اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

أمريكي هارب من جحيم العراق


assawy

Recommended Posts

سيرة جندي أمريكي هارب من جحيم العراق

ترجمة وتقديم: فيصل جلول

تحيط الولايات المتحدة الأمريكية الأوضاع الخاصة بوحداتها العسكرية التي تحتل العراق بحاجز كثيف من السرية والغموض فلا تذيع ولا تسمح بنشر كل ما من شانه أن يؤثر على معنويات هذه الوحدات بما في ذلك حالة الجنود النفسية و حجم الخسائر الفعلية في المعارك و حجم الهاربين من الخدمة ودوافعهم..الخ وذلك حتى لا تؤدي مثل هذه المعلومات إلى التذكير بكوابيس حرب فييتنام من جهة والى رفع معنويات المقاتلين العراقيين ضد الاحتلال من جهة أخرى سوى أن ارتفاع عدد الممتنعين و الهاربين من الخدمة العسكرية والتصريحات التي يدلون بها خصوصا في كندا حيث النسبة الأكبر منهم كل ذلك بدأ يفتح كوة في الستار الحديدي الذي يضربه المحتل حول قواته.فيما يلي شهادة حية عن يوميات جندي أمريكي هارب من الخدمة في العراق نشرتها جريدة "لوموند" اليومية الفرنسية في ملحقها الأسبوعي الرقم 68 والصادر بتاريخ الرابع من حزيران ـ يونيو الجاري نقدمها للقارئ بترجمتها الحرفية وذلك من أجل تسليط الضوء على المزيد من الحقائق التي يلفها الصمت في العراق المحتل.يقول الجندي جوشوا كاي:"هربت من الخدمة ذات صباح من شهر ديسمبر عام 2003 .لقد حشرت عائلتي في سيارة قديمة اشتريتها العشية ب 600 دولار وهربت من القاعدة العسكرية في كولورادو سبرينغ مستفيدا من مأذونيتي العسكرية.لم أكن ارغب بالعودة إلى العراق. لم أكن ارغب في أن أكون مجددا في هذه الحرب المبنية على الكذب.لا أريد قتل المزيد من العراقيين المدنيين لا أريد مواصلة المشاركة في هذه المذبحة. اعرف أن كثيرين من مواطني سيعتبرونني جبانا وخائنا ولكنني لا أعبأ بذلك. لكل منا ضميره. واعرف أيضا أنني لن احصل أبدا على العفو"حيث أن العسكري لا يهرب أبدا" ولكني أتحمل مسؤولية ذلك ويمكنني العيش مع كلمة "هارب" ولكن ليس مع كلمة "العراق".اسمي جوشوا كاي .أنا من مواليد العام 1978 في ناحية غوتري في أوكلاهوما. عائلتي كانت تعمل مربية أبقار وكانت تحصل عيشها بصعوبة ولكني مع ذلك كنت أحب هذه الحياة في قلب الطبيعة وسط رعاة البقر حيث انتعال الحذاء لم يكن ملزما إلا في سن الثانية عشرة للدخول إلى المدرسة. تزوجت من بروندي بعد حصولي على الثانوية العامة وكنا من عمر واحد وتاريخ واحد. كنت احلم في أن أصبح ملحما أوكسيدروليكيا ولكن لم يكن عندي المال اللازم للمدرسة الصناعية لذا بحثت عن عمل آخر. أي عمل.لكن العمل لم يكن ميسرا في منطقتي الخالية من المصانع والتي لا مستقبل فيها.لذا ذهبت وعائلتي إلى ويسكنسون وعدنا لأننا لم نجد عملا والأفق هناك كان مسدودا أمامنا وكان لدينا طفلان أصلا.