركة كفاية ولو أنه سيكون من الصعب على الدكتور هانى عنان أن يحظى بوضع الرئيس يده على كتفه فهو أطول من اللازم وسيشوش جو المودة اللازمة للصورة ، لذلك يمكن أن يتم إصدار توجيه للدكتور نظيف بوضع يده على كتف هانى عنان بينما يحظى كل من جورج إسحاق وعبد الحليم قنديل بهذا التكاتف الرئاسى ، على أن يسجل الراغبون فى تكاتف مماثل أسماءهم مسبقاً حرصاً على وقت الرئيس الثمين .

وفور خروج قيادات حركة كفاية من الصالون الرئاسى سيدخل فوراً قيادات حزبى الوسط والكرامة الذين لقوا كل تعنت وهم يحاولون إصدار ترخيص رسمى لحزبيهما اللذين سيمثلان دفعة جبارة للعمل الحزبى فى مصر بعد أن كاد يلفظ أنفاسه الأخيرة ، سيقف أبو العلا ماضى وعصام سلطان عن يمين الرئيس – باعتبارهما ممثلين لليمين – وحمدين صباحى وأمين اسكندر عن شمالهم – باعتبارهما ممثلين لليسار – وستسطع الضحكات صافية وشاهدة على دخول مصر مرحلة جديدة فى العمل السياسى .

بالطبع سيأتى بعدها دور نقابة الصحفيين التى سيصطحب أعضاء مجلسها وفداً مكوناً من الصحفيين الذين صدرت عليهم أحكام فى قضايا نشر أو الذين ينتظرون الحكم عليهم فى قضايا نشر ، وستأتينا عبر الوكالات صور مبهجة للرئيس وهو يتكاتف مع كل هؤلاء الصحفيين فرداً فرداً ليثبت لهم تقديره الخاص للصحافة التى عاشت فى عهده أزهى عصور الحريات .

بعدها دعونى أبشركم ، ستتوالى لقاءات التكاتف بين الرئيس مبارك وقيادات نقابات الأطباء والمهندسين والمحامين والمعلمين والصيادلة وغيرها من النقابات والهيئات والأحزاب التى عاشت أجواء من الحرب الأهلية مع أجهزة الدولة طيلة السنوات الماضية ، بل ولربما حدثت المعجزة فشاهدنا لقاء للرئيس مبارك مع قيادات حركة الإخوان المسلمين بمن فيهم اللذين تم إخراجهم من السجون ، يتم فيه السماح لهم بإنشاء حزب سياسى شريطة أن يحلوا وجود جماعتهم غير القانونى ليعملوا فى النور ويحلوا مشكلة الصراع القائم بينهم وبين أجهزة الدولة .

يااااااه ، هل يمكن لنا أن نتخيل يد الرئيس على كتفى الدكتور عصام العريان والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح .

بس حيلك حيلك ، أعلم أنك تقول لى هذا الآن لكى تردعنى عن غيى وتوقفنى عن المضى قدماً فى شطحات خيالى ، لكن من قال لك أن ما قلته شطحات خيال أو حلم ليلة صيف لا تكييف فيه ، مع أن كل ما حلمت به يستند إلى تحليل منطقى واقعى عقلانى لهذه الصورة التى أغضبت البعض منكم ، وجعلت الدماء تغلى فى عروقه .

يا سادة يا كرام إذا كان الرئيس مبارك مشكوراً قد صفح عن فعلة إسرائيل الشنعاء ولم تأخذه العزة بالإثم ، فيقرر إلغاء لقاؤه بإيهود أولمرت أو تأجيله إلى أجل غير مسمى أو يوجه له احتجاجاً شديد اللهجة أو حتى يكتفى بلقاء دبلوماسى فاتر معه ، بل قرر أن يحتفى به ليثبت له أن مصر أكبر وأجدع وأوسع صدراً وكتفاً ، فبالتأكيد لن يرضى سيادته ألا يحظى القضاة والصحفيون وأعضاء حركة كفاية وجماعة الإخوان وقيادات النقابات المهنية التى ينكل بها بشرف مماثل وتكاتف أكثر حرارة .

هل تريدوننى أن أصدق أن الرئيس مبارك لن يفسح صدره لهؤلاء جميعاً ، وهم من خيرة أبناء مصر وأنضج عقولها وأخلص قلوبها ، بينما يفسح صدره لرئيس وزراء دولة ظلت تعادينا سنوات طويلة وخاضت معنا أربع حروب مدمرة ثم وقعت معنا اتفاقيات سلام أكثر أوصافه تسامحاً أنه سلام بارد ، مع أنها فى حقيقة الأمر تخوض معنا حرباً باردة تتجلى فى محاربتها لنا بألف سلاح وسلاح بدءاً من ضغوط اللوبى لاصهيونى داخل أمريكا وانتهاءاً بقضايا الجاسوسية التى تم ضبطها ، وما خفى كان أعظم .

ورغم ذلك فإن الرئيس مبارك لم يجرمه شنآن الإسرائيليين على ألا يضع يده على كتف رئيس وزرائهم ولا يستقبله استقبالاً حاراً ، لقد فعل الرئيس مبارك ذلك بانحياز كامل للسلام فى مقابل الأصوات التى تدق طبول الحرب .

وهو أمر يجب أن نشكره جميعاً عليه فلسنا فى حاجة لحرب جديدة تأكل ما بنينا طيلة السنوات الماضية ، كما أننا لا يمكن أن نتصور أن الرئيس مبارك والذى يسعى لكى يعم السلام المنطقة ، سيغفل عن أهمية أن يسود السلام ربوع الوطن فتهدأ حالة الغليان التى تسود الشارع السياسى ويتم الاستماع لمطالب النخب السياسية والمهنية التى لم تكن يوماً ما متعنتة مثل المطالب الإسرائيلية ، خاصة أن هذه النخب لم تضرب المجتمع بالطيران ، ولم تقصف جنود مصر بدانات المدافع ، ولم تنسف مساعى السلام فى المنطقة .

لقد مدات هذه النخب يدها لأجهزة الدولة طالبة الحوار المرة تلو المرة ، ولم يسمع لها أحد ، بل على العكس تم سحل رموزها فى الشوارع والزج بهم فى السجون ، بل ووصل الأمر إلى هتك أعراض الناشطين والناشطات جهاراً ونهاراً ، وهو أمر لو كان قد حدث لإيهود أولمرت ولو بالصدفة لاندلعت حرب مدمرة فى المنطقة بل وفى العالم بأسره .

إننى لا أتخيل أبداً أن يكون إيهود أولمرت أقرب إلى رئيسنا منا فيحظى بكل هذا القدر من التكاتف الرسمى برغم فعلاته الشنعاء بأهلنا فى فلسطين ، بينما لا يحظى المعارضون فى مصر إلا بالأكتاف القانونية والأمنية التى تكبل نشاط أحزابهم وإصدار صحفهم ونزولهم إلى الشارع للتعبير عن أرائهم ، ولا يمكن أن أتصور أن يكون لرئيس وزراء الدولة الصهيونية الحظ فى أن يضع يده على كتف الرئيس ويضع الرئيس يده على كتفه ، بينما اليد الرسمية الوحيدة التى تمتد إلى كتف المعارضين فى بلادنا هى اليد التى تزغدهم لتزج بهم داخل البوكسات المتجهة إلى السجون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

يبقى الآن أن ننتظر تحقق أحلامى فى مصالحة وطنية يتبناها الرئيس مبارك ، وإلا فليحضر كل كتفه ليوم الزغد العظيم

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

الهزيمة اسمها فاطمة....وفاطمة زملكاوية

بقلم بلال فضل

عندما ُهزم الزمالك كالعادة امام الاهلى وخسر فرصة التأهل لبطولة كأس العالم

للأندية بادرنى كل أصدقائى الزملكاوية -وهم كثيرون لحسن حظى وسوء حظهم - بما يلزم من تسفيه لهذا الفوز وحط من شأن بطولة الأندية ووصفها بأنها بطولة ودية تافهة ليست لها اى قيمة وأنهم فى منتهى السعادةلأنهم لم يشاركوا فى بطولة مثل هذه اساسا ،لانهم اناس لايحبون ان يهزموا خارج بلادهم فالهزيمة داخل الوطن ونس وعندما اقترب موعد مشاركة الاهلى فى البطولى ظهرت عليهم أعراض الأخوة الوطنية الكاذبة التى تظهر لديهم كلما شارك الأهلى فى بطولة افريقية أو عربية ، حيث يبتسم الزملكاوى منهم ابتسامة صفراء وهو يقول محاولا إخفاء مرارته "ربنا يوفقكوا طبعا انا بأدعى لكو مش عشانكوا عشان مصر اللى بتلعب .. أنا هروح الماتش وارفع علم مصر" وما الى ذلك من الشعارات الخادعة التى تسقط مع اول جون يدخل فى الأهلى ،حيث تجد الجالسين بجوارك وقد فشلوا فى أن يتحلوا برباطة جأش رأفت الهجان وهو يستمع الى خبر النكسة، فيخفوا فرحتهم خلف قناع من الأسى ،على العكس ستجدهم وقد طاروا الى السماء وخبطوا فى مراوح السقف شاكرين مهللين ، دون ان يكلفوا أنفسهم عناء التفكير فى مبرر يقولونه لك إذا سألتهم عن الوعود الرئاسية بالتضامن التى قطعوها لك طيلة الأيام الماضية.بالطبع اعذر دائما الزملكاوية عندما يفعلون ذلك ،فبداخلعم تراث طويل و مرير من الحقد على الاهلى الذى لطالما سكعهم نتائج مدوية ومهينة فاصبح لديهم رغبة فى أن يروه جريحا أو مهزوما أو متعثرا ، حتى لو كان ذلك بأيدى غير أيديهم الجزوعة و لذلك وبعد معايشة نكثهم لوعودهم اصبحت أعلنها مازحا ومكايدا وساخرا لكل أصدقائى الزملكاوية "سأشجع أى فريق يلعب ضدكم فى أى مباراة مهما كانت تفاهتها أو أهميتها ، لن اداهنكم وأعلن اننى أتمنى لكم الفوز وأجلس معكم غى القهوة كعبد الله بن سلول أكتم بداخلى مشاعر الشماتة والتشفى ، لا سأرد لكم الصاع صاعين و سأجرب مشاعر أبى بن خلف وأنا اراكم تهزمون شر هزيمة من اى فريق منافس مهما كانت جنسيته ،لكنى لن أخون وطنى تماما فلن أشجع ضدكم فريقا أسرائيليا لو فرضنا انكم ستلعبون يوما مع فريق اسرائيلى ، لو حدث ذلك

