نغمات وكلمات

[Ahmad Farahat]

بالتأكيد لا أمتلك موهبة الأستاذ زهيري في فهم المقامات وترجمتها للمستمعين..........

إلا أن لدي حظ في استيعاب الكلمات وشرح أبعاد جمالها وأعتقد أنني هنا أستطيع تكملة الأستاذ زهيري فيما يذهب وسأبدأ معكم في شرح أغنية لسه فاكر لأم كلثوم وهي كلمات عبد الفتاح مصطفى وألحان الأستاذ رياض السنباطي..........

يبدأ عبد الفتاح مصطفى قائلا..........

لسه فاكر قلبي يديلك أمان...........

ولا فاكر كلمة هتعيد اللي كان...........

ولا نظرة توصل الشوق والحنان.........

لسه فاكر ....كان زمان.....كان زمان.........

كما نرى فالكلمات من بحر الرمل وهو بحر سداسي التفعيلات والبعض يسميه بحر الحب إذ أن كلمة (يا حبيبي) تعد تفعيلة كاملة من ذلك البحر الصاف والتي هي (فاعلاتن)..........

والأستاذ عبد الفتاح يحاول كما نرى أن يقطع علاقته بالحبيب فيستعرض ثلاثة من الحواس الخمس .........

في السطر الأول يتحدث عن القلب وهو مرتبط بالتنفس و الكلمة وهي مجاز عن النطق والنظرة وهي مجاز عن العين ............

هنا لابد من تصاعد موسيقي لإثبات التأكيد على القطيعة وهو ما يفعله السنباطي بإتقان شديد ..........

ولكن لا بد من الوقوف أمام (توصل) ها هنا............

لماذا توصل بالذات؟

الوصل لا يتم إلا لشيء مقطوع بالفعل وقد كان مصطفى موفقا ها هنا.........

لأنه يبدأ باستعراض آلامه من الحبيب..........فيقول:-

كانت الأيام فقلبي .....دموع بتجري..... وانت يحلالك دموعي وهي عمري

ياما هانتلك وكانت كل مرة .......تمحي كلمة من أماني فيك وصبري....

كلمة...كلمة....لما راح......الهوى ويا الجراح.....

واللي قاسيته في ليلي.....اتنسى ويا الصباح...

النهارده الحب والشوق والحنان

لما تسألني أقلك كان زمان........

إيه الحلاوة دي........

فيه عذاب أكتر من كده....

مالآخر عبد الفتاح كان بيتكلم عن الفرص الضائعة.....

بيسأله إنت ما شفتش الدموع والكلام اللي محى الهوى .....

بس الوصف هنا أعمق لأنه صور الأيام بالدموع وصور الدموع بالعمر والقسوة بتبان في الفرحة الموجودة عنده لما بيشوف الدموع .......

بعدين نرى في الأغنية أم كلثوم وهي تشدو (ياما هانتلك) وكأنها تصرخ ثم تندب تلك الدموع التي أذابت هذا الحب ومحت الأمان والصبر عليه............

تأتي دقة التصوير بعد ذلك في الربط بين الهوى والجراح وكأنهما كانا شريكين أصيلين في علاقة الشاعر بحبيبه

ويظهر ذلك في التضاد بين الليل والصباح وكأنه انتقل من حال إلى حال ثم يعود ليؤكد أن أي محاولة لن تعيد العلاقة مرة أخرى...........

في المقطع الثاني

ياما حليتلك آهات قلبي ...........وهيه من قساوتك إنت والأيام عليه

كنت تسمعها نغم واسمع صداها نار ....تدوب حبنا.. شويه..... شويه

النغم رجعت حلاوته .....القلب وفضلك قساوته.....

والهوى اللي هان عليه .....ابتديت تعرف غلاوته.....

النهاردة الحب والشوق والحنان....

لما تسألني أقلك كان زمان....

إنني أقدم هذا المقطع لمن يسمع (دقيقة حداد) ويبكي من التأثر...........

بس التمكن هنا ملوش حل والسنباطي كمان أحلى لما بيديلك الإحساس بالنار لما يعلى مرتين وينزل مرتين في (شويه.... شويه).......

ثم الإستعراض الموسيقي في الجملتين( النغم رجعت حلاوته .....القلب وفضلك قساوته..... والهوى اللي هان عليه .....ابتديت تعرف غلاوته.....) والإستعراض اللفظي فهو يشير إلى مقدمات ذهبت إلى النتائج التي لن تعيد الشوق ولن تعيد الحنان......

بعد هذا يقول الشاعر.........

والليالي كنت بتسمي الليالي ......لعبة الخالي وهيه عمر غالي

كنت أبات أسأل عليك ظني ودموعي.........

وانت متهني بحيرتي وانشغالي........

قلي إيه قصدك معايا ...........

بعد ما عرفنا النهاية........

إنت جيت مشتاق لحبي

ولا لدموعي وأسايا.....

النهارده الحب سيرة كان وكان.........

لما تسألني أقلك كان زمان...........

الروعة هنا مضاعفة .....

هنا التضاد يظهر بكثرة ما بين حالة وحالة فهو يلعب بالليالي والشاعر يتحدث عن العمر وويسأل عليه غير أنه سعيد بالحيرة واللهفة.............

لكن الروعة كلها تظهر في قلي قصدك معايا إلى كلمة أسايا.........

هنا مبالغة في عدم الثقة إلى هذه الدرجة لم يعد الشاعر يثق في من أحب لدرجة أنه يسأل في النهاية هل تريد الحب ام اللوعة.............

أقول في النهاية...........

إلى كل شعراء الأغاني..........

أنظروا كيف يتحرك الشاعر في فكرة واحدة ولا يتركها حتى ينتهي مما يريد............

وكيف ينوع في أساليبه ......

وكيف تشعر بأن كل مقطع أغنية كاملة.............

قارنوا هذا بمن تقول..........

حط النقط على الحروف.........

قبل منطلع سوا عالروف............

وحسبي الله ونعم الوكيل............./

[يحى الشاعر]

بـصــراحة ... مش عارف أقول لكم إيه ..

كلمة الشكر لن تكفى .. أصفق لك مؤيدا ومعبرا عن تقديرى...

لذلك ...

الرابطة ... لتحميل أغنية " لـــــسه فــــاكـــــــر"

http://song1.ozq8.com/music/arabic/egypt/u...omkalthoom72.rm

علاوة على ذلك ... فيما يلى الموقع لمعظم أغانى أم كلثوم ... حبيبة القلب .. والصوت ... المصرى .. العربى الخالد ، الذى لم ولا ولن

تساويه أى مغنية أوبرا فى العالم

http://song1.ozq8.com/music/arabic/egypt/umkalthoom/

لكم شكرى وأواصل شرحكم ... أنت بالنسبة لأم كلثوم والأبن العزيز محمد زهيرى بالنسبة لعبد الوهاب mzohairy

واليكم صورتهما ... العمـــالقة

يحى الشاعر

[bentmasria]

ارسين لوبين

شخصية جميلة بشكل ما لكنها لاتضاهى جمال ماتقدمه لنا انت نفسك سيدى الكريم لنا من غزير ثقافتك وعلمك وهنا انت تمس وترا حساسا بمقارنتك فى آخر المداخلة فلا مقارنة سيدى بين الابداع الحقيقى والاسفاف المتدنى الذى ملأ الاجواء حولنا بشكل مرعب وان لم تشاهده بنفسك طاردك على السنة الاطفال الذين يستقونه من فضائيات سربت كل ما هو سىء الى دواخل بيوتنا

لا اقصد الابتعاد عن موضوعك الشيق سيدى الكريم لكنك نكأت جرحا كم نتمنى ان نشفى منه

تتحدث هنا عن عناق الكلمة والنغم فى اجمل اشكاله فالجمل الموسيقية الثرية وظفت لخدمة ام الموسيقى وهى اللغة العربية الاكثر ثراء على الاطلاق وحين كان الشعر الغنائى عملا فنيا متكاملا بذاته فقد تحول الى منظومة متكاملة من الابداع الجميل حين التقى البحر الشعرى بجمال اوزانه وتصاريفه مع مقامات الصبا وغيرها من ذوات الصفاء والشجن الجميل عتاب حميم بلا ابتذال او افتعال وجميعنا ردد الكلمات ولكننا ربما بعد اعادة قراءتها هنا سنستمتع بها بشكل افضل ونتذوق العمل الشعرى القيم وراء هذه المنظومة

طرح رائع يا ارسين بارك الله فيك وكم اتمنى ان تتناول هذه الاعمال الرائعة واحدا تلو الآخر لتزيد من ثراء عقولنا بالجديد والرائع والسهل المفيد

شكرا لك سيدى جزيل الشكر

[MZohairy]

بالتأكيد لا أمتلك موهبة الأستاذ زهيري في فهم المقامات وترجمتها للمستمعين..........