في هذا الوقت التقيت بالمجندين (بضم الميم و كسر النون) في الجيش كان ذلك في شباط ـ فبراير عام 2002 لقد عرفوا كيف يخاطبوني بكل تأكيد. أوحوا لي أنني سأخرج من أوكلاهوما وأعيش مغامرة رائعة.قالوا لي أنني لن اخدم بلادي فحسب بل أنني سأجلب لعائلتي فوائد استثنائية: ضمان صحي جيد .راتب منتظم.والمال اللازم للدراسة بعد التسريح من الجيش فضلا عن تأهيل ممتاز في بناء الجسور وأن هذا التأهيل سيكون مفيدا لي للعمل من بعد في القطاع الخاص.وبصورة خاصة ضمنوا لي بوصفي رب عائلة أن أعين في فصيلة عسكرية محلية بقولهم: لن تخدم إطلاقا خارج الولايات المتحدة.لقد التزم مجندي (بضم الميم وكسر النون) بهذا الكلام وهو ينظر في عينيي.في أول نيسان ـ ابريل وقعت عقدا مع الجيش لمدة ثلاث سنوات. كنت سعيدا وفخورا بالمشاركة في شيء اكبر مني وبأنني سأضمن مستقبلا جيدا لعائلتي. ذهبت إلى معسكر للتدريب في ميسوري وكانت زوجتي براندي حاملا في طفلنا الثالث.أصبت على الفور بخيبة أمل إذ اكتشفت أن وعود المجند (ضم الميم وكسر النون) تتناقض تناقضا تاما مع الواقع.كنت في المعسكر ليس من اجل بناء جسور بل من اجل تدمير الجسور لأنهم فرضوا علي اختصاص الألغام.اتصلت بزوجتي براندي وقلت لها : لقد خدعوني.بعد شهور من التدريب عينوني في قلعة كارسون في كولورادو في الفرقة إل 43 لمهندسي المعارك وجاءت براندي للعيش مع الأولاد في القاعدة. ومنذ خريف العام 2002 بدأت شائعات بغداد تتضخم لقد تم كل شيء من اجل الصدام مع القوات في الصحراء العراقية. تمت مضاعفة التدريب على الاشتباكات و تهيئة وحدات كبيرة للرحيل إلى هناك. كانوا يقولون لنا كونوا على استعداد للانتقال في أي يوم. كنت أظن أنهم سيلتزمون بوعدهم لي. لم أكن اعتقد أنهم سيهملون هذا الوعد. كنت أود طرح السؤال على أحد الضباط فقيل لي أن علي أن اقفل فمي إن كنت راغبا في أن تكون عائلتي بمنأى عن الأذى. هكذا وقعت في الفخ.لقد بدأت الحرب في 19 آذار ـ مارس كانت معداتنا في هذا الوقت قد أصبحت في القطارات المتوجهة إلى الكويت.كان الانتظار محبطا ولكن كان الأمل في أن تكون الحرب خاطفة بما يكفي حتى لا نشارك فيها. في الأول من أبريل ـ نيسان قيل لنا: هيا يا شباب ستتحركون خلال عشرة أيام فكان الأمر بمثابة صدمة لي. ولكن كان علي أن أقنع نفسي أخلاقيا بان الحرب تتم من أجل قضية عادلة.وبأن صدام رئيس نظام هو الأكثر وحشية على وجه الأرض، وبأنه يملك أسلحة دمار شامل وجيشا فائق القوة وبأن تخليص العالم من منظمة القاعدة يمر بالضرورة بالعراق. لقد هزتني الأخبار التي تحدثت عن أن ألمانيا وفرنسا وكندا تعارض الحرب ولا تشارك معنا. ولكن الرئيس بوش كان يطلب منا الذهاب إلى الحرب وكان هذا الطلب غير قابل للنقاش.