اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

القبض على 1984


فولان بن علان

Recommended Posts

القبض على (1984)

محمد طلبة رضوان

تقول الأسطورة: إن حس الفكاهة، والسخرية اللاذعة عند المصريين بدأ مع بناء الأهرامات، وحمل الأحجار الثقيلة، كان المصريون يسخرون من أنفسهم، تهوينًا من هول ما أُجبروا على حمله، من يومها تعوّد المصري أن يسخر من كل ما يثقل عليه ويعجز عن تغييره.

***

يقول الخبر الذي نشره موقع “المصري اليوم” أمس الأحد، إن أجهزة الأمن ألقت القبض على طالب، في محيط جامعة القاهرة، واتهمته بحيازة رواية 1984 لجورج أورويل، والتي تتحدث عن ديكتاتورية الأنظمة العسكرية، بالإضافة إلى بعض المتعلقات الشخصية، وكشكول “مدوّن به عبارات تتحدث عن الخلافة الإسلامية”.

***

لماذا صدق المصريون الخبر، رغم غرائبيته، وانفجروا في وصلة سخرية مريرة من كل شيء؟ هل يعقل أن لدينا ضابط شرطة يعرف شيئًا عن رواية 1984؟ قطعًا لا، هل يعقل أن لدينا طالبًا يجمع في حقيبته بين رواية لجورج أورويل وكشكول مدون به عبارات عن الخلافة الإسلامية؟! بالطبع لا.

أغلب الظن، أن الطالب المذكور قد ألقي القبض عليه فعلًا، لكن لسبب آخر غير حيازته لرواية؛ إلا أن الصحفي، أو الديسك، لم يجد سوى “تعلية” “الرواية” بوصفها علة إلقاء القبض على المدعو “محمد. ط”، لأسباب تتعلق بالترافيك، ونسب المشاهدة، وإثارة الجدل، والشير، إلخ.

والسؤال: لماذا يصدق القارئ خبرًا كهذا، لماذا صدقنا وسلمنا، أن رواية مترجمة، وكشكولًا مدونًا به خواطر شخصية، يمكن أن يكونا سببًا لإلقاء القبض على مواطن، والتحقيق معه؟

***

في عام حكم مرسي، انتشر خبر على مواقع التواصل الاجتماعي يفيد بأن الشرطة قامت بإزالة سور الكتب بشارع النبي دانيال بالإسكندرية، وهو السور الذي يوازي سور الأزبكية بالقاهرة، يقصده مثقفو الإسكندرية لشراء الكتب المستعملة بأسعار زهيدة، كان الخبر أسود، واندفعنا جميعًا في وصلة لطم كربلائية عن الحكم الديني الفاشي، الذي يعيد إحراق كتب ابن رشد، استدعينا تراث القرون الوسطى ومحاكم التفتيش كله، ولم نستمع إلى أي من الأصوات التي كذبت الخبر في حينه، وتعاملنا مع الخبر بوصفه وقع وانتهى الأمر، ولما تبين كذب الخبر، وكونه “مفبركًا”، من الألف إلى الياء، لم يعلق أحد!

إن تصديق الخبر الكاذب، مثل تصديق الحديث الموضوع، كلاهما تخلقه الظروف المحيطة بنوعية الخطاب، تلك التي استدعته وساهمت في انتشاره ورواجه، والتسليم بصحته، لقد صدقنا أن الشرطة ألقت القبض على الطالب؛ لأنه يقرأ لجورج أورويل، لنفس الأسباب التي دفعتنا لتصديق إزالة الإخوان لسور الكتب، ولا يعني كذب الخبر في الحالتين، انعدام مسؤولية السلطة عن تصديق الناس، لقد صدقنا؛ لأن واقعنا يصدق على “الرواية”، صحت أم لم تصح.

تعالى نتفق، أنت حر، تعتقد ما تشاء، ارفض الثورة كما يحلو لك، صدق كما شئت أنها ثورة خونة، ومأجورين، وعملاء، وأنها نكسة، وأن الجيش حمى المؤامرة، ثم عاد ليكشفها، وأنه لا تعارض بين الاثنين، صدق ما شئت، وعلى ما شئت. ولكن، فكّر قليلًا، لماذا يصدق الناس مثل هذه الأخبار رغم غلبة الظن على كذبها؟

لقد جاء السيسي محمولًا على أجنحة الأمن والاستقرار، والحفاظ على الدولة، صدقته، وآمنت به، وفوضته، ووافقت على قتل الناس، واعتقال النشطاء، صوّت بـ”نعم” على دستور عسكرة الدولة، قلت أن هذه هي ضرورات المرحلة، التمست الأعذار والمبررات لكل شيء، وأي شيء.

دعك من الإخوان الآن، أنت تكابر في تقييم واقعك كي لا تشمت الإخوان بك، هب أن الإخوان، وكل خصوم السيسي، قد اختفوا من الوجود، كيف ترى السيسي الآن؟ هل حقق لك “الزعيم” طرفًا مما كنت تحلم به وأنت تفوض، وتصوت، وتنتخب، وتبرر؟

لقد خلق السيسي مجتمعًا عبثيًا، منذ اليوم الأول، يصدق فيه الناس أن “صباع” الكفتة يشفي من الإيدز، وكافة الأمراض، وأن الجيش المصري ألقى القبض على قائد الأسطول السادس الأمريكي، وأن المخابرات سرقت ملف الشرق الأوسط من مكتب أوباما، وأن الرئيس الأمريكي يحلم بالسيسي كل ليلة في نومه، فيبلل فراشه في البيت الأبيض خوفًا من الأسد المصري.