إلا أن لدي حظ في استيعاب الكلمات وشرح أبعاد جمالها وأعتقد أنني هنا أستطيع تكملة الأستاذ زهيري فيما يذهب وسأبدأ معكم في شرح أغنية لسه فاكر لأم

اخجلتم تواضعنا يا ارسان لوبان

ده انت قنبله انشطاريه شديدة التركيز في فهم الشعر

انا سعيد جدا ان الشباب فاهمين الأغاني بهذا المستوى العميق و قادرين على شرحها بهذه الروعه

أكمل من فضلك

[أبو محمد]

عزيزى Arsen loben أو مسيو لوبان كما يناديك زهيرى الفنان (تُنطق "الفنان" مثلما تُنطق "لوبان")

أحييك وأهنئ أعضاء المحاورات بك ..

كمّل يا أستاذ :lol:

[khedr]

صديقي الحبيب اللدووود

أرسين لوبين

ولا اجرؤ علي التعليق

[nancy]

فعلا الاغنية دى جميلة جدا

وام كلثوم بتطلع وتنزل مع كل تعبير ونغمة كانها بتمثل المشاعر الى بتقولها الجملة

اكتر من رائعة الاغنية

اللحن والكلمة والاداء الصوتى

والتحليل :lol:

[Ahmad Farahat]

إلى كل الردود.............

أنتم ترعبونني بحق...........

لم أكن أتصور أن ذلك الباب سيعجبكم إلى هذه الدرجة..........

ولكنني أعدكم أن أمتص هذا الرعب الشديد وآتيكم بتحليلات أخرى.........

ولن تكون النحليلات لأغاني ام كلثوم فقط.........

بل سأزحف إلى ما هو أبعد من ذلك...........

ربم آتيكم بأشياء للإسماعيل ياسين...........

أو سيد درويش..........

سيكون هناك محمد فوزي وعبدالوهاب وليلى مراد............

ولكنني مرعوب بحق............

يا بنت يا مصرية

أشكرك على تشجيعك الدائم........

يا أستاذ يحيى........

خليك ورايا على قد متقدر............

خضر............

مفيش تعليق غير إنك صديق بجد

أستاذ زهيري...........

إنت الخير والبركة بس أن عندكم هنا إسمي أرسين لوبين اللص الظريف مش أرسان ولا لوبن

أستاذ أبو محمد............

تحياتي وتقديري وسلملي على محمد قوي...........

الأخت نانسي...........

رقة الإسم تعكس رقة الكلمات

أراك كثيرا في الردود تعكسين وعيا حقيقيا وأشكر ذلك الباب الذي أتاح فرصة للقائي بك...........

كنت أريد أن أرى ردا معينا بينكم..........

وهو رد العزيز موديست ............

بس مش مشكلة.........

الجايات أكتر..........

وانتظروا المزيد.............

[MZohairy]

أستاذ زهيري...........

إنت الخير والبركة بس أن عندكم هنا إسمي أرسين لوبين اللص الظريف مش أرسان ولا لوبن

ده انت اللي خير و بركه :huh:

انا كنت بكتبلك اسمك كما ينطق بالفرنسيه للشخصيه الفرنسيه المشهوره

مسيو لوبا Le pen يعني مش لوبين ولا لوبن

انما لو عايزها لوبين خلاص زي مانت عايز أؤمر mfb:

[Ahmad Farahat]

ممكن أخش في الموضوع حامي.................

فاكرين لما قلت إني ممكن أحلل حاجات لإسماعيل ياسين...........

أيوه أنا جاي أحلل هنا حاجه لإسماعيل ياسين.............

وضميري مستريح جدا...............

بس الأول في بقين لازم يتقالوا............

الحقيقة أن الفضل هنا ليس لإسماعيل ياسين وإنما لسعد الصغير...........

فمطرب الحمار هذا يجعلني ليس فقط أحلل إسماعيل ياسين وإنما أدعوكم جميع للترحم على هذا الضاحك الرائع.........

في الواقع أنا بحب إسماعيل ياسين ومن غير سعد الصغير............

مالآخر مش محتاج تفاهاته عشان أحب الراجل ده.........

آدي البق الأول إتقال............

البق التاني..........

ما لايعرفه البعض عن إسماعيل ياسين وأنا أقول البعض هنا أن هذا الرجل جاء لمصر ليغني ووقف بالفعل ليغني ولما لم يجد من الجمهور ترحيبا وقف ليغني بدلا من يا وردة الحب الصافي إلى يا حلة العدس الدافي..........

ثم...........

بدأ يلمع ذلك الرجل ليكون منولوجست الشرق الأول...........

ممكن أقول حاجة كمان..........

الراجل ده كان بيلحن..........

أعقدكوا تاني.........

الراجل ده صوته أحلى بكتير من بلاوي بتغني اليومين دول.........

كفايه عقد بقى........

ونخش عالكلمات........

المنولوج لشاعر بجد حزين لإني معرفش إسمه..........

بس بالتأكيد شاعر عبقري..........

ياريت شاعر الحمار يكون بيقرا...........

بيقول إيه..........

متستعجبشي......... متستغربشي...........

فيه ناس بتكسب ولا تتعبشي...........

وناس بتتعب ولا تكسبشي............

متستعجبشي متستغربشي.............

آدي القضية بتاعتي من أقصر الطرق........

نوعان من البشر يتعاملان معا كل يوم وهما في تناقض بين الكسب والتعب.........

بس الشاعر هنا كان بالتأكيد بيفهم أكتر مني ومنك............

فاكرين – مع الفارق طبعا- لما الرسول قال (القاتل والمقتول في النار)

صحابي مقدرشي يستوعب حكاية المقتول دي.........

فقال الرسول (لأنه كان حريصا على قتل صاحبه)

نفس الشيء هيحصل للمستمع وهوا بيسمع الجزء ده............

الشاعر بالتأكيد هيبهدل اللي بيكسب ولا يتعبشي وهيقف جنب اللي بيتعب ولا يكسشبي............

لكنه بعد كده هيبهدل النوعين..............

إزاي..........

يقلك في الصورة الأولى..........

وريث وله كام ألف جنيه .........وده غير يا سيدي خمس عمارات.....

ييجي بسلامته اسم الله عليه ...........يعشقلي واحده بنت صالات........

سعادة البيه........ جوا الكباريه...........ولع سيجارتها بعشرة جنيه...........

تضحك فعنيه ............وتكروت فيه..........وتقله هاتلي أبصر إيه.........

فلوس وجاتله يا ناس بلاش.......وليه بقى ميجيبلهاش.........

وهيه تكسب ولا تتعبشي............ وهوا يتعب ولا يكسبشي

متستعجبشي .........متستغربشي..........

بأمانة ربنا ..........فيه فلسفة أكتر من كده.........

وفيه تصوير أبلغ من كده............

هقول حاجه والله بحسها في شدو إسماعيل ياسين............

صوته عامل زي الكرباج بالذات في المقطع ده.............

وكأنه يلومنا مع هذا الوريث...........

والشاعر كلامه منغم مرتب والسخرية تطفح من بين السطور على ذلك الوريث الذي حيره ماله فأتى بالحمام وطيره...........

نيجي للمقطع التاني...........

وادي واحد تلميذ خيبان...........شوفوا وجاهته بقى وبصولوا..........

يشرب فخمرة كمان دخان.........وفمدرسته بليد على طوله.........

فالغراميات........... يكتب جوابات.........لوتقرا فصاحته تقول يا سلام

وفي التاريخ............ ينزل تلبيخ............. ولا يعرف سته فسته بكام

وابوه مسكين .......مهدود حيله..........

ده بيتعب نفسه.......... ويديله..........

وكل ده ولا بيقدرشي...........

وابوه بيخسر ولا يكسبش.............

واهي ناس بتكسب ولا تتعبشي............ وناس بتتعب ولاتيكسبشي

متستعجبشي .........متستغربشي..........

الموقف هنا مختلف قليلا في أمر واحد.............

الأب هنا يقوم بواجبه..........

وإن كان العتاب من الشاعر رقيق اللهجة...........

ولكن البراعة تظهر في التناقض بين الجوابات وفصاحته الأصمعية والتاريخ وبلادته فيه.........

نرى الموسيقى تتزاحم في الكلمات ولمن سمع هذه الأغنية..............أقول..........

هل لاحظ منكم أحد كيف غنى إسماعيل يس (وكل ده ولا بيقدرشي).............

غناها بدمعه ...........

أو بآهة........

أو بتوجع.............

كفايه كده............ والله ما عارف أقول إيه..........

الكلام أبلغ من أي تحليل..............

بس لازم أكتب المقطع التالت............

واتنين ووجها من الأعيان...............غاويين يا افندم لعب قمار........

يقضوا طول الليل كونكان................تقلشي يعني مبينهم تار.......

فلان كسبان وفلان خسران........وتشوف العك الليلة التانية........

