اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

إبتسم من فضلك, غصبا عنك.


الأفوكاتو

Recommended Posts

إبتسم من فضلك, غصبا عنك.

لعلكم سمعتم عما يسمى " الصدمة الحضارية", و لقد تعودت عليها فى كل مرة أزور فيها بلدى الحبيب, و لقد ظننت أننى سوف يكون لدى مناعة ضد هذه الصدمة لتكرار حضورى إلى مصر, و تكرار إصابتى بهذه الصدمة, و لكن ظنى خاب, و نجحت الصدمة فى إختراق مناعتى.

نصحتنى زوجتى الطبيبة بأخذ الأمور ببساطة, حتى لا يرتفع ضغط دمى, و أصبح منافسا لحبيبى إخناتون المنتدى , الذى تلاحقه هموم مصر فى كل مكان, و لا يكاد يتخلص من هم, حتى يكرمه الله بهم آخر.

و أحذا بنصيحة زوجتى, قررت أن أكتب لكم إنطباعى عن زيارتى الحالية إلى المحروسة.

و نظرا لأنه من الصعب أن أكتب عن كل الأمور" الظريفة" التى " عانيت" منها, فسوف أذكر لكم مغامرة " شيقة" شاركتنى فيها زوجتى, و استمتعنا بها إستمتاعا يفوق الوصف.

بدأت المغامرة فى منطقة المهندسين, حيث أقيم عند شقيقتى فى شقتها بعمارة فى شارع جامعة الدول العربية كلما زرت القاهرة.

إن أول زيارة لى للعمارة التى تقم بها شقيقتى عندما زرت مصر لأول مرة منذ هجرتى كانت فى عام 1982, و كان ذلك بعد 14 عاما فى الغربة.

و بعد الترحيب, و التعرف على زوجتى, و العناق, و القبل, و الشربات, و عصير المنجة, و عصير الجوافة, و الحلويات الشرقية المنقوعة فى العسل, و السكر, و القشدة, و بعد المحمر و المشمر, و بعد أكواب الشاى السادة, و بالسكر, و القهوة التركى, و بعد إنصراف الأقارب, بعد كل هذا, لاحظت أن الزمن قد سرقنا, و أن الفجر قد لاح, فقررنا أن نأخذ قسطا من الراحة, و لكن ظنى خاب.

تذكروا أنى ما زلت أتكلم عن زيارتى الأولى لمصر, و التى مضى عليها حوالى 23 عاما, و أن الماضى لا ينفصل عن الحاضر و المستقبل, و أن الأعمار بيد الله.

دخلت عندئذ المطبخ لكى أشرب كوب ماء مثلج من الثلاجة, و رفعت الكوب إلى شفتى, و قبل أن ينزلق الماء إلى حلقى, سمعت صوتا يشبه صوت إنفجار قنبلة يدوية صغير العيار,و جاء الصوت من شباك المطبخ الذى يطل على المنور, و تلى الأنفجار إنفجار آخر بعبوة أقل, ثم رأيت بعد ذلك ما يشبه أمطارا تهطل, ثم ساد السكون.

أسرعت إلى حجرة شقيقتى التى كانت ما زالت مستيقظة, و كنت أظن أنى سأرى نظرات جزع على وجهها, و لكن بدلا من ذلك, رأيت إبتسامة رقيقة, بدت كأنها إعتذار عن شيئ إرتكبته.

و أخيرا خرجت الكلمات من فمى, و قلت بتلجلج:

أء, إيه, إيه... ده....؟

هنا تحولت إبتسامة أختى إلى ضحكة, كما لو كنت قد حكيت نكنة ظريفة, و انتظرت الشرح, الذى جاء كالآتى:

السادة الأفاضل, أبناء العز, الذين يسكنون فى عمارة فاخرة, تطل على سور ملعب الزمالك

" ليس هذا ذما أو مدحا فى النادى, بل معلومة جغرافية"

هؤلاء السادة و السيدات أعطاهم الله مالا وفيرا أتاح لهم توظيف شغالات, يقمن بتنظيف شققهم, و إعداد الطعام لهم, و أشياء أخرى.

و قد ترك السادة و السيدات الأفاضل للشغلات حرية إختيار أفضل و أسرع الطرق للتخلص من "القمامة أو الزبالة بالعامية" فقد قررت هاته الشغلات أن أفضل وسائل حماية البيئة هى إلقاء أكياس الزبالة فى منور العمارة, حتى يمكن توفير غذاء للقطط و الصراصير التى قررت أن تسكن فى مكان لا يسكنه سوى الأكابر, و بدون مقابل.

و حتى لا تنفجر شرايين مخى, سحبتنى زوجتى من يدى, و أدخلتى غرفة النوم, قائلة:

"أنت لست مبعوث العناية الآلهية, و نحن مجرد زوار, فإذا كان هذا هو نمط الحياة هنا, و إذا كان الجميع سعداء بهذه الأوضاع, فلا داعى لتغيير الأوضاع, و لخبطة حياة الناس, و خاصة , أننا مجرد زوار دخلاء"

و رغم أنى زرت مصر منذ تلك الزيارة أكثر من عشر مرات, فإن الأمور و الأحداث التى دارت بين حيطان هذه العمارة لم تتوقف عن إثارتى, و رغم تهديدى بعدم العودة إلى العمارة, أو البلد كلها, كنت دائما أضعف, و أرضى بالواقع المر.