فلن أشاهد المباراة اساسا مكتفيا بدعوة الله أن يولى من يصلح وأن يتعرض الملعب لهجوم من كتائب شهداء الاقصى كما حدث فى إستاد ميونيخ وعندها ستستحقون ذلك لأنكم خرجتم عن الاجماع الوطنى ولعبتم مع اسرائيل سأترحم عليكم وأدعو الله أن يغفر لكم ثم اسأل هو قبل ما الماتش يخلص الزمالك كان مغلوب؟"

لا تلومنى على هذه المشاعر الساخرة الفجة المخاصمة للتضامن الاخوى ومواثيق اللعب النظيف فالمكالمات التى تلقيتها من أصدقائى الزملكاوية وعلى رأسهم الحاقد عمرو سليم عقب هزيمة الاهلى من اتحاد جده كفيلة لأتخاذ قرار متطرف مثل هذا قد يشعل النار بين أبناء الوطن الواحد ويؤدى الى فتنه كروية مشابهة لفتنة محرم بك. صحيح انها من غير سى دى لكن ليست مشكلة ان كانت على السى دى نتصرف فيه. والبركة فى الكابتن مدحت عبد الهادى .ستعذرون حنقى لو عرفتم انه قبل أن يطلق الحكم صفارته كنت فد تلقيت ثلاثين مكالمة من تلاتشر زملكاوى ازاى متعرفش قررت ان اعيش فى دور قافلة تسير وامتنع عن الرد ولكن رنة جاءتنى من عمرو سليم شدت انتباهى ،فعمرو ليس رنانا ،بل هو من اهل الخط وثابت دائما على خطه ،وكونه يكتفى برنه امر يثير القلق فلربما حاصره رجال الريس حنتيرة فى شارع ما وسألوه انت عمرو سليم ،فقرر ان يعطيهم نمرتى وبعد أن فعل انبه ضميره فقرر ان يتصل بى لتحذيرى ، لكن الاتصال انقطع بعد ان قرروا ان يخلعوه ملابسه ويذهبوا بيه الى المقطم قررت ان اقطع تداعى افكارى المتشائمة واسارع للاطمئنان على عمرو صديقى وشريكى واخويا الكبير .قطعت اكلى وقد كنت عقبال امالتك مشتبكا مع سلطانية ملوخية مشرعا فيها اخذت تشرب من الملوخية لتسقينى وشاغلا يدى الاخرى بتجريد فرخة مشوية من اعز ما تملك صدرها ذى النساير الشهية قلت للملوخية "غرى غيرى حتى اطمئن على عمرو صديقى" من كتر شوقى سبقت عمرى ورميت الودنة جانبا ولم امسح يدى المدهننة وبادرت الانصال بعمرو ، وقبل ان انطف بعبارات الاطمئنان جاءنى صوته حاقدا مغلولا ممرورا مسموما "هاهااااااى.. قطعوكوا عاملين لى فيها ادكورة ما تبقوش تخرجوا بره مصر تانى "

ادركت وقوعى فى الفخ ، كان عمرو يعلم اننى لن أرد لو إتصل بى فقرر ان يستغل عاطفتلى النبيلة ويثير فى مشاعر القلق عليه لكن الحق ليس عليه الحق على قلبى النظيف حاولت ان اتماسك وأقول له من عل "انا آسف يا عمرو انى عاملتك على انك إنسان سوى ..اقفل عشان اكمل اكلى "،عاد

ثانيا "هاهااى انت عايز تقنعنى انك بتاكل...دا أنت تلاقيك مش هتدوق الزاد" كانت هذه غلطة التى افسدت عليه نشوة النصر ،فقد ضحكت لانه كشف لى عن بؤس حاله كزملكاوى يظن اننا كأهلاوية عندما نخسر نخاصم الحياة ومتعها ونعيش فى نكد وضنك كما يفعل هو ورفاقه ،استفزه ضحكى المتعالى وقال لى "انت أكيد بتضحك من ورا قلبك طبعا "،قلت له "لا والله يا عمرو ..هو انت لما بتتغلبوا ما بتاكلش .. ياعينى وأنا أقول انت رفيع ليه..بص يا عمرو انا اللى حصل ده مش فارقه معايا ..انا كل اللى يهمنى انى نقعطكوا بس هى دى وظيفة الاهلى بالنسبة لى ..انه يرسم التعاسة على وش الزملكاوية .. ودى مهمة جليلة وكافية لوجوده

" بدأ عمرو عمرو يرتبك وأخذ يقول "احنا فى ايه ولا فى ايه لحنا فى الماتش اللى اتغلبتوه "

كأهلاوى متمرس على الفوز نفذت من ثغرته الدفاعية،و بيبو وبشير وبيبو وبشير ،واخذت اضغط على على خصمى وايه يعنى ..تفتكر ماتش زى ده يفرق معانا ..دى بطولة ودية زى ما قلت لى قبل كده ولهاش قيمة ده انا حتى مشفتش اخر ربع ساعة من الماتش .. احنا شبعانين مكاسب على الاقل سافرنا وغيرنا جو ..اهو اللعيبة تسافر بره وتصرف مكافآت الفوز ويجيبوا حاجات لمداماتهم من السوق الحره ادينا يا سيدى سافرنا بلد جديد سافروا انتو حته غير اسيوط والمحلة اللى بتروحوا تتقطعوا من فرقها وتكسبوا بالضالين من الحكام .. يا عمرو احنا خسرنا معركة ..لكن انتم خسرتم وتخسرون الحرب ..اللى حصل لنا ده نكسة انما الدور والباقى على الوكسة اللى مش هتفوقوا منها وادى الحصانة راحت يا عمرو والدورى والكاس هيحصلوها "بيبو والجون ،افقدت عمرو فرحته وعاد عودا احمد زملكاويا ممرورا "ما تدخلشى الامور فى بعضها وبطل تضليل ..طبعا ما انت بتشجع نادى الحزب الوطنى ..ده حزب وطنى نادى الفساد والعمولات والمنشطات..بتشجعه ازاى "،وجون وجون وجون ،كان عمرو قد وصل الى حيث اردت له ان يصل ،اخذت أقول له "معلهشى يا عمرو الصوت مش واضح ..انا داخل نفق..مش سامع..سلام" اغلقت تاركا عمرو يرغى ويزبد وعدت الى نفق الملوخية اللذيذ مستمتعا بأهلاويتى وفرختى .

قد يظن ظان منكم اننى كنت اكيد عمرو عندما قلت له اننى لم أشاهد ربع ساعة الاخير من المباراة،

لكن الحقيقة اننى بالفعل لم اشاهدها بعد عرفت لبة الحكاية وادركت ان الاهلى معمول له عمل على ضهر جمل ،ولا داعى لأن احرق دمى وأفسد على نفسى متعة الملوخية والفراخ ،ببساطة لماذا انكد على روحى وأنا لست زملكاويا بحمد الله وفضله؟ اعذرونى فانا مشاهد عملى براجماتى النادى الرياضى الذى اشجعه ليس وطنا بالنسبة لى ،لا أفهم ابدا ان أتمسك بتشجيع الفريق الخاسر حتى آخر لحظة ،صحيح اننى أفضل ان أكون فى السياسة عموما مع الخسران مادام يتمسك بما أظنه ويظنه حقا ،لكن الكورة ليست حياة موازية ،الكورة لعبة ، الكورة تسلية شىء نهرب إليه من احباطتنا من عذابتنا ،ولست مريضا نفسيا لكى اعتبر نفسلى جدعا لاننى أشجع فريقا يعشق الهزائم كعينيه ، ومن الآخر انا اشجع الكرة لكى يكسب فريقى ،ولذا خرجت الى الدنيا فوجدت اهلى يشجعون الاهلى ،كغالبية المصريين البسطاء الذين كان كافيا لهم ما يعيشونه من احباطات ومعاناة فى الحياة ،فاختاروا أن يمنحهم الاهلى سعادة أسبوعية ،لذلك لا أستطيع ابدا أن افهم كيف يشجع الفقراء الزمالك ،أفهم ان يشجعه غنى أو مبسوط أو شخص مستريح يريد أن يجرب مشاعر الخسارة بتشجيع فريق مضمون الخسارة كالزمالك ،وربما لكى يجرب هذا الاحساس ويعيش حالة من التوازن النفسى فقواعد الصحة النفسية تنصح بتجريب الخسارة والمرارة من حين لآخر كلى لا يصاب المرء بالملل، هذا ما أفهمه يا سادة،أما ان أرى شخصا واقعا من التمنتاشر ،يلازمه الاحباط وتكتنفه المراره ،ولايكتفى بذلك فيشجع الزمالك أيضا ،شخص كهذا لا تطالبونى بأى مشاعر اشفاق تجاهه لو سمحتم ،فالذى يشجع نادى منحوسا لا بد أن يتحمل النتائج ،هذا من منطق دينى قبل أن يكون منطقا عمليا نفعيا ،فما أصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ، ومن أعمالكم سلط عليكم.