خسارة طوالي........طول الليالي..........وصاحب النادي له ع المية.......

يقبض عمولته المعتاده...........هيهمه إيه لاده ولاده...........

يفضل فمكسب ولا يلعبشي..........

يعمل فألوفات ولا يتعبشي.........

واهي ناس بتكسب ولا تتعبشي............ وناس بتتعب ولا تكسبشي

متستعجبشي .........متستغربشي..........

لاحظوا هنا قمة الفلسفة لدى الشاعر في هذه الجملة الذهبية (يفضل فمكسب ولا يلعبشي).............

الشاعر هنا يقول بالمفتشر إنتو مش بتدورا عالمكسب آدي صاحب المحل مبيلعبشي وكسبان..........

ولا هيهمه إيه لاده ولاده..............

في الواقع الكلام روعة وبسيط ويمكن دي سبب عبقرية الزمن الجميل............

البساطة والتمكن..........

مع دقة التصوير...........

برضه أرجع وأقول لكتاب الأغاني............

الشاعر هنا يحدد للمستمع ما سوف يتحدث فيه ولا يخرج من السياق حتى وإن دام به الكلام إلى منتهاه........

لكن أهم درس في هذا المنولوج هو..........

ليست شجاعة أو بطولة أخي الفاضل أنك تتعب في هذه الحياة دونما كسب منها...........

إتعب ونل حقك فيها...........

كي لا يأخذه منك المستريحون..............

خلص الكلام.............

[Ahmad Farahat]

هل كان اختياري منولوج إسماعيل ياسين غير موفق أم ماذا؟

سؤال برئ...................

[bentmasria]

ارسين لوبين اللص الظريف

لقد كان لاختيارك لاسماعيل ياسين صدى آخر فى نفسى فلطالما احسست انه عاش ومات مظلوما لظهوره فى زمن عمالقة الغناء والتلحين على حد سواء مم جعل المنولوجست او الهاوى الذى لا يتمتع بامكانيات عملاقة يسقط سهوا فى خضم الكثيرين ممن ابدعوا واجادوا وهذا لا يعنى كونه اقل منهم بل على العكس ربما يوازيهم ويتفوق عليهم ولكنه لم ينا القدر الكافى من الحظ والشهرة

المشكلة هنا فى المحاورات ان سرعة تدفق الموضوعات تجعلنى احيانا لا ارى كل الجديد لذا غفلت عن متابعة اضافتك الرائعة هذه

ولنعد لموضوعك

لاحظت دائما انك تحلل المفهوم والفكرة واجادة الكتابة النصية وتمكن الكاتب من ادواته (اتمنى ان لا تستعمل هذا ضدى عند مراتجعة كتاباتى المتواضعة) وايضا بلغتك السهلة تجعلنا نتأمل كيف ان اللغة البسيطة المتقنة قادرة على صنع معجزات اذ تتسرب بتلقائيتها الى قلوب المتلقين بمصاحبة اللحن السلس السهل الحفظ فترتبط تفاصيل المونولوج دائما بتفصيلة يومية فى حياتنا تعلق عليها او تضعها فى اطار يبرزها ويؤكد صحتها او خطأها هكذا كانوا يكتبون قديما

ولنعقد مقارنة بين ما كان يُكتب قديما وما يزعمون انه كتابة الآن مجرد استطلاع نصى بدون نقد او تحليل لنجد ان السطحية اقل مايمكن ان توصف به الكلمات اليوم مابين سطحخية وانعدام هدف وفقد القيمة التى يمكن ان تزرعها اغنية قصيرة يرددها الاطفال فى ارواحهم ربما فقط وبهذه الطريقة قد يتحول الفن الذى لطالما كان اداة بناء راقية للذوق والحس الى اداة رخيصة للانحدار بالذوق واثارة الغرائز

اللهم اعف عنا وارزقنا الخير وابعد عن ابناءنا الهيافة والتفاهة والكلام الفاضى

شكرا لطرحك الراقى وننتظر المزيد سيدى الكريم

[Ahmad Farahat]

ارسين لوبين اللص الظريف

لقد كان لاختيارك لاسماعيل ياسين صدى آخر فى نفسى فلطالما احسست انه عاش ومات مظلوما لظهوره فى زمن عمالقة الغناء والتلحين على حد سواء مم جعل المنولوجست او الهاوى الذى لا يتمتع بامكانيات عملاقة يسقط سهوا فى خضم الكثيرين ممن ابدعوا واجادوا وهذا لا يعنى كونه اقل منهم بل على العكس ربما يوازيهم ويتفوق عليهم ولكنه لم ينا القدر الكافى من الحظ والشهرة

المشكلة هنا فى المحاورات ان سرعة تدفق الموضوعات تجعلنى احيانا لا ارى كل الجديد لذا غفلت عن متابعة اضافتك الرائعة هذه

سيدتي........

كنت الوحيدة التي اهتمت بذلك التحليل.........

مما جعلني أشعر بامتنان شديد لكي.........

ولا أدعي هنا شيئا غير موجود على صفحة الواقع...........

لقد كان المنولوج الفكاهي يمتلك نزعة فلسفية خاصة...........

ولكنني ............

لم أنس النقد الذي اتفقنا عليه معا..........

ولكنني.......

مرة أخرى.........

في حاجة إلى كثير من الوقت...........

لا لشيء غير أن الإمتحانات قد اقتربت.........

فأنا لازلت طالبا بعد...........

وثقي أن النقد سيكون موضوعيا .............

وأشكر لكي هذا الإهتمام ................

وهذا التشجيع.............

[nancy]

ارسين لوبين

ان شاء الله تخلص امتحاناتك على خير ونقراء المزيد من تحليلاتك الجميلة

[Ahmad Farahat]

نانسي............

صدقيني أنا نفسي أرد على رسالتك من زمان بس محرج..........

لأني كان المفروض ما ابطلشي كتابة في الموضوع ده.............

بس وعد قريبا جدا..........

سأحلل لكم أغنية جميلة لمحمد فوزي...........

تعب الهوى قلبي.........

إنها من إبداعاته الرائعة...........

وسأهديها للجميع ولكي على وجه الخصوص............

بس بعد ما امتحاناتي ما تنتهي...........

إن شاء الله على خير.............

سلام

[Ahmad Farahat]

محـــــــــــمد فـــــــــوزي............

أعتقد أن الطرب لم يتعامل مطلقا مع شخصية مثله..........

لا شك في عظمة عبد الوهاب ورقة عبد الحليم وروعة الأطرش ولكن.......ماذا عن فوزي؟

لقد كان فوزي هو المفاجأة..........

أصبح رائدا في مجال الأغاني للأطفال........بأغنيتين فقط!!!!!!

أصبح رائد الفرانكو آراب......بأغنية واحدة فقط!!!!!!!

حتى في مجال معقد هو الأغنية الوطنية إحتفظ اسمه بالنشيد الوطني الجزائري لحنا وكلاما!!!!!!!!

شخص عجيب........

لقد قدم أغنية أخرى إسمها (طمني) هل سمعتموها من قبل..........

ييجي واحد ما سمعهاش يقول........مالها؟

أأقله غناها على أصوات كورال وليس على فرقة موسيقية لا عجب في هذا غير أنك تشعر بأن الأصوات لم تفقد نفس الهارموني الذي تعطيه الآلات التقليدية..............

ببساطة..........كان رجلا غير تقليدي ومطربا غير تقليدي وممثلا رائعا ومنتجا أروع............

وكان الطرب العربي سيفقد الكثير لو لم يكن فيه محمد فوزي.........

مقدمة أعتقد أنها ضرورية للحديث عن أغنية له.........

وبصراحة لا أعرف شاعرها...........

وإن كنت أعتقد أنها من تأليف الشاعر فتحي قورة..........

ولكن جمال الأغنية يدفعني لتحليلها لأنها نموذج مختلف عن كل ما قدمته وأعتقد أنها ستختلف عن كل ما سأقدمه أيضا.....

إنها (تعب الهوى قلبي)...........

يقول المذهب.........

تعب الهوى قلبي............والحلو موش داري

ولإمتى هنخبـي............ على بعض ونداري

تعب الهوى قلبي

الكلمات سلسة ومن أعماق الشارع كما نرى في الختيار الألفاظ ( الحلو- هنخبي- نداري)

بس فيه حاجه أحلى..........

قلبي –هنخبي ......قافية

داري- نداري .......قافية

غير المعنى المفهوم إن فيه واحد أو شخص بيحب بس كاتم الحب بيشتكي من اللي عمله وعايز يعلنه دي الجملة الأساسية والموضوع الأساسي ...........ده التفصيل اللي بييجي دايما بعديه الإجمال........

بس موضوع القافية هنا غريب في حاجة...........القافية هنا شطرية مش بيتية بس يعني الراجل عامل الروي بين الشطور مش مكتفي بقافية في الأبيات........