أما اليوم, فقد كانت المغامرة خارج العمارة:

قررنا الخروج للتمشية, و كنت أعلم أن هذه التمشية ستكون ممتعة, و فعلا كانت ممتعة إلى درجة الغيظ.

ما كدنا نخرج من العمارة, و نسير على ما يسمى بالرصيف, أبتدأت السماء تمطر بدون إنذار, و لكنى لاحظت أن المطر كان مركزا على شخص واحد, وهو أنا, و نظرت إلى السماء, و لكنى لم أرى سحاب, بل رأيت سيدة تغسل زجاج شباك , و تقوم بالقاء الماء لإزالة الصابون, و حمدت الله على تواجد الصابون, الذى بلا شك قد عقم المياة التى يقال أنها لا تصلح للشرب.

و بكل سماحة, تجاهلت هذه اللفتة الكريمة من هذه السيدة, و تابعنا السير, و فى مدخل العمارة المجاورة, رأيت باب جراج أسفل العمارة, و كان المدخل إلى هذا الباب ينحدر من الطريق تدريجيا لكى يصل إلى مستوى بدروم أسفل من مستوى الشارع, و على جانبى المدخل, بنى أصحاب العمارة سورا "صغنونا" , صعدناه, ثم هبطنا حوالى نصف متر, لكى نسير على أرض المدخل, ثم صعدنا نصف متر لكى نصل إلى مستوى الرصيف, ثم صعدنا الجانب الآخر من السور" الصغنون", و أخير حمدنا الله لتواجنا على مستوى الرصيف مرة أخرى.

لكن سعادتنا لم تستمر طويلا, فقد قرر بعض سكان العمارة الأخرى المجاورة, أن يركنوا سياراتهم فى مدخل الجاراج, و إضطررنا إلى النزول إلى عرض الشارع, و لكن أقدامنا إنغرست فى كم من الطوب و الرمل المتخلف من عمليات توسيع البلكونات, و إزالة الحوائط بين الحجرات, حتى يستمتع أصحاب الشقق بمساحات واسعة, مريحة لأعصابهم, على حساب أعصاب العبد لله و السدة حرمه, و بقية المارة بالطريق.

و تكرر هذا المشهد عند المرور أمام كل عمارة فى الشارع, و عند الوصول إلى أحد الشوارع الفرعية, لم نتمكن من العبور مباشرة, حيث أن السيارات الراكنة أغلقت الرصيف , و اضطررنا إلى السير فى الشارع المجاور, إلى أن وجدنا فجوة بين السيارات, مكنتا من العبور إلى الجانب الآخر.

وخلال هذه المغامرة الشيقة, لم تفارق وجهى إبتسامة بلهاء حاولت بها أن أقنع زوجتى بأنى آخذ الأمور ببساطة, و أنه لا داعى لرفع ضغط الدم.

وصلنا إلى تقاطع الشارع مع الشارع المؤدى إلى العجوزة, و وجدت على الناصية ثلاثة عساكر مرور يتجاذبون الحديث, و بدخنون السجاير, و توقفت كما علمونا فى بلاد الفرنجة, لكى نستطلع ما إذا كانت هناك إشارة عبور للمشاة, خاصة و أن الشارع كان مرسوما عليه الخطوط البيضاء التى تقول دوليا " عبور المشاة".

لم أرى أضواء خضراء أو حمراء أو برتقالى للعبور, و فهمت أننا متى عبرنا الطريق فوق هذه الخطوط البيضاء, فإن عبورنا سيكون آمنا, و لكنى كدت أن أفقد حياتى ثمنا لهذه الحماقة, فبينما كنا فى وسط الشارع, جاءت سيارة من الطريق المقابل, مسرعة كما لو كان يطاردها شيطان, و لم يتوقف السائق, بل إستمر فى الإندفاع كما لو كانت مهمته فى الحياة هى القضاء على هؤلاء الجهلة الذين لا يفهمون آداب المرور فى شوارع القاهرة. و قفزت قفزة بهلوانية, أنقذت حياتى, أما زوجتى, فقد كانت أذكى منى, و قررت عدم العبور, إلا فى اليوم التالى, عندما تكون القاهرة فى أجازة.

و لكن ما قاله السائق المهذب بعد أن أسرع مبتعدا يستحق الذكر, و التقدير, حيث أنه صاح غاضبا:

"ما تخدوا بالكم يا بهايم"

و سألتنى زوجتى عن ترجمة ما قاله السائق, فقلت لها بهدوء:

"أعتقد أنه يتفق معك فى الرأى"

كان بودى أن أكمل لكم سرد سعادتى بنزهتنا الصباحية الجميلة, ولكنى أعتقد أن كثيرا من السعادة يفسد الأخلاق.