لقد خلق السيسي، بعسكره وإعلامه وشيوخه، مجتمعًا مقرفًا، رخيصًا، يُقبض فيه على الناس لأتفه الأسباب، تبيع الأندية الكبيرة لاعبيها؛ لأنهم متعاطفون مع مجزرة رابعة، يفصل فيه بطل عالمي من اتحاد

التايكوندو؛ لأنه رفع شعار رابعة، يقبض فيه على فتيات صغيرات بتهمة حيازة بالونة عليها شعار رابعة، تقبض فيه الشرطة على الدكتورة هبة رؤوف، لمجرد تدخلها لتوضيح موقف أحد الشباب المشتبه في كون اللون الأصفر على التيشيرت الذي يرتديه، قريبًا لشعار رابعة. كل هذه الأخبار، بكل أسف، صحيحة، وكلها وقعت، وتقع يوميًا، فلماذا لا يلقى القبض على طالب بتهمة حيازة رواية؟! عادي.

لقد أجاد النظام العسكري في خلق مجال عام، لا قيمة فيه لقانون أو دستور، أو عقل، أو منطق، الأكاديميون في السجن، والمخبرون على الشاشات، الحائزون على جائزة نوبل خونة وعملاء، وأحمد موسى ولميس وإبراهيم عيسى وعكاشة، هم نماذج الوطنية الراهنة.

خسرت مصر، خسر واقعها، ويخسر مستقبلها وينزف من رصيده كل يوم، يصدق الناس الخرافات؛ لأن واقعهم خرافي، يكره بعضهم بعضًا؛ لأن مناخهم لا يسمح لهم سوى بالكراهية، يشمت بعضهم في بعض؛ لأنه لا مجال سوى للكيد والشماتة. عبارات مثل الحوار، حقوق الإنسان، دولة القانون، والدستور، صارت عبارات سيئة السمعة. الفاشية، والدولتية، وإراقة الدماء، والفرم، والضرب، والحط، صارت شعارات المرحلة التي يتباهى مؤيدو النظام بترديدها، ليل نهار، وإشهارها في وجه التاريخ بوصفها ضرورات لإثبات “ذكورة” الزعيم المنقذ، ووطنيته، والأهم: حضوره.

***

يقول جورج أورويل في الرواية “الحرز” (1984):

هل فهمت أي نوع من العالم نقوم بخلقه الآن، إنه النقيض التام ليوتوبيا المدينة الفاضلة، التي تصورها المصلحون الأقدمون، إنه عالم الخوف والغدر والتعذيب، عالم يدوس الناس فيه بعضهم بعضًا، عالم يزداد قسوة كلما ازداد نقاءً؛ إذًا التقدم في عالمنا، هو التقدم باتجاه المزيد من الألم“.

بغض النظر عن مصطلحات الكاتب ورؤيته السياسية اللاذعة والبعض لا يحب سماع هذا
إلا أن عبثية الحل الأمني وفقط تدل على مزيد من العبث

وقولوا للناس حسنا

رابط هذا التعليق
شارك

خبر غير صحيح

تداولته مواقع مغرضه

وكالريح لا يركن إلي جهه

إلا وهيأ لأخري راحله ...

 

رابط هذا التعليق
شارك

خبر غير صحيح

تداولته مواقع مغرضه

الخبر تناولته جميع المواقع المغرضة وغير المغرضة

الذي تم نفيه أن يكون القبض على الطالب بسبب الرواية

ربما الكشكول الذي فيه عبارات عن الخلافة وتوسيع دائرة الاشتباه

والمقال يتحدث عن البيئة التي أصبح تصديق الأخبار غير المعقولة ممكن

هل يصدق أن رجل أمن يعرف الرواية أصلا ليقبض بسببها على الطالب

وقيل أنه كان يقوم بالتصوير

لكن المؤكد أن الرواية والكشكول تم اعتبارهم أحراز

وعموما تم الافراج عن الطالب

والرواية اشتهرت جدا وتم تحميلها آلاف المرات

وازدادت مبيعاتها

مصائب قوم عند قوم فائد

تحياتي

وقولوا للناس حسنا

رابط هذا التعليق
شارك

من موضوع أعتز به .. كتبته أثناء إرهاصات ثورة 30 يونية

إسم الموضوع كل الطرق تؤدى إلى زفت

أثناء مرور القائد العام للقوات المسلحة فى المستشفى العسكرى المعروف فى الاسكندرية باسم "المستشفى الإيطالى" بالحضرة .. دخل الوزير إلى غرفتى برفقة مدير المستشفى اللواء طبيب محمد قطب وباقى طاقم إدارة المستشفى ومن ضمنهم - فى زى الراهبات - سوريللا أنجيلكا كبيرة طاقم التمريض الإيطالية التى احتفظت بها المستشفى عندما تم تحويل المستشفى الإيطالى إلى مستشفى عسكرى .. ربما أتكلم عن هذه السوريللا "الأخت" فى موضوع آخر

اقترب القائد العام وسلم علىَّ وأهدانى "الترفيه" متنيا لى الشفاء بعد أن سألنى عن سبب حجزى بالمستشفى .. وكان "الترفيه" عبارة عن كيس من النايلون به أدوات حلاقة وعلبة بسكويت ومصحف صغير الحجم .. والتفت إلى "الكومودينو" الذى كان على يمينى فرأى عليه كتابا كنت أقرأه أثناء فترة علاجى بالمستشفى .. أمسكه ولفت نظره اسم الكاتب .. فالتفت إلىَّ قائلا : "أحمد بهاء الدين ؟ .. ده شيوعى يا ابنى" .. خفق قلبى بسرعة لمعرفتى بموقفه من الروس والشيوعيين .. فلم يسعفنى عقلى سوى بالرد : "هو اشتراكى يا فندم .. و .." فقاطعنى الدكتور قطب موجها كلامه إلى الوزير : "كويس يافندم إن عندنا ضباط بتقرا" ..