لاحظو دي.........

المقطع الأول

حبيـنا ودارينـــا.......وليلـــــــنا بيــــطول

ياريت ما خبيـنا.......على بعض من الأول

وصبرنا ما لقينا.......الصبر بيــــــــــنول

وقلوبنا وعــنينا........مش راضية تتحول

ضيعت أيامــي.....بين شوقي وهيامي

وابات بأوهامي....واصحى على ناري

تعب الهوى قلبي

يبدأ الشاعر في الحكاية إنه أحب ودارى الحب ثم يبدي ندمه لأنه ما أعلنش حبه ثم يتحدث عن إيمانه بالصبر الذي لم يعطه ما أراد كما يتحدث عن جوارحه التي تأبى إلا هذا الحب.........

ثم في فقرة تذييليه يتحدث عن أيامه التي ضاعت في الحب فقط من دون الإعلان وأن أوهامه كانت مسائه وصباحه كان النار.........

نيجي بقى للموسيقى.........

دارينا- خبينا-لقينا-عنينا.........قافية

بيطول –الأول-بينول-تتحول..........قافية

بعدين بقى الراجل بيلعب كمال أجسام بس في الشعر...........

غير طريقة القافية على نظام الرباعية فعمل تلات قوافي وقفلة ترجع لحرف الراء اللي هيه قافية المذهب............

إزاي.........

أيامي-هيامي-أوهامي......تلات قوافي وبعدين ييجي يقول إيه ..........وأصحى على ناري

النتيجة من الكلام ده إن فوزي في اللحن بعد كل مقطع بيقول.......... تعب الهوى قلبي

وكأنه بيقرر الحالة أو بيأكدها والكورال النسائي ياخد كلمة (ناري) ويعيد غناء المذهب كله بشكل فيه رشاقة متناهية.........

معلمه يا اخوانا........

معلمه بجد..........

نيجي للمقطع التاني وده مقطع شجي مفيهوش خفة دم كتير إنما فيه تعبير قوي...........

كلمه شايلهاله........هيه اللي شاغلاني

ويارتني أقلهاله......واعيدها من تاني

ياهلترى فباله........ولا هينساني

ويميل لعزاله.....ويفوتني وحداني

مهما يودعني........... حبه ملوعني

وحتى لو باعني...... برضه أنا شاري

تعب الهوى قلبي

هنا الموسيقى فيها نفس الحدوته اللي فاتت بالضبط...........

الشاعر هنا زي دينيلسون في الكورة.........واثق إنه هيعرف يعدي من الورطة بتاعته إنه يحتفظ بنفس الشكل..........

الملاحظ هنا إن شكل القالب الشعري ينفع يخلي الأغنية(FORM ) بس محمد فوزي مش عاملها إلا في المقاطع التذييليه اللي بتيجي بعد كل مقطع..........

طبعا المعنى هنا جميل قوي..........

نفسه يقول لحبيبته بحبك بس برضه هوا خايف من الفراق.........

وفي الآخر بيتكلم عن حبه الدائم رغم كل شيء حيفضل يحبها بتبان في المقابلة ما بين (البيع والشراء)

تقريبا ما فيش كلام جديد............

نيجي على المقطع التالت........

من يوم ما كلمته.......... في القلب خبيته

وف عيني نيمته.......... وبرمشي غطيته

وبإيدي سلــمته........... الروح وحبيته

والقلب علــمته............الصبر وكويته

لا انا قادر احكيله..........ولا قادر اشكيله

واخاف اناديلــــه......... لتبانله أسراري

تعب الهوى قلبي

هنا الشاعر يؤكد شيئا هاما ألا وهي متانة الحب...........

بس الروعة في حاجتين.........

الأمان......لابد وأن تعطي الأمان لمن تحب.........

فالتعبيرات(خبيته-نيمته-غطيته) تعبيرات احتواء وأمان ودي فلسفة الحب

الإرادة .........لابد من أن يتمالك الإنسان نفسه أيضا ميبقاش حبّيب خفيف

التعبيرات(بإيدي-علمته-كويته) تعبيرات تعبر عن ضبط النفس وهذه فلسفة الواقع

هنا أيضا يتحدث الشاعر عن الحيرة فلا هوتا قادر يحكي أو يشكي ولا حتى قادر ينادي........

الموسيقى .....بالكربون المقطعين اللي فاته..........

الملحن محمد فوزي قدم هنا لحنا راقيا مرحا في بعضه شجيا في بعضه الآخر...........

إستفاد مما أعطاه الشاعر وتحرر معه إلى آفاق أكثر سعة ،هذه الأغاني لا تحتاج مجهودا في التلحين قدر ما تحتاج إلى مجهود في الإبتكار والحقيقة فوزي أستاذ في هذا الفن.......

أطلت عليكم المرة دي......آسف كتير بس الموضوع هنا جديد شويه.......هنا الكلام موسيقي جدا ودي كانت المشكلة اللي وقع فيها الملحن....إزاي أستفيد من الإمكانيات دي.....أي ملحن كان لازم يطلع منها أغنيه كويسة...... إنما فوزي كان قادرا أنه يخرج منها أغنية عبقرية.........

وإلى اللقاء قريبا في تحليل آخر..........

وشكرا.......

[Ahmad Farahat]

إيه يا شباااااااااااااااااااااب...............

أسك على الموضوع ده............

[Ahmad Farahat]

فكرت في انقطاع كامل عن هذا الباب المحبب إلى نفسي إذ أن قلة الردود تعكس ضعف الباب جماهيريا........

لكنني ساعود.......

والفضل لهذه الأغنية........

ولابد أن هذه الأغنية رائعة بما يكفي ليعود أرسين لوبين للتحليل..........

على كل حال إنها أغنية وطنية من تأليف الرائع صلاح جاهين وألحان كمال الطويل وغناء مطرب الأغنية الوطنية الأول من وجهة نظري عبد الحليم حافظ...........

إنها ..........يا أهلا بالمعارك.........

تعد هذه الأغنية من أكثر الأغاني الموجهة جمالا وصدقا مع كثير من الجودة ودقة في الأسلوب..........

ربما لا أجد في جاهين عبقرية فؤاد حداد أو براعة الأبنودي.........

لكنه يظل من المجيدين..........

لست بارعا في كشف أسرار الموسيقى لكن الإستعراض الموسيقي في بداية الأغنية يحمل الكثير من الشحن المعنوي الذي يحفز السامعين إلى النهوض وقد اختلط ببعض الشرقية الناعمة ولاسيما في ناي عذب شدا في بداية الأغنية ثم انطلق الكورال هادرا مع موسيقى عسكرية قائلا...........

يا أهلا بالمعارك..........يا بخت مين يشارك.........وبنارها نستبارك...........ونطلع منصورين..

ملايين الشعــــب ........تــــــــدق الكــــــعب ........تقول كلنا جاهزين.........كلنا جاهزين..

يا أهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلا بالمعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارك..........

بداية حماسية في غاية التوفيق عمد إليها جاهين لكننا نتوقف أمام عدة تعبيرا........

إلحاق (يا أهلا) بكلمة (المعارك) تعبر عن تأهب كامل وتعبئة عامة لجماهير الشعب المصري واستخدام كلمة (يا بخت) فيها تحفيز على المشاركة أما التبرك بنارها فتعطي إيحاءا دينيا يقدم لها غطاءا شرعي.........

أما البيت الثاني فهو استمرار لحالة التعبئة المعنوية.........

بعد هذه المقدمة الحماسية يدخل العندليب ليغرد من منطقة منخفضة تعلو مع الوقت قائلا:

خارج ساعة الصبحية..........والناس رايحين جايين

نظرتهم فكرتنـــــــــي..........بايام سته وخمسيـــــن

راجع ف المغربيـــــة..........شفت عيون الثــــــوار

نظرتهم فكرتنــــــــي..........بالضباط الأحــــــــرار

شفت اجتماع سياسي..........كلماته نغم حماســــــي

ولا فيش على قده كراسي

من كتر ما فيه ملاييـــــن

ملايين الشعب.... تدق الكعب......... تقول كلنا جاهزين

الكورال: ملايين الشعب.... تدق الكعب......... تقول كلنا جاهزين........يا أهلا بالمعارك

بداية هادئة يمكن أن يقولها مواطن بسيط يتحدث عن سعادته بالمواطنين وقد استخدمها صلاح جاهين بحنكة بالغة فكلمة (الصبحية) تعطي إيحاءا بالنشاط والهمة كذلك في (الناس رايحيين جايين) ثم يشبه نظرتهم بأيام حرب السويس وهو تعبير عن همة كاملة وتأهب قصوى لا تتغير في السلم أو الحرب ثم يتحدث عن عودته المسائية بعد انقضاء ساعات عمله ليرى عيون أبناء وطنه وقد أصبحوا ثوارا لا يختلفون تماما في نظرتهم بنظرة الضباط الأحرار..........