وصلت إلى الكويت في العاشر من نيسان ـ أبريل وقد بقينا في الصحراء حتى 27 نيسان كنا في هذا الفرن مزودين بقارورتي ماء في اليوم بدلا من 6 قارورات ضرورية لإرواء عطشنا مع وجبة غذاء واحدة بدلا من ثلاث وجبات يومية. لم يكن هذا الأمر مفهوما بالنسبة إلينا كيف يمكن تفسير أن الجيش الأقوى في العالم والأكثر تجهيزا تكنولوجيا تفتقر قطاعاته إلى الماء والغذاء اللازم؟ كنا نعطش وكنا نجوع. كنا ننتظر في التلال الرملية ووسط الرمال نمضي الوقت في تنظيف سلاحنا. في 27 أبريل ـ نيسان وبعد مرورنا في بغداد لساعات اتجهنا إلى الرمادي.هناك قيل لنا بما أن الجسر الخشبي الصغير الذي يصلنا بالمدينة التي يقطنها 300 ألف نسمة لا يتحمل ثقل الآليات العسكرية فان على فرقتنا المؤلفة من مائة رجل أن تدخل المدينة راجلة بمفردها في هذه اللحظة "تبولنا في سراويلنا" من الخوف. ما إن وصلنا حتى طلب منا تنظيم دورية. قلت في نفسي ما هذا الهذيان؟أنا مهندس قتال يقتضي دوري وضع الألغام أو نزعها في الصحراء وليس عسكريا في فرقة المشاة.لقد كنت مخطئا وبدأت الدوريات ليلا في المدينة كل رجل في الدورية يبعد ثلاثة أمتار عن الآخر الدم متجمد في العروق والرشاش في اليد. هذا الأمر كان يثير المواطنين واعتقد أن الهدف من الدوريات هو إثارتهم.كان علينا أن نثيرهم وأن ونخلق فوضى حتى يطلقوا علينا النار ونطلق عليهم النار.لقد حصل في البداية أن بعض الناس كانوا يخرجون من منازلهم ليصفقوا لنا. قيل لي إن هذه العادة كان معمولا بها خلال عهد صدام حيث كان على الناس أن يخرجوا من منازلهم لتحية العسكريين تحت طائلة القتل. هكذا كانوا يفعلون معنا ولم يكونوا مخلوبين برؤيتنا كما يعتقد البعض. غالبا كانوا يبصقون علينا ويرشقوننا بالحجارة ومن ثم بدأ الرمي بالرصاص وإطلاق القذائف الصاروخية والهجوم بالقنابل وبصورة خاصة عندما صرنا في الفلوجة هنا عشنا كابوسا حقيقيا.كان رفاقي يختفون الواحد تلو الآخر دون أن نعرف أخبارهم إن كانوا جرحى أو قتلى. ببساطة لم نعد نسمع شيئا عنهم. في إحدى الفترات كثرت الهجمات وإطلاق الصواريخ إلى حد أننا ما أن نصحو صباحا حتى نقول هل جاء اليوم دوري؟ وكنا نحلم بأن نصاب بجرح للعودة إلى المنزل. كل شيء من هذا القبيل كنا نحلم به إلى حد القول إن فقدان أحد أطرافنا كان بالنسبة إلينا أفضل من البقاء في هذا الجحيم. لقد أطلق عدد من الجنود النار على أطرافهم وأفخاذهم من أجل ذلك. رفيق لي استخدم بندقية أل إم 16 إطلاق النار على رجله لم أعرف أبدا ما حل به من بعد ولكن فكرة إطلاق النار على الأطراف كان موجودة في تفكير الجميع إلى حد أن القيادة نشرت مذكرة تؤكد فيها أن كل من يفاجأ بإطلاق النار على نفسه أو من يخترع وسيلة للعودة إلى منزله فليعرف الفاعل أنه سيعاد إلى هنا لفترة تتراوح بين 12 و18 شهرا. ……………………………………………………..