ياريت يكون عندنا ظباط بتقرا

وياريت - لو كانوا بيقروا - يكونوا قروا 1984

وياريت لو كانوا قروا 1984 يقولوا للمحرر الغبى كاتب المانشيت المضلل

من هو كاتب 1984

فبالرغم من قيمته الأدبية إلا أنه مشهور عنه أنه كان يشى بزملائه للأمن

يعنى كاتب - قيمة وقامة - أمنجى

يعنى يا حضرة الصحفى ويا حضرة رئيس تحرير المصرى اليوم ويا حضرة مالك المصرى اليوم

جورج أورويل كان "أمنجى" .. وما يصحش تستخدموا "أمنجى" لتشويه "ظباط" دولة "أمنية"

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

هو مين 1984 ده؟


--

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11)

new-egypt.gif

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***************
مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)
***************
A nation that keeps one eye on the past is wise!A
A nation that keeps two eyes on the past is blind!A

***************

رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط
القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط سلسلة كتب عالم المعرفة

رابط هذا التعليق
شارك

1984-george-orwell.jpg

صدرت رواية “1984″ في عام 1948, وهي رواية سياسية دسيوتوبية, ومصطلح “يوتوبيا” يعني “العالم المثالي”, أو بالأخص “الحضارة المثالية” وخصوصاً في الجانب السياسي والاجتماعي منها, ومصطلح “دسيوتوبيا” يشير للفكرة المعاكسة من ذلك؛ والتي تعني المجتمع القائم على القمع والاستبداد.

الرواية عبارة عن تصور وتحذير لمستقبل من الوارد جداً حدوثه, وتاريخ نشر الرواية هو في غاية الأهمية؛ فعنوان الرواية بالنسبة لتاريخ نشرها يلمّح بأن السيناريو المستقبلي المخيف المذكور فيها قد لا يكون بعيداً, بل إن العديد من المفكرين يظنون أنه قد تحقق جزء كبير منه, والعقبة التي تحول دون تحققه كلياً هي مجرد عقبة تكنولوجية؛ وبشيء من التطور العلمي والتكنولوجي قد يصبح عالمنا – إن لم يكن كذلك الآن – مثل عالم “1984″.

تبدأ الرواية بالطبع في عام 1984 حيث العالم منقسم لثلاث دول: الدولة الأولى هي “أوشيانيا” (تمت ترجمتها لـ “أوقيانيا”), وهي عبارة عن الأمريكيتين واستراليا والجزر البريطانية. والدولة الثانية هي “أوراسيا”, وأراضيها هي روسيا والباقي من أوروبا. والدولة الثالثة هي “إيستاسيا” وتتكون من الصين واليابان وكوريا وشمال الهند. أما بالنسبة للشرق الأوسط, وجنوب الهند, وأفريقيا, فهي عبارة عن ساحات حرب ومناطق متنازع عليها من قبل هذه الدول الثلاث.

أحداث الرواية تدور في دولة أوشيانيا حيث الأيدلوجية هناك هي الاشتراكية الإنجليزية أو ما يسميه الحزب الداخلي بـ (الإنجسوك), وحيث المجتمع هناك مقسم لثلاث طبقات: طبقة “الحزب الداخلي” ونسبتها اثنان بالمئة من السكان, وطبقة “الحزب الخارجي” ونسبتها ثلاثة عشرة بالمئة منهم, وأخيراً توجد طبقة “العامة”, وفوق هذه الطبقات كلها يوجد الحاكم المسيطر المستبد “الأخ الأكبر”؛ هذه الشخصية التي أصبحت من أكثر الشخصيات الروائية شهرة, بل إنها أصبحت رمزاً لأي عملية استبداد أو تجسس أو قمع. وبالمناسبة, سبب تسمية البرنامج التلفزيوني الشهير “الأخ الأكبر” بهذا الاسم هو عملية المراقبة الدائمة على المشاركين فيه.

في هذه الرواية يثبت جورج أورويل أنه ليس أديباً فذاً فقط, بل يثبت أنه مفكر سياسي حاذق, فهو لم يكتفي بتحليل الفكر الاستبدادي وتحليل طريقة عمله, بل تجاوز ذلك ليتنبأ لنا بنبؤة مستقبلية متكاملة مذهلة لما سوف يؤول إليه هذا الفكر إن استمر حاله على ما هو عليه. هذا النوع من الفكر يستخدم ما يحلو لي تسميته (الداروينية الاستبدادية)؛ فهو بمرور الوقت يتخلص من نقاط ضعفه التي تطيح به عادة, وأيضاً بمرور الوقت يعزّز أوجه قوته كي يكسب أعضاء جديدة يسيطر بها على العامة وعلى الثورات والانقلابات المحتملة؛ فأفكار الأخ الأكبر في هذه الرواية تختلف تماماً عن الأفكار الاستبدادية التقليدية, فهو يتعامل مع الشعارات والهتافات والتسميات بطريقة مختلفة, ويتعامل مع الثوار والمنشقين بطريقة مختلفة, ويتعامل مع طبقات المجتمع والحروب والثروات والتقنية بطريقة مختلفة, بل أنه يفهم فكرة “السلطة” وغايتها وتطبيقها بشكل مختلف, يتعامل الأخ الأكبر مع هذه الأفكار ويفهمها بطريقة جديدة متطورة تضمن له أن يكون نظامه السياسي غير قابل للهزيمة؛ ويبدو لي أننا بقليل من التعديلات نستطيع تحويل الرواية لكتاب من نوع (الطغيان للمبتدئين).

في أوشيانيا يستبد الحزب الداخلي بقيادة الأخ الأكبر استبداداً مذهلاً وجباراً على باقي الطبقات؛ فهو يزرع شاشات الرصد في كل مكان؛ وهذه الشاشات مهمتها مراقبة الشعب ونشر الأخبار الملفقة وإصدار الأوامر للأفراد, ويزرع الحزب الميكروفونات في كل مكان لرصد كل همسة من الشعب, بل ويتجاوز الحزب ذلك ويعمد لتحطيم العلاقات الأسرية لإفناء كل ولاء ليس موجه له, ويعمد أيضا لإذلال العملية الجنسية بجعلها مجرد وسيلة لخدمته وبتجريدها من أي رغبة أو وله أو عاطفة كؤاد لأي احتمال لنشوء ولاء لغير الأخ الأكبر. ثم يتفوق الحزب في استبداده على نفسه ليصل لمرحلة الاستبداد العقلي فيسيطر على اللغة, ويدمر, ويعيد تركيب كلماتها, بل ويصنع لغة جديدة, ويمنع الاتصال بالحضارات الأخرى, ويحرّف التاريخ, ويلفّق الماضي, ويقلب الحقائق, حتى تتوه العقول فلا تجد إلا الحزب كحقيقة ثابتة تستطيع أن تؤمن بها.