ثم يعود ليتحدث عن اجتماع سياسي مبهم تصدح فيه سيمفونية حماسية رائعة لكن مبالغة جاهين الرائعة تنهي الموقف بتعبير لطيف ألا وهو أن الكراسي أقل من عدد المجتمعين فيه ليتوقف عند كلمة ملايين ليعود إلى الجملة الثانية في المقدمة لننتهي بكلمة يا أهلا بالمعارك............

ثم نأتي للمقطع التالي فيشدو العندليب قائلا:

وف لحظة نطـل....... ويهدا الكل....... ونسمع فرحانيين

عبد الناصر حبيبنا................. قايم بينا يخاطبنا

نجاوبوا ويجاوبنـا...... قائـــد.... ومجــــــــــندين

الكورال: قول ما بدالك.........إحنا رجالك.........ودراعك اليمينيعود الرائع عبد الحليم لهدوء موسيقي لحظي فيتحدث عن نجم هذا الإجتماع ( الرئيس جمال عبد الناصر) الذي قام بين الناس ليتحدث والناس من حوله منصتة وسعيدة.........

أما جاهين نجم الأغنية الأول فإنه يرسم بكلماته صورة رائعة فعبد الناصر بيننا لا يتكلم وإنما يتجاوب مع بني وطنه كالقائد مع المجندين وتلك ازدواجية معنوية رائعة تعكس روحا بين رئيس وجمهوره أوقائد وجيش والمسألة لا تختلف لدى جاهين الذي يريد تعبئة معنوية كاملة.........

ولا يترك الشعب بعيدا عن هذا فالكورال (الشعب) يقول له إفعل ما تشاء فنحن رجالك وهو في سبيل ذلك يستخدم تعبيرا شعبيا لطيفا (دراعك اليمين) ليعبر عن بساطة العلاقة بين الناس والرئيس فهو منهم يحيا مثلهم وتلك بساطة الشاعر ودقة الحوار....

ثم يعود العندليب مغردا:

عبد الناصر يقول..........الله أكبر ويوم الازهر ف وجداني.....

يا شعب قمـــــــنا...........لقهـــــــــر الصـــــــعب من تاني......

وعود معنديــــش.......... مفيش........... إلا النضال عندي......

وشقا ومعـــــارك......... مريرة........... كتير يا إخوانـــي........

الكورال: أطلب تلاقي........تلاتين مليون فدائي......ف جميع الميادين.....يتذكر جاهين يوم خطبة الأزهر الشهيرة وقولته الهادرة (الله أكبر) وكيف يحفز الرئيس شعبه على النهوض.........

معلشي أخرج من التحليل شوية......

في هذا المقطع تظهر روعة أغاني الستينات فالشاعر لا يتحدث عن رفاهية مجانية وذلك على لسان رئيسه وهذا هو المشروع الذي تحدثت عنه.........

فهو يعدهم بالنضال والشقاء والمعارك في سبيل مشروعنا القومي فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة..........

والكلمات إذا ما عدنا إلا التحليل في غاية البراعة والتوفيق.......

بجد روعة..........

أما الكورال (الشعب) فإنه يتفجر حماسة ويضع نفسه في خدمة هذا المشروع والمسألة ليست حربا عسكرية فقط بل حرب تصنيع وتثقيف وإرادة وقد ظهر هذا عندما استخدم جاهين تعبيره الرائع (في جميع الميادين)........

ثم يعود العندليب:

عبد الناصر يقــــــول.........على كل باب في الميثاق مصباح يهدينا........

نشوف جهادنا العظيم......... علـــــــى فيـــــــــــــن مــــــــــــــودينا........

الكورال: للأفراح .....يا ناصر........وللرفاهية....... يا ناصر.........

عبد الحليم مرة أخرى........

للأفراح والرفاهيــــة.........هنمد طريق ع النيل

إسمه في الإشتراكية.......... التصنيـــــــع التقيل

بس نـضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاعف إنتاجنا

الكورال : أضعاف........أضعاف...........أضعاف

وندبر مهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــما احتاجنا

الكورال: ونحــــــــــــــــــارب الإســـــــــــــــراف

وبقرش الإدخـــــــار........نتحدى الإستعمـــــار

ونقيم جدار جبــــــار........ يحمي حياة العاملين

آدي نقطة بنقطــــــة.......... جمـــــــــيع الخطة

وبالله نستعيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن

الكورال:

يا أهلا بالمعارك..........يا بخت مين يشارك.........وبنارها نستبارك...........ونطلع منصورين..

ملايين الشعــــب ........تــــــــدق الكــــــعب ........تقول كلنا جاهزين.........كلنا جاهزين..

يا أهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلا بالمعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارك..........

جاهين هنا يتحدث عن الميثاق الشهير الذي صاغته الثورة ثم يسأل على لسان الرئيس عبد الناصر ترى إلى أين يسير بنا الجهاد ... هل تسمعون؟ – الجهاد وليس التكاسل – إلى أين يسير بنا؟.........

فيجيبه الشعب أنه طريق الأفراح والرفاهية لكن الرئيس يتحدث عن شروط تحقيق هذه الرفاهية وهي ضرورة مواكبة العصر من تصنيع وتطوير..........

بس هنا في حاجة خطيرة.........

عندما يهدر عبد الحليم ( بس نضاعف إنتاجنا)..........

الشعب بيقول( أضعاف......أضعاف.....أضعاف)........

الأغنية يا أصدقاء لا تقدم صورة وردية وإنما تحفيز لهمم للجماهير.........

والجماهير ربما أكثر تحفزا من الرئيس فهم يتحدثون عن الأضعاف ويكررونها ثلاث مرات.........

ويتكرر ذلك الكلام مرة أخرى في (وندبر مهما احتاجنا).........

فالناس هاهنا تشارك في صناعة الوطن بجدية وتفاني وهذه نقطة رائعة تصب في براعة جاهين.........

ثم يتحدث عن قرش الإدخار وهو مشروع آخر وتتكرر الكلمات المؤثرة فالمسألة بالنسبة للرئيس تحدي يريد أن يخرج فيه بوطن عامل ومؤثر ثم ينهي كلامه بطلب العون من الله وذلك يصب في التوجه الديني فالمسألة واجب وطني وديني أيضا وتلك براعة من جاهين...........

ثم يعود الكورال ليهتف بالمقدمة مرة أخرى...........

إنتهى الجزء الأول من التحليل............

وسيتبع قريبا بالجزء الثاني.........

[Ahmad Farahat]

عندما تم ما أسمته جماهير الوطن العربي كلها لقاء السحاب بين أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب لم أتوقع عند

سماع أغنية إنت عمري أن مؤلفها هو شاعر لا يحمل اسم رامي أو بيرم أو مأمون الشناوي أو حتى حسين السيد شاعر الأغاني المصرية

الأول في مصر من وجهة نظري على الأقل.

فقد كان يحمل اسما آخر وعقلا آخر وقلبا آخر وقد كان هذا الإسم باختصار (أحمد شفيق كامل).......

ما فاجأني وأنا حديث العهد بصوت أم كلثوم أن هذا الرجل ألف من ألحان عبد الوهاب العشرة إلى أم كلثوم ثلاثة أغنيات وهي إنت عمري

وأمل حياتي وليلة حب إضافة إلى أغنية أخرى عذبة الكلمات من ألحان بليغ حمدي كان اسمها الحب كله.

وعندما فكرت في تحليل آخر لأم كلثوم وأنا معني بالكلمات ربما أكثر من اللحن فكرت في تقديم شيء مختلف كما هي عادتي معكم......

فلسه فاكر تعد قصة قائمة بذاتها......

ومونولوج الفكاهي يثبت عبقرية السخرية في وصف ما يضيق بالمرء أحيانا

أما تعب الهوى قلبي فلها طريقة مميزة في الكتابة

بالنسبة إلى يا أهلا بالمعارك أعتذر عن عدم إكمال التحليل لكنني سأعود إليه في وقت آخر بكل تأكيد......

ولكن ماذا عن ليلة حب؟

نعم سنحلل ليلة حب وهي من ألحان عبد الوهاب وآخر أغنية جديدة قدمتها أم كلثوم على المسرح عام 1972........

ربما لا أكون مجاملا إذا قلت إن أحمد شفيق كامل هو رائد الأغنية الشبابية بمفهومها الحديث رغم أنه ألف الأغنية الوطنية أيضا وبمنتهى

الروعة.

لعلنا لا ننسى رائعة العندليب (حكاية شعب) والتي يسخر فيها شاعر مصري من البنك الدولي.

كانت من تأليف أحمد شفيق كامل ونالت استحسان الجميع.

فأحمد شفيق كامل كان يجيد في الشعر عدة أشياء أوصلته إلى هذه المكانة من وجهة نظري.

1- كان يجيد رسم الصورة المتكاملة.