عندما أرى صديقا زملكاويا ولن أسمى أحدا لكى لايغضب ابراهيم عيسى أو عمرو سليم أو خالد كساب أو شادى سمير أو محمد هنيدى أو حمدى عبد الرحيم أو عماد حسين ،عندما ارى أيا منهم ولن أسمى أيا منهم كما قلت ،أشعر بالإشفاق عليهم عندما أراهم يشعرون بسعادة عارمة لأنهم تعادلوا مع الاهلى أو أفلتوا من أنبى او غلبوا نادى ميكونيكا بطل زامبيا واحد صفر ، نفس الإشفاق أشعر به وأنا ارى أعينهم تهرب من عينى بعد أن يسحق الأهلى فرقتهم البائسة ،وحتى عندما يكون لدى أشجعهم عمرو سليم القدرة على أن يحاول أخذى بالصوت "انا بكره جايلى التقارير بتاعة المنشطات اللى تقول إن عماد متعب بياخد منشطات ...ولسيديهات اللى بتثبت أن بركات متجوز رقاصة فنلندية "وحتى هذا اليوم لم يأت أى تقرير لعمرو لأن عمرو لا تأتيه تقارير ،بتتكتب فيه بس ،ولا تأتيه سيديهات الا سيديهات عليها أفلام كرتون يتفرج عليها أولاده ،

وحده إبراهيم عيسى الذى يثير اعجابى من بين الزملكاوية غهو كلما رآنى عقب هزيمة زملكاوية يبادرنى بالسخرية من الزمالك فلا يدع لى ما أقوله ،وكلما رآنى عقب هزيمة أهلاوية بادرنى قائلا

"يا سيدى بكرة بكره تقطعونا وتستريحوا "ماذا يمكن أن أقول عندها سوى أن أطلق عليه مارتن لوثر الزمالك ،ولذلك ليس لديه أى إحباطات أو نفسنات ولا مرارات كروية ولذلك لا يتصل بى إطلاقا ليغيظنى عقب هزيمة الأهلى ،أنا الذى أتصل به لأغيظه بعد هزائم الزمالك ،وآخرها هزيمة المصرى النكراء ،ودائما لا يرد ،فاضطر للاتصال بزبونى المفضل عمرو سليم .

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

شادى جمال مبارك يخرج عن صمتة ؟

كتب بلال فضل

إنفراد خيالي : شادي جمال مبارك يخرج عن صمته !

صمت السيد شادي جمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب المباركى التحتى سنين طويلة على كل حملات الهجوم الحاقدة التي شنها المعارضون ضده متهمين إياه بأنه يسعى لكرسي هو أكبر منه بكثير , ويستغل سلطات والده فخامة الرئيس جمال محمد حسنى مبارك الذي تولى حكم البلاد والعباد ثلاثين عاما وقام منذ تولى بحوالى عشر سنوات بتلميع ابنه بشكل ملحوظ لجميع المراقبين بعد أن ظل شادي لأكثر من عشر سنوات فى الخارج مشرفا على قسم الحلزونة فى مدينة ملاهي يورو ديزني .

شادي تولى حملة الانتخابات الرئاسية للفترة السادسة لوالده والتى أسفرت عن فوزه باكتساح ساحق نظرا لأحجام أي منافسين عن خوض تجربة الانتخابات الرئاسية كعقدة تاريخية لما حدث فى انتخابات 2005 مع الرئيس الجد حسنى مبارك , وهى التجربة التي تكررت فى انتخابات الفترة الثانية للرئيس جمال مبارك مع عدد من المنافسين انتهت بإعلان صلة أحدهم بمذبحة بنى مزار التي حدثت قبل خمسة عشر عاما والقبض على الثاني فى حالة سكر غير بين وطلب اللجوء السياسي لبوروندي .

فى السنوات الماضية حاول كثيرين أن يقنعوا شادي جمال مبارك بأن يتحدث لكنه صمت ورفض أن يتحدث إلا لنا فى مفاجأة هزت الأوساط السياسية التي سادها الحقد وعمها الحسد على انفرادنا بهذا الحوار الخطير الذي يجريه رئيس تحريرنا سيد الحاس .

لن نطيل عليكم فالحديث مع الرجل الذي يعتبره الناس عقل مصر النابض وقلب مصر الراجح لا يحتاج إلى مقدمات , يحتاج إلى مؤخرات .

· سيادة السيد شادي جمال مبارك .. هناك سؤال على لسان كل مصري أبقى راجل ( ... ) لومسألتوش لسيادتك .. لماذا تستكثر على الشعب المصري الأمل فى أن تصبح رئيسا له وتقول دائمآ إنك لم تتخذ القرار ؟ سؤالي الأول الجريء لماذا تترك القرار يحرمنا منك ؟

أسمح لي يا أخ سيد أحييك على جرأتك الوقحة فى طرح السؤال , وهو ما يؤكد أن ما بذلناه أنا والسيد الوالد والسيد الجد حفظهما الله من أجل ترسيخ التجربة الديموقراطية لم يذهب هباء منثورا , لكنني برضه لن أريحك ,لأنني لا أريد الناس أن تنصرف عن المجهودات التي أبذلها فى لجنة السياسات أنا وأصدقائي هاني أحمد عز ورشيد محمد رشيد و بطرس يوسف بطرس غالى و بدار حسام بدراوى , هذه المجهودات هي الأهم, لكن بالنسبة للرئاسة أنا عمري ما نظرت لها لأنني أوريدى رئيس دلوقتى فمش هتفرق الشكليات دي .

· سيادة السيد شادي .. أنا آسف فى المقاطعة لأنها ليست من آداب الحوار الصحفي لكن دعنى أسألك ألن يثير هذا التصريح غضب السيد والدكم ؟ .. والله يافندم ما بتوقع لكن أنا لا أريد أن تستغل الأقلام المغرضة هذا الكلام فرصة لضرب عجلة التنمية التي تركبها حضرتك منذ فترة .

شوف يا أخ سيد أحنا فى عصر الشفافية .. ولا يوجد لدينا أي حساسيات أن نتحدث فى أي شيء .. الوالد فى الآخر هو أب مثل كل الآباء , وأنت لو كنت أبن حلال كنت هتعرف معنى إن الأب يدخل على أبنه بهدية والابن يصرخ من الفرحة قائلآ " هييه .. بابا جاب لي هدية " حتى لو كانت الهدية دي رولز رويس أو فيلا فى المنطقة 23455 بمارينا , فما بالك لو دخل عليك الأب بهدية وطن بحاله , بالتأكيد الفرحة هنخليك تصرخ " بابا جاب لي وطن " , هل باباك يزعل ساعتها ؟ بالعكس هيطمن إنك بدل ما أنت قاعد تعمل حاجات وحشة زى اللى بيعملوها الشباب فى السن ده , قاعد تشوف أملاك والدك وتحاسب نظار العزب اللى أقطعها لهم , وأنا بشوف نظرات الفخر والرضا فى عيون والدي وهو بيشوفنى وأنا باعمل ده .

· الله يقطع لساني اللى هينطق بالسؤال ده يافندم بس مضطر : فيه كلام عن وجود أزمات صحية لدى السيد الوالد هي اللى دفعت بانطلاق حملة التلميع لحضرتك فى هذا الوقت وجزء منها التمثيلية اللى بنعملها دلوقتى سوا ؟

بحمد الله كل الكلام ده كلام فارغ .. الوالد صحته بخير والحمد لله برغم طلباتنا جميعآ منه أن يرتاح لكنه يرفض , هو فقط فى الفترة الماضية أنشغل برعاية جدي حفظه الله الذى تعرض لنزلة برد بسيطة وأنا أريد أن أطمئن الشعب كله على ذلك .

· الكلاب المعارضين الحاقدين يافندم بيقولوا دايمآ كل مدى بيتوسع الدور السياسي لحضرتك هل معقولة لايوجد أي كفاءات فى البلاد تصلح لأن تكون فى نفس المكان الذي أنت فيه , أنا طبعآ أقدر أقطع نفسي عليهم لكن مضطر بما إن ده آسف حوار إن حضرتك تجاوب ؟

أولا أنا ضد إنك تصف المعارضين بأنهم كلاب , أنت مشكلتك إنك لحاس أكثر من اللازم وده شيء تشكر عليه , لكن خليني أقولك إنك غلطان بأنك تعطيهم هذا القدر من الاهتمام , لأننا تعلمنا من جدنا حفظه الله وصفته السحرية بأن تترك المعارض يعارض لحد ما ينقطع حيل معارضته ويطلع له حيل من كتر النقد وأنت تعمل اللى أنت عايزه . ثانيا بالنسبة لمسألة الكفاءة من حق أي حد يقول على نفسه إنه كفء , يعنى لو تذكر الفنان الزعيم محمد سعد كان فى شبابه يطلع فى أفلامه القديمة ويقول " أنا شاب كفاءة " ( يضحك فخامته بشكل يظهر ضرس العقل لديه وهو ما يكشف لنا أن حضرته مش بس وسط الناس بل أنه عامل اشتراك فى روتانا زمان ) , هل أنا أجيب اللمبى يقعد مكاني ؟ , الناس فاهمه الكفاءة غلط , إنها علم وتجربة سياسية وحياتية عريضة , لا طبعآ الكفاءة هي إنك تبقى أقرب الناس لصانع القرار علشان تؤثر عليه , طب بذمتك فيه حد أقرب منى لصانع القرار ؟ , يبقى أنا أستحق ما أنا عليه فعلا .

· لكن أسمح لي سعادتك ويارب أتشل قبل ما أكمل السؤال الكلا.. قصدي المعارضين .. أنا آسف يافندم خليك ديموقراطي , علشان أنا مش قادر , لازم أقول عليهم كلاب , بيقولو إن حضرتك بقى لك فترة طويلة جنب صانع القرار كانت تكفى لأصلاح أحوال عشرة بلدان , وبرغم ذلك مازلنا موكوسين ده من وجهة نظرهم طبعآ ؟

شوف يا أخ سيد .. هو شعبنا طيب وإحنا بنحبه وبنديله عنينا وعمرنا ضايع فى خدمته , لا عارفين ندخل سينمات ولا نشترى مولات ولا نتمتع بفلوسنا , وكل ده علشانه , وبرغم ذلك مشكلته أنه شعب متسربع بيموت فى الاستعجال عايز كل حاجه تتم بسرعة شديدة , وناسي إن البلد خرب فى ميت سنه , عايزنى أصلحها لك فى سنتين .

· أنا آسف يافندم عشان أفهمك صح .. الميت سنه دي تبتدى من سنة كام بالظبط عشان لا يساء تفسير هذا الكلام ؟؟

من أيام الخديوي إسماعيل طبعا . تقدر تقول أننا بدينا الإصلاح من أول فترة للجد حفظه الله , يعنى خلاص هانت كلها أربعين سنه والإصلاح يتم , وبعدين اللى أحنا عملناه في الفترة اللي فاتت , تغير رئيس مجلس الشعب ورئيس مجلس الشورى بعد أن توفاهم الله , إلغاء المجالس القومية المتخصصة لوفاة كل أعضائها وقمنا بإلغاء الحزب الوطني وتسلم المسيرة منه الحزب المباركى البنيوى التحتى , قمنا بافتتاح المرحلة الثمانية والسبعين من كبرى ستة أكتوبر , يعنى تقدر تخرج من بيتك فى التبين تنزل سيدي بشر فى ساعة ونصف بعد أن قضينا على مشكلة الزحمة والانفجار السكاني بسبب السياسات الغير منظورة التي قامت بها أسرتنا وأدت إلى قطع خلف المواطن , كل هذه الإنجازات لايمكن الاستهانة بها , وكلها تمت بالتدريج ولذلك لم يحس الناس بها أبدآ , ليس لأنهم عديمو الإحساس بل لأن فيه فرق أنك تغير لحد بالراحة وإنك تغير له بسرعة , يبرد على طول .