في المشهد الافتتاحي للرواية نرى المواطن “ونستون سميث”, والذي يعمل في وزارة الحقيقة (وزارة الإعلام) والتي, بشكل ساخر, مناطه بتزييف الحقائق, نرى هذا المواطن وهو يدخل غرفته وقد أصابه الإحباط من دكتاتورية الحزب, ومن أسلوب الحياة الذي يفرضه. يفتح حينها دفتر كان قد اشتراه بشكل غير شرعي ليبدأ في تدوين أفكاره؛ وهو مدرك أنه ابتداء من هذه اللحظة قد صار في عداد الموتى, فمجرد عملية التفكير يعتبرها الحزب جريمة تستحق الموت ويسميها “جريمة الفكر”, يكتب ونستون في دفتره أنه يكره الأخ الأكبر, ثم يبدأ التفكير بـ “أوبراين”, وهو أحد أعضاء الحزب الداخلي الذي شعر ونستون أن ولاءه للحزب ليس تاماً, فقد شك ونستون أن أوبراين ينتمي لأخوية شديدة السرية والغموض تعمل ضد الحزب, ثم يفكر بعد ذلك في “غولدشتاين” عدو الحزب الأول, والذي كان أحد أهم أعضائة ولكنه تأمر عليه وحكم عليه بالموت ولكنه استطاع الهرب وأصبح يشكل قلقاً كبيراً للحزب.

انتهى ونستون؛ هذه الأفكار المجردة تعني مؤت زؤام مؤكد, لذا لم يعد لديه شيء يخسره, فالمرء في كل الحالات لن يُقتل إلا مرة واحدة ..

ومن هنا تبدأ الرواية؛ ويبدأ استعراض القمع والتسلط والطغيان والدكتاتورية والاستبداد, ويبدأ استعراض الريبة والقلق والاضطراب والجزع, الحزب في كل مكان, الحزب في كل فرد, أو كما يقول ونستون: لم يعد هناك مكان آمن سوى سنتيمترات معدودة في الجمجمة.

رواية “1984″ كان لها تأثير كبير على روايات عديدة؛ فقد أثرت في رواية “فهرنهايت 451″ لـ “راي برادبوري”, و”الرجل الراكض” لـ “ستيفن كنج”, و “البرتقالة الميكانيكية” لـ “أرثر بيرجس”, ومن جهة أخرى كان لرواية “نحن” للأديب الروسي” يفنجي زامياتين” ورواية “عالم جديد شجاع” لـ “ألدوس هكسلي” تأثيراً كبيراً على جورج أورويل أثناء كتابته لهذه الرواية.

أيضاً كان لهذه الرواية تأثير كبير على اللغة الإنجليزية؛ فقد شاع استخدام العديد من المفردات التي ابتكرت في هذه الرواية مثل: (الأخ الأكبر - Big Brother), (الغرفة 101 - Room 101), (شرطة الفكر - Thought police), ( التفكير المزدوج- Doublethink), ( اللغة الجديدة – Newspeak), بل لقد درج استخدم مصطلح (أورويلي – Orwellian) كطريقة لوصف الحالات, أو المشاهد, أو الأفكار, أو طرق التحدث التي تشبه ما جاء في أعمال أورويل عموماً وهذه الرواية خصوصاً.

العنوان الأصلي لهذه الرواية كان “أخر رجل في أوروبا” ولكن الناشر اقترح على أورويل تغييره, وبالرغم من المحاولات العديدة لتفسير سبب اختيار أورويل لعام “1984″ بالضبط كي يكون عنواناً للرواية, إلا أنها كلها غير مؤكدة, والاقتناع السائد الذي يُذكر غالباً بهذا الخصوص أن عنوان الرواية هو عكس لأخر رقمين من سنة 1948, وهي السنة التي أتم فيها أورويل كتابة الرواية والتي استغرقت كتابتها ثلاث سنوات بداية من 1945, ونشرت في عام 1949.

ترجمت هذه الرواية لـ 62 لغة, وبمناسبة الحديث عن الترجمات فإني أقدم جزيل الشكر للأستاذ “أنور الشامي” لترجمته الرائعة لهذه الرواية.

جدير بالذكر أن مجلة “التايم” اختارت هذه الرواية كواحدة من أفضل 100 رواية كتبت بالإنجليزية من عام 1923 وحتى عام 2005, هذا بالرغم من أنها منعت في الكثير من الدول والكثير من المكتبات حين صدورها باعتبارها رواية خطره سياسياً.

مما لاشك فيه أن جورج أورويل استوحى الكثير من سمات “الأخ الأكبر” من القائد الثاني للاتحاد السوفيتي “جوزيف ستالين”, واستوحي الكثير من سمات مجتمع “أوشيانيا” من مجتمع “الاتحاد السوفيتي” حينذاك, حتى شخصية المنشق “إيمانويل غولدشتاين” مستوحاة من المثقف الثوري الماركسي “ليون تروتسكي” الذي طرد من الحزب الشيوعي وأبعد عن الاتحاد السوفيتي.