2- كان يملك قلبا رومانسيا.

3- كان يمتلك حس الشباب فقصائده تأتي من الجوابات الغرامية التي كان الشباب يكتبها في الستينات والسبعينات لكنه كان يستطيع أن يجعلها أشعارا.

مثال على هذا كلماته في انت عمري( يا حياة قلبي- يا أغلى من حياتي)

كلها مرادفات مستهلكة في جوابات الغرام لكنها كانت تتحول في يده إلى شعر رائع سنبدأ في تحليله الآن.....

تبدأ الأغنية بوقفة

وقفة على المسرح من أم كلثوم ووقفة موسيقية من عبد الوهاب لتنطلق كلمات أحمد شفيق كامل قائلة.........

يا اللي عمرك ما خلفت معاد ف عمرك

الليلادي غبت ليه.....حــــــيرني أمــرك

أخرك إيه عني....مستحيل....الدنيا عني تأخـــــــــرك

بالأمل مستني.....سهران...تيجيني يا حياتي واسهرك

نبدأ بهذه الكلمات والتي تمثل نصف المذهب فهي جديرة بالتأمل......

شخص ينادي حبيبته ويطالبها بوفاء وعد له باللقاء.....((فقط))

لكن العرض الشعري جعل الأمر متجسدا أمامنا برقة متناهية في رومانسيتها فانت تشعر بعذاب الحيرة والإنتظار ولهفة اللقاء أيضا.......

أما عن التلاعب بالألفاظ فيبدو خفيف الظل في البيت الأول فهو يتلاعب بكلمة ((عمرك)) ما بين معنيين مختلفين ثم يأخذ ليلة اللقاء على

أنها استثناء في عمره جعلته يذهب ضحية للحيرة من أمر ذلك الحبيب......

ثم يعشم نفسه ربما بتأخر ما –علها المواصلات- لكنه يعود فينكر على الدنيا قدرة على تأخيره عن الموعد.

ثم يقسم البيت الرابع إلى شطرين فهو يسهر متعللا بالأمل كي يأتيه فيسهر معه فهو يتلاعب بالعمر والسهر أيضا وهذه براعة شاعر

متمكن من أدواته ولاحظوا معي ألفاظ الجوابات الغرامية أو ألفاظ العشق المتداولة بين المتحابين مثل (مستحيل الدنيا عني تأخرك – يا

حياتي)..........ثم يكمل الكلام تتمته

تعالى .....حب العمر كله نخلصه وحب الليلادي

تعالى.....شوق العمر كله نعيشه م القلب الليلادي

متخليش أشواقنا لبكره

متخليش فرحتنا لبكره

كأن أول ليلة في الحب الليلادي

يظهر الهدف هنا واضحا دون إبطاء وهو لايحتاج أيضا لمزيد من الإرهاق لتوضيحه غير أن خفة الظل تظهر في ((حب العمر...وحب الليلادي)

كما أن شوق العمر أتت للتخفيف فهي أرق وطأة من عشق العمر ثم تظهر الفكرة الرئيسية في آخر الكلام فالهدف هو صنع ليلة حب

استثنائية لم يسبق لها مثيل.

المقطع الأول

يا حبيبي........ونبض قلبي.........ونور حياته

يا ابتسام ليلي...... وخياله............ وذكرياته

هديت الدنيا.......هنا.............واتلهفتــــــــلك

كلها معايا.........هنا............واتلفتتـــــــــلك

كما نلاحظ شبابية أحمد شفيق كامل في استخدام ألفاظ عشاق تلك الفترة ((يا حبيبي-نبض قلبي-نور حياته-ابتسام ليلي)) كما أن

عبد الوهاب يستخدم إيقاع الفالس لإضفاء نوع من الرقص الحركي المتناغم مما يعطي فرصة لتخيل لقاءه بحبيبته وأنه يرقص معها على

هذا الإيقاع الرائع........

((هديت الدنيا))......((واتلهفتلك)) الإنتقال ما بين حالة السكون واللهفة العارمة أعطت فكرة رائعة عن تأثير هذا الحبيب الرائع كما أن

التخيل الأروع في أن تلك الدنيا كلها توقفت عند مساحة وجهه المحدود.

أجمل ما في هذا المقطع هو إيقاع الفالس الذي يمنح الكلمات مزيدا من التجسيم كما أن شبابية أحمد شفيق كامل أعادت أم كلثوم

إلى شبابها ربما بأكثر من أربعين عاما ......ثم

الربيع.....الورد....النبع اللي جاري

النسيم الحلو.......الليل اللي سـاري

كلهم ويايا.... أهو...... مستننيين

كلهم يا حياتي... لك... متشوقين

لحبايبك دول......ولقلبي أنا

لليالي الشوق.... ونداها هنا

متعذبناش.......متشوقناش

وتعالى نعيش فرحتنا هنا

تعالى .....حب العمر كله نخلصه وحب الليلادي

تعالى.....شوق العمر كله نعيشه م القلب الليلادي

متخليش أشواقنا لبكره

متخليش فرحتنا لبكره

كأن أول ليلة في الحب الليلادي

إستعراض رائع لعالم بديع فصله الربيع وثمراته الورد ونبعه راق صاف......

((النسيم الحلو)) تلائم جو العامية فهو ليس عليلا أو هادئا وإنما هو حلو........

يستمر التجسيد إلى ما لا نهاية هنا فهذه المعالم الرائعة تقف في انتظار هذه الحبيبة وهو يتوسل لحبيبته بهم من قبل قلبه ألا تطيل في

عذابه

والرجاء هنا في منتهى الرقة فهو أقرب إلى الترغيب منه إلى الرجاء ((يعني تعالى اتمتع معايا بالحاجات الحلوة دي))

يلاحظ هنا أن ((حياتي)) تكرر مرة أخرى مما يوضح أن الشاعر كان يعيش حالة واحدة في هذه الأغنية وما قبلها وأثق في هذا الرجل أن

كلماته كانت تدغدغ عواطف حبيبته إذا كانت فقط قادرة على فهم مشاعره بالصورة التي ينقلها وإن كنت أشك في هذا حيث أن باب النجار

دائما ما يكون ((مخلع))

المقطع الثاني

لو كل حب.......في كل قلـــــــب.....اتجمــــعوا.....أنا حبي أكتر

ويايا...ويايا.....وانت بعيد ويايا......خيال وشوق.... بيزيد ويايا

كل شيء حواليـــا........بيفكـــــرني بيــك

كل نور ف عنــيا........فيه ضحكة عنيك

وادي ابتسامتك يا حبيبي وانت غايب على الشموع

وادي الشموع اللي ابتسامتك نورت فوقها الدمــوع

وادي خطوتك...وادي ضحكتك...وادي همستك

آدي انت كلك...نورك وضلك.......ورقتــــــــك

تعالى للأحلام ...للحب ...للإلهام

وقد ما يحلالنا نسهر...وغيرنا ينام

تعالى .....حب العمر كله نخلصه وحب الليلادي

تعالى.....شوق العمر كله نعيشه م القلب الليلادي

متخليش أشواقنا لبكره

متخليش فرحتنا لبكره

كأن أول ليلة في الحب الليلادي

هذا المقطع يعد أغزر المقاطع في تلك الأغنية من الناحية الفنية فهنا تظهر إمكانية الشاعر في توظيف كلمات المحبين...فأي محب

يستطيع أن يقول مثل هذه الكلمات لكن الشاعر يستطيع أن يصنع من هذه اللآليء عقدا فريدا.

يواصل الشاعر في نفس شفيق كامل محاولة إقناع حبيبته بالقدوم من أجل هذه الليلة الفريدة الساحرة((ليلة الحب))

وبعد ان استخدم الطبيعة في هذه المحاولة يعمد هو إلى استخدام الوسائل الأخرى كاشتياقه وشموعه ودموعه وحبه اللامحدود إلى ما

هنالك من هذه الأشياء التي قد تجعلها تأتي لأجله.

الشاعر هنا لا يلجأ إلى إيقاع واحد أيضا فهو يقوم باستعراض موسيقي بحت في البيت الواحد والبيتين

ف ((حب)) و ((قلب)) موسيقى في داخل بيت واحد لا تصريع فيه ولا قافية تليه كما أن التعبير يتميز بخفة الظل فكل حب في كل قلب لا

يكفي ليضارع حبه واشتياقه

في البيت الثاني نلاحظ أنه يقول لحبيبته أن الأمرين الزائدين في نفسه عند ابتعادها عنه الخيال والشوق والشوق مفهوم لأنها بعيدة عنه

لكن الخيال هنا يجعله يجسم كل شيء من حوله في سبيلها.

((كل شيء حواليا بيفكرني بيك)) تعبير شبابي بحت

((كل نور ف عنيا فيه ضحكة عنيك)) هذا التعبير من أرقى تعبيرات الأغنية فهو يرى الضحكة في عيني حبيبته مما يرتد نورا على عينيه....

