اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

أحداث فاصلة فى التاريخ .. و حديث الفتن .. (مهيب)


مهيب

Recommended Posts

تشغلنى منذ فترة الكثير من التساؤلات ... ففى ظل هذا الزخم الشديد من تناقض المفاهيم .. فى ظل هذا الزخم الشديد من الاختلاف و العنف و الدماء التى تملأ الأجواء .. فى ظل الزخم الرهيب من الدعوات و الاعتراضات و تردى الأحوال ... أجد نفسى دونما ارادة أسترجع الكثير مما كنت قد قرأت عن أحداث تاريخية .. وقفت عندها تساؤلاتى و حيرتى ... يقولون أن التاريخ يحوى العجب العجاب .. و لعل دارس متعمق فى التاريخ البشرى بصفة عامة ليكون أقدر الناس على أن ينبئنا بم ينتظرنا ... والآن دعونى أسرد لكم بعض النقاط التى استوقفتنى كما ذكرت .. مع التذكير على أن ما أقوله هنا هو رأيى الشخصى الذى قد يكون صوابا أو خطأ .. قد يكون علما أو جهلا.

1) مقتل على بن أبى طالب :

بالرغم من أنه و طبقا لحديث دار بين عمر بن الخطاب و حذيفة بن اليمان عن ما أن موت عمر قتلا سيكون البداية الحقيقة للفتنة فى الأمة الا أن أوضح مثال على تلك الفتنة كان مقتل على بن أبى طالب ... لن أخوض فى القصة نفسها على الرغم مما تحويه من دلالات شديدة العمق و شديدة التشابه بالكثير مما يحدث الآن على الساحة ... ولعل ما حدث أيام خلافة سيدنا على كان أكبر توضيح للمعنى الحرفى لكلمة فتنة .. فهناك انقسام بين الصف .. و هناك اختلاط شديد فى المفاهيم .. و هناك طوائف من الأسلم ألا تنحاز لأحدها على حساب الآخر .. و هناك حديث عن السيف .. هناك معارك و حروب . وهناك فتنة .. و لعل أبرز ما يميز أية فتنة هو أن تختلط المفاهيم .. و يعدو التيقن من الصواب و الخطأ أو الصدق و الكذب ضربا من الخيال .. كما أنه ليس من الحصافة مواجهة الفتن و الوقوف أمامها .. ولعل فى حديث رسول الله عن كيفية التعامل مع فتنة المسيح الدجال و نصيحته لمن يعايشها بأن يلوذ منها بالجبال ... أى لا يواجهها لأنها فتنة .. و فتنة شديدة .. لهذا فان أية محاولة (فى رأيى) لتحليل الفتنة أيام الخليفة عثمان و أيام الخليفة الامام على هو نوع من التصدى المفتقر الى الحكمة