ويواصل كاي شهادته بالقول:"كنا نتمركز دائما في وسط المدن بلا ماء عذب وبلا إمكانية استحمام محرومين من المنتفعات العادية. كانت ثيابنا العسكرية ملوثة بالدم وكان نحرق بأنفسنا نفاياتنا. في الرمادي كنا ننام في قصر قديم لصدام نهب وحطمت محتوياته. في أماكن أخرى كنا نتدبر إقامتنا بين أنقاض منازل مدمرة جراء القصف فنجد ملجأ فيها. في الواقع كان ينقصنا النوم بشكل دائم واعتقد أن ذلك كان مقصودا فهو يجعلنا عصبيين وقلقين مستعدين لإطلاق النار على كل شيء يتحرك. ودائما متأهبين كالهياكل الآدمية التائهة وسط الضباب.هناك فرق كبير بين القواعد العسكرية التي تشاهد على التلفزيون والوحدات عسكرية المتمركزة في وسط المدن كوحدتنا. إن القواعد الموجودة في المنطقة المسماة خضراء هي موجودة في اللامكان، هائلة في حجمها ومجهزة بشكل رائع. الطعام فيها جيد والجنود يرتدون لباسا عسكريا جميلا وممتازا يتصلون هاتفيا بأسرهم ساعة يريدون ولديهم وسائل اتصال مريحة بواسطة الإنترنت. إنهم سعداء لوجودهم في العراق ويظهرون ذلك من حلال ابتساماتهم أمام كاميرات التلفزة.لا خطر في أن تصور الكاميرات المنطقة الخضراء وليس فوضى المدينة حيث الشوارع محطمة والأحياء مقصوفة ومدمرة. الكاميرات لا تقترب خصوصا منا نحن الجنود الموجودين في ما يسمى بالمنطقة الحمراء السابحين في العرق والدم مرتدين بزات القتال التي يعود تاريخ صنعها إلى حرب فييتنام، في حين وجوهنا يعلوها الرعب بينما نظراتنا تبدو وكأنها بعيدة ألف كلم عن حالة قواعد المنطقة الخضراء. هذه النظرات الثابتة الموجهة نحو مكان آخر بعيد تائه.الغارات التي كنا نشنها هي الأكثر مدعاة للاضطراب. كانوا يخطروننا مساء قبل الغارة ويقال : أوكي أيها الشباب غدا ستقومون بمداهمتين. ونعطى صورتين لبيتين التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية التابعة لمخابرات السي أي إي والمختصة بالإرهابيين المفترض أن نقبض عليهم. في الساعة الرابعة صباحا كنا نداهم بشكل مفاجئ كنت أضع عبوة كبيرة ناسفة أمام باب المنزل وأتراجع قليلا إلى الوراء ثم ينفجر الباب ومن ثم نقتحم البيت بنادقنا الرشاشة مصوبة ونقوم بإخلاء كل الغرف. كان هناك الكثير من البكاء والصراخ. لم نكن نفهم شيئا مما يقولون ولكنها أقوال مدججة بعنف فظيع. في هذا الوقت يتصاعد الأدرينالين إلى رؤوسنا حتى الذروة لأنه يمكن أن نقتل أيضا في أية لحظة. كنا نختطف الرجال بأقصى سرعة ممكنة ونجرجرهم إلى الخارج ونقيد أيديهم ونضعهم في شاحنة تنطلق للتو حتى لو لم نعثر عندهم على شيء يدينهم وهو ما كان يحصل دائما.