وادي ابتسامتك يا حبيبي وانت غايب على الشموع

وادي الشموع اللي ابتسامتك نورت فوقها الدمــوع

ثم يأتي إلى قمة الروعة والرومانسية والعذوبة أيضا في هذين البيتين والبيت الثاني مركب يمكن قرائته بأكثر من طريقه وفهمه بأكثر من

شكل لكنه على ما أظن قصد دموعه هو الشخصية والتي تبكي فوق ابتسامته التي هي على الشموع.....

وهذا النوع من الأبيات يمكن في منتهى الصعوبة فقد تلعب كلمة فوقها دورين مرة إذا وقفنا قبلها ومرة إذا وقفنا بعدها وهي من البيات

المحفزة للذهن والمثيرة للإهتمام.....

بعد ذلك يستعرض مؤثرات حبيبته الحسية والنفسية حتى يصرخ بها في نهاية الأمر مطالبا إياها بالقدوم إليه ثم يختتم هذا المقطع قائلا

((وقد ما يحلالنا نسهر...وغيرنا ينام)) وكأنه يكرر الفكرة الرئيسية وهي رغبته في قضاء تلك الليلة الإستثنائية بكل قوته.

المقطع الثالث

يااللي فايت لي الليالي الحلوة......والذكرى الجميلة

يا اللي ويايا بحنانك تحـــيي.......أمـــــــالي العليلة

إنت ويايا.....في خيالي....الليلادي...وكـــــــل ليلة

وقفة أخرى...لالتقاط الأنفاس...واسترجاع الماضي بكل ما فيه.......

وباجمل ما في أم كلثوم تشدو بهذه الكلمات التي تجعلني أنا شخصيا أرتجف حبا ربما من غير حبيب......

فهذه الحبيبة تركت له الليالي الحلوة والذكرى الجميلة وهي أيضا القادرة على إحياء آماله ثم يهتف مرة أخرى في إصرار شديد بنفس

الكلمة التي قالها من قبل (إنت ويايا) ليؤكد أنه في خياله ليس في هذه الليلة فقط وإنما في سائرها من ليالي.....

ثم......

في المكان ده يا حبيبي .....يا ما جينا....وياما ضمتنا الليالي

في المكان...نفس المكان ده....يا ما طيرنا....في الـــــعلالي

والليلادي ...يا حياة روحي ...هنا ف نفس المكان

جيت انـا..... وشــــــــوقي..... وقلــــــبي والحنان

جينا نستناك........جينا نترجاك

جينا نفرش بالأمل..سكة خطاك

ومهما غبت عليا....هتجــــــيني بعد شوية

آخد إيديك فإديا...واحضن عنيك ف عنيا

ونعيشها ليلة عمر...بكل عمر الدنيا

هذه القفلة الغنائية من أكثر القفلات روعة فهو يتمسك بالمكان ويذكرها بما سلف من الأيام ويكرر كلمة المكان مرة

ويعيدها بشكل آخر ((نفس المكان ده)) ليتحدث عن حب غير مسبوق أما في كلمة ضمتنا بهي تعبر عن افحتواء والرقة والعطف والحنان أيضا.....

ثم يكرر كلمة المكان مرة أخرى وكانه يصر على على ارتباط المكان بحبهما ويتحدث عن مستقبليها بخفة ظل وقلب محب رقيق للغاية

((الشوق – والقلب –الحنان))

ثم بتحدث صراحة انه يرجوه بالفعل ليأتي

فاكرين بقى في المذهب لما قال ((أخرك ايه عني...مستحيل الدنيا عني تأخرك))

كا ينكر على الدنيا قدرة على منعه من القدوم إليه

والآن

يؤكد أنه سيأتي ولو بعد حين ((ومهما غبت عليا ...هتجيلي بعد شوية))

ثم يجسد الحب في البيت التالي ((آخد إيديك ف إديا)) و ((احضن عنيك ف عنيا))

ثم يصر في ختام الأغنية على أن يحيا هذه الليلة بكل مشاعره واحاسيسه وبكل عمر الدنيا أيضا......

همسات سريعة

1-أغنية شبابية بحتة لا يمكن أن يخرج عنها أي جواب غرامي بين عاشقين

2-الشاعر يكرر كلماته كثيرا مما يدل على أن يعيش الحالة حتى الثمالة

3-الإصرار على فكرة واحدة وعرضها بأكثر من طريقة

4-أم كلثوم تتعامل مع هذه الأغنية بحنكة شديدة

5-عبد الوهاب يحاول مجاراة إيقاعها

تم تعديل 9 أكتوبر 2007 بواسطة Ahmad Farahat

[Ahmad Farahat]

إستطاعت الأغنية العربية في العشرينات والثلاثينات لأن تجتذب الشعراء التقليدين إلى مسرح الشعر الغنائي وكان أمير الشعراء أحمد شوقي هو واحد من الذين اتجهوا إلى كتابة الأغنية ربما من أجل الموهبة التي آمن بها ((محمد عبد الوهاب)) فألف له الكثير من القصائد كما كتب له أيضا بعض الأغنيات بالعامية كبلبل حيران, في الليل لما خلي، النيل نجاشي، دار البشاير مجلسنا وغيرها كثير من الأغنيات........

كما خرج أحمد رامي من عباءة الشاعر التقليدي بمفهومه المعروف لدينا وارتدى عباءة الشاعر الغنائي بشمل كبير......

ولم يخجل محمود بيرم التونسي من هذا أيضا وهو شاعر العامية الأول فألف الأغنية دون حرج .......

وفي وجود الشعراء الغنائيين الحقيقيين كحسين السيد ومرسي جميل عزيز وعبد الوهاب محمد ومحمد حمزة وغيرهم كثيرون لم يخجل

الشعراء التقليديون من كتابة الشعر الغنائي بل إنهم وجدوا في الشعر الغنائي فرصة للإنتشار أكبر بكثير من الفرصة التي تمنحها لهم

دواوينهم الشعرية......

من هؤلاء الشعراء التقليديون والذين كتبوا الأغنية ببراعة شديدة كان الشاعر عبد الرحمن الأبنودي والذي ظهر في قنبلته الشهيرة (تحت

السجر يا وهيبة) ولا يوجد أي خطأ في هذا فالأغنية اسمها تحت السجر وليس الشجر ثم أتبعها بالإشتراك مع رفيقي كفاحه بليغ حمدي

ومحمد رشدي في تأليف مجموهة رائعة من الأغاني.......

ولما كنت أريد أن أقدم بالتحليل أغنية للأبنودي تحديدا فقد استبعدت تحيليل أغنية قديمة لمحمد عبد الوهاب وظل الصرع داخلي ما بين

ثلاثة أغنيات (طاير يا هوى-ع الرملة- أحضان الحبايب).....

لكنني فكرت أيضا في أشياء أخرى للعندليب قد تكون أولى بالتحليل فوجدت أنني قد أبتعد بالرأي إلى أغنيات أخرى لشعراء آخرون المهم

أن الرأي قد استقر على........

أحضان الحبايب

بداية نقول إن الأبنودي شاعر مكتمل الثقافة والنضوج والشاعرية أيضا يدرك ثغرات هذا الفن ويعرف جيدا كيث يلعب على أوتار

المستمعين.......

وهو يتميز ببراعة الإستهلال فمثلا نجده في أغنية ع الرملة يبدأ قائلا (ع الرملة ....أهو خايف م الرملة ....م الموجة لتهد الرملة...وتهد

قصوري وياها ....وتضيع كلمة كتبناها....ع الرملة)

مقدمة قادرة على اجتذاب أذهان السامعين ربما لأنها تأتي من حيث لا يتوقع أحد......

يظهر هذا كثيرا في أغنيته الشهيرة ((عدا النهار)).........

كما أنه يستخدم التعبيرات الدارجة ويضعها في أغنياته دون أن تشعر بغرابة كما في أغنيته التي ألفها لنجاة الصغيرة (حمدا الله ع

السلامة....يا ابو أجمل ابتسامة......)

ونجد ذلك أيضا في ((وانا كل ما اجول التوبة يا بويا ترميني المجادير يا عيني)).......

فهو شاعر لا يلقى أي عناء في لفت الإنتباه والنظر إلى ما يقول كما أنه يعرف كيف يرسم اللوحة جيدا وهذا ما سنراه في هذه الأغنية

تحديدا ((أحضان الحبايب)) والتي لها غرض فني في الفيلم كما يعرف الكثيرون.

وإذا عدنا إلى ما قلناه عن الأبنودي فإننا سنجد كل هذا واضحا في المذهب الذي حفل بكل أنواع لفت الإنتباه واجتذاب النظر والدقة والبراعة

أيضا.........