لن أتحدث عن أية تفاصيل تخص الحادثة نفسها فلست أهلا لهذا .. لكن من بين كل ما قرأت استوقفتنى تلك الجملة التى قالها القاتل (عبدالله بن ملجم) قبل أن يهوى بسيفه المسموم على رأس سيدنا على و هو ساجد فيشجها ... لقد قال له : "لله الحكم يا علي .. لا لك ولا لأصحابك" هكذا هتف القاتل ... قاتل الامام على ... العجيب فى الأمر أنه (وهذا هو العهد الرابع للخلافة) يقتل الخليفة أمير المؤمنين على بن أبى طالب .. ابن عم الرسول و زوج فاطمة وأبو الحسنين .. يقتل باسم الاسلام ... باسم الدين ... باسم أن يكون الحكم لله ... استوقفتنى تلك الكلمة حقا و أنا بشىء من الافتراض أزعم أنه بشكل ما كان يعنيها .. فلا سبب هنالك يدعوه للحديث بشىء لا يسمعه سواه و سوى من انتوى قتله و يكون حديثه هذا مصطنعا .. ان الرجل كان يؤمن بهذا .. وكان يعتقد فى أن ما يفعله انما يفعله فى سبيل الله .. لم يراجع نفسه .. و لم يتردد .. و أنا لا أستطيع أن أمنع نفسى من عقد مئات المقارنات بم يحدث الآن ... لقد بلغ الشطط ببعض العلماء أن قالوا أن (ابن ملجم) قد اجتهد و أخطأ ... وبالتالى فله أجر ... وبغض النظر عن الآراء و التفاسير .. الا أن هذا يعنى أن اختلاط المفاهيم الشديد كان موجودا من زمن ... ان الفتن تقترن بهذا .. فلا تستطيع أن تنتقى مع من تكون بسهولة ... الكل يتحدث ... و القتل أسهل من أى شيء آخر... وبشىء من الخيال أستطيع أن أرى تلك النظرة التى أصبحت تميز الكثيرين فى عصرنا هذا ... أتخيلها على وجه (ابن ملجم) .. نظرة الشقى التعس .. الذى جعل السيف يقوده ... نظرة الشيطان حين يتملك من انسان تملكا كاملا ,.. فيجعله يقتل و هو يظن أنه يحسن صنعا .. ربما أيضا نظرة من أراقوا دماء النساء و الرجال و الأطفال فى العراق .. أو فى مصر أو السعودية من قبل قائلين أنهم مجرد ضحايا حرب .. سيبعثوا على ما ماتوا عليه

2) غروب الأندلس :

مازلت عند رأيى فى الأندلس .. مازلت أراها الخلاصة الحقيقة و الواضحة لما استطاعت الحضارة و التراث الانسانى أن يصل من تقدم و ازدهار ... هناك من المفكرين من يرى أن الحضارة الأوروبية الحالية هى أقصى ما استطاعت أن تصل له التراث البشرى أو الانسانى من تقدم و ثقافة .. غير أنى من واقع ما قرأت عن الأندلس قد وجدت العجب العجاب .. ليس أعجب ما قرأت عنها هو نظم التأمين الصحى و البيمارستانات المتنقلة و التى كانت تعالج من هم فى القرى البعيدة ... وكان النطاسى أو الطبيب يسأل المريض طريح الفراش عن راتبه الذى يتقاضاه من عمله حتى يخرجوا له من البيمارستان ما يوازيه طيلة فترة رقوده والى أن يعود الى عمله ... كان هناك نظاما و كثر المال و فاض حتى يقال أنه لم يكن فى الأندلس فقراء .. كما أن الرجل كان يعطى المائة دينار (كما ذكر الحديث الشريف) فلا يبتهج ربما امتعض أيضا ... الا أن الخروج الرهيب للعرب و المسلمين من الأندلس كان شيئا غير مسبوق فى التراث الانسانى قاطبة .. حضارة قد حفرت و أرست قواعدها العلمية و التنويرية و الثقافية فى جذور الفكر الانسانى و التراث البشرى تزال ببشاعة و عنف من الوجود ... هل التخاذل يكفى لفعل هذا ؟؟ هل التناحر و تغليب المصلحة يكفى لأن يمحو كل هذا التراث كما حدث ... كما أن هذا يأخذنى لكثير من التساؤلات بعضها يختص بم يحدث الآن على الساحة .. هل التدمير أقوى ... هل ما تبنيه الحضارة الانسانية و التراث البشرى فى مئات الأعوام يكون من السهل محوه و الغاؤه فى شهور قليلة ... هل طاقة السواد و الظلام و الجهالة أقوى بشكل ما ... ما بنى فى الأندلس فى مئات السنين ذهب فى شهور على أيدى محاكم التفتيش المجحفة ..

3) سقوط بغداد الأول :

حوصرت بغداد عاصمة الخلافة حصارا شديدا .. كان التتار يعلمون أن سقوطها المدوى سيقطع عليهم نصف الطريق فى باقى السيطرة .. حوصرت بغداد و رشقت بالنبال و المجانيق رشقا متواصلا شديدا ... حتى أصيبت جارية كانت تلعب بين يدي الخليفة وتضحكه ، وكانت من جملة حظاياه ، وكانت مولدة تسمى عرفة ، جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهي ترقص بين يدي الخليفة ...