و أراكم قريبا.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

احمد ربنا ان شقيقتك من سكان المهندسيين....ومش من سكان المناطق العشوائية......كانت نزهتك حتبقى اظرف كتير .....مثلا مثلا تلاقى مسورة صرف صحى ضربة فى الشارع ومغرقة الطريق وعليك المرور على قطع حجر فى وسط المياه برشاقة لاعبى الجماز واذا انزلقت قدماك ووقعت فى الميه او مرت من جانبك سيارة مكروباص ......تخيل الموقف :angry:

اما حكاية تعدية الشارع فامرها سهل ...يمكنك الاستعانة بصديق من ذوى الخبرة :D

من يهن يسهل الهوان عليه مـا لجرح بميـت إيـلام
رابط هذا التعليق
شارك

أشكر الأخ قطز على مواساته,

و أرجوه, بصفته من أهل الخبرة أن يساعدنا فى التغلب على بلاوى الشارع المصرى.

تحياتى, و إلى اللقاء فى منتصف يوليو.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 1 شهر...

يبدوا أننى لست الوحيد الذى تكلم عن قذارة شوارع القاهرة, و ها هوأنيس منصور يفوق فجأة ليكرر ما تقوله من سنوات, و إليكم مقاله المنشور فى الأهرام اليوم:

مواقف

بقلم : أنيس منصور

أقول لك حاجة مؤلمة لنا جميعا‏:‏ القاهرة أقذر عاصمة عربية‏,‏ إنها اهانة‏.‏ولكنها حقيقة‏.‏ أرني شارعا واحدا في مصر كلها ناعما نظيفا‏..‏ أرني رصيفا واحدا‏..‏ ميدانا‏..‏ بالوعة مياه‏..‏ أما الأسباب فكثيرة لاتقل عن أسباب الفساد الإداري والخلل السياسي والتمزق والتشرذم واليأس واللامبالاة‏..‏

وأنا لم أضف لك جديدا‏.‏ ولكن أنا رأيت معظم العواصم الأوروبية والأمريكية والآسيوية والأفريقية‏.‏ وأستطيع أن أقول إن القاهرة الصغري والكبري قذرة جدا‏.‏ هل أضرب لك مثلا ؟ طبعا لا‏..‏ فأنت تعيش وتمشي وتتعثر وتتخبط في شوارع كثيرة‏,‏ ربما كانت المدن الجديدة‏..‏ مثل العاشر من رمضان‏,‏ هذه المدينة كأنها في أمريكا‏..‏ أو كأنها سقطت من السماء واستقرت في الصحراء‏.‏ الشوارع والحدائق والبيوت‏.‏ كيف؟ ما الذي فعلوه ماهي النظرية التي طبقوها واستحال علينا أن نطبقها في مصرنا القديمة؟ ولكن المهم‏:‏ أن النظام والنظافة وراحة العين والأذن والهواء النقي كل ذلك أصبح ممكنا‏!‏

قيل إن الحكومة سوف تتقاضي تسعة جنيهات شهريا من كل شقة مسكونة أو مملوكة‏,‏ وإن الحكومة أرسلت محصلين ـ يخيرونك بين أن تدفع شهرا بشهر أو كل السنة مرة واحدة‏.‏ والمحصل لايأخذ شيكات ولاكروتا بنكية‏.‏ ثم إنه يقدم لك وصلا علي ورق أحمر هزيل والحروف والأرقام ليست واضحة فكأنك لم تدفع‏!‏ والموظف لاحيلة له‏..‏ فهو ليس مثل محصل الموبايل الذي معه جهاز تحصيل إلكتروني‏.‏

وسوف تعرف بعد أيام أو أسابيع أنهم سرقوك‏..‏ فلم تقم ولن تقوم الدولة بما يقابل هذا المبلغ من نظافة الشارع والحارة‏.‏ وإذا فعلت فلعدة أيام‏.‏ وكان الله يحب المحسنين‏.‏ والمحسنون هم المواطنون والمسيئون هم موظفو الإدارة‏..‏ وتبقي الشوارع قذرة كما كانت‏!.‏

تم تعديل بواسطة الأفوكاتو

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

[و لكن ما قاله السائق المهذب بعد أن أسرع مبتعدا يستحق الذكر, و التقدير, حيث أنه صاح غاضبا:

"ما تخدوا بالكم يا بهايم"

و سألتنى زوجتى عن ترجمة ما قاله السائق, فقلت لها بهدوء:

"أعتقد أنه يتفق معك فى الرأى"

فكرتني يموقف حصل لي وأنا في الجامعة حيث كانت أحد الصديقات في زيارة لمصر وهي أمريكية - تقفيل أمريكي مش تجميع - وكنا بنتمشى في وسط البلد وتحديداً شارع طلعت حرب وحبينا نعدي الشارع لإننا نوينا نروح الكورنيش .. المهم طبعاً لا إشارات ولا دياولوا فقولت لها تعالى نعدي زي مخاليق الله ، فطبعاً نزلت السمكينة الطريق وفاكره نفسها في واشنطن دبليو سي :D وإن الأولوية للمشاة وغن السواقة فن وذوق وهندسة وإندفعت السيارات ناحيتها طبعاً وكإنهم مش شايفين حاجة ، أنا بقى في الوقت ده وعشان خبرة كنت عديت زي الحمامة وهي - والله العظيم ما قادر أنسى الموقف ده - وقفت في وسط الشارع والعربيات وفضلت تصرخ وتصرخ وتقول " ده جنون جنووووون جنووووون " روحت ناطط تاني زي سوبرمان منتشلها من وسط الجنون قصدي من وسط العربيات ... وأنا عمال أضحك وأكركر وقلتلها " إبتسمي فأنتي في مصر الحضارة .. مصر مبارك "

الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق ..