· على فكرة يا فندم مش أنا اللى كاتب السؤال ده , تتقطع أيدي لو كنت كاتبه , أنا من شدة كراهيتي له كلفت صحفي إنه يكتبه لي وعندي بياناته وصورة ليه وهو بيكتبه لو حضرتك طلبتها , عموما أنا عديت على الداخلية وسبتها لهم قبل ما آجى لسعادتك , السؤال هو ليه عماليين تورثوها لبعض , ليه ما تعلنوهاش ملكية وترحمونا ؟

والله سؤال لذيذ ويدل على نفس مريضة وكارهة للنجاح , لكن معلهش اللي يتحمل يشيل مسؤولية بلد بحاله لايمكن أن يقف أمام أسئلة مريضة كهذه بألم , أولا السؤال ده بينسى الحقوق الدستورية للمواطن شادي جمال مبارك .

· خطفتها من على لساني يا باشا . أنا ماحبيتش أقولها عشان يبان شكلنا بنتحاور بجد .

بص بصراحة إحنا لو شايفين إن فيه حد هيتعامل مع البلد دي بحكمة أكثر مننا , كنا سبناها له , الناس فاكره إن الحكم ده أمله وده مش حقيقي , ده شيء لا يطيقه بشر , لكن أحنا بندوس على نفسنا عشان حبنا لهذا البلد اللي أدانا كتير - كتير كتير يعنى – وبعدين النظام الملكي مع إنه مريح عائليا وبيخرس كل ألسنة المشككين وحزب أعداء النجاح , لكن فيه مشكلة كبيرة جدا إنه بيدي صلاحيات كبيرة لرئيس الوزراء , تقريبا هو اللى بيدير الدولة , وإحنا شعب ليه تقاليده وخصوصيته ولن نقبل فرض النظام الغربي , أحنا مع الخصوصية العربية التي تجعل الملك يحكم وهو مستريح نفسيا , مافيش عليه أستريس , برلمان وحكومة وكلام فارغ , الأستريس بيعطلنا كتير , واللي جاب البلد دي ورا هو الأستريس , ولذلك قررنا نعمل نظام خاض بينا , ملكية من غير أستريس , وده أنسب نظام لحكم هذه البلاد , ولعلمك فيه دول كتير بدأت تقتدي بتجربتنا وأدركت أن استقرار أي حكم يعتمد على تحكمه فى الأستريس وكفله حرية الأستك لجميع أفراد الشعب بحيث تجيء على المقاس الذي تفرضه اللحظة الراهنة .

· الحقيقة يافندم أنا كدت أبكى من فرط الإعجاب وحضرتك بتتكلم لكنى تذكرت أنني ولدت من غير غدة دمعية , لذلك أسمح لي بأن أنبهر من غير دموع لكي لا تظن أنى قصرت .

والله ما قصرت يا أخ سيد , طول عمرك بتعمل بلقمتك ومابتنكرش الجميل , ومصر محتاجة لمجهودات منهم أمثالك , وخليني هنا أسألك أنا على سؤال .

· أنا متأكد سعادتك إن أمي عمرها ما دعت لي بس هي أكيد غلطت النهارده ودعيت لي عشان حضرتك تمنحني هذا الشرف

تفتكر أنا ليه اخترت صحيفة فاشلة زى صحيفتك من بين كل صحف مصر عشان أدلى لك , كان ممكن أدلى لأي حد , ليه اخترتك أنت بس ؟

· عشان أنا ماشى على العجين مبلخبطوش , وباعض اللي يدوس لك على طرف من غير ما حضرتك تطلب .

اللي بيعضو كتير يا أخ لحاس , لكن عندهم مشكلة رهيبة أنهم بيعضوا وجواهم مش مقتنعين , بيلحسوا الأعتاب وهم مستنكفين ده بس بيعملوه غصبا عنهم , أنت بتعض بضمير وبتلحس بإيمان , ولذلك المؤمن الفاشل أحب ألينا من ضعيف الإيمان القوى الشاطر .

· حضرتك منحتني حالا وسام الجمهورية الملكي من الطبقة الأولى , مش هاقولك غير إنك يارب تشوفنا رعايا ليك لما تبقى رئيسنا الملك , باقي سؤال وأخلع حالا , عشان زمان الزملاء جهزوا ردود الأفعال على الحوار مع الناس .

ده أحنا لسه بنعمله , لحق يبقى له ردود أفعال .

· معلهش يا باشا أسمح لي سعادتك ممكن تحكم , لكن تنافق لا , النفاق ده لعبتي . سؤالي الأخير ويتسد بلعومي لو كنت دست لخصوصية حضرتك على طرف , هل فيه مشروع زواج قريب ؟ يعنى الناس عايزه تفرح بيك .

ببساطة مش هقولك غير .. أتجوز ليه وأنا مستمتع مع الشعب .. ؟؟!!

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

"الملتفت لايصل"

بقلم بلال فضل

أستغرب كثيرا عندما أجد كثيرا من القراء وكثيرا من الكتاب غاضبين مني غضبا كثيرا لأنني أستقبل بكثير من الهدوء رفضهم لكثير من أفلامي، أعتقد أنني استخدمت كلمة كثير كثيرا ولذلك لن أكثر من استخدامها في باقي المقال. معلهش الإفيه حبك، وكان لابد أن أجري وراءه فأنا متهم من النقاد بأنني أجري وراء الإفيهات دائما، ولم أرد أن أخذلهم. خلونا في موضوعنا وقولوا لي بالله عليكم ماذا أفعل لشخص يعلن رفضه الكامل لفيلمي الأخير "حاحا وتفاحه" ويقول فيه العبر دون قلة أدب ودون أن يتطاول على الجمهور الذي أعجبه الفيلم لأنه لو فعل لن أسكت له، ثم بعد أن أستمع إلى كل كلامه يغضب لأنني قلت له مبتسما "متشكر جدا على رأيك وبالتأكيد هناك ملاحظات على الفيلم وبالتأكيد به أخطاء كأي عمل بشري وأنا آسف إن الفيلم لم يعجبك كما أعجب آلاف المشاهدين الذين ربما وجدوا فيه مالم تجده، أو تعاملوا معه على أنه فيلم تسلية لاأكثر ولاأقل، على أي حال أعدك بإذن الله أن أكون أفضل في الفيلم القادم، إنت بس إدعي لي إني أقدر أعمل كل اللي في نفسي يمكن ساعتها تحس بالفرق"،وبدلا من أن يشكرني على سعة صدري شخط في واتهمني بأنني آخذه على قد عقله، أقول له ضاحكا "إنت عايزني أنزل أولع في السينمات لأن الفيلم لم يعجبك.. طيب أعمل إيه للناس اللي مبسوطة وفيهم أناس من مختلف المستويات الثقافية.. تحب تستنى ثواني أوريك إيميلاتهم التي تشكرني على الفيلم الذي أضحكهم من قلوبهم.. بالطبع هناك إيميلات لعنت سنسفيلي وسنسفيله.. لكن بالنسبة والتناسب أستطيع أن أقول أن المبسوطين أكثر.. ارقام الإيرادات تقول ذلك.. هل تعرف معنى أن يحقق فيلم من بطولة أبطال لأول مرة ستة ملايين إلا قليلا حتى اليوم..لايحدث ذلك من فراغ"، قال لي غاضبا "طب مااللمبي جاب قد فيلمك أربع مرات معناه إنه كويس"، صعب علي أن أخيب أمله في إفحامي وقلت" الحقيقة أنا باحب فيلم اللمبي جدا وهو أكثر فيلم يضحكني في تاريخ السينما"، كاد يطبق في زمارة رقبتي، قلت "ياسيدي ده ذوقي وأنا حر فيه.. لماذا تفرض علي ذوقك"، قال " أنتم تصنعون كوميديا منحطة.. الكوميديا الراقية هي كوميديا وودي آلان ونجيب الريحاني"، قلت "ده قرار ولا رأي.. افرض إني أتيت لك بمائة ألف واحد لايحبون وودي آلان ويرونه ثقيل الظل هل يكون كلامهم صحيحا.. بلاش إفرض إني أتيت لك بمقالات من كبار الكتاب تهاجم نجيب الريحاني في زمنه هل سيسقط من نظرك؟"، قال"لكن أنت رجل مثقف ويجب أن تصنع أفلاما جادة"، قلت له " كان يمكن أن أريحك وأقول لك أنني فعلت لكن لم يرد الله لها أن تظهر، لكنني سأقول لك أنني مادمت أكتب كتابات مسخرة فكيف أصنع أفلاما ليست كذلك"، قال بحدة"عموما أنا عايزك بعد كده تبطل الأفلام دي لأنها ستفقدك قراءك"، قلت له "عملت اللي اتشتمت واتقطعت أسخم من حاحا وتفاحه قبل أن أكتب في الدستور وبرغم ذلك الحمد لله وجدت قارئا يحب هذه الأفلام تماما كما يحب ماأكتبه ربما لأن عين الرضا عن كل عيب كليلة أو لأنها فعلا أعجبته، كما وجدت قارئا لايحبها أبدا ويأخذني على عيبي وينتظر مني أن أصنع له مايحبه ناهيك عن قارئ ثالث يقرأني لكي يتخذ مني دليلا على أن البلد باظت والإنصاص قامت". قال " لاتستهتر برأيي لأنك ستخسر كثيرا"، قلت متغاضيا عن حدة التحذير " ياسيدي حرية الرأي تعني أن أتقبل رأيك وأحترمه وأفكر فيه لاأن أعتنقه فور قولك له.. عموما أنا تبت وأنبت وسآخذ رأيك في كل شيئ من هنا ورايح.. إيه رأيك في تحديدة دقني.. كويسة ولا تحب أغيرها"، انصرف ساخطا وهو يسب ويلعن ويذم إلى هذا الزمان أهيله، بدوري انصرفت لألحق بحفلة تسعة في سينما بيجال التي امتلأت كراسيها حتى آخر مقعد ورجت ضحكات الناس أرجاء القاعة، شكرت الله الذي خلق الناس بأذواق مختلفة لكي يرزق الهاجع والناجع والنايم على صرصور ودنه، ارتويت من فرحة الناس بما يشاهدون ثم سارعت عائدا إلى البيت لكي أحاول أن أكتب عملا أفضل وأكثر تماسكا وأقل أخطاء، عملا يسعد الناس أو يعبر عنهم أو يجدون بعضا من حياتهم فيه، محاولا طول الوقت أن أقلل مااستطعت من الإلتفات دون أن أصم أذني محاولا أن أركز أكثر في المشوار الذي كشف لنا من سبق لهم أن قطعوه سره الجليل "الملتفت لايصل".