فى رأيى أن سقوط بغداد الأول من أشد الأحداث وطأة فى تاريخ الانسانية ذاتها .. فلمن لا يعلم .. كانت حصيلة القتلى فى الأربعين يوما الأولى لهجوم التتار على بغداد - طبقا لكلام الطبرى - ألف ألف انسان أى مليون نسمة .. وقد أعمل التتار فى أهل بغداد من المدنيين (رجالا و نساءا و أطفالا ) أعملوا فيهم القتل لأربعين يوما متصلة ... حتى (كما أخبر الطبرى) لم ينج منهم الا من اندس فى قناة أو بئر .. أو من تظاهر بالموت بين أطنان الجثث .. أو من لجأ الى منازل النصارى و ذلك لأن التتار و كمحاولة لعدم اغضاب الفرنجة وزرع الشقاق قد اعطوا عهدا بالأمان للنصارى من ساكنى بغداد .. و لم يتردد هؤلاء فى اخفاء من لجأ اليهم من المسلمين من جيرانهم و أهليهم ..

يقول الطبرى : " وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة ، حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة .."

ويكمل الطبرى فى كتابه قائلا : "وكان دخولهم إلى بغداد في أوائل المحرم ، ومازال السيف يقتل أهلها أربعين يوماً ، وقتل مع الخليفة ولده الأكبر أبو العباس أحمد ، ثم قتل ولده الأوسط أبو الفضل عبد الرحمن ، وأسر ولده الأصغر مبارك ، وأسرت أخواته الثلاث : فاطمة وخديجة ومريم ، وأسر من دار الخلافة ما يقارب ألف بكر فيما قيل ، والله أعلم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.وقتل أكابر الدولة واحداً بعد واحد وجماعة من أمراء السنة وأكابر البلد.

وكان الرجل يستدعى به من دار الخلافة من بني العباس فيخرج بأولاده ونسائه فيذهب به إلى مقبرة الخلال ، فيذبح كما تذبح الشاه ، ويؤسر من يختارون من بناته وجواريه ، وقتل الشيوخ والخطباء والأئمة وحملة القرآن، وتعطلت المساجد والجماعات والجمعات مدة شهور ببغداد"

مليون انسان (على أقل التقديرات ) ماتوا فى أيام .. لدرجة أن الجثث تعفنت .. فساءت رائحة بغداد جدا فهجرها الأحياء .. ثم هبت رياح من بغداد وصلت الى دمشق فأصابت أهل دمشق بالطاعون بسبب ما حملته من بغداد ... أربعون يوما و أصبحت بغداد مدينة أشباح .. لا يسكنها أحد بسبب الرائحة و الجثث و الطاعون .. الغريب فى الأمر .. أو ما استوقفنى .. أن خيانة ابن العلقمى قد جعلت مما كان يبدو مستحيلا .. سهلا ممكنا لا يقف دونه و دون عدم الاستطاعة شيء .. كثير من المحللين قد رفضوا تصديق ما حدث فى العراق على أيدى الأمريكان .. ببساطة لم يكن منطقيا ما قيل .. و ما سمعوه .. و كثير من المحللين قد جنح الى نظرية الخيانة .. وقد أجزم بعضهم على انه ثمة خيانة قد حدثت وأن أركان الأمر لن تتضح الا بعد سنوات ..

4) أحاديث الفتن :

بقى لى أن أتحدث قليلا عن أحاديث الفتن التى تحدث فيها النبى عما سيحدث للأمة من فتن ... العجيب فى الموضوع أن أحاديث النبى صريحة جدا .. صادمة جدا فى هذا الصدد .. فهى لا تركن الى الغموض كديدن النبوءات بصفة عامة .. و لا تجنح الى الحديث بالرمز أو بالتلميح ... بل جاءت أحاديث الرسول صريحة و اضحة تحمل الخبر قبل التشبيه .. و الحقيقة دون الكناية . وجدت أن أذكر بعضها هنا .

