اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد - دعوة للقراءة


وائل علوان

Recommended Posts

قرأت كتاب طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد للأستاذ عبد الرحمن الكواكبي رحمة الله عليه أكثر من مرة وفي كل مرة اجد شوقا لقراءته مرة أخرى

سُطرت صفحات هذا الكتاب قبل مائة عام من الأن وكلما قرأته شعرت وكأن هذا الرجل الثائر يحيا بين ظهورنا الان حيث انه قام في هذا الكتاب باجراء عملية تشريحية دقيقة بمبضع جراح محترف لكل ما له علاقة بالاستبداد وانواعه وطبقاته ودرجاته وكيف يكون الخلاص منه 

انصحكم بقراءة الكتاب وإليكم مقتطفات منه قُمت بترشيحها لكم اصدقائي الاعزاء 

العوام هم قوة المستبدُّ وقُوْتُهُ.
بهم عليهم يصول ويطول ؛ يأسرهم فيتهللون لشوكته ؛ ويغصب أموالهم فيحمدونه على إبقائه حياتهم ؛ ويهينهم فيثنون على رفعته ؛ ويغري بعضهم على بعض فيفتخرون بسياسته ؛ وإذا أسرف في أموالهم يقولون كريماً ؛ وإذا قتل منهم ولم يمثِّل بهم يعتبرونه رحيماً ؛ ويسوقهم إلى خطر الموت ، فيطيعونه حذر التوبيخ ؛ وإن نقم عليه منهم بعض الأباة قاتلهم كأنهم بُغاة.

-------

الاستبداد السّياسي مُتَوَلِّد من الاستبداد الدِّيني

إنَّه ما من مستبدٍّ سياسيّ إلى الآن إلا ويتَّخذ له صفة قدسيّة يشارك بها الله، أو تعطيه مقامَ ذي علاقة مع الله. ولا أقلَّ من أنْ يتَّخذ بطانة من خَدَمَةِ الدِّين يعينونه على ظلم النَّاس باسم الله، وأقلُّ ما يعينون به الاستبداد، تفريق الأمم إلى مذاهب وشيع متعادية تقاوم بعضها بعضاً، فتتهاتر قوَّة الأمّة ويذهب ريحها، فيخلو الجوّ للاستبداد

 ليبيض ويُفرِّخ، وهذه سياسة الإنكليز في المستعمرات، لا يُؤيِّدها شيء مثل انقسام الأهالي على أنفسهم، وإفنائهم بأسهم بينهم بسبب اختلافهم في الأديان والمذاهب

------

الاستبداد والعلم 

بين الاستبداد والعلم حرباً دائمةً وطراداً مستمراً: يسعى العلماء في تنوير العقول، ويجتهد المستبدُّ في إطفاء نورها، والطرفان يتجاذبان العوام. ومن هم العوام؟ هم أولئك الذين إذا جهلوا خافوا، وإذا خافوا استسلموا، كما أنَّهم هم الذين متى علموا قالوا، ومتى قالوا فعلوا.

------

الحكومة المستبدّة تكون طبعاً مستبدّة في كل فروعها من المستبدّ الأعظم إلى الشرطي، إلى الفرّاش، إلى كنائس الشوارع، ولا يكون كلُّ صنفٍ إلا من أسفل أهل طبقته أخلاقاً، لأن الأسافل لا يهمهم طبعاً الكرامة وحسن السمعة، إنما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدوهم بأنهم على شاكلته، وأنصار لدولته، وشرهون لأكل السقطات من أيٍّ كان ولو بشراً أم خنازير، آبائهم أم أعدائهم، وبهذا يأمنهم المستبدُّ ويأمنونه فيشاركهم ويشاركونه

تم تعديل بواسطة وائل علوان
رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...