تم تعديل بواسطة احمد هادي

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

اختفاء موكب الرئيس في نفق العروبة!

بقلم بلال فضل ١١/٣/٢٠٠٧

«معالجة» سينمائية فانتازية لمرض سياسي عضال.. تدور أحداثها في مكان واحد وفي أي زمان

لم يكن أحد علي الإطلاق يتوقع أن تشهد البلاد مصيرا كهذا.

لسنوات طويلة كان هاجس غيابه المفاجئ يؤرق معارضيه قبل مؤيديه، ويرعب خصومه أكثر من المنتفعين به. كلما كانت "سيرة" احتمال غيابه المفاجئ تأتي يهرب من مسكها الجميع، يصرخ البعض بحدة لإخفاء رائحة النفاق "ربنا مايحرمنا من طلته أبدا"، ويهرب البعض بإبداء قلقه علي البلاد متمتما " حتي الرسول مات وأمر الله لابد يكون.. بس ربنا يستر"، البعض الثالث كان يقول بحماس في وجه من يخاف علي مستقبل البلاد "مصر طول عمرها ولادة" فإذا طلبت منه أن يرشح واحدا من مواليدها للعب دور البديل قال لك وهو يكاد يرزعك قلما من فرط الغيظ " يعني إذا كان قد حكمها أكثر من ربع قرن من لم يكن يحلم بحكمها البتة تأكد أنها لن تمانع في تسليم مقاليدها لشخص آخر لا يحلم بحكمها قط.. صحيح أن مصر جاءها الضغط والسكر بس لا تنس أن قلبها لسه كبير".

لكن أحدا من كل هؤلاء لم يكن يتوقع أن يأتي غيابه المفاجئ علي ذلك النحو الفريد الذي هز الكون كله. منذ اللحظة الأولي التي أذاعت فيها وكالات الأنباء ومحطات التليفزيون ذلك الخبر العاجل وحتي الآن لم يفهم أحد ما حدث. "اختفاء موكب الرئيس في نفق العروبة". كيف ولماذا وأين اختفي وهل سيعود. كل هذا لا يعرفه أحد وربما لن يعرفه أحد في المستقبل القريب.

كل ما يعرفه الناس أن موكب سيادته دخل نفق العروبة في طريقه إلي مجلس الشعب ليلقي خطابه التاريخي الذي سيقرر فيه ما إذا كان سيقبل تولي مسؤولية البلاد ست سنوات أخري، بناء علي طلب المواطنين، بعد لغط استمر سنوات طويلة حول ما إذا كان سيورث مقعده لابنه أم سيسنده لأحد معاونيه أم سيترك ذكري طيبة بإجراء انتخابات رئاسية حرة تحت إشراف القضاء وانصراف الأمن، يقرر فيها الشعب مصيره لأول مرة بعد مرور ستين عاما علي إطلاق أغنية "عرف الشعب طريقه".

للحظات ظن الضباط المسؤولون عن تأمين الموكب والعساكر المديرون ظهورهم باتجاه المخبرين اللاعبين أدوار المواطنين المدلهين بحبه أنهم قد أصيبوا بعمي مؤقت جعل الموكب يفوتهم بعد خروجه من النفق، لكن الصيحات التي انبعثت من أجهزة اللاسلكي تسألهم عن سر تأخر وصول الموكب إليهم جعلتهم يفتحون أعينهم علي اتساعها بحثا عن سر تأخر خروج الموكب من النفق، لكن أعينهم ماشافت إلا النفق خاويا موحشا كئيبا كأنه لم يفتتح بعد.

لأيام تلت شافت أعين عاثري الحظ هؤلاء نجوم الضهر وهم يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب التي لم تقع علي أعتي المعارضين في تاريخ البلاد، كان السؤال مربكا للسائل والمسؤول " الموكب راح فين ياله.. يعني إيه اختفي.. إنت هتستعبط". وبعد أن اعترف جميع هؤلاء في اليوم الخامس من التعذيب بأنهم قاموا بإخفاء الموكب في مكان أمين مستعدين للإرشاد عن مكان المسروقات وإعادة تمثيل الجريمة، اتضح عدم جدوي الاستمرار في تحميلهم المسؤولية وكان لابد أن تواجه البلاد مصيرها المظلم الذي لم يخطر لها علي بال.

كل الاحتمالات قتلت بحثا، حتي تلك التي كانت تستوجب قتل قائلها لفرط تفاهتها مثل احتمال تعرض الموكب لهبوط أرضي بفعل تكرر إصلاحات المحافظة له، مرورا بتكليف مرصد حلوان بدراسة احتمال انجراف الموكب داخل ثقب كوني أسود بحكم تصادف دخوله النفق لحظة تعامد قرص الشمس علي قطاع الأخبار، وصولا إلي تشكيل فريق من أطباء العيون لدراسة احتمال كون الموكب موجوداً بالفعل، بس إحنا اللي مش قادرين نشوفه.

حتي أستاذ التاريخ الشهير الذي اعتقل لأنه قال في قناة فضائية إن ما حدث يذكر باختفاء الحاكم بأمر الله في صحراء المقطم قبل مئات السنين تم إطلاقه لكي يرأس فريقا بحثيا يحقق في ملابسات اختفاء الحاكم بأمر الله لكي يستفاد فريق البحث الجنائي منها، بل ووصل الأمر إلي إصدار قرار من النائب العام بفتح قبر ست الحكم شقيقة الحاكم بأمر الله لدراسة تورطها في قتل أخيها فقط لكي يتم حسم ما إذا كان يمكن لأي حاكم بأمر الله أو بأمر غيره أن يختفي أساسا.

زادت البلبلة عندما تفجرت أرض البلاد في سائر مدنها منتجة سوائل كثيفة لزجة، قال بعض رؤساء تحرير الصحف الحكومية إنها من فرط حزن أرض مصر علي اختفائه المفاجئ، وقال بعض أئمة المساجد إنها دليل علي أن غضب الله قد حل علي العباد وأنه قد حان ظهور إمام الزمان، ليتضح بعد تشكيل لجنة هندسية رفيعة المستوي أن الأمر وراءه تصدع مفاجئ في شبكتي مواسير المياه والصرف الصحي. وخلال ذلك كله لاص أساتذة القانون الدستوري أياما وليالي في محاولة البحث عن مخرج دستوري لسد الفراغ الدستوري الذي حدث، خاصة أن حكاية الاختفاء المفاجئ هذه لم تكن لترد أبدا لدي "أجمح" ترزية الدساتير خيالا.

الذين راهنوا علي أن الشعب سينتج، بعد ما حدث نكتا تميت من الضحك، خاب أملهم جميعا، لأن الشعب منذ اليوم الأول لتلك المفاجأة الكونية كاد يموت من الخوف. علماء الاجتماع السياسي فسروا ذلك بأن النكت كانت تنطلق بعد رحيل حكام قصيري العشرة مع الشعب المؤمن ـ والمؤمن كما نعلم إلف يؤلف ـ علي عكس سيادته الذي لم يعد أولاد بلدنا يتخيلون أيامهم من غيره، ولدوا ونشأوا وشبوا وشابوا وترعرعوا وذبلوا عليه، عندما جاء إليهم لم يكونوا يعرفونه ثم أصبحوا لا يعرفون غيره، تسعة وتسعون وتسعة من عشرة في المائة من أبناء الشعب لم يشهدوا حاكما قبله، كأن الدنيا بدأت به وكأنها لن تنتهي أبدا مادام فيها، طبقات الأرض تبدلت فالتحم بعضها وانفصل بعضها، وبقي هو، أغرق المد البحري جزرا وهدمت الزلازل دولا، وغطت البراكين مدنا وشردت العواصف شعوبا،

وهو كما هو، يبدو كأن التاريخ قد تجمد عنده، فاصطدم الماضي بالحاضر قبل أن يصطدما سويا بالمستقبل ويشكلوا معا شيئا غير مسبوق في تاريخ الكون، وحدة زمنية مصمتة، الحاضر فيها ماض سبق للناس أن عاشوه، والمستقبل فيها يتمني الناس أن يكون بنفس سوء الحاضر لا أكثر سوءا، لم يعد الزمن في أيامه يقاس بالأيام أو الشهور أو حتي بالسنين، أصبح يقاس بالحتت، حتت زمنية قد يبدو لك أنها تختلف عن بعضه،ا لكنك لو أمعنت النظر فيها مليا لاكتشفت أنك قد عشتها قبل ذلك، إن كنت مؤيدا تشعر أنك قد قلت كل ما لديك في حتة ما، وإن كنت معارضا تشعر أنك قد استنفدت كل ما لديك في جميع الحتت، جاب الكل آخره دون أن يبدو أن هناك آخرا يمكن أن يبلغه أحد.

عندما اقتربت البلاد من دخول عام علي اختفاء موكبه المفاجئ في نفق العروبة كان قد تأكد للجميع مجددا أن ربنا مابيعملش حاجة وحشة. ملف التوريث الذي أنهك البلاد والعباد سنين عددا أقفل غصبا عن الجميع، مؤيدين ومعارضين، فحتي أكثر الجائعين للتوريث لم يكن ليجرؤ علي الإفصاح عن رغبته دون أن يعرف مصير الموكب المختفي.

