شاب قبطي يفوز بمسابقة «اعرف حبيبك» الرسول

[مهيب]

في إطار نشاطه الثقافي والاجتماعي، وجهوده في مواجهة حملة الإساءة للرسول صلي الله عليه وسلم، نظم منتدي قرطام الثقافي مسابقة دينية تحت عنوان «اعرف حبيبك»، تضمنت فرعاً للبحوث بمجموع جوائز بلغ ٣٠ ألف جنيه.

وكانت المفاجأة أن الفائز بالمركز الرابع في البحوث شاب قبطي، تقدم للمسابقة ببحث تحت عنوان «سماحة رسول الإسلام في التعامل مع الآخر».

وقال سعيد أبوالغيط بسطاروس «الشاب الفائز ـ ٢٤ عاماً»، إنه قام بكتابة بحثه لمحاربة الكراهية والبغض، ودعم قبول الاخر، والتعريف بسماحة الأديان.

وأضاف: أن نبي الإسلام له سماحة ومحبة لمستها الأجيال، في ظل سلام اجتماعي كرسه الإسلام الذي انتشر بإيمان ومحبة، وليس بحد السيف.

وأشار بسطاروس إلي أن الإساءة للرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في صحف غربية أثارت استياءه، خاصة في الصورة التي جسدته صلي الله عليه وسلم في هيئة إرهابية، وكأن الإرهاب هو الدين الإسلامي.

وأرجع نشر هذه الرسوم بالدرجة الأولي إلي الجهل وعدم الدراية بشخصية محمد بن عبدالله، مؤكداً أن الجهل بالإسلام منتشر في أوروبا، بما يلقي مسؤولية كبيرة علي عاتق المسلمين.

وتضمن البحث الفائز بالمركز الرابع دراسة عن سماحة الرسول من خلال سيرة حياته، ومعاملاته، وإحسانه لأهل الذمة، مستشهداً بالقول الشريف: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين. ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم».

وتحدث البحث عن شخصية الرسول، ومصاهرته لأقباط وحسن معاملة زوجته «مارية القبطية».

ودلل الباحث علي سماحة الإسلام ونبيه بعدة مواقف وأقوال، منها القول الشريف: «وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتي يسمع كلام الله. ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون». وقول الرسول صلي الله عليه وسلم: «من ظلم معاهداً، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس، فأنا مجيره يوم القيامة».

وانتقل الباحث إلي الحديث عن معاملة الإسلام لأهل الذمة، وأكد أن الإسلام أباح للمسلمين أن يعاملوا الذميين بسماحة، ويحافظ علي حرياتهم الدينية ويكفلها ويصون شعائرهم.

وأعطي الباحث مساحة كبيرة من بحثه لقوانين الحرب، وقال: إن الحرب في الإسلام لم تكن لمطامع، بل حروب دفاعية، باعتبارها عملاً طارئاً ومؤقتاً، والإسلام كان حريصاً أن يكون السلام هو الأصل، وحريصاً علي رعاية الكرامة الإنسانية، ولذلك وضع قوانين تكفل تخفيف ويلات الحرب وحصرها في أضيق الحدود، ومنع الاعتداء علي المدنيين، والشيوخ والنساء والأطفال، وحتي البهائم، وقطع الأشجار.

وأكد أن قوانين الحرب في الإسلام كانت تمتد لما بعد الانتصار، حيث تحريم التمثيل بالقتلي، أو تخريب العمران، وإحراق المساكن، وإتلاف الزرع، وتأكيد الرحمة بالخصوم، وصيانة حقوق الأسري، مستشهداً بقول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم عند فتح مكة: «ما تظنون أني فاعل بكم، قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء.. لا تثريب عليكم.. اليوم يغفر الله لي ولكم.

وفي ختام بحثه لخص الباحث شخصية الرسول في قوله الشريف: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».

من جانبه أكد المهندس أكمل قرطام رئيس الملتقي علي أننا مطالبون بأن نفخر بحضارتنا، باعتبارها أعظم وأكبر حضارات الإنسانية تكاملاً، وألا ننساق وراء الآخر بشكل عام، بل نأخذ منها ما ينفعنا فقط، ونطرح الباقي، لأنهم هم أخذوا من حضارتنا كل ما ينفعهم.

ودعا العلماء إلي العمل علي مضاعفة جهودهم في الدعوة، مطالباً المسلمين في كل مكان بأن يقدموا علي أرض الواقع نموذجاً من السلوك والعمل تنفيذاً لأوامر الله وتأسياً بسيرة الرسول صلي الله عليه وسلم

من موقع حماسنا .. نقلا عن جريدة المصرى اليوم

نقله بالنص .. مهيب