و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة ..

فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ..

و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً

رابط هذا التعليق
شارك

تخيل يا عزيزى س س ,

أن هذا حدث فى الماضى, أى منذ سنوات , و كنا بفترض أن العهد المباركى سوف يؤدى إلى حيتة أفضل, و شارع آمن, و حضارة مرورية.

و تمر الأيام, و نجد نفسنا الآن فى عصر الكهوف, أو نمارس شريعة الغاب, و اللى مش عاجبه, قليترك البلد و يشوف له حتة تانية, أو يبقى, و يتحمل ما هو سائد,و و إذا تذمر, فهو عميل, و خائن, و متآمر, و متأمرك, و متفلحس, و عاميليو رجعى.و خواجة,

هل مازلت على إتصال بهذه الصديقة؟ أم خلعتك لإنتماءك إلى شعوب متقدمة لا تفهمها أمريكا؟

وحشتنا قفشاتك يا ابو السيد.

تحياتى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

يا لكم من متشائمين

يا جماعة شدوا الحزام شوية وخلاص هانت احنا بقا لنا ما يقارب خمسة و عشرين سنة في عنق الزجاجة يعني خلاص كلها فركة كعب ونموت

رابط هذا التعليق
شارك

لسنا فى حاجة الآن لشد الأحزمة ,

فقد عاد إلينا من سيخلصنا من هذه الحياة فى الشهور القليلة القادمة,

ففركة الكعب أصبحت 6 سنوات أخرى, فى هذا النعيم,

و لا أعتقد أننا سنتحملها, مهما تفاءلنا.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

دخلت عندئذ المطبخ لكى أشرب كوب ماء مثلج من الثلاجة, و رفعت الكوب إلى شفتى, و قبل أن ينزلق الماء إلى حلقى, سمعت صوتا يشبه صوت إنفجار قنبلة يدوية صغير العيار,و جاء الصوت من شباك المطبخ الذى يطل على المنور, و تلى الأنفجار إنفجار آخر بعبوة أقل, ثم رأيت بعد ذلك ما يشبه أمطارا تهطل, ثم ساد السكون.

:blush:

أشعر من خلال شرحك الدقيق المفصل يا عزيزى بأننى كنت معك بالمطبخ ....

صدقنى اننى لاحظت نفس الأمر فى احدى زيارتى، مع الفارق باننى جلست انظر لفترة طويلة و أيضا من خلال نافذة المطبخ، فى احدى الشقق بالدور السابع على هذا المنور الذى لا يزيد مساحته على 3 متر عرض فى 70 متر طول، و أول ما تطرق الى ذهنى هم هؤلاء المساكين الذين يقطنون فى الدور الأرضى و تطل نوافذهم و شرفاتهم على مثل هذه الكارثة ....

ثم أخذت اتخيل ماذا اذا كان هناك شبكات معدنية تصل بين جميع العمارات التى تطل على هذا المنور، و تفصل بين كل دور و آخر، أعتقدت ساعتها انه ربما يكون حل "قمئ" الشكل، و لكنه مجدى كحل اولى مؤقت .....

و لكنى سرعان ما استيقظت من خزعبلاتى على صوت صراع القطط على وليمة جديدة هطلت من السماء عليهم!!

و المؤسف هى عادات جديدة لم أراها من قبل و هى وضع القمامة فى شنط بلاستيكة صغيرة نسبيا أسفل السيارات المرتصة بجانب الرصيف!!!

بالمناسبة موضوعك هذا ذكرنى بموضوع خفيف مشابه نوعا ما ....

مع تحياتى.

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزى وايت,

إطلعت على الموضوع الخفيف الآخر, و كنت قد اطلعت عليه من قبل.

و أثناء رحلاتى, التى سأتأنف الكتابة عنها فى خلال يومين, رأيت أمورا عجب, و لكنى لم أرى حتى فى المغرب و تركيا, هذا الكم من الزبالة, التى يتفنن أصحاب الشقق و العمارات فى تحويشها على الأسطح, و البلاكونات.

و فى زيارتى الأخير للقاهرة

( حدثت هذه الواقعة بعد كتابة موضوع إبتسم من فضلك),

كانت الحرارة عالية أثناء المغربية, و قررت أن أمضى بعض الوقت فى إحدى شرفات شقة أختى بالمهندسن, (لديها شرفتين).

أحداهما تطل على الشمال, و الأخرى تطل على سور نادى الزمالك و البوتيكات المقامة عليه.