بعد شهر علي الأكثر عاد الناس لممارسة حياتهم الطبيعية بأفضل مما كانوا عليه ولم يعد تفسير لغز الاختفاء يحتل أغلب وقتهم، بل أصبح اللغز الجديد الذي يشغل بال المراقبين هو أن كل ما كان الجميع يحذرون من حدوثه عند غياب الرئيس لم يحدث، فلم تشهد البلاد انفلاتا أمنيا أو فراغ سلطة أو ثورة جياع أو أزمة دستورية أو اختلالا اقتصاديا أو ماء نقيا،

وهو ما فسره علماء الدين بأن اختفاءه المفاجئ أعاد الوازع الديني ليتحكم في أفعال الناس وعندما أرسلت الأمم المتحدة وفدا من كبار خبراء السياسة والاقتصاد والاجتماع السياسي الدوليين لدراسة هذا الوضع الفريد دوليا لمعرفة كيفية التعاطي معه، لم يصل الوفد إلي نتائج قاطعة،

حتي إن رئيس الوفد قبل مغادرته البلاد لم يجد تفسيرا لعدم احتياج الناس إلي من يشغل المنصب الشاغر سوي قوله: "بعد دراسة مستفيضة اتضح لنا أن الجمهورية في السنوات الأخيرة من حكمه لم تعد تحيا، بل أصبحت تعيش وخلاص، ولذلك فهي لا تحتاج إلي رئيس بقدر ما تحتاج إلي معجزة".

علي مقهي شعبي يقولون إن عمره سبعة آلاف سنة قال لاعب طاولة بعد أن حمد الله وأثني عليها " حد يصدق إن البلد تمشي كده بالبركة"، فقال له صاحبه وهو يحاوره .." ومنذ متي مشت بلدنا بغيرها".

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

حقيقي براوه عليك يا أحمد يابو هادي وتسلم إيدك

كمل جميلك بقى ونزل الكوليكشن كلها عشان نطبعوها ونقروها على رواقه

الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق ..

و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة ..

فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ..

و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً

رابط هذا التعليق
شارك

مصر تتحدث مع نفسها

بقلم بلال فضل

مالذي حدث لي علي ايديكم وكيف اوصلتموني الي ما انا فيه ولماذا اكتفيتم ايها الخلق جميعا بالنظر الي وانا ابني قواعد المجد وحدي فقعدتم وتركتموني وحيده ابني وابني لغاية ما طلع عيني وتعبت من البناء وحدي وتخدلت سواعدي وسقطت منهكه متعبه فلا البناء اكتمل ولا المجد جاوز مرحلة القواعد

هان شاني لديكم فاصبحت ملطشه تنسبونني دائماالي من يحكمونني مره تقولوا مصر ناصر ومره مصر السادات ومره مصر مبارك وقريبا تقولون انني مصر جمال الا تستحون الست اكبر من كل هؤلاء يا ظلمه ما الذي فعلتموه بي منذ ان تحررت من رقبة المستعمرين وصرت بعد الاف السنيين من الاحتلال محكومه بابنائي لماذا لم تجعلوني اهنا باستقلالي ياناس تاج العلا الذي كان علي راسي بعتموه بالرخيص من اول جمال ابو خالد لجمال ابن حسني

اصبحت الان انظر الي حالي وابتئس واحاول فهمه دون جدوي لماذا اصبحت العيشه فيا غاليه كده لماذا اتبهدل الان لكي اجد رغيف عيش لماذا لا استطيع ان اشرب كوب ماء نظيف وانا يجري بداخلي اطول انهار العالم فصار يجري بداخلي نهران نهر النيل ونهر الخوف لماذا يصبح من حق الحشرات والقوارض ان تتزوج وتنجب وتتكاثر بينما ابنائي لا يفعلون ذلك الا بطلوع الروح

كثرت مساجدكم وقل مصلوكم زاد الحجاب وقلت العفه تنتجون المرض وتستوردون الدواء تسمون العجز مقاومه سلبيه والتخلف بركه والياس قناعه والفشل رضا والضغيان عزه تستوردون القمح وتزرعون الفراوله تبيعون رغيف العيش علي الرصيف والجزمه في الفاترينه

حسبي الله ونعم الوكيل فيكو مش عارفه اقول لكو ايه داعيه عليكو دعوة امه كانت قويه ساعة المغربيه ربنا يفك ضيقي ويقرب البعيد

وعلي الله اسمع حد فيكو يجيب اسمي علي لسانه ياولاد ال....جمهوريه

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

هم يضحــــك

عبارات لمن يعتبر‏!‏

كتب : ‏ بلال فضل

لا أعرف حكومة في العالم الإسلامي كله

وقفت في أزمة الدانمارك وقفة رجولة مثل

حكومتنا المؤمنة‏,‏ فعلي عكس باقي

الحكومات التي لم تتبن رسميا حكاية

المقاطعة للمنتجات الدنماركية‏,‏ يحسب

لحكومتنا أنها جعلت الشعب المصري يقاطع

المنتجات الدنماركية‏,‏ غصبا عنه وليس

بمزاجه‏,‏ يعني بالله عليك كيف يمكن

لأغلب أبناء هذا الشعب الذين لا يتجاوز

راتبهم الخمسمائة جنيه في أسعد الأحوال

وأكثرها زهزهة‏,‏ أن يشتري علبة جبنة

شيدر مطبوخة بخمسة جنيهات تكفي بالكاد

لوجبة عشاء واحدة‏,‏ أو لمن يحصل علي

السمنة البلدي بأن يحصل علي الزبدة أم

بواكي‏.‏

وبما أن حكومتنا البكر الرشيدة بحمد

الله تحب عمل الطاعات واجتناب السيئات

أتمني عليها ألا تستمر في التركيز علي

الدنمارك‏,‏ بل تعلن مقاطعة المنتجات

البنمية وعلي رأسها العبارات الغارقة

التي تغض الطرف عن قيام حيتان النقل

البحري باستيرادها وتحويلها من سفن

للمواشي إلي سفن للفقراء‏,‏ فقد قتلت

هذه العبارات ـ لمن يعتبر مالم تستطع دول

اسكندنافيا كلها أن تقتله من بني

جلدتنا‏,‏ وأضعف الإيمان مادامت

الحكومة قد أعلنت أن هذه العبارات بنمية

ومالناش حكم عليها‏,‏ أن نهدد بنما

بأنها لو لم تتوقف عن قتل أبنائنا

بعباراتها‏,‏ فإننا سنرسل إليها كتائب

من أهالي الضحايا أولها عندنا وآخرها

عندنا أيضا‏,‏ مستخدمين في هذا التهديد

صورا لطوابير أهالي الضحايا الذين يقفون

بالآلاف أملا في وعود الحكومة وأرقام

التبرعات التي وصلت الي عدد مهول من

الملايين‏,‏ بينما يعلن وزير الضمان

الاجتماعي أنه سيتم صرف‏15‏ ألفا للناجي

و‏30‏ ألفا للميت والمفقود‏,‏ طيب يا

أسيادنا وباقي الفلوس التي وصل أقل رقم

أعلن عنها إلي‏45‏ مليون جنيه هذا غير

تعويضات التأمين التي تقدر بملايين

الدولارات‏,‏ أين ستذهب‏,‏ هل سيتم

صرفها للسيد الحوت البحري قبطان أعماق

البحار ممدوح اسماعيل تعويضا عن خضته من

غرق العبارة‏,‏ أو مكافأة لأنه أثبت من

خلال ظهوره التليفزيوني هو ونجله الحوت

الناشيء قبطان وطاطي البحار أنهما رجلان

متماسكان لا يهتز لهما جفن ولايقترفان

أي أخطاء وسفنهما تعدي البحر

وماتنبلش‏,‏ تغرق بس‏.‏

قد أكون مغاليا في توقعاتي الشريرة‏,‏

لكنني معذور في ذلك بسبب المواقف

الغريبة التي أصبحنا نراها تجاه صاحبة

المقابر الجماعية المسماة

بالعبارات‏,‏ والتي تتراوح بين وقف

مقابره المائية عن العمل وما بين إن دي

مش سفنه‏..‏ لا هو شغال عليها وبيسدد ثمن

الكارتة لبنما التي لا نستطيع أن نأخذ

موقفا منها لأنها بعيدة ومشوار جامد في

عرض البحر‏,‏ ولذلك سيري علي بركة الله

ياسفن السلام‏,‏ باسم الله مرساكي

ومجراكي‏,‏ وماحدش بيموت ناقص عمر‏.‏

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

أحسن ناس في مصر

بقلم بلال فضل ١٠/١٢/٢٠٠٥

قبل أن يبدأ موسم الاستفتاءات والأوسكارات والميداليات والدروع وشهادات التقدير قررت أن أنفرد وأنثني بنشر هذا الاستفتاء الذي أتحدي أن يختلف معي في نتائجه أي مواطن مصري يدين بكل الفضل لهذه المرحلة الأزهي من تاريخ مصر أعاننا الله علي تحمل زهزهتها. لن أطيل عليكم وسأترككم لنتائج أوسكارات عام ٢٠٠٥ التي أكن لكل من فازوا بها الكثير، لن أقول الكثير من ماذا فالمهم أنني أكن لهم، ولو كان في يدي ماهو أكثر من الكتابة لقدمته لهم لكن العين بصيرة والإيد قصيرة.

أوسكارات هذا العام تذهب إلي كل من:

أعمق كاتب: الكاتب الأليف ممتاز القط (لوصوله إلي قعر سلطانية الملوخية ذات الطشة في مقاله الشهير عن الملوخية أم تقلية).

أفضل كاتب ساخر: ممتاز القط (عن نفس مقال الملوخية والطشة).

أشرف صحفي: صحفي اسمه أشرف.

أحسن اسم ثلاثي: تمنح مناصفة لمحمد علي إبراهيم ومحمد مجدي مرجان.

أفضل مخرج: السيد راشد (لإخراجه لقاء الرئيس السنوي بالعمال).

أفضل مذيع: المستشار انتصار نسيم (لإلقائه الدرامي "الوطني" الرهيب لنتائج الانتخابات).

"أفضي" مذيعة: نيرفانا إدريس.

أفضل مفكر: الدكتور مصطفي الفقي (لأنه نجح في إقناع الكثيرين أنه مفكر).

أفضل وزير اتصالات: الدكتور أحمد نظيف.