قال النبي صلى الله عليه وسلم: {اعدد ستًّا بين يدَي الساعة؛ موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يُعطَي الرجل مائة دينار فيظلّ ساخطًا، ثم فتنة لا يبقى بيتٌ من العرب إلاّ دخَلَته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كلّ غاية أثنا عشر ألفا}(صحيح البخاري)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {إنّ من أشراط الساعة أن يُرفع العلم ويكثر الجهل ويكثر الزنا ويكثر شرب الخمر ويقلّ الرجال ويكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القَيِّم الواحد}(متفق عليه) وقال: {بين يدي الساعة أيام الهرج يزول فيها العلم ويظهر فيها الجهل}(صحيح البخاري) {يتقارب الزمان وينقص العلم ويلقى الشحّ وتظهر الفتن ويكثر الهرج؛ القتل القتل}(صحيح البخاري) وقال: {لا تقوم الساعة حتى يُقبض العِلْم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل القتل}(صحيح البخاري) {إنِّي مكفوتٌ غير لابثٍ فيكم ولستم لابثين بعدي إلاّ قليلا، بل تلبثون حتى تقولوا: متى؟ وستأتون أفنادًا يفني بعضكم بعضًا وبين يدَي الساعة موتانٌ شديد وبعده سنوات الزلازل} رواه الإمام أحمد في مسنده وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على غرابة في متنه، ورواه ابن حبان في صحيحه وأبو يعلى في مسنده وقال حسين أسد: إسناده صحيح، ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين، وقال الذهبي: الخبر من غرائب الصحاح.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {تأتيكم من بعدي أربع فتن، فالرابعة منها الصمَّاء العمياء المطبقة تعرك الأمَّة فيها بالبلاء عرك الأديم حتى يُنكر فيها المعروف ويُعرف فيها المنكر تموت فيها قلوبهم كما تموت أبدانهم} وقال أبو هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وذكر الفتنة الرابعة لا ينجو من شرّها إلاّ من دعا كدعاء الغرق، أسعد أهلها كلّ تقيّ خفيّ إذا ظهر لم يُعرف وإن جلس لم يُفتقد، وأشقى أهلها كلّ خطيب مسقع أو راكب موضع. وعن أرطاة بن المنذر قال: بلغني أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الفتنة الرابعة: {تصيرون فيها إلى الكفر، فالمؤمن يومئذ من يجلس في بيته، والكافر من سلّ سيفه وأهراق دم أخيه ودم جاره} وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الفتنة الرابعة ثمانية عشر عامًا ثم تنجلي حين تنجلي وقد انحسر الفرات عن جبل من ذهب تكبّ عليه الأمّة فيقتل عليه من كلّ تسعة سبعة} وفي أثر آخر موقوف؛ قال أبو هريرة t: الفتنة الرابعة عمياء مظلمة تمور مور البحر لا يبقى بيت من العرب والعجم إلاّ ملأته ذلاًّ وخوفًا، تطيف بالشام وتعشى بالعراق وتخبط بالجزيرة بيدها ورجلها تعرك الأمّة فيها عرك الأديم ويشتد فيها البلاء حتى يُنكر فيها المعروف ويُعرف فيها المنكر، لا يستطيع أحد يقول مه مه، ولا يرقعونها من ناحية إلاّ تفتّقت من ناحية، يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرا ولا ينجو منها إلاّ من دعا كدعاء الغرق في البحر، تدوم اثني عشر عامًا تنجلي حين تنجلي وقد انحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتلون عليه حتى يقتل من كلّ تسعة سبعة.