المذهب

مشيت على الأشواك.....وجيــــت لأحبـــابك

لا عرفوا ايــه وداك......ولا عرفوا ايه جابك

رميت نفسك في حضن سقاك الحضن حزن

حتى في أحضان الحبايب شــــــوك يا قلبي

هذا المذهب القليل في كلماته حفل بكل أنواع الصنعة الشعرية الرقيقة فالقافية في بيتيه الأولين قافية

شطرية فالروي يسير بالشطر وليس بالبيت فأسفل كل شطر ما يماثله من روي أو قافية.......

والبيت الثالث فيه نغمة أخرى (حضن-حزن).........

لا توجد أي موسيقى ظاهرة في البيت الأخير وهذا هو الشاعر الذي لا يهتم بالموسيقى الواضحة قدر اهتمامه بالمعنى والنهاية........

نيجي للمهم بقى.......

الأبنودي كعادته يحاول لفت النظر فهو يقدم معاناته في البداية للآخرين ((كما يكشف الشحاذ ضره للآخرين ليدركوا معاناته ويلفت نظرهم مع الفارق)).......

الإعتماد على التضاد ما بين ((وداك)) و ((جابك)) يلفت النظر أيضا......

التوفيق هنا بالغ الأثر في لفظة (رميت) فهو يعبر عن المعاناة بعد أن استخدم (مشيت) فهو لم يقل جريت مثلا مع إن الوزن مش هيتأثر

لأنه في المشي سيعاني أكثر.......

سقاك الحضن حزن تعبير فيه كل الصور البيانية الممكنة

نيجي بقى لآخر بيت عشان نشوف اللعبة الكبيرة

من بداية المذهب إحنا منعرفش لأبنودي بيكلم مين.....

آخر كلمة بس بنعرف هوا بيكلم مين.....

بيكلم قلبه....

أخر الأبنودي المخاطب لمزيد من لفت النظر فانت مضطر لتكملة المذهب (غصب عنك) عشان تعرف مين ده اللي بيتكلم معاه الأبنودي......

كمان بنلاحظ وجود حرف الحاء في ثلاثة مواضع وهو حرف ملتهب أو حار......

المهم أن المقدمة بها كل أشكال الإيحاء الشعري المختلفة حتى في طريقة رسم الحروف والصورة توحي بالمزيد من الخيال الشخصي

للمتلقي كأن نتخيل الدماء مثلا نتيجة الأشواك أو حبات العرق أو علامات الألم على الوجه.....

كل هذا دون أن يذكره الأبنودي وهذه براعة في حد ذاتها.......

المقطع الأول

مشينا هناك وروحنا......اللي هناك جـرحونا

جينا شايلين جراحنا......وبكينا وقـــولنا جينا

جينالكم يا اللي لــينا......مــــدوا اديكم خدونا

شيلوا الشوك من صدورنا والدمعة من عنينا

اللي جينالهم يا قلبي......ف جراحنا جرحونا

إبكي تحت الليالي......والخوف ملو الضلوع

قلبي يا بلاد غريبة.....بتنـــــــــورها الدموع

رميت نفسك في حضن سقاك الحضن حزن

حتى ف أحضان الحبايب شوك يا قلبي

في هذا المقطع يفصل الأبنودي ما أجمله في المذهب فهو يتحدث عن الذين سار إليهم على الأشواك

وعما فعلوه معه ((جرَّحونا)) والتشديد هنا يعمق الألم بأكثر من جرحونا بلا تشديد ((دي زي سكينة تلمة بالضبط)).......

((جينا)) فيها انكسار ومعاناة وألم واعتذار لكن الجمال اللي في شايلين جراحنا ((جمال مستحيل)) وكأن جراحه ثقيلة عليه......

((قولنا جينا)) وكأنه يلفت انتباه أحبائه إلى أنه قد جاء أخيرا أما عن بكينا في الوسط فهي موضوعة للتعبير عن الألم والإعتذار أيضا.......

ثم يكرر ((جينا)) بإضافة ((لكم)) وكأنه يقرر قصر المجيء على أحباءه لتحويل الأمر ببساطة من لفت الإنتباه إلى استحواذ كامل على

الإنتباه فالتكرار قد لا يعني عجزا في الشعر وإنما مزيد من التأكيد وفي تعبيره ( لينا) مزيد من استدرار العطف أما عن ((مدوا اديكم خدونا))

فهو يستخدم الكناية هنا عن المنح والعطاء فاليد رمز العطاء دائما في الشعر والحياة وهذا كان دأب الأبنودي في شعره.........

ثم يمتد به الخيال فيما بعد فهو يريد أن يتخلص من جراحه والحل نزع الشوك وأن يتخلص أيضا من الدموع التي أتى باكيا بها.......

وكما فعل سابقا في المذهب أخر قلبي إلى البيت الخامس ليجبر المستمع على إكمال المذهب بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى مع

استخدام لفظة ((جينا )) للمرة الرابعة وكأنه يريد أن يقول إنني فعلت ما علي من جهد.....

((ف جراحنا جرحونا)) تصوير رائع لمزيد من الألم فإنهم ((الحبايب يعني)) لم يجرحوه إلا في مواضع جروحه السابقة وهذا دليل على

القسوة الزائدة.....

((إبكي تحت الليالي.....والخوف ملو الضلوع)) في العامية المصرية دائما ما يرتبط الليل بالخوف والدموع لكن الليالي تبدو وكأنها ثقيلة للغاية على نفس الشاعر.....

((قلبي يا بلاد غريبة....بتنورها الدموع)) يعود ليحدث قلبه مرة أخرى في نهاية المقطع ليؤكد شخصية المخاطب لكن الربط ما بين القلب

والبلاد الغريبة إضافة إلى الليالي والخوف عمقت تأثير الوحشة في نفس الشاعر.....

المقطع الثاني

يااللي ف ليل البعد بنــنده.....إيدكم مــعانا

يا اللي بنحلم بيكم ضحكة.....واحنا حزانا

باسم هواكم ليا بتــــطفوا الشمــــعة البـــــــــاقية ف لياليا

باسم العطف عليا بترشوا الشوك في طريق أيامي الجاية

يا شط كان مفروش هنا وحب وأغاني

إزاي تسلم مــــركبي للـــحزن تـــاني

والدنيا غايمة في عـــيوني

على فين يا حزن موديني

إبكي تحت الليالي......والخوف ملو الضلوع

قلبي يا بلاد غريبة.....بتنـــــــــورها الدموع

رميت نفسك في حضن سقاك الحضن حزن

حتى ف أحضان الحبايب شوك يا قلبي

في هذا المقطع يحاول الأبنودي أن يكمل ما بدأه على طريقته الخاصة دون أن يفقد في مستمعيه ذلك

الإنتباه الذي حافظ على بقاءه منتبها طوال الأغنية.....

فهو يخاطب أحباءه بالإستعطاف ويطلب منهم أن تكون أيديهم معه وهذا كما قلنا سابقا في سليقة العرب فاليد رمز العطاء والمنح.....

((يااللي بنحلم بيكم ضحكة...واحنا حزانا)) تعبير راقي للغاية وكأنه في أوقات الحزن يستنجد بطيف أحبائه ليراهم ضحة في وقت الحزن الشديد (((معلم الأبنودي ده وربنا))

ثم يعود ويسخر مما فعلوه به في البيتين التاليين لكنه لا ينسى أن يصورهم بالشمعة الباقية في تلك اليالي الموحشة ولا ينسى أيضا

في هذا الصدد أن يواجههم بما يفعلوه فهم يتسببون في مزيد من الآلام الشخصية له.

((يا شط)) الشط في العامية المصرية أيضا هو تعبير عن الأمان وإيحاء به وقد جاء إليه طالبا هذا لكنه فوجيء به يقذف مركبه للحزن مرة أخرى........

أما في نهاية هذا المقطع يتحدث عن الدنيا وقد ضاقت عليه بما رحبت ويتسائل في النهاية إلى أي طريق آخر سيلقي به الحزن؟

بالنسبة لكلمة الشوك في هذه القصيدة عموما فقد تكررت كثيرا كما رأينا من باب إعطاء المتلقي فرصة ليؤلف شكلا عاما عن حالة هذا

المسكين فأنت ترى ما يغنيه العندليب واقعا أمامك بفعل الكلمات ولا يمكن على كل ذي قلب جميل وعذب إلا أن يتخيل الصورة ويتفاعل

معها ويغني ويبكي أحيانا....

الملحوظة الأوضح في هذه الأغنية أن الأبنودي تعامل مع الأغنية بوعي كامل واستطاع أن يضرب بها عدة عصافير كأن تكون الأغنية خادما

مطيعا لأحداث الفيلم وأنيسا أمينا لكل معذب ربما ليس في الحب فقط.

وأسترجع بيت الشاعر طرفة بن العبد حين يقول:

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة.....على النفس من وقع الحسام المهند

تم تعديل 14 أكتوبر 2007 بواسطة Ahmad Farahat