كانت الأوامر تقضي بأن نضع الجميع على الأرض ولكن لم يكن باستطاعتي أبدا أن ارفع سلاحي بوجه طفل. كنت أشعر بتعاطف واسع تجاه الأطفال لم أكن "جو" العسكري بل المدني المحشور في ثياب عسكرية. كنت شخصا يشعر أن بلده خانه و يقول لنفسه: لماذا نفعل هذا؟. لا يوجد في هذا البلد أسلحة دمار شامل. لا طائرات. لا آليات لا جيش.هنا فقط أناس وعائلات نرهبها ونحطم حياتها كنت أقول لرفاقي دائما : تخيل نفسك في منزلك في أمريكا. متكاسل. تشرب قدحا من البيرة ويحصل لك ما فعلناه الليلة لهؤلاء الناس. ستتحول إلى مجنون أليس كذلك؟ وستقاتل حتى الموت وستكون لديك الرغبة لقتلهم جميعا. أنا على الأقل سيكون لدي رغبة لأن أفعل ألف مرة أكثر مما يفعلون.إننا نجعلهم يشعرون بالجنون من جراء المروحيات التي تهدر فوق رؤوسهم آلياتنا التي تحاصر المدن الاستجوابات. نقاط التفتيش. منع التجول التاسعة مساء. الاستبداد الكامل. أي كان يمكن سجنه بلا سبب وفي أية لحظة. أية سيارة يمكن تفجيرها .كنا نطلق النار أولا ونفكر من بعد. كم عراقي قتل فقط بسبب حاجز اللغة .اذكر رجلا وابنه الطفل الذين قتلا خلال ثانيتين لأنهما لا يعرفان معنى كلمة "ستوب" أي توقف بالإنجليزية. أصبت بتقزز من ذلك. لم يكونا مسلحين كانا بريئين. بعد هذه الحادثة رفضنا أن نطلق النار فورا وفضلنا أن ندع المارة يمرون ثم نتحقق منهم لقد كان واضحا أننا نخطئ لكن أنا لم أوقع عقدا مع الجيش حتى أقتل آباء وأمهات وأطفال. عموما لو طبقنا حرفيا تعليمات الجيش لكان العراق اليوم فارغا من سكانه. في الليل كنا نقول لبعضنا عندما نفكر أننا هنا من أجل البترول فإنه من الصعب تصديق أقوال الديموقراطية ومحاربة الإرهابيين. يلاحظ ذلك في مدى الانتباه والحماية المخصصة لآبار النفط في حين أننا نعاني من نقص في الرجال لحماية المدن، وحيث رجالنا يموتون بصورة متواصلة. كنت أكتب لبراندي كل يوم. كنت أحاول على الأقل. كنت أكتب أي شيء حتى بضعة جمل. كان البريد وسيلتنا الوحيدة للاتصال بزوجاتنا. لا تلفون ولا إنترنت كما هي حال جنود المنطقة الخضراء. لكن المشكلة أن العراقيين فهموا بسرعة بان أفضل طريقة لجرحنا هي حرماننا من الرسائل. لقد عرفوا موعد وصولها وعندما يتمكنون كانوا ينهبونها أو يدمروها. أنا أتفهمهم لأنني كنت سأفعل مثلهم في الظروف نفسها.في وسط أكتوبر ـ تشرين الأول وبعد مضي ثمانية أشهر على وجودي في العراق أخبرت فجأة أنني سأحظى بإجازة لمدة أسبوعين اذهب خلالها إلى أمريكا لرؤية عائلتي وأعود من بعد إلى العراق .فكرت بأن هذه لحظة الحظ بالنسبة لي. لا أريد أبدا العودة إلى هنا. انطلقنا من الكويت إلى إيرلندا إلى أطلتنتا إلى دالاس إلى كولورادو سبرينغ. في ليلة وصولي تحدثت إلى براندي. لقد عاشت في قلق دون أن تشاهد التلفزيون وتقرأ الصحف. اتصلت بها هيئة الأركان ثلاث مرات لتخبرها بأنني تعرضت لقصف بالهاون وأنهم يجهلون مصيري ودون أن يكلفوا أنفسهم عناء معاودة الاتصال بها.