وروى مسلم في صحيحه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: {بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا أو يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا يبيع دينه بعرَضٍ من الدنيا} وفي رواية الحاكم وصحّحها ووافقه الذهبي؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: {لَيغشَيَنّ أمّتي من بعدي فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا يبيع أقوام دينهم بعرَضٍ من الدنيا قليل} وقال: {تكون فتنة النائم فيها خيرٌ من اليقظان واليقظان فيها خيرٌ من القائم والقائم فيها خيرٌ من الساعي فمن وجد ملجأً أو معاذًا فلْيستعذ به}(صحيح مسلم) وقال: {يأتي عليكم زمان لا ينجو فيه إلاّ من دعا دعاء الغرق}(قال الحاكم والذهبي صحيح على شرط الشيخين) وعن عبد الله بن عمر قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قعودًا فذكر الفتن فأكثر ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟ قال: {هي فتنة هرب وحرب ثم فتنة السرّاء دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنَّه منِّي وليس منِّي إنَّما وليِّي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع* ثم فتنة الدهيماء (أو الدهماء) لا تدع أحدًا من هذه الأمَّة إلاَّ لطمته لطمة فإذا قيل انقطعت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا حتى يصير الناس إلى فسطاطين؛ فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، إذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أو غد

ففي صحيح مسلم عن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن عبد الله فقال: يوشك أهل العراق أن لا يُجبَى إليهم قفيزٌ ولا درهم، قلنا: من أين ذاك؟، قال: من قِبل العجم يمنعون ذاك، ثمَّ قال: يوشك أهل الشام أن لا يُجبَى إليهم دينارٌ ولا مدى، قلنا: من أين ذاك؟، قال: من قِبل الروم.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: {لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كلّ مائة تسعة وتسعون ويقول كلّ رجل منهم لعلِّي أكون أنا الذي أنجو}(صحيح مسلم) وفي رواية أخرى: {يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب فإذا سمع به الناس ساروا إليه فيقول من عنده لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبنّ به كلّه، قال: فيقتتلون عليه فيقتل من كلّ مائة تسعة وتسعون}(صحيح مسلم) وقال: {يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا}(صحيح مسلم)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يقتتل على كنزكم ثلاثة كلّهم بن خليفة ثمَّ لا يصير إلى واحد منهم ثمَّ تطلع الرايات السود من قِبل المشرق فيقاتلونكم قتالاً لم يقاتله قوم، ثمَّ ذكر شيئًا فقال: إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوًا على الثلج فإنّه خليفة الله المهدي} صحَّحه ابن كثير وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وقال الألباني: صحيح المعنَى حسن الإسناد عدَى (خليفة الله) فهي زيادة منكرة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بأرضٍ يُقال لها (الغوطة) فيها مدينة يُقال لها (دمشق) خير منازل المسلمين يومئذ}(صحيح الجامع) وقال: {لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيشٌ من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافُّوا قالت الروم: خلُّوا بيننا وبين الذين سُبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا ويُقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويفتتح الثلث لا يُفتنون أبدًا فيفتتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علَّقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إنَّ المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدّون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فأَمّهم فإذا رآه عدوّ الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته}(صحيح مسلم) وفي تفصيل أكثر لأحداث الملحمة الكبرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {...وتكون عند ذاكم القتال رِدّةٌ شديدة فيشترط المسلمون شرطة -(وهي طائفة من الجيش تقدم)- للموت لا ترجع إلاّ غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كلٌّ غير غالب وتفنَى الشرطة، ثمَّ يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلاّ غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كلٌّ غير غالب وتفنَى الشرطة، ثمَّ يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلاّ غالبة فيقتتلون حتى يمسوا فيفيء هؤلاء وهؤلاء كلٌّ غير غالب وتفنى الشرطة، فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام فيجعل الله الديرة -(الدائرة)- عليهم -(على الروم)- فيقتلون مقتلة إمّا قال: لا يُرَى مثلها وإمّا قال: لم يُرَ مثلها، حتى إنّ الطائر ليمرّ بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخرّ ميتا، فيتعادّ بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلاّ الرجل الواحد، فبأيّ غنيمةٍ يُفرح أو أيّ ميراثٍ يُقسم...}(صحيح مسلم)