أفضل مطرب: المطرب الذي استمر يغني علينا ربع قرن دون أي تغيير. طبعا تعرفون أني أقصد هاني شاكر.

أفضل مطربة: روبي (لتعبيرها عن إحباطات الشعب المصري بأغنيتها السياسية الجريئة كل ما أقول له آه يقولي هو لأ).

أفضل أغنية معارضة: يبقي أنت أكيد في مصر (لأنها أتاحت للناس السخرية من كل مايذكرهم بأنهم في مصر).

أفضل فيلم: فيلم المفاجأة بطولة عماد أديب وإخراج شريف عرفة.

أكثر فيديو كليب مثير: كليب الحزب الوطني في مصلحتك.

أكثر منصور: المستشار مرتضي منصور.

أفضل ممثل: الفنان فاروق حسني، عن أدائه الرفيع في مسرحية استقالة المحرقة.

أفضل فيلم حربي: المرحلة الثالثة من الانتخابات.

أفضل فيلم وثائقي: وثيقة فتح مصر.

أفضل مسرحية: تعديل المادة ستة وسبعين.

أنجح واحد يسقط: الدكتور محمد عبد اللاه.

أفضل صفوت: صفوت الشريف.

أفضل مبيد بشري: الدكتور يوسف والي.

أغرب أفكار: أفكار الخرادلي.

أفضل كوبري: الحزب الوطني (لكفاءته في إيصال الإخوان إلي خمس مقاعد البرلمان).

أكتر واحد إستراتيجي: الدكتور وحيد عبد المجيد (لتطبيقه الكفء لإستراتيجية إمساك العصا من طرف الحزب الوطني).

أقوي ناشر: ناشر سي دي مسرحية محرم بك.

أصدق كتاب: دليل التليفونات.

أفضل كتاب: الطبعة الخامسة من كتاب قال فصدق للكاتب سمير فرجب.

أفضل لاعب: جهاز أمن الدولة.

أفضل إخوان: الأخوان حسام وابراهيم حسن.

أفضل أخ: الأخ الدكتور زكريا عزمي، لإجباره الدولة علي أن تقف وقفة رجولة مع أخيه في معركة المجلس.

أفضل موافق "أحسن ماأفضل معارض": فضيلة شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي.

أشرس معارض: كمال الشاذلي (لإظهاره شراسة رهيبة في معارضة معارضي الرئيس والحزب).

أرق معارض: التقدمي رفعت السعيد.

أفضل مونتاج: وزارة العدل.

أحسن لجنة: لجنة كوبري الليمون في أول غمرة.

أصلب رجل أعمال: أحمد عز (بسبب نسبة الحديد المرتفعة في دمه).

أفضل شاعر: الشاعر المجهول مبدع قصيدة مش كفاية مش كفاية إحنا معاك للنهاية.

أفضل ممثل مساعد: الخُصّ.

أفضل كومبارس متكلم: الدكتور نعمان جمعة عن أدائه في الانتخابات الرئاسية.

أفضل محافظة: المنوفية.. طبعا.

أفضل مساعي: المساعي المشكورة.

أفضل ابن: ابن الذين.

أفضل مجاميع: بلطجية الحزب الوطني.

أفضل طباخ: الشيف فاذر أوف نايت.

أفضل حركة احتجاجية: حركة كفاية اصحي علي ابتسامتك. التي يتزعمها الدكتور أحمد فتحي سرور.

جائزة اللعب النظيف: الحاج أحمد الصباحي (لإعطائه صوته في الانتخابات الرئاسية لمنافسه الرئيس مبارك).

أفضل فاسد: كلهم فاضلين.. ماحدش هيمشي.

أفضل حاجة: لسه ماحصلتش.

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

ضبط وإحضار عبدربه التائه!

بقلم بلال فضل ٢٤/١٢/٢٠٠٥

تقدر تقول لي بذمتك وأنا راضي ذمتك إلي أي مدي جعلتك هوجة الاحتفال بالروائي الأعظم نجيب محفوظ، التي عمت أرجاء البلاد طيلة الأسبوعين الماضيين أقرب إلي أدب نجيب محفوظ؟، كم عملا من أعماله دفعتك هذه الاحتفالات لكي تقرأه أو تعيد قراءته؟، وهل نحن حقا نستحق نجيب محفوظ أم أننا فقط صحونا فوجدناه ككل شئ ثمين وغال وعظيم في مصر؟

ألست معي في أننا بدأنا وهي عادتنا ولن نشتريها في تحويل عيد ميلاد الرجل العظيم إلي مولد كسائر الموالد التي نقيمها لعظمائنا، يأكل فيها مئات الموالدجية أكل عيش ببركة صاحب المولد، ويتحول الرجل إلي مزار يزوره من قرأ له ومن لم يقرأ، بل إن بعض من يزورونه مجرد وجودهم في الحياة أكبر ضربة لمشروع نجيب محفوظ الأدبي والإنساني، وأتحدي لو كان بعضهم قد قرأ له شيئا غير تيترات الأفلام المأخوذة عن رواياته، لكن من يسأل أسئلة كهذه في المولد، كل سنة وأنت طيب، وحلال علي المستفيد الأكبر ألا وهو محال التورتة المحيطة بأماكن تواجد محفوظ حيث الكل يتنافس علي شراء التورتة الأكبر حجما والتربيط مع أحد القريبين من الأستاذ أو الحصول علي واسطة تؤمن الوصول بصحبة التورتة إلي الأستاذ، من المهم أن تختار السكة الأسلم والأضمن، وعندما تصل إلي الأستاذ هاتك ياصور، ويابختك لو تمكنت من الاقتراب من أذن الأستاذ وأنت تقول له كلاما علي القراء أن يجتهدوا لقراءته في مواضيع يتحدث الأستاذ فيها كلمات لاتعد علي أصابع اليد الواحدة، وهو ينظر إلي من حوله من الملتصقين والمبتسمين نظرات الشيخ عبدربه التائه الساخرة الثاقبة وهو يقول في أصدائه "حاولت العزلة يوما ما لكن تنهدات البشر اقتحمت خلوتي"، أما أنت فلو تفرست في وجوه الحاضرين في الصور لوجدتهم كما قال عبدربه التائه تماما "أناس شغلتهم الحياة وآخرون شغلهم الموت، أما أنا فقد استقر موضعي في الوسط".

هذا العام شهد المولد بعدا جديدا عندما نجح صديقنا أبوالحداقة والمفهومية مجدي الدقاق في الإعلان عن كتابة الرئيس مبارك لمقال عن نجيب محفوظ يتصدر مجلة الهلال، وهو ما جذب النظارة والمارة قبل أن يكتشفوا أن المقال ليس سوي رسالة تهنئة عادية استغلت الهلال اسم الرئيس لتصوير أنها تحمل جديدا بينما هي ليست كذلك، وقد كنت أتوقع كغيري أن نقرأ خبطة صحفية نعرف منها ما هو أحب عمل قرأه الرئيس لمحفوظ أو حتي ذكرياته معه أو يعلن فيها سيادته عن عزم الدولة عدم الاكتفاء بالاحتفالات المظهرية بمحفوظ، بل السعي لتحويل أدبه إلي مشروع قومي لعلنا نكون يوما ما بلدا علي مستوي أدبه، علي أي حال كان عدد الهلال قويا ومتميزا وحافلا بدراسات وشهادات بديعة استمتعت بقراءتها، وأحيي مجدي الدقاق وأسرة الهلال عليها بصدق، وإن كنت ألومه علي إضاعة الفرصة التي سنحت لكي نقترب أكثر من علاقة الرئيس مبارك بعالم محفوظ في حوار شامل تتصدره رسالة التهنئة التي أعلن عنها الهلال كمقال.

علي أي حال ربما كان الإعلان عن ذلك المقال أمرا يجعل كبار مسئولي الدولة يفكرون من باب التغيير في قراءة نجيب محفوظ بجد بعيدا عن زيارات التورتة وقعدات المولد، إذ لربما لانت قلوبهم التي هي كالحجارة أو أشد قسوة عندما يروا أن الواقع الذي رصده نجيب وأعاد خلقه في رواياته هو واقع مؤسف حزين لم يتغير منه شئ أبدا، فمازلنا نعيش حتي اللحظة زمن القاهرة الجديدة قاهرة عام ٣٠، حيث إحسان شحاتة تحترف الدعارة وتحضر لفيديو كليب جديد وطظ محجوب عبدالدايم هي المذهب الفكري الأكثر انتشارا بين المصريين وعلي طه مازال يثرثر متعاليا علي أوجاع إحسان وجوعها والأخ مأمون رضوان نجا من التزوير وأصبح عضوا في البرلمان والقواد سالم الأخشيدي يترقي من منصب قوادي أو قيادي إلي آخر (بالمناسبة هل لفت انتباهك يوما ما أن العبقري محفوظ جعل سالم الأخشيدي هو الوحيد الذي انتصر في الرواية وأوقع بخصومه مرتديا ثياب الشرف، أليس هذا واقع مصر الحزين دائما).