اتخذنا معا قرار الهرب كان يجب أن نفعل ذلك بسرعة فائقة وألا نخبر أحدا. اشتريت سيارة قديمة من نوع" كمارو" لتحل محل سيارتي "الفان" ذات اللوحات التي يعرفها الجيش. جمعنا بعض الحاجيات وأسرعنا السير شرقا خلال النهار حتى يبدو الأمر وكأننا نتنزه. لقد تركنا خلفنا كولورادو اجتزنا كنساس وميسوري وتوقفنا في فيلادلفيا. كان علينا أن نختفي وسط مدينة كبيرة، وألا نلفت الأنظار. وكان علي أن أجد عملا وبأن أنتبه ألا أرتكب مخالفة سير يتم التعرف من خلالها على هويتي. لقد صرت هاربا من الخدمة ومطاردا رسميا. ال "أف بي أي" هاتف والدتي وأعصابي كانت متوترة.عملت ملحما مستعينا برقم ضماني الاجتماعي وكنا نعيش متنقلين من نزل إلى آخر. كنت أخاف من أن يقتفى أثري وأخاف من أن يطرق باب منزلي وأخاف من الحديث بواسطة الهاتف. وفي النهاية كنت مقتنعا أن مصلحة الضمان الاجتماعي أو مصلحة الضرائب ستقتفي أثري. كان علي أن أجد حلا في هذه الأثناء وبينما كنت أبحث بواسطة الإنترنت اكتشفت كندا واتصلت بجيفري هاوس المحامي من تورنتو الذي يسعى لإقناع حكومة بلاده باستقبال الفارين الأمريكيين من الخدمة العسكرية في هذا الوقت كانت براندي حامل بطفلنا الرابع انتظرنا ولادتها وبعد شهر من النقاهة والاستشفاء توجهنا إلى كندا.في 8 مارس ـ آذار الماضي عندما اجتزت نقطة الحدود في شلالات نياغارا كان لدي انطباع أنني أغامر بحياتي. كانت رخصة سوقي قد انتهى أجلها، ولم يكن لدي أوراق غير دفتري العسكري هكذا قررت بأنه لو أوقفت بواسطة الشرطة العسكرية الأمريكية ولو أنني مجبر للخروج من السيارة كنت سأقفز من الجسر إلى عمق الماء فأنا لم احمل عائلتي على العيش في هذا التشرد كل ذلك الوقت حتى انتهي بأن أقبل التوقيف والسجن.عندما طلب مني الضابط على الحاجز أن أتوقف وأن أفتح النافذة كنت شديد التوتر وتحت وقع الصدمة سألني إلى أين تذهبون؟ ولكم من الوقت؟ هل هؤلاء أطفالكم؟ إقامة طيبة في كندا حتى إنه لم يتحقق من أوراقنالقد استقبلتنا بحرارة لجنة استقبال من معارضي الحرب في تورنتو. أعطونا مسكنا وقليلا من المال ولداي البالغين 6 و5 سنوات يذهبان إلى المدرسة ويتعلمان الصينية . لقد تقدم المحامي جيفري هاوس بطلب كي نحصل على اللجوء السياسي ليس الأمر سهلا ولكني أعلم أن مستقبلي ومستقبل أطفالي هو من الآن فصاعدا في كندا.أزور الطبيب، وأعاني من اضطراب نفسي، وأعاني من قلة النوم ليلا، ومن كوابيس عديدة وأحيانا من هلوسات تعيدني فورا إلى العراق هذا لا يختفي أبدا. يحتاج الأمر مع الأسف إلى سنوات عديدة حتى تخرج أمريكا من تنويمها المغناطيسي وحتى تظهر الحقيقة حول الأعمال الوحشية التي تحدث في العراق أنا لست ضد الحرب بالمطلق. أعتقد أن هناك حروبا عادلة لكن ليس هذه الحرب.