قال النبي صلى الله عليه وسلم: {سمعتم بمدينة جانبٌ منها في البَرّ وجانبٌ في البحر؟} قالوا: نعم يا رسول الله، (يعني القسطنطينية؛ وهي اسطنبول) قال: {لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفًا من بني إسحاق فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلاّ الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها. قال ثور -راوي الحديث-: لا أعلمه إلاّ قال: الذي في البحر، ثمَّ يقولوا الثانية لا إله إلاّ الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر، ثمَّ يقولوا الثالثة لا إله إلاّ الله والله أكبر فيفرّج لهم فيدخلوها، فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ فقال: إنَّ الدجّال قد خرج فيتركون كلّ شيء ويرجعون}(رواه مسلم).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {غير الدجَّال أخوَفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤٌ حجيج نفسه والله خليفتي على كلّ مسلم، إنَّه شابٌّ قطَط عينه طافئة كأنِّي أشبِّهه بعبد العزَّي بن قطن فمن أدركه منكم فلْيقرأ عليه فواتح سورة الكهف، إنَّه خارج خلة بين الشام والعراق فعاث يمينًا وعاث شمالاً يا عباد الله فاثبتوا} قيل: يا رسول الله؛ وما لبثه في الأرض، قال: {أربعون يومًا؛ يومٌ كسنة ويومٌ كشهر ويومٌ كجمعة وسائر أيامه كأيامكم} قيل: يا رسول الله؛ فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم، قال: {لا، اقدروا له قدره} قيل: يا رسول الله؛ وما إسراعه في الأرض، قال: {كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرًّا وأسبغه ضروعًا وأمدّه خواصر، ثمّ يأتي القوم فيدعوهم فيردُّون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيءٌ من أموالهم، ويمرُّ بالخربة فيقول لها أَخرِجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثمَّ يدعو رجلاً ممتلئًا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثمّ يدعوه فيقبل ويتهلّل وجهه يضحك، فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعًا كفّيه على أجنحة ملَكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدّر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحلّ لكافرٍ يجد ريح نفسه إلاَّ مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لدّ فيقتله ثمّ يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدّثهم بدرجاتهم في الجنَّة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى: إنِّي قد أخرجت عبادًا لي لا يدان لأحدٍ بقتالهم فحرِّز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كلّ حدبٍ ينسلون، فيمرّ أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمرّ آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرّة ماء، ويُحصَر نبيّ الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرًا من مائة دينارٍ لأحدكم اليوم فيرغب نبيّ الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسي كموت نفسٍ واحدة ثمَّ يهبط نبيُّ الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبرٍ إلاَّ ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبيّ الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرًا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثمَّ يرسل الله مطرًا لا يكنّ منه بيت مدَرٍ ولا وَبرٍ فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة، ثمَّ يُقال للأرض أنبتي ثمرتك وردِّي بركتك فيومئذٍ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلّون بقحفها ويبارَك في الرسل حتى أنَّ اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحًا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كلَّ مؤمن وكلّ مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة}(صحيح مسلم).

قال رسول الله : "إنَّ الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات؛ خسفٌ بالمشرق وخسفٌ بالمغرب وخسفٌ في جزيرة العرب والدخان والدجال ونزول عيسَى بن مريم ودابة الأرض ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها ونارٌ تخرج من قعرة عدن ترحل الناس"

مهيب

تم تعديل بواسطة مهيب

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 7 سنة...