اسم “جورج أورويل” الحقيقي هو “أريك أرثر بلير”, ولد في عام 1903 في الهند لأن والده كان يعمل هناك, بقي أورويل هناك حتى عاد – “ذهب” إذا تحرينا الدقة - مع أمه في سن الثامنة عشرة لبريطانيا, وبالرغم من أنه أتم تعليمه العام, وكان أداءه في الامتحانات جيداً, إلا انه لم يرغب بمواصلة تعليمه الجامعي, وفضل أن يذهب للعمل في الشرطة الاستعمارية في الهند, وهو العمل الذي تركه بعد خمس سنوات وعاد لأوروبا, كان مقته للاستعمار البريطاني الذي يعمل له وعشقه للكتابة هما سببا تركه لهذا العمل, وقد قرر عندما عاد لأوروبا أن يعيش حياة الفقراء, وقضى عاماً كاملاً يعيش معهم ويراقبهم, ليكتب بعد ذلك تقريره (متشرداً في لندن وباريس), ومن هنا نفهم سبب تغييره لأسمه؛ فهو يريد التخلص من شخصية الرجل الاستعماري الذي كانه ليصبح جورج أورويل اللاطبقي (أورويل: اسم نهر في الهند قرب المنطقة التي ولد فيها), وفي عام 1936 توجه أورويل لأسبانيا التي كانت تشهد حرباً أهليه كي يعمل كمراسل صحفي فيها, لكنه التحق بالمليشيات المحاربة للفاشية وأصبح يقاتل من أجل الاشتراكية, وتعرض أثناء ذلك لجرح خطير في عنقه, وقد دون خبراته هذه في كتاب (الحنين إلى كاتالونيا), وأثناء الحرب العالمية الثانية عمل كمراسل لمحطة (بي بي سي), وأثناء الحرب أيضاً كتب روايته الرائعة الشهيرة (مزرعة الحيوانات), وفي أخر سنيه كتب روايته “1984″ وتوفي بعد نشرها بأقل من عام في 1950.

تم تحويل الرواية لفيلم سينمائي, وقد كان توقيت عرض الفيلم مثير جداً؛ فقد صدر الفيلم في عام 1984, وفي ذلك العام أيضاً أصدرت شركة “Apple” جهازها “ماكنتوش” وروّجت له بإعلان شهير جداً مستوحى من رواية 1984, تظهر فيه شركة IBM”” كأنها “الأخ الأكبر” وهو يتحدث للشعب من على إحدى الشاشات الكبيرة, وتظهر شركة “Apple” كأنها فتاة تجري حاملة مطرقة, والجنود يطاردونها, ثم تحطم الفتاة الشاشة, بعد ذلك يظهر شعار الإعلان, وقد كان: شركة أبل سوف تقدم لكم ماكنتوش وسوف تعرفون لماذا 1984 لن يشبه “1984″.

هذه مقتطفات من رواية جورج أورويل والتي سماها (1984) وكان يقصد بها وضع تصور شامل للحياة في دولة اشتراكية شيوعية طغت على العالم ووصلت إلى لندن وبدأت ببمارسة تشويه الفكر واستعباد عقول الملايين فكريا وثقافيا ومادياً. الأخ الكبير هو قائد الثورة ورمز السلطة والدولة وباسمه يدعو سكان دولة أوقيانا كل صباح وكل مساء. ونستون هو الموظف في وزارة الحقيقة والذي مهمته أن يعيد كتابة التاريخ بطريقة لا تضر بصورة الحزب وبصورة الأخ الكبير. وقد صار ونستون يفكر في أن هذا العالم زيف، ويحاول أن يفهم كيف يستطيع العيش كل من حوله دون أن يعترفوا بهذا الزيف اليومي. أما أوبراين فهو من أعضاء الحزب الداخلي وقائد في وزارة الحب، التي مهمتها أن تجعل جميع الناس تحب الأخ الكبير بشتى الوسائل، حتى القتل والتعذيب، وتعهد باخفاء ذلك إلى وزارة الحقيقة. عليكم تصور باقي اللوحة أو ارجعوا إلى الرواية واقرؤوها.