و ذهبت إلى الشرفة الأولى البحرية, و جاهدت طريقى خلال منقولات قديمة, مرصوصة بجانب الحائط, و مغطاة بمفرش أبيض. و سألت أختى:

لماذا تحتفظين بهذه الكراكيب؟

فقالت: لأنى لا أعرف كيف أتخلص منها.

و كان ردها غير مقنع, و لكن كضيف, لم أجادل.

و سحبت كرسى من الداخل , و جلست, ثم القيت نظرة عامة على المنظر الموجود أمامى, و طبعا لم أرى سوى مبان خرسانية, محيطة بمسكن أختى من جميع الجهات, و رغم أن بعضها جديد, لم أره من قبل, إلا أن الشيب زحف عليها, و بان بها تشققات, و اختفت بعض بلكوناتها تحت تل من الكراكيب, بينما لم أرى ما بداخل البلكونات الأخرى لأنها تحولت بقدرة قادر إلى حجرات جلوس و نوم.

و لم تمضى سوى خمس دقائق, حتى كان جلدى فى منطقة الأيدى, و اللأقدام, و الرقبة, يكاد يشتعل نارا, و اكتشفت أن الناموس الجملى الذى تمتاز به هذه المنطقة قد قرر أن يتزوق الدم الجديد البارد القادم طازجا من إنجلترا, و سمعت زوجتى صيحات ألمى, فقالت بتشفى:

ألم اقل لك أن تضع على الأجزاء المكشوفة من جسمك بعض موانع الناموس؟

دخلت إلى الشقة, ووضعت على الأجزاء المكشوفة الأسبراى المانع لهجوم الناموس الوحشى, و قررت الجلوس فى البلكونة الأخرى, و بعد خمس دقاق, رأيت السماء تمطر حبوبا, أى و الله, حبوبا, غطت أرض البلكونة, و دفع الهواء بعضها حيث وجدت ملجأ فى شعرى, و فمى المفتوح دهشة.

و صرخت مناديا أختى, صائحا: ماهذا يا أختاه؟

هرولت أختى إلى البلكونة, مصحوبة بزوجتى الجزعة, التى إعتقدت أنى قد أصبت بمقذوف نارى طاش من العراق.

ما أن رأتنى شقيقتى مغطى بقشر حبوب الشعير التى غطتنى, حتى ضحكت بشدة, و قالت:

عملتها مرة تانية الولية المجنونة.

و سألتها: من هى هذه الولية المجنونة؟

فقالت: إنها ساكنة الدور الخامس, و لديها بغبغان, و كل يومين, تنظف قفص البغبغان , و ذلك بأفراغ الفضلات من البلكونة, و نصيبى دائما معظم قشر الحبوب, لأن بلكونتى تقع فى موقع إستراتجى مناسب, يسمح لى باصطياد أكبر كمية من قشر الحبوب.

و منذ تلك الحادثة" الظريفة" لم أعتب أى من البلكونتين, قالا فى نفسى:

من فى العالم عنده مثل هذه البلكونات البارحة, و لا يستطيع التمتع بنسمة هواء رطب؟

تحياتى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

استاذنا الافوكاتو وس س

والله لقد احزنني حديثكم هذا جدا جدا علي الرغم انه حقيقه واضحه وضوح الشمس

لانه يجعلني افقد الامل في صلاح الاحوال وانها ليست مشكلة رئيس او ديمقراطيه بس ولكنها مشكلة شعب تعود علي الاستهتار وعدم احترام الاخرين وعدم تقدير المسئوليه. متي سيحل علينا رضا الله ونكون بني ادمين محترمين نحافظ علي كل شئ ده سؤال مهم.

المفروض الموضوع ده ينقل لباب المواساه والتعازي وليس دعو للابتسام.

سلام لكل الاعضاء المحترمين.

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزى ذو الأمان الفكرى,

شكرا على تعقيبك, و لا تحزن يا صديقى, فما نقوله هو رسالة لنا و لأهلنا لكى يدركوا هول السلبيات التى يمكن التخلص منها باتباع سلوكيات أكثر حضارية لا تكلف شيئا.

فقد ذهبت إلى "مول كمبيوتر" بجوار العمارة التى تقيم بها شقيقتى, و سالت موظف أحد المحلات الموجودة بالمول عن بعض الأشياء, و كنت أخاطبه بأدب جم, و لم أناقشه فى السعر, و قام بعمل بما أردت منه, و شكرته بشدة لحسن الأداء, و عندما سالته مرة أخرى عن ماذا يجب أن أدفع, قال لى:

و الله العظيم ولا مليم, كفاية مقابلتك, و كفاية أدبك.

و طبعا رفضت هذا الكرم الحاتمى, و اصررت على دفع المبلغ كاملا, طالبا منه أن يسلم هذا المبلغ لصاحب المحل, حتى يعفيه هذا من حلفانه.

عندما زرته فى اليوم التالى لشيئ آخر, لم يكن فى المحل, و لكن ما أن دخلت المكتب, حتى هب موظف آخر, و نقدم منى مبتسما, و قال لى : أنت لا بد أن تكون الأستاذ محمود.

