اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

أحد أشهر عاصري الليمون - انتهى به العصر إلى الحسبنة


شرف الدين

Recommended Posts

يقول الإمام علي بن أبي طالب «تكلموا تُعرفوا فالمرء مخبوء تحت لسانه»، ومع أن الدكتور محمد مرسي في «حوار إنصاص الليالي» تحدث كعادته كثيرا، إلا أننا لم نتعرف عليه جيدا إلا من عبارة عابرة قالها فكشف لنا عن خبيئة منهجه في الحكم، وقطع قول كل خطيب يحاول أن يستوضح غموض بعض مواقفه السياسية، أعني تلك العبارة التي قال فيها لمحاوره الأليف عمرو الليثي بكل ثقة «إحنا جلدنا تخين»، ليدخل بها إلى تاريخ العبارات الكاشفة عن خبايا نفوس الحكام، من نوعية «أنا عندي دكتوراة في العِند.. سيبوهم يتسلوا.. عبارات من اللي بيغرقوا دول.. أجيب لكو منين.. الديمقراطية لها أنياب.. اقف مكانك ياولد إنت بتكلم رئيس الجمهورية.. لقد علمتكم العزة علمتكم الكرامة»، وغيرها من العبارات التي صارت مضرب الأمثال وعبرة للأجيال.

الآن، لم نعد بحاجة إلى أن نكرر محاولة البحث عن إجابة لذلك السؤال المبتذل الذي ظللنا لا نردد غيره منذ سالت الدماء على رصيف قصر الإتحادية عقب الإعلان الإستبدادي المشئوم: «هو مرسي بينام الليل إزاي؟»، لأننا سنقول لكل من يسأله بصوت واثق: بسم الله الرحمن الرحيم الإجابة «إحنا جلدنا تخين». كيف استطاع مرسي النوم عندما علم بوقائع التعذيب التي قام بها أبناء عشيرته على أبواب قصره لمواطنين لم يحصلوا على أبسط حقوقهم القانونية في التحقيق والمساءلة؟، بسم الله الرحمن الرحيم الإجابة «إحنا جلدنا تخين». كيف غمض لمرسي جفن عندما شاهد تلك الحلقة الموجعة من برنامج آخر كلام التي ظهر فيها مواطن سكندري لا يجرؤ على رفع وجهه إلى الكاميرا وهو يروي وقائع هتك عرضه وإنتهاك آدميته على أيدي جلادي داخلية مرسي؟، بسم الله الرحمن الرحيم الإجابة «إحنا جلدنا تخين».

كيف يستطيع مرسي أن يرفع وجهه إلى الكاميرات ويبحلق فيها وهو يوالي إصدار التصريحات والقرارات ويرفع إصبعه مهددا متوعدا دون أن يتذكر كيف قام بالكذب على مواطنيه وأخلف وعوده التي وصل بفضلها إلى كرسيه، بسم الله الرحمن الرحيم الإجابة «إحنا جلدنا تخين». كيف نسي مرسي وإخوانه كل ما تعرضوا له من قمع وظلم وإهانة على أيدي أجهزة الأمن، فإذا بها تصبح حليفتهم الوحيدة الآن مع أنهم يعلمون أنها لم تتطهر من خطاياها ولم يتم إعادة هيكلتها أو محاسبة قادتها أو تغيير عقيدة العاملين بها، بسم الله الرحمن الرحيم الإجابة «إحنا جلدنا تخين». هل يستطيع مرسي أن ينام كل ليلة دون أن تقض مضجعه أصوات أمهات محمد الجندي وكريستا ومحمد الشافعي وغيرهم من الشهداء الذين سقطوا تحت مسئوليته السياسية وهن يلمن أنفسهن على تصديقهم لوعوده الإنتخابية وظنهن أنه الأقرب إلى الله وشريعته، بسم الله الرحمن الرحيم الإجابة «إحنا جلدنا تخين». كيف ينتظر مرسي من الناس أن يصدقوا تعهداته بنزاهة الإنتخابات وقد جربوا وعوده الكاذبة بدل المرة مرارا، وقد رأوه يتجاهل كل التقارير الحقوقية التي وثقت للمهازل الإنتخابية التي جرت في الإستفتاء الذي سيق له المصريون تحت تأثير الخوف من المجهول، دون أن يتوقفوا جميعا صارخين في وجه مرسي «أنت كذبت علينا يا هذا، أنت قلت لنا أنك لن تصدر دستورا لا يتوافق عليه الشعب.. أنت وعدت بأن تقوم بتوسيع تشكيل الجمعية التي تكتب هذا الدستور»، وأغلب الظن أنهم لو فعلوا ذلك لكان مرسي قد رد عليهم جميعا بخطاب يستهله بقوله «بسم الله الرحمن الرحيم «الإجابة إحنا جلدنا تخين».