لقد قرأت كالعادة هذا العام كلاما كثيرا طيبا عن محفوظ أغلبه سبق أن قرأناه جميعا قبل ذلك، وتمنيت أن أجد موضوعا صحفيا يقدم تعليقا محفوظيا صريحا مقتبسا من رواياته علي كل مانعيشه الآن، لندرك إلي أي حد نحن لا نقرأ محفوظ ولا نتعلم منه، نتحدث جميعا ساسة ونخبة وعامة لبرامج التليفزيون فنصفه بالهرم، ولا ندرك أننا فعلا تعاملنا معه كالهرم الذي نعرف أن الأجداد تركوه لنا، لكننا لا نفكر في أن نبني هرما غيره أو حتي نكون علي مستواه أو نفهم كيف بني، هرم ولقيناه، بينما لو قرأناه حقا وصدقا ولو تحولت رواياته إلي كتب واجبة القراءة في جميع مراحل التعليم لأدركنا أن نجيب محفوظ هو الحل، وللمسنا كيف قدم أدبه الرفيع رؤية صادقة لكل هراءنا وخوائنا ومشاكلنا يمكن أن تغير وجه مصر إلي الأبد، ولعرفنا أنه لا خير في كثير من نجوانا إذا لم ندرك يوما ما أن الحل هو ما قاله الشيخ عبدربه التائه عندما سألوه متي يصلح حال البلد فقال عندما يدرك أهلها أن عاقبة الجبن أوخم من عاقبة السلامة. ولصرخنا حزاني مع جمصة البلطي بطل ليالي ألف ليلة ـ رواية نجيب الأعظم ـ "من أين يجئ شهريار بهؤلاء الحكام.. ولماذا كل من تعفف جاع في هذه المدينة.. وماذا يجري علينا لو تولي أمورنا حاكم عادل" قبل أن يذكرنا العفريت سنجام بدورنا في المأساة "الرحمة لمن يستحق الرحمة ورحاب الله مفروشة بأزاهير الفرص المتاحة لمن استمسك بالحكمة.. وأنتم إذا دعيتم لخير ادعيتم العجز وإذا دعيتم لشر بادرتم إليه باسم الواجب.. فلا تعتذروا عن الفساد بالفساد". عندها سنقاسم عبد القادر المهيني حزنه وهو يقول لأستاذه الشيخ عبد الله البلخي "أسفي عليك يا مدينتي التي لا يتسلط عليك اليوم إلا المنافقون، لم يا مولاي لا يبقي في المزاود إلا شر البقر؟" فيجيبه شيخه وشيخي وشيخ مصر كلها "ما أكثر عشاق الأشياء الخسيسة".

تصدق الحمد لله أنهم لا يقرأون نجيب محفوظ وإلا لكان مطلوبا الآن ضبط وإحضار الشيخين عبدربه التائه وعبدالله البلخي ورفاقهما وكل من يتشدد لهما من أعداء الأشياء الخسيسة الذين يشغلهم ذلك السؤال المرير "من أين يجئ شهريار بهؤلاء الحكام؟".

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

ضبط وإحضار عبدربه التائه!

بقلم بلال فضل ٢٤/١٢/٢٠٠٥

تقدر تقول لي بذمتك وأنا راضي ذمتك إلي أي مدي جعلتك هوجة الاحتفال بالروائي الأعظم نجيب محفوظ، التي عمت أرجاء البلاد طيلة الأسبوعين الماضيين أقرب إلي أدب نجيب محفوظ؟، كم عملا من أعماله دفعتك هذه الاحتفالات لكي تقرأه أو تعيد قراءته؟، وهل نحن حقا نستحق نجيب محفوظ أم أننا فقط صحونا فوجدناه ككل شئ ثمين وغال وعظيم في مصر؟

ألست معي في أننا بدأنا وهي عادتنا ولن نشتريها في تحويل عيد ميلاد الرجل العظيم إلي مولد كسائر الموالد التي نقيمها لعظمائنا، يأكل فيها مئات الموالدجية أكل عيش ببركة صاحب المولد، ويتحول الرجل إلي مزار يزوره من قرأ له ومن لم يقرأ، بل إن بعض من يزورونه مجرد وجودهم في الحياة أكبر ضربة لمشروع نجيب محفوظ الأدبي والإنساني، وأتحدي لو كان بعضهم قد قرأ له شيئا غير تيترات الأفلام المأخوذة عن رواياته، لكن من يسأل أسئلة كهذه في المولد، كل سنة وأنت طيب، وحلال علي المستفيد الأكبر ألا وهو محال التورتة المحيطة بأماكن تواجد محفوظ حيث الكل يتنافس علي شراء التورتة الأكبر حجما والتربيط مع أحد القريبين من الأستاذ أو الحصول علي واسطة تؤمن الوصول بصحبة التورتة إلي الأستاذ، من المهم أن تختار السكة الأسلم والأضمن، وعندما تصل إلي الأستاذ هاتك ياصور، ويابختك لو تمكنت من الاقتراب من أذن الأستاذ وأنت تقول له كلاما علي القراء أن يجتهدوا لقراءته في مواضيع يتحدث الأستاذ فيها كلمات لاتعد علي أصابع اليد الواحدة، وهو ينظر إلي من حوله من الملتصقين والمبتسمين نظرات الشيخ عبدربه التائه الساخرة الثاقبة وهو يقول في أصدائه "حاولت العزلة يوما ما لكن تنهدات البشر اقتحمت خلوتي"، أما أنت فلو تفرست في وجوه الحاضرين في الصور لوجدتهم كما قال عبدربه التائه تماما "أناس شغلتهم الحياة وآخرون شغلهم الموت، أما أنا فقد استقر موضعي في الوسط".

هذا العام شهد المولد بعدا جديدا عندما نجح صديقنا أبوالحداقة والمفهومية مجدي الدقاق في الإعلان عن كتابة الرئيس مبارك لمقال عن نجيب محفوظ يتصدر مجلة الهلال، وهو ما جذب النظارة والمارة قبل أن يكتشفوا أن المقال ليس سوي رسالة تهنئة عادية استغلت الهلال اسم الرئيس لتصوير أنها تحمل جديدا بينما هي ليست كذلك، وقد كنت أتوقع كغيري أن نقرأ خبطة صحفية نعرف منها ما هو أحب عمل قرأه الرئيس لمحفوظ أو حتي ذكرياته معه أو يعلن فيها سيادته عن عزم الدولة عدم الاكتفاء بالاحتفالات المظهرية بمحفوظ، بل السعي لتحويل أدبه إلي مشروع قومي لعلنا نكون يوما ما بلدا علي مستوي أدبه، علي أي حال كان عدد الهلال قويا ومتميزا وحافلا بدراسات وشهادات بديعة استمتعت بقراءتها، وأحيي مجدي الدقاق وأسرة الهلال عليها بصدق، وإن كنت ألومه علي إضاعة الفرصة التي سنحت لكي نقترب أكثر من علاقة الرئيس مبارك بعالم محفوظ في حوار شامل تتصدره رسالة التهنئة التي أعلن عنها الهلال كمقال.

علي أي حال ربما كان الإعلان عن ذلك المقال أمرا يجعل كبار مسئولي الدولة يفكرون من باب التغيير في قراءة نجيب محفوظ بجد بعيدا عن زيارات التورتة وقعدات المولد، إذ لربما لانت قلوبهم التي هي كالحجارة أو أشد قسوة عندما يروا أن الواقع الذي رصده نجيب وأعاد خلقه في رواياته هو واقع مؤسف حزين لم يتغير منه شئ أبدا، فمازلنا نعيش حتي اللحظة زمن القاهرة الجديدة قاهرة عام ٣٠، حيث إحسان شحاتة تحترف الدعارة وتحضر لفيديو كليب جديد وطظ محجوب عبدالدايم هي المذهب الفكري الأكثر انتشارا بين المصريين وعلي طه مازال يثرثر متعاليا علي أوجاع إحسان وجوعها والأخ مأمون رضوان نجا من التزوير وأصبح عضوا في البرلمان والقواد سالم الأخشيدي يترقي من منصب قوادي أو قيادي إلي آخر (بالمناسبة هل لفت انتباهك يوما ما أن العبقري محفوظ جعل سالم الأخشيدي هو الوحيد الذي انتصر في الرواية وأوقع بخصومه مرتديا ثياب الشرف، أليس هذا واقع مصر الحزين دائما).

لقد قرأت كالعادة هذا العام كلاما كثيرا طيبا عن محفوظ أغلبه سبق أن قرأناه جميعا قبل ذلك، وتمنيت أن أجد موضوعا صحفيا يقدم تعليقا محفوظيا صريحا مقتبسا من رواياته علي كل مانعيشه الآن، لندرك إلي أي حد نحن لا نقرأ محفوظ ولا نتعلم منه، نتحدث جميعا ساسة ونخبة وعامة لبرامج التليفزيون فنصفه بالهرم، ولا ندرك أننا فعلا تعاملنا معه كالهرم الذي نعرف أن الأجداد تركوه لنا، لكننا لا نفكر في أن نبني هرما غيره أو حتي نكون علي مستواه أو نفهم كيف بني، هرم ولقيناه، بينما لو قرأناه حقا وصدقا ولو تحولت رواياته إلي كتب واجبة القراءة في جميع مراحل التعليم لأدركنا أن نجيب محفوظ هو الحل، وللمسنا كيف قدم أدبه الرفيع رؤية صادقة لكل هراءنا وخوائنا ومشاكلنا يمكن أن تغير وجه مصر إلي الأبد، ولعرفنا أنه لا خير في كثير من نجوانا إذا لم ندرك يوما ما أن الحل هو ما قاله الشيخ عبدربه التائه عندما سألوه متي يصلح حال البلد فقال عندما يدرك أهلها أن عاقبة الجبن أوخم من عاقبة السلامة. ولصرخنا حزاني مع جمصة البلطي بطل ليالي ألف ليلة ـ رواية نجيب الأعظم ـ "من أين يجئ شهريار بهؤلاء الحكام.. ولماذا كل من تعفف جاع في هذه المدينة.. وماذا يجري علينا لو تولي أمورنا حاكم عادل" قبل أن يذكرنا العفريت سنجام بدورنا في المأساة "الرحمة لمن يستحق الرحمة ورحاب الله مفروشة بأزاهير الفرص المتاحة لمن استمسك بالحكمة.. وأنتم إذا دعيتم لخير ادعيتم العجز وإذا دعيتم لشر بادرتم إليه باسم الواجب.. فلا تعتذروا عن الفساد بالفساد". عندها سنقاسم عبد القادر المهيني حزنه وهو يقول لأستاذه الشيخ عبد الله البلخي "أسفي عليك يا مدينتي التي لا يتسلط عليك اليوم إلا المنافقون، لم يا مولاي لا يبقي في المزاود إلا شر البقر؟" فيجيبه شيخه وشيخي وشيخ مصر كلها "ما أكثر عشاق الأشياء الخسيسة".

تصدق الحمد لله أنهم لا يقرأون نجيب محفوظ وإلا لكان مطلوبا الآن ضبط وإحضار الشيخين عبدربه التائه وعبدالله البلخي ورفاقهما وكل من يتشدد لهما من أعداء الأشياء الخسيسة الذين يشغلهم ذلك السؤال المرير "من أين يجئ شهريار بهؤلاء الحكام؟".

يا امتي لا تفزعي من سطوة السلطان .....اية سطوة ؟ ما شئت ولي واعزلي ...لا يوجد السلطان إلا في خيالك

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

×
×
  • أضف...