سالته: و كيف عرفت هذا؟

فقال : لأن محمد , موظف الوردية الأخرى قد وصفك لنا, و أثنى عليك ثناءا رائعا.

فسألته: و ماذا كان سبب الثناء؟

فقال: سيادتك كنت متواضعا جدا, و مؤدبا جدا, و نحن لم نقابل فى عملنا كثير من هذه النوعية, لقد تعرف عليك أحد سكان العمارة, و اطلعنا على خلفيتك, و أنك مهاجر, و تقيم فى العمارة المجاورة أثناء وجودك فى مصر.

فشكرته بأدب شديد , و عدت إلى شقة أختى, طالبا منها أن تشترى إحتياجاتها من أدوات الكمبيوتر من هذا المحل فى المستقبل.

و قبل عودتى إلى إنجلترا, ذهبت للمحل, حيث تمنيت لمحمد, و زميله أطيب الأمنيات, و حصلت على عنوانهم الألكترونى, و راسلتهم فور عودتى إلى " لييدز"

مغزى هذه القصة أن الإنسان المصرى أصيل, و طيب بطبعه, و لكن الظروف قد تفرض عليه إبداء عكس ذلك, و لكن لو وضعته فى ظروف طيبة, ظهر معدنه الأصيل.

من هذا المنتدى, أهدى تحياتى إلى كل من هو محمد, او كامل زميله, أو كل مصرى تمسك بالأخلاق الحميدة.

تم تعديل بواسطة الأفوكاتو

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

الأفوكاتو كتب:

مغزى هذه القصة أن الإنسان المصرى أصيل, و طيب بطبعه, و لكن الظروف قد تفرض عليه إبداء عكس ذلك, و لكن لو وضعته فى ظروف طيبة, ظهر معدنه الأصيل.

فعلا ... اتفق معك فى هذا، و أول هذه الظروف فى قائمتى، هى ((( الزحام ))) ..... و تزاوجها المؤسف مع ((( العشوائية )))

معظم ما اراه من سلبيات فى بلدنا هو انعكاس او ناتج طبيعى لأخلاقيات الزحام.

هل يمكننا القول ان ((( الزحام ))) أفرز و مازال يفرز قيم أخلاقية سلبية عديدة لم يكن لها وجود منذ عشرات السنوات؟ ... و بما ان الحديث حتى الأن عن "العمارة" و "السكان"، فهل هذا المؤثر عامل هام أم لا - فى جعل إحدى النماذج المحسوبة على الأحياء الراقية بهذا الشكل:

OrgN25A19745U63474.jpg

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

بمناسبة صورة الأخ هوايت,

لقد تعلم الأتراك من المصرين كارثة إضافة البلكونات إلى بقية الشقة,

و الإسبان, فى بعض مناطق االمدن الجديدة, قلدوا مصر بوضع شبابيك زجاجية تقفل البلكونة, و فى نفس الوقت, تجعل شكل العمارة مثل المساكن الشعبية.

فعلا, ثقافة الكثافة.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

السيد الفاضل الأفوكاتو...

حديثك عن إلقاء البعض للقمامة من البلكونات ذكرني بأخر زيارة لي لمصر منذ حوالي أربعة سنوات، وكنت في زيارة لوالدتي ...وكانت عندها شغالة لسة جاية طازة مابقلهاش يومين إسمها سعدية...المهم...بعد الغدا والذي منه مررت مصادفة بجانب المطبخ لأجدها -سعدية- قد فتحت الشباك وتستعد للإلقاء كيس زبالة محترم...طبعاً صرخت فيها و أوقفتها..ووالدتي جاءت على الصوت...

-إيه يا سعدية بتعملي إيه..

-بأرمي الزبالة يا مدام...

-في الشباك برضه..

-ماحنا كنا بنرميها كده عند الحاج..

-حاج مين.؟؟

-الحاج اللي كنت شغالة عنده قبل كده...

-وهو كان يعرف كده..

-أيوة يا مدام...ده حتى كان يقوللي إرمي الزبالة في المنور يا سعدية..القطط على بكرة تكون كلتهم...

-قطط إيه...بقولك إيه شغل الناس الجهلة ده أنا مينفعنيش...إنسي الي علمهولك عند الحاج ده لإنه واضح إنه مش محترم...

----وهنا كان الجواب الي مش ممكن حنساه---

-مش محترم إزاي يا مدام..ده عضو في مجلس الشعب...

:rolleyes:

فكأننا والماء من حولنا... قوم جلوس وحولهم ماء...

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 5 سنة...

إبتسم من فضلك, غصبا عنك.

لعلكم سمعتم عما يسمى " الصدمة الحضارية", و لقد تعودت عليها فى كل مرة أزور فيها بلدى الحبيب, و لقد ظننت أننى سوف يكون لدى مناعة ضد هذه الصدمة لتكرار حضورى إلى مصر, و تكرار إصابتى بهذه الصدمة, و لكن ظنى خاب, و نجحت الصدمة فى إختراق مناعتى.