هذه مقتطفات من الرواية، أبدؤها من نهايهتها حينما تبددت الغشاوة عن عيني ونستون وأصبح يحب الأخ الكبير.
حدق ونستون في الوجه الضخم، لقد استغرق الأمر منه أربعون سنة حتى فهم معنى الابتسامة التي كان يخفيها الأخ الكبير تحت شاربيه الأسودين وقال في نفسه: أي غشاوة قاسية لم يكن لها داع تلك التي رانت على فهمي، وعلام كان العناد والنأي من جانبي عن هذا الصدر الحنون. وانسالت دمعتان سخيتان على جانبي أنفه. وكان لسان حاله يقوت: لكن لا بأس، لا بأس فقد انتهى النضال، وها قد انتصرت على نفسي وصرت أحب الأخ الكبير.
إن أي شيء يمكن أن يكون صحيحاً، وليس في ما يدعى بقوانين الطبيعة إلا هراء، وقانون الجاذبية ما هو إلا عبث. ألم يقل أوبراين "لو شئت لجعلت أرضية هذه الغرفة تطفو كالصابون". وأدرك ونستون الموضوع على النحو التالي: إذا كان أوبراين يظن أن بمقدوره أن يجعل أرضية الغرفة تطفو، وإذا أنا ظننت في الوقت نفسه أنني أراه يفعل ذلك، فإن الأمر يكون قد حدث فعلاً.
ثم توقف عن الكلام واتخذ هيئة المعلم حينما يسأل تلميذاً واعداً: "كيف يؤكد الانسان سلطته على انسان آخر يا ونستون؟"
وقال ونستون بعد تفكير:"بجعله يقاسي الألم".
فرد أوبراين: "أصبتفيما تقول. بتعريضه للألم، فالطاعة وحدها ليست كافية، وما لم يعاني الانسان من الألم كيف يمكنك أن تتحقق من أنه ينصاع لإرادتك لا لإرادته هو؟ إن السلطة هي إذلاله وإنزال الألم به، وهي أيضاً تمزيق العقول البشرية إلى أشلاء ثم جمعها وصياغتها في قوالب جديدة من اختيارنا.
هل تفهم أي نوع من العالم نقوم بخلقه الآن؟ إنه النقيض التام ليوتوبيا المدينة الفاضلة التي تصورها المصلحون الأقدمون، إنه عالم الخوف والغدر والتعذيب، عالم يدوس الناس فيه بعضهم بعضاً، عالم يزداد قسوة كلما ازداد نقاء، إذ التقدم في عالمنا هو التقدم باتجاه مزيد من الألم. لقد زعمت الحضارات الغابرة بأنها قامت على الحب والعدالة أما حضارتنا فهي قائمة على الكراهية، ففي عالمنا لا مكان لعواطف غير الخوف والغضب والانتشاء بالنصر وإذلال الذات، وأي شيء خلاف ذلك سندمره تدميراً. إننا بالفعل نعمل على تفكيك العادات الفكرية التي ورثناها من العهد السابق للثورة، لقد فصمنا عرى العلاقة بين الطفل ووالديه، وبين الصديق وصديقه، وبين الزوج وزوجته، ولم يعد أحد قادراً على الثقة بزوجته أو بطفله أو بصديقه، وفي المستقبل لن يكون هناك زوجات أو أصدقاء.
وسوف نقضي على الغريزة الجنسية ونبيدها، أما الانجاب فسيكون إجراء سنوياً رسمي الطابع مثله مثل تجديد بطاقة الحصص التموينية، وسنجتث ما يعرف بنشوة الجماع اجتثاثاً ويعمل الآن أطباء الأعصاب على تحقيق هذه الغاية، كما سينعدم كل ولاء ليس للحزب، وسيباد كل حب ليس للأخ الكبير. ولن يكون هناك ضحك غير الضحك الذي يصاحب نشوة الانتصار على العدو المقهور، ولن يكون هنالك أدب أو فن أو علم، فحينما تجتمع في أيدينا كل أسباب القوة لن تكون بنا حاجة إلى العلم. كما ستزول الفروق بين الجمال والقبح، ولن يكون هناك حب للاستطلاع أو التمتع بالحياة ولن يكون هناك ميل نحو مباهج الحياة التي ستدمر تدميراً......
"إذا كنت تريد أن تستشرف صورة المستقبل، تخيل حذاء يدوس ويدمغ وجه إنسان إلى أبد الآبدين".

وقولوا للناس حسنا

رابط هذا التعليق
شارك

هو مين 1984 ده؟

أصل الحكاية يا أستاذ محمد

إن واحد اتقبض عليه .. وتم إثبات ما معه أثناء القبض عليه فى المحضر

ليوقع عليه المتهم حتى لا يدعى - بعد ذلك - إن بضاعته قد سُرقت أثناء القبض عليه

وكان من ضمن ما معه كتاب (1984) .. حتى مش مكتوب فى المحضر تأليف مين

فمحرر ورئيس تحرير ومالك "المصرى اليوم" حبوا يتثاقفوا على خلق الله

ووضعوا مانشيت يوحى بأن التهمة هى "حيازة" هذا الكتاب لتعاطى ما فيه من أفكار

وتلقف الخبر متثاقفون آخرون وراحوا يكتبون المقالات فى الجرائد وعلى مواقع الإنترنت

بناء على هذا الخداع والتدليس المهنى المشين

ونسوا أن المؤلف ينتمى إلى الفكر الشمولى - الذى يهاجمونه - وينتمى إلى عصبة "الأمنجية"

التى يهيلون عليها التراب كل يوم بكتاباتهم

بس كده .. كله بيضحك على كله .. وكله بيصدق وينشر كذب وتدليس هؤلاء المتثاقفين "الديماجوجيين"

حلوة "الديماجوجيين" دى ؟ .. ماهو انا كمان لازم اتثاقف .. إشمعنى انا

:)

على العموم إقرأهذه النبذة فى "وجهات نظر" عن المؤلف الذى أعترف بقيمته الأدبية ولكنه فى الآخر "أمنجى"

وأختار لك منها هذه الفقرة

كما نقبت الصحافة الأدبية في ملفات المخابرات البريطانية، واستخرجت الوثيقة التي لم تنشر من قبل، ونشرتها (الجارديان) في أسبوع ميلاده، والتي تثبت وشاية أورويل بعدد كبير من كتاب اليسار آنذاك، وأدارت حول هذه الوثيقة حوارا تقييميا واسعا لاتزال أصداؤه تتردد في الواقع الثقافي حتي اليوم.

لاحظ أن "الجارديان - التى أبرزت دوره فى الوشاية لحساب الأمن - كانت من أوائل من أبرز خبر "القبض على 1984"

gsp_)

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

قبض على طالب خارج من الجامعة ليس معه سلاح ولم يكن في مظاهرة ولا مواجهة للشرطة

وكل ما كان يصطحبه رواية وكشكول وتم تحريزهم فهل هذا مبرر للقبض عليه

اللا معقولية في الحدث أدت إلى موجة من السخرية

والخبر بهذه الطريقة كان اعتراضا على عشوائية الاعتقالات وإطلاق يد الأمن

وقولوا للناس حسنا

رابط هذا التعليق
شارك

عفوا اذا كان فهمى للموضوع متواضعا لاننى لا ادرك بوضوح السبب فى فتح الشهية لكل هذا الكلام عن الدكتاتورية والشمولية كأنها شئ جديد او خاص بمصر .. جورج اورويل كاتب عالمى وهذه الرواية صدرت منذ 65 عاما وكما اشرت فى الموضوع أن مجلة “التايم” اختارت هذه الرواية كواحدة من أفضل 100 رواية كتبت بالإنجليزية من عام 1923 وحتى عام 2005, هذا بالرغم من أنها منعت في الكثير من الدول والكثير من المكتبات حين صدورها باعتبارها رواية خطره سياسياً..