رابط هذا التعليق
شارك

الأخ assawy

هل أطمع في النص بالانجليزية ؟ و كذلك المصدر؟

كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب

رابط هذا التعليق
شارك

الأخ assawy

هل أطمع في النص بالانجليزية ؟ و كذلك المصدر؟

هم كثيرون عزيزى شاوشنك

http://www.cbsnews.com/stories/2004/12/06/...ain659336.shtml

http://www.ctv.ca/servlet/ArticleNews/stor...388/?hub=Canada

http://www.tbrnews.org/Archives/a1622.htm

ولو وضعت DESERTED AMERICAN SOLDIERS FROM IRAQ على اى محرك بحث ستجد الكثير

--

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11)

new-egypt.gif

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***************
مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)
***************
A nation that keeps one eye on the past is wise!A
A nation that keeps two eyes on the past is blind!A

***************

رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط
القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط سلسلة كتب عالم المعرفة

رابط هذا التعليق
شارك

أشكرك جدا أستاذ محمد

و الله الواحد مقصر جدا في هذا الموضوع. أدعو نفسي و كل المغتربين ، خصوصا في أمريكا و بريطانيا ، لنشر مثل تلك القصص. إن لم يكن على المستوى العام ، فعلى مستوى الأصدقاء و زملاء العمل و كل المحيطين.

كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب

رابط هذا التعليق
شارك

الاخ الفاضل

لقد قرأت الكثير من القصص التى يسردها الجنود العائدين او الهاربين من العودة للعراق ولكن آخرها لمستها بنفسى فقد زار القاهرة زوج صديقة لنا امريكى الجنسية مسلم مغربى الاصل والتقيناه انذاك وقال انه التحق مؤخرا بالمارينز وسيذهب الى الكويت ومنها الى العراق خلال اسبوع لا ادرى لم اصبت بالوجوم وطلبت منه ان اطلعه على احد هذه الافلام الموجوده ببعض المواقع العربية حول ما يفعله المارينز بالمواطنين الابرياء بالعراق فرفض بشدة وهاج واتهمنى بتزوير هذه الاشياء وترويج اشاعات مغرضه عن قضية ذات هدف نبيل وحاولت والله يعلم تذكيره باسلامه وواجبه نحو اخيه المسلم فقال انها حربا مقدسة لا ادرى كان مبرمجا كمن يردد نشيد الصباح ورحل زوج صديقتنا وترك زوجته بالقاهرة وبعد اسبوعين فوجئت ببريد منه يقول

ما اسم الفيلم الذى كنت ستريننى اياه وما الموقع الذى يبثه

اعطيته اياه واوصيته باخواننا خيرا

وبعد ايام فوجئت بخيبة امل كبيره بين سطور الخطاب

كتب قائلا

كنت اظن اننا سنحارب لاحياء وطن لا لازهاق ارواح ابرياء هذا الوطن لا قوات مجرد حروب عصابات غير منظمة مايدور هنا ليس له شرعيه ولا هوية اريد ان اخرج من هنا وساجد حلا قريبا باذن الله

وطلب منى ومن زوجته ارسال هذه الحروف لكل المجموعات البريديه الاسلامية التى ننتمى اليها وفعلنا والحمد لله

واختفى لمدة شهر لا بريد ولا اتصال وعادت الزوجة لاطفالها بالمغرب ومنها الى الولايات المتحدة لتجده فى احد السجون العسكرية بعد ان تلقى علاجه فى المانيا لمدة اسبوع من طلق نارى وبعدها سيسمحون له بتلقى التوجيه النفسى قبل اطلاق سراحه

هذا هو واقع الاشياء هناك لقد حاول الهرب وذهب الى الكويت رغبة منه فى العوده فاصابه احد اقرانه واعادوه مصابا

هل يطابق هذا شيئا مم عرضتم

هل هذه هى الحرب المقدسة

هل ما يحدث هناك له اى مصداقيه او شرعيه

وهل بامكاننا ان نغير اى شىء من وجه الواقع

لااااااااااا ادرى؟؟؟؟

عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة

يسكننى الفرح

فمنك صباحاتى

يا ارق اطلالة لفجرى الجديد

MADAMAMA

يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى

يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى

يكفينى .....انك........................تكفينى

رابط هذا التعليق
شارك

هل يطابق هذا شيئا مم عرضتم

هل هذه هى الحرب المقدسة

هل ما يحدث هناك له اى مصداقيه او شرعيه

وهل بامكاننا ان نغير اى شىء من وجه الواقع

لااااااااااا ادرى؟؟؟؟

نعم هذه هى الحقيقة اختى الفاضلة

ولكن من لديهم الشجاعة ليقولوا لا او ان يهربوا من العسكرية هم بالطبع قلة سواء كان ذلك فى جيوش عربية او امريكية او غربية.