نصحتنى زوجتى الطبيبة بأخذ الأمور ببساطة, حتى لا يرتفع ضغط دمى, و أصبح منافسا لحبيبى إخناتون المنتدى , الذى تلاحقه هموم مصر فى كل مكان, و لا يكاد يتخلص من هم, حتى يكرمه الله بهم آخر.

و أحذا بنصيحة زوجتى, قررت أن أكتب لكم إنطباعى عن زيارتى الحالية إلى المحروسة.

و نظرا لأنه من الصعب أن أكتب عن كل الأمور" الظريفة" التى " عانيت" منها, فسوف أذكر لكم مغامرة " شيقة" شاركتنى فيها زوجتى, و استمتعنا بها إستمتاعا يفوق الوصف.

بدأت المغامرة فى منطقة المهندسين, حيث أقيم عند شقيقتى فى شقتها بعمارة فى شارع جامعة الدول العربية كلما زرت القاهرة.

إن أول زيارة لى للعمارة التى تقم بها شقيقتى عندما زرت مصر لأول مرة منذ هجرتى كانت فى عام 1982, و كان ذلك بعد 14 عاما فى الغربة.

و بعد الترحيب, و التعرف على زوجتى, و العناق, و القبل, و الشربات, و عصير المنجة, و عصير الجوافة, و الحلويات الشرقية المنقوعة فى العسل, و السكر, و القشدة, و بعد المحمر و المشمر, و بعد أكواب الشاى السادة, و بالسكر, و القهوة التركى, و بعد إنصراف الأقارب, بعد كل هذا, لاحظت أن الزمن قد سرقنا, و أن الفجر قد لاح, فقررنا أن نأخذ قسطا من الراحة, و لكن ظنى خاب.

تذكروا أنى ما زلت أتكلم عن زيارتى الأولى لمصر, و التى مضى عليها حوالى 23 عاما, و أن الماضى لا ينفصل عن الحاضر و المستقبل, و أن الأعمار بيد الله.

دخلت عندئذ المطبخ لكى أشرب كوب ماء مثلج من الثلاجة, و رفعت الكوب إلى شفتى, و قبل أن ينزلق الماء إلى حلقى, سمعت صوتا يشبه صوت إنفجار قنبلة يدوية صغير العيار,و جاء الصوت من شباك المطبخ الذى يطل على المنور, و تلى الأنفجار إنفجار آخر بعبوة أقل, ثم رأيت بعد ذلك ما يشبه أمطارا تهطل, ثم ساد السكون.

أسرعت إلى حجرة شقيقتى التى كانت ما زالت مستيقظة, و كنت أظن أنى سأرى نظرات جزع على وجهها, و لكن بدلا من ذلك, رأيت إبتسامة رقيقة, بدت كأنها إعتذار عن شيئ إرتكبته.

و أخيرا خرجت الكلمات من فمى, و قلت بتلجلج:

أء, إيه, إيه... ده....؟

هنا تحولت إبتسامة أختى إلى ضحكة, كما لو كنت قد حكيت نكنة ظريفة, و انتظرت الشرح, الذى جاء كالآتى:

السادة الأفاضل, أبناء العز, الذين يسكنون فى عمارة فاخرة, تطل على سور ملعب الزمالك

" ليس هذا ذما أو مدحا فى النادى, بل معلومة جغرافية"

هؤلاء السادة و السيدات أعطاهم الله مالا وفيرا أتاح لهم توظيف شغالات, يقمن بتنظيف شققهم, و إعداد الطعام لهم, و أشياء أخرى.

و قد ترك السادة و السيدات الأفاضل للشغلات حرية إختيار أفضل و أسرع الطرق للتخلص من "القمامة أو الزبالة بالعامية" فقد قررت هاته الشغلات أن أفضل وسائل حماية البيئة هى إلقاء أكياس الزبالة فى منور العمارة, حتى يمكن توفير غذاء للقطط و الصراصير التى قررت أن تسكن فى مكان لا يسكنه سوى الأكابر, و بدون مقابل.

و حتى لا تنفجر شرايين مخى, سحبتنى زوجتى من يدى, و أدخلتى غرفة النوم, قائلة:

"أنت لست مبعوث العناية الآلهية, و نحن مجرد زوار, فإذا كان هذا هو نمط الحياة هنا, و إذا كان الجميع سعداء بهذه الأوضاع, فلا داعى لتغيير الأوضاع, و لخبطة حياة الناس, و خاصة , أننا مجرد زوار دخلاء"

و رغم أنى زرت مصر منذ تلك الزيارة أكثر من عشر مرات, فإن الأمور و الأحداث التى دارت بين حيطان هذه العمارة لم تتوقف عن إثارتى, و رغم تهديدى بعدم العودة إلى العمارة, أو البلد كلها, كنت دائما أضعف, و أرضى بالواقع المر.

أما اليوم, فقد كانت المغامرة خارج العمارة:

قررنا الخروج للتمشية, و كنت أعلم أن هذه التمشية ستكون ممتعة, و فعلا كانت ممتعة إلى درجة الغيظ.