اى ان الموضوع قديم جدا وعالمى جدا وسبقته ولحقته اعمال كثيرة جدا تصور الوضع فى الدول الشمولية الدكتاتوية حيث يتحول انسان شعوب هذه الدول الى مجرد رقم او حيوان ضعيف لا حول ولا قوة ..مزرعة الحيوانات مثلا لنفس الكاتب ..مسرحية كاليجولا لفيلسوف العبث البير كامى .. كاليجولا فعل بشعبه كل ما يستطيعه من ظلم وذل وهوان لدرجة انه عندما كان حزينا وسأله احدهم عما يريده اكثر من ذلك ، قال له اريد ان امسك القمر ، اشاره الى انه قد فعل كل يستطيعه ويسعده فى الارض ولم يعد هناك ما يفعله ، لذلك هو يريد فعل المستحيل ليسعد بمحاولته وقدرته على ذلك .

قد يكون الخبر صحيحا او مفبركا لا يهم .. انما المهم هو كل هذه الاسقاطات على السيسى والوضع فى مصر

تم تعديل بواسطة شيدوان
رابط هذا التعليق
شارك

قبض على طالب خارج من الجامعة ليس معه سلاح ولم يكن في مظاهرة ولا مواجهة للشرطة

وكل ما كان يصطحبه رواية وكشكول وتم تحريزهم فهل هذا مبرر للقبض عليه

اللا معقولية في الحدث أدت إلى موجة من السخرية

والخبر بهذه الطريقة كان اعتراضا على عشوائية الاعتقالات وإطلاق يد الأمن

هذا بالضبط هو الهدف من نشر الخبر بتلك الطريقة فى "الجارديان" و "المصرى اليوم"

أن يصدق الناس أن القبض قد تم عشوائيا على طالب "لا بيه ولا عليه"

وإن التهمة هى "حيازة" كتاب "لتعاطى" أفكار

ويلاحظ أن الخبر لم يهتم به ويبرزه فى صحفه ومواقعه على الإنترنت

سوى من نجحوا - إلى حد ملموس - فى نشر مرض "السخرية اللا إرادية" التى تصيب الشباب بوجه خاص

وهو مرض يُعمى العيون والعقول عن حقائق ما يصلهم من أخبار

هو مرض كان سلاحا مؤثرا فى تنفيذ مخطط الفوضى الذى تعيشه بلاد الربيع وخصوصا مصر

ذات الاستعداد الفطرى للإصابة بمرض "السخرية اللا إرادية"

وهذا ما يجعل مواطنين - لا ينقصهم التعليم ولا يفتقرون تماما إلى الفطنة - ينحصر تفكيرهم فى أن المقبوض عليه برئ

وأن كل تهمته أنه كان يحمل كتابا يستنكر ويدين تجاوزات وتغوُّل أجهزة الشرطة "حتى خارج مصر فى عهد الانقلاب"

وكأنه قد أصبح لا مبرر - فى مصر - للقبض على مواطن إلا إذا كان "يتظاهر أو يحمل سلاحا"

(فقد نجحوا أيضا فى جعل حق التظاهر وحمل السلاح قضية وأسلوب حياة)

وكأنه لا تصدر يوميا مئات أوامر القبض والإحضار على من لا يتظاهرون أو يحملون سلاحا

وتأكيدا على أن أوامر القبض والإحضار تصدر بحق من لا يتظاهرون أو يحملون سلاحا

فهذا خبر إلقاء القبض على مواطن لا يتظاهر ولا يحمل سلاحا .. ومنظره "ماشى فى حاله لا بيه ولا عليه"

القبض على المتهم رقم 29 فى قضية التخابر الكبرى المتهم فيها مرسى

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

قد يكون الخبر صحيحا او مفبركا لا يهم .. انما المهم هو كل هذه الاسقاطات على السيسى والوضع فى مصر