قد لاتعلمون مدى القهر النفسى الذى يمارس على الجندى وبالذات وقت المعركة بغض النظر اذا ماكانت معركة شريفة او غير شريفة.

رأيت حالات كثيرة مشابهة على قنوات التليفزيون الامريكية يحكى افرادها عما يعانوه نفسيا من عدم مصداقية قياداتهم معهم ، ومن الصدمة عندما علموا بالحقائق على ارض الواقع.

يمكنك القول بانها نفس الحكايات التى سمعتها من افراد كانوا عسكريين من جيوش الكتلة الشرقية ايام الاتحاد السوفيتى حيث كانوا مكلفين بالقتال فى افغانستان وكانت الاوامر الصادرة " اقتل واقتل لاتترك شيئا يتحرك على وجه الارض" .

الحرب هى الشيطان المدمر الذى لايعرف رحمة او رأفة يديره كبير شياطين الدولة المعتدية ووقودها هم الصغار حيث البحر من ورائهم والعدو من امامهم فلا خلاص الا بقتل الخصم طفلا كان او شيخا ، حاملا سيفا او عكازا يتكأ عليه.

نعم هذه هى الحقيقة المرة سمعتها من افواههم على شبكات التليفزيون ، يقتل من يقذفه بطوبة مثلما يقتل من يقذفه بقنبلة.

--

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11)

new-egypt.gif

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***************
مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)
***************
A nation that keeps one eye on the past is wise!A
A nation that keeps two eyes on the past is blind!A

***************

رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط
القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط سلسلة كتب عالم المعرفة

رابط هذا التعليق
شارك

وجدت أن هذا الخبر قد يكون ذا صلة.

بوش يرفض التماس ام جندي قتيل بالانسحاب من العراق

تعتكف ام احد الجنود الامريكيين الذين قتلوا بالعراق امام مزرعة الرئيس الامريكي جورج بوش في تكساس، وهي تصر على مقابلته قائلة ان عليه سحب القوات الامريكية من العراق.

وقال جورج بوش من مزرعته، حيث يقضي عطلته، انه يتعاطف مع السيدة سيندي شيهان، واضاف ان الانسحاب من العراق سيكون "خطأ". وتقول شيهان انها لن تتحرك حتى يقابلها الرئيس بشأن اسباب شن الحرب. وقد انضم الى السيدة عشرات المساندين.

رمز

وقال بوش: "انا اتعاطف مع السيدة شيهان... انها مصرة على موقفها، ومن حقها التعبير عن قناعاتها، فهذه امريكا". واضاف انه فكر مطولا بموضوع سحب القوات من العراق، لكنه قرر ابقاءهم. "سيكون خطءا في حق امن هذه البلاد وفي حق السلام على المدى الطويل ان نحن انسحبنا". وجاءت اقوال بوش بعد اجتماع مع مستشاريه الامنيين، بما في ذلك نائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفلد ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. وكان كاسي، ابن شيهان، قد قتل في مدينة الصدر ببغداد في ابريل نيسان 2004. وقد خيمت سيندي شيهان امام مزرعة بوش منذ السبت الماضي، حيث أصبحت رمزا لرفض الحرب في العراق. وقالت: "كل ما أريده من الرئيس بوش ان يعطيني ساعة من عطلته ويقابلني قبل ان يموت ابن آخر في العراق". وسبق والتقى بوش بالسيدة شيهان في فورت لويس بواشنطن لما التقى باقرباء الجنود الذين لقوا حتفهم في العراق.

بي بي سي

كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...