ما كدنا نخرج من العمارة, و نسير على ما يسمى بالرصيف, أبتدأت السماء تمطر بدون إنذار, و لكنى لاحظت أن المطر كان مركزا على شخص واحد, وهو أنا, و نظرت إلى السماء, و لكنى لم أرى سحاب, بل رأيت سيدة تغسل زجاج شباك , و تقوم بالقاء الماء لإزالة الصابون, و حمدت الله على تواجد الصابون, الذى بلا شك قد عقم المياة التى يقال أنها لا تصلح للشرب.

و بكل سماحة, تجاهلت هذه اللفتة الكريمة من هذه السيدة, و تابعنا السير, و فى مدخل العمارة المجاورة, رأيت باب جراج أسفل العمارة, و كان المدخل إلى هذا الباب ينحدر من الطريق تدريجيا لكى يصل إلى مستوى بدروم أسفل من مستوى الشارع, و على جانبى المدخل, بنى أصحاب العمارة سورا "صغنونا" , صعدناه, ثم هبطنا حوالى نصف متر, لكى نسير على أرض المدخل, ثم صعدنا نصف متر لكى نصل إلى مستوى الرصيف, ثم صعدنا الجانب الآخر من السور" الصغنون", و أخير حمدنا الله لتواجنا على مستوى الرصيف مرة أخرى.

لكن سعادتنا لم تستمر طويلا, فقد قرر بعض سكان العمارة الأخرى المجاورة, أن يركنوا سياراتهم فى مدخل الجاراج, و إضطررنا إلى النزول إلى عرض الشارع, و لكن أقدامنا إنغرست فى كم من الطوب و الرمل المتخلف من عمليات توسيع البلكونات, و إزالة الحوائط بين الحجرات, حتى يستمتع أصحاب الشقق بمساحات واسعة, مريحة لأعصابهم, على حساب أعصاب العبد لله و السدة حرمه, و بقية المارة بالطريق.

و تكرر هذا المشهد عند المرور أمام كل عمارة فى الشارع, و عند الوصول إلى أحد الشوارع الفرعية, لم نتمكن من العبور مباشرة, حيث أن السيارات الراكنة أغلقت الرصيف , و اضطررنا إلى السير فى الشارع المجاور, إلى أن وجدنا فجوة بين السيارات, مكنتا من العبور إلى الجانب الآخر.

وخلال هذه المغامرة الشيقة, لم تفارق وجهى إبتسامة بلهاء حاولت بها أن أقنع زوجتى بأنى آخذ الأمور ببساطة, و أنه لا داعى لرفع ضغط الدم.

وصلنا إلى تقاطع الشارع مع الشارع المؤدى إلى العجوزة, و وجدت على الناصية ثلاثة عساكر مرور يتجاذبون الحديث, و بدخنون السجاير, و توقفت كما علمونا فى بلاد الفرنجة, لكى نستطلع ما إذا كانت هناك إشارة عبور للمشاة, خاصة و أن الشارع كان مرسوما عليه الخطوط البيضاء التى تقول دوليا " عبور المشاة".

لم أرى أضواء خضراء أو حمراء أو برتقالى للعبور, و فهمت أننا متى عبرنا الطريق فوق هذه الخطوط البيضاء, فإن عبورنا سيكون آمنا, و لكنى كدت أن أفقد حياتى ثمنا لهذه الحماقة, فبينما كنا فى وسط الشارع, جاءت سيارة من الطريق المقابل, مسرعة كما لو كان يطاردها شيطان, و لم يتوقف السائق, بل إستمر فى الإندفاع كما لو كانت مهمته فى الحياة هى القضاء على هؤلاء الجهلة الذين لا يفهمون آداب المرور فى شوارع القاهرة. و قفزت قفزة بهلوانية, أنقذت حياتى, أما زوجتى, فقد كانت أذكى منى, و قررت عدم العبور, إلا فى اليوم التالى, عندما تكون القاهرة فى أجازة.

و لكن ما قاله السائق المهذب بعد أن أسرع مبتعدا يستحق الذكر, و التقدير, حيث أنه صاح غاضبا:

"ما تخدوا بالكم يا بهايم"

و سألتنى زوجتى عن ترجمة ما قاله السائق, فقلت لها بهدوء:

"أعتقد أنه يتفق معك فى الرأى"

كان بودى أن أكمل لكم سرد سعادتى بنزهتنا الصباحية الجميلة, ولكنى أعتقد أن كثيرا من السعادة يفسد الأخلاق.

و أراكم قريبا.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الرائع جدا...بدأ التوبيك....."ابتسم من فضلك...غصبا عنك"

ووجدتني.....ابتسم....جدا جدا....و اود مشاركتكم الابتسامة في توبيك انساني جدا

و أشارككم الدعاء....لكاتبه الانسان جدا

مساااكم ابتسامة.... :give_rose:

رابط هذا التعليق
شارك

انضم إلى المناقشة

You are posting as a guest. إذا كان لديك حساب, سجل دخولك الآن لتقوم بالمشاركة من خلال حسابك.
Note: Your post will require moderator approval before it will be visible.

زائر
أضف رد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   تمت استعادة المحتوى السابق الخاص بك.   مسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...