أكرم القصاص

عن جورج أوريل وناسا والعنتيل.. والثعالب الصغيرة

فى عصر المعلومات لا توجد معلومات، وإنما أخبار تلاحق بعضها، وتقتل بعضها، ويظن البعض أنهم يعرفون، بينما لا يتجاوزون عناوين. لا يوجد حدث يستغرق أكثر من يوم، وتطغى الأخبار الصغيرة عن الأحداث العظيمة، مع كثير من المبالغة التى سرعان ما تنتهى كما بدأت. من كان يتوقع ما جرى مع رواية 1984 للروائى البريطانى الشهير جورج أوريل، وتحولت إلى موضوع للنقاش والجدل ليومين. جورج أوريل كان اشتراكيا ديمقراطيا وانتقد غياب العدالة الاجتماعية وعارض الحكم الشمولى واعتبره مقبرة للاشتراكية. أصدر رواية 1984 عام 1949، بعد «مزرعة الحيوان»، وكلا الروايتين وزعتا عشرات الملايين من النسخ وترجمت إلى كل اللغات أو ابتكر شخصية «الأخ الأكبر» وشرطة الفكر التى تبحث فى النوايا. وكان ينتقد حكم ستالين فى الاتحاد السوفيتى، وإن كان الوضع اليوم يبدو أكبر لكون حكومات وأجهزة العالم تتجسس على الناس.والولايات المتحدة وليس روسيا هى من تراقب البشر والرؤساء. المهم عاد أوريل وروايته للأحداث لأن شرطيا ألقى القبض على متهم وذكر أن من بين الأحراز رواية 1984، وتحولت الرواية إلى خبر، والأكثر بحثا فى جوجل، وكثيرون كشفوا أنهم لم يقرأوها. وبدا الموضوع خطأ شرطى لا يعرف شيئا لا عن الكاتب ولا الكتاب وليس لدى السلطة اليوم أو أمس أى شىء تجاهها. ربما يراه البعض خطأ لأحد الثعالب الصغيرة التى تفسد الكروم مع أنها لا تتناوله، أو أن الإعلام الذى يصنع من «الحبة قبة». خطأ آخر لثعلب صغير ما جرى مع الكاتب الفرنسى الشهير ومدير تحرير لوموند «آلان جريش» الذى كان فى مهمة بالقاهرة وتصادف أن جلس مع مصريين يتحدثون حول ما يجرى بالبلاد، والتقطت إحدى الجالسات الحديث واتهمتهم بأنهم «خربوا البلد» وانتهى الأمر باستدعاء جريش لتحقيق سريع، انتهى وخرج الكاتب، لكن تصرف الثعلب الصغير أدى لمشكلة تتعلق بصورتنا أمام العالم، جريش نفسه كباحث ومحلل، قال عن أجواء ما يجرى فى مصر تشبه أمريكا بعد 11 سبتمبر عندما كان الخوف يسيطر. وهو أمر حقيقى لأن هناك إرهابا ومخاوف وجدلا. أما الأمر الثالث الذى يثبت النظرية، أنه لا تعمد والإعلام ليس لديه خطط غير النشر وتسلية الناس، فهو لوم وجهه الدكتور عصام حجى الباحث المصرى فى مؤسسة أبحاث الفضاء الأمريكية ناسا، والمستشار العلمى السابق لرئيس الجمهورية، الذى انتقد اهتمام الإعلام بأخبار قضية «العنتيل»، وأهمل مشاركة بعض العلماء المصريين فى نزول الإنسان الآلى «فيلة» بنجاح على سطح مذنب لأول مرة، ضمن المهمة الفضائية «روزتا». حجى بدا حزينا وقال على فيس بوك من تجاهل حدث تاريخى شغل العالم وفيه مصريون، بينما تتصدر أخبار العنتيل والفضائح والسباب الفضائيات ووسائل الإعلام. وربما كان الدكتور حجى له بعض الحق، لكنه لا يدرك أن الإعلام يلتهم الأخبار وينساها بنفس السرعة. وأن الفضائح والنجوم يحتلون الصدارة فى الأخبار أكثر من أخبار العلم والعلماء، ثم إن الدكتور عصام حجى تم تقديمه وتلميعه من نفس الإعلام الذى ينتقده اليوم، وهو ممن يحبون الإعلام والظهور الإعلامى ويبدو أحيانا مهتما بالظهور أكثر من اهتمامه بالبحث. لكنه زمن التواصل الواسع والانفجار المعلوماتى. الذى يأكل نفسه، وبعضه وأشخاصه وأحداثه.

http://www.youm7.com/story/2014/11/15/%d8%b9%d9%86_%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac_%d8%a3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%84_%d9%88%d9%86%d8%a7%d8%b3%d8%a7_%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%86%d8%aa%d9%8a%d9%84_%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%b9%d8%a7%d9%84%d8%a8_%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ba%d9%8a%d8%b1%d8%a9/1951678#.VGddZDSsVgM

دائما ما يكون خطأ الثعالب الصغيرة مردوده على الكبار

وقولوا للناس حسنا

رابط هذا التعليق
شارك

brandy_sto2.jpg

Vouloir, c'est pouvoir

اذا كنت لا تقرأ الا ما يعجبك فقط فإنك لن تتعلم ابدا

Merry Chris 2 all Orthodox brothers

Still songs r possible

رابط هذا التعليق
شارك

brandy_sto2.jpg

:Laie:

يــنــســـوووووون ؟؟!!

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

:Laie:

يــنــســـوووووون ؟؟!!

لأ

يتذكرووووون :)

ضحكه عنيفه لطرفه رائعه :giverose:

Vouloir, c'est pouvoir

اذا كنت لا تقرأ الا ما يعجبك فقط فإنك لن تتعلم ابدا

Merry Chris 2 all Orthodox brothers

Still songs r possible

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 1
      جنود مجهوله في مثل هذا اليوم كانت نجاح اكبر عملية جاسوسيه وكان بطلها الفنان سمير الاسكندراني او الثعلب كما اطلق عليه بعد.نجاحه في تفكيك 6 شبكات تجسس باوروبا بالتعاون مع المخابرات المصريه والتي كانت السبب في اقالة هرطابي مدير مخابرات الكيان الصهيوني وقتها تحيا مصر وابطالها Translate Tweet  
    • 3
      سمعت "طراطيش كلام" عن القبض على أحد المحافظين متلبس برشوة ٢٠ مليون جنيه ! أكيد تعظيم سلام للرقابة الاإدارية  المبلغ كبير جدا ترى هل يعني ذلك ارتفاع سقف الفساد ليصل إلى ناس صعب كنا نشك فيهم  ؟ لكي الله يا مصر
    • 5
      وبعد استشهاده خلال فض اعتصام رابعة ، القبض على عبد الرحمن عز الإخواني فى مطار فى ألمانيا ... بعد رحلة طويلة من الكذب التلفيق وإدعاء الضرب أو السحل أو التعذيب ........ ثم أخيرا إدعاء القتل   
    • 18
      أمريكا تقتل خارج القانون دون تحقيق أو محاكمات.. صورة "سيد فاروق" مقتولا مقيدا بعد القبض عليه تفضح صمت منظمات هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية و"عتاولة" حقوق الإنسان فى مصر.. ونسأل أين البرادعى؟  http://www.youm7.com/story/2015/12/5/%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D8%AA%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82-%D8%A3%D9%88-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%83%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B
    • 21
      في عمل هناك فاسدون وهناك من يقومون بمحاربة الفساد ،ولكن أليس من دور الاعلام  التشهير بالفاسدين خاصة لو كانوا من من يفترض فيهم الشرف والنزاهة  مازلت مصر ان  القاضي الخائن وغير الشريف ورجل الامن المرتشي والفاسد اخطائهم لا يمكن التستر عليها والتعامل معاها كفساد اي موظف آخر ياسادة دول مناط بهم تطبيق القانون      http://www1.el-balad.com/1378806   كشفت إدارة البحث بإدارة مرور السويس عن أكبر عصابة لتزوير أوراق السيارات المسروقة وإعادة تقنين أوراقها بسرقة النماذج المرورية وتزوير بياناتها حيث تم ا
×
×
  • أضف...