هكذا ياسيدي، إسأل ما شئت، وشَرِّق أو غَرِّب محاولا البحث عن إجابة شافية عن كل ما تراه من تناقضات مرسي وتراجعاته وتعايشه مع إخفاقاته، فلن تجد سوى تلك الإجابة الملخصة الموجزة «إحنا جلدنا تخين»، وهي إجابة ظن مرسي وهو ينطق بها بفخر وإعتزاز، أنه يرسي قاعدة سياسية حاسمة يجب أن يتعامل خصومه معه على أساسها، فيدركوا أنه ذلك الحاكم الذي يمضي في طريقه دون أن يتراجع مهما «خَرَّت الدماء» على حد تعبيره، دون أن يدري أنه بعد أن قال عبارته تلك، لن يكون من بعدها أدنى عذر لمن يظن أن هناك جدوى من الحوار مع محمد مرسي قبل أن يغير جلده السياسي، ويستبدله بجلد آخر حي رقيق لعله يذوق به عذاب الناس وأحزانهم وأوجاعهم.

لو أدرك مرسي حقيقة ما يحدث في البلاد، لأدرك أنه لا يحتاج إلى جلد سياسي سميك غليظ، بقدر ما يحتاج جلدا يحترق مع كل دمعة أم فقدت إبنها على أيدي جلاديه وميليشيات عشيرته، جلدا يقشعر من خشية عقاب الله له على تفاخره أمام الملأ بأنه يدعم الشرطة التي تختطف الناس إلى معسكرات التعذيب وتهين كرامتهم وتطلب منهم أن يسيروا كالكلاب وهم يسبون أنفسهم بأقذع الألفاظ، جلدا يذكر صاحبه بأن تُّخن جلود السياسيين ليس مدعاة للتباهي وعنادهم ليس فضيلة ينالون فيها الدكتوراة ومكابرتهم في الغلط ليست جدعنة، جلدا يقرص صاحبه بدل المرة ألف مرة، لعله يفيق ويتذكر عبارة خالدة لعله قرأها في الأتوبيسات التي كان يركبها في أيام الكفاح، هي عبارة «الإحساس نعمة»، والتي كانت تلزم مصر والمصريين أكثر بكثير من عبارة «إحنا جلدنا تخين».

حسبنا الله ونعم الوكيل.

عزيزي فضل .. عليك أن تشرب قليلا من مخلفات العصر .. العصر من العصير وليس من صلاة العصر .. فتعلمنا قديما أن عصير الليمون إذا ترك ولو لمدة بسيطة فإنه يكون مرا للغاية .. فعليك أن تشرب من عصير الليمون هذا لمدة من الزمان قد تطول أو تقصر .. فهكذا هي الحياة لا تستقيم ما لم يعرف المخطيء نتاج خطئه والظالم عواقب ظلمه .. ولأن لم يربه أبواه تربه الأيام والليالي .. والأيام والليالي كفيلة بتربيتك وتعليمك دروس التاريخ أنت وأمثالك ..

اللهم احفظ مصر من الفتن؛ ما ظهر منها وما بطن

اللهم احفظ مصر من الفتن؛ ما ظهر منها وما بطن

رابط هذا التعليق
شارك

هولاء الحمقى هم من اوصولنا لما نحن فيه

سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

اللهم لك الحمد ولك الشكر كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك

اللهم اغفر للمسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات الاحياء منهم و الاموات

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...