تشغلنى منذ فترة الكثير من التساؤلات ... ففى ظل هذا الزخم الشديد من تناقض المفاهيم .. فى ظل هذا الزخم الشديد من الاختلاف و العنف و الدماء التى تملأ الأجواء .. فى ظل الزخم الرهيب من الدعوات و الاعتراضات و تردى الأحوال ... أجد نفسى دونما ارادة أسترجع الكثير مما كنت قد قرأت عن أحداث تاريخية .. وقفت عندها تساؤلاتى و حيرتى ... يقولون أن التاريخ يحوى العجب العجاب .. و لعل دارس متعمق فى التاريخ البشرى بصفة عامة ليكون أقدر الناس على أن ينبئنا بم ينتظرنا ... والآن دعونى أسرد لكم بعض النقاط التى استوقفتنى كما ذكرت .. مع التذكير على أن ما أقوله هنا هو رأيى الشخصى الذى قد يكون صوابا أو خطأ .. قد يكون علما أو جهلا.

1)

ال النبي صلى الله عليه وسلم: {سمعتم بمدينة جانبٌ منها في البَرّ وجانبٌ في البحر؟} قالوا: نعم يا رسول الله، (يعني القسطنطينية؛ وهي اسطنبول) قال: {لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون : "إنَّ الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات؛ خسفٌ بالمشرق وخسفٌ بالمغرب وخسفٌ في جزيرة العرب والدخان والدجال ونزول عيسَى بن مريم ودابة الأرض ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها ونارٌ تخرج من قعرة عدن ترحل الناس"

مهيب

كم هى ممتعة القراءة لأفكارك يامهيب..

اما آن لك أن تكمل لنا ( حديث الصيام)؟؟

اتأمل ما تكتب و..ما يحدث الآن ..وأحمد الله حمدا كثيرا على وجود شباب مصريين مثلك .

هنيئا لكم يامهيب ما صنعتم فى زمن (( عز فيه التعلم ...والتفقه فى أحوال البلاد والعباد ))...

هنيئا لمصر بكم..

وبعقولكم وافكاركم التى احيت الأمل فى عودة الوعى .

دمت كما أنت.

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

كم هى ممتعة القراءة لأفكارك يامهيب..

اما آن لك أن تكمل لنا ( حديث الصيام)؟؟

اتأمل ما تكتب و..ما يحدث الآن ..وأحمد الله حمدا كثيرا على وجود شباب مصريين مثلك .

هنيئا لكم يامهيب ما صنعتم فى زمن (( عز فيه التعلم ...والتفقه فى أحوال البلاد والعباد ))...

هنيئا لمصر بكم..

وبعقولكم وافكاركم التى احيت الأمل فى عودة الوعى .

دمت كما أنت.

واحشنى "مهيب" يا مدام سلوى

واحشنى كل شاب "مثقف" آثر الانسحاب فخذلنى بما أسميه "النـَفـَس القصير"

ولكن جبر الله خاطرى بهذا الجيل الذى تصدره "شباب" تمرد

والذى عبَّر عبد الرحمن الأبنودى عنه وعن "جبر خاطرى" بهذه الأبيات

آدى الشباب اللى على قلبك يا مصر عزيز

خلـونا تـانى نحـس إن إحنـا مـش عـواجيز

خـدعــونــا لـمـا قـالـولـنـا يــا أسـاتــذتـنــا

شوفنا الأساتذة فى ثوانى بيصبحوا تلاميـذ

مصر تشهد الآن - بفضل هذا الشباب - حدثا فاصلا فى التاريخ

ثورة 30 يونية - تصحيح ثورة 25 يناير - هى حدث فاصل فى التاريخ

التاريخ المصرى .. العربى .. الإسلامى

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

إذ أوحى الله إلى عيسى: إنِّي قد أخرجت عبادًا لي لا يدان لأحدٍ بقتالهم فحرِّز عبادي إلى الطور .

الاخ الكريم / مهيب سـلام الله عليكم ورحمته وبركاته

رمضـــــــــــــــــــــــان كــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــريم

التمس من سعادتكم ايضاح هذه الجملة مع العلم انك لن تجيبني !

ألا كل شئ ما خلا الله باطلا

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...